رواية ذنوب علي طاولة الغفران الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم نورهان ال عشري


 رواية ذنوب علي طاولة الغفران الفصل الخامس و العشرون  بقلم نورهان ال عشري

أيُمكِن للغد أن يمحي مرارة البارحة ؟ و ذلك القدر الذي تفنن في إزهاق قلوبنا و إجلاء الأمل من حياتنا هل يُمكِن أن يترفق بنا و يهبنا أمانينا السرية التي خبأناها بين طيات قلوبنا جيدًا حتى لا تطالها أيدًا ملوثة بسُم الكراهية ؟ جميعها استفهامات مُرهقة يهاب القلب طرحها خوفًا من إجابات قد تأتي على غير هوانا، ولكن حتى الأشياء التي لا تأتي وفق إرادتنا قد تحمل الخير بين طياتها، و هذه الضربات التي نالت منا لولاها لم وصلنا الى ما نحن عليه، لذا فلو لم نرغب فنحن مدينين لكل التجارب التي خضناها و كل الآلام التي خابرناها. 


نورهان العشري ✍️ 


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


دلفت آسيا إلى مكتبها لتضع حقيبتها و تحضر دفترها حتى تشرع في عملها و إذا بها تستمع إلى جرس الهاتف الداخلي لمكتب كمال الذي أتاها صوته الغاضب وهو يأمرها

ـ حالًا تكوني عندي. 


تفاجئت آسيا من حديثه و هرولت إلى داخل غرفته لتتفاجئ حين جذبتها يديه القوية لتصدمها بالباب خلفها ليهوى على ثغرها بقبلة كاسحة جمدتها بمكانها لثوان قبل أن تقوم بدفعه بكل ما تمتلك من قوة و رفع كفها تنوي صفعه فوق خده ولكن كفه الذي قبض على خاصتها حتى كاد أن يطحن عظامها بين يديه وهو يقول بعُنف 

ـ أنتِ اتجننني؟ عايزة تمدي إيدك على كمال الوتيدي! 


كان قريب منها لدرجة أزعجتها بل جعلت الجنون يحتل جسدها لتدفعه بقوة وهي تصرُخ بملء فمها

ـ كمال الوتيدي على نفسه. مين سمحلك تتجرأ و تعمل اللي عملته! ولا فاكرني واحدة جايه من الشارع. 


جن جنونه من حديثها و الذي يتنافى مع ما رآه منذ قليل عودة لما قبل نصف ساعة من الآن 


كان في طريقه للشركة ليتفاجيء حين رآها تترجل من سيارة هذا الشاب رؤوف و هي تخصه بهذه الضحكة الرائعه التي يتلهف لها كما يتلهف الظمآن لرشفة مياة، و الأدهى من ذلك أنها كانت تتحدث معه بعفوية و دون تحفُظ على عكس طريقتها معه التي تقوده إلى الجنون ليُجاهد نفسه حتى لا يذهب و يلكم هذه الشاب لكمة قويه تُطيح به الى الجحيم السابعه و يُلقنها درسًا لن تنساه ليذهب رأسًا إلى مكتبه يحاول أن يُهديء من روعه قليلًا، وهو يقنع نفسه أنه ابن عمها و من الطبيعي أن تتعامل معه دون تحفُظ على عكسه، و ما هي إلا دقائق ليُقرر احتساء قهوته الصباحية علها تُهديء من روعه قليلاً، فتوجه إلى ركن القهوة لتتجمد أوصاله حين شاهدها تقف مع وائل الذي كان يُعطيها باقة من الورود الحمراء وهي تبتسم هذه البسمة الرائعة مرة آخرى ولكن لرجُل آخر. انتفخت اوداجه غضبًا حين شاهدها تتحدث بهذه الطريقة أيضًا، فبدا له الأمر أشبة بالجنون الذي أصابه جراء أفعالها ليعود أدراجه إلى مكتبه، و هو يُفكر للمرة المليون حول تصرفاتها لتستيقظ جميع حواسه التي وقعت أسيرة لها، و بعد تفكير عميق توصل إلى استنتاج واحد و هو أنها تدعي التحفُظ و البراءة معه هو فقط. ربما لتحاول استمالته، واستثارة انتباهه، وهو ما جعل الجنون يُسيطر عليه ليُقرر تلقينها درسًا لن تنساه أبدًا


عودة للوقت الحالي 


ـ ايه هو الهزار و الدلع مع الناس كلها حلال و معايا أنا حرام! 


هكذا صاح بانفعال جعلها تتسمر في مكانها تناظره وكأنه نبت له قرنا الشيطان لتقول بعدم فهم

ـ دلع ايه و ناس مين ؟ انت قاعد تلبسني تهم في الفاضي!


اهتاجت دواخله و انتفضت عروق رقبته وهو يصيح بحدة

ـ رؤوف اللي نازلة من عربيته من شويه و عماله تضحكي و تدلعي معاه، و الزفت اللي اسمه وائل يا محترمة اللي جايبلك ورد و عمال يحب فيكي و انتِ مبسوطة اوي، و كمال لا اصدرله الوش الخشب صح! 


صمت لثوان قبل أن يُتابع بقسوة

ـ افهم من كدا ايه؟ بلاش انا. الناس هتقول عليكي ايه؟ اقولك هيقولوا انك إنسانة مُستهترة، و فتحاها على البحري، و بتمثلي الأدب و الأخلاق. الله و اعلم بقى ليه؟ 


صعقتها اتهاماته التي حتى وإن كانت باطلة ولكنها تضعها بموضع الفتاة المُستهترة هكذا سيراها الجميع دون إعطاء ذرة شك واحدة بعفوية تصرفاتها

ـ انت بتقول ايه؟ أنه فعلاً شايفني كدا!


ترقرق العبارات في مقلتيها و ملامحها التي بهتت بشكل كبير و أيضًا ارتجاف الحروف على شفتيها كل هذه أشياء جعلته على حافة الجنون

ـ أنا عايز اعرف أنتِ بتعملي كدا ليه ؟ استحاله تكوني بريئة زي ما بتحاولي تبيني. 


هكذا صاح بانفعال ارتج له جسدها الذي كان الألم و الغضب يسكُنان كل خليه به ولكن الآن تزاحم معهمَ الخوف أيضًا حين شاهدت مظهره لتهتز نبرتها وهي تقول

ـ والله بريئة أو لا دي حاجه تخصني. انا مقولتلكش تعالى قرب مني و اعترض طريقي في كل مكان. 


اسودت ملامحه و تفشت القسوة في عينيه و نبرته حين قال 

ـ تصدقي عندك حق. انا اللي عملتلك قيمة، و اديتك حجم اكبر من حجمك.


دعست شاحنة كلماته الثقيلة فوق جراحها النابضة بالحياة مُزيلًا الغبار عن نقاط ضعفها بمنتهى القسوة التي جعلتها تخرج عن شعورها و تهتف بانفعال

ـ أنا ليا قيمة غصب عنك. 


ـ أخرسي..

كُتِمت الحروف بفمها حين رفع قبضته و لكم الباب خلفها بقوة أحدثت به شروخ لينتفض جسدها رعبًا من مظهره و صُراخه عليها بهذه الطريقة لتتدحرج العبرات بغزارة من بين مآقيها ولكن الغضب كان يطمس كل شعور لديه في هذه اللحظة ليقول بقسوة

ـ مش عايز أشوف وشك في الشركة تاني. اخرجي بكذبك و خداعك دا بره حياتي.


مقدار الألم الذي اكتظ به صدرها لا يُمكن لأي كلمات وصفه، ولكن هُناك من تأذى من حديثه أكثر من قلبها وهو كبريائها الذي جعلها تقول بوعيد لا يخلو من الألم

ـ تمام. هخرج بس اوعى تفكر تدور عليا تاني. عشان هوجعك اوي وقتها. 


أنهت جملتها و توجهت لتفتح باب الغرفة و تغادر بعد أن جذبت حقيبتها و هي تهرول أمام ناظريه و قلبه داخله يرتجف من فرط الألم و هو يتوسل ألا تغادره، ولكن أبت الشفاة اخراج صرخاته التي اكتظ به صدره ليقوم بركل الباب بقدمه بعُنف و يهوى فوق مقعده بتعب أثقل قلبه وروحه معًا.


اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك. شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر♥️


★★★★★★★★★★


ـ صباح الفل و الورد و الياسمين. على دكتورنا اللي رافع راسنا و مشرفنا في كل مكان.

هكذا تحدثت هيام بسعادة حينما وقعت عينيها على يزيد الذي كان يترجل من الدرج و ما أن سمع كلماتها حتى أخذ يتلفت خلفه وهو يناظرها باندهاش غير مُصدق بأنها تتحدث إليه ليقترب منها و هو يقول باستفهام

ـ صباح الخير دي ليا؟ ولا في مخلوقات غير مرئية عايشة معانا في البيت وانتِ بتصبحي عليها؟


تدخلت روضة قائلة بتقريع 

ـ يعني لو هزقتك مش نافع، ولا روقت عليك مش نافع. انت ملكش كتالوج! 


يزيد بسلاسة

 ـ طب ما يمكن أنتِ اللي غبية عادي. 


هتفت هيام بحدة

ـ اتلم يا واد انت. بقى القمر دي يتقالها غبية ؟ دانت عيل مبتفهمش صحيح.


 صاح يزيد وهو يعانق هيام

ـ هيام. اختي حبيبتي كان في جن لابسك على الصبح. حمد لله عالسلامة. صباح الزفت يا حبيبة قلب اخوكي..


لم تفلح هيام في ردع ابتسامتها وهي تقول بعتب

ـ أنا بردو يا يزيد تقولي صباح الزفت! 


اقترب يزيد يأخذ كوب الشاي التي تُمسِك به روضة ليرتشف منه وهو يتربع بكسل على المقعد قائلًا بلامُبالاة

ـ مانا لو مقولتش أنتِ هتقولي، فأنا قولت يبقى ليا السبق. 


هيام بلهفة

ـ بطل يا واد كلامك دا. يارب يجعله صباح الخير علينا كلنا. 


وضع يزيد كوب الشاي بجانبه قبل أن يقول بنبرة هادئة

ـ هيومة. أنتِ حبيبتنا كلنا، و كل يوم بيعدي من حياتنا وأنتِ وسطنا هو نعمة من ربنا بنشكره عليها كل لحظة.


ترقرقت العبرات بمقلتيها تأثرًا بحديثه و قالت بحنو

ـ يااه يا يزيد أول مرة اسمع منك الكلام الحلو دا. اما بحلم ولا انت سخن ولا في مصيبة حصلت و أنت بتثبتني؟ 


يزيد بسلاسة

ـ ما شاء الله عليكي و على نبهتك. طالعالي. 


ـ أنا اطول اطلعلك، ولا انت في منك اتنين؟ دا انت اللي مفرحني في الدنيا دي. 


هكذا تحدثت هيام بحب، فهتف يزيد بتهكم

ـ طب خدي الفرحة دي. الريس ياسر قرأ فاتحة غنى امبارح.


برقت عيني هيام حين سمعت حديثه و فجأة خرجت منها صرخة كبيرة اهتزت لها جدران المنزل الكبير 

ـ يا حسرة قلبي..


توقف النبض بصدر روضة حين استمعت إلى حديث يزيد لتهتف بقهر

ـ انت بتقول ايه؟ مين دي اللي قرأ فاتحتها؟ انت اكيد بتهزر. 


يزيد بجفاء 

ـ مبهزرش، ومقولتلكيش أنه رمى نفسه قدام القطر بقولك خطب يا هيام حققلك أمنيتك اللي بتحلمي بيها بقالك سنين. 


هيام بشراسة 

ـ أمنية ايه يا ابو أمنية. ملقاش إلا دي و يخطبها. دا لو عايز يقهرني مش هيعمل كدا.


ـ هيام..


صدح صوت ياسر من خلفها لتلتفت إليه تناظره بعيني يتزاحم بها الغضب مع العتب الذي اهتز له قلبه

ـ عملتها يا ياسر. عملتها و اخترت بت صابرين و بعت أختك! 

هكذا هتفت هيام بانفعال و قلب يحترق من فرط الحزن، و قد كان يشعر بالألم لأجلها لذا قال بنبرة هادئة

ـ تعالي نتكلم جوا شوية. 


هيام بانفعال

ـ نتكلم في ايه يا ريس؟ ما خلاص انت دوست على هيام بجزمتك، وروحت للي باعتك….


ـ هيام. 

هكذا هتف يزيد وهو يُمسِك بذراعها ليمنعها من التفوه بأي شيء قد يحُط من قدر أخيه امامهم لتلتفت إليه هيام فتابع بنبرة تحذيرية

ـ اسمعي ياسر للآخر، وقوليله اللي أنتِ عايزاه بينك و بينه. 


اقترب ياسر و حاوطها بذراعه وهو يقول بنبرة تعرفها جيدًا، فهو يتوسلها و بالرغم من كل شيء هي لا تجرؤ على تجاهله لذا تقدمت معه إلى القاعه الكبيرة و عينيها لا تتوقف عن ذرف العبرات ولكن بصمت قطتعه حين سمعت اغلاق الباب لتقول بجفاء 

ـ سمعني اللي عندك. 


أطلق الهواء المكبوت داخل صدره دفعة واحدة وهو يقترب منها قائلًا بهدوء

ـ طيب هتكلم ازاي وأنتِ مدياني ضهرك كدا؟ 


هيام بحزن جعل نبرتها ترتجف وهي تقول 

ـ واشمعنى انت ديرتلي ضهرك و دوست عليا برجليك، وروحت خطبط بنت صابرين.


ياسر باندفاع

ـ لا عشت ولا كنت ياهيام. أنتِ فوق راسي العمر كله وانتِ عارفة كدا. انا اللي تحت رجليكي. 


لم تحتمل كلماته فالتفتت تناظره قائلة بحدة

ـ متقولش كدا انت أحسن واحد في الدنيا وانت عارف الكلام دا. 


ياسر بألم فتت قلبها.

ـ قصدك أتعس واحد في الدنيا. 


صمت لثوان قبل أن يُطلق العنان لآلامه و ضعفه بالظهور على العلن

ـ مقدرتش اتخيل أنها تبقى لغيري يا هيام. صعب. صعب اوي اعيش اللي عيشته قبل كدا. انتِ شوفتيني بعنيكي، وكنتي كتر واحدة حاسة بيا. يا كدا يا اموت نفسي بقى و ارتاح.


هتفت بلهفة وهي تعانقه

ـ بعد الشر عنك. اوعى تقول كدا تاني. ان شالله كل اللي يكرهوك.


عانقها بقوة وهو يقول بنبرة يتساقط منها القهر

ـ أنا تعبان أوي يا هيام، و مش عارف افرح، و مش عارف اذا كنت بظلمها معايا ولا بظلم نفسي ولا بعمل اية؟ 


أخذت تشدد من عناقه وهي تقول بأسى

ـ بتظلمها و بتظلم نفسك يا ياسر. مش هقدر تتخطى اللي حصل يا قلب أختك انا عرفاك.


كان حديثها صائبًا للحد الذي جعله يتراجع للخلف وهو يدور في الغرفة قائلًا بيأس

 ـ طب والحل؟ انا تعبت. تعبت من الحياة اللي فرماني تحت عجلها، و كل شويه تحطني بين اختيارات اهونها موتي. تعبت يا هيام. أسيبها و اسيب الدنيا واطفش ولا اعمل ايه؟ 


اقتربت منه تربت بلُطف على ظهره وهي تقول بحنو

ـ استهدى بالله يا قلب اختك. ربنا اسمه العدل، واكيد الخير جاي قدام. 


كان الأسى يلون معالمه و نبرته حين قال

ـ ونعم بالله. الحمد لله على كل حاجه. حقك عليا يا هيام. متزعليش مني.


قال جملته الأخيرة بأعيُن تحمل الحزن و الندم معًا ليتغلب حبها له على كل شيء و تهتف بلهفة 

ـ حقك انت عليا. انا مقصدش ازود تعبك.انا عايز اشوفك فرحان، ولو كانت بت صابرين هي اللي هتسعدك انا موافقة. 


ـ مسمهاش بت صابرين يا هيام. اسمها غنى اللي كانت روحك فيها زمان، و كنتِ تبهدليني لو زعلتها. 


هكذا تحدث بعتب قابلته بالغضب حين قالت

ـ كانت روحي فيها عشان هي كانت روحك، واي واحدة هتحبها هكون روحي فيها. انت المهم عندي، كل منايا في الدنيا هو سعادتك.


ياسر باستهجان

ـ سعادتي ! اختاري حاجه سهلة يا هيام.


وحدها أكثر من يعلم بما عاناه طوال حياته، وقد كان هذا أكثر ما يُحزنها، ولكنها هتفت بإصرار لا تعرف من أين أتت به

ـ والله هتبقى اسعد واحد في الدنيا، و هتنسى و هتعدي، و لو في يوم زعلتك البت دي محدش هيجبها من شعرها غيري. 


نجحت ابتسامة بسيطة في شق صخور الحزن القابعة فوق صدره و ارتسمت فوق ثغره ليقول بحنو

ـ والله أنتِ أطيب قلب في الدنيا يا هيام. 


هيام بحُب

ـ انت اغلى انسان عندي في الدنيا يا ياسر. لو سعادتك دي تمنها روحي انا متنازلة عنها. دا انت واخوك نور عنيا. 


حاوطها بذاعيه وهو يقول بحنو

ـ ربنا ما يحرمنا منك أبدًا، و يخليكي لينا. احنا من غيرك كان زماننا ضعنا قي الدنيا دي. 


ـ يا نهاركوا مش فايت. بتحضنوا بعض ! اومال فين الشلاليط و الأقلام؟ 

هكذا هتف يزيد الذي دلف إلى داخل الغرفة فوجدهم متعانقان ليلتفت ياسر إليه قائلًا

ـ دا بعينك. الشلاليط و الأقلام دي ليك انت انما انا ليا الحب كله. 


تقدم يزيد وهو يناظرهم بصدمة تحولت لسخط وهو يقول

ـ بلفك بكلمتين ! يا بوق . بدل ما ترزعيه بالروصية تجيبيله ارتجاج في المخ! ضحك عليكي يا هبلة؟ 


ابتسمت على كلماته و قالت بتقريع

ـ لا يا واد! قال عايزني أضربه قال! ومين فرملني في مانا شايطة و مستحملش عليه كلمة ؟ مش انت بردو! 


يزيد بتعالي، وهو يحاول الا يظهر مشاعره تجاه شقيقة

ـ ايوا دا عشان متفضحيناش قدام الناس بس. مش مقياس لأي حاجه. 


ـ يا واد خش في عبي خش! 


ـ و أخش في عبك ليه؟ كان الحاج عبغفور علقني من رجلي! 


هكذا تحدث يزيد بتهكم ليقول ياسر بامتنان 

ـ لا بس يزيد طلع رجولة، و حقيقي فاجأني، وخلاني احس اني عندي راجل اتسند عليه. 


تحمحم يزيد بحرج قبل ان يقول 

ـ راجل اوي لعلمك. بس مابحبش اتكلم عن نفسي كتير عشان الحسد. 


قهقه كُلًا من هيام و ياسر على حديثه قبل أن يُتابع بملل

ـ بقولكوا اي؟ روضة جابتلي تروما بره عماله عياط و نف لما قرفت أمي حد يطلع يسكتها بدل ما اطلع انا اخلص عليها. 


هيام بحزن

ـ أهي دي اللي واجعه قلبي في الموضوع كله. قلبها اتكسر يا ياسر. 


هتف يزيد بملل

ـ ولا اتكسر ولا اتشرخ. متكبريش الموضوع و تحمليه ذنب هو في غنى عنه. هي واهمة نفسها انها بتحبه انا عارف انا بقولك ايه؟ انتِ بس هديها وانا عارف بقولك اي؟ 


هيام بقلة حيلة 

ـ حاضر. هروح اشوفها. 


اللهم لا تشمت اعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي. اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وابعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني♥️


★★★★★★★★★★


برقت عينيها وهي ترى ذلك العقد الجديد و هذا الراتب الكبير الذي في نظرها مُبالغ به لتقول بصدمة

ـ ايه دا كله؟ 


تبددت صدمتها و حل محلها الغضب الذي جعلها تقول بانفعال

ـ دا بيستهبل بقى، ومش ناوي يبطل عمايله دي. 


زفرت بقوة قبل أن تلتفت وهي تتوجه إلى مكتب خالد الذي استرعى انتباهه ذلك الطرق القوي على باب المكتب، فأطلق الإذن بالدخول ليتفاجيء بها تقتحم مكتبه وعلى وجهها جميع إمارات الغضب الذي ادهشه كما أدهشته كلماتها حين قالت

ـ مستر خالد هو انا مش قولت لحضرتك قبل كدا اني مش محتاجة عطف ولا مساعدة من حد! 


غضب بشدة من طريقتها الفظه و نبرة صوتها التي تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه لذا تحدث بفظاظة

ـ من غير مقدمات قولي اللي عندك. 


وضعت الملف أمامه وهي تقول بغضب 

ـ ممكن افهم ايه المرتب دا كله؟ انا لا مهندسة ولا انا رئيسة قسم، ولا بعمل حاجه تستدعي المبلغ دا كله. إلا إذا حضرتك قررت تتصدق عليا!.


لم ينظر إلى الملف ولكن عينيه ضاقت و ملامحه اكفهرت مما جعل موجة الشجاعة التي جرفتها تتبدد و يبدأ الخوف بالزحف إلى أوصالها خاصةً حين نصب عوده الفارع و التف يقف أمامها واضعًا كفوفه بجيوب بنطاله وهو يناظرها بغموض قائلًا بصوته الأجش

ـ انا ايه اللي يمنعني أن انا ارفدك دلوقتي ؟ 


ارتجف بدنها من كلماته لتقول بارتباك

ـ ترفدني ! ليه ؟ هو انا عملت ايه؟ 


ضيق عينيه وهو يشملها بنظرات رجل لإمرأة أيقظت بداخله مشاعر جامجة ظن أنها دُفِنت بأعماق قلبه، و اتضح أنها كانت في سُبات لم يوقظها منه سواها

ـ تصرفاتك متهورة، لسانك طويل، و صوتك علي على رئيس مجلس إدارة الشركة. 


أشجان بصدمة

ـ هو صوتي علي؟ 


اومأ برأسه وهو يقول بخشونة 

ـ علي.


كانت على وشك البُكاء ليُتابع بنبرة يشوبها الوعيد 

ـ تخيلي متين و خمسين موظف شغالين في الشركة دي مقدروش يعملوا اللي أنتِ عملتيه دلوقتي! 


شعرت بألم حاد في معدتها من حديثه لتقول بنبرة أشبة بالبُكاء

ـ انا كدا مرفودة صح! 


اين غضبه منها ؟ تلاشى مع رقتها و عفويتها و هذا الزمُرد التي يتراقص بإغواء في مقلتيها. عض على شفتيه وهو يقول بخشونة 

ـ انتِ شايفة اي؟ 


أشجان بعدم فهم 

ـ يعني ايه؟ 


خالد باستفهام

ـ يعني لو مكاني هتعملي ايه؟ بس بصراحة.


أشجان باندفاع 

ـ هعمل نفسي من بنها و كأن محصلش حاجه اصلًا.


ابتسامة بسيطة فرضت نفسها على شفتيه جراء حديثها ليقول بصوتًا أجش 

ـ ماشي، وانا هسمع نصيحتك، ويكون في علمك المرتب دا مش انا اللي بحطه، و على فكرة دا أقل مرتب في قسم السكرتارية. 


أشجان بصدمة 

ـ دا بجد! 

خالد بتأكيد

ـ بجد. البنات اللي بره مرتبهم اكتر من كدا بكتير. 


شعرت بمدى غبائها، فتمتمت بخفوت

ـ انا بعتذر يا فندم.


قاطعها بجمود


ـ متعتذريش. بس خليكي متأكدة أني لا يمكن اعمل شيء يمس كرامتك أو كبريائك.


جملته الأخيرة و نبرت صوته التي تبدلت لآخرى جعلت جسدها يرتجف حين أطلق عقلها زامور الخطر لتهتف بخفوت وهي تستدير

ـ طب عن اذنك.


استوقفها قائلًا بجفاء

ـ رجعتي البيت تاني! 


ـ ايوا عن اذنك.

إصرارها على الهرب اغضبه فتابع باستفهام


ـ لسه زعلانه من ممتك؟ 


اندهشت من معرفته فقالت بلهفة

ـ مين قالك؟


تابع استجوابها قائلًا

ـ عشان كدا مرجعتيش بيت أهلك؟ 


شعرت بالحرج لمعرفته بما جدث، و أيضًا وخز الألم صدرها لتقول بنبرة مُشجبة

ـ لا. انا بس محبتش اضغط عليهم يعني كتر الف خيرهم. اتحملوا كتير


الألم بملامحها و نبرتها كان شيئًا قاسي على قلبه الذي استنكر ما يحدُص معها لذا تحدث بنبرة هادئة 

ـ مفيش أهل بيتضرروا من ولادهم. لازم تعرفي كدا كويس، وحتى لو والدتك زعلتك أو رأيها ضايقك فهي متقصدش اللي وصلك.


نبشت كلماته جراحها، و أفصح قلبها عن شكواه حين قالت بنبرة مُشجبة

ـ لا تقصد. و ياريت متحاولش تجمل الحقيقة المُرة عشان مرارتها بتزيد مبتقلش. انا عارفة الناس عندنا بتفكر ازاي؟ احنا مش زيكوا.


خالد بفظاظة

ـ تبقي متعرفيش حاجه. 


ـ ازاي؟ 


لأول مرة يتخلى عن جموده وفظاظته و يتحدث بسلاسة

ـ تعرفي ان انا امي الله يرحمها لما كانت اختي تتخانق مع جوزها و تيجي تشتكيلها. كانت تقولها أنتِ غلطانه و ترجعها بيت جوزها في وقتها، و على فكرة بيت جوزها دا بينا وبينهم خطوتين. 


تفاجئت من حديثه الذي جعلها تتخطى ألمها لتقول باندهاش

ـ نعم.


ابتهج قلبه حين انمحى الألم من ملامحها الجميلة و تابع بهدوء

ـ والله. الناس بتوع زمان كان عندها اصل و طيبة، و بتعرف في الأصول. لكن دلوقتي طبعًا الوضع اختلف بس تفكيرهم هو هو مختلفش. مفكرين أن الناس لسه زي ماهي.


لاحت بوادر الاقتناع على ملامحها لتقول بخفوت

ـ ممكن يكون عندك حق. 


خالد بخشونة

ـ اسمعي مني انا دايمًا عندي حق. 


شعرت برجفة تسري في جسدها من كلماته لا تعلم سببها ولكن نظراته كانت كمُحفز قوس لضؤبات قلبها التي يشوبها الجنون بسببه لتقول بحرج

ـ عن اذنك.


أكثر ما يكرهه الآن أن تغادر لذا تحدث بنبرة أقوى

ـ و دايمًا موجود لو احتاجتيني. 

 

ـ معتقدش اني هحتاجك.

لا تعلم لما قالت هذا الحديث ولكنها كانت تحتاج لسماع هذه الجملة أكثر منه ولكنه كعادته يُهيمن على الأمور و يتلاعب بثباتها بمنتهى البراعة 

ـ متحكميش على بكرة. 


هكذا تحدث خالد بجمود، فهتفت بانفعال

ـ مستر خالد انا مجبرة على الشغل هنا لأسباب متخصش اي حد غيري حتى لو كنت حضرتك عارفها، و انا مُقدره انك ساعدتني قبل كدا، و كفاية انك حطتني في مكان انا مستحقوش. 


عاندها قائلًا بنبرة تحمل الكثير من المشاعر بداخلها

ـ أنتِ تستحقي اكتر من كدا، و مكان احسن بكتير من اللي أنتِ فيه.


سلكت درب العناد هي الأخرى لتهتف بنبرة مبحوحة من فرط الانفعال 

ـ دا مش صحيح. انا انسانه بسيطة في كل حاجة. حتى تعليمي. في ناس في الشركة دي احسن مني و يستحقوا مكاني. بس انا هعتبر أن دي منحة من ربنا عشان يساعدني اقف على رجلي عشان ولادي.. 


قاطعها بجمود

ـ هي فعلا كدا. بس ممكن اعرف أنتِ شايفة نفسك بالطريقة دي؟ 


هتفت بحدة تريد ابعاد اغوائه عن قلبها العليل

ـ عشان أنا كدا فعلا. انا انسانه متملكش في الدنيا غير احترامي لنفسي ارجوك متخليش افقده.


خرج وحش الغيرة من مكمنه ليتهتف بنبرة افزعتها

ـ ولما هو اغلى حاجه عندك ليه لسه مع البني آدم دا؟ 

هتفت بحدة

ـ انا حرة.


ضاق ذرعًا من هذه الجملة ليهتف بحدة

ـ أنتِ غبية بتقاوحي وعايزة تعذبي نفسك وبس


كررت جملتها بنبرة أقوى وهي تحاول ردع مشاعرها حتى تنجو من براثن لضميرها الذي لا تقوى على مواجهته

ـ أنا حرة في نفسي، ودا ميخصش حضرتك.


صرخ بكل ما أوتي من عشق يجتاح صدره لأجلها 

ـ لا يخصني، و غصب عني وعنك يخصني.


ألجمتها الصدمة حتى برقت عينيها من صراحته التي لم تكُن تحتاج إليها في هذا الوقت تحديدًا  

ـ معتقدش انك غبية و مش حاسة.


غمرها بوابل مشاعره التي كان قلبها الخائن متأثرًا بها للغاية مما يجعلها فريسة لضميرها الذي لن يتوانى عن جلدها فهبطت عبراتها بغزارة وهي تقول بشفاة مُرتجفة

ـ اللي حضرتك بتقوله دا مينفعش، مينفعش أبدا ارجوك متخليش أخرج من الشركة دي و مدخلهاش تاني. 


كان حديثها كإنذار طواريء بالنسبة إليه ليقول بجفاء

ـ طيب حاضر. هسكت و هبعد كمان. بس أنتِ كمان ارحميني و اخلصي من البني أدم دا و سلطته عليكي. 


صرخت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر

ـ مش هعمل كدا طول ما انت بتطلب مني دا. كلامك دا بيخليني مش قادرة اتخلص منه، و بيحطني فى صراع صعب مع ضميري. 


خالد بانفعال 

ـ ضمير ايه اللي تدخلي في صراع معاه عشان حيوان زي دا؟ 


كلماته تُضاعف عذابها و تجعلها تشتهي الموت على الشعور بهذا الثُقل داخلها لتهتف بانفعال

ـ مينفعش تغلط فيه قدامي واسكتلك، مينفعش اتطلق منه عشان انت عايز دا. مينفعش كل اللي بيحصل دا اصلا. 


تعالت شهقاتها التي زعزعت قلبه من الداخل و خاصةً حين أضافت بقهر

ـ ارجوك سيبني اتصرف في حياتي لوحدي. سيبني اخد قراراتي من نفسي. انا مش حمل أشيل ذنب اللي بيحصل دا. انا أضعف بكتير منه. 


شعر بالحنق عليهاو على ذلك الحيوان الذي يحول بينها و بينه و حتى على هذه الحياة التي دائمًا تجعل كل شيء صعب و مؤلم من نصيبه لذا تحدث بقسوة

ـ ماشي. اللي تحبيه. خليكي اتعذبي لحد ما تخسري اللي باقي من حياتك عشان تفكيرك المريض دا. 


أخيرًا استطاعت الفكاك من بين قبضته لتهتف بخفوت وهي تندفع إلى الخارج 

ـ عن اذنك.


توجهت رأسًا إلى المرحاض الذي كان في آخر الرواق تبكي كما لم تفعل من قبل لياتيها صوته الغاضب من الخارج وهو يوجه حديثه إلى سلمى 

ـ الغي كل مواعيدي النهاردة. 


في هذه اللحظة شعرت بحاجتها للإرتماء بين أحضان شخص يُمكنه أن يربُت على أوجاعها و يهدأ من نيران قلبها لذا هرولت إلى الخارج و منه إلى ذلك المقهى الذي زارته من قبل لتتقابل وجهًا لوجه مع سوزان التي هالها مظهرها لتقول بلهفة

ـ في ايه؟ 


دون أي مقدمات ارتمت أشجان بين ذراعيها تبكي كطفل عاش يتيمًا طوال حياته هذا العناق هو أول بادرة حنان يستشعرها قلبه .


لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم♥️


★★★★★★★★★★


ـ ياسر انا عايزك تمسك أعصابك لما تسمع اللي هقولهولك. الموضوع كبير واحنا لازم نحسب كل خطوة بنخطيها.


هكذا تحدث خالد مُحذرًا وهو يخاطب ياسر بعد أن خاطبه رحيم ليتقابلا بمقر عمل ياسر الذي زفر بقوة قبل أن يقول بجمود

ـ حاضر يا خالد. قول وانا سامعك.


التفت خالد إلى رحيم الذي قص عليه ما حدث قبل يومين 


عودة لوقت سابق


كان يسير بخطوات مترقبة و عينين يمشطان المكان من حوله خوفًا من غدر قد يأتيه من أي مكان، فحين جاءته رسالة هذه المرأة قرر مسايرتها ولكن على طريقته و خاصة أن كلماتها لا يُمكن تجاهلها 

ـ روح البيت اللي في الصورة دي و هتلاجي كل اللي تحتاچه عشان نخلُص من رماح، ولو عايز تعرِف الباجي ابعتلي ورجة الجواز واني هجولك على كل حاچة بعد أكده. 


لم يستطِع تخطي الأمر و قرر أن يذهب إلى هذا المكان المهجور و لكن بعد أن وضع خُطه مُحكمة تضمن سلامته ليقترب بخطوات بطيئة من الباب قبل أن يدفعه بقدمه وهو يصوب سلاحه في تجاه البيت تحسبًا لأي غدر قد يحدُث، ولكن المفاجأة الكبرى كانت في هذا الجسد المُلقى على الأرض بإهمال في هذا الغرفة المُهترئة، فتأكد أنها خالية من أي بشر قبل أن يندفع إلى الداخل ليقوم بكشف وجه المرأة المُلقاة أرضًا وأذا به يتفاجيء حين وجد هذه الفتاة الجميلة التي كانت تستنجد به في أحلامه طوال الفترة الماضية و الآن هي بين يديه فاقدة للوعي 

ـ ضي. ضي. فوجي يا بت الناس. 


هكذا أخذ ينادي باسمها وهو يربت فوق خديها بلُطف، ولكنها لم تكُن تستجيب لندائاته ليُقرر الخروج بها من هذا المكان فقام بحملها ليتوجخ إلى سيارته و يضعها في المقعد الخلفي و هو يهرول إلى أقرب مشفى ليطمئن عليها، و هُناك أخبره الطبيب بأن حالتها على ما يُرام و لكنها واقعه تحت تأثير مُخدر قوي، و قامت الممرضة بإعطائه خطاب كان مُخبيء بين ملابسها ليقوم بقرائته 


ـ لو وصلتك الورجة دي يبجى انت جطعت نص المسافة للحجيجة، ولازمن تِعرف أن نچاة دي هي نچاتك. زي ما كانت نچاتي. اللي هجولهولك ده محدش يعرِفوا غيري اني و ربنا. نچاة دي تبجى بنت رماح، والكل مفكِر حتى رماح انها بت زناتي أخوي، وانا كنت جاصده أنهم يعرِفوا أكده. لما حبلت فيها و رماح عرف چبرني انزل الحمل، و اني فعلا حاولت. لكن يشاء ربنا أني أحمل تاني و وجتها مجولتش لرماح، و قررت اربي اللي في بطني حتى لو ههرُب حتى لو هجوله انها مش بتي ولا بته. و من حسن حظي أن وجت حملها رماح كان مسافر عِند حبايبه في بلاد بره اللي بيتاچروا معاه في الأعضاء. ايوا رماح هو اللي بيخطوف البنات و يوديهم مكان اسمه الوكر محدش يعرِف طريقه غير ناس جليلين جوي، وهناك بيدربوهم لحد ما يبجوا بنات ليل، و بيهادوا بيهم الكبارات اللي بيشتغلوا معاهم، و وجت ما البت تجول لاه، ولا تتمرد ياخدوا أعضائهم و يبيعوها و يحطوهم في المكبس، عشان يمحوا أي أثر ليهم، و الوشم ده الختم بتاعهم و اللي بتتختم بالوشم ده بيتكتب عليها تكون بتاعتهم لحد ما يصفونها و علشان لو فكرت واحدة تهرول منِهم يعرِفوا يلاجوها، بس متخافش. نچاة لساتها زي ماهي محدش جدر يجرب منيها، والوشم اللي على رچليها داه كان عقاب من رماح ليا عشان فكرت اجف جصاده، و حتى شعبان الغفير الكلب بتاعك مجدرش يجرب منيها، و حاچة كمان عمتك صافية لساتها عايشة، و اللي حوصول ده كان من تدبير رماح مع حماتك هي اللي ساعدته عشان ياخد صافيه، و يتهم ربيع فيها. صافية محچوزة هناك في الوكر، ويوم ما تبجى نجاة مرتك بحج و حجيجي وجتها هتعرف طريج الوكر. اني مضمنش اني اعيش لبكره بس اني ضمناك يا عمدة، و عارفة انك حجاني، واني سبت بتي في ايد راچل يجدر يصونها، و اوعاك تاخدها بذنب رماح. اللي سرج لحمكوا زمان. حماتك عِنديها القصة كلاتها. لازمن تعرِف توجعها صوح. 


عودة للوقت الحالي 


زفر رحيم بتعب قبل ان يقول بحنق

ـ بنت المحروج مجالتش اكتر من أكده، واني هتچنن. ازاي كل دا يحصُل و كيف مرت عمي ساعدت الكلب ده؟ 


ياسر بانفعال

ـ هي تقصد مرات عمي نبوية ام مطاوع؟ 


اومأ خالد بصمت قبل أن يقول بخشونة 

ـ كدا يبقى مطاوع مليون في المية متورط معاهم، و متقوليش مطاوع لا يُمكن يعمل كدا. بشكل أو بآخر هو له يد في كل اللي حصل دا.


قال خالد جملته الأخيرة بحدة وهو يناظر رحيم الذي هب من مكانه وهو يقول بانفعال

ـ خلاص يا واد عمي. متاكلش راسي اومال. هنعتبر أن مطاوع خاين، واني هحرص منه. المهم دلوق اننا لازم نفكر هنعمل ايه ؟ 


ياسر بحدة

ـ مفهاش تفكير يا رحيم. اتجوز و خليها مراتك، وكل الألغاز هتتكشف. 


اهتاجت جيوش غضبه دفعه واحدة و هتف بشراسة 

ـ وجف يا واد عمي. اني مبتچوزجش، ولا ناوي، وآخري هكتب كتابي عليها. عشان مبجاش ليها حد في الدنيا. لكن اني لا بتچوز ولا ناوي اعمل أكده. 


نصب خالد عوده وهو يهتف بحدة 

ـ يبقى خلاص يا رحيم. اكتب كتابك عليها، و الكلب دا لازم يعرف انها بنته، و هنبعتله دعوة الفرح، واللعب هيبقى على المكشوف، ولو مطاوع طلع فعلا خاين أنت بنفسك مش هقدر تمنعني اني اخلص عليه. امين يا ابن عمي؟ 


شعر رحيم بحريق يسري داخل أحشائه من تحدي خالد المُبطن له، و الذي تابع بلهجة خشنة

ـ و بعدين انت عليك دين ولازم تسدده يا رحيم. متنساش دا.


كان على حافة الجنون ،ولكنه لم يستطِع أن يُصرح بأي شيء فقد كان كلايهما وجهان لعملة واحدة ها هو صديقه و رفيق عمره و أخيه يقف أمامه بطريقة لم يعهدها مُسبقًا و رغمًا عن أنه ما يقوله هو الصواب ولكن هناك جرح نازف بأعماق قلبه لم يستطِع تجاوزه أبدًا، ولكنه في نهاية المطاف هتف بجفاء

ـ أمين يا واد عمي. خلي كل حاچة على عينك يا تاچر.


ـ طيب هي فين دلوقتي ؟ انا بقول أننا نوديها عن بيت عم عزام تبقى وسط البنات يعني عشان تبقى متطمنة وهي وسطهم. 


هكذا تحدث خالد ليؤيده ياسر قائلًا

ـ أنا بردو بقول كدا، و ممكن كمان اتكلم مع غنى و آسيا يتكلموا معاها. منعرفش لما تفوق هيبقى رد فعلها اي؟ 


رحيم بلهفة

ـ تبجى عملت فيا خير. اني معرفش هجولها اي من أساسه؟ 


شعر بأنها فرصة ليراها دون أن يُفصِح عن ذلك لذا هب من مكانه و قام بجذب هاتفه ليقوم بالاتصال بها لتُجيبه بلهفة

ـ ياسر. 


تفاجيء من ردها السريع على الهاتف ليقول بجفاء

ـ هو انا قاعدة على الزرار ولا ايه؟ 


لا يعلم أنها كانت تريد أن تهاتفه ولكنها كانت تبحث عن حُجة قوية لتأتيها منحة من السماء حين رأت اسمه أمامها فأجابت بلهفة، ولكنها لم تُفصِح عن ما حدث لذا قالت مخادعة

ـ لا أبدًا دانا كان معايا مكالمة و لسه قافلة


ياسر بجفاء

ـ بتكلمي مين؟ 


ـ واحدة صاحبتي.


اغتاظ منها ولكنه لم يُفصِح عن شيء ولكنه قال بجمود

ـ طب البسي عشان هعدي عليكي نروح ناخد ضي من المستشفى. 


ارتعب قلبها خوفًا على صديقتها فهتفت بذُعر

ـ يالهوي مستشفى. ضي مالها يا ياسر؟ جرالها اي؟ 


استنكر قلبه خوفها فهتف بلهفة يُطمأنها

ـ اهدي ومتخافيش. هي كويسة و مفهاش اي حاجه، و هنروح نجيبها دلوقتي. 


غنى بلهفة

ـ طيب انا هلبس على ما تيجي. 


تحمحم بحرج قبل أن يقول بجفاء

ـ البسي حاجة حشمة، وانا ربع ساعة و هعدي عليكي.


ارتج قلبها تأثرًا بغيرته عليها التي لم يفلح في إخفائها لتهتف بنبرة عذبة

ـ من عنيا.


جملتها زعزعت كيانه فأغمض عينيه يحاول تخطي ما فعلته بها كلماتها قبل أن يقول بخشونة

ـ مش هتأخر عليكي. 


أغلق الهاتف و توجه إلى أبناء عمومته، فهتف رحيم بجفاء

ـ اني مش هروح وياكوا. روح انت و عروستك چيبوها واني ورايا مشوار مهِم هخلصه و أچيكوا تكون عروستك كلمتها. 


اومأ ياسر موافقًا لينهض خالد و هو يقول بفظاظة

ـ نتقابل بالليل، وياريت نسرع الموضوع و نكتب الكتاب ونخلص. 

اللهم إن عبدًا من عبادك ضرني و ضره لن يبرى أبدًا فاللهم أرني فيه ما يُرضيني و يُرضيك ولا يُرضيه 💔


★★★★★★★★★★


كانت تشاهد التلفاز بغرفتها لتتفاجيء بنبيلة التي دلفت إلى داخل الغرفة و لكن تجمدت الدماء بعروقها حين شاهدت ذلك الشيء الذي تُمسِك به.

الفصل السادس والعشرون من هنا


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1