رواية عودة الذئاب الفصل الخامس والعشرون بقلم ميفو السلطان
دخل نديم البيت متعب مكبل بالهموم بصدر مكتوم، و عقله معلق بتلك الجميله.. في من خطفت له قلبه .
دخل البيت وجده ساكتا، ساكت أوي… وسكونه خبط في قلبه . فين مهره؟ فين مكانها اللي كانت بتملاه؟ كانت دايمًا حاضرة، كانت نفسه التانيه.. كان وجودها يجعله يشعر بالاتزان.. سنده الحقيقي.
نظر ناحية حجرة شجن تلك الصغيره التي يقسو عليها بلا سبب.. يقسو عليها من خوفه خوف لا يعلم مصدره … اتنهّد، وقرب، لكن وقف فجأة.
ضحكة!
ضحكة خفيفة طالعة من جوه الأوضة.
صوت راجل بيرن في ودانه … :
"أنا مبسوط إني شُفتك تاني النهاردة… يوم الخلا دا مش هيتنسي."
فتح الباب بهدوء… وشافها.
شجن قاعدة، ماسكة الموبايل، والكاميرا مفتوحة، ووشها متورد من الكلام! وذلك الشاب بتكلم ويبدو انهم علي علاقه...
اتبدّل الهدوء اللي كان لسه شايفه فـ البيت، لصوت عنيف جوا دماغه.نديم حس كأن الشياطين تحالفت جواه.. تعالي حسه الصعيدي .
رزع الباب بعنف.. ..
التفتت شجن شهقَت وصرخت ، ورمت الموبايل، ، كان منظره مخيف رفعت يدها بخوف مرتعشه...
اقترب منها بعيون من نار...
ـ "إي.. إيه يا نديم، ما فيش حاجه والله، دا.. دا—"
لم سمعها. كل اللي كان بيرن في دماغه إنهم قضو يوم في الخلا...
هجم عليها، مسكها من شعرها، صوته كان زي الرعد:
ـ "بتكلمي رجالة؟ فـ بيتنا؟ يا واطيه "فاتحه الكاميرا لواحد وعماله تلاغيه. بتلاغي رجاله عالتلافونات يا زبآله... جولي قضيتو يوم مع بعض في الخلا فين يا زباله.... كان يضربها وهيا تصرخ بقهر.
ـ "قضيتوا يوم في الخلا؟! فين؟ إزاي؟ مين ده؟! بتلاغي الرجالة من ورايا؟!"
كان بيضربها...
وهي تصرخ، تتوسل، تنهار:
ـ "مافيش والله! ماعملتش حاجه! أنا.."
لكن نديم كان مهتاجا يشعر بالعار الذي يحارب إن يبعده عنه.. عار الشرف الذي وصموه به لتاتي اخته وتعيد الوصمه من جديد.
كان صوته يملي البيت، غضب بيخرج من جواه، من شرف شايله على ضهره من يوم ما مات أبوه.صفعها بقوه عده صفعات.. ماعملتيش.. أمال لو عملتي هجيبك من أحضان الرجاله . تجيبيلي العار وتكلمي رجاله. بتقضي معاهم أيام والبيه سعيد إنه بيشوف ويعاين الهانم.. في البيت جوات البيت يا فاجره. منك لله...
صرخ بحرقه.. ـ "أنا ماعرفتش أربي! ماكنتش فاضي! كنت بجيب حجنا! كنت راجل عليهم كلهم وانتِ بتخونيني في داري؟!"
ضرب ورا ضرب.
لحد ما وقعت ونحيبها يشق أوصال من علي الجهه الاخري. .
صرخ:
اجول ايه اجول إيه هموت منك لله إني خيتي تعمل اكده مين ده انطجي. جابلتيه فين وعرفك منين والله اموتك إيه متسابه . لاه انت تجعدي أهنه زي فرده الجزمه اجوزك اي حد وتتحبسي وماتطلعيش نفس هطلع روحك يا فاجره بقي اخرتها انا يتعمل فيا اكده.
كان ينهال عليها ضربا حتي تهالكت. دفعها بقوه ذهب يحضر التليفون وقفله
ـ "خلاص! ماعتش هتشوفي النور! هتتحبسي في البيت ده... ومش هتشوفي السما تاني يا بت أبوي!"
قفل الباب عليها وخرج.
علي الجانب الاخر.. براء سامع كل حاجه.
كان واقف، بيترجف، وصوته مكتوم، عينه بتدمع…
مش مصدق اللي حصل. ... قام مهتاجا يكسر كل شي...
ليه ليه ماعملتش حاجه دا مفيش انضف منها ليه اكده مين ده... ده أخوها.. اخوها ازاي وبيتكلم صعيدي إزاي.. هو فيه ايه طب اعمل ايه هيموتها ويجوزها.. نهار اسود هيجوزها ازاي لاه ماهتحملش..
هب من مكانه.دي مرتي. اه مرتي ليقوم ويهتف.. لا لازم اتصرف اجيبها ازاي ماعرفش أروحله.. اسافر اه واروح اتجوزها ماهو لو جولتله متجوزها هيجتلني ويجتلها.. اهدي وفكر شوف وروح اتجدم عادي كنك واحد غريب اه... هروح أخدها انجدها دي الحنيه كلها جطه سيامي ماتتحملش الجهر ده. أجيبك منين دلوك زمانها مجهوره دا خلص عليها
هي أنضف منهم كلهم… هو ده أخوها؟ هو صعيدي زيي؟ طب أعمل إيه؟!"
قام، ضرب في كل حاجه حواليه.
ـ "هيموتها! دا جال هيجوزها غصب! دا... مرتي!"
وقف يهتف:
ـ "هروح أجبها! آه! مرتي… دي مرتي، أنا كاتب عليها ورجة عرفي… بجدي شاهد عليها."أجيبك منين دلوك زمانها مجهوره دا خلص عليها ضرب.. جلس... اهدي اكده كان يشعر بالقهر.. البت انهرت ضرب يا ربي جلبي بيوجعني انت حبتها والا ايه يا زفت انت. ظل جالسا يفكر كيف يصلها
عقله كان مشتت. مر الوقت.
دخل أسمر عليه فجاه:
ـ "مالك يا ابن ابوي؟ جافل على نفسك من امبارح؟ عايزك تسافر لشركة الديب، عايزك تعمل المستحيل تجابله.. صفقه مش مطمّن لها."
قال براء بوجع مكتوم ـ "مش طايج روحي ! مش جادر أجابل حد ولا هروح حته ."
ـ
قال اسمر بعنف.. "فيه إيه؟ فيه ايه يابن ابوي.. مالك مجلوب ؟"
صرخ براء…
ـ "فيه مرتي! مرتي هتتاخد مني!"
أسمر بهت.
ـ "مرتِك؟ بتجول إيه. نهارك اسود؟إنت اتجوزت من ورانا.؟
ـابتلع براء ريقه "آه… إللي مضيناها.. العرفي… اللي جدي ماضي عليه…"
نظر اسمر بذهول .. ـ "إيه... إيه نهار أبوك اسود.. دي اللي كنت معاها فـ الخلا؟ المصراوية اللي كنا هنندفن بسببها.. البت المكشوفه إللي كت هتفضحنا معاها ؟"
ـ قال براء بقهر "آه! بس مرتي! وأخوها هيجوزها غصب! وأني كاتب عليها.. مرتي يا اسمر !"
صرخ اسمر.. ـ "أنت مخبول ياض.. والورجة؟ ما جطعتهاش؟"
ـ براء "معايا…ما جدرتش أجطعها…"
أسمر مسكه بعنف:
ـ "انت عايز تفضحنا. انت عايز الناس تاكل وشنا. منك لله مش جولتك جطعها.؟"
براء صرخ بوجع :
ـ "لاه ماجدرتش وهروح اخدها من اخوها.هروح أخدها ماهتحملش… !"
أسمر :
ـ "ياخي خدك ربنا انت تحترم حالك عشان لو عمك جابر عرف هيجومها حريجه!"
نظر اليه براء قاطبا... وانا مالي بيه.
دفعه اسمر.. .. عشان كلمني عشان تاخد وجد خدك ربنا.
شهق براء:
ـ "وجد... وجد... وجد مين انت مخبول..مش عايز وجد .
قال اسمر بعنف ـ "بس عمك عايزك إنت!" مافيش حاجه اسمها مش عايز وجد.. فيه عيله وولاد عم والبت لابن عمها فاهم.
صرخ براء... وانا مالي ماتتهبب تتجوزها انت
ـ "اجوزها بالعافية؟!" "وجد خيتي ومتوكد انها ماعايزانيش.. دي شجن اللي أنا عايزها!"
أسمر هتف:
ـ "وتجومها حريجه لاه اهدي اكده واحنا هنمشي أمورنا نخلص الصفقه. نخلص الصفقة. نِخطبها، نمشي حالنا، وبعد اكده نفركش! إنما عمك لو غضب هيجلب الدنيا عمك اهبل وبغل وممكن يفركش كل حاجه خلاص...!"
براء حس إنه محبوس جوا خطه مش خطته.جلس يشعر بالغضب مما يخططون له لينزل اسمر لجابر ويخبره موافقه براء..
وفي اللحظة دي… جابر طلع في البلد كلها اسرع مهللا سعيدا ان اخيرا نال مبتغاه ان نالت ابنته احد اولاد عمومتها ونزل في أهله يشيع ان براء طلب وجد وان قريبا سيتزوجها لتعلم القريه باكملها ان براء اصبح لوجد.
وبالاعلي ذلك التعيس وصوتها لسه في ودنه، وهي بتقول:
"مافيش والله... أنا ماعملتش حاجه..."
قرر براء...انه لازم يروح لشجن، يحكيلها، ويطلعها من الجحيم ده.وياخدها ليه ويبعدها عن أخيها.
كان الليل يلتحف السكون حين دلف أسمر إلى الغرفة، حيث تجلس مهره تكتب في أوراقٍ بدت أثقل من قلبها... لم تنظر إليه، وكأنها تدّعي النسيان بينما كل ذرة فيها ترتجف من حضوره.تشتاق له.
اقترب بخطى هادئة، لكن كل خطوة كانت كطبول معركة تُقرَع في صدرها.
وقف يتأملها بأبتسامه قال بصوته ومشاعر لهفه تظهر فيها:
— "إيه؟ لسه بتشتغلي؟"
ردّت دون أن ترفع عينيها، كمن تهرب من سهمٍ لا تريد أن يُصيبها سهامه :
— "شوية حاجات وهخلص."
لكنه لم ينتظر. مدّ يده وانتزع الورق منها برفقٍ حازم، ثم همس وهو يشدها من يدها:
— "جومي... عايزك في خدمة."
تجمدت، شهقت، ثم تلعثمت وهي تحاول أن تستعيد كبرياء ها شدها بعنف الي الاسانسير فقالت بعنف :
— "إنتَ مجنون؟ بتشدني ليه؟ فيه إيه؟"
ضحك، وضحكته كانت كنسمة ليل ساخنة تمر على جروحها:
— "يا بنتي، من كتر الشغل هتتشقي، وتقلبي جلدة حنفيّة. بالله عليكي... خدمة صغيرة، والله."
تنهدت كمن يسلّم أمره،لمحت نبره رجاء حانيه تنهدت ثم قالت:
— "خلاص، طب إيه؟"
ردّ وهو يبتسم:
— "لما نوصل تعرفي."
هزت راسها واجبرت نفسها علي السكوت .
ركبا السيارة، صمتها كئيب، وصدرها يعج بأسئلة لم تنطق بها. وحين توقفت السيارة نظرت اليه فلم ينتظر ونزل وفتح الباب ومسكها من يدها وجرها معه حتي صعدا. أمام محل ملابس فخم، التفتت إليه مذهولة.
— "إيه ده؟ المحل فاضي؟ مفيش حد؟"
ابتسم بنظرة واثقة:
— "المحل تحت أمرنا يا ستي."
— "نعم؟ تحت أمرك يعني؟"
— "هجولك..."
ثم اقترب منها كمن يحكي سرًا بينه وبين روحه جعلها تشعر بقربه...
:ليا صديج عايش بره وخطيبته علي كد حالها وهيا مابتعرفش تجيب حاجه فجرر انه يجبلها حاجات في البيت واكده و ممكن ينوبك ثواب..
"هيا واحدة غلبانة، يتيمة، ومالهاش غير ربنا، عايزة شوية لبس. وأنا ٠جولت مين غير مهره تفرّحها؟"
سكتت، .نظرت اليه قاطبه...
ونظرت إليه بعينٍ فيها الكثير من الأسأله ، والكثير من الشك.
فهتف.. دي غلبانه ويتيمه يهون عليكي ماتفرحيهاش.
تنهدت وذهبت ستسلمع.. بدأت تنتقي، وهو يراقبها من بعيد كمن يكتشف امرأته لأول مرة. لم تكن تعرف كيف تختار،
اقترب وقال.. بصي بقه.. عايز حاجات للبيت جعاد يعني هشك بشك.
نظرت اليه غاضبه.. ايوه فساتين بقه ومسخره واكده.
هزت راسها وذهبت الي الأقسام الخاصه تنتقي مايعجبها فوجدته قد اتي فهتفت.. ايه قله أدبك دي اخرج بره.
فقال بخبث... ايه بتفرج ماهي معروضه عشان اتعلم.
نظرت اليه غاضبه.. اخرج وامشي من قدامي فاهم.
اقترب منها وهمس في اذنها.. طب هو بيحب الأحمر والأسود... عالابيض هيبقي نار وهيهيص.
هنا خبطته علي كتفه... امشي بقله أدبك.
ضحك وخرج..
وقفت تختار الكثير من الأشياء كانت تبتاع مايسعدها كانثي وتتلمس الحاجه بحنان وهو يختلس مراقبتها ويشعر بسعادتها.
انتهت من كل شئ وخرجت سعيده وقد وضعت الأشياء في اكياسها فاخذها..
بدأ يفتش فيها شهقت ونتشت الأكياس... بتعمل ايه انت.
ضحك.... إيه بطمن علي مستجبلي إلا الجلب تعب من التخيل.
صرخت.. انت بتقول إيه اوعي هات حاجه البت.
ضحك.. خلاص خلاص اني اصلا ماشيلش عيني من علي الجمر وهو بيجي.. اقترب منها برغبه ينظر اليها... دا طلع جايب حاجات تخبل..
شهقت وابتعدت.ضحك واسرع اليها وشدها الي قسم الفساتين.. اقتربت هيا بسعاده كانت لا تشتري الا البدل العمليه التي لا تمت الاناث بصله فاقتربت تتلمس الفساتين.
فهتف.. بس هتعرفي تختاري حاجه نواعمي والا اروح اجيب حد بيعرف.
نظرت اليه غاضبه فدفعته فضحك واتبعها قال مستوقفا اياها... استني بس عشان ماتتجطعش في اللبس شد بروكتها فشهقت..ضحك عاليا..... . اتكلي علي الله يللا بس عدي اليوم.
تنهدت وتركته فكانت فعلا تريد إن تبدو معه علي طبيعتها. بدات تنتقي اشياء انثويه تمنتها. بدأت تستعيد أنوثتها التي لم تعشها وهو ورائها يحمل ما تنتقيه، يشاكسها ويضع علي راسها قبعات ويلف حول رقبتها اوشحه وهيا تستجيب وتضحك فدفعها تقيس الملابس كانت تدخل وتخرج والسعاده تلهب قلبها.
وهو يلهبها بحضوره الطاغي، يهمس، يمازح، ، يضحك وهي تضحك. كانت تلك اللحظات كأنها تسرق أنوثتها من زمنٍ جفّ فيها القلب، وتيبّست فيه الأحلام.
دخلت غرفة القياس بفستان يشبه الحلم، وخرجت كأنها سندريلا، تدور أمامه، وتضحك بعينين مغمضتين على العالم... كل ما تفعله، كانت تفعله لأوّل مرة.تلبس الفستان وتنظر لنفسها وتدور وتخرج له كان يتمتع بكونها تلبس له وتريه وهو يختار. اصبحت عيونها تشع سعاده وهو قلبه يضخ دما بانثاه التي لانت له تخرج مافي قلبها من شوق لتكون انثئ.
وحين جلست بجانبه، متعبة، هامدة كطفلة نامت بعد لهوٍ طويل، همست... تعبت بقه وهلكت.
نظر إليها وقال:
— "طب ناكل بقى يلا ؟"
ضحكت — "يعني إنتَ مخليّني أشتري، وكمان عاملي العشا هنا ؟ إنتَ مالك؟ المحل بتاع أبوك؟"
ضحك، وقال:
— "مالك إنتِ؟"
ثم نهض، وأشار لها أن تتبعه.
كان هناك ركنٌ خافت الضوء، يجلس فيه قامت متعبه وجدت امامها شاشه كبيره يظهر فيها فيلم "سندريلا" رق قلبها وتصاعدت دقاته، وهناك طاولة عليها بيتزا ساخنة كانت تعشقها . فتحت عينيها، وهتفت بعفوية لم تملكها من قبل:
— "إيه ده... بيتزا أنا بعشقها...و بموت في الفيلم ده والله إنتَ عسل!"
خبطته بسعاده وجلست على الأرض، تأكل كمن يعانق الحياة لأول مرة، وأسمر يتأملها بسعاده كانت تنظر للفيلم ووجهها يشع سعاده وتاكل وتقلب في الأشياء وتثرثر بلا هدف ...
وهو يتأملها وجد فمها عليه من الطعام مد يده يزيل بقعة صوص عن فمها لامس شفتيها ، فتجمدت للحظة... الزمن توقف، لكن الإحساس تعالي بينهم .
ارتبكت وابتعدت.وعادت تاكل وتشاهد فيلمها المفضل.. إتسعت ابتسامتها وهمست.. فارس السندريلا هيلاقيها. .. عارف يا اسمر انا بعشق الفيلم ده.. ...صمتت وهامت بالمشاهد.
كان لفظها باسمه كفيل إن يقلب حاله ويهيم بمن سرقت فؤاده.. اقترب، جوارها، وسأل بصوتٍ يهمس في صدرها لا في أذنها:
— "إيه اللي بيعجبك يا مهره في الفيلم جوي اكده ؟ عايزة فارس؟ غني؟ حلو زي السندريلا ؟"
صمتت لوهله تفكر بدنياها... أجابت بعد تنهيدة طويلة ساهمه كأنها تحدث نفسها .. انا انا مش كتير بيعجبني او بالاصح عمري مافكرت ان حد يعجبني. يمكن عمري ما حبيت."
همس وكأن قلبه يعرف الجواب:
— "يعني عمرِك ما دج جلبك؟"
نظرت إلى الفراغ، وغاصت في ماضيها كمن يلمس ندبة خفية...
--مهره في حياتها راحت منها حاجات كتير . اخر حاجه تفكر فيها المشاعر.
ليهتف.. طب ممكن يجي اللي يخليكي تفكري.
لتتنهد.... ماينفعش ومش هسمح ليه بحاجه.
اسمر.... يعني لو راجل جرب منك مش هتحسي انك مبسوطه.
مهره... ومين هيقرب مني انا مابسمحش لحد يقرب مني من اساسه.
اقترب وشدها..... طب لو مثلا حد جوي دخل حياتك. مش جايز ماجابلتيش جايز ليكي مواصفات معينه..
نظرت للفيلم لانت ملامحها وسهمت. مواصفات.. كنت زمان لما كانت الحاجات دي بتيجي في دماغي كنت.... رفعت عيونها بحزن....
— "كنت بحلم بحد قوي، يحسسني إن ماليش غيره، إني تبعه، ملكه... كنت عايزة أكون أنثى وأرتاح... الخوف صعب، وكنت مستنية اللي يجي ويشيله من قلبي."
اقترب منها، نظر في عينيها، ثم أمسك يدها وقال:
— "موجود... موجود. بس إنتِ افتحي باب جلبك."
اغرورقت عيناها، همست:باب قلبي... عارف..عشان افتح.. عايزه حد قوي جامد مابيخافش.. ومايسيبنيش ويخاف مني. يحسسني اني ماليش غيره كنت حابه زمان ابقي تحت طوعه ابقي ليه زي مايبقي ليا عايزاه يخليني مافكرش ولا أخاف.. الخوف صعب وكنت بحلم يجي اللي يشيل خوفي..
همس بمشاعر دخلت قلبها.. موجود يا مهره.. مسك يدها ونظر اليها بلين موجود انت بس ماتجفليش علي روحك..كملي حلمك هتلاقيه جدامك .
تعلقت بعيونه....أكمل حلمي.. ابتسمت.. بحلم بفارس يخطفني بفتكر السندريلا كانت عايشه ازاي مجبوره علي عيشه صعبه غصب عنها حاسه اني هيا. بقعد احلم بالامير اللي يلبسني الجزمه يدور عليا.. بس امير قوي يطغي علي شخصيتي واتوه في شخصيته يحسسني اني بتاعته.. حوا لادم وبس
... ... يخلّيني أنسى إنّي عايشة في سجن... ." صمتت واستدارت
ثم استغرقت في مشهد الفيلم، ونسيت الدنيا.
لكن حين فتحت عينيها، استعجبت عند ذلك تفاجأت بالنور ينغلق فهبت تبحث عنه فوجدت اناره تاتي من بعيد
بحثت عنه، فقادها الضوء إلى ركنٍ ساحر، حيث فستان أشبه بحلم سندريلا ينتظرها.خفق قلبها ودمعت عيونها.. أقتربت وقد تحولت المهره لانثي رمت كل شيء خلفها انثئ تتوق لاستعادت أنوثتها المقتوله. .أقتربت لامسته بيدٍ مرتعشة، لم تستطع إن تمنع نفسها وارتدته علي الفور ونظرت لنفسها في المرآة كمن ترى أنثى لأول مرة...
وهنا، ارتفعت موسيقى المشهد الأخير، لحظة احتضان الأمير لحبيبته... أغمضت عينيها، تشعر إنها دخلت دنيا السندريلا.. دارت حول نفسها، كأنها ترقص مع ظل الفارس الذي تمنته
لكنها لم تكن وحدها...
كان أسمر خلفها، لتدور وتسقط بين ذراعه احتواها بذراعيه، همس في أذنها:
— "عيشي اللحظة يا مهرتي."
أغمضت عينيها مجددًا، تركت نفسها له... دارت معه... التصقت به... نسيت الزمان والمكان، كأنها عروس بين ذراعي فارسها.هامت معه اقترب بوجهه لامس خدها أخذها ودار بها يشعر بنبضات قلبها علي قلبه تصرخ.. انا انثي.. قرر انه مهما حدث لن يفلتها ولن يدعها لنفسها أبدا.. هيا انثاه انثئ الاسمر مهرته التي اخذت عقله.
غاب العالم عن تلك المهره والاسمر يغزوها بقوته فهو تغلغل بداخلها رغما عنها وهو يعي ذلك ولكنها ليست مدركه لما تعيشه فهي لم تختبر شعور الانثي اطلاقا.
كانت منغمسه في فكره وآحده.. انتقام أخيها وفقط كونها درع أخيها وفقط ونصفه الاخر وغير مسموح حتي التفكير بشئ اخر ِلم تكن مهره تعتبر نفسها انثئ وان من الممكن أن يكون لها جواد؟ لياتي ذالك الجواد الاسمر الأصيل يكشف عن تلك المهره النادره يجعلها رغما عنه تخضع له حتي لو شردت الاف المرات.
لانت السندريلا أخيرا تشع حالميه.. هامت بين ذراعي.. فهمس لها...
"فتحي عيونك "
كانت لا تريد ذلك.. تعلم انها ما ان تفتح عيونها حتي ستعود الي ذلك الجحيم الذي تمر به. هزت راسها رفضا فاقترب منها ووضع شفتيه بجوار شفتيها.. ارتجف جسدها وسكنت في ضباب العشق.. اثاره سكونها بشكل الهب قلبه.
تحرك بلين وشغف ليستقر علي شفتيها وتوقف الزمن ولم يتوقف الاحساس. احساس واحد سيطر عليهم أن مهره ملك لذلك الاسمر فشدها اكثر اليه واخترق حصونها التي اسقطتها بلا مقاومه.. حصون الم ووجع.. حصون انثئ تتوق لمن يكبلها بحصونه لا حصونها..
لم يحسا بزمن او بوجود ما حولهم كل ما يحساه الاسمر والمهره وذلك التقارب الطاغي الذي أدخلهم قصه تمنتها تلك الجميله بغزو الفارس.. هامت وهام ولانت واقتحم اكثر وأكثر
لكن الزمان له قسوته كلي تلك الجميله .. رنّ الهاتف كصرخة تشقّ الحلم.
ابتعدت مذعورة، تشعر بجريمه مافعلته ابتعدت مترنحه والتليفون يدق كجرس إنذار.. عودي ايتها الجميله ليس مكانك وليس دنيتك
.. ذهبت لتري اسم أخيها.. شعرت بالعار من نفسها.. عار الخيانه والغدر باستسلامها لمن غزا قلبها وهو الذي شق قلبها من أساسه.. بيد مرتحفه فتحت الخط لتسمع صوت أخيها، ثائرًا، غاضبًا، كأنها ارتكبت جريمة.
تجمّدت مهره.فتحت الخط بيد مرتجفة، صوتها في البداية كان هامس، مكسور.. كان يصيح بها وبما فعلته اختها وكيف حبسها وضربها كان ثائرا ليتلبسها الشياطين فهيا تحافظ علي اختها كأنها روحها وتمنع أخيها من ان يحولها لمسخ مثلما تعيش الجحيم الذي تعيشه.
صرخت فيه للمرة الأولى... صرخة كرامة، صرخة دفاع عن أنثى مثلها، عن شقيقتها، عن الحلم الذي تحافظ عليه حتي لو لن يكون لها.
كان أسمر هناك، يسمع ويشهد، يرى المهره التي تنتفض من رماد الصمت... تلك التي وُلدت لتُروّض، لكنها اختارت أن تصهل وتقف عاليه بعيده... سمعه "أسمر"… سمع التحول اللي حصل في نبرتها، من هدوء مطحون لانفجار مزلزل. شافها بعينه وهي بتتشقّ من جواها… من النقيد للنقيد.
... لكنها ما استحملتش. لأول مرة، تنفجر. لأول مرة، تنتفض "المهرة" من أعماق صمتها، وتصرخ… بحدة، بقهر، بحرقة سنين.
، ارتفع صوتها كالصهيل الجارح، خرج منها زي طلقة دفاع عن أختها، عن "شجن"، عن آخر بقعة نقية في عالمها الملوث:
"هو إيه يا أخي؟!
مش كفاية؟! مش كفاية وجع؟!
عايز تخلّيها نسخة مشوهة زيي؟!
سيبها… يمكن تلحق تعيش كإنسانة، تحس، تحب، تتوجع بكرامة مش بذل!
سيبها… بالله عليك، حرام تضربها!
أيوه… معاها حرام!
كل الدنيا إلا شجن!
ما تبقاش زَيّي… ما تبقاش أنا!
أنا اتكسرت… اتحولت…
بقيت مسخ مشوه من قسوتك، من صمتك، من جفافك!
مش عارفة أنا ليه عايشة…
ولا بعيش ليه…
بس كنت… كنت بعيش عشانك!
عشان دنياك اللي بهدلتني، وقبلت بيها! عايشه مخلوقه من صنعك أوامرك وتحكمك.. عايشه... صرخت أكثر.. لا لا ماعتش عايشه والله ماعايشه.. كفايه أنا كفايه والله كفايه مش هستحمل تموت حلمي حتي لو مش هطوله.. شجن حلم بحافظ عليه لو راح هموت والله هموت آكتر مانا ميته .. عاجبك إحنا مسوخ علي قلبنا غبره مابتحسش كفااايه تعبت
ارحمني…
كفاية، والله كفاية…
ما تكمّلش عليّا بإنك تحوّل أختي لبقايا بني آدم زيي!
أنا لسه بحارب… بحارب إنها تفضل نقية،
ما تبقاش صورة تانية مني…
ما تبقاش لعنة بتتكرر…أنا بقيت لعنه علي نفسي بقيت لعنه بكره روحي ليه ليه.
حرام… بالله حرام!!"
ثم رمت التليفون من إيدها، وكأنها بتقطع آخر خيط بينها وبين احتمالات النجاة، وانفجرت في بكاء موجع، مهتز، من جوه القلب.
هنا، انتفض "أسمر" وكأن الرصاص اخترق روحه، كان كلماتها هزت حس الرجوله بداخله إنها أبدا لن تكون الا انثي او بالاصح.. انثاه.. اندفع نحوها، يمد يديه بحنان لأول مرة شدها إليه يدخلها بين ضلوعه.. ضلعه الشارد.. اندفع يلملم ما بعثرته السنين من وجع.. شدها بقوه وظن انها ستقاومه
لكنها ما استحملتش…
اندفعت نحوه… و...