رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السابع و العشرون بقلم جميلة القحطانى
الست كانت موجودة واختفت فجأة، وإنتَ مش طبيعي.
في أحد الليالي، تسللت حورية إلى غرفة سهير، وبعد محاولات عديدة تمكنت من فتح الباب، فوجدت الغرفة باردة، لا أثر لسهير سوى وشاحها المفضل على السرير، وعطرها الخفيف لا يزال عالقًا في المكان.
في تلك الليلة المظلمة، جلس راكان في سيارته يراقب عن بعد، يشعر أن هناك شيئًا لا يُقال. رأى فهد يخرج من المنزل وهو يجرُّ جسد سهير كأنها دمية، ممددة بلا حراك، ملامحها شاحبة، لم تقاوم. وضعها في المقعد الخلفي للسيارة وأغلق الباب بعنف.
دقّ قلب راكان بسرعة، شعر بشيء سيئ يحدث.
دي مش نائمة... دي مصدومة أو أسوأ!
بدأ يتتبع فهد على مسافة حذرة، دون أن يُلاحظ. توقفت سيارة فهد عند كوخ مهجور على أطراف المدينة، نزل بمفرده وسحب جسد سهير إلى الداخل، ثم أغلق الباب.
انتظر راكان دقائق طويلة، يختنق فيها القلق، ثم غادر فهد الكوخ بعد وقت قصير وهو يغلق الباب بالمفتاح.
لم يكن يعلم أن عينًا تراقبه...
بعد تأكده من ابتعاد فهد، هرع راكان نحو الكوخ، كسر القفل ودخل مسرعًا. وجد سهير ملقاة على الأرض، مغطاة بالكدمات، فستانها ممزق، نظراتها زائغة، لكنها حيّة.
اقترب منها بخوف وحنان:سهير؟ سهير تسمعيني؟ أنا راكان... حاكون معاك، مش حسيبك.
فوجئ بدمعة انزلقت من طرف عينها، وارتعاش خافت في يدها. كانت تعي وجوده... لكنها لا تقوى على الكلام.
راكان حملها بين ذراعيه بقوة وإصرار، وكأنها أمانة قرر ألا يفرّط فيها.
هرب بها إلى منزل صديقه القديم، طبيب متقاعد، طلب منه المساعدة دون أن يخبره كل شيء. هناك بدأت سهير تستعيد وعيها ببطء، وسط أمان لم تعرفه منذ زمن.
بدأ راكان يراها بنظرة مختلفة، رأى فيها الضعف الذي يحتاج إلى حنان، والشجاعة التي قاومت القهر. أما سهير، فمع كل لحظة استيقاظ... تلمح في عينيه شيئًا لم تعرفه من قبل: احترام... واهتمام حقيقي.
لكن راكان يدرك أن إنقاذها الحقيقي لن يكون من الكوخ... بل من الماضي الذي خلفته وراءها، ومن فهد الذي لن يرضى بالهزيمة.
جلست مها على طرف سريرها، في تلك الغرفة الضيقة التي بالكاد تتسع لذكرياتها، وهي تمسك بكوب من الشاي البارد لم تتذكر متى أعدّته. عينها كانت معلّقة بضحكة زينة التي تصدّرت شاشة الهاتف في صورة حديثة من حفل الزفاف. نفس الضحكة… نفس الغرور… وكأنّ شيئًا لم يتغير.
مرّت لحظة صمت ثم انزلق بصرها نحو ؟