رواية طغيان الفصل السادس والعشرون
ابتسم مرتضى بخبث ونظر اليه وليد وتحدث بغيظ من افعالها: انا هروح اوصلها.
اومأ له مرتضى برأسه وعلى وجهه ابتسامه سمجه.
خرج وليد خلفها ولحق بها وامسك ذراعها بقوة وتحدث اليها بغضب: ايه اللي انتي عملتيه جوه ده.
نظرت الي يديه فوق ذراعها وتحدثت اليه بغضب: شيل ايدك عني انت ازاي تمسكني كده.
وليد بغيظ وهو يترك ذراعها: ده مش موضوعنا انتي ازاي تتكلمي معايا بالاسلوب ده جوه وكمان بتسبيني وتمشي.
وعد بغيظ: اومال عايزني اقعد مع اتنين معرفهمش في مكان زي ده لوحدي وفي وقت زي ده!
وليد: لا تروحي لوحدك في وقت زي ده مش ده اللي انتي عايزة تعمليه.
زفرت بغضب: هو انت ليه اتحولت عليا كده وعمال تزعق فيا انت مش ملاحظ انك عمال تضايقني؟
وليد بغيرة: وانتي مش ملاحظة اللي عينه هتطلع عليكي جوه ده؟
وعد بدهشة: تقصد مين؟
وليد: مرتضى ابن خالتي.
وعد: وانا مالي بيه اصلا هو انت شوفتني كلمته ولا حتى بصتله؟
وليد بغضب: طب اتفضلي اركبي العربية عشان اوصلك.
وعد بعناد: لا..
وليد بنفاذ صبر: اركبي يا وعد واعقلي احنا في الشارع.
وعد بعناد: لا انا هرجع في تاكسي.
خرج مرتضى من الكافيه واقترب منهما وهما يقفان امام الكافيه يتحدثان معا.
مرتضى: خير يا جماعة في ايه؟
امسك وليد من معصمها وجذبها الي سيارته وهو يجيب عليه: مفيش اصل وعد كانت زعلانه مني وبصالحها متشغلش بالك انت يلا سلام.
فتح لها باب السيارة وجلست وعد بداخلها وهي تفكر بدهشة فيما يفعله وليد ثم ابتسمت تلقائيا عندما استرسل لها عقله سبب ما يفعله وهو من المحتمل غيرته عليها من ابن خالته.
صعد وليد بجوارها وانطلق بالسيارة ومازالت تلم الابتسامة الشقيه تحتل محياها وهي تفكر في غيرته عليها وارادت ان تختبر غيرته لتتأكد من الامر.
وعد: بس مرتضى ابن خالتك ده شكله لطيف اوي هو متجوز او خاطب؟
احمر وجه بشده وتحدث اليها بعصبيه: نعم.. وانتي بتسألي عليه ليه؟
ابتسمت بداخلها وتحدث بخبث: بسأل عادي يعني عندي فضول اعرف.
توقف وليد بالسيارة وتحدث اليها بتحذير: ملكيش دعوة بـ مرتضى يا وعد وده تحذير ليكي ومش عايز اسمعك تنطقي اسمه مرة تانيه.
وعد بخبث: وفيها ايه مش هو ابن خالتك يا بشمهندس.
شعر وليد بخبثها وحدق بعيناها اللامعه بالسعادة التي تحاول ان تخفيها وفهم ما يدور برأسها وتحاول اثباته بطريقتها الماكره.
صمت قليلا ثم تحدث اليها بطريقة مباشرة: وعد انتي في حد في حياتك.
تفاجأت من سؤله وشعرت بالخجل الشديد وهي تجيب بصوت خافت: لا..
أبتسم وتحدث بنبرة جادة: طب عندك استعداد تسمحي لحد يكون في حياتك؟
وعد بخجل: مش فاهمه.
وليد بجدية: انا عايز اتجوزك يا وعد.
حدقت به بصدمة وارتجف جسدها بقوة: تتجوزني بجد!
ضحك وليد بنبرة مرحة: اه بجد هو الجواز فيه هزار.
نظرت الي الجانب الاخر وهي تتحسس َجهها بخجل قائلة: انا مش عارفه اقول ايه.
وليد بتوتر هو الاخر: قولي موافقة ولا لا ولو موافقة انا هروح اخطبك من اهلك بكره الصبح.
شهقت وعد: بسرعه كده؟
وليد: اه ما انا عايز اضمنك.
أبتسمت بخجل وهزت رأسها بالايجاب.
وليد بسعادة: يعني موافقة؟؟
أومأت برأسها، تحدث وليد بسعادة: خلاص اديني تليفون باباكي وانا هكلمه بكره واخد منه ميعاد.
وعد بخجل: طب مش نستنا لبعد الامتحانات.
وليد بسعادة: نعمل خطوبة دلوقتي والفرح يبقى بعد الامتحانات.
أبتسمت وعد بخجل ثم تحدث بجدية: بس انا هكمل تعليمي ومش هسيب الجامعة.
وليد بنبرة مرحة: دا انا اللي هذاكرلك بنفسي ياروحي.
خجلت وعد وخفضت وجهها، ليتابع وليد حديثه المرح: على فكرة انا كنت شاطر جدا في الجامعة وهتستفادي مني كتير بس انتي وافقي.
أومأت برأسها بالايجاب ليتحدث وليد مرة أخرى بسعادة: قوليلي رقم باباكي ايه بسرعه قبل ما تغيري رأيك.
-----
بداخل شقة سليم.
دلفت ورد وهي ترتجف من الخوف والتوتر.
القى سليم مفاتيح المنزل والسيارة بغضب وتحدث اليها بغضب مكتوم بداخله يريد ان يخرجه بأي شئ: اقعدي خلينا نتكلم.
مازالت واقفه بمكانها ترتعد من الخوف، لاحظ خوفها الشديد وتحدث اليها بغضب: انتي كنتي متفقه مع ابن خالتك يقابلك في المحطة.
هزت رأسها بـ لا وتحدثت ببكاء: لا والله انا قابلته هناك صدفه.
سليم بستنكار: صدفه!! انتى ايه اصلا اللي خلاكي تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي؟
اجابة بتوتر: خوفت منك.
سليم بدهشة: خوفتي مني! يعني ايه مش فاهم؟؟
تحدثت وهي تنظر اليه بخوف: انا سمعتك وانت بتقول انك هتقتلني.
نظر اليها بصدمة: يعني ايه اقتلك؟ هو انتي فاكره ان قتل الروح حاجة سهله كده!
ورد بخوف: انا سمعتك وانت بتقول كده وخوفت تقتلني.
سليم بغضب: هو انتي معندكيش مخ خالص تفكري.. هقتلك انا ازاي بس انتي شيفاني مجرم.
هتفت بصراخ وهي تبكي: انتوا كلكم فاكرين ان انا السبب في موت اخوك بس انا والله معملتش له حاجة وهو اللي أذاني مش انا.
سليم بفضول: أذاكي ازاي.. انتي لازم تتكلمي وتفهميني ايه اللي حصل يومها؟
ورد بخوف: محصلش حاجة والله انا معملتش اي حاجة وهو ضربني جامد يومها وكان هيموتني و..
ثم اضافت وهي تتذكر كل ما حدث في تلك الليلة..
ورد: يومها فضل يضرب فيا بكل قسوة وانا اصرخ ومفيش حد بيسمعني، وكلكم كنتوا فرحانين تحت وبتحتفلوا وهو فوق عايز يموتني وانا مش فاهمه هو ليه بيعمل كده..
ثم نظرت اليه والدموع تنسال على خدها: حتى دمي اللي غرق وشي كان بيتلذذ وهو بيمسحه بالمنديل..
انتفض سليم من مكانه قائلا بصدمة: منديل ايه؟
خفضت وجهها وهي تبكي: المنديل اللي رماه لعمي عشان يطمنهم.
حدق بها بصدمة واقترب منها امسك ذراعيها: انتي بتقولي ايه؟ يعني انتي مكنتيش بنت وعواد عمل كده عشان يستر عليكي؟
ورد بصدمة وهي تبكي : لا طبعا انا مفيش حد لمسني قبله والله العظيم عمر ما حد لمسني.
سليم بصدمة: اومال ليه عواد عمل كده؟
ورد بخوف: معرفش ومش فاهمه والله معرفش.
حدق بها سليم قائلا: يعني انتي لسه بنت؟
نظرت اليه بخوف واجابة ببكاء: برضه معرفش بس انا متأكدة ان مفيش حد لمسني قبله والله العظيم.
سليم بصدمة يحاول استيعاب ما تخبره به الان: يعني ايه مش عارفه؟ معقول في بنت متعرفش هي لسه عذراء ولا لأ!!.
ورد ببكاء: الخوف والرعب اللي عواد عايشني فيه يومها خلاني مش عارفه اي حاجة.. مفيش حد يقدر يتخيل اللي هو عمله فيا.. انا كنت هموت من الخوف والرعب.. كان بيضربني بكل قسوة وانا معملتش فيه حاجة.
حدق بها سليم وهو يفكر ويتذكر موت زوجة عواد الأولى ويحاول ربط الاحداث برأسه ويتراجع عن التفكير كلما استرسل له عقله تفسير لما فعله عواد مع ورد في ليلة زفافه وما فعله مع زوجته الأولى وموتها في ليلة زفافها.. هناك شئ غامض عليه اكتشافه.
تنهد بتعب وتحدث اليها: طب اتفضلي يا ورد ادخلي نامي وارتاحي وانا كمان هدخل ارتاح لاننا تعبنا النهارده.
هزت رأسها بالايجاب وقبل ان تذهب اوقفها بصوته: بس اللي حصل النهارده مش عايزه يتكرر تاني ياورد انتي فاهمه وفي لسه عقاب على هروبك بس في الوقت المناسب.
هزت رأسها وذهبت الي داخل الغرفة واغلقت الباب عليها وجلست فوق الفراش تبكي.
كان يستمع الي صوت بكائها وهو يقف بالخارج ويشعر بصدقها.
وقف يهمس لنفسه وهو يتذكر حديثها: ليه عواد يضربها ليلة الفرح ويمسح دمها في المنديل ويوهم الكل انه تمم جوازه منها؟ معقول هو مقدرش يتمم جوازه منها.. لا لا مستحيل اكيد في حاجة غلط..
نظر اتجاه غرفتها واضاف الي نفسه بهمس: معقول يكون عواد ملمسهاش فعلا؟..