رواية طغيان الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ملك ابراهيم


 رواية طغيان الفصل السابع والعشرون

كان يستمع الي صوت بكائها وهو يقف بالخارج ويشعر بصدقها. 
وقف يهمس لنفسه وهو يتذكر حديثها: ليه عواد يضربها ليلة الفرح ويمسح دمها في المنديل ويوهم الكل انه تمم جوازه منها؟ معقول هو مقدرش يتمم جوازه منها.. لا لا مستحيل اكيد في حاجة غلط..
نظر اتجاه غرفتها واضاف الي نفسه بهمس: معقول يكون عواد ملمسهاش فعلا؟ 
-----
صباح يوم جديد. 
استيقظت ورد علي صوت طرقات خفيفه فوق باب غرفتها. 
نظرت إلى الشرفه لترى الوقت مازال باكرا. 
اقتربت من باب الغرفة بخوف. 
ورد: نعم؟
تحدث اليها سليم من خلف الباب: صباح الخير.. انا نازل دلوقتي..قولت اعرفك عشان لو صحيتي وملقتنيش تبقي عارفه. 
اجابة بتوتر: حاضر. 
سليم بارتباك قبل ان يذهب: هتحتاجي حاجة قبل ما امشي؟ 
اجابة بتوتر: شكرا. 
تحرك سريعا من امام باب غرفتها وخرج من المنزل. 
استمعت الي صوت اغلاق باب المنزل وعادت الي الفراش تجلس فوقه بحزن. 
تفكر في علاقتها مع الدكتور سليم، تعلم بأن حياتهما معا ستصبح مستحيلة بعد حديثهما أمس وعليها الاستعداد لأنهاء هذه العلاقة في اقرب وقت..
تذكرت عمها.. تعلم جيدا انه لن يتركها حره بدون زواج.. تمنت لو يحميها الدكتور سليم ويستمر زواجهما حتى تنتهي من دراستها الجامعيه وتستطيع العمل والانطلاق بعيدا عن عمها، لكنه بالطبع لن يقبل مساعدتها وهو يعتقد انها من قتلت شقيقه. 
----
بداخل سيارة سليم.
كان يقود السيارة وهو يفكر في حديثها الذي قالته بالأمس وقلبه يخفق بقوة كلما طرق الأمل باب قلبه.. من المحتمل ان عواد لم يتمم زواجه منها.. هل سيصبح هو الرجل الأول في حياتها؟ يتساءل بداخله ويتمني من قلبه ان يتأكد من حديثها وتتأكد ظنونه.
-----
بداخل غرفة وعد استيقظت على صوت رنين هاتفها.. اجابة عليه بصوت ناعس قبل ان ترى اسم المتصل.
وعد: الو..
وليد: انتي لسه نايمه؟
وعد بنعاس: ايوه مين؟
وليد: مين ايه انا بخبط عليكي الباب اصحى فوقي مفيش وقت.
انتفضت وعد من فوق الفراش تتحدث بقلق: هو ايه اللي حصل؟
وليد: انا بتصل على رقم باباكي اللي بعتهولي ومش بيرد.
فركت عيناها بيدها ونظرت الي ساعة الهاتف ثم شهقت بصدمة: بابا ايه اللي مش بيرد انت بتتصل على بابا دلوقتي؟ الساعة لسه 6 الصبح؟!

وليد: يعني لسه نايم ولا ايه؟

وعد بعصبيه : اكيد طبعا وبعدين انت عايز تتصل بيه الصبح كده اول ما يصحى عشان يرد عليك يقولك انا مش موافق!!

وليد وهو يكتم ضحكته: ايه ده هو باباكي لما بيكون لسه صاحي من النوم بيكون عصبي؟

وعد بعصبيه: اي انسانه في الدنيا اول لما يصحى من النوم بيكون عصبي ده طبيعي.

لم يستطيع كتم ضحكته اكثر وهو يستمع الي صوتها الغاضب وتحدث اليها بنبرة مرحة: واضح جدا.. طب انتي هتنزلي الجامعه امتى عشان اجي اوصلك؟

وعد: توصلني فين لا طبعا.

وليد: ليه؟

وعد: لان اولا مينفعش توصلني لاي مكان قبل ما تتكلم مع بابا ويوافق عليك وثانيا ان الجامعه خطوتين بكون فيها مش محتاجة حد يوصلني وثالثا متتصلش بيا غير لما تاخد موافقة بابا ويلا بقى سلام. 

اغلقت الهاتف وهي تبتسم بسعادة. نظر وليد الي الهاتف بصدمة ثم ابتسم بسعادة وهمس الي نفسه: ماشي يا وعد ان شاء الله هاخد موافقة باباكي على الجواز على طول وبكره تبقي في بيتي وتحت ايدي هنا.

لحظات قليلة وصدح رنين جرس باب شقة وليد.
ذهب وفتح بدهشة يتسأل من جاء اليه في هذا الوقت الباكر: سليم!!

دلف سليم يتحدث بجمود: كويس انك صاحي انا نزلت من البيت بدري ومكنتش عارف اروح فين.

وليد بدهشة: انت ايه اللي نزلك بدري كده؟

تحدث سليم بدهشة مماثله: وانت ليه صاحي بدري كده؟

وليد وهو يضع يديه فوق شعره بسعادة: صاحي عشان اتصل على حمايا.

جلس سليم وتحدث بدهشة: حماك مين؟

جلس وليد امامه بسعادة: ابو وعد.

سليم بدهشة: وعد مين؟

وليد: وعد صحبة مراتك.

ابتسم سليم: ياراجل وده حصل امتى وازاي؟

وليد بسعادة: من اول مرة شوفتها وامبارح فتحتها في الموضوع.

سليم بستغراب: بس مش شايف ان انت اتسرعت انت لسه عارفها من فترة قريبه يعني ممكن يكون انبهار بشخصيتها وهينتهي. 

وليد بثقة: انا متأكد اني بحبها يا سليم دي اول بنت قلبي يدق لها بالشكل ده وطول الوقت بفكر فيها وبفرح لما بشوفها ومجرد ان اشوف اسمها يظهر على شاشة تليفوني قلبي يدق واحس اني اسعد انسان في الدنيا. 

حديثه عن حبه لـ وعد جعل سليم يفكر في ورد ومشاعره اتجاهها.
حدق وليد به وتحدث بدهشة: سليم انت كويس؟؟ 

اومأ برأسه وتحدث بشرود: مفيش يا وليد انا كويس بس مشغول شوية. 

وليد: انت في مشاكل بينك وبين مراتك صح؟ 

سليم بشرود: كل المشاكل اللي بينا ملناش يد فيها بس المشاكل دي قادرة تفرقنا عن بعض رغم انها بتجمعنا. 

وليد باستغراب: انا مش فاهم حاجة. 

سليم بحزن: ولا انا.. 
ثم اضاف: قولي انت هتكلم بابا وعد امتى؟ 

وليد بأحباط: اتصلت بيه من شوية مش بيرد. 

نظر سليم الي ساعة يديه بصدمة: انت بتتصل بيه دلوقتي؟؟ 

وليد: لا مش دلوقتي من حوالي ساعة كده. 

سليم بصدمة: يخربيت جنانك بقى في حد عاقل يتصل على الراجل الساعة 6 الصبح عشان يخطب بنته. 

وليد: بدري شويه صح؟ 

سليم وهو يقف من مكانه ويضحك: انا ماشي الله يعينها وعد. 

وليد بإبتسامة: اعمل حسابك هتيجي معايا واحنا رايحين نخطبها. 

سليم وهو يضحك: اكيد. 

غادر سليم واخذ وليد هاتفه يحاول الاتصال على والد وعد مجددا. 
رواية طغيان بقلمي ملك إبراهيم. 
في منزل خالة ورد بالإسكندرية. 
وقف احمد يودع والدته وهو يحمل حقيبة سفره. 
احمد: اشوف وشك بخير يا أمي. 
والدته ببكاء: نفسي اعرف ايه اللي طلعها في دماغك فجأة كده انك تسافر تاني. 

احمد بحزن ويشعر بالخجل من نفسه بعد ما قالته ورد عنه بالقسم امام الجميع وتذكرها لطفولتها معه وحديثها عن ما كان يفعله وهم صغار من أجلها: مستقبلي في السفر يا امي وفي شغلي انا هسافر ومش هرجع غير وانا واقف على رجلي ومعتمد على نفسي. 

تحدثت والدته ببكاء: ربنا معاك يا حبيبي خلي بالك من نفسك. 

احمد بندم: لو ورد كلمتك يا امي قوليلها تسامحني. 

والدته بستغراب: تسامحك على ايه؟ 

احمد: على كل حاجة يا أمي.. انا ماشي اشوف وشك بخير. 

وقفت والدته تنظر امامها بقلق تتساءل بداخلها ماذا فعل احمد بـ ورد وما سبب تغيره المفاجئ، همست بداخلها: ربنا يهديك ويحفظك يا بني وترجعلي بالسلامه. 
-----
في الشقة المقابله لشقة خالة ورد. 
استيقظ والد وعد من نومه ونظر الي هاتفه بستغراب وهو يتحدث الي زوجته: في رقم غريب اتصل عليا كذا مرة. 

تحدثت زوجته بقلق: اللهم اجعله خير طب ما تتصل عليه كده يمكن تبع وعد بنتنا. 

تحدث زوجها بقلق: انتي هتقلقيني ليه ووعد هتتصل بدري كده من رقم غريب ليه؟ 

زوجته بقلق: مش عارفه بقى انا اصلا قلقانه عليها وهي عايشة بعيدة عننا كده انا مبعرفش انام طول الليل من يوم ما بعدت عننا. 

والد وعد: ومين سمعك ربنا يستر. 

اتصل والد وعد على ابنته اولا ليطمئن عليها. 

انتفض قلب وعد عندما رأت اسم والدها يظهر على شاشة هاتفها: الله يخربيتك يا وليد بابا بيتصل بيا ياترى قولتله ايه. 

اجابة وعد بتوتر: الو بابا صباح الخير. 

تنهد والدها براحة بعد الاستماع الي صوتها: صباح الخير يا قلب بابا عامله ايه انتي كويسه طمنيني عليكي. 

وعد بتوتر: الحمد لله يا بابا انا كويسه طمنوني عليكم حضرتك وماما كويسين؟ 

والدها: الحمد لله ياحبيبتي خدي ماما عايزة تكلمك. 

والدتها: ايه يا حبيبتي عامله ايه طمنيني عليكي. 

وعد: الحمدلله يا ماما انا كويسه متقلقيش. 

والدتها: مقلقش ازاي بس يا وعد وانتي عايشه بعيده عننا كده. 

وعد بابتسامة: يا ماما انا مبقتش صغيرة متقلقيش عليا اطمني. 

والدتها: مش هطمن عليكي غير وانتي في بيت جوزك. 

خفق قلب وعد بقوة: جواز ايه بس يا ماما لسه بدري على الكلام ده. 

والدتها: ولا بدري ولا حاجة كل البنات اللي في سنك اتجوزوا.. 

قاطع حديثهما والد وعد وهو يلتقط التليفون من يد زوجته: سيبي البنت تركز في دراستها.. احنا كنا عايزين نطمن عليكي يا حبيبتي المهم انك بخير. 

وعد بتوتر: الحمدلله يا بابا انا كويسه متقلقوش عليا. 

والدها: الحمدلله يا حبيبتي في رعاية الله. 

اغلق والد وعد الهاتف ونظر الي زوجته بغضب: جواز ايه اللي بتتكلمي فيه مع البنت دلوقتي سيبيها تركز في دراستها. 

والدت وعد: دراسة ايه بس البنت مستقبلها في الجواز وبس. 

والد وعد: ايوو على كلامك مفيش فايدة فيكي.. 

في هذا اللحظة رن هاتف والد وعد مجددا برقم وليد. 
والد وعد: الرقم بيتصل تاني.
زوجته: اللهم اجعله خير.
اجاب والد وعد: السلام عليكم. 
وليد بتوتر: عليكم السلام.. حضرتك والد وعد؟

والد وعد بقلق: ايوا انا خير؟ 

وليد: انا وليد زيدان مهندس معماري من محافظة القاهرة ويشرفني اتعرف على حضرتك. 

والد وعد بستغراب: انت اتصلت اكتر من مرة من الساعة 6 الصبح عشان تتعرف على حضرتي؟! 

وليد بتوتر: انا بعتذر جدا اني اتصلت على حضرتك من بدري بس انا كنت عايز اخد ميعاد من حضرتك اجي فيه اتقدم لخطبة انسه وعد.

تحدث والد وعد بصدمة: تخطب وعد!! 

تحمست والدة وعد كثيرا وهي تحدق بزوجها. 
تحدث وليد: حضرتك قولت ايه؟ 

والد وعد: انت تعرف وعد بنتي يا بشمهندس؟؟ 

وليد بتوتر: انسه وعد تبقى صديقة مدام ورد مرات المهندس سليم صديقي. 

والد وعد بدهشة: يعني مين صديق مين انت لخبطني يا بشمهندس.

وليد بتوتر: انا بعتذر جدا من حضرتك انا بس متوتر شويه ممكن حضرتك تحدد ميعاد اجي فيه انا والمهندس سليم عشان اتقدم لخطبة انسه وعد. 

والد وعد يشعر براحة اتجاه هذا الشاب: يوم الجمعه الجايه ان شاء الله هستناكم الساعة خمسه. 

وليد بسعادة وحماس: خمسه الصبح؟ 

والد وعد بصدمة: خمسه الصبح ايه يا بشمهندس خمسه المغرب. 

وليد بسعادة: شكرا جدا انا مش عارف اشكر حضرتك ازاي ان شاء الله هنكون عند حضرتك الساعه خمسه بالدقيقه. 

ابتسم والد وعد واغلق الهاتف، نظرت اليه زوجته وتحدثت باستغراب: ايه الحكاية مين ده؟ 

تحدث والد وعد: مهندس اسمه وليد زيدان من القاهرة بيقول انه صاحب جوز ورد وعايز يجي يتقدم ل وعد. 

والدت وعد بحماس وسعادة: بجد يا الف نهار ابيض لووولووولي. 

والد وعد: انتي بتعملي ايه مش لما يجي الأول ونشوفه ونعرف ظروفه ايه!!

والدت وعد: ان شاء الله هيطلع زي الفل... لوووولوووولي. 

والد وعد وهو يضحك: مفيش فايدة فيكي. 

تحدث والدة وعد بحماس: هنكلم وعد تيجي يوم الجمعه تكون هنا؟ 
والد وعد: لا مش هعرف وعد دلوقتي غير لما اشوفه واقعد معاه واعرف ظروفه ايه وناخد وقت نفكر وناخد رأي وعد برحتنا احنا مش مستعجلين. 

والدة وعد بحماس: ان شاء الله يطلع عريس ابن حلال ويتقي الله في بنتنا. 

والد وعد: يارب. 
----
في دوار العمدة مرزوق الشهاوي. 
الحاجة رابحة وهي تجلس تنظر امامها بغضب شديد وقلبها يحترق منذ رؤيتها لـ ورد بمنزل ابنها سليم واخبرها انها زوجته.
تهمس الي نفسها بغضب شديد: بقى كده ياسليم متسألش على امك ولا يهمك زعلي!! قست قلبك عليا بنت البسيوني!! عرفت تضحك عليك وتخليك تتعلق بيها وتتجوزها.. 
ثم انتفضت من مكانها تهمس بغضب: اكيد عمها اللي زقها عليك وبعتهالك مصر عشان تلعب عليك وتعمل فيك نفس اللي عملته في اخوك.. عايزه تورث عيالي الاتنين بس ورحمة الغالي لاكون فضحاهم في البلد كلتها. 

ثم هتفت بصوتها المرتفع تنادي على احدى سيدات القرية التي تعمل بالدوار. 
الحاجة رابحة: بت يا سعدية.

جاءتها راكضه: تحت امرك يا ست. 

الحاجة رابحة: تعالي اقفي قدامي هنا واسمعي الكلام اللي هقولهولك ده وتنفذيه. 
سعدية: تحت امرك ياست الناس... 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1