رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل السابع والعشرون

- ايوة يا لينا ... أنا معاذ !!!
هو عاد من جديد ...صوته المميز بحته الساحرة خيوط عشقه التي تلفها كلماته حول قلبها لما عاد الآن ... بعد أن كانت نسته .. نزعت عشقها من قلبه قصرا ... عاد ليرميها في دوامة من العشق الزائف من جديد تتذكر كل حرف قاله كطلقة رصاص تركت اثرها في جسدها البرئ 
«علاقتنا ما كنتش حب .. كانت صداقة وصداقة حلوة أوي ..أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا ... وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك»
اشتعلت الدماء في اوردتها غضبا وجملة والدها تتردد في اسماعها « انتي مش رخيصة يا لينا .. شدت علي الهاتف بقبضة يدها لتهمس غاضبة من بين اسنانها :
- أظن يا دكتور معاذ ما بقاش في اي سبب يخليك تتصل بيا أنا واحدة متجوزة ومجرد كلامي معاك يعتبر خيانة لجوزي ... واتمني ما اسمعش صوتك تاني ... سلام
قالتها لتغلق الخط قبل أن تسمع رده حتي ... هو من باع وهي لن تشتري من جديد ... تنفست بعنف تنظر لهاتفها غاضبة حاقدة لتضع رقمه فئ القائمة السوداء تكمل ما كانت تفعل
_______________
فقدت الوعي ... لها كامل الحق أن تفقد الوعي كيف تتحمل صدمة أن اخيها يقبلها توسعت عينيه ذعرا عليها ومنها .. خائف من ردة فعلها حين تستيقظ ماذا ستفعل ... والدهم بالتأكيد ستخبره بكل شئ ... وضعها علي الفراش يقف جواره ينظر حوله مذعورا يحاول إيجاد حل لتلك الورطة ... وضع يديه فوق رأسه يفكر ... لتقع عينيه علي حقيبة قميصه الجديد وفكرة ماكرة طرقت في رأسه ... اتجه سريعا ناحية البراد الصغير في غرفته يخرج علبة عصير برتقال ليسكبها فوق قميصه ... خلعه يضعه في الحقيبة ليخرج القميص الجديد يرتديه سريعا علي عجل ... يغلق ازراره بسرعة قلقا متوترا اتجه ناحيتها حملها بين ذراعيه يضعها بالقرب من مرآه الزينة التي كانت تقف أمامها .. ليصدم رأسها برأسه بخفة يحاول الا يؤذيها ... بلع لعابه يدعو ان يمر الأمر علي خير ... سريعا جلب زجاجة عطره ... ليجثو جوارها يحاول ايقاظاها يربت علي وجنتها برفق يصيح متوترا :
- ماايااا ... مااايااا فوقي يا مااياا
شئ فشئ بدأت تفتح مقلتيها لتتلاقي عينيها مع عينيه ... لحظات صمت ينظر لها متوترا بينما هي تحاول جاهدة فتح مقلتيها رأي الفزع يقتل عينيها ما أن وقعت عينيها عليه ... شهقت تحاوب الابتعاد عنه لتنكمش ملامحها ألما تمسك برأسها تتأوه بعنف ليهرع اليها يسألها متلهفا :
- مالك يا مايا ... انتي كويسة

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تحاول الابتعاد عنها لتنساب دموعها تغرق وجهها ضمت قدميها لصدرها تهمس بصوت متلعثم خائف :
- ازاي تعمل كدة يا أدهم ... ازاي تبوسني أنا أختك ... حرام

قطب جبينه في تعجب أجاد تمثيله ينظر لها كأنها قطة بثلاثة رؤوس يغمغم متعجبا :
- ابوسك ؟!! ايه يا مايا الجنان اللي انتي بتقوليه دا أنا لسه جاي حالا من برة لقيتك مرمية جنب التسريحة مغمي عليكي 

توسعت عينيها تنظر له متعجبة ترفرف باهدابها مذهولة للحظات دقائق ساعات تنظر حولها في الغرفة جوار مرآه الزينة كان يقبلها جوار فراشه بعيدا عن هنا ... قطبت جبينها تنظر لقميصه الاسود متعجبة أدهم رحل صباحا بقميض أبيض حين دخل الي الغرفة قبل أن يقبلها كان يرتدي قميص أبيض ... اشارت لقميصه تسأله متعلثمة :
- هههو أنت مش كنت لابس قميص أبيض

ابتسم نصف ابتسامة يحاول اقناعها أن ما حدث لم يحدث من الاساس حرك رأسه إيجابا يخرج قميصه من الحقيبة جواره يخرج منها القميص المتسخ يكمل مبتسما :
- ايوة فعلا ... بس وأنا في الشركة مع بابا ... وقع علي القميص عصير برتقال واشتريت واحد وأنا جاي في السكة دا أنا حتي غيرت في المحل ...
التقطت القميص منه تنظر لبقعة العصير الكبيرة تقطب جبينها مذهولة مدهوشة تحلم ... كانت تحلم احقأ ما حدث كان حلما من وحي خيالها المريض ربما قصة صديقه التي اخبرها بها اثرت علي عقلها فتخيلت أن أدهم هو من يقبلها ... بلعت لعابها بذلك التفسير المنطقي رفعت وجهها تنظر لادهم تحاول الابتسام بلعت لعابها تهمس متوترة :
- االظاهر أن حكاية صاحبك دي اثرت علي دماغي شوية ... أنا مش عارفة ازاي اغمي عليا .. يمكن دوخت ... ممكن توديني اوضتي

ابتسم بحنو يحرك رأسه إيجابا ليمد يديه يحملها بين ذراعيه يتحرك بها الس غرفتها لتريح رأسها علي صدره تستمع دقات قلبه الهادرة ... وصل بها الي غرفتها ليضعها علي فراشها ... ابتسم يقبل جبينها برفق التف ليغادر ليجدها تتمسك بكف يده بلع لعابه يلتفت لها ليجدها تنظر له متوترة خائفة حائرة سمعها تهمس بخفوت :
- أنا خايفة يا أدهم مش عارفة ليه ... حاسة اني خايفة اوي ... خليك جنبي عشان خاطري

نظر لها ألما يفيض الندم من حدقتيه هو السبب في ذلك الخوف حرك رأسه إيجابا ليعود اليها جلس جوارها علي الفراش ليجدها تقترب منه .... تضع رأسها علي فخذه وهو جالس ليربط علي رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو ليسمعها تتمتم ناعسة :
- أنا بحبك اوي يا أدهم

ابتسم متألما يحرك رأسه ايجابا تحبه ... كأخ لها وهو مشاعره ابعد ما تكون عن ذلك 
__________________
في اسيوط 
وقف أمام مرآه زينته يلف عمامته البيضاء فوق رأسه يضع شاله الأسود فوق كتفه ينظر لانعكاس صورته في المرآه يبتسم ساخرا اليوم زفافه هو ليس زفاف بالمعني الحرفي فقط عقد قران وتصبح تلك الفتاة التي لا يعرفها زوجة له ... سبية ثأر يفعل بها ما يريد ... توسعت ابتسامته الساخرة تري كيف سيكون شكل تلك العروس المنتظرة ...حتي ميعاد الزفاف لم يعرف به سوي بالأمس فقط حين اخبره والده بكل بساطة 

« دي جوازة صلح يا جاسر ولازم تتم في اسرع وقت ... العروسة وابوها هيجيوا بكرة من السفر ... هنروح نكتب الكتاب وتجيبها هنا ...وبعدين لو حابب تعمل فرح إنت حر »

وهل في يده الاختيار منذ متي وكان الاختيار بيده ... والده يقرر كل شئ وهو فقط عليه السمع والطاعة ... نظر خلفه حين رأي والدته تقف عند باب الغرفة تنظر له تبتسم تنساب دموعها ... ليلتفت لها يتقدم ناحيتها قبل جبينها ويديها يمسح دموعها بيديه يحاول أن يبتسم يهتف بحنو :
- بتعيطي ليه بس يا ماما ... في ام تعيط يوم جواز ابنها برضوا ... ولا دي دموع الفرحة 

رفعت وجهها تنظر لصغيرها تري الحزن يسكن مقلتيه رغم أنه يحاول إخفائه لتبسط يدها علي وجنته تقبل جبنيه تهمس باكية :
- يا ريته كان بإيدي يا إبني .. صدقني ابوك بيحبك أوي ... ما تزعلش منه يا جاسر  

ابتسم بخواء يردد في نفسه احقا يحبه !! ... فعلا حرك رأسه إيجابا يعطي لوالدته ابتسامة صغيرة لتعدل بيديها وضع شاله الاسود فوق كتفه تربط علي وجهه ... التفت هو يعقد ازرار جلبابه الأبيض ... يرتدي ساعته الفضية يضع بضع من عطره المميز ... التفت ليجد والده يقف عند باب الغرفة ينظر له يبتسم ابتسامة صغيرة فخورة بولده ... اقترب من والده يبتسم بجفاء يغمغم متهكما :
- أنا جاهز يا رشيد بيه مش يلا بينا

تنهد والده حزنا عليه ... ليحرك رأسه إيجابا خرج من الغرفة بصحبة والده نزلا لأسفل لتهرع صبا الصغيرة اليهم تتعلق بذراع جاسر تهتف ملحة :
- جاسر حبيبي بالله عليك خدني معاك عايزة اشوف العروسة 

ابتسم لها بحنو ... ابتسامة صبا هي سلواه الوحيد لما يلقي به نفسه ... لم يكن ليضحي بها ابدا حتي لو ضحي بحياته ... اجفل علي صوت والده يهتف في حزم :
- صبا وبعدين معاكي 
اخفضت شقيقته رأسها حزنا تحرك رأسها إيجابا لينظر لوالده حاقدا غاضبا منه .... بسط كف يده أسفل ذقن شقيقته يرفع وجهها له يبتسم برفق :
- حبيبتي ما تزعليش ... هجيب العروسة واجي مش هتأخر وابقي شوفيها زي ما انتي عاوزة

ابتسمت الصغيرة بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليطبع علي رأسها يطبع قبلة صغيرة علي جبينها ... اتجه مع والده يستقل مقعد السائق ووالده جواره ليغمغم بجفاء ما أن جلس :
- أنا وافقت علي الجنازة دي عشان خاطر صبا ... هي ما عملتش حاجة عشان تزعقلها مش لازم تكسر بخاطرها زي ما دايما كاسر بخاطري
قالها ليضع المفتاح يشغل محرك السيارة التفت رشيد برأسه ينظر لولده للحظات ... فقط لو يعلم أنه لم يحب أحدا بقدره هو وشقيقته
________________
علي صعيد قريب في منزل وهدان تحديدا في غرفة عز الدين والد سهيلة ... تجلس سهيلة علي فراش والدها تبكي بهيستريا تتحرك للامام وللخلف تنوح تبكي تحاول كبح صرخاتها اقترب والدها منها يحاول تهدئتها قليلا لتصيح في وجهه باكية :
- بابا عشان خاطري مش عايزة الجوازة دي وحياتي عندك لو بتحبني ... أنا مش عايزة اتجوز الراجل دا ... أنا حتي ما اعرفش اسمه اييييه ... ازاي اهون عليك تعمل فيا كدة

تجمعت الدموع في عيني عز الدين ليضم طفلته لصدره يربط علي رأسها لا يجد ما يقوله ... أبعدها عنه يمسح دموعها برفق يحاول محاولة اخيرة يعرف انها في الاغلب بلا جدوي :
- اهدي يا بنتي ... أنا هنزل لجدك هحاول اخليه يأجل حتي الموضوع شوية يكون لقينا حل ... بطلي انتي بس عياط عشان خاطري

حركت رأسها إيجابا بتلهف تمسح دموعها سريعا .... ليتحرك عز الدين اتجه الي أسفل حيث والده بينما اتجهت سهيلة الي باب الغرفة تحاول استراق السمع تدعو أن ينجح والدها في ترقيق قلب جدها القاسي 
نزل عز الدين الي أسفل ليجد المكان علي اتم استعداد لعقد القران حتي المأذون قد حضر ... والده والشهود وأخيه الخادمات يتحركن بكاسات العصير .... بعض الطعام الفاخر يرتص علي مائدة كبيرة ... اتجه الي والده يهمس له بخفوت :
- ابوي ممكن كلمة

نظر وهدان لولده بحدة للحظات ليحرك رأسه إيجابا ... صعد كل منهما الي غرفة وهدان القريبة من غرفة عز الدين ... ليقف الأخير امام والده يحاول متوسلا إثناءه عن رأيه :
- يا ابوي أنا قبلت بحكمك ... لما قولتي أنك ما عرفتش تقنع جوز مايا أن بنته هي اللي هتتجوز وأنه كان هيولعلكوا في السرايا ... بس يا ابوي احب علي يدك ... نأجل الموضوع شوية ... سهيلة عمالة تعيط حالها يقطع القلب

علت السخرية وجه وهدان .... ينظر لولده للحظات متهكما ليدق بالعصي علي الأرض بعنف يهتف بحدة:
- وه عليك يا ابن وهدان عيشة البندر رققت قلبك خلته كيف الحريم ... ما تبكي ولا تخبط دماغها في الحيط ... العريس وابوه علي وصول وأنت تقولي نأجل الموضوع عايزنا ننفضح في البلد ... روح خلي بتك تجهز وما عايزش اسمع كلام ماسخ من ده تاني

قالها ليخرج من الغرفة بعنف بينما تهاوي عز الدين علي فراش والده لا حول له ولا قوة ... لا يجرؤ علي عصيان اوامر والده

قام سريعا متجها الي غرفته يمسح دموعه ... دخل الي غرفته ليجد ابنته تنظر له متلهفة اعتصرت غصة عنيفة قلبه اخفي وجهه حزنه ليهتف بجمود :
- اجهزي العريس قرب يوصل 
قالها ليغادر يغلق الباب خلفه لتتهاوي ارضا علي ركبتيها وضعت يدها علي قلبها تصرخ صرخة طويلة ذبيحة :
- يااااااااااارب
كان يقف هو خارج الغرفة يستند بظهره علي باب الغرفة المغلق ... ازاح نظراته الطبية يسمح دمعته الحزينة يغمغم متألما :
- سامحيني يا بنتي

وصل العريس ... عرفت تلك المعلومة من صون اعيرة النيران التي بدأت تتصاعد بقوة وصوت الزغاريد التي علا يشق المكان ... 

في الأسفل دخل رشيد اولا ليتبعه جاسر ..كان عز الدين في طريقه لأسفل لتتوسع عيني عز الدين ما ان رأي جاسر ليتجه اليه سريعا وقف امامه ينظر له مذهولا ابتسامة واسعة تشق شفتيه يسأله متلهفا :
- هو إنت العريس

قطب جاسر جبينه متعجبا ماذا يفعل عز الدين والد سهيلة حرك رأسه إيجابا ليجد عز الدين يعانقه بقوة سمعه يغمغم بصوت خفيض مرتاح :
- الحمد لله يا رب الحمد لله ... اللهم لك الحمد

ابتعد عن جاسر يمسك ذراعيه بين كفيه يشد علي ذراعيه يخبره مترجيا :
- سهيلة أمانة في رقبتك يا جاسر .. أنا لحد قبل ما تيجي كنت مرعوب مين هسلمه بنتي ... بس لما شوفتك خلاص اطمنت ... سهيلة امانة بين ايديك ... دي طيبة اوي والله حافظ عليها يا ابني

توسعت عينيه في ذهول ينظر للواقف امامه مذهولا ... سهيلة اذا هي العروس المنتظرة ... القلقاسة هي العروس ابتسم شبح ابتسامة يحرك رأسه إيجابا ... ليعانقه عز الدين من جديد وضع يده في يد عز الدين يردد خلف المأذون بذهن شارد يتمني ... فقط يتمني الا تحمل شاهي بطفلا منه ... انتهت اجراءات عقد القران بجملة المأذون « بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ... أمضي يا عريس »

نظر للحاضرين من حوله ليعاود النظر لعز الدين اقترب منه يهمس له في أذنه بصوت خفيض بضع كلمات ليبتسم عز الدين يحرك رأسه إيجابا ... حمل الدفتر بين يديه اتجه الي غرفة ابنته ... وقف امامها وجهه خالي من الملامح وضع امامها الدفتر والقلم يغمغم بخفوت :
- امضي يا سهيلة يلا العريس مستعجل 

رفعت وجهها تنظر لوالدها ... تترجاه بنظراتها ولكن للأسف وجدت وجه خالي من اي مشاعر ... التقطت القلم تخط اسمها بأصابع مرتجفة ... تودع جاسر من قلبها للأبد .. نزل والدها غاب للحظات ليعود بعد قليل يحمل غطاء للرأس وضعه فوق ملابسها حرفيا كانت لا تري سوي صورة مشوشة غير ظاهرة الملامح ... امسك والدها يدها يعقدها في ذراعه ... ينزل بها الي أسفل تتحرك مع حركة والدها نزلت لأسفل لتتعالي أصوات الزغاريد ... نظرت لأسفل تنساي دموعها بصمت ... لتري بصورة مشوشة وهي تنظر جلباب ابيض عباءة سوداء حذاء اسود يقترب منها بلعت لعابها خائفة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه ...تلقائيا بحركة لا ارادية لفت ذراعيها حول عنقه خوفا من أن تسقط ... تتسارعت دقات قلبها حين شعرت به يتحرك بها نحو الخارج الي سيارته مال وهو يحملها يفتح بابها الخلفي ليضعها في السيارة ومن ثم جلس جوارها ... يغلق الباب عليهم بقوة لتنتفض في جلستها تحاول الابتعاد عنه ... ضمت كفيها تضعهم في جرحها تنظر ارضا تبكي بصمت تتسأل في نفسها خائفة لما لم ينطق ذلك الرجل بكلمة واحدة هل تزوجت من رجل أخرس .. حقا لا يهم فهو ليس حبيبها بل هو قبر ستدفن فيه بقية عمرها ... لم يكن الطريق طويلا فقط دقائق وشعرت بأن السيارة تقف ... نزل منها لتفتح هي بابها الآخر ما كادت تنزل شعرت به يحملها مرة اخري بين ذراعيه ...يتجه بها الي داخل المنزل فتحت والدته الباب لتطلق الزغاريد العالية بينما صفقت صبا بحماس ... أخذ هو طريقه الي غرفته ... ما كاد يدخلها سمع صوت وهدان يصدح من الأسفل وضع سهيلة في الغرفة ليغلق عليها باب الغرفة نزل لأسفل سريعا ليجد وهدان وخلفه ماهر ولده الكبير وبجانبهم عز الدين الذي يصيح غاضبا :
- ايه يا ابوي اللي بتقوله دا يلا نشمي ... 
حرك وهدان رأسه نفيا يغمغم بحزم :
- ما هنمشيش قبل ما الجوازة تتم ... عشان الصلح يكمل دي عوايد من زمان 

وقف رشيد يراقب يبتسم ساخرا دون أن ينطق بكلمة ليتجه جاسر اليهم يشق الطريق وقف أمام وهدان مباشرة عقد ذراعيه امام صدره ابتسم يغمغم في حدة :
- بص يا حج وهدان ..البنت الحلوة اللي فوق دي مراتي وأنا حر فيها ... دا كان اتفقنا مجرد ما اكتب الكتاب تبقي مراتي ... اكمل جوازنا ما اكملوش ، اسقيها في شاي بلبن .. مراتي وأنا حر فيها ... شرفت يا حج وهدان ... معلش اصلنا بنام بدري

اشتعل وجه وهدان غاضبا ينظر لجاسر بحدة ليخرج من المنزل وخلفه ماهر ... بينما ابتسم عز الدين لجاسر بامتنان ... امسك يده يخبره مترجيا :
- خلي بالك منها يا ابني عشان خاطري

ابتسم جاسر يحرك رأسه إيجابا ليرحل عز الدين مطمئنا علي ابنته ... اخذ جاسر طريقه الي أعلي ليتوقف في منتصف الطريق .... حين سمع صوت والده يهتف باسمه التفت فقط برأسه ينظر لوالده بجفاء ليجد رشيد يبتسم له ابتسامة صغيرة يقول :
- مبروك يا ابني .. أنا حقيقي فخور بيك 

ابتسم جاسر ساخرا دون ان ينطق بحرف ليأخذ طريقه الي غرفته 
____________
بينما في الاعلي في غرفة جاسر تنظر أزاحت غطاء رأسها تنظر للغرفة حولها خائفة مرتعدة من الخوف من ذلك العريس الذي لم تري وجهه حتي كيف سيكون وجهه .. كيف ستكون معاملته معها ... هل سيأخذ حقه منها غصبا ... مجرد الفكرة قتلتها خوفا .... ارتعد نابضها حين سمعت صوت الباب ينفتح .... رفعت وجهها تنظر لزوجها للمرة الاولي لتتوسع عينيها في صدمة ... ذهول ... دهشة ...تحلم بالتأكيد تحلم ... زوجها هو جاسر !!
لا تصدق فغرت فاهها تنظر له تغمض عينيها تفتحهما سريعا تتمني فقط الا يكن حلما شهقت مندهشة حين سمعته يغمغم بمرحه المعتاد :
- والله وبقيتي مراتي يا قلقاسة ... قلقاسة وبسلة دا احنا هنعمل احلي طبق شوربة خضار
لحظة اثنتان ثلاثة لتسقط ارضا فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ليهرع اليها يغمغم دون وعي :
- هار احوش الشوربة فارت .... البت ماتت .. يا مااااامااااا 

خلع عبائته التي تقطن فوق كتفيه يهرع اليها يحاول إيقظاها بلهفة :
- قلقاسة قصدي يا سهيلة فوقي يا بنتي 
هرعت شروق وخلفها رشيد الي غرفة جاسر لتشهق شروق فزعا ما أن رأت العروس فاقدة للوعي ... بينما نظر رشيد لابنه بحدة كأنه وغد دني حاول اغتصاب تلك البرئية ... لاحظ جاسر نظرات والده ليصيح سريعا يدافع عن نفسه :
- ايه يا حج بتبصلي كدة ليه ... ما اغتصبتهاش والله ... ما الحقش اساسا

اتجه رشيد ناحية سهيلة يمسك رسغ يده ليجد دقات قلبها منتظمة في معدلها الطبيعي فتح عينيها بأصابعه ينظر لمقلتيها .. الي حين احضرت له صبا حقيبته الطبية ... اخرجت سماعته وبدأ بفحصها ... ليدخل معداته الي الحقيبة ... نظر لوالده يهتف بهدوء :
- مغمي عليها ما فيهاش حاجة فوقها واكلها ... يلا يا شروق هاتي صبا وتعالي
خرج من الغرفة لتتبعه زوجته وابنته بينما اقتربت هو من سهيلة الراقدة علي الفراش مسح علي شعرها يبتسم يآسا 
_____________
نزلت الي الحديقة تقف في جانب بعيد تستنشق هواء الليل البارد عله يطفئ نيران قلبها التي اشعلتها مكالمته القصيرة جدااا .. تشعر بالغضب لما لا تعرف ... هي فقط ثأئرة غاضبة ... من هو ليتلاعب بمشاعرها والآن يتصل بها ماذا كان يريد ... اجفلت تشهق حين شعرت باحدهم يلف ذراعيه حول خصرها من الخلف .... يضع رأسه علي كتفها يهمس بمرح باهت :
- بوو ... وحشتيني
اجفلت من حركته الجريئة تحاول الابتعاد عنه لتجده يشدد عليها بين ذراعيه يهمس لها بشغف :
- انتي ليه علي طول بتهربي من حضني ... صدقيني أنا أسعد إنسان في الدنيا وأنا حاسس بيكي جوا قلبي مش بس جوا حضني

ابتسم شبح ابتسامة باهتة لتستند برأسها علي صدره تنظر للفراغ شاردة في القادم ... هو ايضا شارد أيخبرها بحقيقة حسام ام لاء ... تنهد يسند رأسه لكتفها حين سمعها تسأله بفضول :
- صحيح يا زيدان أنا عمري ما سألتك .. هي مامتك فين ...وليه سيبتها من زمان كدة ؟!!
________________
اخذ طريقه الي غرفته شارد يفكر ... كلمات شهد تدق في رأسه بعنف جملة واحدة تنخر رأسه كالرصاص 
« الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا »
تنهد بألم ليتجه الي غرفته ... فتح بابها يبحث عنها ليجدها في الشرفة تقف تستند الي سورها 
تنظر لظلام الحديقة جوارها مشغل الاقراص المدمجة تسمع احدي الاغاني ... اقترب منها ما كاد يدخل الي الشرفة بدأت الأغنية لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها شهقت بنعومة تلف ذراعيها حول عنقه ليلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه للغاية يتمايل معها علي ألحان الاغنية 

أصابك عشقٌ أم رميت بأسهم فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
ألا فاسقني كاسات وغني لي بذكر سُليمى والكمان ونغّم
أيا داعياً بذكر العامرية أنني أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعّم
ليل يا ليل ليلي ليل يا ليل يا ليل
يا ليل، يا ليل، يا ليل 
يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
ليل يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
آه، آه

وضع رأسه علي كتفها يشدد من عناقها يتحرك معها علي كلمات الاغنية تنساب دمعة حزينة من عينيه ... حين سمعها تهمس :
- مالك يا خالد .. فيك ايه يا حبيبي

شدد من عناقها يدفن وجهه بين خصلات شعرها يهمس متألما :
- هقولك هحيلك كل حاجة بس اوعديني أنك مش هتسبيني ابدا أنا ما اقدرش اعيش من غيرك
_____________

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1