![]() |
رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثامن والعشرون بقلم دينا جمال
في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد علي تجهيزات الزفاف ... التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه ... حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء ... خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية ... اقترب خالد منه يقول مرحبا :
- شيطان الاقتصاد بنفسه ... جاسر مهران !!!
ابتسم جاسر ابتسامة صغيرة هادئة ليقترب من خالد يعانقه ربط خالد علي كتفه يقول مبتسما :
- واحشني والله يا جاسر ... كويس أنك جيت دلوقتي
ابتعد جاسر عنه يقول مبتسما في حبور :
- رؤي أصرت اننا نيجي دلوقتي عشان تكون مع المدام والعروسة ... قولي الدنيا مظبطة ناقص اي حاجة رجالتي تحت امرك
ابتسم خالد يحرك رأسه نفيا ليأخذ بيده يتحرك به ناحية الجمع الصغير يعرفه عليهم :
- لا يا سيدي مش ناقص بس تعالا اعرفك علي العيلة
اقترب منهم يعرف كل منهم علي الآخر :
- دا حمزة اخويا التؤام ... دا رشيد ابو جاسر العريس التاني ما النهاردة فرحين ... قولي صحيح الواد رعد فين
تجهم وجه جاسر اختفت ابتسامته ليتنهد حانقا يهمس بصوت خفيض :
- متلقح في الشركة هيجي بليل ... سايبة يعمل اي حاجة عدلة في حياته
نظر خالد لجاسر في حدة ليأخذه بعيدا عن الجمع وقف امامه يهمس له بحدة :
- أنت شادد علي الواد جامد يا جاسر ودا غلط ... اللي بتعملوا دا هيجيب نتيجة عكسية ابنك ما شاء الله عليه شاب ناجح ومحترم .. ليه علي طول بتعامله كدة
تنهد جاسر حائرا لا يعرف ماذا يقول عذرا أنا فقط مرتعد من أن يصبح نسخة مني حين كنت فتي بلا أدني أخلاق بلع لعابه يحاول تبرير ما يفعل :
- أنا خايف يا خالد أنا كنت إنسان وحش أوي زمان ... خايف ليبقي نسخة من مسخ ...
تنهد خالد حانقا علي ما يفعل ذلك الاحمق ابتسم نصف ابتسامة يقول باقتضاب :
- اللي إنت بتعملوا ده هو اللي هيخيله فعلا مسخ ... اهدي علي الواد شوية مش كدة ... تعالا يلا نشرب حاجة
في الأعلي
توسعت ابتسامة لينا ما أن رأت تلك الواقفة لتسارع بضمها بقوة تتمتم بسعادة :
- رؤي حبيبتي وحشاني اوووي ... حقيقي مبسوطة اوي انك جيتي تعالي ادخلي .. ادخلي يا جوري
اخذت لينا يد رؤي وجوري لداخل الغرفة تعرفهم علي البقية بابتسامة واسعة :
- دي طنط رؤي ودي جوري بنتها .. دي لينا العروسة طبعا عرفاها .. سهيلة صاحبتها والعروسة بردوا ... مايا بنت عم لينا وشروق مامت جاسر عريس سهيلة
رحبت رؤي بهم ببشاشتها المعهودة .. تطيل النظر الي تلك الصغيرة مايا التي تقف أمام المراءة تقيس فستان زفافها لتقترب من لينا تهمس لها بخفوت :
- بقولك يا لينا هي مايا متجوزة ولا مخطوبة
نظرت لينا لمايا تبتسم بحنو لتعاود النظر لرؤي تحرك رأسها نفيا ، فاتسعت ابتسامة رؤي تنظر لبراءة الفتاة المرتسمة علي قسمات وجهها الظاهرة من لمعة عينيها تعقد في نفسها أمرا
علي صعيد آخر جوارهم في الشرفة تقف سهيلة ولينا ...كل منهن تضع قناع للبشرة غريب الشكل علي وجهها ... التفت سهيلة للينا شدت علي اسنانها تهمس مغتاظة :
- اخوكي دا حمار اقسم بالله ما بيفهم ... دا أنا اقوله بحبك يا حمار ... اتحرش بيه يعني ... كل اللي علي لسانه انتي زي لينا .. يا اخي يخربيت اللي تحبك ... لاء والا اللي حصل تاني يوم جوازنا
Flash back
فتحت عينيها صباحا انتفصت جالسة تفرك جبينها تنظر حولها تقطب جبينها متعجبة لحظات وبدأت احداث الليلة الماضية تمر بشكل سريع أمام عينيها شخصت عينيها ذاهلة لتنظر تجاه الاريكة سريعا وضعت يدها تكبح شهقتها المذهولة جاسر هنا نائم ... لم يكن حلما إذا ... توسعت ابتسامتها تنظر له بابتسامة بلهاء عاشقة .... اندثرت شيئا فشئ حتي اختفت تماما ... حين تذكرت كلماته بالأمس لا تلومه ....عريس يجد زوجته تبكي بتلك الطريقة ليلة زفافهم بالطبع سيتفهم الوضع بشكل خاطئ .... لم تمنع ساقيها حين تحركت متجهه إليه جثت علي ركبتيها جواره أرضا مدت يدها برفق تغوص بها بين خصلات شعره الأسود الكثيف تلتهم عينيها كل جزء من قسمات وجهه قلبها دق طبول حرب عشقه الكامن فيه ... ابتسمت تهمس بصوت خفيض عاشق :
- مش مصدقة ... حاسة اني بحلم ... أنت عارف أنا دعيت قد ايه أنك تكون من نصيبي ... طب عارف أنا بحبك قد ايه .... بحب حنيتك وطبيتك وخفة دمك حتل كلامك ... عارف أنا احيانا ساعات يعني كنت بغير عليك من لينا خصوصا لما كنت بتحضنها كان نفسي اوي تكون بتحضني أنا ...أنا بحبك اوي يا جاسر
اجفلت علي صوت رنين هاتفه لتشهق مفزوعة هرولت ناحية فراشها سريعا كأنها تستيقظ من النوم الآن نظرت له لتجده يتأفف حانقا فئ نومه مد يده يلتقط هاتفه بنصف عين مفتوحة بصعوبة فتح الخط يجيب ناعسا :
- أيوة مين علي الصبح آه .. خير يا زيدان ...
خرجت منه ضحكة خافتة ليتثأب ناعسا انتصف يجلس يحرك عظام رقبته اليابسة يقول مبتسما بخفة :
- الله يبارك فيك يا سيدي مردودلك في الأفراح ... سلام
اغلق الخط يمد يده يمسد رقبته برفق ليلتفت لها حين سألته متعجبة :
- مين بيتصل علي الصبح كدة
ابتسم يتحرك من مكانه جلس أمامها علي الفراش يقول مبتسما :
- دا زيدان بيرخم ... صباح الخير
ابتسمت خجلة تنظر ارضا تحرك رأسها إيجابا تهمس متلعثمة :
- صباح النور ... علي فكرة أنا عايزة اقولك حاجة
رفعت وجهها اليه لتراه ينظر لها يبتسم كأنها يشجعها ان تكمل عقد ذراعيه امام صدره يحرك رأسه إيجابا يحثها علي الاكمال لتبلع لعابها تهمس متوترة :
- علي فكرة ... ااانا ما كنتش بعيط عشان خايفة منك او يعني أنا بس كنت خايفة ليطلع حد يأذيني إنت فاهمني بس لما شوفتك اطمنت .... بس من التوتر والخوف اللي كنت فيه ما عرفتش أوقف دموعي
نظرت لمقلتيه لتجده يبتسم حرك رأسه إيجابا ليحتضن وجهها يين كفيه يقرص وجنتها برفق يقول مبتسما :
- لازم تتطمني يا قلقاسة انتي ... اخوكي اللي مربيكي ... تخافي ازاي لما تشوفيه
تجهم وجهها تنظر له حانقة مغتاظة أهو أحمق غبي لتلك الدرجة ...كيف تخبره انها تحبه ماذا تفعل ... هل تقولها له صريحة جاسر أنا أحبك قالتها وهو نائم ولكنها حقا لا تمتلك الجراءة لتقولها أمام عينيه ... مر اليوم بمباركات من الجميع مساءا قررت إيصال فكرة أنها لا ترفضه بشكل غير مباشر ومباشر في الوقت ذاته .... اخذت منامة منزلية قصيرة بحملتين رفيعتين ... تصل لقرب ركبتيها ... وقفت امام مرآه المرحاض تشجع نفسها علي تلك الخطوة ... وجنتيها تشعان احمرار من الارتباك والخوف والخجل .. بلعت لعابها تخرج من المرحاض تجلس علي الأريكة تعبث في هاتفها وكأنها لم تفعل شيئا ... دقائق ودخل جاسر الي الغرفة التفت اليها لتشخص عينيه في ذهول ينظر لها متعجبا مدهوشا .... متي أصبحت سهيلة بكل هذا الجمال ... بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عنها يستغفر بصوت خفيض ليتجه سريعا ناحية الفراش حمل الغطاء من عليه يلقيه فوقها حمحم يقول مرتبكا :
- سهيلة أنا عارف إن من حقك تلبسي اللي انتي عيزاه جوا اوضة نومك بس راعي انك عايشة مع بني آدم لحم ودم ....
اكمل يضحك بخفة متوترا :
- يرضيكي يعني اغتصبك يا قلقاسة انتي
قالها ليتجه الي المرحاض ليبدل ملابسه لتنظر في اثره تفغر فاهها بذهول مما فعل
Back
قلبت عينيها تقلده ساخرة :
- انا بني آدم من لحم ودم وممكن اغتصبك ...يا عم انا قولتلك لاء ... اخوكي دا لوح تلج
تعالت ضحكات لينا علي غيظ صديقتها من أفعال شقيقها سعيدة للغاية لاجلهما ... جاسر يظن أنه يظلم سهيلة بزواجه منها يظن أنها ممكن أن تكون تحب آخر ... عليه اذا ان يعرف الحقيقة
نظرت لصديقتها تقول مبتسمة :
- سيبك من جاسر دلوقتي وتعالي نكمل اللبس عشان نلحق نخلص الميكب ارتست علي وصول
__________________
في مرحاض غرفة لينا تقف تنظر لانعاكس صورتها في المرآه باتت تراه قليلا بل أقل القليل تشعر بأنه يتهرب منها يبتعد عنها ....تنهدت تتذكر حين استيقظت في صباح اليوم التالي وجدت نفسها غافية بين أحضان آخر ما تتذكره أنها كانت تضع رأسها علي فخذه وهو جالس ليربط علي رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو لتتمتم ناعسة :
- أنا بحبك اوي يا أدهم
حين استيقظت كان لا يزال جوارها وهي بين أحضانه ربما غفي رغما عنه ... رفعت وجهها تمد يدها تتلمس لحيته النامية لترتسم شبح ابتسامة صغيرة علي شفتيها تنهدت تقول شاردة :
- واضح أن مش صاحبك بس هو المجنون يا أدهم
اطالت النظر لوجهه تبتسم كيف تخبره انها تعرف منذ زمن ... منذ أعوام أنه ليس شقيقها كانت دائما تشعر بأن هناك حاجز بينهما نظراته الغريبة ... غيرته المبالغ فيها .... قلب المنتفض بين اضلاعه ... اهتمامه الذي يلف قلبها به .... يظنها مدللة بلهاء ولا تعرف يظنها فقط حمقاء تفعل ما تفعل بعفوية ... لا يعرف انها نصيحة صديقتها سوزي ذات الخبرة العالية في علاقات الحب حين اخبرتها مايا مرتبكة :
- بقولك يا سوزي لينا بنت عمي بابا متبني ولد عشان يبقي اخوها ... بس هي عارفة من مدة طويلة أنه مش اخوها ... وبصراحة يعني هي حاسة أنه معجب بيها وهي كمان بتحش ناحيته حاجة غريبة .... فسألتني بس أنا بصراحة ما عرفتش اقولها ايه قولت اسألك يمكن تعرفي
ابتسمت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر المجعد لتمضع علكة فمها تنفخها بالون لفت خصلة حول اصبعها تتمتم بمكر :
- أنا اقولك تقوليلها تعمل ايه ... بصي يا ستي ..لو حاسة أنه معجب بيها بس متردد خليه ينفجر ...من اللي هتعمله
تنهدت تنظر له متألمة ما تفعله بالكامل هو انها تنفذ نصائح صديقتها ذات الخبرة علها ينفجر ويصيح بما في قلبه ولكن أدهم قلبه كصخر عنيد لا يلين برصاص ولا قنابل ... فقط بركان العشق قادر علي اذابة صخور قلبه .... لحظات وشعرت به يستيقظ لتغمض عينيها سريعا تتصنع النوم ... لتشعر به ينتفض من جوارها كمن صعقه الكهربا يتمتم فزعا صوته مرتجف متألم :
- يا نهارك مش فايت يا أدهم ايه اللي أنا نيلته دا .... أنا ازاي انام جنبها ... ارحميني بقي يا مايا لا عارف ابعد عنك ولا عارف اقرب منك
قالها لتسمع صوت خطواته تبتعد عنها صوت الباب انفتح واغلق لتفتح عينيها بقدر بسيط ادمعت عينيها تبكي في صمت
Back
عادت من ذكراها تدمع عينيها تنظر لانعاكسها الباكي بعد تلك الليلة بات تعامل أدهم معها شبه معدوم لا تراه سوي لحظات ... يتجنبها بأي شكل كان .... ملئت كفيها بالمياة تصفع بها وجهها ...جففته بمنشفة صغيرة لتخرج تكمل ارتدائ ملابسها ما أن خرجت وجدت تلك السيدة تقترب منها تبتسم ابتسامة واسعة جذبتها برفق تجلس جوارها لتسألها مبتسمة :
- انتي في كلية ايه يا مايا
ابتسمت الاخيرة بتوتر لتحمحم تهمس بخفوت :
- فنون جميلة يا طنط
توسعت ابتسامة رؤي تربط علي رأس مايا تردف :
- ماشاء الله عليكي ... ربنا يوفقك يا حبيبتي ... روحي يلا كملي لبسك يا حبيبتي
ابتسمت مايا بارتباك لتتحرك من مكانها اخذت فستانها لتذهب لغرفة الملابس ترتديه اقتربت جوري من والدتها ترفع حاجبها الأيسر تنظر لها بمكر لتغمغم بخبث :
- بتفكري في ايه يا ماماو
ضحكت رؤي بخفة تلكز ابنتها في ذراعها تهمس بخفة :
- بطلي طريقة كلامك المتخلفة دي ... البنت قمورة ماشاء الله عليها ... وفي كلية حلوة ومن عيلة ... ملامحها كيوت خالص ... بزمتك مش هتبقي عروسة هايلة لرعد
توسعت عيني جوري في دهشة لتتمتم ذاهلة بصوت خفيض :
- رعد المعقد انتي بتهزري يا ماما دا هيطفشها من اول كلمتين
تنهدت رؤي حزينة علي حال ابنها الصغير ابتلعت غصتها تهمس بحزن :
- هو أنا بقولك هجوزهاله غصب عنه يا جوري يشوفها حتي ويتعرف عليها يمكن يحصل بينهم قبول ما حصلش خلاص ...وبعدين رعد مش معقد ما تقوليش كدة علي اخوكي
مر اليوم سريعا في غرفة زيدان القريبة من غرفة لينا يقف زيدان امام مرآه الزينة يتأنق في حلته السوداء الفاخرة ... قميصه الابيض رابطة عنقه الصغيرة ما يمسي « بابيون » وقف ينظر لانعاكس صورته في المرآه يتمني حقا لو كان حسام معه الآن ... يمازحه كالعادة يضحكان معا هو دائما وحيد يعشق العزلة ولكنه حقا رغب في تواجد صديقه الآن تحديدا الآن ... اجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة لينفتح الباب دون سابق إنذار ... وصوت دقات تعلو علي باب الغرفة كأنه طبلة كبيرة وصوته المميز يصدح بلحنه الخاص :
- يا عريس يا عريس يا عريس ... لابس ومغير يا عريس ...ايش ايش ايه يا عم زيزو الحلاوة دي ما تتجوزني أنا
تعالت ضحكات زيدان ... صديقه المجنون خرج من افكاره ليقف أمامه .. حسام جاء لأجله رغم كل ما حدث لم يستطع أن يترك صديقه في يوم كهذا ... اقترب زيدان منه يعانقه بقوة ليربط حسام علي ظهره يقول مبتسما سعيدا :
- الف مبروك يا صاحبي ... ربنا يتملك علي خير ... اوعي تكسفنا ياض ... ساعتها هتبري منك واموت وأنا غضبان عليك وهحرمك من الميراث ولا مليم هتطوله من ثروتي ... الخمسة وستين جنية اللي حلتي جيبي اولي بيهم
لم يستطع سوي أن يضحك من اعماق قلبه ليدخل حسام الي الغرفة يحمل حقيبة حلة مغلقة ... القاها علي الفراش يشرع في خلع قميصه يقول سريعا :
- خلصت شغلي وجيتلك جري ... ارميلي فرشة الشعر والجيل والبرفن ...
ضحك زيدان يلقي عليه ما يريد ليفتح حسام حقيبة الحلة صفع جبينه براحة يده يهمس مغتاظا :
- يا ادي النحس نسيت القميص ...هنتصرف ازاي دلوقتي ... القميص اللي كنت لابسة لا يمت للبدلة بصلة
وقعت عيني حسام علي قميص مغلف ملقي علي الفراش حوار حقيبة حلة ... ليلتقطه سريعا يفتحه يشرع في ارتداءه ... لتتوسع عيني زيدان نظر لحسام ليلتفت له يقول سريعا :
- الله يحرقك اقلع يالا القميص
ابتسم حسام في بلاهة يتمسك بدفتي القميص كأنه فتاة علي وشك اغتصباها ليقول مقلدا صوت انثوي مائع :
- ابعد عني يا سافل يا حيوان
بصعوبة شديدة منع زيدان ضحكاته من الخروج ليتقدم ناحية حسام يقبض علي تلابيب ملابسه يقول في ضيق :
- اقلع ياض القميص لاقلعهولك
كسي الصمت المكان أصفر وجه كليهما حين سمعا صوت المكان حين سمعا صوت خالد يقول محتدا :
- والله عال .. علي آخر الزمن اجوز بنتي لعيل سيكي ميكي
انتفض زيدان بعيدا عن حسام نظر لخالد الذي يقف يرتدي « تيشرت » رياضي اسود بدون اكمام وسروال قطن من اللون الاسود ... بلع لعابه ليقول سريعا يبرر موقفه :
- طبعا لو حلفتلك أنك فاهم غلط مش هتصدقني ....
ابتسم خالد ساخرا ينظر لكل منهما باشمئزاز ...
ليتجه ناحية فراش زيدان التقط حقيبة حلته .... قطب جبينه يبحث عن القميص لم يحتج الأمر سوي لحظات ليفهم ما حدث انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة ليأخذ حلته متجها لغرفته حين سمع زيدان يقول :
- بس ال...
قاطعه يقول في برود وهو يكمل طريقه :
- عندي غيره .. كمل لبسك
بينما وقف حسام ينظر في أثر ذلك الذي رحل توا في صمت ... صورته وهو يقف بتلك الهيبة .... ترجف شيئا فيه جزء من كل تشعره حقا أنه ينتمي إليه ... تنهد يحاول الابتسام لولا زيدان ما كان جاء الي هنا من الأساس سعادة صديقه هي الأهم عنده ... اكمل ارتداء القميص ليرتدي الحلة وقف أمام المرآه يمشط شعره يقول مبتسما في سخرية :
- قميص مين بقي اللي هتموت عليه اوي كدة
نظر زيدان لحسام من خلال انعاكس المرآه تنهد يقول بهدوء حذر :
- قميص خالي
قطب حسام جبينه غاضبا يشعر برغبة ملحة في خلع القميص وتمزقيه .... اجفل علي صوت الباب ينفتح ... ليدخل خالد حلة سوداء قميص أبيض ... بلا رابطة عنق ... يحمل علبة سوداء صغيرة في يده اقترب من زيدان الواقف بالقرب من حسام ...مد يده يخلع رابطة العنق الصغيرة التي تلتف حول رقبة زيدان ليخرج من العلبة رابطة عنق سوداء مخملية طوق بها رقبة زيدان يعقدها له ابتسم يقول في هدوء:
- رغم اني نفسي الطشك بالقلم عشان هتاخد البنت مني .... بس أنا حقيقي فرحان عشان شايف الفرحة بتلمع في عينيك .... فرحان عشان ابني اللي ربيته كبر واهو بيتجوز .... اني اشوفك بتكبر وبتبقي عريس قدام عينيا فرحة خاصة أنا مش بس خالك أنا ابوك ولا إيه
ختم كلامه وهو يعدل من وضع رابطة العنق الخاصة بزيدان .... لتدمع عيني الأخير اندفع يعانق خالد ليربط الأخير علي كتفه برفق يهمس بحنو :
- مبروك يا ابني ... ربنا يسعدك
بينما كان يقف حسام بالقرب منهم ينظر لخالد بخواء وكأن الأمر برمته لا يعنيه ولكنه لا ينكر أنه يشعر بنيران الغيرة تشتعل في قلبه ... قبض علي يده يشد عليها يتنفس بعمق يحاول أن يهدئ قليلا
خرج خالد من الغرفة متجها الي غرفة ابنته
ليلتفت زيدان لحسام يقول مبتسما في مكر :
- أنت غيران مش كدة
تجهم وجه حسام ليشيح بوجهه يتمتم متهكما :
- غيران !! وهغير من ايه يعني
اقترب زيدان من حسام يضع يده علي كتف صديقه يحاول برفق ترقيق قلبه ليقول بهدوء :
- دا ابوك يا حسام
التفت حسام له يرميه بتلك النظرة الغاضبة التي يراها دائما في عيني خاله حين يغضب ليقاطعه قائلا في حدة :
- خلاص يا زيدان يلا ننزل بقي خلينا نخلص
ابتسم زيدان يحرك رأسه إيجابا لينزلا هو وحسام لأسفل
ودقت الدفوف وعلا صوت الموسيقي في أسفل السلم يقف جاسر متأنقا في حلة سوداء .... بينما في الاعلي تتأبط سهيلة ذراع والدها ينزل بها برفق الي أسفل سلمها الي جاسر نظر له يقول ممتنا :
- أنا مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ربنا يسعدك يا ابني .. خلي بالك منها
ابتسم جاسر بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليغمغم بخفوت يطمئن والدها :
- في عينيا
وقف أمامها ليدنو برأسه يقبل جبينها ينظر لها يبتسم في حنو ليدنو برأسه يهمس جوار أذنها بخفة :
- تعرفي أنك زي القمر يا قلقاسة ... الميكب عامل شغل عالي
نظرت له مغتاظة منه لتتعلي ضحكاته شبك ذراعها في يده يتجه بها ناحية كوشتهم الخاصة ....أين العروس الأخري لينا لا تقف مكانها
أين هي ... أين ... أين ... ها هي
تقف في غرفتها معها والدتها ووالدها تنظر لنفسها في المرآه جميلة بل فاتنة .... ولكنها خائفة زفاف ... ملئ بالناس ... ستنتقل للعيش بمفردها مع زيدان .... مجرد الفكرة تقتل قلبها قلقا وخوفا .... التفتت لوالدها تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة تقول متلعثمة :
- لا أنا خلاص مش عايزة اتجوز ... مش عايزة انزل ... مش عايزة اسيب البيت
ابتسمت لينا بحنو تنظر لتقترب من ابنتها قبلت جبينها تقول ضاحكة بخفة :
- تعرفي أن أنا يوم فرحي فضلت اعيط ساعتين عشان مش عايزة اروح مع ابوكي ... وبعدين ما بقتش عايزة اي حاجة في الدنيا غير اني اكون مع ابوكي
ابتسم خالد ينظر لها بعشق ليحرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول بمرح :
- فعلا أمك فضحتنا في الشارع قدام القاعة ... انا عايزة اروح لبابا وتقوق تقوليش خاطفها ... وبعدين ما بقتش تقدر تبعد عني ابدا يا عمري
ضحكت لينا علي ذلك الحوار الكوميدي بين والديها لتندثر ضحكتها تهز ساقها متوترة اقترب خالد منها امسك ذراعيها برفق يقول مبتسما في حزن :
- بصي يا لينا أنا علي ثانية وهقعدك والغي الفرح أنا اصلا ما هصدق ... هقولهالك لآخر مرة عايزة تنزلي ولا تفضلي
نظرت لينا زوجته له مدهوشة مما يقول لتبلع ابنته لعابها اضطربت حدقتيها تهمس حائرة :
- ننننزل
ابتسم خالد يلثم جبين ابنته بقبلة حانية ليشبك يدها في يده ... ينزل بها الي أسفل .... توسعت ابتسامة زيدان ما أن رأي طلتها التي خطفت انفاسها كان قلقا للغاية من تأخرا وقف منتصبا علي اتم استعداد لاستقبالها اقتربت اكثر واكثر واكثر نزلت الي اسفل بصحبة والدها الذي تخطاه واتجه بها الي الكوشة بينما وقف هو ينظر لما حدث مدهوشا يفتح فاهه ... ليجفل علي يد زيدان يدفعه بعنف ناحية العروس :
- اجري يا عم اقعد جنب مراتك ... دا هيتنح
سريعا هرول ليلحق بهم وجد خاله يجلس ابنه علي الكوشهظة ليأخذ زيدان مكانه سريعا جواره نظر لخالد يقول مبتسما في براءة :
- شكرا يا خالي يا حبيبي
تجهم وجه خالد ليتركهم وينزل يتحرك وسط الحضور .... وقف حسام من بعيد ينظر لصديقه وشقيقته ... لينا شقيقته ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه حين نطق الكلمة في عقله ... ينظر لها يبتسم في حنو ... ليأخذ طريقه اليهم ... اتجه الي زيدان يعانقه بقوة يقول مبتسما :
- مبروك يا صاحبي الف الف مبروك
شدد زيدان علي عناقه يقول مبتسما في سعادة :
- عقبالك يا حس ... اوعي تمشي يلا
ابتعد حسام عنه يقول مبتسما :
- حاضر يا سيدي مش همشي ....
تنهد يآخذ نفسا قويا ليتجه ناحية لينا وقف أمامها للحظات ... مد يده يصاحفها لتصافحه بابتسامة صغيرة ... لتشعر به يشد يدها برفق الي ان وقفت امامه ابتسم يغمغم في رفق :
- مبروك يا لينا ... مبروك الف مبروك
قالها بحنو عينيه ترتكز علي مقلتيها لتنجرف مشاعره الاخوية تجاهها رغما عنه ليعانقها بين ذراعيه يشدد علي احتضانها ابعدها عنه يطبع قبلة حانية علي جبينها بينما هي تنظر له متعجبة لا تفهم لما يحضتنها صديق زيدان ولما الأخير لا يعترض ووالدها أين هو ... لو رآه لاقام الدنيا فوق رأسه ... ابعدها عنه يربت بكفه برفق علي وجنتها ... يبتسم شبح ابتسامة شاحبة ... ليتركهم يأخذ طريقة للخارج يمشي بين الحضور لا ينظر لهم يشعر بالاختناق يود فقط المغادرة ليسمع صوت قريب منه صوت يعرفه يبعضه ويحبه في آن واحد نظر يمينه ليجد خالد يقترب منه وقف بالقرب منه يبتسم له شبح ابتسامة صغيرة يتمتم في هدوء :
- شكرا أنك جيت يا حسام
انثني جانب فم الاخير بابتسامة ساخرة متهكمة ليدس يديه في جيبي سرواله يتمتم ببرود :
- أنا جاي عشان خاطر زيدان صاحبي ... مش جاي ليك .... عن إذنك
تركه متجها ناحية اركان الحديقة ليقف خالد ينظر في اثره يتنهد حائرا لا يعرف ماذا يفعل ... اجفل علي يد توضع علي كتفه من الخلف التفت للفاعل لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه كطفل صغير رأي والده قال بسعادة:
- يعني لازم تيجي متأخر ... جاسر اجدع منك والله جاي من بدري ... وحشني يا كبير
اتسعت ابتسامة الواقف يتمتم بهدوء ورزانة :
- معلش يا سيدي الطريق أنا جايلك سفر بردوا ... وانت كمان ياض واحشني ... مبروك عجزت اهو وهتبقي جدو
تعالت ضحكات خالد يقول في مكر :
- لا يا بابا أنا لسه شباب وبصحتي الدور والباقي علي اللي عجز وشعره أبيض فعلا ... ولا ايه يا جسور بيه السيوفي
وقفت تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تبتسم باتساع ....تنظر لفستانها الاسود الطويل يغطي ساقيها بالكامل ... حتي ذراعيها يغطيها طبق من ( الدانتيل ) الاسود تخفي ما تخفي قدر المستطاع ... تخففت كثيرا من مساحيق التجميل ... ابتسمت تلتف حول نفسها بسعادة ... أدهم يكره فساتينها القصيرة لذلك حرصت علي اقتناء فستان طويل أنيق يغطيها بالكامل ... أخذت طريقها الي أسفل تتهادي في خطواتها بحذائها الاسود ذو الكعب الرفيع ... رأته يقف هناك لازال في داخل الفيلا لم يخرج للحديقة بعد ، يتحدث في الهاتف تبدو مكالمة هامة للغاية يضع سيجار بين دفتي شفتيه يمصها بعنف ... منذ متي وادهم يدخن سجائر وبتلك الشراسة .... وقفت في منتصف السلم تنظر إليه تعجز عن إزاحة عينيها عنه ... وسيم حد أثار الفتنة بحلته السوداء قميصه الأسود بدون رابطة عنق .... التفت ينهي مكالمته لتقع عينيه عليها تجمدت حدقتيه ينظر لشعلة الفتنة المتأججة امام عينيه ...بلع لعابه الجاف ينظر لها مدهوشا بسرحها الفاتن كأنها لعنة نزلت من الجحيم لتلقيه فيه ... بينما اكملت هي طريقها الي أسفل وقفت بالقرب منه ... وضعت يدها علي خصرها تميل لليسار قليلا تهمس بنعومة مغوية :
- إيه رأيك يا أدهم في الفستان
رائع ... يخطف الانفاس ... مثير حد الفتنة ... سلبت أنفاسه بجمالها الآخاذ ... بلع لعابه يشيح بوجهه ... يتمتم بهدوء :
- كويس يا مايا ... يلا عشان نخرج للفرح
انتفض كمن لدغة عقرب حين شعر بها تلف ذراعه حول ذراعه كأنها عروس وهو عريسها المنتظر ... نظر لها بدهشة ليجدها تبتسم بنعومة تقول :
- يلا يا أدهم واقف ليه
التقط انفاسه الضائعة بصعوبة يحرك رأسه إيجابا ... يأخذ بيدها متجها الي الخارج .... يبحث عن أبيه لا أثر له ربما لم ينزل بعد ... ولكن لما تأخر ... اتجه بها ناحية احدي الطاولات جذب المقعد يجلسها عليه ليشد المقعد جوارها حل زر حلته يجلس جوارها .... ينظر لابتسامتها الواسعة التي تزين شفتيها حين نظرت لكوشة العروسين ...
علي صعيد قريب منهم للغاية .... علي طاولة صغيرة يجلس جاسر بصحبة رؤي وابنته جوري .... يمازح جاسر ابنته كأنها لا تزال طفلة لتنظر رؤي له حزينة مما يفعل ... جاسر يدلل جوري لاقصي حد وفي المقابل قاسي بارد علي رعد لأبعد حد ممكن ... هي لا تعترض علي دلاله لابنتهم ولكنه فقط لو يعدل باتت تشعر بأن رعد يغير من شقيقته بسبب دلال والدها لهم منذ الصغر .. تتذكر ولم تنسي ابدا ذلك اليوم ... حين كانت تقف كالعادة تستقبل أطفالها عند باب منزلهم الداخلي ... شهقت مرتعدة حين رأت هيئة رعد ملابسه المبعثرة وجهه المكدوم ... التراب يغطي جسده بالكامل يحمل في يده ورقة يقبض عليها بعنف .. جلست سريعا علي ركبتيها أمامه تسأله فزعة.:
- رعد يا حبيبي مالك ايه اللي حصل ... حصل ايه يا جوري
اخفضت جوري رأسها ارضا دون أن تنطق بحرف ... ليخرج جاسر في تلك اللحظة من غرفة مكتبه احتدت عينيه غضبا حين رأي مشهد ابنه ليقترب منه يصيح فيه غاضبا :
- أنت عاامل كدة ليه يا بيه ... اوعي تكون ضربت حد
بلع الصغير لعابه مذعورا ... ينظر لوالده يحاول أن يخبره بما حدث ... لم يجد ما يقول ليمد يده بذلك الظرف ناحية والده اخذه جاسر منه بحدة يفتحه يقرأ ما فيه لتشخص عينيه في غضب احتقنت الدماء في مقلتيه كور الورقة في يده ينظر لابنه للحظات غاضبا الدماء تفور في رأسه ليسقط رعد أرضا دون سابق إنذار أثر صفعة عنيفة قوية من يد والده. ... لن تنسي ابدا ردة فعل طفلها لم يبكي لم ينطق بحرف فقط وضع يده علي وجهه ينظر لوالده بحقد ... بينما صاح جاسر غاضبا :
- البيه ابنك بلطجي ضرب زميله وفتحله دماغه واترفد من المدرسة ....
هنا تحديدا تدخلت جوري وقفت أمام والدها تنظر له تبكي تعاتبه بنظراتها ....لتهمس بصوت باكي من بين شهقاتها :
- بابا إنت ضربت رعد ظلم ... اخت شهاب واحنا بنلعب في الفسحي زقنتي جامد ووقعني علي ضهري روحت أنا زقتها ووقعتها وكنت هضربها ... جه رعد وبعدني عنها ... راح شهاب جايب أصحابه وضربوا رعد ..رعد كان بيزقهم بعيد عنهم فشهاب وقع اتعور ...
صحيح أن جاسر اغلق المدرسة بأكملها لأنه عرف أن ذلك الفتي هو ابن مدير المدرسة لذلك رفد ابنه هو فأغلق جاسر له المدرسة ومن يعترض ... ولكن رعد لن ولم ينسي ابدا صفعة والده ... التي هوت علي قلبه ظلما
يجلس في سيارته يضع يده علي وجنته لتمتلئ حدقتيه بالدموع ... لا يعرف حقا يود أن يعرف سبب كره والده له بتلك الطريقة لما لا يعامله بتلك الطريقة ... صحيح أنه لم يرفع يده عليه بعد تلك الحادثة ولكن يكفي فقط كلماته تقتله ... لن ينسي تلك الصفعة ابدااا .. ابتلع غصته المريرة يمسح دموعه بعنف لينزل من السيارة يغلقها يتجه لداخل الزفاف لم يرد حتي الحضور ولكنها اوامر والده ... دخل يمشي بين الحضور الي ان وصل الي طاولة والديه ... جذب المقعد المجاور لوالدته يقول بابتسامة صغيرة مقتضبة :
- السلام عليكم
ابتسمت رؤي بحنو تربط علي يد ابنها تقول :
- وعليكم السلام يا حبيبي .... كويس ما اتأخرتش
لاء اتأخر ... هتف بها جاسر بحدة ليلتفق لابنه يناظره بحدة يهمس غاضبا:
- كان المفروض تبقي هنا من نص ساعة يا بيه ... كنت صايع فين ... وبعدين ايه القرف اللي إنت لابسه دا ... أنا مش قايلك البس بدلة ... إنت فاكر نفسك رايح ديسكو ولا كبارية ولا شوف بتسهر بقي فين
نظرت رؤي لجاسر بحدة بينما بصعوبة شاقة حافظ جاسر علي ابتسامته يقول في هدوء :
- اتأخرت لاني كنت بقفل حسابات آخر صفقة .... ما بلستش بدلة لأن حضرتك عارف اني ما بحبش البدل بتخنق منها ... وفي شباب كتير عادي لابسين كجول .... و حضرتك عارف وواثق كويس اني لا بسهر لا في ديسكوهات ولا في كباريهات ...عن اذنكوا هقوم اجيب حاجة اشربها
اتجه ناحية طاولة المشروبات الكبيرة يلتقط كأس عصير ... ليبتعد عن الجميع وقف في ركن بعيد مظلم لحظات يقف ساكنا يشعر بجسده يهتز بعنف يشعر بالألم والقهر والظلم وهو أشبع ما يمكن أن يشعر به أحد يوما ... لا يعرف ما هو خطئه لا يعرف فيما أذنب ليعامله والده بتلك الطريقة ....لم يشعر بشئ سوي بدموعه تغرق وجهه ينظر لوالده من بعيد بحرمان !!!
علي طاولة أدهم ومايا ... دق هاتف ادهم ليلتقطه سريعا يبتعد عن طاولة مايا بينما تجلس هي تنظر في اثره متعجبة ما سر تلهفه علي الهاتف اليوم بتلك الطريقة ... رفعت كتفيها بلا مبلاة امور تخص العمل بالطبع ... قامت متجهه ناحية طاولة المشروبات تلتقط كأس عصير كانت في طريقها للطاولة حين سمعت صوت أنات مكتومة ... بكاء خفيض حزين ... فضول هو فقط فضول اتجهت ناحية الصوت لتجد فتي يقف يوليها ظهره يستند بيسراه علي الشجرة جواره اقتربت منه تربط
علي ذراعه من الخلف ... لتشعر به ينتفض التفت لها سريعا ينظر لها بحدة ارعبتها عادت خطوة للخلف تنظر له فزعة بلعت لعابها تهمس بتلجلج :
- اااا ...ااانا آسفة .. أنا بس سمعت صوت حد بيعيط ... إنت كويس مش عايز مساعدة
اشاح بوجهه يمسح دموعه المتساقطة براحة يده بعنف حرك رأسه نفيا يهمس بصوت متحشرج :
- لا شكرا مش عايز ...
ابتسمت له ابتسامة صغيرة ... لتمد يدها له بكوب العصير تعطيه إياه تهمس برقة فطرية :
- عارف كنت دايما بسمع من بابا وعمي بيقولوا إن دموع الراجل مش عيب بس ما تنزلش غير بعد ما بيكون فاض بيه الحمل
رفع وجه ينظر لتلك الفتاة الغريبة بألم يصرخ في حدقتيه ... هو حقا فاض به الحال واغرقه في قاعه الأسود .. تنهد يزفر أنفاسه الحارة يبتسم لها شبح ابتسامة صغيرة ... ليقرب كأس العصير من فمه .. يرتشف منه بضع رشفات يبلع بيهم غصته المختنقة ... ليسمعها تكمل برقة :
- أنا صحيح ما اعرفكش ولا أنت تعرفني ... بس اكيد مش صدفة اني اشوفك ... مهما الدنيا اسودت في وشك هترجع تنور تاني .. صدقني ما بتبصش لنص الكوباية الاسود الفاضي ... حاول تشوف مميزات تبص من زاوية تانية للموضوع اكيد هتلاقي في اللي بيحصلك جانب إيجابي بس أنت مش شايفه
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لتلك الفتاة كلامها العفوي كنسيم هواء أثلج نيران قلبه المشتعلة ....
بينما علي صعيد آخر ....يقف في جانب الحديقة يضع هاتفه علي أذنه يتحدث مع الطرف الآخر بحدة غاضبا :
- قولتلك هديك اللي انت عاوزه بس تقلبلي الدنيا لحد ما تلاقيه ... ماشي ... ماشي ... سلام
اغلق الخط يدس الهاتف في جيب بنطاله تنهد يزفر بحرقة يخلل أصابعه في خصلات شعره الأسود الكثيف .... ليعود لطاولته ما أن اقترب منها وقف يقطب جبينه ينظر هنا وهناك أين ذهبت ...بدأ يتحرك هنا وهناك يبحث عنها بين الحضور أين هي ...اقترب من طاولة المشروبات عله يراها ... قرر الابتعاد عن الجمع اتجه ناحية تلك البقعة الفارغة ليطلب رقمها من هاتفه ما كاد يقترب رآها تقف هنا بصحبة شاب !!!!! .... احتقنت الدماء في عينيه
كور قبضته يشد عليها يرهف السمع عله يسمع ما يقولون وجد ذلك الشاب يمد يده لها يقول مبتسما :
- شكرا يااا ... انتي اسمك ايه صحيح
ابتسمت مايا بتوسع يدها في يده تقول :
- مايا ... مايا السويسي وأنت
قالتها بطريقة لطيفة مضحكة ليضحك بخفة يقول مبتسما :
- رعد ..رعد مهران
توسعت عينيها قليلا بشكل مضحك لتقول بدراما مرحة :
- واااو You know you have a scary name
تعالت ضحكات رعد علي ما قالت تلك الفتاة هي من اظرف من قابل لم يكن من الأساس له تعامل مع اي فتاة من قبل ....
هنا فاض الكيل بأدهم اندفع ناحيتها كطلقة رصاص عنيفة جذب مايا بعيدا عن رعد قبض علي ذراعها يهزها بعنف يصرخ فيها :
- مييين دا وازاي تسمحيله يتكلم معاكي بالشكل دا
وقفت أمامه بثبات عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحدة لتصيح هي الأخري :
- أنت ازاي تشدني بالمنظر دا ... أنا ما عملتش حاجة غلط
قبض علي ذراعيها يشد عليها بكفيه بعنف يصرخ تنصل عقله من اي منطق في تلك اللحظة جل ما جاء في عقله أن آخر سيأخذها منه :
- ما عملتيش حاجة غلط واقفة مع الحيوان دا في حتة بعيد عن الفرح في الضلمة وتقولي ما عملتيش حاجة غلط
في تلك اللحظة وجد أدهم يد عنيفة تقبض علي تلابيب ملابسه نظر للفاعل بحدة كبركان غاضب ليجد ذلك الفتي يقبض علي ملابسه يصرخ فيه بشراسة :
- هو مين دا اللي حيوان يا حيوان ... مش ذنبها ولا ذنبي أنك تفكيرك زبالة وشمال
ما إن انهي رعد كلامه وجد لكمة عنيفة من يد ذلك الغاضب تقتحم وجهه ارتد علي اثرها للخلف يسيل الدماء من جانب فمه مسح الدماء براحة يده بعنف ليندفع ناحية أدهم يلكمه بعنف والآخر يصد ليبدأ شجار عنيف بينهما ... تقف فيه مايا تنظر لهما تصرخ بصوت عالي
في هذه الاثناء كان خالد يقف جوار جسور يرحب به ....قطب جبينه يسأله مستفهما :
- ايه دا اومال مدام جميلة ولا حد من الأولاد جه معاك ليه
ابتسم جسور ساخرا يضحك ضحكة خفيفة حرك رأسه نفيا يقول متهكما :
- جميلة قاعدة دولي بتفض النزاعات الدولية اللي عندي في البيت ... ما ينفعش أنا وهي نسيب أرض المعركة
تعالت ضحكات خالد علي يقول صديقه ليقول من بين ضحكاته :
- جميلة وزين بردوا
قلب جسور عينيه ينظر لصديقه يآسا تنهد يقول حانقا :
- الزفت والنيلة ... أنا زهقت منهم والله يا خالد دول لو عيال مش هيعملوا كدة
ابتسم خالد بهدوء كاد أن يقول شيئا يواسي به صديقه لتتعالي صرخات مايا انقبضت ملامحه قلقا ليهرع راكضا ناحية مصدر الصوت خلفه جسور وجاسر هب هو الآخر يركض ومعهم بعض الرجال ... احتقنت عيني خالد غضبا حين رأي أدهم يجثو فوق رعد يكيل له باللكمات ليصدمه الأخير في ساقه بعنف ليسقط أدهم ارضا ويجثو رعد فوقه يكيل له باللكمات هو الآخر ... في لحظات خرج زئير خالد غاضب يصاحب زمجره جاسر :
- ادهم / رعد
توقف الشابان عن تلك المصارعة العنيفة ليبتعد رعد عن أدهم ... وقف كل منهما ينفض الغبار عن ملابسه ...لتندفع مايا ناحية عمها طوقها خالد بذراعه ينظر لكلاهما بحدة غاضبا ليصدح صوته الغاضب :
- في ايه يا بهوات بتتطحنوا بعض ليه
تقدم رعد خطوة واحدة بلع لعابه مرتبكا امام نظرات والده الحادة حمحم يهتف بهدوء :
- حضرتك أنا كنت واقف اتكلم مع الآنسة مايا بمنتهي الاحترام والأدب ولو تجاوزت حدودي هي موجودة اهي تقول لحضرتك ... لقينا الأستاذ دا .. جاي وعمال يهزق فيها وكلام مهين جدا ليها وليا وبيتهجم عليا ...رد فعل طبيعي كنت بدافع عن نفسي
نظر خالد لمايا ما أن انهي رعد حديثه يسألها بعينيه أهذا ما حدث فعلا ... لتحرك رأسها إيجابا تخبئ وجهها في صدره من جديد ... نظر خالد لادهم بحدة ... ليعاود النظر الي رعد يقول بابتسامة طفيفة :
- معلش يا رعد ...أدهم بس فهم الوضع بشكل غلط ...أخته وبيخاف عليها زيادة شوية
ابتسم رعد في هدوء يحرك رأسه إيجابا ... ليعود مع والده الي طاولتهم ... ابعد خالد مايا عنه يبتسم لها برفق :
- روحي يا حبيبتي اقعدي
حركت مايا رأسها إيجابا التفت لادهم تنظر له نظرة خاطفة معاتبة ... ليرحل كل من كان واقفا لم يبقي سوي أدهم وخالد فقط ... اقترب خالد من أدهم يناظره بحدة للحظات دس يديه في جيبي سرواله يردف هامسا بحدة :
- ما تتخطاش حدود الأخوة اللي بينك وبين مايا يا أدهم ... فاهمني طبعا
رفع أدهم رأسه إيجابا سريعا ينظر لخالد بأعين جاحظة مدهوشة مما يقول توقفت دقاته عن العمل من الصدمة ليجد خالد ينظر له بحدة اقترب منه للغاية وقف امامه قبض علي تلابيب ملابسه يهمس بحدة :
- ابوك عامل مش واخد باله بس أنا واخد بالي كويس اوي ... اياك يا أدهم تفكر تكسر ثقة حمزة اللي حاططها فيك ... مايا أختك وعمرها ما هتكون غير كدة فاهم .. دا آخر كلام عندي
قالها ليربت علي صدره بحدة ... تركه ورحل لينظر ادهم في أثره بغيظ غاضبا مايا لم ولن تكن شقيقته يوما ... وسيثبت لهم ذلك قريبا جداااا !!!
______________
يقف أمام مرآه الزينة في غرفته يعدل من وضع رابطة عنقه لا يعلم كيف غفي رغما عنه سريعا مشط شعره يضع عطره الخاص ... خرج من الغرفة يرتدي ساعته ليشعر بشئ صغير يرتطم بقدمه صاحبه صوتها المميز تصرخ خائفة :
- واد يا خالد تعالا ما تجريش هتقع من علي السلم
انحني يمسك بالصغير يحمله علي ذراعه قرص وجنته بخفة يقول مبتسما :
- مش تسمع كلام ماما يا عم خالد ولا تقع وتتعور
عقد الصغير جبينه يفكر بعمق يبتسم باتساع برئ يغمغم بحماس :
- أنا مش بقع ...
ضحك حمزة يربط علي وجه الصغير بخفة لمحت عينيه تلك الواقفة بعيدا تحمل صغيرتها بين ذراعيها ... فستانها الفضي اللامع حجابها الذي لا يعرف لونه ولكنه يتماشي حقا مع فستانها وجهها الهادئ لا يخلو من مساحيق التجميل الخفيفة ... ابتسامتها الخجلة التي تظهر غمازتيها ... السوار !!! توسعت عينيه في دهشة فرحة حين رأي السوار الذي اشتراه لها يلف معصمها ... اقترب ناحيتها بضع خطوات يبتسم لها بحنو يردف بهدوء :
- هتنزلي
حركت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر ليجد الصغيرة سيلا كالعادة تشب ناحيته تريده أن يحملها ابعدتها بدور للخلف لتنفجر الصغيرة في البكاء ظلت تبكي الي احمر وجهها واختقنت انفاسها لتتوسع عيني حمزة فزعا انزل خالد سريعا ليهرول يأخذ الصغيرة من والدتها يضمها لصدره يربط علي رأسه الصغير برفق الي أن بدأت تهدئ شيئا فشئ ... ليجد بدور تحمحم تهمس بحرج :
- أنا والله مش عارفة سيلا اول ما بتشوف حضرتك لازم تعمل كدة ... أنا آسفة
رفع وجهه ينظر لها بعتاب يهتف بحدة طفيفة:
- وأنا يا ستي اعترضت ... البنت كانت هتتخنق من العياط ...
اخفضت بدور رأسها ارضا تدمع عينيها حزنا علي حال صغيرتها لتهمس بصوت باكي مرتجف :
- باباها السبب لما اتولدت كان دايما بيشرب سجاير كتير في الأوضة وهي نايمة وكنت بفضل اتحايل عليه عشان يبطل يعمل كدة ... لحد ما سيلا بقي نفسها ضيق وبتتخنق علي طول
نظر للصغيرة بشفقة قلبه يرق لها أكثر وأكثر ابتسم يقبل جبين الصغيرة بحنان رفع وجهه لبدور يبتسم مترفقا :
- يلا ننزل
حركت رأسها إيجابا تمسك بيد خالد الصغير بينما هو يحمل سيلا الصغيرة خرجوا جميعا من باب الفيلا اتجه حمزة بهم الي طاولة مايا ... بينما كانت تراقبهم تلك الأعين من بعيد بحدة ...
علي طاولة جاسر
نظر جاسر لرعد بحدة ليهمس له غاضبا :
- وأنت يعني عايزه يلاقي البيه واقف عمال يضحك ويهزر مع اخته ويجي يطبطب عليك ... إنت اللي غلطت يا بيه
قلب رعد عينيه ساخرا يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر مهما حدث سيجده والده المخطئ لا فائدة من تبرير موقفه ففضل الصمت ليسمع والدته تقول سريعا تدافع عنه :
- ما خلاص يا جاسر موقف وعدي ... بقولك ايه يا رعد شايف البنوتة الحلوة اللي قاعدة هناك دي
نظر رعد لما تشير والدته لتنفرج قسمات وجهه بذهول بينما اكمل جاسر ساخرا :
- طبعا شايفها ما هي البنت دي اللي اخوها ضرب البيه
تغاضت رؤي عما يقول جاسر لتقترب من رعد تهمس له بحماس مبتسمة :
- ايه رايك ... البنت عسولة اوي كيوت وتحسها طيبة أوي ... ومن عيلة ، أنا عرفت انها في كلية فنون جميلة ومش متربطة ... عايشة مع باباها واخوها في دبي وبينزلوا هنا إجازات ... ايه رأيك وهما في هنا في الاجازة نخطبهالك
اتجه رعد بانظاره ناحية طاولة مايا البعيدة عنهم قليلا ... ينظر لها للحظات ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه رفع كتفيه يتنهد حائرا :
- مش عارف
ابتسمت رؤي باتساع تربط علي ذراع طفلها برفق تردف بسعادة :
- خلي الموضوع في دماغك وفكر فيها وصلي استخارة ....إن كان خير ابوك يكلم عمها وعمها يبلغ باباها ونيجي نتقدملها حصل بينكوا قبول نعمل خطوبة ما حصلش خلاص
ابتسم رعد لوالدته يحرك رأسه إيجابا ليميل يقبل رأسها ... يفكر جيدا بتلك القناة ذات الابتسامة الساحرة كقطرة ماء عذبة في بجة قلبه المالح
____________
اتسعت ابتسامة خالد يتجه ناحية ذلك الذي نزل توا من سيارته ليتقدم ناحيته يعانقه سريعا ليبادله الآخر العناق ... يشدد كل منهما علي جسد الآخر ليتنهد خالد بحرقة يهمس حائرا:
- اخيرا اجازتك السنوية خلصت في مصايب حصلت يا محمد ...
ابتعد محمد عنه قليلا قطب جبينه خوفا علي صديقه يهمس له قلقا :
- في ايه يا خالد حصل ايه ... قلقتني ... وما اتصلتش بيا ليه كنت قطعت الاجازة ونزلت
ابتسم خالد له بتوتر ربط علي ذراعه يبتسم له بخفة :
- روح أنت دلوقتي سلم علي جسور وانا هجيلك ...
نظر خلف صديقه يتمتم بابتسامة خفيفة :
- ازيك يا رانيا ... اهلا فراس بيه
ابتسمت رانيا ترد تحيته تسأله :
- بخير يا خالد ... الف مبروك .. اومال لينا فين مش شيفاها
اشار الي كوشة ابنته حيث تقف لينا جوار ابنتها عاود النظر الي رانيا يقول مبتسما :
- اهي هناك اهي جنب لينا .. مامت العروسة بقي ... عقبال فراس اللي مش عايز يرفع وشه عن الموبايل ويبصلنا دا
أصفر وجه رانيا حرجا لتلكز ابنها في ذراعها ليرفع وجهه لحظة واحدة يبتسم باصفرار مردفا :
- ازيك يا عمي
ومن ثم عاود النظر الي هاتفه يركز علي ما كان يفعل ...رفع خالد حاجبه الايسر متوعدا ليقترب ناحية ذلك الفتي يجذب الهاتف من يده فجاءة يضعه في جيب حلته لتجحظ عيني فراس بدهشة بينما ربت خالد علي وجهه بعنف طفيف يبتسم له باصفرار:
- منور يا حبيب ... غور ياض خش وابقي خد الموبايل من القسم ...يا عم بابجي
ضحك محمد ورانيا ينظران لابنهما بشماتة ... دخل ثلاثتهم ... لتقف في تلك الاثناء سيارة علي ولبني خلفهما سيارة عثمان ومعه ليلا خطبيته ... امتعضت ملامح خالد باشمئزاز ينظر لبقايا الفتسان التي ترتديه تلك الفتاة فستان فاضح بكل ما تعنيه الكلمة من معني ... هو حقا لا يعرف كيف يرضي عثمان عن ثياب خطيبته الفاضحة ...حين صافح علي اخبره بكل صراحة :
- ايه يا علي القرف اللي خطيبة ابنك لابساه دا ... هو احنا هنا في في كبارية في بنات صغيرين وشباب كتير ما ينفعش المنظر
تنهد علي يآسا من حال ابنه ليردف بسأم :
- أنت تعبت وقرفت منه يا خالد ... كنت فاكر لما يخطب حاله يمكن ينصلح اتنيل اكتر ... نبهته ألف مرة علي موضوع خطيبته دا ... ولا فارق معاه ... ماية بتجري في عروقه مش دم ...أنا لحد دلوقتي مش فاهم هو عايز يعمل ايه ... دا حتي مش راضي يعمل خطوبة يقولي بعد البطولة هقولك ... اهي البطولة بكرة اما نشوف عثمان بيه
ابتسم خالد بهدوء يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره لعثمان ... وعقله يترجم ما قاله علي .... عثمان لا يرغب في علاقة جدية هو فقط يلهو مع تلك الفتاة بضعة ايام وفي الاغلب سيتركها غدا بعد نهاية مسابقة الخيل ...
دخلي علي واسرته متجهين الي أحد الطاولات
كاد ان يلتفت ليدخل ليجد سيارة اخري تقف فئ المدخل تنهد يهتف فئ نفسه حانقا :
- ما انا بقيت بواب الله يحرقك يا زيدان الزفت
ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته حين رأي ابنتي عمر تنزلان من السيارة بصحبة والدتهم .... اقترب منهز يبتسم في توسع يقول مرحبا بمرح :
- يا اهلا يا اهلا باميرات عيلة السويسي ... ايه الجمال ... دا الجمال عدي الكلام بجد يعني
ضحكت الفتاتين ليقتربان يعانقان عمهما طوقهما خالد بذراعيه يبتسم بحنو يسألهما مبتسما :
- عقبال ما اشوفكوا عرايس حلوين كدة وبابا يسلمكوا لعرسانكم ..
قال جملته الاخيرة وهو ينظر لتالا ليراها تبتسم متهكمة تقلب عينيها متهكمة .... اصطحبهم الي احدي الطاولات يجلسهم عليها ... ليبحث عن محمد ... اشار له أن يأتي ليعتذر من جسور ... يتجه إليه ما أن اقترب منه همس له سريعا بتلهف :
- احكيلي مصايب ايه وحصل ايه
تنهد يفتح زر قميصه الاول يحاول إبعاده عن إزاحة القميص قليلا عن جسده لتمتعض ملامحه ألما يهمس حانقا :
- القميص دا تنح قافش علي الجسم مع انه لسه جديد بكيسه
ضحك محمد يآسا خالد هو خالد لن يتغير ابدااا .... ضحك خالد هو الآخر عينيه لم تتوقف لحظة عن البحث عنه .. ابنه حسام رآه يقف هناك بعيدا ... للحظات شعر انه رآه قلقا حين امتعضت ملامحه ألما من ذلك القميص
لتطرق في رأسه وهو يعشق الخطط الخبيثة ...نظر لصديقه يتمتم بصوت خفيض ماكر :
- بقولك ايه يا محمد .. سد مكاني علي ما الحق الفيلم من اوله
قطب محمد جبينه متعجبا ليمسك بذراع صديقه قبل ان يغادر يسأله سريعا :
- فيلم ايه يا عم إنت في فرح بنتك
ابتسم خالد في مكر يتمتم بخبث :
- فرار ابن ... عن إذنك
قالها ليغادر .. بينما وقف محمد متعجبا يضرب كفا فوق آخر يتمتم ذاهلا :
- مجنون علي الطلاق مجنون أنا هروح اقعد مع جسور
علي صعيد قريب ماكر خبيث ... ابتعد خالد عن الفرح يقف في ركن بعيد ... لتمتعض ملامحه ألما وضع يده علي صدره والاخري يكورها بشد عليها بعنف يضم شفتيه يكبح صرخاته .... وقف يستند بظهره علي احدي الأشجار البعيدة يتنفس بصعوبة ... يغمض عينيه كأنه سيفقد الوعي ... ليشعر سريعا بيد تسنده فتح عينيه بقدر بسيط ينظر للفاعل ... ليجد وجه حسام امام يطالعه بنظرات خائفة فزعة يتمتم مذعورا :
- أنت كويس .. في إيه ... حاسس بايه بيوجعك ....
طال الصمت من ناحية خالد ينظر لحسام بأعين شبه مفتوحة لتدمع عيني حسام يهمس سريعا مرتجفا خائفة :
- ارجوك رد عليا ... بابا !!! إنت كويس
بجهد شاق منع ابتسامته الواسعة من أن تشق شفتيه قلبه يدق كالمضخة حرك رأسه إيجابا بخفة يهمس بصوت خفيض :
- افتح الاوضة اللي وراك دي وقعدني فيها مش عايز حد من الفرح يقلق
حرك حسام رأسه إيجابا ليشد بقوة علي جسد خالد يسنده الي تلك الغرفة فتحها يبحث عن الأضواء سريعا الي أن وجدها انار الغرفة ... ليذهب بخالد الي أحد المقاعد ... يجلسه عليه ينتشل هاتفه سريعا من جيبه يقول متلعثما :
- أنا هطلب الإسعاف دقايق وهيبقوا هنا
حرك خالد رأسه نفيا يشير إلي براد صغير في الغرفة يهمس بصوت خفيض متعب :
- أنا هبقي كويس ... هاتلي شوية ماية اخد العلاج الظاهر اني نسيت اخده ... عشان كدة تعبت
هرول حسام سريعا ناحية البراد ... ليلتقط زجاجة مياة عاد لخالد جلس علي ركبتيه أمامه يفتح زجاجة المياة يناولها له سريعا بتوتر ... ابتسم خالد بارهاق يلتقط قرص من شريط اقراص المعدة الخاص به دون أن يريه لحسام يضعه في فمه يرتشف بعض الماء من الزجاجة
عاد برأسه للخلف قليلا يهمس بصوت خفيض :
- شكرا يا حسام ... لولا أنك شوفتي كنت مت
توسعت عيني حسام فزعا من مجرد الفكرة ليهتف سريعا دون وعي من عناده :
- بعد الشر عليك
ابتسم خالد ابتسامة كبيرة لم يستطع إخفائها ... ينظر لابنه بفخر للحظات طويلة ليتمتم اخيرا :
- أنا عارف إن ليك حق تكرهني وما تقبلش حتي تبص في وشي ... ويمكن كلامي دا ما يفرقش معاك ... بس أنا حقيقي فخور بيك اكتر مما تتخيل .. فخور بأن ابني دكتور ليه اسم ... فخور بأنك دايما سند لصاحبك في موافقك الكتير اللي قبل كدة ... بعد اللي حصل كان ممكن ما تجيش بس أنت ما سبتش صاحبك لوحده ... رغم انك مش طايقني بس لما شوفتني تعبان جريت عليا ...ليا الحق ابقي فخور بيك بقي ولا لاء
تنهد حسام الما يشيح بوجهه بعيدا ... يهمس بصوت خفيض باكي به نبرة تهكم واضحة :
- آه واضح انك فخور بيا من كتر فخرك بيا كنت عايز تموتني قبل ما اجي علي وش الدنيا حتي ونعم الفخر بصراحة
قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا ...ابتسم يتمتم متهكما :
- لأني كنت مريض نفسي يا دكتور ... انا هحكيلك كل حاجة
_________________
أتعلمون ما الغريب في الأمر أن عدستنا جابت بأكمله ولم تذهب للعروسين ... اقتربت العدسة من جاسر الذي يجلس جوار سهيلة ... يبتسم يلوح للحضور كأنه فنان مشهور .. ابتسمت سهيلة ساخرة تتمتم بتهكم :
- أنت يا عم رشدي أباظة .. بتعمل ايه ... بتحيي الجمهور ... دا فرح يا بسلة بيه
نظر جاسر لها باشمئزاز ليعدل من تلابيب ملابسه بزهو يقول مغترا :
- جمهوري ...فرحي ... معازيمي ... اخواتي ... اخواتي ... اخرسي خالص يا قلقاسة ...عالم حقودة ...اهم حاجة في الدنيا دي حب الناس
ضيقت سهيلة عينيها تنظر له بغيظ ليقابلها بابتسامة واسعة يلاعب حاجبيه مشاكسا ... لتضحك بخفة علي ما يفعل مجنون تعشقه !!
بالقرب منهم ... تجلس لينا جوار زيدان الذي لم يزح عينيه عنها ولو لحظة واحدة تلمع زرقاء عينيه بشرار عشقه لها ... لا يصدق أنها الآن جواره بعد قليل ستذهب معه الي بيته ... حلم تحقق بعد أعوام ... بينما كانت هي في عالم آخر ... جوار زيدان بعد قليل في بيته كيف ستكون حياتها معه ...سعيدة ، حزينة ... بعيدة عن والديها كيف ستعيش ... دراستها هل ستكملها هي حقا لا تريدها لا تحبها ... هل تخبره انها ترغب فئ دراسة إدارة الأعمال وهل سيوافق ... بلعت لعابها تتنهد حائرة لتجفل علي جملة منظم الحفل وهو يقول في مكبر الصوت :
- نبدأ برقصة ال slow بين العروسين
التفت سريعا لزيدان لتراه يبتسم في اتساع مد يده يجذب يدها برفق يذهب بها لتلك الباحة المخصصة من قبل منظم الحفل للرقص فيها ... بلعت لعابها الجاف ارتجف جسدها حين طوقها بذراعيه لتلف يديها حول عنقه تلقائيا ... تبتسم له متوترة ... بينما مال هو علي أذنيها يهمس بصوت خفيض عاشق لذيذ :
- بأحبك ... وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري ... مش مصدق انك اخيرا في حضني وهتبقئ في بيتي ... لو دا حلم يا رب ما اصحاش منه ابدا
ارتجفت من همسه العاشق لتميل برأسها تلقائيا تضع رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامته يقبل قمة رأسها
جوارهم تأوه جاسر ألما المرة حين دهست سهيلة قدمه بكعب حذائها الرفيع شد علي اسنانه يهمس بغيظ متأوه من الألم :
- يا بنتي بقي حرام عليكي رجلي ضاعت ... هبقي ابو رجل مسلوخة بسببك
ابتسمت سهيلة باتساع تنظر له بشماته لتسبل عينيها ببراءة تردف :
- سوري يا جاسر ما خدتش بالي
ابتسم جاسر في خبث قرب رأسه من رأسها للغاية حتي بات لا يفصلهم فاصلة نظر لحدقتيها لتختفي أنفاسها تنظر له بعشق بينما اقترب هو أكثر واكثر ليهمس له جوار اذنيها يهمس خفيض :
- سهيلة أنا كنت عايز اقولك
وصمت للحظات ليصور لها عقلها قصائد عشقا سيقولها لها لتفتح عينيها علي اتساعها حين أردف بغيظ :
- منه لله اللي جابلك جزمة كعب انتي اخرك شبشب وزحافي
قعدت جبينها تنظر له بغيظ لتدهس قدمه بعنف بحذائها
اخذ عثمان يد ليلا الي باحة الرقص لف ذراعيه حول خضرها لتلف يديها حول عنقه تضع رأسها علي صدره تغمغم بنعومة :
- عثمان ...عندك بطولة بكرة لازم تنام كويس أنا عيزاك تكسب
شدد علي عناقها يغرق رأسه بين رقبتها وكتفها يهمس لها بصوت عاشق مغوي :
- ما تقلقيش أنا واثق اني هكسب السبق طالما انتي معايا ... جنبي .. ناقص بس تبقي في خضني لو بس تسمعي كلامي .. يا حبيبتي دي شقتنا اللي هنتجوز فيها ازاي مش عايزة تيجي تشوفيها
احتدت عيني ليلا حقدا عليها يظنها بلهاء ستنخدع بتلك الخدعة القديمة ابتسمت تتمتم ببراءة :
- حاضر يا حبيبي اكسب إنت السبق بكرا وأنا اعملك اللي انت عايزه
ابعدها عنه قليلا ينظر لها بمكر يبتسم في خبث ثعلب برئ :
- بجد با ليلا ، أنا بحبك اوي يا حبيبتي .. اوي اوي
عادت تعانقه من جديد اسودت عينيها حقدا تتمتم بصوت ناعم سام :
- وأنا بموت فيك يا قلب ليلا
تلك الصغيرة تجلس علي طاولتهم تنظر له وهو يعانق خطيبته بألم يصرخ في حدقتيها .. شعور بشع ينهش قلبها ادمعت عينيها رغما عنها حاولت ان توقف دموعها دون فائدة بما ستبرر لهم أنها تبكي ... اغرقت الدموع وجهها بعنف ... لتشعر في لحظة انها تنتزع وجهها اختفي داخل صدر والدها ... لا تعلم متي جاء او كيف ظهر بتلك السرعة ولكنها حقا تشكره ... ابتسم عمر ربت علي رأسها يهمس لها بصوت خفيض مرح :
- وحشتيني يا سيرو ...اوعي ترفعي وشك لحد ما تخلصي عياط خالص يقطع الحب وسنينه .. حاسس اني اريل
ضحكت سارين بخفة تمرغ رأسها في صدر والدها ... بينما وجه عمر انظاره الي سارة التي اشاحت بوجهها لا ترغب في رؤيته وتالا التي تنظر له حاقدة غاضبة ابتسم في اتساع ينظر لها بثقة ... بينما قلبه يعتصر ألما علي كره ابنته الاخري له .. حمحم يسألها بحنو :
- عاملة ايه يا سارة ... وحشتيني مش عارف اشوفك خالص
التفت سارة له تنظر له كارهة لتدمع عينيها مسحت دموعها بعنف تنظر له بقوة تهمس حاقدة :
- وأنا مش عايزة اشوفك اصلا ... ابعد عن حياتي ... أنت عمرك ما كنت جواها ولا هتكون في يوم
انتفض قلبه بين اضلعه ينظر لابنته نادما معاتبا ... تنهد بحرقة ليلف ذراعيه حول كتف سارين يهمس لها بثقل :
- تعالي نرقص
اتجه معها ناحية باحة الرقص يطوقها بذراعيه يتمايل معها علي انغام الموسيقي
______________
هي ليست شقيقته ولن تكون سيثبت لهم جميعا قريبا جداا ..لن يسمح لذلك الشاب أن يقترب منها يقتله قبل أن يفعل .. جلس علي طاولة بعيدة يراقبها ...وهي تجلس تلاعب اطفال بدور بابتسامتها الساحرة التي سرقت قلبه ... رآها وهي تنظر ناحية العروسين وهم يرقصون دون تردد أخذ طريقه إليها وقف أمامها يميل ناحيتها بحركة مسرحية يقول مبتسما كأن شيئا لم يكن :
- تسمحيلي يا اختي يا حبيبتي بالرقصة دي
رفعت حاجبها الايسر تنظر له بشك لتحرك رأسها إيجابا وضعت يدها في يده ليتجه بها هو الآخر ناحية باحة الرقص يضمها لاحضانه لم ينطق بحرف ولكن عينيه قالت الكثير ... قالت أحبك ، اعشقك ، يا ضلعي المفقود عد الي فأنا الميت الحي ..
بينما هي تنظر له تود أن تصرخ فيه انطقها فقط قل أنك تحبني .. انا اعلم لا تخف ...
تنهدت جوري تبسط راحتها أسفل ذقنها تتمتم بحالمية :
- هييييح الواحد عايز يتجوز
رماها جاسر بنظرة غاضبة ... ليقرص وجنتها بعنف طفيف يهمس غاضبا :
- عايزة ايه يا حبيبة ابوكي
ابتسمت جوري ببلاهة تشير لنفسها ببراءة لتقول :
- مين أنا ... عايز همبرجر بالجبنة
ضحك رعد ورؤي علي ماحدث ... لتتعلق عيني رعد بأدهم وهو يراقص مايا قطب جبينه متعجبا يتمتم في نفسه :
- الواد دا مستحيل يكون اخوها .. اكيد في حاجة غلط
وبدأ كل زوج يأخذ زوجته ويصعد الي باحة الرقص ... وجدت لينا نفسها فجاءة بالكثير والكثير من الناس ليرتجف جسدها لفت ذراعيها حول عنق زيدان كانت حرفيا تتعلق به كالغريق الذي وجد طوق نجاته اخيرا ... تنظر حولها لجموع الناس بتوتر تبلع لعابها بين الحين والآخر تحاول أن تسيطر علي دقات قلبها الهادرة من الخوف ... شعر بارتجافه جسدها بين ذراعيه ليهمس لها برفق :
- مالك يا حبيبتي بتترعشي ليه كدة
رفعت وجهها تنظر له مرتبكة خائفة تتعرق بقوة اقتربت تهمس له بتوتر :
- في ناس كتير حولينا ، كلهم بيبصوا عليا
مد يده يبسطها علي وجنتها برفق ركز مقلتيه علي عينيها يهمس لها في عشق :
- غريبة مع إني مش شايف في الدنيا دي غيرك ... ركزي معايا وانسي الناس اللي حواليكي
ابتسمت في ارتباك تحرك رأسها إيجابا لتحاول التركيز مع قسمات وجهه حتي لا تري من خلفه ....
في تلك اللحظة من العدم لا أحد يعلم ما حدث في الغرفة ظهر خالد خلف زيدان يصيح بحدة جعلت لينا تنتفض بين ذراعي زيدان حين سمعت والدها يهتف من خلفهم بضيق :
- إنت يا عم النحنوح مش كفاية رقص بقي .. شيل ايدك ياض من عليها
ابتسم زيدان باتساع ينظر لأخيه في مكر يلاعب حاجبيه بعبث ليشد علي احتضان لينا بين ذراعيها يغمغم في مكر :
- جري ايه يا خالي ولا اقولك يا عمي بقي ... مراتي يا عم الناس مش كدة
احتقنت عيني خالد غضبا ليشد ابنته من بين ذراعي زيدان يراقصها هو ينظر لزيدان شرزا بينما يبتسم الأخير في هدوء يعرف غيرة خاله علي ابنته ...
نظر خالد لابنته تبتسم عينيه قبل شفتيه ... سعادته وغيظه في تلك اللحظة لا وصف لهما ، مال يقبل جبينها برفق ... دمعت عينيه يهمس لها في مرح زائف :
- اوعي تحبي الواد دا اكتر مني ، أنا حبيبك الأول
ادمعت عينيها ليسيل خطي من الماس يغزو وجنتها ارتمت بين احضانه تعانقه بقوة تهمس له بصوت ضعيف باكي :
- والأخير ، ربنا يخليك ليا يا بابا
لف ذراعيه حولها يقبل جبينها عقله وقبله يرفضان فكرة بأن صغيرته كبرت وستترك العش بعد قليل شدد علي احتضانها يهمس في مرح حزين باهت :
- ويخليكي ليا يا قلب بابا ... بقولك ايه خليكي هنا والواد دا يغور في داهية أنا ما بحبوش الواد دا
ضحكت بخفة لترفع وجهها تنظر لوالدها رأت دمعة فقط دمعة واحدة تدمرت علي أوامره ونزلت من مقلتيه لتمد يدها تمسحها بحنو تبتسم له في سعادة .... اقتربت لينا زوجته من خالد ليترك خالد متجها اليها ... ضمها لاحضانه يراقصها وضعت رأسها علي صدره تهمس له بعتاب ناعم :
- من اول الفرح وأنت سايبني ينفع كدة يعني ... ما وحشتكش
شدد علي عناقها يلثم رأسها بقبلة عاشقة شغوفة يهمس بأحرف تقطر عشقا :
- ما وحشتنيش دا انتي بتوحشيني وانتي جوا حضني ... قال ما وحشتكش ...
لفت ذراعيها حول عنقه تقبل موضع قلبه ... تهمس له بعشق :
- بعشق قلبك اللي بيعشقني .. بعشق لمعة عينيك اللي بتحسسني دايما كأنك اول مرة تشوفني فيها ... بكل اللي مر علينا ما قدرتش غير اني احبك بدل المرة ألف ...
شدد علي عناقها يحاول اداخلها الي قلبه التي هي فيه من الأساس لتحتد عينيه حين تذكر شهد لن يوافق لن يتزوجها لن يؤذي لينا مهما حدث
بعد انتهاء الرقصة ... اقترب جسور من خالد عانقه يبارك له يقول سريعا بتلهف :
- الف مبروك يا صاحبي عقبال ما تشوف ولادهم ... اعذرني لازم امشي دلوقتي في أمر طارئ حصل
قطب خالد جبينه قلقا يحرك رأسه إيجابا يسأله سريعا :
- مش محتاج اي حاجة رجالتي في الخدمة ... اسيب الفرح واجي معاك .. في ايه طمني
ابتسم جسور يربط علي ذراع خالد يقول فس ثقة :
- عيب عليك دا أنا الكبير كله تحت السيطرة ... يلا سلام مؤقت
ودع خالد جسور .... ليجد الجميع منضم لالتقاط الصور .. اقترب من أحد المصورين ... لفت نظره ذلك الفتي صاحب الشعر الاشقر والاعين الزرقاء الفاتحة .. اقترب منه يضع يده علي كتفه يغمغم بلهجة آمره :
- كارنيهك
ابتسم الفتي في هدوء حذر يضع يخرج بطاقته التعريفية من جيب سرواله يعطيها لخالد ..رفعها الأخير امام عينيه يقطب جبينه يقرأ الاسم :
- تميم مختار !!! ... صحفي ... وأنت بتعمل ايه هنا يا عم الصفحي
ابتسم تميم في هدوء بها من الثقة ما به ليردف بهدوء تام :
- حضرتك دا فرح بنت خالد السويسي ... أشهر من النار علي العلم فلازم الفرح وصوره ينزلوا عندنا في الجرنان ... كان المفروض مصور يجي بس تعب ... فأنا معايا دورة في التصوير الفوتوغرافي فجيت مكانه
حرك خالد رأسه إيجابا ليعطي البطاقة التعريفية للصحفي ويعود ليكمل ما يفعل ... بعد ساعات انتهي الزفاف ... اخذ جاسر سهيلة الي أحد الفنادق بينما في سيارة ركب خالد بصحبة زوجته ولينا وزيدان في الخلف متجهين الي منزل زيدان ... طوال الطريق لم تنزح عيني خالد عن ابنته يحفر ملامحها في وجهه كأنه لن يراها من جديد لا يصدق أن صغيرته كبرت بتلك السرعة .. وترحل من عرينه وهو بيده من يخرجها ... تنهد حائرا متألما ... بينما لينا لا تتوقف عن الكلام مع ابنتها وزيدان يتحدثان عن كل ما حدث في الزفاف .... وصلوا اخيرا الي المنزل .. نزلوا جميعا وهو آخرهم يحاول إقناع نفسه أنه بعد دقائق سيترك ابنته ويرحل شد علي يده يلحق بهم الي الداخل ... ليجد لينا تعانق ابنتها تودعها تبكي من فرحتها تتمتم بسعادة :
- مبروك يا حبيبتي ... خلي بالك من نفسك لما تسافرو أنا عارفة أن زيدان هياخد باله منك كويس
اشتعلت أنفاس خالد غضبا لالالا لن يترك ابنته ويرحل بتلك البساطة ... أنها طفلته الوحيدة
اقترب منهم يحاول رسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يقول بمرح :
- لاء أنا رأيي اننا نبات كلنا هنا ... أنا ولوليتا ولينا
توسعت عيني زيدان بذهول ليتمتم سريعا بصدمة :
- الله طب وأنا هنام فين يا خالي ....
قبض علي يد ابنته يرفض بشدة أن تبتعد عنه نظر لزيدان يقول ساخرا :
- ما تنام في اي داهية إن شاء الله في البانيو
فغر زيدان فاهه في دهشة ينتقل بانظاره بين لينا وابيها .... ضبط انفعالاته بصعوبة ليقول مبتسما في سخرية :
- البانيو صغير مش هياخدني
اااه ... قول كدة بقي ،صاح بها خالد منفعلا ليترك كف ابنته وقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يقول محتدا :
- بسترخص وجايب اي كلام طيب إيه رأيك بقي الجوازة دي مش هتم غير لما تجبلي بانيو 2 متر ...
خفض صوته حتي بات هامسا يتمتم مع نفسه في حيرة :
-يكون لونه اسود لا الاسود سهل يجيبه ... هي البت اللي كانت بتشتري في المحل قالت لون غريب كدة ... اااه افتكرت
رفع وجهه لزيدان يقول في حدة :
- ما يقلش عن اتنين متر ويكون فحلقي مسخسخ ...
اتجه ناحية ابنتع يقبض علي كف يدها يجرها خلفه بفستان زفافها الي خارج فيلا زيدان يقول في حدة :
- ولحد ما تجيبه واجي اشوفه بنفسي أنا هاخد بنتي معايا ... أنا مش هجوز بنتي لواحد بيستخسر ... سلام
اتجه بابنته ناحية باب المنزل كاد ان يفتحه ليسمع صوت لينا يصدح من خلفه بحزم :
- خالد سيب البنت ... وبطل حركاتك دي
شد علي اسنانه ينظر للينا كأنه طفل صغير غاضب لتقترب لينا منه تجذب ابنتها من يده تدفعها ناحية زوجها برفق تقول مبتسمة :
- يلا يا حبايبي تصبحوا علي خير
اتجهت للخارج تجذب كف خالد معها حرفيا تشده للخارج بينما تعلقت عينيه بابنته يرفض ابتعاده عنه او ابتعادها عنه ... توجه الي سيارته خلف المقود يجلس ينظر للباب المغلق ليجد يد لينا تربط علي يده برفق تبتسم له بحنو :
- يلا يا حبيبي نروح أنا تعبانة وعايزة انام
تنهد يزفر انفاسه المعذبة بلع لعابه الجاف يحرك رأسه إيجابا ليدير محرك السيارة ... ليغادر !!!
بينما في الداخل ...ابتسمت لينا متوترة الموقف بأكمله مربك لاعاصابها المرتبكة من الأساس ... رفعت وجهها تنظر لزيدان لتجده يقترب منها يبتسم كما عهدته طوقها بذراعيه يحتضنها بقوة يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
- بحبك .. بعشقك ... اخيرا يا لينا أخيرا في حضني
ابتسمت خجلة تحاول الابتعاد عنه قليلا ليحدث العكس شدد علي عناقها لتبدأ تشعر بشئ غريب ... زيدان يحاول نزع فستانها برفق اولا ثم بعنف ... انتفضت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه .... لتسمعه يهمس بحدة متنصلا عن عقل وعاطفة زيدان التي تعرفهم :
- لا يا لينا مش هتبعدي تاني .. كفاية بقي أنا صبرت كتير اوووووي ... زيدان طيب وبيستحمل ...كل إهانة قولتيلهالي لسه فاكرة عمري ما نسيت كل كلمة قولتيلها حبك للي اسمه معاذ ... كل دا ما نستوش بس كنت مستني اللحظة واهي جت ... دوري اخد حقي من كل اللي عملتيه ...
توسعت عينيها ذعرا تبكي تحاول الابتعاد عنه بعنف لا تصدق انها انخدعت فيه للمرة الثانية !!!!!!