رواية روضتني عنيدة الفصل السابع و العشرون بقلم لادو غنيم
........ فور سماعها خبر وفاة عائلتها ركضت إلي داخل المبني تقفز بهلع وبكاء علي الدرج وهي تصيح بصوت مقهور حتي وصلت أمام باب الشقة ووجدت لون الباب متغير فقد أحترق الباب القديم وتم تركيب باب جديد "فور روئيته له ركضت إليه وبدءت بالدق بيدها بقوه وتتفوه ببكاء مسحوب بالصريخ..... بابا أفتحلي أنا جات أنا غزل يا بابا أفتحلي ونبي أنا خلاص رجعت" بابا أنت مبتردش عليا ليه أنت زعلان مني طب حقك عليا أفتحلي وأنا هفهمك كل حاجة والله _طب أفتحيلي أنتي يا ماما يرضيكي أفضل أخبط كده عشان خاطري يا سوسو أفتحيلي دانا حببتك غزل"طب بلاش أنتو تفتحوا أنا عارفه أنكم زعلانين "أفتحيلي أنتي يا نور وخليني أقابلهم وأفهمهم كل حاجة ياله أفتحيلي يابت وأنا هغسل بدالك المواعين وهعمل الأكل وهروق كمان
أفتحولي وأنا والله العظيم مش هزعلكم تاني وهبطل كلام وهسمع أي كلمة تقولها ليا وهركز في دراستي" بس أنتو أفتحولي متسبونيش لوحدي أنا تعبت ومش حمل فراقكم عشان خاطري أفتحولي ومتسبونيش لوحدي أنا أسفه والله"
كفت عن الحديث واستدارت وأسندة دهرها علي باب الشقة وبدءت بخبط رأسها من الخلف بالباب وهي تجلس ببطئ وصوتها بات ضعيف.... يا بابا أنا غزل أفتحلي ونبي متسبنيش وتمشي زي ما أبويا سبني هو وأمي وماتوا زمان أنا ماليش حد غيركم ليه كلكم بتسبوني لوحدي وبتمشوا ليه مصممين أني ابقي يتيمه ونبي متسبونيش عشان خاطري. "
صمتت ونظرت إلي درغام الذي صعدا ورئها وشاهد مافعلته ثم أقترب منها وجلسا بجانبها وضمها بين ذراعيه وهمس بهدؤ.... اهدي متعمليش كدة اترحمي واقريلهم الفاتحه هما اكيد شايفينك وزعلانين أنك بتعملي كده"
خرجت من بين ذراعيه وأمسكت بيده ونهضت وهي تدق باليد الأخره علي الباب وتصيح..... أفتح يا بابا أنا معايا درغام هو هيقولك أني مهربتش وأني أتخطفت أفتح وهو هيحكيلك علي كل حاجة حصلت معايا".............. صمتت لثواني ثم نظرت إلي درغام بعيون شديدة الأحمرار وتهتف بصوت يرتجف.... هما_مش-بيفتحولي-ليه-هاا-قولهم-اني-معاك-وانك-هتحكلهم-كل-حاجه-حصلت-معايا-مش-كده مش أنت هتحكلهم كل حاجة يا درغام ".؟؛
هتفت بأخر كلمة وأرتمت داخل أحضانه وهي تبكي وتشهق بقهر امام هو فكان يشعر بالحزن عليها وكل ما كان يفعله هو ضمها بين ذراعيه كان يحاول أن يحتوي حزنها والامها والترتيب علي دهرها لكي يهدئها_"..... لكن قاطعهم صوت جارتهم أصلاح التي فتحت باب الشقة ورئتهم في هذا الوضع مما جعلها تصيح بانفعال...... ياختي علي البكاسه والعين الباجحه-تعالو شوفوا يا ناس غزل هانم جايبه عاشقها وحضنها استغفر الله العظيم في عز الضهر والا هاممها حد-!
ابتعدت غزل عن حضن درغام دون أن تتفوه بااي كلمة أما هو فنظرا إلي أصلاح بانزعاج وصاح..... جر ايه يا وليه أنتي ماتلمي لسانك أحسن مالم هولك" وليه مهزقه صحيح.
وضعت يدها في خصرها وتحدثت ببرود..... هقول إيه اللي أختشوا ماتوا وبعدين بدل ما تلمني روح لم الفا-جره اللي طفشت من فرحها معاك وجابت لأهلها العار وخلتهم سهرايه في لسان اللي يسوه واللي ميسواش "!
كلمة كمان وهكون ناسي أنك واحده ست......" صاح بانزعاج لكنه وجد غزل تمسك بيده وهي تبكي دون صوت مما جعلا أصلاح تهتف بسخرية..... ايه يا غزل القطه كلت لسانك اللي كنتي ملفوفه بيه والا خلاص مبقاش ليكي حس بعد اللي عملتيه "أنا مش فاهمه جبتي منين البجاحه ديه بقي بعد ماتلبسي أبوكي قرون وتهربي معا عشيقك رجعاله بعد شهر مفكره انك هتلقيه فاتحلك بابه ودرعاته مستني الغندوره بنته تحس بغلطها وترجعله" دانتي فيكي فج-ور يابت دأنت تحمدي ربنا انه عزل من هنا وسابلك المنطقه والبلد كلها ده لو كان موجود هنا وشافك مش بعيد كان جراله حاجة ومات فيها.:!
أنتبهت إلي أخر ما ردفت بهي أصلاح مما جعلها تندفع اليها بتسرع وتمسك يدها بتلعثم..... قصدك إيه يعني بابا ما متش هو ونور و ماما. "
سحبت أصلاح يدها بتزمت..... كمان عايزه تموتيهم بالحيه مش كفاية العار اللي شيلتي هولهم أنتي إيه يا شيخه شيطانه"
بلعت لعابها ونظرت إلي درغام تحدق النظر إليه باستغراب شديد بسبب ما تسمعه اما هو فاقترب من أصلاح وهتف باستفهام.....
يعني أستاذ فتحي وبنته ومراته كويسين وما متوش في حريق الشقة. "!
نظرت له ببرود..... حريق شقة إيه اللي ماتوا فيه فال الله والا فالك استاذ فتحي سايب شقته بقاله أكتر من تلت أسابيع ومن وقتها مجوش هنا والا مره_ولما الشقه ولعت مكنش فيها حد والا حد يعرف ايه سبب الحريقه"! وعشان تتاكدو أكتر لما طلبنا المطافي وجم طفوا الشقة اكدو انهم ملقوش اي حد فيها لان باختصار شديد السكان اللي هما اهلك سيبين الشقه من ساعة عملتك السوده يا ست غزل"
كانت تشعر بالأستغراب الشديد فكلام أصلاح ينفي كلام العم محروس مما دفعها للركض إلي الأسفل بصحبة درغام الذي لحق بها حتي وصلا إلي العم محروس الذي نهض فور روئيته لغزل التي هتفت باستغراب...... بتكدب عليا ليه"
محروس بقلق.... هاا وأنا كدبت عليكي في إيه بس يا ست غزل.؟
تقدم منه درغام ووضع يده علي كتفه وهتف وهو يصك علي أسنانه.... بقولك إيه احنا خلاص عرفنا أن الأستاذ فتحي ومراته وبنته سيبين العماره بقالهم اكتر من تلت أسابيع ويوم الحريق مكنوش موجودين جوه الشقة والمطافي لما طفت الحريقة أكدت أن مكنش في ناس في الشقة. "فتعاله بقي سكه ودغري وقولنا ليه كدبت وبلاش لف ودوران عشان أنت راجل كبير ومش حمل البهدله اللي ممكن أبهدل هالك في القسام"؟
نظرا محروس بتوتر إلي غزل التي بعدت يد درغام عنه وامسكت بيده وهي تمسح دموعها بيدها الأخري وتبتسم.... عم محروس اوعدك أنك لو قولتلي الحقيقة هعتبر نفسي مسمعتش اي حاجة من اللس قولتها بس ورحمة بابا منصور لأنت قايلي الحقيقة هما لسه عايشين زي ما اصلاح ما قالت"!
زاغت عين محروس بين الأثنين وبان عليه الحزن والقلق ثم أخذ نفسا عميقا وهتف..... سامحيني يابنتي أنا كدبت عليكي بس غصبن عني والله _كلام اصلاح صح أهلك لسه عايشين هما في المنصوره بس معرفش فين بالظبط الأستاذ فتحي ساب الشقه من حوالي اكتر من تلت أسابيع وهو ماشي سلم عليا وقالي انه مش هيرجع هنا تاني واداني مفتاح الشقة وقالي أاجرها ولما سالته هيروح فين قالي انه مسافر المنصوره يعيش هناك هو والست نور والست هانم امك." ومن ساعتها مشوفتش حد فيهم والا رجعه هنا
تنهدت بارتياح وانزلقت دموع الراحه من عيناها اما درغام فسال باستفهام.... اومال ليه كدبت وقولت انهم رجعوا وماتوا في حريق الشقة؟!
محروس بقلق..... بصراحه من قيمة أسبوع جه واحد وقالي أنه عايز ياجر الشقة وكان محترم واداني اكراميه حلوه وفضل ياجي يقعد معايا وبصراحه ارتحتله وحكتله اني مزنوق في عشر تلاف ادفعهم لابني عشان يسافر يشتغل بره _واول ما قولتله كده عرض عليا انه يديني المبلغ وعليه تسعين الف ذيادة بس بشرط ان الشقه تولع واقول لغزل في اي وقت تظهر فيه ان اهلها ماتوا في الحريقة. "ولاني كنت محتاج الفلوس عشان ابني وافقت وطلعت الشقه ومن غير ماحد يشوفني ولعت في ستارة الأوضه وخرجت من الشقة وسبت الشقه تولع وبعد كده ظهرتي أنتي وقولتلك الكلام المطلوب مني" وبصراحه مكناش حاطط في دماغي فكرة أن ممكن حد من الجيران يشوفك ويقولك حاجة عن أهلك. "!
مين الشخص ده وليه طلب منك كده............" ردفت غزل بقلق ليجيب محروس بياس".....معرفش حاجه عنه غير انه أسمه بدر الأستاذ بدر "هو كان مفهمني ان اسمه محمد بس لما كان بيديني الفلوس لقيت جواها بطاقه كان فيها صورته واسمه في البطاقه كان بدر محمد" ولما اتصلت بيه وقولتله عليها جالي في ساعتها وخدها مني وقالي ان ده مش اسمه وانها مش بطاقتها الحقيقيه بس ومن ساعتها مشفتوش تاني"؟!
نظرت بقلق إلي درغام الذي شعرا بذلك الخوف الذي تربث داخل عيناها مما جعله يمسك بيدها ليطمئنها ثم رمق محروس بحده...... معكش رقمه او عنوانه"!
محروس بقلق.....كان معايا بس لما جه وخد البطاقه مسك تلفوني ومسح رقمه وقالي انه لما يحتاجني هيتصل بيا "!
حرك رأسه بجمود ووجه سبابته امام عين محروس وهتف..... وعرش اللي خلقك لو عرفت أنك قولت للراجل ده أن غزل عرفت لعبته وان اهلها مامتوش هخليك تندم علي الحظة اللي قابلتني فيها ومش أنت لوحدك لاء أنت وعيالك"
بلع محروس لعابه بخوف اما درغام فاخرج كارت من جيبه وهتف..... الكرت ده فيه كل عنوايني وارقام تلفوناتي في اي وقت الراجل يقابلك او يكلمك في التلفون تتصل بيا فورا وتعرفني أحسن ماعرف أنا بطريقتي وازعلك وأنت راجل كبير ومش حمل زعلي ياله يا غزل.؟؛
ذهب درغام وبجانبه غزل وركبا السيارة واثناء الطريق نظرت له بعين دامعه وتحدثت..... أنا أسفه علي كل حاجه حصلتلك بسببي وكل المشاكل اللي دخلتك فيها يا درغام. "!
رمقها بطرف عيناه وتحدث برسميه..... ايه أفتكرتيني بالسرعه ديه أنتي مكملتيش تلت ساعات علي بعض"!
بلعت لعابها وتنهدت بهدؤ ثم تحدثت بحزن...... أنا منستاكش عشان أفتكرك أنا فعلاً لما عملت الحادثه وصحيت مكنتش عايزة افتكرك او افتكر اي حاجة وحشه حصلتلي والمشكله انك دايما كنت موجود في كل مشاكلي عشان كده وهمت نفسي اني نسياك ومعرفكش واقنعت نفسي اني فعلا فقدة الذاكره ولما روحت عند عمارتي فعلا كنت ناسيه كل حاجة بس لما حسيت بالوجع لما قالي خبر موت اهلي كل الحاجات الوحشه اللي عشتها رجعتلي تاني الوجع اللي كان جوايا فكرني بكل كسره وحزن كنت بحاول أهرب منهم وره قتاع النسيان" أنا تعبت يا درغام كل حاجة حصلتلي كانت بتكسر فيا وبتجرح فيا أنا عشت شهر مفيش بنت عاشته أتخطفت واتكتفت واتنهش في لحمي واتبعت واتهنت وسمعت كلام يقطع القلب ويكسر الروح حتي لما حسيت ان الدنيا ضحكتلي بعد ماجدتك ماطردتني من ڤيلاتك بالليل ركبت تاكسي وأنا مبسوطه عشان رايحه لأهلي بس طلع السواق حيوان ورخيص وحاول بغتص-بني ولوله اني ضربته وهربت منه كان زمان شرفي راح واتكسر معا اخر حته في كرامتي"عايزني بعد كل اللي عشته وشوفته ده يا درغام أرجع أعيش طبيعيه وابقي فكراك وفكره الكل كان لزم اوهم نفسي اني ناسيه كل حاجة واعيش بهوية واحده جديدة ناسيه كل حاجة وكل حد قابلته خلال الشهر أنا مهما اتكلمت عمر ماحد هيقدر انه يحس بيا كفاية اني من جوايا واثقه اني مينفعش أحب والا اتجوز لاني مش هقدر أخلي اللي بحبه ويتجوزني يلمسني
او ياخد حقوقه الشرعيه مني لاني مش هقدر اسلمله نفسي لاني كل ماهيقرب مني هفتكر الكلب موراني وهو بينهش في لحمي "انا مدمره نفسيا يا درغام أنا تعبانه ومحدش حاسس بيا"!
أنهت حديثها وكبست علي قدمها وبكت بحزن شديد فقد أخرجت كل ماكانت تسجنه داخل عقلها وقلبها اما درغام فشعر بالحزن الشديد فكلماتها جعلته يشعر أنه ايضا ظلمها وقسي عليها وذاد المها في وقت لم تكن تريد فيه غير أحد يمد لها يده لتمسك بهي _" ثم اوقف السيارة واسند راسه علي الكرسي ونظرا لها وتنهد وهتف......تتجوزيني. "؛