رواية زين وزينة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم منال كريم

    

 رواية زين وزينة الفصل الثامن والعشرون


كانت تنظر إلى عائلتها و هما يسقطون أمام عيونها.
سعاد ثم زهرة ثم سالم ثم يوسف.

و هي تجلس بلا حركة و لا حديث، كانت تنظر لهم و كأنها تشاهد التلفاز 

رتبت مريم على كتفها و قالت :
زينه اصرخي و ابكي اعملي اى حاجه, اتكلمي بلاش السكوت المخيف ده.

سلمى بدموع: زينه اوعى يحصل زى سعت مرام، سكوتك وقتها معلم في قلبك لحد دلوقتي.

جلس طارق على الأرض أمامها و قال بحنان:  زينه حبيبتي أنا جنبك اوعى تخافي انتي قوية.

قال أدم بهدوء: زينه انتي ملكيش ذنب فى اللى حصل لطنط،  و مليكش ذنب سعت مرام.

و كأنا اصدقائها يعلمون ما بداخلها ، هي ترى نفسها مذنبة في حادث سعاد، مثلما كانت  مذنبة في حادث مرام.

سأل أحمد بخوف:  زينة انتي قادره تكلمى أو مش عايزه تكلمي.

لم تجيب ، و لا تريد الإجابة غير قادرة على الحديث و ايضا لا تريد الحديث.

مرت ساعات طويلة و لا يوجد شئ جديد .

عندما وصل الخبر إلى الشرقية 
ساءت حالة عز الدين ،بسبب ما حدث لسعاد و لم يستطع المجي ، و ظل معه نادية زوجته و زوجة  ياسر.

و ذهب الباقي إلى القاهرة.

و علمت سامية أخت سعاد و جاءت من أمريكا مع عائلتها.

كان الجميع مصدوم يجب الآن التجهيز لزفاف زينة.

وصل زين و أمير إلى مصر، علم من طارق عنوان المستشفى و ذهب إلى هناك.

كانت تجلس مثل ما هي ، و الجميع يحاول معها التحدث ،لكن بدون جدوي.

وصل زين و أمير

كان في انتظاره طارق أمام المستشفى.

سأل زين: ايه الاخبار.

ملامح طارق أن تخبر زين حالة سعاد، لكن كان يأمل أن يتحسن الأمر.

قال أمير بهدوء: أن شاء الله سوف تكون بخير.

أجاب طارق و زين معنا: يارب.

يدلف طارق و زين و أمير.

نظر إلى الجميع، حالة حزن مخيم على الجميع،كان يبحث عنها.

جاء سامح و قال بهدوء: اهلا وسهلا بكم.

أجاب أمير: اشكرك،كيف حال مدام سعاد؟

أجاب سامح بحزن: ليست بخير.

كان هو يبحث عنها حتي وقعت عيونه عليها ، نظر لها بحزن، لم يرى زينة المغرورة أو القوية، هو يري زينة ضعيفة حزينة.

رفعت عيونها من الاسفل و نظرت له بدون حديث ، لم يتحدث اللسان لكن تحدثت العيون الكثير و الكثير.

هو عيونه تخبرها أنه سوف يظل معها، سوف تكون الأمور بخير.

هي كانت تريده هو ليس أحد أخر، ياليت كانت زوجته الان. كانت ركضت إلى حضنه و بكت و بكت و أخرجت كل ما بداخلها.

هو لا يعلم ماذا يقول ؟ كان يبحث عن كلمات مناسبة ، لكن لم يجد، ابتلع الغصة التي في حلقه ، و جاء يتحدث.

نظرت له برفض، و كأنها تخبره إذا تحدث هو سوف تنهار هي.

لذا صمت و لم يتحدث 

مر يومين

وصلت سامية أخت سعاد و عائلتها إلى مصر 

الجميع أصبح مقيم في المستشفى ليس لسعاد فقط، بل حالة زهرة و يوسف و سالم تسوء، و كان الأمر سهل، لأن المستشفى ملك لزياد...

زهرة كلما استيقظت تظل تصرخ حتي يعطيها الطبيب منوم.

يوسف مازل على جهاز الأكسجين لديه صعوبة في التنفس..

سالم  في غيبوبة سكر.

و زينة لم تتحرك الا لقضاء الصلاة فقط.

في  الليل 
لايوجد إلا زين الذي لم يترك المستشفى  دقيقة واحدة.

و سلمى و مريم نائمين.

زياد لا يغادر  غرفة العناية المركزة...

 زينة  اخيرا قررت النهوض من مكانها.

كانت  الغرف بجوار بعض.
سالم ويوسف وزهرة 
والعناية المركزة

كانت تسير  أمام الغرف و لا تتحدث.

سأل زين: زينه انتى كويسه 

لم تجيب..

قال بهدوء: لازم تكلمي يا زينة.
  
لم تجيب أيضا و تسير أمام الغرف ذهبا و إيابا.

قال زين بحزن: نفسي اساعدك و مش عارف.

هي في داخلها  ترى أن عائلتها تضيع منها.

أين ماما ليست موجودة؟

أين بابا ليس موجود؟

اين أختي ليست موجودة؟

أين جدي سالم وعز ليسوا موجودين؟
 
هل هما يريدون الذهاب الى مرام؟

لكن أنا لا أتحمل فراق مره اخرى يكفي مرام رحلت .
 

تمر الايام ولا يوجد جديد الحميع حزين

كانت زينه تجلس مثل العاده وكان يوجد خالها سامح ، وخالتها سامية،  وعمها ياسر، و عمتها عزة،  وزين وأمير و مريم وسلمى، أما الباقى ذهب عاد إلى المنزل.

سامح جلس بجوار زينة على الارض، وضمها إلى حضنه و يمرر  يده على راسها بحنان.

و قال  بهدوء: زينة أنا عارف أنك قويه جدا ،عارفة  مين اللى أختار أسمك ، سعاد أول مرة  بصت  في  وشك ،قالت بسم الله ماشاء الله تبارك الله، زينة  وجت زينة  نورت الدنيا كلها أسم وصفة ،  زينة في  كل حاجه ،عارف أن الموضوع صعب عليكى وفكرك بمرام 
كفايه بقا حرام عليكى نفسك موضوع مرام عدى عليه سنين انسي ياحبيبتي.

جلس ياسر الجهة الأخرى بجوار زينة و قال بمزح:  أبعد يا سامح عن زينة.

سامح بابتسامة :  ليه أن شاء الله يا اخوي.

جذب ياسر زينة من حضن سامح و قال بابتسامة : علشان بغيار عليها.

سامح:  دى بنتي.

 ياسر:  بنتى أنا كمان ، اوعى بقا.
 
 سامية بمزح:  قوم ياسر انت وسامح من جنب البنت.

 ياسر:  انتى امشي أنا مش قايم من هنا.

سامح:  وأنا كمان

مريم :  سبحان الله زينه المغروره قعده ساكت

سلمى:  زينه أن شاء الله خير.

الجميع كان يحاول معها أن تتحدث لكن بلا جدوي....

زين كان ينظر عليها و هو  حزين من حالتها. 

في  صباح اليوم التالى

يقف الجميع أمام غرفة العناية المركزة وزينه تجلس مثل ما هي.

ويخرج زياد فى حاله من التعب و الحزن والارهاق.

لا يعلم كيف يستطيع قول هذه الجملة، لكن قال بدموع: للاسف الحالة تتدهور ، قدمنا ساعتين لو مفيش جديد افصل الأجهزة.

الجميع سيطرة عليه الصدمة.

إلا زينة فهى تعبت من الصمت

نهضت و ركضت إلى  العناية المركزة،  وتخبط على الشرفة الزجاجية ، لدرجة يدها انجرحت لكن لا تهتم الو تنبه.

صرخت صرخة ممتلئة بوجع السنين و قالت : ماما لا يا ماما قومى اوعى تسبني يا ماما، أنا بحبك مش هقدر ابعد عنك ،ماما بابا وزهرة  سيبني لوحدى ،  انتى كنتى تودعني أنا وزهرة واحنا مش فاهمين حاجه، انتى قولتى لزهره اعتبري زينة  بنتك مش اختك ،زهرة  مش معايا ياماما ولا بابا انتى مش بتحبنى علشان عايزه تمشي و تسبيني لا ياماما قومى يا ماما انتى على طول بتقولى لازم اسمع كلامك يا زينه علشان اريح دماغي منك، اسمعي كلامي المرة دي كمان و قومي.

سلمى و مريم  يحاولون  تهدئة زينة.

قالت  بصوت عالى: اوعى  محدش يمسكني ابعدوا  عنى ماما قومى قولهم انك مش ها تسبني.

 
وذهبت زينة  إلى سامية التي  كانت تجلس على كرسي تبكى
 جلست  زينة  أمامها  على الأرض و قالت بصوت ضعيف : 
خالتى قولهم إن ماما كويسه قولهم  هى مش ها تبعد عنى 

قالت بصوت ضعيف أكثر:  انتى ساكتة ليه.

ذهبت الى زياد وقفت أمامه و قالت بغضب شديد:  زياد بابا كان عنده حق أنت دكتور فاشل أنت عملت ايه علشان تنقذ ماما زياد أعمل حاجه ،زياد ماما كويسه صح ماما بتحبك قولها بتقولك زينه قومى زياد قولها بلاش تبعدي عن زينه كفايه مرام.

نظر زياد إلى الأسفل بخزي و حزن و قال: أسف.

قالت  بدموع:  ماما يا زياد أنا هموت لو ماما مش موجوده معايا.

جاءت ممرضة و قالت بلهفة: 
دكتور  المريضة فاقت من الغيبوبة...

ركض زياد إلى العناية المركزة 

و سقطت زينة على الأرض و هي تقول برجاء:يارب ،يارب يارب ،يارب.

سلمى جلست بجوارها  و حضنتها.
 
والجميع يبكى بلا إستثناء 
حتى أمير الذى لم يفهم حديث زينة.

 
أما زين كان يرغب أن يذهب إليها و يضمها إلى حضنه ولكن لايستطيع..

خرج زياد بعد وقت

 
سألت و هي تجلس على الأرض: ايه يا زياد.

أجاب بابتسامة : الحمدلله الحالة تحسنت.

وهنا زينه انفجرت من البكاء لأنها لاتستطيع كبت هذه الدموع بعد ذلك ،كانت تبكى بكاء بصوت عالى.

اخذتها  ساميه فى حضنها
 
و تحدثت زينة ،ببكاء شديد وكلام متقطع من كتر البكاء: 
 مرام أنا آسفه والله كان نفسي انقذك مش عارفه ليه مكنتش قادره اتحرك من مكانى، وكمان صوتى مكنش راضى يطلع اعمل ايه أنتي وحشتني أوى، نفسي تكونى مش زعلانه منى، ماما أنا بحبك اوى يا احلى أم فى الدنيا سامحيني أنا على طول ازعلك مني أنا آسفة.

وظلت زينه تبكى أكثر من ساعة  هذه الدموع ليست من الآن ولكن من سنين متحجر فى عيون  زينة..

والجميع يبكى على بكاء زينه 
بدأت الممرضه تنظف وتعالج يد زينة  وهى تجلس على الأرض رفضت زينه انت تحرك  من مكانها وهى مازلت فى حضن سامية..

 
فى الليل لايوجد الا زينة وزينة 
 ومازلت زينه تجلس على الأرض

ذهب زين إليها وجلس بجوارها

و قال  بابتسامة:  انتى بتحبي تقعدي على الأرض أوى كده.

 
أجابت بضيق  : دمك خفيف جدا.

 زين بغرور:  أنا عارف

نظرت له و سألت بعصبية:  مين اللي قال كده.

عدل قمصيه و أجاب بثقة:  كتير .

قالت بهدوء: طيب اسكت بقا

سأل  بهدوء:  زينة انتى كويسه.

أومأت رأسها بنعم.

زين بهدوء:  ممكن تاكلى اى حاجه انتى من يوم الحادثه وقعده كده مش بتحركي الا علشان تصلى بس.

 
أجابت بدموع:  ماليش نفس.

قال  بهدوء:  زياد قال إن مامتك كويسه وزهرة كمان وابوكي و جدك كمان عايزه ايه تانى علشان انتى تكوني كويسة.

قالت  بدموع:  زين أنا تعبانة اوى ماما كانت معايا انا وزهره فى المول حست انى رجعت عيلة صغيرة كان يوم جميل جدا

أبتسم و قال: أن شاء الله كله يعدى.

 زينة:  يارب ،على العموم أنت وأمير من يوم ماجيتوا  وانتوا قاعدين فى المستشفى، اكيد تعبانين أوى لازم ترتاحوا.

أبتسم ابتسامة ساحرة ،خطفت قلب زينة و قال: انا مستريح وانا جنبك.

أبتسمت و قالت: شكرا يا زين على كل حاجة. 

نظر لها و قال: لا يوجد بينا شكرا.

جاء أمير و جلس بجوار زينة و قال: مرحبا أيتها المغرورة.

كان يحاول أمير خروج زينة من حالة الحزن..

قالت  بهدوء:  أشكرك أمير ،أعلم أنك هنا لأجل زين ،ولكن اشكرك.

أمير بتعجب: هل المغرورة تقول شكرا هذا اليوم تاريخى؟

زين بابتسامة:  أجل زينة  يوسف عز الدين، تقول شكرا أين الغرور والكبرياء؟

قالت  بغرور:لا يذهب إلى أى مكان هذا ليس الوقت المناسب إلى الغرور والكبرياء؟

 أمير بهدوء: زينة  أنا فعلا هنا لأجل زين ،ولكن من هذا اليوم أنتِ اختى حقا.

 زينة بغرور:  أنا لا أريد 

ضحك زين و أمير بصوت عالى، قال زين:  زينة  تعود من جديد.

 أمير :  علينا الاستعداد لمواجهة المغروره.

و ابتسموا  الثلاثة.

و رحلت ايام الدموع و جاءت أيام السعادة.

بعد ثلاث شهور.

اليوم زفاف زين و زينة 

سوف يكون زفاف اسطوري لم يكن زفاف عادي.
سوف يكون ممتلئة مفاجات..
 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1