رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والعشرون


صرخت توسلت بكت كان فقط تحاول دفعه بعيدا عنها تتوسله بنشيج حار :
- لا يا زيداااان حرام عليك ... ابعد عني ... يا باااااابااااااا ... يا بااااااباااااااا

فما كان منه الا أن دفعها أرضا يجثو فوقها يحاول تمزيق ما بقي من فستانها ...لتصرخ بعنف وتفقد الوعي

ليناااااا ... انتفض خالد يصرخ بها بخوف ... التفت سريعا ينظر حوله أين هو ... يتعرق يتنفس بعنف ليجد لينا تمسك بذراعه تسأله بذعر :
- يا خالد مالك يا حبيبي ... أنا هنزل انادي زيدان

بدأ الي حد ما يفهم ما يحدث مازال يجلس في سيارته أمام فيلا زيدان ما رآه الآن لم يكن سوي كابوس بشع جسده خوفه علي ابنته من ناحية وخوفه من أن يصبح زيدان نسخة مريضة منه من ناحية اخري ... امسك بيد لينا قبل أن تنزل يهمس لها بصوت خفيض متعب :
- أنا كويس يا لينا ما تخافيش ... ما تناديش حد

نظرت له بقلق للحظات لترتمي في صدره تنوح باكية ... تتشبث بقميصه تهمس من بين شهقاتها :
- حرام عليك كنت هموت من الخوف عليك ... جسمك كان متخشب وعمال تترعش ... افتكرت أن النوبة بتاعت زمان رجعتلك تاني 

ابتسم شبح ابتسامة مرهقة ليميل برأسه يقبل قمة رأسها يهمس لها بخفوت تعب يحاول أن يكون مرحا في كلامه :
- ما تخافيش أنا كويس ... انا بس كنت بمثل بصراحة عشان أخد البت لينا معايا

انتفضت زوجته من صدره تنظر له مذهولة ولما تكن مذهولة خالد هو خالد لن يتغير أبدا ... تنهدت يآسه مما يقول لتربط بذراعه تبتسم بارهاق :
- مش هستغرب عادي ... يلا نروح عشان تعبت اوي النهاردة وعايزة انام 

حرك رأسه إيجابا ينظر للباب المغلق لمرة أخيه عينيه ملعقتين به ... يحاول إختراقه والنظر خلفه فقط ليري ابنته بلع لعابه خائفا من أن يتحقق ذلك الكابوس ... ليدير محرك السيارة تلك المرة غادر فعلا
_________________

داخل فيلا زيدان حملت لينا طيات فستانها بين كفيها تتجول هنا وهناك تشاهد غرف الطابق السفلي ... تبتسم شاردة ، حائرة قلقة تنهد تعد لحيث يقف زيدان تاركا لها الحرية لتتحرك كما تريد ... اقتربت منه لتجده يبتسم في اتساع يغمغم في حماس :
- ها عجبك المكان ...في حاجة حباها تتغير

حركت رأسها نفيا .. تبتسم في توتر لتنظر للسلم المؤدي للطابق العلوي ... قطبت جبينها في ضيق لما سلم المنزل طويل لذلك الحد ... لوت شفتيها تغمغم بسخط : 
- ايه السلم دا ... دا أطول من السلم اللي في فيلم Chinai express

ضحك زيدان بخفة مجنونة الافلام الهندية ... يتذكر أنه شاهد مشهد تقريبا من نفس الفيلم ... حين حمل البطل البطلة بين ذراعيه يصعد بها درجات طويلة للغاية ... لما فعل ذلك هو حقا لا يعرف ولكن لما لاء ... اقترب من لينا ليباغتها يرفعها بين ذراعيه شهقت تنظر له مذهولة تلف ذراعيها حول عنقه ليغمز لها بطرف عينيه يردف بمكر :
- بشيلك زي الفيلم

ابتسمت خجلة تحاول الا تنظر له ليبدأ هو بالتحرك والصعود لأعلي مع كل درجة يخطوها تسمع دقات قلبه تتسارع تتزايد ... شعرت بطوفان عنيف من المشاعر يهاجمها والغريب في الأمر أن الخوف لم يكن منهم رفعت وجهها تنظر له وهو يحملها لتري عينيه تلمع في عشق تعرفه جيدا ....وصل زيدان بها الي الطابق العلوي ... لينزلها أرضا ... وقفت تنظر للمر من الجانبين الكثير والكثير من الغرف وجهت انظارها له تسأله بخفوت :
- هي فين اوضتي

قطب جبينه مستنكرا جملتها ... غرفتها بل غرفتهم ربما اخطأت بحكم عادة عادة مكوثها في غرفة بمفردها ابتسم في هدوء يصحح ما تقول :
- قصدك اوضتنا 

حركت رأسها نفيا ببطئ رفعت وجهها تنظر اليه بلعت لعابها تردف متوترة :
- أنا ما غلطتش يا زيدان ... أنا عارفة اننا خلاص اتجوزنا بس أنا لسه في حاجز بيني وبينك

زفر انفاسه الحانقة صبره ينهار لا فقط ينفذ ... اغمض عينيه يضغط عليهما بأصابعيه السبابة والابهام تنهد يزفر انفاسه الحارة يغمغم ساخطا :
- يا لينا أنا عمري ما هلمسك غصب عنك ...اتأكدي من دا كويس ... بس نامي حتي معايا في نفس الأوضة احس علي الأقل اني اتجوزت

رفعت وجهها تنظر له ببراءة ناعمة إن كان شيئا ما يضعفه حقا هو برائتها الناعسة التي تسلب لبه بلع لعابه متوترا يحرك رأسه إيجابا يغمغم في خفوت :
- انتي حرة يا لينا 
اشار الي احدي الغرف ليعاود النظر إليها يغمغم في ضيق :
- دي اوضتنا ... أنا هاخد هدومي واروح أنام في اي اوضة تانية ... 

حركت رأسها إيجابا تبتسم شبح ابتسامة باهتة لتتحرك الي غرفتهم وهي خلفها ....وقفت عند باب الغرفة تنظر لها لتبتسم في راحة وشعور باطمئنان غريب يسري اليها ..... زيدان كان حريصا للغاية أن يجعل غرفتهم نسخة طبق الاصل من غرفتها في منزل باختلاف بعض الأشياء حجم دولاب الملابس اكبر وكذلك الفراش ...أرادها أن تشعر بالاطمئنان كما كنت تشعر به في منزلهم بل ويزيد ...دخلت الي الغرفة تفسح له المجال لتجده يلتقط بضع قطع من الملابس ... يتجه الي خارج الغرفة لتستوقفه حين اشارت الي طاولة الطعام في غرفتهم تسأله بخفوت :
- مش هتتعشي 

حرك رأسه نفيا يتمتم باقتباض وهو يخرج من الغرفة :
- ماليش نفس ....كلي انتي اكيد ما كلتيش من الصبح

قالها ليخرج يجذب الباب خلفه لتجلس علي فراشها تبتسم ساخرة لم تأكل منذ الصباح !!! هل تخبره أنها أكلت بيتزا من الحجم الكبير وقطعتي كعك ... وعلبتي من المشروبات الغازية ... هي وسهيلة ومايا اقتسموا الوليمة التي سرقوها من المطبخ ...قامت تتجه ناحية دولابها فتحته تلتقط منه منامة منزلية من اللون الاسود دخلت الي المرحاض تبدل ملابسها ... وقفت أمام مرآه زينتها تنظر لفستانها المعلق علي حمالة كبيرة خلفها لتبتسم ساخرة تتذكر مشهد من رواية قرائته مصادفة علي احد صفحات التواصل الاجتماعي .. حين مشهد أشبه بمشهدها الآن عروسها مع زوجها في ليلة زفافهم ... طلبت العروس بخجل من زوجها أن يفتح سحاب فستانها ... بعدها تحول المهشد ... تذكرت انها خرجت من الصفحة سريعا ما أن وقعت عينيها علي ما حدث بعد ذلك ... مشهد خارج بكل ما تعنيه الكلمة من معني حينها تعجبت كثيرا كيف يمكن لفتاة او حتي سيدة أن تكتب مشهد بتلك التفاصيل الحميمية .... من الجيد إذا أن مشهدها مناسب لجميع الفئات العمرية 

توجهت انظارها ناحية طاولة الطعام لتبتسم بشراهة تموء معدتها كقط جائع أكل منذ دقائق ولكنه حقا لا يتذكر ...اتجهت سريعا إلي طاولة الطعام تنظر لما وضع عليها لتبلع لعابها باشتهاء .... تغوص في الطعام

في غرفة قريبة من غرفتها ... بدل زيدان ملابسه الي « بيجامة » سوداء من القطن ... وقف في شرفة غرفته يستند بمرفقيه علي سور الغرفة ينظر للحديقة المظلمة يزفر انفاسه حانقا غاضبا لما لا تثق به ... ليحاول تخفيف الأمر علي نفسه صبرا يا زيدان ... قد قطعت شوط طويل معها لم يبقي سوي القليل ... حرك رأسه ايجابا يقنع نفسه بتلك الفكرة غمغم مع نفسه بهدوء وتروي :
- اصبر يا زيدان فات الكتير ... وبعدين يعني كان لازم ازعلها اكيد جعانة وما كلتش ... انا هروح اخليها تاكل

خرج من الغرفة متجها الي غرفتها دق الباب مرة تليها الثانية ... لا رد استبد به القلق ... الكثير من الافكار السيئة تزاحمت في رأسه فتح الباب يبحث عنها بتلهف ....لتجحظ عينيه في ذهول حين وجدها جالسة أمام الطاولة تمسك نصف قطعة بيتزا والنصف الآخر تقريبا في فمه بأكمله ... هل قال انها ستنام حزينة دون أن تأكل ظل يطالعها للحظات بذهول لتبلع ما في فمها بصعوبة ... ابتسمت تقول في براءة :
- في حاجة يا زيدان .. معلش معرفتش ارد عليك كان في اكل كتير في بوئي

تجهم وجهه ينظر لها كأنها كائن غريب من كوكب آخر ليبتسم لها في اصفرار ضرب كف فوق آخر ليرفع كتفيه ينظر للسماء يدعو في نفسه جذب الباب يغلقه خلفه دون أن ينطق بحرف ... لتقطب لينا جبينها متعجبة تتمتم في دهشة :
- مالوا دا ... زيدان دا غريب جدا 
رفعت كتفيها بلامبلاة لتعاود التهام طعامها من جديد 
________________
اوصلهم والده بسيارته الي أحد الفنادق الفاخرة ليقضوا ليلتهم الاولي بعد الزفاف ... وغدا سيأخذها ويسافر الي شهر عسلهم الخاص ... فتح الغرفة بالمفتاح الإلكتروني دخل يضي إنارة الغرفة ليفتح لها الباب علي آخره ابتسم في شر مضحك يقول بنبرة ضخمة مخيفة :
- خشي برجلك اليمين يا شابة نورتي سويتك يا قلقاسة ... ما تقلقيش ما فيش حد غريب دا حسب الله جوزي 

حسنا ليس من المنطقي تماما أن تقف عروس أمام غرفتها تضحك بذلك الانهيار ولكنه جاسر ماذا تفعل ...خطت لداخل الغرفة لتجده يغلق باب الغرفة ... ومن ثم اتجه الي مفتاح الإنارة يغلقه ويفتحه عدة مرات متتالية يغمغم بصوت شرير مخيف كأنه يغني :
- حسرة عليها يا حسرة عليها .. حسرررررة عليهاااااا ... جت رجليها ما جت رجليها ... جت رجليهااااااا 

ضحكت بشدة تنظر له تدمع عينيها من الضحك بالتأكيد هي فعلت شيئا جيد جدا في حياتها ليكافئها الله بحب حياتها رجل مثل جاسر نسخة واحدة فقط لا تكرر ... شردت عينيها تخترز قسمات وجهه تبتسم بحالمية تتنهد بعمق ... اقترب جاسر منها يبتسم ابتسامة هادئة رفرفرت بقلبها بعيدا لتجده يغمغم في رفق يسألها :
- انتي ليه دايما بتبصيلي البصة دي .... بحس أنك زي الغريق اللي لاقي طوق نجاه بشوفها دايما في عينيكي 

اخفضت رأسها لأسفل سريعا تنفجر وجنتيها خجلا ... هل تخبره ، تسمع نصيحة لينا وتخبره بصراحة ولما لاء ... لالالا لن تقدر ... لن يقدر لسانها علي نطقها حتي كيف تخبره ... جاسر أنا أحبك ... منذ زمن وأنا أفعل ... بلعت لعابها تشجع نفسها علي ما ستقول لترفع وجهها تركز عينيها علي مقلتيه تهمس بصوت خفيض مرتعش :
- جججااسر .. اااانا 

وصمتت حين دق الباب 3 دقات منتظمة رتيبة تلاها صوت يهتف بلباقة :
- Room service

ابتسم لها ابتسامة خفيفة يربت علي رأسها بخقة يردف مبتسما :
- هشوف اللي علي الباب 

اتجه لباب الغرفة يفتحه ليدخل الرجل يدفع طاولة الطعام الحديدية أمامه ... حياه جاسر بابتسامة صغيرة أخذ منه الطعام يعطيه ( بقشيشا ) جيدا للغاية .... ليعود اليها يردف مبتسما في مرح كعادته :
- طالبلك بقي شوية أكل ... مش عارف ايه هو بصراحة ....الكلام كله كان بالانجليزي أنا عجبتني الصور

ضحكت بخفة علي ما يقول لتجده يقترب منها يمسك بشريحة جزر صغيرة وضعها في فمه يلكها ببطئ يردف مبتسما :
- ها يا ستي انتي ايه ... 

حركت رأسها نفيا كأنها تقول لا شئ كانت فقط لحظة شجاعة وذهبت لحال سبيلها .... حملت طيات فستانها لتدخل الي غرفة نومهما في غرفة الفندق ... دخل جاسر خلفها اتجه ناحية المرحاض مباشرة غاب بضع دقائق لتجده يخرج بعد أن بدل ملابسه اشار للغرفة بالخارج 
يقول مبتسما :
- أنا هنام علي الكنبة اللي برة خدي راحتك 

قالها ليلتفت ويغادر تصنم مكانه حين سمعها تصيح بصوت عالي :
- لاااااااا

التفت لها يقطب جبينه ينظر لها متعجبا مما تقول لتحمحم في حرج لا تجد ما تقوله بلعت لعابها الجاف تتلعثم متوترة 
- اااا... اااا أنا قصدي يعني ... الجو برد ... خد معاك غطا 

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا ليلتقط أحد اغطية الفراش اتجه لخارج الغرفة يغلق الباب عليها بهدوء لتشد علي أسنانها بغيظ تدبدب حانقة تهمس مغتاظة :
- عااااا ... غبي والله غبي وأنا حمارة لا حقيقي كابل هايل ... 

بدلت ملابسها لمنامة منزلية بسيطة تخرج له لتجده يجلس علي طاولة صغيرة عليها أطباق الطعام يمسك بكأس عصير برتقال يرتشف منه ابتسم ما أن رآها ... ليشير لها الي المقعد القريب منه يردف :
- كنت مستنيكي يلا مش جعانة

اتجهت ناحيته تجلس علي المقعد القريب له تعبث في طبق طعامها لا شهية لها يكفي ما اكلته بصحبة لينا ... اجفلت علي يد جاسر تتحرك أمام وجهها وجهت انظارها حين سألها بابتسامة واسعة :
- اييه روحتي فين

حركت رأسها نفيا توجه انظارها لطبق طعامها بسطت يسراها اسفل وجنتها تغمغم بخفوت :
- ابدا ...هو احنا صحيح هنسافر شهر عسل

لم ترفع وجهها إليه فقط ظلت تنظر في طبقها لتسمعه يغمغم بهدوء :
- اكيد طبعا انتي عروسة ومن حقك شهر عسل

قطبت جبينها متعجبة من جملته الأخيرة لترفع وجهها إليه تنظر له مستفهمة للحظات لتغمغم متلعثمة :
- ايوة بس .. أنت يعني قولت أن جوازنا مؤقت فعادي يعني لو مش حابب نسافر شهر عسل

مد يده يمسك ذقنها برفق يبتسم بحنو مردفا :
- دا مالوش علاقة دا ... انتي عروسة اولا واخرا ومن حقك شهر عسل .... وانا متأكد أنك هتحبي إسكندرية جدااا 

عقدت ما بين حاجبيها متعجبة ... إسكندرية لم تذهب إليها يوما ولا تعرف حقا لما اختارها ولكن لما لاء ... يكفي أنه سيكون جوارها ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا ... تكمل طعامها شاردة 
_____________________

ربعت ساقيها فوق فراسها تستند بمرفقها الايمن فوق ساقها تبسط راحتها اسفل وجنتها تنظر له تزفر يآسه منه ... يتحرك ذهابا وايابا في الغرفة منذ مجيئهم ... كبكركان نار مشتعل ينتظر فرصة انفجاره ... زفرت حانقة تسأله للمرة الخمسين تقريبا :
- حبيبي مش هتنام

ليحرك رأسه نفيا يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف ... يزفر بحرارة لاهبة تكاد تحرق الغرفة لتجده يتوقف فجاءة في منتصف الغرفة يهتف سريعا بتوتر :
- لالالا أنا كدة هتجنن ... أنا هروح اجيب بنتي تنام في حضني ....كان فين عقلي وأنا بجوزهالوا اصلا

توسعت عينيها في صدمة حين رأته يلتقط مفاتيح سيارته يشرع في الخروج من الغرفة لتهرول سريعا تقف امامه تمنعه من التقدم فردت ذراعيها تحرك رأسها نفيا تهتف في ذهول :
- أنت اتجننت يا خالد هتروح تجيب البنت من بيت جوزها ... حبيبي مش دا زيدان اللي إنت بتثق فيه زي ما بتثق في نفسك

حرك رأسه ايجابا يشد علي قبضة يده ينفجر صائحا غاضبا من خوفه :
- ايوة عارف وواثق أن زيدان لا يمكن يأذيها بس دي بنتي يا لينا ... مش مطمن ... خايف مرعوب .... افرضي حصلها حاجة .... افرضي وهي نازلة من علي السلم اتكعبلت وقعت وسلم زيدان طويل اوي .... ولا افرضي دخلت المطبخ تعمل حاجة عورتها السكينة ... لينا ابعدي من طريقي انا هروح اجيب بنتي ... أنا اللي غلطان ... بلا علاج بلا زفت ... 

ادمعت عينيها تنظر له لتندفع هي ناحيته تعانقه بقوة تتشبث به بعنف بكت دون صوت تهمس بصوت خفيض باكي :
- أنا كمان بنتك علي فكرة ... صدقني لوليتا كويسة مش هيحصلها حاجة ... عشان خاطري سيبلها الفرصة دي ... مش عايزة بنتي تبقي نسخة مني يا خالد ... عشان خاطري لو بتحبني ... خليها تعيش حياتها بني آدمه مش مجرد ضل زيي

للحظات نسي ابنته ليرجف قلبه تلك الباكية بين ذراعيه تتشبث به كطفلة صغيرة في تلك اللحظة تحديدا أدرك أن لينا خائفة علي ابنتهم اضعاف خوفه هو ... خائفة من أن تصبح مثلها ضعيفة سلبية في حق نفسها ... طوقها بذراعيه يشدد عليها قبل قمة رأسها يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
- انتي عمرك ما كنتي ضل يا لينا .... قولتلهالك وهفضل اقولهالك بدل المرة مليون ... انتي روحي وقلبي وكياني ... مش ضلي لا عمرك كنتي ولا هتكوني ... مش هروح حاضر .... بس عشان خاطري بطلي عياط ...

ابعدت رأسها عن صدره تمسح دموعها براحتي يدها برفق تحرك رأسها إيجابا ليدنو مقبلا رأسها .... وقف للحظات ينظر لعشقه الأول والأخير والازلي ... لعنته التي قيدت قلبه وعقله وروحه بقيودها الناعمة تنهدت بحرارة غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث :
- الا قوليلي يا بسبوسة هما ليه سموا البسبوسة بسبوسة 

ضحكت بخفة ضحكة ناعمة تداعب احد ازرار قميصه تغمغم في مرح :
- عشان خالد السويسي يقل أدبه 

تعالت ضحكاته الصاخبة يباغتها ، يحملها بين ذراعيه لاعب حاجبيه مشاكسا يغمغم في خبث :
- اجابة نموذجية تاخدي عليها الدرجة النهائية 
ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي ... عرض مجاني لكورس كيفية البسبوسة ... 

ضحكت عاليا ...لتندمج ضحكاته مع ضحكاتها ... لتخرج الكاميرا من الغرفة تغلق الباب عليهم ..وهم يضحكون ونحن فقط نصور انها حظوظ الدنيا يا سادة 
______________________
ابعدهم طريقا للوصول هو منزل خالد التي تقطن فيه تالا مع ابنتيها لذلك اصر عمر علي ايصالهم بنفسه بعد انتهاء الزفاف وحين اعترضت تالا وسارة صاح فيهم كالليث الغاضب :
- اللي اقوله يتسمع يا هوانم ... علي العربية يلاااا 
ليتجهوا قصرا الي سيارة عمر ...عدا سارين التي كانت تجلس جوار والدها ...تنظر للفراغ شاردة ليمد عمر يده يقرص وجنتها برفق يغمغم مرحا :
- ايه يا سيرو ... فين ضحكتك الحلوة  

ابتسمت لوالدها ابتسامة صغيرة حزينة ليمد يده في جيب سترته يعطيها قطعة حلوي كبيرة ابتسمت تأخذها بسعادة طفلة صغيرة ... نظرت 
لابنته الاخري من خلال مرآه السيارة الامامية يبتسم في حنو مردفا :
- مش عايزة يا سارة معايا .... 

قاطعته حين رفعت وجهها تنظر لعينيه من خلال مرآه السيارة حاقدة كارهة ... لتغمغم في حدة :
- مش عايزة منك حاجة خالص ... اوعي تكون فاكر أنك لما تيجي وتقول أنا بابا يا حبايبي وتجبلنا شوكولاتة ولعب كأننا عيال صغيرين أن أنا هنسي اللي عملته فيا ... أنا عمري ما هسامحك ابدا 

اختفت الابتسامة من علي وجهه يشعر بنيران بشعة تأجج قلبه ... كلام ابنته كسيخ من نار يحرق أوردته ... اغمض عينيه يشد علي قبضته بعنف ... اوصلهم الي منزلهم ليخرج من السيارة وقف جوار سارين يحاوط كتفيها بذراعه يقول في هدوء :
- استني يا تالا ...أنا عايز سارين تيجي تعيش معايا 

توسعت عيني تالا في فزع لتتجه ناحية ابنتها تجذبها من رسغها بحدة توقفها جوارها تشد علي يدها تصيح في عمر بغيظ :

- عايز ايه ..دا في المشمش مستحيل طبعا ...بنتي ما تبعدش عني ....اوعي تكون فاكرنا صدقنا وش الحنان دا ... عمر هو عمر عمره ما هيتغير ...هتفضل إنسان أناني ما بتحبش غير نفسك أنت بس عايز تاخد بنتي مني عشان تجبرني ارجع اعيش معاك ... بس دا بعدك يا عمر 

انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة متألمة ليلتف يود المغادرة حين سمعت صوت سارين ابنته تقول في ثبات ورثته منه :
- أنا عايزة اروح اعيش مع بابا 

التفت ينظر سريعا ناحية سارين يبتسم في سعادة كأنه طفل صغير ... ليجد تالا تقبض علي ذراعي ابنتها تهزها بعنف تصرخ فيها :
- عايزة تروحي معاه .. بعد كل اللي عمله ... بعد ما باعنا بكل سهولة جاية انتي عايزة تروحي معاه

اندفع عمر ناحيتهم سريعا جذب سارين من يد تالا يقف امامها ... احتقنت عينيه غضبا أشهر سبابته أمام وجهها :
- ابعدي عن البنت يا تالا ...أنا ساكت عن كلامك وافعالك عشان عارف اني غلطان ... بنتي وعايزة تيجي تعيش معايا .... فهتيجي براضكي او غصب عنك ... والا والله هاخد البنتين ومش هتشوفيهم تاني ابدا ... انا عمر السويسي يا تالا هانم لتكوني ناسية ... يلا يا سارين

امسك يد ابنته يجذبها خلفه برفق الي سيارته فتح سيارته لتجلس ابنته جوار مقعد السائق القي نظرة أخيرة علي تالا لتجده تنظر له كارهة تبكي في صمت ليستقل مقعد السائق جوار ابنته ... ادار محرك السيارة ينطلق بها الي شقته ... جواره سارين الصامتة لمدة طويلة لم تنطق سوي جملة واحدة :
- البطولة بتاعت عثمان بكرة

حرك رأسه نفيا يغمغم في جدية :
- مش هتروحيها يا سارين
اشار الي قلبه يردف في هدوء :
- عشان تشيليه من هنا
اشار بعدها الي عقله يكمل بنفس النبرة الهادئة :
- لازم تشيليه من هنا ... فهماني يا حبيبتي 

حركت رأسها إيجابا لتدمع عينيها رغما عنها تهمس بصوت خفيض :
- حاضر يا بابا 

كسي الحزن قلبه ... ينظر بجانب عينيه لابنته ليجدها تبكي ليرق قلبه عليها ...اوقف سيارته جوار الطريق جذب رأس ابنته يضعها علي صدره يربط علي رأسها للحظات ليغمغم في مرح :
- اسكتي صحيح جالك 3 عرسان النهاردة في الفرح ... مش بقولك حاسس اني أريل

ضحكت سارين بخفوت ليمسح عمر علي شعرها يغمغم بحنو :
- صدقيني يا سارين انا بعمل كدة عشان مصلحتك يا بنتي ... لما تكبري شوية وتفتكري
الايام دي هتضحكي ....وتقولي يااااه قد ايه كنت عبيطة 

عادت تضحك من جديد تحرك رأسها ايجابا لتبتعد عن عمر تمسح دموعها ... ليردف هو ضاحكا في مرح :
- بما أن ما فيش اكل في البيت وابوكي ما بيعرفش يقلي بيضة حتي ، تاكلي شاورما ولا نضرب فول وطعمية ....علي اي عربية

عقدت سارين جبينها تفكر للحظات لتغمغم بمرح باهت :
- نضرب فول وطعمية علي اي عربية... بس عربيات ايه اللي فاتحة الفجر دي

أعاد تشغيل محرك السيارة ضحك يغمغم :
- علي رأيك ... خلاص نضرب كبدة وسجق ... أنا عارف ما بتقفلش شغالة اربعة وعشرين ساعة ومش عايز اقولك الراجل نضيف نضافة ما تلقيش قدام عربيته لا قطة ولا كلب

قطب جبينه يغمغم متعجبا :
- مش عارف بيروحوا فين 

توسعت عيني سارين في فزع تنظر لوالدها ذاهلة لتتعالي ضحكات عمر الصاخبة يكمل طريقه الي وجهته 
__________________
انتظر الي أن نامت زوجته ليترك الفراش بهدوء حتي لا يزعجها التقط هاتفه ينزل الي الحديقة ... يطلب رقم زيدان بإلحاح مرة تليها الأخري الي أن سمع صوت الأخير يهتف ناعسا :
- أيوة مين 

قطب خالد جبينه غاضبا ... يهمس له بحدة :
- هيكون مين يعني أنا خالك يا حيوان ... البت لينا فين 

سمع صوت زيدان يتثآب بعنف ليهمس متعلمثا :
- لينا ... اااه .. لينا مين ... اه لينا ... مش عارف

صاح خالد بحدة افزعت الطيور من فوق اشجار الحديقة يصيح غاضبا :
- مش عارف ايه يا حيوان البنت فين ... دا أنا اقتلك فيها دي 

انتفض زيدان جالسا يفرك عينيه ... يسمح وجهه من آثار النوم يغمغم سريعا :
- نايمة يا خالي نايمة والله العظيم نايمة .. وأنا نايم والناس كلها نايمة 

ضحك خالد ضحكة صغيرة بسماجة يكمل ساخرا :
- تصدق ضحكت .. هاهاها دمك سكر .. خلي بالك من البت يلا ... رقبتك قصاد انها تتخدش حتي ... 

طمأنه زيدان جيدا أن كل شئ يسير علي ما يرام ليغلق خالد معه الخط تنهد يزفر انفاسه الحارة ليلتفت خلفه سريعا حين سمع صوت أخيه يأتي من خلفه يغمغم ضاحكا :
- يا ابني أنت ناقص جنان ... ما تقلقش زيدان نسخة منك ..من شابة خاله ... هياخد باله منها كويس

التفت خالد لأخيه يبتسم له متوترا ... ليتجه الي الطاولة التي يجلس عليها حمزة جلس أمامه ينظر له للحظات مسح وجهه بكف يده يغمغم فجاءة :
- مش عاجبني حالك يا اخويا ... ايه الاسورة اللي علي ايد بدور ... مش غريبة شوية اني أسمعك اكتر من مرة بتقولها يا درة وبعدين الاقي علي ايديها اسورة مكتوب عليها درة ... معقولة صدفة وتصادف

بلع حمزة لعابه مرتبكا حمحم عدة مرات يلتقط كأس الماء المجاور لكوب قهوته يرتشف نصفه ابتسم يغمغم في مرح :
- ما يمكن فعلا صدفة ، عجبها اسم درة فجابت سوار بنفس الاسم 

نظر خالد لكوب الماء رفع حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا :
- هقولك معلومة تفيدك للزمن .. لو عايز تاخد معلومة صح من حد ما تديلوش ماية الا بعد ما يقول كل اللي عنده خالص ... ليه عشان كل كوباية ماية بيشربها بيخترع وراها كدبة جديدة .... ولا ايه يا حمزة يا سويسي 

بلع حمزة لعابه الذي جف فجاءة ليمد يده تلقائيا ناحية كوب الماء ليجده فارغا بعد أن شرب خالد ما بقي فيه ... ليتلعثم مرتبكا :
- ففي إيه يا خالد ....عادي يعني ... بدور زي مايا 

اتسعت ابتسامة خالد ليكتف ذراعيه امام صدره يسأله ساخرا :
- انهي مايا 

أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره 
______________________
في صباح اليوم التالي السادسة صباحا ...
نزلت من عمارتهم السكنية لم ترد أن تستقل السيارة لتأخذ طريقها علي قدميها رغم أن الطريق بعيد والآن هو تقريبا شبه فارغ ولكنها حقا أرادت ذلك ... التحرك التفكير ... إن تشعر بنسمات الهواء أن تصفع وجهها بعنف ... كيف يطلب والدها منها مسامحتها بتلك السهولة ... لم ولن تنسي ابدا ما فعله من ضرب وإهانة ولولا أن الطبيب كان ذلك الفتي الغريب صديق زيدان لكان أكمل جريمته في حقها لن تسامحه ابدا وسارين لن تسامحها كيف تتركهم وترحل بتلك السهولة ... لم تشعر بدموعها التي اغرقت وجهها ... لتجفل فجاءة حين وجدت احدهم يعترض طريقها ... رفعت وجهها سريعا لتجد شاب غريب لا تعرفه ينظر لها يبتسم ابتسامة خبيثة مفزعة يغمغم في مكر :
- ايه يا قمر بتعيطي ليه ... بقي القمر دا يعيط ..تؤتؤ اخس علي اللي زعلك تعالي اشربك عصير يروق دمك

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تعود للخلف تحاول الفرار منه تبحث حولها عن أحد ما ينجدها ولكن لا احد الشارع فارغ تماما ... عادت للخلف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف اقترب ذلك الشاب منها أكثر وأكثر ما كاد يضع يده عليها صوت إطارات سيارة تقف بعنف نظرا معا للقادم للتوسع عينيها في ذهول .. ذلك الشاب ما كان اسمه حسام ماذا يفعل هنا وكيف عرف طريقها ولما يبدو كسفاح محترف بعينيه الحمراء تلك ... اندفع حسام ناحيتهم ليقبض علي يد سارة يدفعها ناحية سيارته يصيح فيها غاضبا :
- اركبي العربية يلاااا

هرولت ناحية سيارته تفتح بابها تجلس فيها ترتجف خائفة .... ليتجه حسام ناحية ذلك الشاب الذي حاول الفرار ليقبض حسام سريعا علي تلابيب ملابسه نظر له بشر يبتسم في اتساع :
- كنت زمان ببقي هموت واضرب اللي يضايقني بس ارجع افتكر كلام ابويا اني ما اضربش حد بس ابويا ما طلعش ابويا ... فاضرب بقي براحتي 

انقض حسام علي ذلك الرجل يكيل له باللكمات العنيفة تركه ملقي ارضا بثق عليه ... ليتجه بخطي غاضبة ناحية سيارته استقل مقعد القيادة يضعط دعاسات البنزين بعنف لتشق السيارة غبار الطريق 
التفت سارة الي حسام تبكي في صمت تسأله باكية :
- أنت واخدني علي فين

التفت بوجهه لها لتنتفض في مكانها فزعة حين رأت عينيه السوداء القاتمة من شدة غضبه ليصيح فيها غاضبا :
- مش عايز اسمع صوتك خالص ... يا بنت ع ... ولا بلاش

_________________
حان الآن موعد البطولة النهائية لمباراة الخيل ....كل متسابق يستعد جيدا لبدئ البطولة ... وعلي رأسهم من تتوجه له عدسات جميع المصورين... عثمان الصياد الرابح قبل حتي أن يبدأ السباق .... اتجهت ليلا الي عثمان تحمل في يدها زجاجة عصير تفاح ... فتحتها تمدها له تحادثه بتلهف :
- حبيبي خد اشرب .... دا هيديك طاقة ...خد بالك كويس عثمان اهم حاجة عندي إنت ولازم تكسب البطولة ... حبيبي دايما رقم واحد

ابتسم لها في غرور ليلتقط منها زجاجة العصير يلثم وجنتها بقبلة قوية يغمغم في خبث :
- طبعا هكسب البطولة عشان ميعادنا اللي بعدها مش قادر أنا متلهف ليه ازاي يمكن اكتر من البطولة

ابتسمت في براءة سامة تسبل عينيها تحرك رأسها ايجابا ليفتح عثمان الزجاجة يرتشف منها قطب جبينه يسألها متعجبا :
- غريبة كل مرة بيبقي برتقال اشمعني المرة دي تفاح

ابتسمت في براءة هل تخبره أن الطبيب الذي وصف لها الاقراص أخبرها أن عصير البرتقال يضعف من مفعول الإقراص ولكنه يجعل الجسد يعتاد عليها ... واذا زادت جرعة الاقراص في اي عصير آخر ... سيختل الجسد وسيصاب بدوار حاد يجعله غير قادر علي الاتزان ... شبت علي أطراف أصابعها تقبل وجنته تهمس بنعومة :
- ابدا يا حبيبي أنا بس مالقتش برتقال يلا اجهز بسرعة عشان البطولة 

بعد قليل كان كلا علي فرسه ... عند خط البداية .... أطلق أحد المنظمين رصاصة الانطلاق لتبدأ الخيل في الركض ويبدأ المعلق في الحديث :
- سيداتي انساتي سادتي اهلا ومرحبا بيكوا في المبارة السنوية لبطولة الخيل ... 
الخيول تركض ..... الجماهير تشجع الجميع متحمس بينما
يصدح صوت المعلق الخاص ببطولة الخيل يكمل ما يقول :
- وكالعادة الصياد سابق ... عثمان علي خيله الجبار بيشق الطريق ناحية خط النهاية ... نط الحواجز دي لعبة الصياد

كالعادة هو سيفوز ما من احد يقدر علي هزيمته هو وفرسه بينهما سيمفونية خاصة كل منهم يعزف فيها وتر خاص حتي يكمل اللحن الي النهاية

الحاجز الأول ... بطل قفز الحواجز هو ، ارتفع جسده قليلا عن ظهر فرسه يستعد للقفز مع فرسه ... ليشعر فجاءة بدوار عاصف يقتحم رأسها جسده بارد كالثلج يرتجف لا يستطع أن يتوازن حتي .... اقترب جبار من الجاحز ليرتفع بقامتيه يقفز بعنف من فوقه ليختل توازن عثمان فجاءة ، سقط من فوق الفرس وهو يقفز علي أحد اعمده الحاجز بعنف وقوة .. صرخ صرخة عالية ليفقد بعدها الوعي ويهرع إليه الجميع

صراخ ، صراخ ، صراخ .... هرج حركة مبعثرة الجميع يركض ناحية ذلك الملقي ارضا يصرخ خائفا من تلك السقطة ... توقف الصراخ امام احدي الغرف في احدي المستشفيات الكبيرة تجلس لبني علي احد المقاعد علي احد المقاعد تبكي تنوح تدعو أن يخرج صغيرها سالما ... جوارها ليلا التي تبكي في تصنع
 بينما يقف علي يرتجف من شدة خوفه يدعو فقط يدعو أن يمر الامر علي خير ...هرع راكضا حين انفتح باب الغرفة يسأل الطبيب متلهفا مذعورا :
- ها يا دكتور طمني ابوس ايدك ابني ... ابني كويس مش كدة

اكتسي الحزن وجه الطبيب الشاب ليضع يده علي كتف علي تنهد يهمس بأسي :
- بص يا أستاذ علي ... أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب ... الواقعة كانت شديدة اوي علي عموده الفقري ... للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي !!!!!


♥♥♥♥♥♥

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل التاسع والعشرون 
    الجزء الثاني   
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وكلمات الطبيب التي نطقها بحزن علي ذلك الشاب الصغير أصابت الجميع بالصاعقة :
- بص يا أستاذ علي ... أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب ... الواقعة كانت شديدة اوي علي عموده الفقري ... للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي 

صرخت قوية خرجت من لبني عقب تلك الجملة لتسقط بعدها فاقدة للوعي .... اما علي فلم تقدر ساقيه علي حمله بعد ما سمع وقع ارضا جالسا ينظر للامام في ذهول .. صدمة عنيفة زعزعت كيانه ... ابنه ، طفله ، حتي وإن كان يغضب منه معظم الوقت تقريبا لا يرضي عن تصرفاته ابدا يعنفه ليل نهار ولكنه يبقي طفله الصغير ...هرع الممرضين مع أحد الاطباء ناحية لبني الملقاة ارضا يتجهون بها الي أحدي الغرف سريعا ... بينما انهمرت دموع علي بعنف تغرق وجنتيه ... يردد بهذيان بلا توقف :
- عثمان اتشل ، ابني ، ابني، ابني اتشل 

تقدم الطبيب سريعا من علي يحاول مواساته قدر المتسطاع .... ربت الطبيب علي كتف علي يهتف سريعا بهدوء :
- وحد الله يا أستاذ علي ...حالة عثمان مش خطيرة او ميؤوس منها ... بالعكس مع العلاج الطبي والطبيعي هيرجع زي الأول وافضل

والامل انار قلب علي ما أن سمع تلك الكلمات من فم الطبيب ... امسك يد الطبيب كغريق علي وشك الموت وجد طوق نجاته نظر له بتلهف يسأله سريعا :
- بجد يا دكتور ... بجددد ... يعني ابني هيرجع يمشي تاني ... بجددد

ابتسم الطبيب يحرك رأسه إيجابا يطمئن علي بأن كل شئ سيكون علي ما يرام :
- ما تقلقش والله يا أستاذ علي ... صدقني حالة ابنك مش صعبة خالص ... المهم دلوقتي لازم تكون جنبه لما يفوق ...لازم تحاول تهون عليه الخبر ... 
حرك علي رأسه إيجابا يحاول فقط أن يتماسك .... تسند علي الحائط وذراع الطبيب ليقف يحاول إقامة عمود الخيمة من جديد ... اتجه خلف الطبيب الي غرفة عثمان ليري ابنه ما أن اقترب من الغرفة مد يده يفتح مقبض الباب لتتجمع الدموع في مقلتيه اغمض عينيه بعنف يشد عليها .. تمردت دموعه تنساب علي وجهه ليرفع يده يمسحها بعنف ليدير مقبض الباب يدخل الي غرفة عثمان

في تلك الاثناء تحديدا اختفت ليلا من المستشفي ... اختفاء تام وكأنها لم تكن موجودة من الأساس 
________________________
سيارته بعنف تشق غبار الطريق ...غاضب بل يشتعل غضبا .. منها ومن نفسه كيف تسمح لنفسها بالخروج في ذلك الوقت الباكر ... وكيف يسمح لنفسه بأن يراقبها منذ أن علم انها ابنه عمه ... الفتاة التي أحب قريبته من الدرجة الأولي وهو يشعر بلغبة حارقة تكوي اوصاله بالبحث عن ذلك الشاب الذي كان يساومها قبلا وقتله بأبشع الطرق الممكنة ... شد قبضته علي المقود يسحق دعاسة البنزين تحت قدمه ... وهي علي الكرسي المجاور له تبكي فزعة مذعورة ... تفكر في اسوء ما يمكن أن يحدث ، يقتلها ، والاسوء يغتصبها ... لما جاء ، هل ارسله والدها ليفعل ما لم يفعله من قبل .... عن تلك النقطة انتفض قلبها يدق بجنون التفت له بعينيها الحمراء الباكية تسأله بصوت خفيض مرتجف :
- اااا أنت ... واخدني فين 

التفت لها برأسه لتنتفض مذعورة حين رأت عينيه السوداء القاتمة المشتعلة من غضبه ... حدجها للحظات بنظراته القاتلة ... لتنكمش تنظر له مذعورة تضم ذراعيها لجسدها قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه التقط الهاتف غاضبا ليشتغل غضبه أكثر مما هو عليه ... فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليسمع صوت يغمغم بحدة :
- واخد بنت عمك فين يا حسام بيه يا سويسي

تهدجت أنفاسه غضبا نظر لسارة بطرف عينيه يشدد قبضته علي الهاتف يصيح غاضبا :
- وأنت مالك ، أنت بتراقبني

سمع ضحكات الطرف الآخر تليها لحظات صمت ومن ثم صوت والده يهتف بحدة :
- وأنا هراقبك ليه يا بيه قاصر خايف عليها تتخطف ... السواق بتاع سارة كان وراها بالعربية وهو اللي بلغني باللي حصل ... واخد بنت عمك فين يا حسام 

ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتي حسام يغمغم في خبث افزع الآخر :
- هتأكد من اللي ما عرفتش اتأكد منه قبل كدة وأنت أكيد مش هتقتل اب... ولا بلاش اصل سوسو لسه ما تعرفش سلام يا باشا 

ابعد الهاتف عن أذنه ليسمع صوت والده يصيح فيه :
- حساااام اياك تأذيها يا حسااااام الو ....

اغلق الهاتف يعيده لجيب سرواله .. يبتسم في خبث .... يشعر بارتياح غريب يسري في اوصاله فقط حين ضايق ذلك المغرور كبير عائلة السويسي والده ...اوقف السيارة علي جانب الطريق ليعود برأسه يستند علي ظهر مقعده يبتسم في سخرية يسخر من حاله قبل الجميع ...لحظات طويلة مرت علي سارة لتجده يلتفت برأسه ناحيتها رماها بنظرة حادة يغمغم بعدها بهدوء لا يمت لما حدث بصلة :
- أول وآخر مرة تخرجي فيها من غير السواق مفهوم يا سارة 

توسعت عينيها في ذهول ممتزج بصدمة تأكدت حقا أن ذلك الجالس جوارها مجنون يشبه عمها شكلا وطباعا ... حركت رأسها إيجابا سريعا خوفا من تقلباته الغريبة تلك ... ليبتسم حسام شبح ابتسامة صغيرة يربط علي وجنتها بكفه لتجفل من حركته تعود للخلف تنظر له مذعورة ...عاد حسام يدير محرك السيارة اتجه بها ناحية المركز الخاص بدرسها ... توسعت عينيها في ذهول حين وقف كيف عرف مكان درسها ... كل درس تقريبا في مكان مختلف عن الثاني تماما ... ارادت الفرار سريعا لتجده يجذب رسغها لتنظر له سريعا تحرك اهدابها بسرعة خائفة بل مرتعدة منه لتجده يردف بهسيس متوعد :
- الواد الملزق اللي اسمه أحمد دا ما شوفكيش واقفة معاه تاني .. وما تضحكيش بصوت عالي تاني في الشارع ..تخلصي الدرس وجري علي عربيتك علي البيت ... والا هيبقي حسابك معايا وحش اوي يا سارة

انتفض قلبها تتسارع دقاته خوفا تحرك رأسها إيجابا بلا توقف عله فقط يتركها ... ليترك رسغها فما كان منها الا أن نزلت تهرول سريعا من السيارة ... دخلت الي مركز المحاضرات ...لتتجه الي المرحاض ... تبحث عن هاتفها بين اغراضها بسرعة وتهلف ... وجدته ... ووجدته يدق للمرة العاشرة تقريبا التقطته تجيب بصوت مرتجف باكي :
- أيوة يا عمو 
انتفض خالد خوفا حين سمعها تبكي ابنه المجنون وريث ابيه حتي في جنونه ... هو نفسه لا أحد يتوقع افعاله فما باله بنسخة اخري منه ...صاح يسألها مذعورا : 
- سارة انتي كويسة يا بنتي ...حسام دا عملك حاجة آذاكي

حركت رأسها نفيا تحاول السيطرة علي دموعها لتقص عليه ما حدث كاملا بصوت خفيض باكي مرتعب ... قابلها خالد بالصمت للحظات من جهته ليهتف بهدوء يحمل خلفه الكثير والكثير من الغضب :
- ماشي يا سارة ... ركزي في درسك وأنا اوعدك انه مش هيتعرضلك تاني ...

اغلق معها الخط ليتجه الي شرفة مكتبه الكبيرة وقف أمامها يعقد ذراعيه امام صدره ينظر للحديقة غاضبا احتدت عينيه خاصة حين اعاد مع نفسه كلمات سارة لترتسم شبح ابتسامة خبيثة علي شفتيه يغمغم متهكما :
- السويسي الصغير بدأ يلعب ... صبرك عليا يا ابن خالد أنا هوريك اللعب علي اصوله 

تنهد قلقا يتصل بزيدان للمرة العاشرة تقريبا ... والاخير فقط نائم لا ذنب له ان خاله يحاول الاتصال به منذ الخامسة فجرا ... أجاب زيدان بعد لحظات بصوت خفيض ناعس :
- صحيت يا خالي والله صحيت .. هقوم اشوف لينا صحيت ولا لسه

قطب خالد جبينه دس يسراه في جيب سرواله يسأل زيدان متعجبا :
- هتقوم تشوف لينا ...ليه هي لينا مش نايمة معاك في نفس الأوضة

أصفر وجه زيدان لينتفض جالسا لا يجد ما يقوله حمحم يبلع لعابه الجاف يهتف سريعا بهدوء يتصطنعه :
- هااا ... لاء هي شكلها في الحمام عشان مش لاقيها ... ليناااا، لينااااا ... اهي في الحمام 

ضحك خالد بشدة ليغتاظ زيدان من رد فعله ليردف خالد من بين ضحكاته بمكر :
- في الحمام بردوا ...لينا فين يا زيدان 

تأفف زيدان حانقا الا احد يستطيع الكذب علي ذلك الرجل أ لديه جهاز لاستشعار الكذب عن بعد تنهد بضجر مردفا : 
- في الأوضة اللي جنبي يا خالي ... لينا حاسة أن في حاجز بينا مش عارفة تتجاوزه وأنا أكيد مش هجبرها علي اي حاجة

ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتي خالد يشعر بالارتياح يتسرب الي كيانه حقا أحسن الاختيار لصغيرته اردف ممتنا :
- متشكر يا زيدان .... انا كنت واثق أنك الوحيد اللي اقدر آمنه علي البنت ... قبل ما تتحركوا علي الطريق اتصل بيا عرفني 

ابتسم زيدان يمط ذراعيه في الهواء يحرك عظام رقبته المتيبسة تثآب يردف بخمول :
- حاضر يا خالي هقوم أنا اشوف لينا ... سلام

اغلق خالد معه الخط ليتجه الي غرفته يستعد لما سيفعل 

علي صعيد آخر في منزل زيدان الحديدي ... نزل زيدان من فراشه اغتسل سريعا ليتجه الي الغرفة المجاورة له دق الباب بالطبع نائمة كاد أن يدير المقبض ليدخل حين وجده انفتح من الداخل وظهرت لينا أمامه علي ثغرها إرق ابتسامة رآها يوما ... تجمع شعرها في حلقة صغيرة فوق راسها تضع قليلا من مستحضرات التجميل وعطرها النفاذ يضرب في قلبه بعنف كالعادة وككل مرة خطفت أنفاسه وقف أمامها لا يجد ما يقوله جميلة كلمة حقا قليلة عما يراه أمامه الان .. اجفل من شروده اللذيذ علي صوتها تقول برقة :
- صباح الخير يا زيدان 

لم يفق من صدمته الأولي ليجد صدمة أخري اعنف حلت فوق حين رأسه حين شبت علي أطراف اصابعها قليلا تقبل وجنته قبلة طويلة ناعمة تهمس بصوت خفيض هامس دغدغ حواسه :
- صباح الخير 

انحبست أنفاسه داخل صدره ينظر لها مذهولا هل قبلته للتو ... وضع يده علي وجنته للحظات ينظر لها مصدوما .. تلك الفتاة ستلقيه في فوهه الجنون بأفعالها الغريبة تلك ... أليست هي من رفضت حتي المبيت معه في نفس الغرفة والآن تقبله كعاشقه التقت بحبيبها بعد طول غياب .... هل تحاول اللعب علي اوتار مشاعره لتثبت له أنه مكبل دوما بقيود عشقها ...حمحم بحدة ليخرج من تلك الفقاعة الناعمة التي قيدته في لحظات ... رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم في رتابة :
- كويس انك صاحية ... باباكي لسه قافل معايا 
 بيسأل عليكي ....جهزي نفسك عشان هنسافر ونبقي نفطر في اي استراحة علي الطريق

ولكن ما أثار استغرابه حقا انها ابتسمت بنفس الرقة .... وحركت رأسها إيجابا ، تنهد حائرا هل تلك الفتاة مصابة بانفصام ... تركها وعاد الي غرفته ... بدل ملابسه الي قميص ازرق قاني اللون وسروال اسود ... جمع ما يحتاج في حقيبة صغيرة ... لينزل الي أسفل ينتظرها ... جلس علي احد المقاعد يفكر ... ليقطب جبينه فجاءة يتمتم مع نفسه بقلق :
- طب افرض هي جعانة واتكسفت تقولي ... لما قولتلها هنمشي ... انا هقوم اعملها حاجة تاكلها 
اتجه ناحية المطبخ شمر عن ساعديه ليتوجه الي البراد اخرج منه بعض علب الجبن والمعلبات السريعة ... وقف أمام المقود يطقهو بعض البيض المقلي حين نزلت هي تتهادي بخطواتها ترتدي سروال من خامة الجينز لا يلتصق بالجسد فوقه قميص نسائي ... تعقد شعرها ديل حصان ... شمت رائحة طعام طيبة لتسير خلفها لتصل الي المطبخ توسعت عينيها في دهشة وابتسامة صغيرة نمت علي شفتيها حمحمت بصوت خفيض ناعم تجذب انتباهه ... التفت لها يناظرها للحظات طويلة ليجفل علي صوتها تقول مبتسمة :
- أنت مش قولت هنفطر في الطريق 

ابتسم ابتسامة خفيفة التقط منشفة صغيرة يجفف يده رفع كتفيه يقول بهدوء :
- ابدا أنا بس جوعت قولت اعمل حاجة سريعة .... جعانة ؟

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا بخفة لتتجه اليه تحمل بعض الصحون تضعها على طاولة المطبخ الصغيرة رائحة الطعام الطيبة جعلت لعابها الجائع يسيل ... جلست علي أحد المقاعد وهو جوارها تتناول الطعام بتلذذ ... نظرت له مبتسمة ابتسامة واسعة تقول بمرح :
- إنت بتعمل اكل حلو اوي حقيقي .. تسلم ايدك ... شكرا يا زيدان 
قالتها لتميل ناحيته تقبل وجنته كما فعلت قبل قليل ... ليشد علي قبضته بعنف تعالت أنفاسه الثائرة رفع وجهه ينظر لعينيها بحدة غاضبا :
- في ايه يا لينا أنا ما بقتش فاهمك امبارح رفضتي حتي أنك تباتي معايا في نفس الأوضة والنهاردة رايحة جاية تبوسي فيا 

اخفضت رأسها حزنا بلعت لعابها تفرك كتفيها تهمس بصوت خفيض متوتر :
- ودي حاجة مضيقاك

طال الصمت من ناحيته لترفع وجهها له فتراه ينظر بعيدا عنها يشد علي قبضته بعنف لحظات وسمعته يزفر بحرارة ليغمغم بضيق :
- آه يا لينا تضايقني ... انتي بتلعبي بمشاعري شوية ابعد وشوية تقربي ... أنا ما بقتش فاهم انتي عايزة ايه بالظبط ... أنا إنسان من لحم ودم ما ينفعش تدخليني الجنة وبعدين ترميني بعدها في النار 

مدت يدها تمسك سبابة يده اليسري الموضوعة علي الطاولة كأنها فقط طفلة صغيرة لتهمس بصوت خفيض متوتر :
- أنا بس متلغبطة يا زيدان ... كنت فاكرة حاجة وطلعت حاجة تانية وامبارح اتأكدت من الحاجة دي ... متلغبطة مش عارفة احدد مشاعري ولا تصرفاتي أنت فاهمني

ارتسمت ابتسامة حانية علي شفتيه ينظر ليدها ليتذكر أنه الي الان لم يعطيها خاتم زواجهم ليخرجه من جيب سرواله يلبسه إياها رفع كفها يقبله ابتسم يغمغم في هدوء :
- فاهمك ومعاكي خطوة بخطوة لحد ما اللغبطة دي تروح ...لو كلتي اسبقيني علي العربية هقفل الدنيا واحصلك 

حركت رأسها إيجابا لتخرج الي سيارته التفت قبلا تنظر له تبتسم له ممتنة :
- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني ...
انهت كلامها تعطيه ابتسامة واسعة كهدية صغيرة منها علي ما فعل ... لتهرول الي الخارج ليتنهد هو بحرارة يتمتم مع نفسه :
- طب اغتصبها دي ولا اعمل ايه ...كاتك الارف في حلاوتك يا شيخة ... 
____________________
منذ مدة وهو يجلس علي حالته تلك ينظر لوالده يحاول الا يبكي ولكن تخونه دموعه رغما عنه انتفض قلبا خوفا من ردة فعله خاصة حين رآه يحرك رأسه يتأوه متألما يحاول جاهدا فتح عينيه .... لحظات وبدأت الرؤية تتضح أمامه غرفة ... فراش يشعر بألم قاتل في جميع اعضاء جسده يحاول تذكر آخر ما حدث لحظات وبدأت لقطات سريعة تنير أمام عينيه ... سقط من فوق الحصان وهو يقفز علي العارضة الخشبية الضخمة حرك رأسه ينظر جواره ليجد والده الذي اقترب منه سريعا جلس جواره علي الفراش يحاول أن يبتسم ولو ابتسامة صغيرة :
- حمد لله علي السلامة يا حبيبي الحمد لله جات سليمة

عقد جبينه متعجبا من طريقة كلام والده معه ليبتسم له كطفل صغير مرهق .. اسند كفيه الي سطح الفراش يحاول أن ينتصف ولو قليلا في جلسته حاول سحب ساقه بهدوء ... لا استجابة ... قطب جبينه متعجبا يحاول مرة والثانية والثالثة ... قدمه لا تتحرك للحظات شك أنه بتروا ساقيه لا يشعر بهما تماما ... شد الغطاء عن جسده يلقيه ارضا ليطمئن قليلا ساقيه في مكانهما ماذا يحدث اذا ... بعنف حاول تحريك ولو احد أصابع قدمه لا مجيب ... توسعت عينيه فزعا نظر لوالده يصيح مذعورا :
- أنا مش حاسس برجلي ... بابا أنا مش حاسس برجلي في ايه يا بابا ... هي اتكسرت طيب .... بابا رد عليا إنت ساكت ليه بقولك مش عارف احرك رجلي 

كنت تلك النقطة انفجر علي في البكاء اقترب من صغيره يعانقه بقوة يحاول إخراج صوته المختنق :
- هتعرف والله العظيم هتعرف ... هتتعالج وهترجع زي الأول وأحسن

توسعت عينيه في فزع حين بدأ يدرك قليلا ما يحدث ابعد والده عنه ينظر له عينيه متسعتين في ذهول يسأله مفزوعا :
- هتعالج من ايه ... هي رجالي ... أنا ... أنا مش فاهم .. ايه اللي حصل ... انا اتشليت

صاح بها بصدمة ليعاود النظر لوالده يحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة من المجئ برأسه احمرت عينيه تتجمع فيها الدموع ليصرخ بهياج :
 - لالالا ما حصلش أنا الصياد أنا مش عيل هاوي ما بيعرفش يركب خيل فيقع من علي حصانه ... الصياد ما بيخسرش ... الصياد ما ينفعش تشل .... يعني ايه أنا مش هعرف اركب خيل تاني ... مش هعرف حتي امشي ... بقيت عاجز ... لا انتوا كذابين ابعد عني 

صرخ بها في والده الذي اقترب يحاول اختضانه ليدفعه عثمان بعيدا عنه بعنف ليرتد علي بضع خطوات للخلف توسعت عينيه فزعا حين سمع ابنه يهذي بجنون :
- أنا ما اتشلتش أنا بعرف امشي .... حتي بص بص 

قالها ليدفع بجسده من فوق الفراش فما كان منه الا أن صرخ بصوت عالي حين ارتطم جسده بعنف بأرض الغرفة ليهرول علي إليه يعانقه بعنف يحاول إخفاءه داخل صدره يشد علي جسده بقبضتيه ... ليسمع صوت ابنه يصرخ يبكي ينوح داخل صدره كأنه طفل صغير :
- أنا اتشليت يا بابا بقيت عاجز مش عارف احرك رجلي .... ليه ليه ياااااارب ليه 

انهمرت دموع علي تغرق وجهه يهتف سريعا بلا توقف :
- هترجع تمشي والله هترجع تمشي 
______________________
منذ أن رأته سقطته العنيفة علي التلفاز صرخت باسمه تبكي بصوت عالي تتحرك مكانها تقف وتجلس تجوب انحاء شقتهم ذهابا وايابا تبكي بلا توقف تدعو له أن يمر الأمر علي خير ساعات مرت عليها وهي في تلك الحالة والخوف وحش مخيف ينهش روحها ببطئ ... انتفضت حين سمعت صوت مفتاح والدها لتهرول سريعا ناحية باب الشقة تنظر لوالدها بتلهف تسأله سريعا بذعر :
- عثمان يا بابا ... عثمان كويس وقع وقعة بشعة أوي ... ارجوك طمني عليه أنا لما كلمتك قولتي أنك رايحلهم المستشفي ... فاق بقي كويس

لم يجد عمر ما يقوله خاصة امام حالة ابنته المنهارة تلك اقترب منها يعانقها لحظات يشعر بها تنتفض بين يديه من عنف شهقاتها وقف صامت ليقرر تفجير القنبلة فجاءة :
- عثمان اتشل يا سارين جاله شلل نصفي 

شهقة عنيفة قوية مذعورة خرجت من بين شفتي ابنته لتبتعد عنه للخلف بعنف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا بعنف أمسكت بكفيه تصيح من بين شهقاتها العنيفة :
- لا يا بابا بالله عليك لو بتقول كدة عشان عايزني ما افكرش فيه ... فأنا مش هفكر فيه تاني ..... مش هحبه مش عايزة اعرفه خالص ... بس قولي أنه هو كويس ... قولي أنك بتكذب عليا عشان خاطري يا بابا ... قولي أن عثمان كويس 

رأت من خلال عيني والدها الباكية أن ما يقوله هو الحقيقة القاسية بعينها ... انتفض قلبها بين اضلاعها لتصرخ باسمه تركض الي باب الشقة تحاول فتحه:
- عثمااااااااااان .... ابعد عني يا بابا عشان خاطري سيبني اروحله ... 

قالتها حين لف عمر ذراعه سريعا حول بطنها يحملها يحاول أبعادها عن باب الشقة لتتخبط بين يديه بعنف تصرخ باسم عثمان وتصرخ في والدها أن يتركها ... توقفت عن الحركة للحظات حين صدح صوت والدها الحاد :
- اهدي وأنا هسيبك تروحي

توسعت عينيها تلتفت برأسها لوالدها لتراه يحرك رأسه إيجابا يحاول تهدئتها :
- هسيبك تروحي تشوفيه بس لما يهدي شوية حالته النفسية صعبة ... 

اجشهت في بكاء عنيف عقب جملة والدها الأخيرة لتفلت من بين ذراعيه ترتمي في صدره تنوح بلا توقف
__________________
وصل بها الي عروس البحر الأبيض المتوسط منذ ساعة تقريبا لتجده استأجر شقة صغيرة مجهزة تطل علي البحر مباشرة فتح شبابيك الشقة ليدخل الهواء المحمل برائحة يود البحر الي الشقة ... اخذت نفسا قويا لتبتسم ابتسامة واسعة مرحة تنظر لجاسر الجالس علي الأريكة يشاهد التلفاز الصغير يبدو شاردا عينيه تتحرك بلا هدف ... شيئا ما يشغل باله بكل تأكيد ...اطالت النظر له لتبتسم بحالمية عاشقة تحب وتهوي .... تحركت ناحيته تجلس جواره علي الأريكة تبتسم دون كلام ليشعر بها بجانبه نفض افكاره السيئة عن رأسه في المساء سيذهب لشاهي وللمطعم ولكن الآن وقت العروس ... التف لها برأسه يحاول رسم ابتسامة مرحة علي شفتيه يغمغم :
- ها يا ست قلقاسة تحبي ننزل نتغدي ولا نطلب دليفري

ضحكت بخفة تحرك رأسها نفيا اعتدلت فئ جلستها تربع ساقيها حين تذكرت ما قرأته عن ذلك المكان الشهير علي صفحات الإنترنت لتهتف سريعا بتلهف :
- أنا دخلت علي النت ...وعرفت أن في مطعم هنا اسمه الحورية تقييمات الناس كلها عنه أنه مطعم ممتاز والناس في منتهي الاحترام والذوق معاهم من اصغر فرد لحد صاحب المطعم عارف دا حتي اسمه جاسر علي اسمك الناس كلها في الكومنتات كاتبين اسمه وسط كلامهم

تلاشت الابتسامة من علي شفتي جاسر ينظر لها مذهولا كأنه يقول احستني الاختيار السئ يا سهيلة ... حرك رأسه نفيا يقول بحدة :
- لا نروح اي مطعم تاني بلاش دا

قطبت سهيلة جبينها في ضيق لتمسك يده سريعا تقول بإلحاح :
- ليه يا جاسر دي الناس كلها بتشكر فيه وصور المكان جميلة جدااا عشان خاطري يا جاسر عشان خاطري 
ابعد يدها عنه بحدة ليقم من مكانه وقف بعيدا عنها حرك رأسه نفيا يقول محتدا غاضبا :
- أنا قولت لا يا سهيلة لاء يعني لاء مش هنروح المطعم دا .. خلصت خلاص

لأول مرة تري جاسر غاضب لتلك الدرجة عقدت ما بين حاجبيها لتقف هي الاخري امامه تهتف في حدة متعجبة :
- في ايه يا جاسر أنا قولت ايه للعصبية دي كلها ... ويعني ايه لاء يعني لاء احنا مش في عصر سي السيد وأمينة لازم يكون في سبب ... أنت مش عايزنا نروح المطعم دا ليه

في موجة اندافعه وغضبه صاح دون أن يشعر :
- عشان أنا جاسر صاحب المطعم .. مطعم الحورية دي بتاعي ... ارتحتي دلوقتي

توسعت عينيها في ذهول تنظر له متعجبة ... اقتربت تقف أمامه مباشرة تسأله مدهوشة :
- بتاعك ازاي مش فاهمة ... انت صاحب المطعم ازاي

ارتسمت ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه ليتهاوي علي الأريكة يمسح وجهه بكفيه تنهد يغمغم بهدوء :
- اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة ... 
____________________
طوال الطريق وهي تضع سماعات الإذن في أذنيها تحرك رأسها للامام وللخلف بتناغم مع ايقاع ما تسمع ... وهو يختلس لها النظرات بين حين وآخر يبتسم عاشقا ... اوقف السيارة جوار الطريق بالقرب من استراحة مطعم مشهور يعرفه الجميع ... بلع لعابه يشجع نفسه عليه أن يأخذ معها الخطوة التالية .. التف لها ينزع برفق احد سماعتي أذنيها يردف بهدوء :
- لينا اسمعيني

نزعت هي السماعة الأخري تغلق ما كانت تسمع نظرت له تبتسم في هدوء بلع لعابه ليشير الي المطعم القريب يغمغم بحذر :
- يلا هننزل ارتاح شوية من السواقة واخد فنجان قهوة دماغي هتنفجر 

توسعت عينيها في فزع تنظر لما يشير للحظات لتعاود بذعر النظر إليه تتمتم فزعة :
- دا دا دا مطعم .. فيه ناس .. بابا مش هنا .. لالالالا مش هنزل وأنت مش هتنزل مش هتسيبني هنا لوحدي ... 

سريعا امسك ذراعيها برفق يسيطر علي حركتها يقول متلهفا برفق :
- لينا اهدي ما حدش هيأذيكي ...ما حدش يقدر يأذيكي ... بلاش تخلي الخوف حاجز وهي يحبسك وراه

تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها نفيا تهمس بصوت ضعيف خائف :
- مش هقدر يا زيدان والله ما هقدر ... عشان خاطري لو بتحبني خلينا نمشي ... 

تنهد حزينا من حالتها ليتركها وينزل التف حول السيارة يفتح بابها مد يده لها يجذب كفها يشدها من السيارة يقول في رفق :
- يلا يا لينا ... انزلي
شدها من السيارة حرفيا يتحرك بها الي داخل المطعم ما أن اقتربت من بابه تمسكت في ذراعه بكلتا يديها تحرك رأسها نفيا تهمس مذعورة :
- لا والنبي يا زيدان عشان خاطري نرجع 
شد علي يدها يبتسم لها يحاول طمئنتها تحرك معها لداخل المطعم كانت حرفيا علي وشك الدخول في جيب قميصه من شدة التصقاها بها عينيه تراقبها وهي تنظر لجميع الناس بفزع كأنهم وحوش يودون نهشها ... يتمني فقط أن يمر الأمر علي خير ... جذبها الي احد الطاولات يجلس امامها لا جوارها ليشعر بها تنكمش حول جسدها كأنها طفلة صغيرة ... طلب زيدان له قهوة وهي طلبت عصير اناناس كما تحب .... بلعت لعابها تحرك قدميها بتوتر لتجفل علي جملة زيدان المرعبة :
- لينا شكلك مرهق اوي ... قومي اغسلي وشك ... 

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف تكاد أن تبكي من الخوف ... لتجد زيدان يناظرها بحدة يهمس :
- قومي يا لينا ... شوفي الحمام فين واغسلي وشك

حركت رأسها إيجابا رغما عنها قامت تحركت خطوة واحدة لتعود اليه سريعا قبضت علي ذراعه تنظر له تتوسله بصوت ضعيف :
- طب تعالا معايا

بصعوبة ارتدي قناع البرود يحرك رأسه نفيا بهدوء تام لتعاتبه بنظراتها فقط .. تحركت خطوة واثنتين ... تنظر حولها مع كل خطوة كأنها تبحث عن والدها لينقذها ... بينما عيني زيدان لم تفارقها ..... حبيبته علي وشك البكاء في اي لحظة ولكنها تعليمات الطبيب ماذا يفعل 
تتحرك بخطوة كأنها طفل صغير يتعلم المشي حالا ليراها تقترب من باب المرحاض الخاص بالسيدات دخلت تغلق الباب خلفها ... وقفت في المرحاض الفارغ تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تستند علي حوض الغسيل تتنفس بعنف لا تصدق انها تحركت تلك الخطوات بين جموع الناس قدميها بالكاد تحملها .. فتحت صنبور الماء تصفع وجهها بالماء بعنف ... رفعت وجهها تنظر لانعاكاس صورتها في المرآه لتجد في تلك اللحظة سيدة تدخل الي المرحاض نظرت لينا لها بريبة ... بينما أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة علي شفتيها لحظات وسمعتها تسألها :
- أنتي لينا خالد السويسي

توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول الي فزع حين وجدت تلك السيدة ت......

♥♥♥♥

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل التاسع والعشرون 
    الجزء الثالث
      التكملة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة علي شفتيها لحظات وسمعتها تسألها :
- أنتي لينا خالد السويسي

توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول الي فزع حين وجدت تلك السيدة تنقض عليها تعانقها بقوة تهتف بحماس مبتسمة :
- ايه يا لينا مش فكراني ... أنا موني كنا مع بعض في دروس ال biology في ثانوي 

قطبت جبينها متعجبة تنظر لتلك الفتاة مستفهمة ... عادت للخلف قليلا تنظر لها تبلع لعابها متوترة ... درس الاحياء في الصف الثالث الثانوي كانت تأخذه في منزلها بصحبة سهيلة وقريبة المدرس كان اسمها منار علي ما تتذكر ...تلك الفتاة كانت تأتي مع المدرس وتغادر معه لم يكن بينهما تعامل ...رفعت لينا وجهها قطبت جبينها تسألها :
- منار قريبة مستر حسين

ابتسمت الفتاة باتساع تحرك رأسها إيجابا ... لتقترب من لينا تثرثر بابتسامة واسعة :
- أيوة بجد مبسوطة أنك فكراني ... اصلنا ما كناش بنتكلم مع بعض خالص ... انتي دخلتي كلية ايه ... أنا دخلت كلية تجارة واتجوزت رجل الاعمال مهاب المالكي وانتي 

توسعت عيني لينا في ذهول وتلك الفتاة تثرثر بلا توقف ابتسمت بحرج تحاول الخروج من ذلك الموقف لتبتسم تعتذر تتقدم ناحية الباب تود الفرار :
- آه congratulations عن اذنك عشان جوزي مستنيني

ما كادت تتحرك وجدت تلك الفتاة تتحرك وقفت امامها تمنعها من التقدم تكمل وصلة كلامها الغير متناهية :
- أيوة صح ازاي نسيت ، دي صور فرحك مالية المجلات والسوشيال ميديا ... مبروك ... 
لفت خصلات شعرها حول سبابتها تقربها كثيرا من لينا تسألها بابتسامة واسعة :
- صحيح ايه رايك في لون شعري ... الاحمر حلو صح ... كنت عايزة اعمله بني زي ما انتي عاملة شعرك كدة 

صمتت اخيرا حين دق باب المرحاض من الخارج تلاه صوت زيدان :
- لينا انتي كويسة اتأخرتي كدة ليه ... لوليا انتي بخير

ابتسمت لينا بحرج تعتذر من تلك الفتاة تهرول ناحية باب المرحاض تفتحه تنفست الصعداء تتمسك بذراع زيدان تهمس له سريعا :
- كويس أنك خبطت مشيني من هنا مش عايزة تبطل رغي

قطب جبينه متعجبا من كلامها ليسحبها بعيدا عن المرحاض قليلا امسك ذراعيها يفحصها بعينيه ليسألها متلهفها قلقا :
- في ايه يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي 

تنفست بعمق تحرك رأسها إيجابا ابتسمت ابتسامة صغيرة تضع يدها علي رأسها تشعر بصداع حاد يكاد يقسم رأسها من ثرثرة تلك الفتاة :
- أيوة كويسة .. فاكر درس ال bio وأنا في تلتة ثانوي

قطب جبينه للحظات يتذكر ليعاود النظر اليها يحرك رأسه إيجابا يردف حين تذكر :
- أيوة ايوة افتكرت مستر حسين بيومي .. كان معاه قريبته اسمها منار عبد الواحد ... دي تقريبا دخلت تجارة واتجوزت مهاب المالكي ...رجل اعمال سمعته مش تمام 

توسعت عينيها علي آخرها تفعر فاهها تنظر لزيدان باندهاش بلعت لعابها تغمغم بحسرة :
- كان نفسي اعيش مع بني آدمين طبعيين مش ردارات ... المهم هي منار دي اللي شوفتها جوا ونازلة رغي بقي كلت دماغي

ضحك بخفة يصدمها علي رأسها برفق ليلف ذراعيه حول كتفيها يغمغم مبتسما :
- طب تعالي يا ستي اطلبلك نسكافية يظبط دماغك اللي كلتها وبعدين نمشي

ابتسمت لينا تحرك رأسها بخفة لتتجه مع زيدان الي الطاولة من جديد بينما عند باب المرحاض كانت تقف تلك الفتاة تراقبهم حاقدة كارهة ربعت ذراعيها تنظر لهما شزرا بحقد تغمغم مع نفسها بكراهية :
-لينا السويسي طبعا لازم تاخد كل حاجة ... حتي زيدان كنت بحاول بأي طريقة الفت نظره ليا بس ازاي مسحور بالست لينا ... هي تتجوز المز ده... وأنا ألبس في رجل عجوز مكحكح .. ماشي يا لينا صبرك عليا
________________
في منزل شهد ... دق جرس الباب لتلتقط حجابها فتحت الباب تنظر للطارق تقطب جبينها مستفهمة تسأله :
- أنت مين

ابتسم ذلك الواقف بهدوء يخلع نظارته الشمسية .... نظر لها للحظات صامتا ليردف بهدوء :
- محمد محفوظ ...اخو خالد ... ممكن اتكلم معاكي كلمتين يا مدام شهد

لوت شهد شفتيها بامتعاض هل يظنها ستتراجع عن قرارها أن بعث لها شقيقه ... ابتسمت بتكلف تحرك رأسها إيجابا تفسح المجال ليدخل محمد الي الشقة .. تركت باب الشقة مفتوحا لتتوجه إليه ... تصحبه الي اقرب مقعد في غرفة المعيشة جلست أمامه تقول بابتسامة صفراء :
- تشرب ايه 

حرك محمد رأسه نفيا يبتسم في هدوء شبك كفيه يردف بهدوء :
- لا ابدا ولا حاجة أنا بس جايلك في كلمتين ... اتمني منك تسمعيني كويس ... طبعا اللي خالد عمله في حقك جريمة لا تغتفر ... بس هو ندمان وخصوصا أن خالد زمان كان مريض والمرض النفسي مش عيب ... فأكيد يقدر يعوضك عن اللي حصل زمان من غير جواز ... يعني اعذريني مش بعد العمر دا كله نقوله بكل سهولة اتجوز علي مراتك ... اكيد لازم يكون في حل تاني ولا ايه

انتظرت شهد الي أن انهي محمد كلامه بالكامل لم تتغير تعابير وجهها الهادئة فقط ابتسمت ساخرة وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متهكمة :
- خلصت اللي عندك ... وأنا قولت اللي عندي وكلامي مش هيتغير أنا ما طلبتش من صاحبك يتجوزني ... الا لو عايزني اسامحه مش عايز بقي هو حر 

احتقنت عيني محمد غضبا تلك السيدة تسعي كحية لتخريب حياة أخيه هب واقفا يردف محتدا :
- انتي بتلعبي علي احساسه بالذنب ناحيتك عشان تدمري حياته ... ما قالك هيعملك اللي تحملي بيه هتستفادي ايه لما يتجوزك 

التفت شهد له تنظر له بعيني حمراء كالجمر انهمرت دموعها بعنف اشارت لنفسها تصيح بقهر :
- هاخد حقي ... حق قهرتي وهو بيناديني باسم حبيبته ... حق شهد اللي اخوك دمرها وهي عيلة عندها 17 سنة اغتصبها وكان عايز يسقطها .... هاخد حق عذابي بعد كدة من معاملة خالي الزفت ليا ... لحد ما اتجوزت وهربت بابني ... هو اللي جه وقالي سامحيني أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني ... أنا بقي عيزاه يتجوزني ودا آخر ما عندي

لا ينكر محمد أنه حقا علي شهد ولكنه اولا وثانيا واخيرا مع صديقه وأخيه ابتسم يغمغم متهكما :
- يعني انتي ما خدتيش حقك لما كتبتي ابنه باسم راجل تاني ... ما خدتيش حقك لما يعرف أن عنده ابن بعد 30 سنة وزيادة ... في حين أن مراته ما بتخلفش وعايش طول عمره نفسه في سند ليه ... ما خدتيش حقك لما اخوكي اتجوز ياسمين أخته ووراها أيام عذاب وهي مالهاش ذنب في اي حاجة .... انتي خدتي حقك وزيادة يا شهد ... كفاية بقي نقفل الحلقة دي 

ارتجفت شفتيها تضطرب حدقتيها حركت رأسها نفيا تهتف متعلثمة :
- أنا ما عرفتش إن أنور اذي أخته غير بعد قريب ومن ساعتها وأنا قطعت علاقتي بيه .. عشان دخل واحدة مالهاش ذنب في انتقامي

تقدم محمد منها خطوة واحدة بعد أن نفذ صبره يصيح غاضبا :
- وانتي كدة بردوا بتدخلي واحدة مالهاش ذنب في انتقامك ... لينا ذنبها ايه تعيش الوجع دا ... انتي ما تعرفيش خالد كان بيعاملها ازاي زمان ... صدقيني اللي حصلك ارحم منها .. خالد كان مريض افهمي بقي

ما كاد محمد ينهي جملته وجد يد عنيفة تقبض علي تلابيب وصوت يصدح كرعد عنيف غاضب :
- أنت مين وايه دخلك هنا وازاي تتكلم مع والدتي بالشكل دا 

نظر محمد لذلك الواقف امامه ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة يردف في نفسه ضاحكا :
- لا ابن خالد فعلا ... نسخة منه حتي في عصيبته .

توسعت ابتسامة محمد ليرفع يديه يبعد يدي حسام عن ملابسه يردف متفاخرا :
- ابوك عمره ما رفع ايده على حد اكبر منه 

ابعد يدي حسام ليباغته بلكمة قوية ارتد حسام علي إثرها خطوة للخلف ينظر لمحمد غاضبا لتهرع شهد الي ابنها تصرخ باسمه مفزوعة:
- حسام ... أنت كويس يا ابني ... امشي اطلع برة قول لاخوك دا آخر اللي عندي يلا برة 

نظر محمد لها بحدة غاضبا ليعدل من وضع تلابيب ملابسه خرج من الشقة يصفع الباب خلفه ...لتحتد عيني شهد حقدا ستنقتم مهما كلفها الأمر
_____________________
لا يصدق حقا لا يصدق أنه يفعل ذلك ... يوقف السيارة أسفل منزل علي .... بعد أن علم أنه عثمان رفض المكوث في المستشفي وعاد الي منزله ... وطبعا سارين ظلت تبكي وتبكي وتبكي تتوسله أن تذهب للاطمئنان عليه ولو للحظات ... التفت برأسه ينظر لابنته القابعة علي المقعد المجاور له تنساب دموعها بلا توقف ... حمحم بصوت عالي لتلفت برأسها لوالدها الذي حدجها بنظرة متضايقة تنهد يردف بحنق :
- سارين وبعدين معاكي انتي وعدتيني أنك مش هتعيطي .... وخصوصا لما نطلع فوق مش عايز اي اندافع يا سارين

حركت رأسها إيجابا سريعا تمسح دموعها المتساقطة بكف يدها بعنف نظر عمر لها مشفقا علي حالها ... لينزل بصحبتها الي داخل العمارة السكنية .... صعدا الي منزل علي ليدق عمر الباب لحزات وفتح علي له الباب وجهه حزين شاحب مرهق ... ابتسم علي لعمر شبح ابتسامة صغيرة باهتة لا يجد ما يقوله فقط افسح له المجال ليدخل هو وسارين ... دخلت سارين تبحث عنه بعينيها في كل ركن ... لم تري سوي لبني التي تجلس علي أحد المقاعد تبكي بلا توقف ... ما إن وقعت عيني لبني علي سارين وقفت سريعا متجهه إليها تعانقها بقوة تشعر بحاجة ماسة بأن تشعر بأحد يشد من ازرها يربط علي قلبها يطمئنها (علي) فيه ما يكفيه ويزيد ... انفجرت لبني في البكاء تشد علي جسد سارين تصيح من بين شهقاتها :
- عثمان اتشل ... ابني اتشل ... أنا السبب .. أنا السبب ... أنا اللي اهملته طول عمري ... بجري ورا شغلي ...اااااااااه يا حبيبي يا ابني ... أنا السبب سامحني

في الداخل علي كرسي متحرك يجلس عثمان جسده بأكمله يؤلمه ... ألم بشع يفتت عظامه ولكن الابشع شعوره أنه متسلقي كالميت لا يقدر علي القيام والتحرك لذلك رفض أن يبقي في المستشفي أن يتمدد حتي علي سريره يجلس كهذا منذ ساعات ... في يده ورقة يقبض عليها بعنف ... ورقة سيجعل صاحبتها تدفع ثمن ما فعلت غاليا ... غاليا جدااا ..سمع صوت دقات علي باب الغرفة خلفه ... يليها صوت الباب انفتح وصوت والده يردف بثقل من الحزن :
- عثمان يا ابني ارتاح شوية ... الوقعة كانت شديدة اوي علي جسمك 

تعالت ضحكات عثمان الساخرة صاحبتها دموعه حرك عجلات مقعده التفت لوالده ليصيح ساخرا متهكما من حاله :
- ما أنا مرتاح اهو ... مرتاح خالص علي طول ... اكتر من كدة راحة ما فيش 

بجهد شاق منع علي دموعه من الهبوط اخذ نفسا قويا يغمغم بهدوء :
- عمك عمر وسارين هنا عايزين يطمنوا عليك

احتدت عيني عثمان غضبا ليحرك عجلات المقعد بعنف اقترب من والده يصرخ فيه غاضبا :
- جايين ليه .. جايين يشوفوا عثمان بعد ما بقي عاجز .. سارين جاية تشمت فيا مش كدة .. مش عايز اشوف حد ... طلعهم برة

في تلك اللحظة لم تقدر سارين علي الوقوف اكتر وهي تسمعه يقول ذلك الكلام هرولت ناحية غرفة عثمان تتبعها نظرات عمر المصدومة الغاضبة ... اقتربت تدخل الي الغرفة والصورة كانت ابشع مما تخيلت ... لم يكن من السهل تماما أن تري حبيبها الأول والأخير في ذلك المشهد علي مقعد متحرك يبكي كطفل صغير ضماد يلتف حول رأسه عينيه حمراء ... وضعت يدها علي فمها تبكي بعنف حاولت الاقتراب منه لتراه يعود بمقعده للخلف ينظر لها بحدة يحرك رأسه نفيا يصرخ فيها:
- امشي اطلعي برة ... برررررة جاية ليه جاية تشمتي مش كدة ... جاية تشوفي عثمان بعد ما اتشل ... 

حركت رأسها نفيا تنهمر دموعها كفضيان ليزداد تدفق دموعه يصيح بقهر :
- كان عندك حق يا ريتني صدقتك ... ياريتني صدقتك ... امشي يا سارين ... ابعدي عني .. 

حركت سارين رأسها نفيا بعنف لتقترب منه أكثر جلست علي ركبيتها جواره ... بسطت يدها علي وجنته تغمغم بصوت خفيض من البكاء :
- أنا عمري ما هبعد يا عثمان ... هفضل جنبك لحد ما تقف علي رجلك تاني ... ساعتها بس لو عايزني اسيبك هسيبك 

ارتسمت ابتسامة ساخرة متألمة علي شفتي عثمان يحرك رأسه نفيا ... بينما علي باب الغرفة يقف عمر ينظر لابنته غاضبا مما تفعل وتقول ليردف مع نفسه :
- آه يا متخلفة يا هبلة ... دا أنا هولع فيكي لما نروح ... كدة بقيت اريل 

تقدم لداخل الغرفة سريعا يشد سارين يجعلها تقف على ساقيها .... شد علي رسغها بين قبضته يرميها بنظرة غاضبة لينظر لعثمان يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه :
- حمد الله علي سلامتك يا عثمان ... معلش مضطرين نمشي ... 

دفع ابنته لخارج الغرفة ودع علي لتعانق لبني سارين بقوة تهمس لها برجاء :
- سارين ارجوكي ما تسيبهوش 

وقبل أن تجيب الأخيرة كان عمر يشدها الي الخارج بصحبته نزل معها الي سيارته ... جلس جوارها ينظر لها غاضبا ليصيح فيها :
- انتي عارفة لو واحد تاني هو اللي قاعد مكاني كان كسر عضمك ... ايه اللي انتي نيلتيه فوق دا ... آخر مرة هتشوفي فيها عثمان يا سارين ... ودا آخر اللي عندي ....

توسعت عينيها بألم تحرك رأسها نفيا تترجاه بنظراتها ليقابلها عمر بنظرات جافة غاضبة ادار محرك السيارة يرحل غاضبا ... يقرر قرار نهائي 
بأن تتبعد ابنته عن عثمان ولكن ربما للقدر رأي آخر
_________________
حسنا ... حسنا الآن فهمت كل شئ ... وحقا هي ليست غاضبة بل زدات اعجابا به وبشخصيته .... جاسر شخصية فريدة حقا محظوظة هي به ... درس ما يرغب والده فيه وحقق حلمه هو في آن واحد ... توسعت ابتسامتها تنظر له بفخر يمتزج بعشق لتجده يتنهد يردف بخفوت :
- بس دا سر يا سهيلة أنا مش عايز اي حد في العيلة يعرفه ... اوعديني 

حركت رأسها إيجابا سريعا تبتسم لها لتغمغم بخفوت :
- اوعدك ... ممكن بقي نروح نشوف مطعم الحورية ... يا صاحب مطعم الحورية

ابتسم جاسر بخفة يحرك رأسه إيجابا لتصفق سهيلة بحماس هرولت سريعا الي غرفتها تبدل ثيابها الي فستان ازرق فاتح بلون البحر فردت خصلات شعرها ... نظر جاسر لها حين خرجت من الغرفة تنهد يبتسم برفق ... الفتاة حقا تزداد جمالا بشكل مؤلم لاعصابه ... اقتربت منه تمسك بكفه ابتسمت ليبادلها ابتسامتها باخري حنونة أخذها في سيارته متجها بها الي مطعمه القريب للغاية من شقتهم لم تكن تتخيل أن المطعم قريب لتلك الدرجة وقفت السيارة لتجد جاسر ينزل منها نزلت بعده لتراه يتركها يتحرك بخطي سريعة ناحية سيدة عجوز جميلة رغم ملامحها المسنة .... تفترش فراش متوسط الحجم عليه حلي من الأصداف البحرية ... رفعت حاجبيها متعجبة حين رأت جاسر يجلس علي ركبتيه أمامها قبل يدها وجبينها ... اقتربت منه تشعر بالفضول يأكلها لتمسعه يغمغم مبتسما :
- وحشاني اوي يا حورية البحر والله .. قوليلي العيال اللي عندي لسه بيعكوا ولا بقي يعرفوا يطبخوا

تعالت ضحكات تلك السيدة برقة فطرية لتشاكس ذلك الجالس امامها :
- لاء لسه بيعكوا أنا عارفة وقعت عليهم فين دول .... هتفلس يا موكوس

والعجيب أن جاسر لم يغضب بل تعالت ضحكاته ... من تلك السيدة ولما يتعامل معها بتلك الاريحية .... توسعت عينيها في دهشة حين وجدت تلك السيدة تشد إذن جاسر كأنه طفل صغير تسأله :
- واد يا جاسر ... مين البنت الحلوة اللي واقفة وراك دي

التفت جاسر لسهيلة يمد يده لها وضعت كفها في يده تبتسم متوترة ليشدها برفق يجلسها جواره يعرف كل بالاخري :
- سهيلة دي حوريتي ... قلبي اللي واخدة قلبي عرضت عليها الجواز تسع مرات بس هي شيفاني مش قد المقام 

تعالت ضحكات حورية تصدم جاسر علي رأسه بخفة بينما ضحكت سهيلة بخفوت ... فاكمل جاسر مبتسما :
- حوريتي دي سهيلة ... مراتي ... لسه متجوزين امبارح 

توسعت ابتسامة حورية تنظر لسهيلة باعجاب وسعادة لتقترب من جاسر تهمس له بسعادة :
- حلوة يا واد مش بقولك أنت صياد بتقع دايما واقف ... مبروك يا حبيبي ربنا يهينك

ابتسم جاسر لها يقبل جبينها ... ليقم ينفض الرمال عن ملابسه شد سهيلة لتقف هي الاخري ليغمز لحورية بطرف عينيه مغمغما بمرح :
- طيب أنا هروح اعملك احلي طاجن صيادية ... سلام يا حوريتي

القي لها قبلة في الهواء ليمسك يد سهيلة يتجه بها الي المطعم نظرت سهيلة له تسأله متعجبة :
- مين الست دي يا جاسر

فتح جاسر باب المطعم التفت لها ليجيب عن سؤالها لتلمح عينيه من بعيد ... شاهي تخرج من مكتب مراد تتلفت حولها كاللصوص لتخرج سريعا من باب المطعم الخلفي ... ماذا تفعل زوجته في مكتب صديقه ... ولما تخرج بذلك الشكل المريب .... شعور بشع بالشك تسرب الي قلبه .... الوضع برمته مريب وعليه أن يكتشف ما يحدث خلف ظهره .... عاود النظر لسهيلة يبتسم لها بزيف ليأخذ يدها يوصلها الي أحدي الطاولات .. يخبرها :
- خليكي هنا وهشوف حاجة وجاي

تركها ليتجه مباشرة الي مكتب مراد دق الباب ليسمع صوت صديقه يخبره بالدخول ...رسم جاسر ابتسامة واسعة مرحة علي شفتيه يدخل الي الغرفة يهتف ضاحكا :
- ابو الامراض كلها عامل ايه يا صاحبي

ابتسامة واسعة احتلت شفتي مراد ليهب من مكانه يعانق جاسر بقوة ... يقول ضاحكا :
- ابو الاجسار إيه يا عم الغيبة دي كلها وحشتنا 

ابتعد جاسر قليلا عن مراد يربت علي كتفه يقول مبتسما :
- ابدا يا سيدي شوية مشاغل ... أنا سايب مطعمي فئ ايد أمينة .. يعني ما اخفش عليه ابدا 

صمت للحظات ينظر لوجه صديقه المبتسم ليقترب منه اكثر يغمغم بصوت خفيض:
- صحيح يا مراد ما تعرفش حاجة عن شاهي اصل أنا كنت قافل موبايلي الفترة اللي فاتت وما كلمتهاش ... ما اتصلتش تسأل عليا ما شوفتهاش جت مثلا تسألك أو حد من العمال عني

حافظ مراد علي ابتسامته الهادئة الواثقة حرك رأسه نفيا يقول بهدوء :
- لا أبدأ أنا ما شوفتش مراتك خالص ... ولا اتصلت ولا مرة ...

تنهد جاسر يبتنفس الصعداء ابتسم يغمغم بارتياح :
- طب كويس الحمد لله الواحد مش ناقص صداع ومشاكل ... هروح أنا اشوف المطعم ... سلام يا صاحبي

خرج جاسر من غرفة مكتب مراد يغلق الباب خلفه لتحتد عينيه غضبا كور قبضته يشد عليها ... هنا حقا تأكد أن شيئا ما يدور من خلف ظهره
_____________________
خرجا من المطعم ليستقلا سيارة زيدان متجهين الي الساحل ... الطريق طويل صامت فارغ لا سيارات تمر جوارهم بشكل مقلق ... كادت لينا أن تسقط في النوم حين سمعت صوت انفجار قوي وترنحت بهم السيارة توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يحكم قبضته علي السيارة يقف علي جانب الطريق ... التفت له تسأله مذعورة :
- في ايه يا زيدان ايه الصوت دا

ابتسم لها شبح ابتسامة يآسه .... تنهد يقول حانقا :
- الكاوتش فرقع وأنا مش عامل حسابي في استبن وجاي يفرقع في نص الصحرا 

شهقت مذعورة تنظر له بهلع لتتحرك في مكانها باضطراب تسأله بخوف :
- ططططب هنعمل ايه ... هنفضل محبوسين هنا

تنهد يحرك رأسه نفيا ينظر حوله عله يجد شئ يساعده وقعت عينيه علي تلك اللافتة الكبيرة التي تخبرهم في اي كيلو متر هم ... تنهد حائرا يملك حل سهل مباشر ولكنه سئ يكرهه نظر للينا تنهد يقول في حيرة :
- في حل احنا في الكيلو (ّ...... ) وعلي بعد خمسة كيلو من هنا في قرية ... 

تأفف يكمل علي مضض : 
- عمامي وجدتي عايشين هناك ... نقدر نكلم حد منهم يجي يساعدنا ... او ننزل نشوف اي محل او ورشة قريبة 

نظرت حولها برعب لتعاود النظر النظر إليه تقول في هلع :
- لالالا أنا خايفة مش هنزل

تنهد حانقا لا يرغب فئ التواصل مع اي منهم ... ولكن ما باليد حيلة .... هل كان يجب أن تتوقف السيارة هنا تحديدا ياله من حظ عثر .... تأفف يلتقط هاتفه يطلب أحد الأرقام شعرت به متضايقا وهو يجري تلك المكالمة :
- ايوة يا عمي .... أنا زيدان ... العربية بتاعتي عطلت عند الكليو (....) طيب مستنيك ...سلام

اغلق الخط يتأفف بضيق لتسأله لينا متعجبة :
- أنت متضايق ليه مش دول قرايبك

ضحك زيدان ساخرا يردف بنبرة تهكم متألمة :
- قرايب عقارب ... جدي الله يرحمه قبل ما يموت كتب البيت باسم ابويا ... والدي الله يرحمه كتبه بعدها علي طول باسمي ... كل واحد فيهم خد ورثه كامل علي فكرة جدي ما ظلمش حد ... بس ازاي ابن زيدان حتة عيل صغير يورث بيت علي مساحة خمسين فدان بالأرض بتاعته ... حاولوا بأي شكل بعد موت ابويا ياخدوا البيت ... لولا ابوكي ... وقفلهم وهددهم أنه هيحبسهم ... تخيلي عيل صغير يسمع من عمته يا رب تموت عشان ورثنا يرجعلنا ... مع اني سايبلهم البيت يعيشوا فيه ... ما بروحش هناك خالص تقريبا ... حتي لما كبرت كان ممكن اطردهم وابيع البيت هيجيب ملايين بس ما رضتش اكراما بس لوالدي انهم أهله 

انهي ما يقول لتشعر بقلبها يعتصر ألما عليه لاقي الكثير من العذاب في حياته ... كم رغبت في تلك اللحظة بأن تعانقه فقط .... دقائق صمت قبل أن تقف سيارة سوداء كبيرة ... نزل منها رجل تقريبا في الستينات ... ذكرها بمسلسل قديم للفنان جمال سليمان حدائق الشيطان تقريبا .... زفر زيدان غاضبا ما أن رأي ذلك الرجل ... لينزل من السيارة تقدم منه يصافحه بجفاء يبتسم بتكلف :
- اهلا يا عمي ... 

ابتسم الرجل ابتسامة جافة يربط علي كتف زيدان :
- اهلا بولد اخوي الغالي ... هات مرتك يلا وتعالا معايا ... والرجالة هيصحلوا عربيتك ... جدتك تعبانة وعايزة تشوفك ... أنت الباقئ من ريحة الغالي

زفر يحرك رأسه علي مضض يقول بتعالي :
- طيب بس مش هقدر اطول أنا مش فاضي عريس وعايز الحق شهر عسلي ... علي ما الرجالة يعملوا العربية 

نظر حسان لزيدان شزرا يحرك رأسه إيجابا علي مضض ... ليتجه زيدان اخذ لينا من سيارته يجلس جوارها في سيارة عمه التي انطلقت لبلدتهم ... خلفهم سيارة اخري تشد سيارة زيدان ... طوال الطريق وزيدان وعمه ينظران لبعضمها البعض نظرات جافة غاضبة ولينا حقا خائفة منهما معا ... وصلت السيارة بعد دقائق معدودة الي سرايا ضخمة كبيرة الحجم نظرت لينا لها قبل أن تنزل تسأله بذهول :
- دا بيتك ... كل دا بيت 

ضحك زيدان بخفة علي ما تقول ... نزل حسان لينزل زيدان بصحبة لينا دخلا معا الي غرفة الاستقبال الكبيرة ولينا مدهوشة حرفيا من فخامة البيت وضخامته ... في غرفة الاستقبال للينا يهمس لها بصوت خفيض :
- بقولك يا لينا صحيح احنا متجوزين قلبا وقالبا يعني ما حدش يعرف اني نمت في أوضة وانتي في أوضة ... عشان هتلاقي الستات اللي هنا بتسأل اسئلة سخيفة شوية ... اعملي مكسوفة وما ترديش ... هي نص ساعة ولا ساعة بالكتير وهنمشي 

ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا ... اقتربت تقبض علي ذراع زيدان حين لمحت بطرف عينيها سيدة تقف بالقرب من باب الغرفة تسترق السمع لتهمس لينا بخوف :
- ففي حد كان واقف في حد كان بيتصنت علينا يا زيدان أنا شوفتها والله

حقا لن يستبعد ذلك .... قام متجها الي باب الغرفة القريب منهم ينظر هنا وهناك ولكن لا احد التفت للينا يبتسم :
- ما فيش حد ... يمكن بيتهيئلك 

حركت رأسها إيجابا ... ليسمعوا صوت زغاريد عالية وفجاءة امتلئت الغرفة بثلاث رجال واربع سيدات ... نظرت لينا لهم بهلع .. ليقترب زيدان منها لف ذراعه حول كتفيها يهمس لها برفق :
- حبيبتي ما تخافيش دول اعمامي ومراتتهم ... خليكي جنبي

اقترب بها منهم يعرفها عليهم :
- دا عمي حسان عمي الكبير ودي مراته مدام تحسين .... دا عمي فاروق ومراته مدام رانيا ... دا عمي نجيب ومراته مدام حسنة ، ودي عمتي إلهام ...ارملة جوزها مات من النكد 

نطق جملته الأخيرة وهو ينظر لعمته نظرة ساخرة كارهة لن ينسي ابدا ما قالت له لتقابله إلهام بنظرة غاضبة شرسة تنظر ناحية لينا بكره شديد .... لف ذراعه حول جسدها يضمها لجسده اكثر يبتسم في اتساع :
- لينا السويسي مراتي ...وتقدروا تقولوا صاحبة السرايا ... 

تبادل الجميع النظرات الحاقدة فيما بينهم ... لينظر زيدان لحسان يبتسم بسماجة :
- اومال جدتي فين ... خلينا نخلص

حسنا حسان الآن علي وشك الانفجار ولكنه يلجم لسانه بصعوبة ... اشار له الي أحد الغرف ليأخذ لينا معه متجها الي تلك الغرفة دق الباب فقط دقتين ... ليدخل رأت لينا سيدة عجوز تجلس علي مقعد هزاز جوار الشرفة تمسك كوب قهوة في يدها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان يردف متهكما :
- قالولي أنك تعبانة يا جدتي ... بس ما شاء الله يعني صحتك أحسن مني

التفت تلك السيدة لهم لتتوسع عيني لينا في ذهول الآن فقط عرفت من أين أخذ زيدان عينيه الزرقاء ... من تلك السيدة ... ابتسمت توحيد بهدوء تردف معاتبة :
- طول عمرك قاسي يا زيدان ... مش زي ابوك ... واخد دم خيلانك ... واخد قسوتهم ... قسوة أمك ... لما اتجوزت بعد ابوك

تجهم وجه زيدان غاضبا مما تقول تلك السيدة ليردف ساخرا:
- اخد قسوتهم احسن ما اخد حقدكم وكرهكم لولا ابويا الله يرحمه كنت رميتكوا برة .. 

ابتسمت تلك السيدة ساخرة تتغاضي عما يقول لتنظر للفتاة جواره تبتسم بمكر :
- مش تفرجني العروسة يا زيدان

احتدت عيني زيدان غضبا ... ليخرج صوته الغاضب :
- أنا مش داخل بعروسة حلاوة ولا مراتي فترينة عرض عايزة تتفرجي عليها ... 

وللمرة الثانية تغاضت توحيد عما قال زيدان ... قامت تتحرك بهدوء ناحيتهم ... وقفت أمام لينا  

تبسط كفها علي وجه الاخيرة لتجفل لينا خوفا من حركتها تتمسك بزيدان مذعورة لتبتسم توحيد تقول بخفوت :
- ما شاء الله عروسة زي القمر
تركتهم تتحرك لخارج الغرفة ...ليخرج زيدان بصحبة لينا ... فما كان منها الا انها امسكت بيد لينا التي نظرت لزيدان بهلع ... بينما ابتسمت توحيد تقول في هدوء تام :
- روح اقعد مع اعمامك ... مراتك معايا ما تخفش مش هناكلها ... ولما عربيتك تخلص خدها وشوف طريقك

ودون أن تنطق بكلمة اخري ... سحبت لينا خلفها التي ظلت تنظر لزيدان تتوسله بنظراتها الا يتركها ... تنهد هو حائرا علي اي حال دقائق وسيغادرون 

اخذت لينا توحيد الي غرفة الضيوف لتجلس منكمشة حول نفسها تنظر عمات زيدان لها شرزا بكره خاصة بعد جملة زيدان التي قالها... يخبرها بصراحة أن مصير مكوثهم في ذلك البيت في يدي تلك الصغيرة ...ابتعلت لينا لعابها لتجد رانيا زوجة عمه لا تتذكر ما اسمه تقترب من توحيد مالت علي أذنيها تهمس لها ببضع كلمات لتحتد عيني توحيد غضبا ... التفت برأسها تنظر للينا للحظات لتعاود النظر لرانيا تسارعت بحدة :
- انتي متوكدة يا بت 

حركت رانيا راسها إيجابا سريعا تهتف بتلهف :
- والله يا مرت عم سمعاهم بودني دي اللي هتاكلهم الدود 

لتقترب إلهام عمة زيدان من والدتها تهمس لها هي الاخري :
- من الآخر اكدة احنا عايزين نكسر عينين البت دي واهي جتلنا علي الطبطباب دا بيجولنا بالمفتشر أنها ست السرايا ... بعد ما كنتي انتي يا اما ست السرايا كلها ... ممكن البت دي تطردك منها في اي وقت .. شكلها كدة مش سهلة .. وزيدان بيمشي بشورتها وامرها

وهنا بلغ الغضب بتوحيد مبلغه كلام ابنتها كنيران اشعلت حقدها ... همست لابنتها متوعدة :
- خدي ستات إخواتك واستنوني في الأوضة اللي فوق يلا

ابتسمت الهام بانتصار تنظر للينا بشماتة ... لتجذب رانيا والبقية معها للخارج انتظرت توحيد بعض دقائق لتقم من مكانها جذبت يد لينا ... تسحبها خلفها بعنف لتحاول لينا سحب يدها من قبضتها تسألها بذعر :
- انتي وخداني علي فين
التفتت توحيد لها تبتسم متوعدة تقول بمكر :
- ما تقلقيش يا عروسة هفرجك علي باقي سرايتك يا ست السرايا 

تلك السيدة مخيفة ... تشعر برغبة جارفة في أن تصرخ بصوت عالي تنادي زيدان ... صوتها من الخوف يخرج ضعيف مرتجف ... صعدت خلف السيدة تنظر حولها خائفة ... لتجدها تشدها ناحية احدي الغرف تغلق الباب عليهم من الداخل .... لتنفتض لينا تحاول الهرب او الصراخ لتشعر بايادي عدة تجذبها وتكمم فمها .... ومن ثم شعرت بنفسها تجذب بعنف تلقي علي الفراش تلوت بين ايديهم بعنف ... تبكي ذعرا جسدها يرتجف بارد كالثلج ... غت تلك اليد التي تكمم فمها لتصرخ بصوتها كله :
- زيداااااااااااااااااااااااااااااااااان

صرخة عالية جعلت الرجال في الغرفة يلتفون حولهم بينما ركض هو كالمجنون يبحث عنها ليست في غرفة المعيشة صعد الي اعلي يركض يبحث بين الغرف يتوعد لهم بالعذاب إذا ما مسوها حاول فتح احد الابواب بعنف ليجده مغلقا من الداخل دون تردد دفعه بقدمه ولقدم الباب انكسر من أول دفعة دخل زيدان الي الغرفة لتشخص عينيه ذعرا جسده متجمد من هول صدمة ما يري .... وهي أمامه تصرخ تبكي تتلوي بضعف يديها وقدميها مقديتان باذرعة بشرية متمثلة في سيدات عائلته ... ليجد توحيد جدته تقترب منه دون سابق إنذار جذبت كف يده بعنف تضع فيه قماشة بيضاء متوسطة الجحم حجدته بنظرات قاسية حادة لتهتف من بين أسنانها بحدة 
- شرف مرتك يبقي قدامنا اهنه علي المنديل هم يلا وعماتك مكتفينها ... اللي كنا هنعمله احنا اعمله أنت يلا 

وقف للحظات ينظر لهم في حدة الغضب كلمة قليلة للغاية عما يشعر به ابتسم يهتف متوعدا :
- طيب عشان ما تقولوش زيدان ازاي يمد ايده علي ستات العيلة ... ابعدوا عنها لاقطع ايديكوا اللي مساكها دي 

خافت السيدات من نبرة زيدان السوداء عدا جدته التي نظرت لهم بحدة الا يتحركوا ... نظرت لزيدان تتحداه بنظراتها :
- مش هيبعدوا يا زيدان مد يدك علي جدتك وعماتك عشان خاطر مراتك ويا عالم إنت بتداري عنها ايه

ابتسم زيدان ابتسامة سوداء مرعبة دس يديه في جيبي سرواله يهتف متوعدا :
- طيب بلاها ستات... رجالتكوا اللي تحت ابقوا انزلوا ودعوا جثثهم 

تحرك ليغادر ليسمع صوت طلقات رصاص عالية تأتي من الحديقة وصوت سيارات تتوقف بكثرة ...التفت زيدان لهم يحاول ابعاد السيدات عنها بعنف ..لتعترض جدته طريقه تصيح فيه :
- مش هيبعدوا يا زيدان .. اضرب جدتك وابعدني أنا الأول ... اوعي تكون فاكرني خايفة من تهديدك فوق يا ابن الحديدي ... يا تدخل دلوقتي يا اما سيبنا احنا نتصرف زي ما كنا هنتصرف قبل ما الهانم تصوت 

في تلك اللحظة تحديدا انكسر باب المنزل الكبير دخل خالد يحمل سلاحه وخلفه الكثير من الرجال ... ما إن دخل سمع زيدان يضرخ غاضبا وصوت طلقات نيران أطلقها زيدان من مسدسه يحاول بها اخافة توحيد ولكنها لم تهتز حتي كأنها معتادة علي ذلك .... اتجه خالد سريعا الي اعلي الي مصدر الصوت لتتوسع عينيه في هلع حين رأي ابنته في ذلك المنظر زيدان حرفيا كان وصل به الغضب مبلغه كان علي وشك ضرب الرصاص عليهم جميعا ليمسك خالد يده ... نظر زيدان لخالد بذهول متي وكيف جاء بتلك السرعة ... نظر لابنته يبتسم بتوسع :
- حبيبة بابا وحشاني ... ايه يا حبيبتي خايفة ليه انا عارف بتتقرفي من الحشرات 

نظر للسيدات يقول بابتسامة لطيفة للغاية :
- طيب الحلويات لو ما سابوش البت حالا هيباتوا الليلة في أحضان رجالتي وهندبح الخرفان اللي تحت 

توحيد كانت علي اتم ثقة أن زيدان لن يؤذيها فهي جدته اولا واخرا ولكن ذلك الرجل يبدو مختلا بكل ما تعنيه الكلمة هي اول من هربت من الغرفة ... لتفر السيدات للخارج خلفها جلس خالد جوار ابنته يضمها لاحضانه ... يهمس لها بحنو :
- حبيبة بابا ... دا أنا كنت اموتهم قبل ما يفكروا يؤذوكي ... 

لينا حقا لم تتحمل ما حدث فقدت الوعي ظلت تتمتم بفزع قبلها تبكي بلا توقف :
- هما وزيدان وهما .. بابا

اتجه زيدان الي أسفل تحديدا الي الباب المكسور وقف جواره يصيح فيهم :
- يلا بررررررة ... بررررررة دا بيتي مش عايز كلب فيكوا هنا ... أنا اللي غلطان اني سيبتكوا تعيشوا فيه كل السنين دي ..... برة ... حسن تفضل هنا لحد ما تخرج الزبالة كلها

حرك الحارس رأسه إيجابا يتمتم بطاعة :
- امرك يا زيدان باشا 

اتجه زيدان الي غرفته من جديد ليجد إلهام عمته تقترب منه تود تقبيل يده تتوسله :
- أحب علي يدك يا ولدي هنروح فين

نظر زيدان لها باشمئزاز يهتف ساخرا :
- في مقلب الزبالة مكانكوا

قالها ليصعد الي غرفته ... ساء الوضع وعادت لينا لنقطة الصفر من جديد 



تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1