رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثلاثون 30 بقلم دينا جمال



رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثلاثون بقلم دينا جمال

حين فتحت عينيها من جديد ... رفرفت باهدابها تنظر حولها لحظة اثنتان ثلاثة الي أن بدأت تعي أين هي ... تميز صوته المميز ... تشعر براحة يده تهز كتفها برفق :
- لينا لوليا يا ماما اصحي كفاية نوم بقي 

لحظة اخري وبدأت تعي أين هي في سيارة زيدان علي المقعد المجاور له هبت تعتدل في جلستها تنظر حولها عينيها متسعتين بهلع .... تتنفس بعنف خائفة مفزوعة ... تتحرك برأسها تنظر هنا وهناك كالمجانين افزعه منظرها ليمسك كف يدها سريعا يسألها قلقا :
- لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة

نظرت له بذهول ممتزج بعتاب للحظات لتنفجر في البكاء كطفلة صغيرة ....وضعت يدها علي وجهها تنتحب بالمعني الحرفي أسرع هو يخفيها بين ذراعيه لتصرخ بشراسة تتخبط بين يده بعنف تصرخ خائفة وهي تبكي :
- ابعد عني .. ابعد عني ...إنت سبتني ليهم ... سيبتهم يعلموا فيا كدة

بصعوبة استطاع السيطرة علي حركتها العنيفة حرفيا كان يقيد جسدها بين ذراعيه .. وهي تصرخ فيه أنها تكرهه وإن يبعتد عنها ...ليصدح صوته القوي الذي اخرسها تماما :
- اهددددي .... ايه شغل الجنان دا .... سيبتك لمين يا هبلة انتي احنا ما اتحركنااش من العربية اصلا ... عشان تقولي سيبتني ويعملوا فيكي ... هما مين دول

توسعت عينيها علي آخرها تنظر له مذهولة فزعة .... تحرك رأسها نفيا بعنف جذبت نفسها من بين ذراعيه تصرخ فيه تصرخ فيه بكل ما اوتيت من قوة :
- أنت كذااااب ...كذااااب ... انتي ودتني ليهم 

وضع يده يكمم فمها نظر لها بحدة ليهمس لها بصوت غاضب حانق من بين أسنانه :
- بطلي صريخ يا لينا حولينا عربيات الناس تقول بهبب فيكي ايه في العربية ... افهمي احنا ما اتحركناش من العربية انتي من ساعة ما خرجنا من المطعم وانتي نايمة  اصلا

اتسعت عينيها حتي آخرها تنظر له بذهول عاجزة عن النطق بحرف واحد حركت رأسها نفيا بقوة تموء بصوت عالي ليبعد يده عن فمها ....  التقطت أنفاسها تلهث بعنف تسأله ذاهلة :
- ازززاي ، يعني ايه لاء طبعا اللي حصل دا حصل ... أنا ما اتجننتش 

هاله منظرها الخائف المتخبط .. بلع لعابه يحاول أن يبدو ثابتا هادئا أمامها لاقصي حدا ممكن ... امسك ذراعيها بين كفيه يسألها مترفقا بحالها :
- لينا اهدي يا حبيبتي فهميني طيب ايه حصل

لم تهدئ ولكن العكس تماما ما حدث دفعته بعيدا عنها عنها بعنف تنظر له بشراسة كارهة ... تصيح فيه :
- مش ههدي إنت سيبتني معاهم ... سيبتهم يعملوا فيا كدة .... وجاي دلوقتي تعيش في دور البرئ .... وعايز تقنعني أن اللي حصل دا كان حلم 

فما كان منه الا أن ابتسم ابتسامة هادئة ربع رأسه إيجابا يقول بنبرة ساخرة :
- هتفضلي تصرخي كدة كتير .... زورك هيوجعك ... أنا بحاول اقولك اللي حصل مش عايزة تصدقي خلاص انتي حرة 

رمشت بعينيها عدة مرات تنظر له متعجبة لتجده يدير محرك السيارة ينطلق في طريقه من جديد ... بلعت هي لعابها تخبئ جسدها في كرسيها تفكر بحيرة تقتلها .... والدها جاء نعم هذا ما سيثبت انها لم تكن تحلم ... فتحت حقيبتها سريعا تلتقط هاتفها تطلب رقم والدها لحظات وسمعت صوته يقول في مرح :
- حبيبة بابا وحشاني والله ... ها وصلته ولا لسه ... اوعي يكون الواد زيدان زعلك اجي اقطع رقبته

بلعت لعابها تنظر لزيدان بجانب عينيها حمحمت تسأل والدها بتوتر :
- بابا هو إنت ما جتليش عند أهل زيدان لما كانوا عايزين يأذوني وأنت هددتهم 

لحظات صمت من تجاه والدها لتسمعه يسألها بعدها متعجبا :
- ايه الكلام دا يا لوليتا عيلة زيدان وأنا جيت ... حبيبتي أنا مع عمك علي من الصبح في المستشفي ... ابنه عثمان وقع من علي الحصان في المسابقة وحالته حرجة 

شخصت عينيها ذعرا وذهولا في آن واحد ... عثمان سقط من علي حصانه صياد العائلة الأول لا يسقط الأول ... ماذا يعني والدها أنه لم يأتي ... هي رأته ..... طوفان من الحيرة يبعثر أفكارها لا تعي شيئا ... اجفلت علي صوت والدها يسألها قلقا :
- لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة تحبي اجيلك ... 

حركت رأسها نفيا بلعت لعابها تهمس مضطربة :
- ها لالالا يا بابا أنا كويسة ... ابقي طمني علي عثمان ... سلام

اغلقت الخط مع والدها تضع يدها فوق راسها هي واثقة اتم الثقة من أن ما حدث قد حدث فعلا ... ولكن كيف هنا وهناك في آن واحد ... تذكرت يدها عماته كانوا يقبضن عليها بعنف بالطبع تؤلمها ... امسكت رسغ يمناها بيسراها والعكس لا تشعر بأي ألم ... توسعت عينيها علي آخرهما تنظر ليديها فزعة ... لحظات والصمت والتعجب والحيرة قطعتها حين صرخت فجاءة :
- زيداااان ... انتي عندك استبن في العربية

التف لها برأسه يقطب جبينه متعجبا ليحرك رأسه إيجابا يغمغم في هدوء :
- آه عندي اتنين كمان مش واحد احتياطي لأي ظرف

قطبت جبينها تنظر له في شك بالطبع يكذب اطالت النظر له لتهتف محتدة :
- طب وريهملي أنا عايزة اشوفهم 

دون اعتراض رفع كتفيه بلامبلاة حرك رأسه ايجابا ليقف بالسيارة علي جانب الطريق ... نزل منها لتنزل خلفه سريعا فتح صندوق سيارته الخلفي يريه لها نظرت له لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت اطارين من إطارات سيارته يأخذان مكانها في صندوق السيارة ... بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا بعنف وضعت يديها علي رأسها تتحرك باضطراب تتمتم بهذيان :
- يعني ايه ...أنا كل دا كنت بحلم ... أنا خلاص اتجننت وبقي بيتهيئلي حاجات ما حصلتش ... بقيت مجنونة زي ما كانوا بيقولوا عني ...

تحرك زيدان ناحيتها سريعا وقف أمامها يمنعها من المزيد من الحركة رفع يديها امام صدره يحاول تهدئتها ليهتف سريعا بحنو :
- يا لينا اهدي يا حبيبتي ... حلم كنتي بتحلمي كلنا بنحلم احلام وحشة كتير واكيد كلامي معاكي عن أهل ابويا خلاكي تحلمي بكابوس ولا حلمتي بحاجة تانية

نظرت له سريعا بتلهف لتقترب منه تمسك بذراعيه تنظر له بدهشة تتمتم سريعا :
- كلامك معايا عنهم ازاي مش فاهمة .... 

صدقا انفجر قلبه حزنا علي حالتها اليآسة تلك ... ولكن ماذا في يده ابتسم شبح ابتسامة حزينة يتمتم في رفق :
- حبيبتي اهدي ، احنا لما خرجنا من المطعم... كنت بكلمك عن اهل ابويا وانهم ازاي كانوا عايزين ياخدوا بيتي ورثي ليهم ... وكنت بحكيلك عن كل واحد فيهم ... وانتي كنتي بتسمعي وانتي ساكتة ... ببص عليكي لقيتك نمتي ... قولت اسيبك نايمة لحد ما نوصل .. بس لما بدأتي تصرخي وانتي نايمة قولت بتحلمي بكابوس اصحيكي ... فهمتي بقي

حركت رأسها إيجابا تنظر للفراغ شاردة كل الدلائل تشير إلي أن كلامه صحيح مئة بالمئة ولكن قلبها يرفض تصديق ذلك ... شئ ما حدث لا تعرف ما هو ولكنها علي اتم ثقة أن شئ ما حدث ... في خضم موجة تفكيرها شعرت به يجذبها لداخل السيارة اجلسها ... ليلتف هو يجلس خلف مقعد السائق ... اعادة تشغيل المحرك ... ينطلق بسرعة معتدلة ينظر لها بين حين وآخر ليجدها شاردة عينيها مضطربة حائرة تحتاج فقط بعض الوقت وستهدأ ... حيرتها افضل بكثير من أن تعود لنقطة الصفر بعد ما جري ... ابتسم ابتسامة جانبية صغيرة يتذكر ما حدث قبل ساعات
Flash back
أخذ طريقه الي اعلي من جديد متوترا خائفا ليس من خاله ولكن من فكرة عودتها لنقطة الصفر لم يكتسب ثقتها القليلة تلك بسهولة بل بشق الأنفس لن يخسرها بتلك البساطة .... دخل الي الغرفة والكثير من الأسئلة تتردد في رأسه اهمهم كيف وصل خالد لهم بتلك السرعة دخل الي الغرفة ليجد خاله يحتضن ابنته بشدة يمسد علي شعرها وهي غائبة تماما عن الوعي .... اقترب منه يقطب جبينه يسأله متعجبا :
- أنت ازاي جيت هنا أنا مش فاهم حاجة

تنهد خالد تنهيدة حارة مثقلة خائف هو الآخر من أن تسوء حالة ابنته ... القي نظرة خاطفة علي طفلته ليرفع وجهه لزيدان يقول متنهدا :
- أنا مش قايلك ترن عليا لما تيجوا تتحركوا ....كنت وراكوا من ساعة ما اتحركتوا ... مش شك فيك ... أنا عارف أنك تقدر تحميها ... بس ما قدرتش ... لما العجلة فرقعت منعت نفسي بالعافية اني اظهر واساعدكوا ... عشان لو كنت شوفت لينا كنت هاخدها غصب عنك وارجع بيها ... المهم دلوقتي لينا ...هنعمل ايه

وقف زيدان للحظات ينظر للينا يقطب جبينه يفكر .... نظر لخالد يقول :
- أنا عندي فكرة بس مش عارف هتنفع ولا لاء ... المهم دلوقتي الوقت ننزل بلينا من هنا وأنا هشرحلك كل حاجة تحت 

حرك خالد رأسه إيجابا ليقترب زيدان كان يود حمل زوجته بين ذراعيه ليجد عيني خالد تشتعل كجمر نار متقد ... ليتقدمه يحمل ابنته بين ذراعيه ... خاله وغيرته العمياء ما الجديد ... تحرك ينزل بصحبة خالد الي أسفل عند نهاية السلم كانت تقف عائلة زيدان اعمامه وزوجاتهم وعمته وجدته والكثير من الاطفال ... اولاد اعمامه الصغار ... يقفون عند باب المنزل الداخلي .... حسنا أن كان شيئا ما يحرك قلب خالد حقا فهم الاطفال الصغار هال قلبه مشهد الاطفال الصغار لم يفكر سوي فيهم أين سيذهبون ... يشعر بالغضب حقا يود سفك دماء جميع من في المنزل عدا الأطفال .... بلع غصته خاصة حين سمع صوت زيدان الغاضب :
- انتوا لسه واقفين عندكوا ما تغوروا برة 

خلاص يا زيدان ... نطقها خالد بهدوء تام لتتوسع عيني زيدان التف برأسه سريعا ينظر لخالد ليحرك الاخير رأسه إيجابا يردف :
- العيال الصغيرين مالهمش ذنب في السودا اللي جوا اهاليهم يا ريت بس لما يكبروا ما يشربوش السودا منهم ... يلا احنا 

رماهم زيدان بنظرة كارهة مشمئزة ... بينما أخذ خالد طريقه الي الخارج وهو يحمل شعر بشئ يمسك قدمه ... نظر لأسفل سريعا ليجد طفلة صغيرة عينيها سوداء واسعة جميلة تشبة الدمي الصغيرة ابتسمت لخالد ابتسامة واسعة تقول بصوتها الصغير :
- ثكرا يا عمو

ابتسم لها بحنو ... يحرك رأسه إيجابا ليتركها ويخرج من المنزل .... وضع ابنته في سيارته لحظات وخرج زيدان ... اقترب سريعا من خاله يتمتم بتلهف :
- بص يا خالي أنا عندي فكرة غريبة شوية ...احنا هنحاول نقنع لينا أن اللي حصل دا ما حصلش اصلا ...أنا هتصل بحسام اطلب منه اسم حقنة مسكنة واكيد انت معاك استبن 
وبدأ زيدان يقص عليه خطته ... سيحقنون لينا بالمسكن حتي ما أن تذكرت انهم كانوا يقبضون علي يديها لا تشعر بألم ... إطارات السيارات وخاصة اثنين ستثبت للينا أن ما حدث كان حلما فقبل مجئيهم أخبرها هو أنه لا يملك أي اطار إضافي للسيارة ... وربما هي تدابير القدر سقوط عثمان من فوق حصانه سيقنع لينا أن والدها حقا عند ( علي) تعرف والدها جيدا لا يترك أحد من العائلة في مأزق بمفرده وهذا تماما ما حدث ويتمني أن تقتنع لينا بخدعتهم

Back
خرج من شرود فجاءة حين توقفت السيارة في كراج احدي القري السياحية الفخمة التف لها يبتسم ابتسامة دافئة يردف :
- يا لوليا خلاص يا حبيبتي كان حلم ما تخليهوش يعكنن عليكي ... صدقيني هننبسط اوي هنا ... 

التفت له تتنهد حائرة حقا لا تقتنع بما يحدث ولكن ما في يدها ابتسمت شبح ابتسامة تحرك رأسها إيجابا لينزل هو أولا التف حول سيارته يفتح لها الباب يمسك بيدها نزلت ... تتعلق بيده ... الي داخل القرية اتجها معا 
_____________________
علي صعيد آخر في مطعم الحورية 
أحدي طقوس جاسر الغريبة انه يتجه الي غرفة الملابس ويرتدي زي نادل كباقي العمال يتحرك بينهم كأنه واحد منهم ... وقف أمام المرآة الصغيرة في غرفة الملابس عينيه سوداء حادة غاضبة يفكر في ابعد الاحتمالات وأكثرها سوءا ... لما ينكر مراد رؤيته لشاهي ولما رآها تخرج بتلك الطريقة من المطعم ... الامر ليس بجيد علي الإطلاق وسيعرفه في اقرب وقت ممكن 
عدلت من وضع رابطة عنقه التي تأخذ شكل انشوطة ( فيونكة ) ... ابتسم ليخرج من الغرفة يتحرك في صالة المطعم الكبيرة يبحث بعينيه عن سهيلة ليجدها تجلس هناك صامتة يري في عينيها انها تبحث عنه بين وجوه الحاضرين .... ابتسم من جديد ليقترب منها يحمل قائمة الطعام ودفتر صغير وضع القائمة أمامها يتمتم بلباقة :
- اهلا بيكي في مطعم الحورية ...سامحينا لو سرقنا اسمك وحطيناه اسم للمطعم ما كناش متخيلين ابدا أن حورية البحر نفسها تخرج من الماية وتيجي مطعمنا المتواضع

كانت تلك جملة جاسر المعتادة التي يقولها لأي زبونة في المطعم بطريقته اللبقة الخالية من اي وقاحة تجعل الزبائن تسعد .... رفع سهيلة وجهها تنظر للنادل لتتوسع عينيها في دهشة بينما ابتسم هو ابتسامة مشاكسة يغمز لها بطرف عينيه حمحم يستعيد لباقته :
- عندنا يا افندم أصناف بحرية ممتازة لو أنتي من محبي البحر وأصناف برية ممتازة بردوا لو انتي من محبي البر واصناف جوية ممتازة لو انتي من محبي الجو

ضحكت سهيلة بخفة تضع يدها علي فمها تنظر لحبيبها المجنون قطعت ضحكاتها تسأله في مرح :
- طب بحرية وفمهناها انما ايه بقي برية وجوية دي ... 

ابتسم ابتسامة واسعة يمسك الدفتر الصغير يخط عليه بضع كلمات قليلة ليغمغم في مرح :
- بط ، حمام ، فراخ ، لحوم ، هطلبلك علي ذوقي

انحني قليلا بحركة مسرحية يغمغم مرحا :
- دقايق والاكل هيبقي جاهز يا افندم 

تركها وبدأ يتحرك هنا وهناك بين الزبائن يأخذ ما يطلبون .... وهي تراقبه تبتسم في فخر الي أن رأته يتجه الي طاولة بعيدة عنها قليلا عليها رجل وامراءة كبار في السن 

بابتسامته البشوشة اتجه الي الرجل وقف امامه يبتسم يغمغم في رفق :
- ترمؤني بأي حاجة يا افندم
ابتسم الرجل لبشاشة الفتي يحرك رأسه نفيا ... لكبر سن الرجل ارتعشت المعلقة في يده لتسقط علي حافة طبق الحساء ليسقط الحساء علي الطاولة بأكملها ... شهقت السيدة فزعة ... ليسيطر جاسر علي الوضع حين قال بهدوء :
- ما فيش اي حاجة نغير الطبق وننضف الترابيزة ... ولا يهمك يا أستاذ دا بيتك 

ابتسم الرجل بحرج ...علي ما حدث ..ليصدح صوت رجل في الطاولة المقابلة لطاولة العجوز يصيح بنزق :
- ايه القرف دا ... ذنبي ايه وأنا باكل اشوف المنظر دا ... مش عارف تمسك المعلقة تقعد في بيتكوا مش تيجي تقرف الناس

التفت جاسر للمتحدث ليجد شاب تقريبا في الثلاثينات .... ترك جاسر طاولة العجوز ليتجه ناحية طاولة الشاب ربع ذراعيه امام صدره يهتف مبتسما في برود :
- اظن ان في مسافة كبيرة بين الترابيزتين ... يعني ما فيش اي حاجة وصلت عندك ... واظن تاني ان مش من الذوق والأدب أنك تتكلم مع رجل كبير بالمنظر دا ... يا أستاذ يا معدوم الذوق والأدب

اشتعلت عيني الزبون غضبا ليمسك جاسر من تلابيب ملابسه يصيح فيه :
- أنت اتجننت يا جدع إنت ... دا أنا هوديك في ستين داهية فين المدير بتاع المخروبة دي... اما رميتك في الشارع

ابتسم جاسر ساخرا ينفض يدي الرجل عن ملابسه .. عدل من تلابيب ملابسه يقول في برود مبتسما باتساع:
- أنا المدير بتاع المخروبة دي ... الباب من هناك زيارتك ما شرفتناش ابدا .. اتمني ما تتكررش 

قالها ليترك الرجل وينادي احد العمال يطلب منه تنظيف طاولة العجوز وابدال الطعام بآخر علي 
نفقة المطعم ... ومن اتجه الي المطبخ ليصنع لحوريته في الخارج طعامها ...اما سهيلة كانت علي وشك ان تقف وتصفق بحرارة علي ما فعل قبل قليل ... لم تحب ذلك الرجل من فراغ ، جاسر يبدو مرحا لأبعد حدا هزلي ساخر ، لا يأخذ الامور علي محمل الجد ولكنه العكس تماما هو رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معني ... فضولها اخذها الي ان تدخل الي المطبخ لتري ماذا يفعل هناك ... حاول أحد الطباخين منعها ليسمع صوت جاسر يهتف فيه :
- سيبها يا عم حامد

ابتسمت للرجل بحرج لتتحرك بين مطبخه هنا وهناك تبحث عنه لتجده يقف هناك في ركن بعيد صغير يقطع الخضروات بسرعة واحترافية اقتربت منه اكثر تفغر فاهه مما يفعل لتقول ذاهلة :
- ايه دا ...عامل زي الشيف بتاع مسابقات الطبخ ...
ضحك جاسر بخفة يكمل ما يفعل وهي تراقب بانبهار شديد ... هل تخبره أنها حتي لا تعرف كيف تسلق بيضة اما تجلعها مفاجاءة ... قاطع انبهارها صوت يأتي من خلفها مباشرة انتفضت علي اثره تتمسك بذراع جاسر بقوة :
- جاسر مين دي

نظر جاسر لها يبتسم ليعاود النظر للواقف امامه يقول بابتسامة ساخرة :
- دي سهيلة مراتي يا مراد ... سهيلة دا مراد صديق عمري ودراعي اليمين

رفعت سهيلة عينيها تنظر لذلك المراد لتشعر بالخوف يدق قلبها ذلك المراد عينيها بها شئ خبيث لم تحبه بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تبتسم مرتبكة .... للحظات شعر مراد بأن صاعقة ضربت رأسه جاسر تزوج ...هو اخبره بذلك من قبل ولكن لم يكن يظنه سيتزوج بتلك السرعة ... عليه اذا أن يخبر شاهي بأن تجعل بخطتهم لا وقت لم يعد هناك متسعا منه ... رسم ابتسامة واسعة مرحة يعانق جاسر بقوة حين ابتعدت سهيلة عنه يقول فرحا :
- ألف ألف مبروك يا ابو الصحاب ولو اني زعلان اني ما اتعزمتش علي الفرح بس يلا اهم حاجة أنك دخلت القفص ... 

ابتسم جاسر يعانقه يغمغم متهكما :
- الله يبارك فيك يا صاحبي عقبالك
________________
انهي إجراءات الوصول .... طوال الطريق من باحة استقبال الفندق الي ما يشبه شالية خاص بهم ملتحق بالفندق يتكون من غرفة واحدة للنوم وصالة واسعة ومرحاض له باب زجاجي كبير يطل علي حديقة صغيرة بها مسبح خاص بها 
كانت لينا متعلقة بذراعه الي أن وصلا فتح الغرفة بالمفتاح الإليكتروني لتدخل تنظر حولها ... المرة الاولي في حياتها التي تسافر دون والديها ... الأمر ليس بسهل علي الإطلاق ... والأمر الأكثر قلقلا لا يوجد سوي غرفة واحدة للنوم ... وهي ابدا لن تسمح لزيدان بأن يشاركها الغرفة .... اجفلت علي يد زيدان تتحرك أمام وجهها نظرت له تبتسم متوترة ليردف هو :
- ايه يا بنتي روحتي فين بقالي ساعة بكلمك ها ... ايه رأيك في المكان

ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تردد متعلثمة :
- ححلو ... بس ليه ما فيش غير أوضة نوم واحدة

ابتسم ساخرا يلقي بجسده على الأريكة التقط تفاحة يقطمها يغمغم متهكما :
- اصل دا بعيد عنك بيقولوا عليه جناح عرسان في شهر عسل ... روحي يا لينا غيري هدومك عشان نتعشي ... ما تخافيش أنا هبقئ أنام في الحمام

نظرت له حانقة تقطب جبينها تقسم أنها ستخبر والدها بما قال لتحمل حقيبتها متجهه الي غرفة النوم تصفع الباب خلفها بعنف .... بينما ابتسم هو ساخرا يتمتم مع نفسه :
- قال أنام في الحمام قال دا أنا قتيل الأوضة 

دقائق قليلة وسمع صوت الباب يفتح وصوت خطواتها تقترب ليلتف برأسه ببطئ يمني نفسه أن يري صورة حالمة لعروسه ابتسم بهيام لتختفي ابتسامته حين رآها ترتدي منامة زهرية لها اذني ارنب كبيرة عليها صورة كرتونية بالحجم الكبير فغر فاهه ينظر لها عينيه متسعتين بذهول :
- هار اسوح انتي مين يا بت انتي ... روحي يا حبيبتي شوفي انتي تايهة من انهي سويت هتلاقي بابا وماما قلقنين عليكي 
نفخت خديها بغيظ من كلامه السخيف بالنسبة لها تأفتت بضجر تغمغم بحنق :
- يوووه يا زيدان ما ترخمش انا لينا مراتك

ارتسمت علي شفتيه أوسع ابتسامة عرفتها شفتيه في حياته كلها حتي أن عضلات فكه تشنجت منها .. . وقد أصاب ما أراد تنهد بحرارة هامسا بولة : 
- مراتي !!! احلي كلمة سمعتها في عمري كله

قلبت عينيها بملل تزفر عقدت ساعديها امام صدرها تمط شفتيها بضيق :
- لو سمحت بس بقي ... وبعدين أنا جعانة فين الاكل 

تزامنت كلمتها الأخيرة مع صوت دقات خافتة منتظمة علي باب الغرفة اتجه زيدان يفتح الباب ليدخل أحد عمال الفندق يجر عربة الطعام ... اوقفها في منتصف الغرفة ... شكره زيدان بابتسامة صغيرة ليمد يده في جيب بنطاله أخرج بعض العملات الورقية أعطاها كإكرامية للعامل ... اخذها الاخير بسعادة ورحل ... بينما حرك زيدان عربة الطعام لداخل الغرفة ليجدها تجلس علي أحد المقاعد تضم قدميها تنظر لنقطة علي الأرض بشرود حزين ... تنهد بيأس ليحمحم مبتسما بمرح : 
- العشا يا مراتي

زفرت بغيظ تهمس من بين أسنانها ساخطة عليه :
-  مش هنخلص بقي
ضحك ضحكة قوية عالية ليستفزها نظر لها يلاعب حاجبيه بمكر يبتسم  بسماجة :
- بتقولي حاجه يا مراتي 

شدت علي أسنانها بغيظ لتصيح فجاءة بغل :
- جعانة 

اتجه ناحيتها ممسكا بيدها ليشعر بارتجافة كفها الصغير داخل كفه الضخم بالنسبة لها ... كعصفور يطبق عليها برفق داخل راحة يده ... اتجه بها ناحية طاولة صغيرة تتوسط غرفة الفندق الضخمة ... بحركة رسمية رآها في الأفلام القديمة شد كرسيها قليلا ينظر لها يبتسم بدفء لتقلب عينيها بملل جلست علي الكرسي بشموخ ترفع رأسها بغرور ... ليبتسم بيأس يحاول إخفاء ضحكاته .. دفع الكرسي برفق لتقترب من الطاولة التقط طبق الطعام مال بجذعه يضعه أمامها علي الطاولة غمزها بطرف عينيه يهمس بابتسامة واسعة :
- بالهنا والشفا يا مراتي يا قمر انتي 

هبت واقفة تشهر سبابتها في وجهه تقطب جبينها تصيح حانقة :
- لو سمحت أنا ما اسمحلكش 

رفع حاجبه الأيسر بمكر ليقترب منها خطوتين عادتهم هي للخلف لترتطم ساقيها بحافة الطاولة خلفها نظرت خلفها سريعا بتوتر لتعاود النظر له لتجده يقف امامها مباشرة مال قليلا بجذعه لتغمض عينيها توترا وخوفا يديها تقبض علي مفرش الطاولة التي تستند عليها لترتسم علي شفتيه ابتسامة واسعة يهمس بمكر مغوي :
- هو عيب اني اعاكس مراتي ... يا مراتي اومال لو ... ولا بلاش عشان الرقابة

فتحت عينيها بحذر حين شعرت به يبتعد عنه ترميه بنظرة غاضبة مغتاظة لتجلس علي الطاولة بعنف تنظر له بغل بينما اخذ هو مكانه في المقعد المقابل لها ابتسم حين رآها غاضبة يلاعب لها حاجبيه بشكل مضحك لتخرج منها ضحكة خافتة رغما عنها لتبتسم بعدها بعذوبة فقط ابتسامة صغيرة جعلت تنهيدة حارة تخرج من بين خلجات قلبه العاشق تلاها
 ابتسامة حانية مشرقة علت شفتيه يهمس بعشق :
- انتي عارفة انا مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا عشان اشوف الابتسامة الحلوة دي 

تناول كف يدها يرفعه امام فمه يلثمه بقبلة رقيقة حانية : 
- تسمحيلي بالرقصة دي 

اخفضت رأسها خجلا وجنتها علي وشك الاشتعال لتهمس بصوت بالكاد خرج من بين شفتيها : 
- بس يا زيدان أنا بتكسف 

نظر لها بسهتنة عينيه علي وشك أن تخرج قلوب منها تنهد تنهيدة طويلة حارة يهتف في نفسه : 
- يالهوي علي زيدان انا بتكسف هيييح اعقل يا زيدان مش كدة 

قام من مكانها التف لها يجذبها لتقوم ليصبح أمامها مباشرة مد يده يلتقط كف يدها يحتضنها برفق داخل كف يده ويده الأخير لفها حول خصرها برفق 
يراقصها ببطئ دون موسيقي 
رفعت وجهها له تقطب جبينها باستفهام تهمس بخجل : 
- بس ما فيش موسيقي 

اشرقت نظراته الحانية ينظر لها بسعادة تغمر كيانه ليبتسم بعشق :
-  غني !! عايز اسمع صوتك خالي بيقول ان صوتك حلو اوي

اخفضت رأسها قليلا تبتسم بخجل لتهز رأسها إيجابا وتبدأ في غناء تلك الأغنية المحببة إليها 

اغنية ( كل ما في القلب )

انتهت من الغناء وهو واقف متجمد مكانه تغزو شفتيه ابتسامة واسعة عاشقة سعيدة كلمات الاغنية تصف حاله ... حقا تصفه  ابعد يديه عنها ليبدأ في التصفيق بحرارة هاتفا بحماس : - تحفة بجد ... صوتك جميل اوي

شعرت بتثاقل أنفاسها من الخجل لم تقوي علي رفع عينيها لتنظر له تشعر بنظراته العاشقة تخترقها بقوة شغف عشقه همست بصوت ضعيف متوتر :
-  شكرا

اجفلت تتسارع دقات قلبها حينما شعرت بكف يده ينبسط برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها بحنو شديد لتعلو نظراتها الي ابتسامته العاشقة  نظرات عينيه الشغوفة المحبة سلط عينيه الزرقاء مقلتيها يهمس ببطئ لذيذ يدغدغ حواسها: 
- بحبك

اقترب بوجهه منها يدغدغ وجهها بأنفاسه العذبة أدركت نيته حينما رأت نظراته المسلطة علي شفتيها لتقطب جبينها بغضب كاد أن يحصل علي قبلته التي طالما تمناها ..........

صفعة ... لم يكسر ذلك الصمت العاشق سوي صوت صفعة قوية نزلت من يد لينا علي وجه زيدان حين احست به يقترب اكثر واكثر يرغب في تقليبها ... إن ندمت حقا علي شئ فهو انها كانت علي وشك تسليم نفسها له قبلا في لحظة ضعف مخزية .... توسعت عيني زيدان في ذهول اثر ما حدث وضع يده علي خده ينظر له عينيه اشتعلت كلهيب نار غاضب يكفي حقا يكفي ويزيد ... تحمل منها ما يكفي ويفيض به الكيل .... أحمر وجهه من شدة ما به من غضب ...لتشعر بالدماء تكاد تفر خوفا من جسدها نظرت له بهلع تحاول الحديث ... لتشعر به يقبض علي رسغ يدها يصيح غاضبا :
- بتضربيني بالقلم عشان حاولت ابوسك ... حاولت ابوس مراتي ... كفاية بقي يا لينا كفاية اوي .... انتي ايه يا شيخة ما عندكيش مشاعر .... اعمل ايه اكتر من كدة عشان تحبيني ... مستحمل كل اللي بتعمليه وساكت بس ما توصلش لدرجة أنك تضربيني بالقلم ...

اغرقت الدموع وجهها تنظر له بذعر لأول مرة تري زيدان ينفجر بتلك الطريقة رفعت وجهها تنظر لعينيه الحادة الغاضبة تهمس بتعلثم خائفة :
- أنت وعدتني ... قولتلي انك مش هتقرب مني غصب عني وحاولت تبوسني دلوقتي 

لم تهدئ موجة غضبه ولكن عذرا فارت بعنف ينظر لها حانقا قلبه يغلي ألما وعشقا ابتسم يردف متهكما :
- كنتي ارفضي ابعدي مش تضربيني بالقلم ولا انتي اتعودتي بقئ زيدان بيسامح بيعدي ما بيزعلش ... غريبة اوي أنك رافضة اوي اني حتي ابوسك ويوم كتب كتابنا كنتي موافقة وانتي بنفسك اترميتي في حضني ... والا تكوني تخيلتيني واحد تاني

صعقتها الجملة توسعت عينيها تنظر له في ذهول لا تصدق ما خرج من فمه توا ... غضب زيدان نصله تماما عن عقله ... سحبت يدها من يده وقفت تعاتبه بنظراتها لتردف معاتبة :
- يوم كتب كتابنا في لحظة ما كنت برمي نفسي فئ حضنك كنت برمي معاذ برة قلبي ... حتي لو كنت ما بحبكش يا زيدان كان لازم اثبت لنفسي اني ما ينفعش حتي افكر في معاذ تاني .... بس أنت استغليت ضغفي وحيرتي في اللحظة دي 

ابتلع لعابه مرتبكا يتحاشي النظر اليها نعم ... هو حقا استغل لحظة تشتتها وحيرتها ليقترب منها كان في أشد شوقه لها لا يصدق أنها اخيرا أصبحت زوجته ... كانت تحاول إبعاده عنها بضعف ... ربما دخول زوجة خاله انقذه من أن يجبرها علي ما كان يفعل ...زفر حانقا يخلل أصابعه في شعره بعنف اولاها ظهره يمسح وجهه بكف يده بعنف ليسمع تهمس من خلفه بصوت خفيض حزين :
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم تصبح علي خير

و بعدها سمع صوت خطواتها تبتعد عنه دخلت الي الغرفة تغلق الباب عليها ... تنهد يزفر حانقا 
ليخرج من الباب الزجاجي جلس علي أحد المقاعد في الحديقة الصغيرة يدخن سيجارة بعنف ... ابتسم ساخرا ينظر للسيجارة في يده متهكما ... ورث من خاله كل شئ حتي السجائر امتصها بعنف ليخرج من بين شفتيه دخان ابيض مسمم يخفي الصورة من حوله
___________________
عثمان ليس في المستشفى بل عاد الي بيته عرف تلك المعلومة من علي حين اتصل به ... وقف بسيارته أسفل منزل علي ... لينزل منها متجها الي اعلي ... دق الباب لحظات وفتح علي ... احزنه حقا مشهد أخيه عينيه الحمراء وجهه الشاحب ثباته الزائف الذي انهار ما أن رآه يقف أمامه انهار يلقي بنفسه علي صدره كطفل صغير رأي والده انسابت دموعه بعنف يهمس من بين شهقاته العنيفة :
- عثمان اتشل يا خالد ... ابني ... ابني ...ابني بقي عاجز .... حالته وحشة اوي ...

شد علي جسد اخيه يحاول مواساته ... ربت علي رأسه يبعده عنه يمسك ذراعيه بين كفيه يشد  من ازره قائلا في حزم :
- اجمد يا علي ما ينفعش حالك دا ... عثمان هيرجع زي الأول واحسن بإذن الله ... اجمد ما تعملش في نفسك كدا

حرك علي رأسه إيجابا يمسح دموعه بعنف ليتجه الي الداخل بصحبة اخيه البيت من الداخل حزين كئيب ... لبني تجلس هناك في أحد الاركان تبكي لا يعرف كيف منع ابتسامته الساخرة من الخروج الآن تبكي ألم يخبرها مرارا وتكرارا انها تجرم في حق ابنها باهتمامها الزائد بعملها واهمالها له .... طلب من علي أن يقابل عثمان بمفرده ليوافق الأخير علي الفور ... دخل الي غرفة عثمان فتح بابها يقطب جبينه الغرفة مظلمة يري من ضوء الشرفة القادم من الخارج عثمان يجلس علي مقعد متحرك في أحد أركان الغرفة ينظر للاشئ ... دخل الي الغرفة يغلق الباب خلفه ... اتجه الي زر الانارة يفتحه ليقطب عثمان جبينه غاضبا نظر للفاعل ليبتسم ساخرا عمه العزيز لما جاء الآن ... تقدم خالد ناحية عثمان حمل أحد المقاعد يضعه امامه جلس عليه يقول مبتسما : اهلا بعم العفريت ... قاعد في ركن بعيد في الضلمة ايه بتحضر عفاريت يا حبيبي

ابتسم عثمان متهكما يشيح بوجهه بعيدا عن خالد يتمتم ساخرا :
- أنت جاي ليه إنت كمان مش هنخلص بقي كل شوية الاقي واحد من العيلة الكريمة جاي ايه جايين كلكوا تتفرجوا علي عثمان بعد ما اتشل 

التوي جانب فم خالد بابتسامة صغيرة متهكمة كتف ذراعيه امام صدره يقول ساخرا :
- حلو فيلم البؤساء دا ... ادائك لذيذ مبالغ فيه كتير الحقيقة بس كويس مش بطال ... لو كنت فاكر اننا جايين نشمت فيك ... تبقي حمار وأنت اساسا حمار من زمان

احتدت عيني عثمان غضبا التف برأسه لخالد أحمر وجهه ينظر له لينفجر صائحا :
- أنت جاااي ليه عايز مني اييه ... امشي اطلع برة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة ... أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان ابقي مشلول عاجز مش عارف حتي اروح الحمام لوحدي ... عارف يعني ايه تبقي عاجز

حرك خالد رأسه إيجابا تنهد يبتسم بلا حياة :
- اقولك يعني ايه تبقي عاجز ... ولا اقولك أنت عملت ايه وحش في حياتك .. ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك وبس ودا خسارته مكسب

قطب عثمان جبينه متعجبا من كلام خالد ينظر له بحدة مستفهما ليعلو ثغر خالد ابتسامة ماكرة يردف في هدوء :
- أنت مش ملاك يا عثمان أن كان علي الوحش فأنت عملت وحش كتير اوي ... لعبت ببنات بعدد شعر راسك ...كام واحدة فيهم عملت معاها علاقة في الحرام وسيبتها

شد عثمان بيده علي طرفي المقعد بلع لعابه يصيح حانقا :
- أنا ما ضربتش حد علي ايده كل واحدة فيهم كانت عارفة الصياد وأنه ما بيكملش في علاقة ومع ذلك كانوا بيتسابقوا عليا

ارتسمت ضحكة ساخرة علي شفتي خالد يغمغم متهكما :
- حلوة يتسابقوا عليا دي ...ما هو بردوا في بنات ساذجة وأنت كنت بتضحك عليهم ما تنكرش دا وحتي اللي كانوا عارفين البيه كان بيزني ولا عامل مش واخد بالك .. 

اضطربت حدقتي عثمان بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عن خالد اختنقت نبرته يردف :
- مش أنا لوحدي في شباب كتير بيعملوا اكتر من كدة اشمعني أنا بس اللي يحصل فيا كدة .... 

قام خالد من مكانه اتجه ناحية عثمان ليميل برأسه يحادثه برفق :
- وليه ما تقولش أنها اشارة ودرس ليك عشان تفوق يا عثمان قبل ما الأوان يفوت ... اقولك أنا يعني إيه عجز ... يعني راجل بيجري علي سبع عيال وبينام كل ليلة ومش عارف بكرة هيلاقي يأكلهم ... اقولك يعني عجز يعني أرملة ما حيلتهاش في الدنيا غير معاش جوزها الميت بتصرف بيه علي عيالها ... شايلة هم لو واحد منه تعب هتجيب فلوس تكشف عليه ولا لاء .... العجز كتير اوي يا عثمان ...اللي في رجلك دا مش عجز ... احنا نقدر نجبلك اكبر دكاترة في العالم هترجع تمشي تاني ما تخافش ...أنت ما خسرتش يا عثمان ... شيطانك هو اللي خسر ... لأنك المفروض بعد اللي حصلك دا ... تبعد عن كل القرف اللي كنت فيه وتنضف بقي ... قاعد في ركن في الأوضة وعمالة تعيط ومضلمها اللي هيجي يواسيك النهاردة هتشغله الدنيا بكرة ... أنت مش مهندس برمجيات بردوا ... شوف شغلك كمل علاجك .... بدل ما تقعد تندب ... الست الارملة اللي عندها خمس عيال بتقوم من الفجر تشتغل ما بتقعدش تبكي وتقول ليه يا رب أنا عملت ايه .... فوق الفرصة لما بتيجي ما بتكررش 

انهي خالد كلامه ليمد يده يربت علي كتف عثمان ومن ثم التف وغادر في هدوء تاركا خلفه عاصفة حائرة من التفكير في كل حرف قيل 
__________________
أنت بتقول ايه ... جاسر اتجوز وكمان جايب المحروسة هنا دا أنا هروح اطربقها فوق دماغهم .... هتفت بها شاهي بحقد بعد أن أخبرها مراد علي الهاتف ما حدث في المطعم .... 
ليهتف مراد سريعا يثنيها عما تنوي :
- انتي عبيطة يا بت ..بقولك ايه يا شاهي ركزي ورحمة ابوكي مش ناقصين جنان .... لو روحتي لجاسر او عملتي اي حاجة هيعرف إن أنا اللي قايلك ما انتي اكيد ما بتشميش علي ضهر ايدك والدنيا كلها هتبوظ ... اعقلي كدة ونفذي اللي اتفقنا عليه ...
كادت شاهي أن ترد حين سمعت صوت جرس الباب يدق ... قطبت جبينها مستفهمة تحادث مراد :
- مراد خليك معايا هشوف مين علي الباب ...اتجهت الي الباب تفتحه ليصفر وجهها حين وجدت جاسر يقف امامه يبتسم ابتسامة واسعة هادئة ... ابتلعت لعابها تغمغم مرتبكة :
- طب يا سوزي يا حبيبتي هكلمك بعدين اصل جاسر جه

اغلقت الخط سريعا تبعد الهاتف عن اذنها تداركا سريعا وجوده لترتمي عليه تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم بسعادة :
- جاسر حبيبي وحشتني اوي ...كل دي غيبة قلقت عليك اوي ... تعالا تعالا ادخل واقف ليه

دخل جاسر خلفها يغلق الباب خلفه لتشد هي يده تجلس علي أحد الارائك جلست جواره تلتصق به تغمغم بخفوت ناعم حزين :
-  وحشتني اوي يا جاسر ... كل دا ما تسأليش عني ... خلاص العروسة الجديدة خلتك نستني

ما لم تتوقعه تماما أن جاسر يرفع ذراعه ليسقط رأسها علي صدره حاوطها بذراعه يغمغم ساخرا :
- عروسة ايه بس يا شاهي دي عيلة نكد ... أنا متجوزها بس عشان أرضي ابويا انتي عارفة ....أنا بجد ما عرفتش قيمتك غير لما اتجوزت البت دي ... وحشني دلعك وحنيتك ... مش لوح التلج اللي متجوزه 

رفعت شاهي عينيها تنظر لجاسر تسبل عينيها ببراءة قطة بريئة وابتسامة واسعة تشق شفتيها ... ليرفع كف يدها يقبله بنعومة يهمس بنعومة :
- قومي معلش اعمليلي لقمة من أيديكي الحلوين دول وهنسهر للصبح أنا عايز انسي النكد اللي شوفته الفترة اللي فاتت 

توسعت ابتسامة شاهي لتهب جالسة قبلت جاسر علي وجنته تغمغم سريعا بتلهف :
- دقايق يا حبيبى والاكل هيبقي جاهز عشان محضرالك مفاجأة اتمني تعجبك

قالتها لتهرول الي المطبخ بتلهف ... لتختفي ابتسامته هو ... يبثق مكانها ... سمعها وهي تحادث مراد وتخبره بكل هدوء ( مراد خليك معايا هشوف مين علي الباب) 
هو المغفل هنا إذا سيريهم كيف يخدعانه .. التقط هاتفها سريعا ليجد المكالمة الاخيرة باسم ( سوزي ) هل تظن انها هكذا ذكية .... دون الهاتف علي هاتفه الخاص سريعا ليخرج شريحة تجسس من جيبه صديقه الخبير في هذه الامور علمه جيدا كيف يستخدمها وضعها في هاتفها يعيده مكانه ليلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز ... يتحرك بين القنوات بملل ... دقائق ووجدها تخرج من المطبخ ...تحمل صينية طعام صغيرة بين يديها ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ... جلست جواره علي الأريكة تضع الطعام علي الطاولة امامه تهمس بصوت ناعم مغوي :
- العشا يا حبيبي

اعتدل في جلسته يلتقط بضع لقيمات من الطعام امامه دون أن ينطق بحرف لحظات وسمعها تحمحم بصوت متوتر تردف متلعثمة :
- احم جاسر في حاجة حصلت وأنا عايزة اقولك عليها .. اصلك لازم تعرف

التفت جاسر لها يبتسم شبح ابتسامة عاشقة حرك رأسه ايجابا يردف :
- حاجة ايه يا شاهي 

قامت من مكانها بسهولة شديدة تصنعت الارتباك والخوف وقفت امامه تبلع لعابها ابتسمت بارتعاش ... وضعت يدها علي بطنها تهمس بصوت خفيض :
- جاسر ... أنا ... أنا ... أنا حامل
__________________
علي صعيد آخر انهي زيدان سيجارته الثالثة تقريبا ليأخذ طريقه الي غرفة النوم قبل أن يصل إليها وجد هاتفه يدق برقم خالد ابتسم يلتقط الهاتف يفتح الخط تنهد يقول :
- ايوة يا خالي
سمع صوت خالد يهتف متعجبا :
- ايوة يا خالي ... مالك ياض في ايه ...لينا حصلها حاجة 

ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا ليهتف في هدوء يطمئنه :
- والله لينا كويسة يا خالي ونايمة كمان تحب اصحيهالك 

سمع صوت تنهيدة خاله المرتاحة ليردف بعدها مستفهما :
- لا ما تصحيهاش سيبها نايمة ... بس أنت مالك صوتك مخنوق كدة ليه ... حصل حاجة 

ابتسم زيدان ساخرا لا يجد ما يقوله ليردف سريعا :
- ما فيش يا خالي صدقني ... أنا بس تعبان من اللي حصل النهاردة .... هدخل اريح شوية

ودع خاله ليكمل طريقه الي الغرفة .... فتح بابها ... ليجد لينا تنام علي احد اطراف الفراش ظهرها مواجها للباب ... تنهد حزينا مما حدث وقال هو ... ليتقدم ناحية الفراش تسطح بجسده عليه ..لتفتح لينا عينيها علي اتساعهما ... حين شعرت بحركة خلفها علي الفراش التفت بجسدها سريعا تنظر له قطبت جبينها تسأله في ضيق :
- أنت ايه اللي جابك هنا ... 

أولاها ظهره يتسطح عند طرف الفراش الآخر يغمغم في هدوء :
- لينا أنا تعبان وعايز انام مش عايزة تنامي جنبي روحي نامي برة

قطبت جبينها تحتقن عينيها غضبا ماذا يقول هذا الأحمق .... تنهدت تهتف حانقة :
- لاء طبعا دا سريري وبعدين إنت قولتلي انك هتنام في الحمام 

التفت لها بجسده ينظر لها غاضبا ليصيح متهكما :
- ليه يعني حد قالك أن أنا خروف العيد

نظرت له بذهول للحظات لتنفجر ضاحكة علي طريقته وهو يقول تلك الجملة .... تعالت ضحكاتها تضع يديها علي بطنها من شدة الضحك لترتسم تلقائيا ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لها بعشق يفتك بقلبه ... قطعت ضحكاتها جملتها وهي تقول من بين ضحكاتها :
- خروف العيد أنت مسخرة

ظل ينظر لها يبتسم في عشق دون أن ينطق تلاقت عينيها بعينيه مصادفة لتختفي ضحكاتها شئ فشئ ابتلعت لعابها متوترة وهي تنظر لذلك البريق اللامع في عينيه الزرقاء لتجده يمد يده يشبك كفه بكفها يهمس بشغف :
- تعرفي كل مرة بشوفك بتضحكي فيها ... بحس وكأن الدنيا كلها بتضحكلي .. وكأني ما عشتش ولا لحظة وحشة في حياتي ... تعرفي تاني ... أنا نفسي اوي انام في حضنك ... أنا آخر حطيت راسي فيها في حضن الست اللي كانت امي كان عندي 8 سنين ومن بعدها ما اتكررتش ... ما تزعليش من الكلام اللي قولته برة كانت لحظة غضب 

ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا مسكين زيدان ... حياته كانت بائسة بشكل موحش منذ أن كان طفلا همست هي الاخري بتوتر :
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم ... مش عارفة ازاي عملت كدة 

ابتسم يحرك رأسه إيجابا دون كلام ليغمض عينيه بعدها يغط في النوم بينما هي ظلت مستيقظة تنظر له وهو نائم بسكون كطفل صغير .... ابتلعت لعابها تسحب يدها من يده برفق .... تهمس بصوت خفيض :
- زيدان أنت نمت خلاص ولا لسه صاحي

لم تحصل علي اجابة لتقترب منه تشد رأسه برفق تحاول ضمه بين ذراعيه برفق حتي لا يستقظ كطفل صغير بين أحضان والدته توسعت عينيها حين سمعته يهمس ممتنا :
- شكرا 

ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك يدها علي رأسه لتغفو هي الاخرب بعد دقائق قليله 
________________
في منزل خالد السويسي في الصالة الكبيرة بالأسفل تجلس لينا تحاول الاتصال بخالد مرارا وتكرارا بينما تجلس بدور تطعم خالد الصغير وسيلا كعادتها تجلس علي قدمي حمزة .... مايا تجلس علي الأريكة أمام أدهم تنظر للهاتف تختلس النظر لادهم بين حين وآخر منذ ليلة أمس وهو يتحاشي الحديث معها ... يتحدث في الهاتف بكثرة بطريقة غريبة ... حمزة يجلس شاردا يتذكر حديثه الأخير مع أخيه بالأمس :
- انهي مايا 

أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره .... تنهد يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر لا يعرف ماذا يقول ليسمع صوت خالد يعنفه بحدة :
- أنت اتجننت يا حمزة بتحب بدور دي قد بنتك

التفت برأسه ناحية اخيه سريعا ظل صامتا للحظات تنهد يقول في حيرة :
- مش حب بالمعني اللي أنت عارفه يا خالد اللي حاسس بيه ناحية بدور ... مشاعر شبه الحب احتياج أكتر ... أنا محتاجها زي ما هي محتاجاني ... محتاجة سند يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان جوزها ... أب لولادها ... وأنا محتاج اعوضها عن الظلم اللي شافته محتاج حد يشاركني اللي باقي من عمري ... عارف أنها أنانية مني فرق السن بينا كبير ... حاولت صدقني أبعد وما اعلقش نفسي بيها بس ما عرفتش 

توسعت عيني خالد في صدمة اخيه يفكر جيدا في الزواج من بدور كان فقط يظنها مشاعر مبعثرة .... رفع حاجبيه يهتف مدهوشا :
- يا حمزة دي بتقولي يا بابا ... وأنا وأنت قد بعض في السن ... فكر تاني ... فرق السن اللي بينكوا هتقول ايه لمايا وادهم والأهم من دا كله بدور مستحيل توافق ... الموضوع معقد يا حمزة 

تنهد الأخير يحرك رأسه إيجابا ليستند بظهره الي ظهر المقعد يغمغم في ضيق :
- من غير زعل يا خالد أنت مش ابوها ... وبعدين في ناس بيبقئ فرق السن بينهم اكبر وحياتهم ماشية عادي ... بدور أنا هسألها وافقت وافقت ما وافقتش خلاص 

ابتسم خالد متهكما ينظر لأخيه يآسا ليقم من مكانه يشرع في الرحيل :
- اعمل اللي أنت عايزه يا حمزة أنا طالع أنام ... بس يكون في علمك أنا مش موافق علي الجوازة دي 

خرج حمزة من شروده ينظر ناحية بدور .... لا يعرف كيف حتي يحدثها في الأمر ....دخل خالد الي المنزل لتهب لينا واقفة هرولت ناحيته وقفت امامه تسأله قلقة :
- كل دا يا خالد الوقت عدي نص الليل وأنت طول النهار برة .. كنت فين قلقتني 

ابتسم لها يربط علي وجهها برفق ليلف ذراعه حول كتفها يتحرك بها ناحية الجمع يحادثها مبتسما :
- شغل شغل شغل ... وبعدين روحت عند علي اطمن علي عثمان ... وطلعت علي الحاجة زينب وبعدين جيت .... 

تهاوي علي الأريكة جوار بين مايا ولينا ... نظر لمايا التي توجه اهتمامها الكامل بهاتفها ليبتسم مشاكسا ....جذب الهاتف من يدها يردف متسليا :
- الموبايل دا ... جيبي اولي بيه 

صرخت مايا كطفلة غاضبة تتصارع مع خالد بشكل مضحك كي تحصل علي هاتفها ...بينما تنظر لينا لهم تبتسم في سعادة .... قاطعهم صوت رنين هاتف لينا .... لتلتقطه ابتعدت عنهم قليلا ما أن رأت الاسم .... اعطي خالد الهاتف لمايا ....لتنظر له تضيق عينيها تسأله بغيظ :
- فين الشوكولاتة حجي 

ضحك خالد بخفة يصدم رأسه برأسها يردف ضاحكا :
- عند ابوكي يا حبيبتي يلا يا بت قومي من جنبي واخدة الكنبة كلها 

كان الجميع يضحك علي ما يحدث بين مايا وخالد .... الي ان جاءت لينا جلست جوار مايا من الناحية الأخرى تقول مبتسمة  :
- عندي ليكوا حتة مفاجاءة ... خالد أنت طبعا عارف جاسر مهران 

قطب خالد جبينه يحرك رأسه إيجابا ... لتكمل لينا مبتسمة :
- ابنه رعد بقي انتي شوفتيه يا مايا في فرح لينا امبارح ... مامته لسه مكلماني وبتقولي أن رعد معجب جدا بشخصية مايا وعايز يجي يتقدملها ... 

ما إن انهت لينا حديثها هب ادهم ينظر لهم في صدمة ... بينما توجهت انظار خالد إليه للحظات شعر بالشفقة والحزن عليه ... ولكن الأمر ليس بيده من الأساس حمزة هو المسؤول عن ابنته ... وجه انظاره لحمزة ليبتسم الأخير ابتسامة صغيرة يردف بهدوء :
- والله أنا ما عنديش مانع ... جاسر مهران رجل أعمال معروف وسمعته الطيبة سبقاه .... انتي ايه رأيك يا مايا

وجهت مايا انظارها ناحية أدهم تتوسله بعينيها فقط انطق وقل لا ... اخبرهم بالحقيقة لما أنت صامت ...ارجوك انطق ... ولكن لا شئ هو فقط يقف يكور قبضته يشد عليها ليترك المكان بأكمله ويغادر .... تفتت قلب مايا علي ما حدث بلعت غصتها تكبح دموعها بصعوبة تهمس بصوت خفيض منخفض :
- اللي تشوفه يا بابا ... عن إذنكوا

قالتلها لتتركهم متجهه الي غرفتها تسمع صوت والدها يهتف خلفها :
- علي خيره الله ... شوف مناسب معاهم امتي قبل ميعاد الطيارة 

دخلت الي غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح لتجلس علي فراشها تبكي في صمت لما لم تتحدث يا أدهم لما ... 

في الأسفل ... جذب خالد لينا متوجها معها الي غرفتهم ... بينما توجه حمزة لبدور يغمغم في هدوء :
- احم ... در ... بدور ممكن اتكلم معاكي كلمتين لوحدنا

اشارت لنفسها متفاجئة لتحرك رأسها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بارتباك:
- هطلع الاولاد يناموا وانزل لحضرتك

بينما في غرفة خالد تهاوي علي فراشه جالسا خلع ستره حلته يلقيها بعيدا ينظر امامه يفكر شاردا في تلك الكلمات التي قالتها امه عن شهد 
« والله دا حقها أبسط حقوقها كمان بعد اللي عملناه فيها ... ما تشلش ذنب مش هتقدر عليه يا ابني »

تنهد يمسح وجهه بكف يده حتي محاولة محمد مع شهد لم تفلح ... سيذهب لها غدا ... عليه أن يصل لحل نهائي يتمني فقط الا يكن ذلك الحل هو الزواج منها ... التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة علي ما سيفعل غدا ...

حركة جواره جعلته يخرج من شروده ينظر لها رفع رأسه لتتوقف انفاسه هناك لينا تقف أمامه ترتدي فستان اسود لامع ناعم تسدل شعرها الاشقر علي أحد كتفيها .... تمسك في يدها علبة هدايا صغيرة ... تحرك ناحيتها مسلوب الإرادة نداهته الخاصة تسحره كل مرة .... وقف امامها يحاول التقاط انفاسه ليجدها تفتح علبة الهدايا تخرج منها كرة سوداء صغيرة مطاطية نقش عليها اسمه ... نظر لها متعجبا من تلك الهدية الغريبة لتمسكها تضعها في كف يده ... تبتسم  تقول في مرح :
- دورت كتير اجبلك هدية ايه تقريبا أنت عندك كل حاجة وبما انك شخص عصبي جدا قولت اجبلك الكورة دي كل ما تتعصب تجز عليها ... أما مناسبة الهدية فزي النهاردة من سنين كتير ... جيت خطبتني وأنت عندك 18 سنة .. 
لم يجد سوي أن يضمها بين ذراعيه يخفيها بين ذراعيه تنهد بحرارة يشبع روحها بها .... ليردف قائلا في مرح :
- جيبالي كورة اجز عليها يا جزمة .... أنا بصراحة دورت علي هدايا بس مالقتش اغلي مني اجيبه هدية فكفاية عليكي أنا

ضحكت بخفة تغرق رأسها في صدره تهمس بشغف :
- انت فعلا أغلي من اغلي حاجة عندي في الدنيا ربنا يخيلك ليا وما يحرمني منك ابدا

تنهد يشد علي عناقها يغمغم بعشق :
- ويخليكي ليا يا احلي بسبوسة في الدنيا ... بالمناسبة دي بقي اقولك مقطوعة شعرية تأليف خالد السويسي 

يا نجم الليل احفظ كلماتي .... 
فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي
  ساحرة جذبتني عيناها
اضرمت النار في قلبي 
اجتت جوا خلجاتي
قالوا مجنون يعشقها 
قلت بل بعشقها جُنت كلماتي 

بحبك يا اغلي من قلبي وروحي وحياتي
__________________
في صباح اليوم التالي باكرا تحديدا في مكتب حسام في مستشفي الحياة ما كاد يدخل مكتبه يجلس عليه ... وجد الكثير من العساكر يقتحمون المكتب تقدمهم ضابط يقول في هدوء :
- دكتور حسام مختار مطلوب القبض عليك

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1