رواية حارة الربيع الفصل الثانى بقلم جميلة القحطانى
التوصيل يمكن ينفع؟
النادل أخده، دخل جواه، وبعد دقايق رجع.
النادل:حضرتك، الكارت فعّال… والخصم ٨٥٪
مروان رجع يضحك بثقة وقال:أصل كنت باختبر أعصابكم… الواحد لازم يتأكد إنكم بتعرفوا تتعاملوا مع المواقف الطارئة.
صفاء:يا سلام، قول كده من الأول، يابطل!
ومشوا من المطعم، ومروان ماسك بنطلونه من ورا، وصفاء ماسكة الدهب بتاع الحلو
وفي الطريق قال لها:مروان:السنة الجاية نحتفل في كبدة البرنس أمان وسعره في المتناول.
التلفزيون شغال على قناة كرتون.
الأطفال قاعدين على الأرض، عيونهم متسمّرة في الشاشة، ضحك خفيف ووشوش بريئة.
رنا ماسكة بسكويتة، وسعيد بيقلد صوت الكرتون.
صوت الكرتون:يلا يا أصدقاء المغامرة بتبدأ!
ضحك الأطفال يعلو
فجأة الباب يتفتح بعنف.
عماد داخل، ملامحه غاضبة، عينيه حمر.
عماد بيزعق:اطلعوا براااااا!!
فين أمكم؟ سايباكم تدخلوا بيتي كده؟
هو مفيش في بيتكم زفت TV؟
ولا إنتوا متعودين تدخلوا بيوت الناس كأنها أوضة لعب؟!
الأطفال يسكتوا، ملامحهم تتبدل، يوقفوا من غير صوت، ويجروا لبرا بخوف.
عماد يبص حوالين الأوضة، يتنفس بسرعة، يروح يقفل التلفزيون بعنف.
ثواني تمر يسكت كل شيء.
عماد يقعد مكان سعيد، يبص في الأرض…
وبهدوء، يشغل التلفزيون تاني نفس الكرتون، لكن يوطّي الصوت.
العيون بتلمع بلقطة من الذكرى ضحكة زمان، وحده، فُقدان
خارجي شقة عماد بعد ساعة
أم الأطفال واقفة قدام باب شقته، وبتخبط بخفة.
في إيدها طبق فيه رز وبطاطس محمرة.
الباب يتفتح، وعماد بيبص باستغراب.
الأم بهدوء:أنا آسفة، الولاد دخلوا من غير إذن.
عارفة إنك بتحب الهدوء
بس يمكن تكون محتاج ضحكة أكتر منهم.
تمد له الطبق وتحط ورقة صغيرة فوقه.
عماد ياخد الطبق، ويبص في الورقة
ما يقولش حاجة بس يبص في عينيها، ويرجع يقفل الباب بهدوء.
خارجي قدام باب شقة عماد اليوم اللي بعده
الأطفال قاعدين عند العتبة، مش داخلين، بس بيتفرجوا على الكرتون من موبايل صغير، وبيضحكوا بصوت عالي.
عماد جوه، سامع الضحك
ما بيزعقش، بس بيبص ناحية الباب
يسيب اللي في إيده، ويطلع.
يفتح الباب.
عماد ببرود:خد يا ابني الريموت ده…
بس لو هتتفرجوا واطّوا الصوت شوية.
سعيد ياخد الريموت، وعينيه بتلمع.
سعيد:حاضر يا عمو شكراً.
عماد يقفل الباب ويفضل واقف ورا الباب يسمع الضحك و يبتسم لأول مرة.