رواية فى سبيل صهيب الفصل الثانى بقلم لبنى دراز
حين لا يكون من نصيبنا شيء اخترناه، وبكل صدق أحببناه، فإنّه سيكون من نصيبنا شيء أجمل، شيئًا اختاره الله لنا، وطبع حبه في قلوبنا.
فى سبيل صهيب بقلمي ✍️____لبنى دراز
فـ كافيه فى المقطم
دخل هانى الكافيه قعد ع أخر ترابيزة مستني بنت خاله، بعد حوالى عشر دقايق شافها داخلة، لابسة فستان اسود واسع وكاب اسود مغطية بيه شعرها وحاطة كمامة ع وشها، استغرب جدا من اللى هى عملاه، اول ما قربت منه سألها بأندهاش: مالك يا حبيبتى عاملة فـ نفسك كدا ليه!؟
قربت منه بنت خاله وقعدت وهى بتتلفت يمين وشمال: مش عايزة حد يشوفني قاعدة معاك ويروح يقوله.
هانى باستغراب: وأفرضي حد شافك قعدة معايا يعنى، فين المشكلة، واحدة وابن عمتها وقعدين مع بعض شوية عادى جدا ع فكرة.
سوسو بقلق: ده لو عرف، دى تبقى مصيبة، ممكن يقـtـلنا احنا الاتنين ويحلف انه ماشافناش، المهم أخلص قول عايزني ليه؟
سحب هانى الكرسي اللى قاعد عليه وقرب منها وبهمس: وحشتينى يا بيبي، بقالنا كتير اوى متقابلناش، أعمل ايه يعنى؟
سوسو: وانت كمان يا هنوش وحشتنى اوى، بس أعمل ايه؟ هو مركز معايا أوي ومابصدق تيجى فرصة اعرف أهرب منه.
هاني: بقولك ايه يا روحي ما تيجى نمشي من هنا، هو انا ما وحشتكيش؟
سوسو: وحشتنى والله يا حبيبى، بس سامحنى غصب عني، انا ما صدقت انه طول اليوم النهاردة مش فاضي، رايح جاى من شركة لـ شركة واحتمال يبقى باقى اليوم كمان برة، قولت استغل الوقت ده وأجيلك.
ضحك هاني بصوته كله وغمز لها بوقاحة: طب ايه؟ بينا ع عشنا؟
ضحكت سوسو ع وقاحته وهى بتقف عشان يخرجوا برة الكافيه وبمياصة: طب أه، يلا يا قلبى هو احنا صغيرين.
هاني: لأ، لأ، لأ، أنا مش قد الضحكة دى .
خرجوا فعلا من الكافيه سوا وهو بيغنى، ضحكت تاني نفس الضحكة وراحت ماشية، وركبوا عربيته ومشيوا ع مكان خاص بيهم يجتمعوا فيه بعيد عن العيون .
_____________________
فـ قصر الشهاوي
بعد ما عمران خلص غدا ودخل مكتبه قاعد ع الكنبة مستني سَبيل وصهيب، بيفكر فـ كلام فاطمة وحس انه محتاج يأجل قراره شوية، رغم انه حسم أمره ع تنفيذه وقبل ما يخرج من المكتب سمع خبط ع الباب وأذن بالدخول: أدخل.
دخل صهيب ومعاه سبيل بعد ما سمعوا أذنه واتكلم بقلق: تحت أمرك يا جدى.
سبيل بابتسامة: خير يا جدو؟ حضرتك عايزنا فـ ايه؟
عمران رفع عينه ليهم وفضل يبص لهم من غير ولا كلمة لأكتر من دقيقتين شارد فـ حاجة معينة، وهما واقفين قصاده مش فاهمين حاجة، وانتبه ع صوت سبيل وهى بتقرب منه:
مالك يا جدو؟ اوعى يكون اللى حصل برة قبل الغدا ضايقك؟!.
ابتسم عمران وشاور لها عشان تدخل فـ حضنه: تعالى فـ حضن جدو الاول يا قلب جدو عشان انتى وحشانى اوى، ولـ صهيب.. أقعد يا صهيب واقف ليه، ولا لازم تاخد الأذن الاول.
سبيل جريت دخلت فـ حضنه من غير ولا كلمة وسمحت لدموعها تنزل بحرية
صهيب رد ع عمران: ده اللى اتعلمناه من حضرتك يا جدى.
عمران بهدوء: طب أقعد يا صهيب وبطل كتر كلام
صهيب قعد ع الكرسي قصاد جده: خير يا جدى حضرتك طلبتنا ليه؟
عمران بص لـ صهيب وبص لـ سبيل اللى بتعيط فـ حضنه، خرجها من حضنه ومسح لها دموعها ورجع بص لـ صهيب مرة تانية، فضل رايح جاى بنظراته بين الاتنين وهما مش فاهمين جدهم ماله.
سبيل بقلق: مالك يا حبيبى؟ قلقتنى عليك فيك ايه؟
عمران بهدوء: انتوا عارفين أنكم أغلى أحفادي؟ لـ صهيب .. أنت أول فرحتي اعز من ولدى، مدد أسمي فـ الدنيا، ولـ سبيل وأنتى بنت قلبي اللى ربيتها فـ حضني وكبرت قصاد عيني وبقت أجمل بنوتة وبمرح .. عارفة، أحلى حاجة عملها أبوكي انه اتجوز نرمين لانه يستاهل واحدة زيها تربيه، اما انتى جوهرتى الغالية اللى خطـfـتى قلبي من يوم ما اتولدتي، تصدقي يا بت يا سبيل انتى خسارة فيه اصلا.
ابتسمت سبيل ع كلام جدها وبمرح: اصلا .
عمران بتأكيد: اصلا
وبجدية ليها هى وصهيب: انا مش هعيش قد ما عشت يا ولاد، وعايزكم تحافظوا على تماسك العيلة وترابطها من بعدي، مش عايز شقى عمري يضيع وعُقدى حباته تنفرط.
صهيب وسبيل فـ نفس الوقت بيحطوا ايدهم ع بُقه يمنعوه يكمل كلامه.
بسرعة صهيب سحب إيده لما لمست ايد سبيل من غير ما يقصد واعتذر لها ولـ عمران:
ربنا يباركلنا فـ عمرك يا جدى، أحنا كلنا من غيرك ولا حاجة
سبيل بدموع الخوف لـ عمران:
ليه مُصر توجع قلبي يا جدو، وانت عارف إنى ماليش غيرك انت وبابا عادل.
عمران لـ سبيل وعينه راحت تلقائى ع صهيب وهو بيتكلم من غير ما ياخدوا بالهم ورجع تانى لـ سبيل: مسيرك يبقالك غيرى يا بنت قلبي.
وكمل كلامه بجدية لـ صهيب:
انا خلاص العمر بقى ورايا وعايزك تمسك زمام الأمور من بعدى يا صهيب وتحافظ ع أخواتك وولاد عمك وبالذات نادر، عايزك تاخده تحت جناحك، ما تسيبهوش للحية أمه تسمم أفكاره زى ما سممت افكار عمك، اوعدني يا ابنى تنفذ كل اللى بطلبه منك.
صهيب: ربنا يديلك الصحة وطول العمر يا جدي، اوعدك انى هنفذ كل اللى طلبته واللى هتطلبه مني فـ أى وقت، المهم بس رضاك علينا يا حاج عمران
عمران بتنهيدة راحة وابتسامة مكر: ريحتني يا صهيب يا حبيبى، يلا أخرجوا بقى وسيبونى مع نفسي شوية
ابتسمت سبيل وبمرح: امممم، هتقعد مع نفسك وتسيب بطوطة لوحدها كدا يا عمارة، ده اسمه كلام برضو يا راجل
ضحك عمران بصوت عالى:
اه منك يا شقية أنتي، ماحدش يجرؤ يقول عمارة دى غيرك هههههههه.
صهيب بضحك: عندك حق يا جدى، انا فاكر واحنا صغيرين لما طلعتها عليك وحضرتك اتعصبت عليها، قعدت تعيط جامد وتقول عمارة واحد بس، لكن عمران يعنى عمارة وعمارة وعمارة كتير مش هعرف اقوله ههههههه
سبيل: تفكيرى وقتها بقى يا ابن عمى، كنت فاكرة عمران تقيل مش هعرف اقوله عشان هو جمع عمارة ههههههههههه، وعينيها راحت تلقائيا لـ جدها وبحب.. بس جدو لما لاقنى زعلت وقعدت فـ اوضتي طلع يصالحني، وقال لي قولى عمارة براحتك بس مش قصاد الناس
عمران بضحك لـ سبيل: وهو انتي سكتي يا بنت علي ولا جريتي ع جدتك وسامية وتقولى جدو قال اقول عمارة، جدو قال اقول عمارة، والدنيا اتقلبت وقتها وبطتي زعلت وتقول لي حفيدتك اغلى مني، اشمعنى هى تقول عمارة وانا لأ، وفضلت مخصماني شهر بحاله بسببك .
سبيل بترمش بعينيها بسرعة ببراءة طفولية: يبقاش قلبك بينك بقى يا عمورتي، دى حاجة من سنين طويلة، انسى بقى.
عمران بحب لـ سبيل: عمري ما نسيت ولا هنسى اى حاجة تخصك يا بيلا، يلا بقى بطلي رغى يا شقية وروحي شوفى وراكي ايه
قامت سبيل وباست جدها فـ خده وخرجت تحت نظرات صهيب اللى مستغرب جدا عمران، رغم ان شخصيته قوية جدا، الكبير والصغير بيعملوله الف حساب، ورغم حبه وحنيته عليه هو وباقى أحفاده، بس بيجي لغاية سبيل بيكون واحد تاني خالص ماحدش يعرفه.
______________________
فـ جنينة القصر
خرجت سبيل من مكتب جدها قبل صهيب وراحت الجنينة لما عرفت ان عمها ومراته وولاده قاعدين فيها جريت عليهم ودخلت فـ حضن عادل بسعادة:
وحشتني أوى يا دولا.
ضمها عادل فى حضنه وباس جبينها: وانتى كمان يا قلب دولا وحشتينى اوى، ياريت ما تسافريش تانى يا بيلا، وجودك بيعمل فرق فـ القصر.
بدموع بتهدد بالنزول: حضرتك عارف يا بابا انا مشيت ليه، ولولا جدو بعت لي ماكنتش رجعت تانى.
شهاب بغيظ منها: وما تجيش تانى ليه ان شاء الله، ده بيتك قبل ما يبقى بيتها ست بتاعة دي.
سامية بهدوء: عيب يا شهاب دى مهما كان تبقى مرات عمك، ما ينفعش تتكلم عنها كدا.
سبيل رفعت راسها وهى فـ حضن عمها: لأ، مش عيب يا ماما، هى غلطت فينا واتهمتنا، وكل ده ليه!! عشان تخلي جدو يطردنا من القصر وتكوش هى ع كل حاجة، زى ما كوشت ع با… قصدي ع علي.
قرب صهيب منهم بعد ما خرج من عند جده وقعد معاهم:
نرمين هانم مش ساهلة يا ماما، وانا متأكد انها بتدبر حاجة جديدة.
شهاب بتأكيد: وانا كمان متأكد من كدا، رجوعها القصر بالشكل ده وكمان معاها خدامتها بيقول انها وراها حاجة.
عادل بقلق: مش عايزين نسبق الاحداث يا ولاد، وبعدين ما تقلقوش جدكم مركز معاها أوى، يعنى مهما حاولت تعمل حاجة مش هتعرف تعملها.
صهيب: فعلا يا بابا، انا لاحظت ان جدي كاشفها وفاهمها كويس أوى.
سامية: جدك بيقدر يقرأ أفكار اللى قدامه مهما حاول يداريها، عشان كدا هو فاهم كل واحد كويس، وممكن كمان يقولك اللى بتفكر فيه قبل ما تنفذه
شهاب: فعلا يا ماما، جدي بيقدر يقرأ أفكار الكل لكن ماحدش يعرف هو بيفكر فـ ايه غير القردة دى، وهو بيشاور ع سبيل.
سبيل بمرح: تؤتؤتؤتؤ، اللاه بقى، ليه كدا يا شهبوبي، هنقر بقى ولا ايه.
شهاب بغيظ مصطنع: أه هنقر ونحسد ونحقد كمان ياختى، ده انا بقعد قدامه بالساعة والاتنين وهو ساكت وبحاول أدخل جوة دماغه مش بعرف، وانتى ماشاء الله اول ما تبصي فـ وشه تجيبى مصارين دماغه.
شاهندة باستغراب لـ شهاب: هى مش المصارين دى يا شهبوب يا حبيبى بتكون فـ البطن!!؟ طلعت أزاى فـ دماغ جدو
سبيل بضحك لـ شهاب: دى إمكانيات يا شهبوبي، مش أى حد يقدر عليها يا كابتن ههههههه ولـ شاهندة من بين ضحكها: حبيبتى يا شوشو اخوكى الجميل ده متغاظ مني عشان بفهم جدو من نظرة عينيه، إنما هو يا حرام مش بيعرف يفهمه حتى لو قعد قدامه سنة، وبهمس سمعه صهيب.. عشان كدا بيهلفط ويقول اى كلام ههههههه
صهيب بضحك: مش خايفة يسمعك يا سبيل ويزعل منك!؟
سبيل بدون وعى: وايه يعنى مايزعل ولا يتفلق، مافيش غير واحد بس هو اللى يفرق معايا زعله يا صهيب .
شاهندة بزعل مصطنع: يا سلام يا ست سبيل، واحد مين ده بقى اللى يفرق معاكي زعله!؟ هاا!! واحنا ايه بقى ان شاء الله؟! وعينها ع عادل.. وبابا المسكين اللى بيحبك ده ميفرقش معاكي خالص كدا، تؤتؤتؤتؤ أخص
أنتبهت سبيل لكلامها: أكيد جدو طبعا، هيكون مين يعنى ياست شاهي!؟
عادل بضحك لـ شاهندة: بتحبي تهدي النفوس انتي يا شاهي، مش كدا، ههههههههههههه
شهاب بضحك: أوى يا بابا، ههههههههههههه.
سبيل بغيظ لـ شاهندة: تصدقى بقى أنا كنت جايبة لك شنطة مليانة من خيرات باريس، ايشى برفيوم وميك اب وبغمزة.. حاجات من إياها وكمان فستان الفرح، بس خلاص خسارة فيكى يا فردة شوز انتى.
سامية بضحك: قطعتى برزقك يا شاهي، ولـ سبيل.. خلاص يا بيلا انتى خدى الفستان والحاجات إياها دى، وانا هاخد البرفيوم وندي الميك اب ليمنى ههههههههههههه
سبيل بغمزة: خدى انتى الحاجات إياها دي يا سمسمة، وسيبيلنا أحنا البرفيوم والميك اب، ولا اقولك خديهم كلهم ودلعى دولا حبيبي ههههههههههههه
سامية بخجل من كلام سبيل قصاد ولادها: اتلمى يا بنت شوية، مايصحش كدا.
شهاب بمعاكسة لـ سامية: اللاه، ده أحنا بنحمر أهو ونبقى شبه الفراولة، مش عيب برضو يا مزة تتكسفي مننا، وبغمزة .. أعتبرينا زى ولادك برضو، يا قمر
شاهندة بمرح: يا دولا يا جامد، مزتك اتلونت اهو بمجرد ذكر الدلع، بتعمل لها إيه!! ها، ها، فطمني يا عدول عشان أعرف أجيب الواد خطشيبى من قفاه .
عادل بغيظ مصطنع: وبعدين يعنى معاكم، بطلوا تكسفوا سمسمتى، وامشوا كل واحد ع اوضته يلا.
سبيل: يا دووولا يا شقي، خلاص هنبطل نكسفها لك يا برنس، وقربت منه بهمس.. هو ايه النظام يا بابتى، انتوا بتلعبوا عريس وعروسة من ورانا ولا ايه!!؟
عادل بنفس الهمس: أجري يا بنت أنتى شوفى رايحة فين يلا، قال عريس وعروسة قال
صهيب بعد شوية وقت قام وقف وأستأذن عشان يمشي: اسيبكم انا بقى فـ قعدتكم الحلوة دى، واروح اشوف الشغل اللي اتعطل، يلا سلام
بالفعل مشي صهيب من القصر وسابهم عشان يروح الشركة يكمل شغله اللى سابه بسبب جده، أما سبيل طلعت اوضتها هى وشاهندة عشان تفتح الشنط وتوزع الهدايا اللى جايباها معاها من برة للكل وكانت عبارة عن بدل رجالى لـ جدها وعمها وصهيب وشهاب ونادر، وفساتين لـ جدتها ومرات عمها وأختها، غير شنطة كاملة لـ بنت عمها العروسة، حتى الدادة بتاعتها كانت جايبلها هدية، لكن أبوها ومراته مش جايبة ليهم أى حاجة، لأنهم بالنسبة ليها مش موجودين اصلا.
_____________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
بعد مرور يومين راحت سبيل المجموعة تتابع آخر التطورات فـ الشغل وتغير جو القصر، دخلت أكبر فرع فـ المجموعة بكل هيبة والكل بيرحب بيها وسعيد برجوعها لغاية ما وصلت مكتب صهيب، شافتها سمر السكرتيرة، شعرها الأحمر عاكس بياض وشها، عاملة ميكب اوڤر، متدلعة اوى فـ كلامها وهى قاعدة مكانها قالت لـ سبيل: أيوا يا أنسة عايزة مين؟.
سبيل بهدوء: داخلة لـ صهيب، عندك مانع!؟
سمر بعجرفة: داخلة لـ صهيب!!! هو صهيب ده بيلعب معاكى؟ ولا تكونى فاكرة إنها وكالة من غير بواب.
سبيل تجاهلت كلامها وقربت من باب مكتب صهيب فعلا وقبل ما تفتحه، سمر وقفت قصادها تمنعها تدخل، سبيل اتعصبت جدا وزعقت جامد: وسعي من وشي يا بتاعة أنتي، احسن لك وحافظى على أكل عيشك.
سمر باستهزاء وهى بتشاور بصابعها ع سبيل: وانتي بقى اللى هتقطعى عيشي من هنا، ليه كنتى فاكرة نفسك مين؟
سبيل بهدوء ما قبل العاصفة وبصوتها الهادي اللي يبان عليه غضب مكبوت: أنا هعرفك دلوقتي أنا أبقى مين.
طلعت موبايلها بعصبية واتصلت ع طول بجدها، من غير ما تدي سمر فرصة تسأل أو تفهم: ألو!
عمران بيرد بضحكته المعتادة: أحلى ألو دي ولا إيه؟
سبيل من غير مقدمات وبصوتها اللي بدأ يعلى: الزفتة سكرتيرة صهيب تترفد حالًا!
عمران، مستغرب شوية بس مسيطر على صوته: ليه يا حبيبتي؟ عملتلك إيه سمر عشان تترفد؟
سبيل قطعت كلامه من غير ما تفكر: بتمنعني أدخل المكتب عند صهيب! وبعدين شكلها مش عاجبني أصلاً، بنت ملزقة كدا وسمجة.
عمران بنبرة فيها مكر خفيف: ليه كدا؟ دي بنت شاطرة وكويسة، ومهتمة أوي بـ صهيب.
سبيل رفعت حاجبها بدهشة وهي بتقرب الموبايل من ودنها أكتر: نععععم؟!
عمران حاول يكتم ضحكته بس ما قدرش يخبي نبرة التريقة:
قصدي مهتمة بشغل صهيب، شايفة شغلها كويس يعني.
فجأة سبيل انـfـجرت، وصوتها بقى عالي بشكل خلّى كل اللي في المكان يسمعوا: وأنا قلت تترفد حااااااااااالًا!
صوتها العالي خلّى صهيب يخرج من مكتبه في ثواني، والموظفين بدأوا يتجمعوا حوالين المشهد عشان يفهموا إيه اللي بيحصل، سبيل وهي بتبص حواليها بغضب ما قدرتش تخبيه، كملت بصوت أقوى: قبل ما أدخل المكتب، تكون خرجت من الشركة والمجموعة كلها!”
عمران حاسس بغيرتها الواضحة: طيب طيب، أهدي، وأنا هكلم صهيب يحل الموقف ده.
سبيل لاحظت إن صهيب طلع من مكتبه، وقبل ما تمد له ايدها بالموبايل، اتكلمت بعصبية: مافيش حلول، هى كلمة واحدة! ترفدها وحالًا، اتفضل صهيب، مع حضرتك… ومدت إيدها فعلاً بالموبايل لـ صهيب.
صهيب أخد الموبايل منها وهو بيزعق للموظفين اللي كانوا متجمعين: يلا كل واحد على مكتبه! اتفضلواااا.
بعدين بص على شاشة الموبايل وقرأ الاسم “جدو حبيبي”رد بهدوء: أيوة يا جدى، مع حضرتك، خير؟
رد عمران بنبرة هادية بس فيها حسم: أدي سمر حسابها ومشيها.
صهيب مستغرب وهو بيرفع صوته شوية بس بأحترام: ليه؟ عملت إيه عشان نمشيها؟
عمران بنبرة كلها مكر: اسأل بنت عمك عندك، وانت تعرف كل حاجة، يلا سلام… وقفل المكالمة قبل ما يدي صهيب فرصة يكمل كلامه.
صهيب رجع الموبايل لـ سبيل وهو باين عليه الضيق، وسألها بنبرة صوت هادية بس صارمة: إيه اللي حصل يا سبيل عشان تتعصبي كدا وترفدي سمر؟
سبيل بصوت مليان غضب وقهر: الهانم الغير محترمة! بتمنعني أدخل المكتب، وكمان بترد بقلة أدب تقول، هو صهيب ده بيلعب معاكي؟
صهيب حاول يسيطر على الموقف، وبهدوء وهو بيحاول يخفي انزعاجه: اتفضلي ادخلي طيب جوة، نتفاهم.
سبيل بإصرار وبصوت عالى قدام الموظفين: مش قبل ما الزفتة دي تاخد حسابها وتغور من هنا!
صهيب، وهو بيحاول يسيطر على غضبه: أهدي يا سبيل، ولو سمحتي ادخلي المكتب، مش هنقف نتكلم قدام الموظفين كدا.
سمر واقفة مش فاهمة حاجة وخايفة فـ نفس الوقت ان صهيب ينفذ كلام سبيل وبتحاول توضح موقفها: مستر صهيب بليز أسمعني، انا كنت بنفذ كلام حضرتك.
صهيب بجدية: خلاص يا سمر، أرجعى كملي شغلك دلوقتي.
ودخل مع سبيل المكتب عشان يعرف منها سبب زيارتها وكمان سبب تعصيبها.
سمر قعدت مكانها بعد دخول صهيب وسبيل المكتب وهى مش عارفة تعمل ايه وقلقانة ان صهيب يرفدها فعلا
كريمة سكرتيرة شهاب باستغراب لـ سمر: ايه اللى انتي عملتيه ده يا سمر، معقول تمنعى صاحبة الشركة من دخول المكتب!؟.
سمر بقلة حيلة: وانا اعرف منين بس انها مراته يا كريمة، دى اول مرة تيجى هنا.
كريمة بتوضيح: مين قال انها مراته.
سمر: اومال تبقى مين لو مش مراته، دى كانت هتاكلني يا بنتى، وبعدين بتكلم عمران بيه فـ التليفون تأمره يرفدنى
كريمة: طبعا من حقها، وعمران بيه ينفذ كمان، دى سبيل الشهاوي يا ماما، حفيدته اللى مابيرفضلهاش طلب ابدا.
سمر بصدمة: هى دي!!؟ دي العضو المنتدب اللى دايما بتدينا أوامر من باريس؟
كريمة: أيوا هى يا ستي، بقالها 3 سنين منزلتش مصر، وأكيد طالما نزلت يبقى فى حاجة فـ الشركة حصلت او هتحصل عشان كدا جات
سمر بقلق: ربنا يستر، ده انا بترعب منها أكتر من مستر صهيب وهى برة، اومال وهى هنا هعمل ايه معاها
كريمة: حاولى تعتذري لها يمكن ترجع فـ قرارها وماترفدكيش
جوة مكتب صهيب
دخل صهيب المكتب هو وسبيل وقعد ع كرسي الانتريه وبهدوء لـ سبيل: تشربي ايه؟
سبيل بعصبية: مش عايزة اشرب حاجة.
صهيب: عشان تهدي شوية ونعرف نتكلم
سبيل: مش هاهدى يا صهيب غير لما تمشي الزفتة اللى برة دي.
صهيب: هى عملت لك ايه بس؟! البنت بتنفذ تعليماتى يا سبيل، ثم أنها ماتعرفكيش.
سبيل بعصبية أكتر: حتى لو ماتعرفنيش يا استاذ، فى اسلوب احسن من كدا تتكلم بيه
صهيب بابتسامة صافية: سيبك من سمر دلوقتي انا هتصرف معاها بعدين، قوليلى كنتي جاية ليه؟
سبيل: اتخنقت من قعدة القصر وتصرفات نرمين، كلمت جدو واستأذنت منه انزل الشركة وهو اللى قال أجى هنا
صهيب: بقى جدي اللى قال لك تيجى هنا!! وبقلق جواه.. وبعدين معاك يا جدي ناوي ع ايه
قطع شروده خبط ع الباب وأذن بالدخول
سمر دخلت وعينها ع المكتب لكن ماشافتش صهيب والتفتت شافته قاعد فـ الأنتريه هو وسبيل، قربت منهم وبصت فـ الارض بدموع: أنا اسفة يا هانم، سامحينى ماكنتش أعرف حضرتك
سبيل بحدة: طبعا ماتعرفنيش، عشان كدا ماتعرفيش ان سبيل الشهاوي لما بتقول كلمة بتتنفذ وطالما قولت هتمشي من هنا يبقى هتمشي، ياريت توفري دموع التماسيح دي لانها مادخلتش عليا
سمر رفعت عينيها بحزن مصطنع لـ صهيب: قول حاجة يا مستر صهيب انا مع حضرتك بقالى سنتين ويمكن أكتر، عمري ما قصرت فـ شغلى، معقول دلوقتى ترفدني عشان بس كنت بانفذ تعليمات حضرتك، انا حاولت افهم من سبيل هانم فيه ميعاد سابق ولا لأ واطلب منها تستنى لغاية ما أبلغ حضرتك.
صهيب: أهدي يا سمر وما تقلقيش، سبيل هانم أكيد مش هترفدك، هى بس تلاقى فى حاجة معصباها وطلعت عصبيتها عليكى، روحي انتى دلوقتى، ابعتي القهوة بتاعتى وعصير فريش لـ استاذة سبيل
سمر بدلع: تحت أمرك يا مستر، بعد أذنك
سبيل عينها ع الباب وهو بيتقفل بعد خروج سمر، وملامحها بتـ*ـغلي من الغضب:
معناه إيه الكلام اللى انت قولته دلوقتي ده؟!
صهيب بنبرة صوت هادية بس فيها تحدي: معناه واضح يا سبيل، سمر بنت ممتازة وشايفة شغلها كويس، وانا مش معقول هرفدها عشان سوء تفاهم بينكم.
سبيل قامت فجأة من الكرسي، وشها أحمر من كتر الغيظ، وراحت ناحية الباب بخطوات متوترة: انت صح.. ترفدها ليه طالما شايفة شغلها وبتعرف تدلعك كويس، ودي أهم حاجة عندك، لكن مش مهم انها تهين بنت عمك فـ قلب مكتبك، ومش مهم خالص إنها تهين واحدة من أصحاب الشركة… عااادي! طظ! المهم بس إنها شايفة شغلها، مش كده ياااا… مستر صهيب؟
صهيب، صوته علي من شدة عصبيته وهو واقف مكانه: احترمي نفسك يا سبيل وبلاش تتخطي حدودك! أنا ما أسمحلكيش تغلطي فيا بالشكل ده!
سبيل بصوت أعلى مليان غضب: أنا محترمة غصب عنك، مش انت اللى هتعلمني أتكلم إزاي، ياااا… بتاع سمر!
خلصت كلامها ورمت عليه نظرة كلها احتقار قبل ما تفتح الباب بعنف وتخرج، بعد خروجها من عند صهيب وقفت قدام مكتب سمر بعصبية ظاهرة في ملامحها، بصت لها بنظرة مليانة تهـ*ـديد وقالت:
أوعي تفتكري إنك هتفضلي هنا كتير، وده وعد من سبيل الشهاوي، ونصيحة، من دلوقتي دوّري لكِ على مكان تاني تشتغلي فيه.
سمر وقفت مذهولة، مش عارفة ترد ولا تتحرك، وسبيل مشيتها كانت كلها غضب وهي خارجة من الشركة بسرعة، ركبت عربيتها وقفلت الباب بعنف، وراحت قعدت فـ كافيه ع النيل، طلبت فنجان قهوة، عشان تحاول تهدي أعصابها شوية قبل ما ترجع القصر وتقابل مرات أبوها.
أما صهيب، فكان جوة مكتبه عامل زي البـ ـر kـان. ما قدرش يقعد في مكانه، فضل رايح جاي، متوتر ومتضايق من كلام سبيل اللي وجعه أكتر ما أغضبه، كل مرة يفكر في اللى حصل، يحس إنه هيتجنن أكتر،
وفجأة سمع خبط ع الباب واتفتح من غير ما يأذن وشاف
سمر بدموع وحزن مصطنع: انا أسفة يا مستر صهيب سببت لحضرتك مشكلة مع سبيل هانم، بس صدقني انا ما كنتش أعرفها
صهيب بجدية: خلاص يا سمر، سوء تفاهم وراح لـ حاله
سمر بدلع: يعنى حضرتك مش هترفدني؟
صهيب: أرفدك ليه!؟ انتى ماعملتيش حاجة غلط تخص الشغل عشان أرفدك
سمر: بس سبيل هانم وهى خارجة هـ ـدد تني انها هترفدنى وقالت لى ادور ع مكان تانى من دلوقتى عشان هى وعدت بـ رفدي
صهيب: ماتقلقيش مافيش حاجة من دى هتحصل، اتفضلى روحى شوفى شغلك يلا
خرجت فعلا سمر من المكتب وهو قعد ورا مكتبه ومسك فونه عشان يتصل بـ جده لاقى منه اتصال فتح ورّد عليه وابتدى يحكي له كل اللى حصل والكلام اللى قالته سبيل وقراره بعدم رفد سمر، لكن عمران دماغه كان فيها حاجة تانية خالص وطلب من صهيب يرجع بعد الشغل ع طول القصر ضروري، وقفل المكالمة معاه وسابه فى حيرته، صهيب جواه قلقان ومش فاهم دماغ عمران فيها ايه بالظبط
__________________________
فـ قصر الشهاوي
دخل عمران مكتبه بعد مكالمة صهيب اتصل كمان بـ سبيل وبلغها انه عايزها ضرورى، قعد مع نفسه وهو واخد قراره انه ينفذ اللى فـ دماغه، دخلت وراه مراته وقعدت قصاده شوية وهو سرحان
فاطمة بتنهيد: وبعدهالك يا أبن عمى؟
انتبه لها عمران وبهدوء: بعدهالى فـ ايه يا فاطمة
فاطمة: فـ اللى بتفكر فيه يا عمران
عمران: بفكر فـ مصلحة العيلة يا فاطمة، ولادى وولادهم يا بنت عمى
فاطمة بنفاذ صبر: بلاش تشيّل سبيل شيلة مش بتاعتها يا عمران، البت مش حمل وجع قلب تانى، كفاية أبنك اللى ماشي ورا الحرباية اللى متجوزها وناسي انه عند بنت عروسة ومحتاجة رعايته واهتمامه
عمران بتنهيدة: سبيل قدها وقدود، وهتقدر تشيل الشيلة وتعدى بيها بر الأمان يا فاطمة، ماتقاطعيش انتى بس يا غالية.. وهو بيتكلم سمع خبط ع باب المكتب وسمح بالدخول.
سبيل دخلت بعد ما سمعت الأذن والحزن باين ع ملامحها وقربت باست ايد جدها وجدتها وقعدت: حضرتك طلبتنى يا جدو؟
عمران فتح لها دراعاته عشان تدخل فـ حضنه: تعالى فـ حضن جدو حبيبك وقوليلى حبيبتى زعلانة ليه؟
سبيل بوجع: عايزة أرجع باريس يا جدو، هتخنق من القعدة هنا، مش قادرة استحمل أكتر من كدا
فاطمة بتهز دماغها يمين وشمال وعينها ع عمران بتعاتبه بعينيها وبتقول له هو ده اللي كنت عاملة حسابه.
عمران فهم نظرات فاطمة وعتابها بس مش عايز يسبق الأحداث وبص لـ سبيل: معقول حبيبة قلبي تتخنق وانا موجود! وبهمس، انا عارف انك متضايقة عشان الواد صهيب مرضيش يرفد البت السكرتيرة اللى منعتك تدخلى المكتب، بس ولا يهمك، انا بكرة هروح وأرفدها بنفسي وأجيب له سكرتير راجل يفهم فى الزوق والاتيكيت
سبيل بدموع: يا جدو، صهيب قبل عليا الأهانة من السكرتيرة بتاعته ونصرها عليا
عمران بمكر: وانتى ماسكتيش برضو يا بنت علي، أديتيله ع دماغه وسيبتيه يرن
سبيل بغيظ: هو لحق اشتكى لك
عمران: ومن أمتى صهيب بيشتكي يا شقية
سبيل: اومال عرفت ازاي الكلام ده لو مش هو اللى قال
عمران لسة هيرد عليها سمع خبط مرة تانية ع الباب وسمح بالدخول وكان صهيب اللى دخل وعمل زى سبيل باس إيد جده وإيد جدته وراسها
صهيب: عاملة ايه يا جدتي
فاطمة بحب: بخير طول ما أنتوا بخير ياحبيبى
صهيب: ربنا يبارك لنا فـ عمرك ويديمك نعمة فـ حياتنا يا جدتى يارب، ولـ عمران.. حضرتك طلبتنى ضروري ليه يا جدي؟
عمران بجدية بعد ماخرجت سبيل من حضنه: اقعد يا صهيب انت وسبيل عايزكم فـ حاجة مهمة، وبص لـ فاطمة.. ياريت تسيبينا لوحدنا شوية يا أم عادل لو سمحتى
فاطمة بقلق: انا حذرتك من اللى بتفكر فيه يا عمران أكتر من مرة، وبرضو ناوي تنفذه.
عمران بهدوء: فات آون الكلام ده خلاص يا فاطمة، لو سمحتي أخرجي خليهم يحضروا الغدا لغاية ما اتكلم شوية مع أحفادي.
فاطمة بتنهيدة قلق: لله الأمر من قبل ومن بعد، ربنا يستر.
سبيل وصهيب مش فاهمين حاجة خصوصا قلق جدتهم ونظراتها لجدهم لكن الاتنين ساكتين ومستنيين يعرفوا عمران عايزهم ليه
عمران قعد ورا مكتبه، عينه ثابتة عليهم، لكن وراه Nـار بتغـ*ـلي، ما قالش ولا كلمة، ساكت وسايب الصمت يعمل تأثيره، وفجأة بصوت مليان قوة وتحدى: أعملوا حسابكم، الليلة كتب كتابكم ودخلتكم. وده أمر مافيش فيه نقاش!
صهيب، وقف مكانه كأنه حد Dـربه بالقلم بكل قوة، صدمته كانت أكبر من إنه يصدق اللي بيسمعه: نعععععم!!!؟ إيه الكلام اللي حضرتك بتقوله ده يا جدي؟
سبيل كانت قاعدة متجمدة مكانها، صوتها طلع بصعوبة من شدة الصدمة: كتب كتاب مين بالظبط؟!
عمران نظراته كانت ثابتة عليهم لدرجة انها اخترقتهم، وطلع كلامه كأنه حكم نهائي لـ سبيل:
كتب كتابك على ابن عمك.
صهيب دماغه اشتـ*ـعلت من شدة الغضب، ورفع صوته بتحدي: مستحيل! مش هيحصل يا جدي، أنا مش ممكن أتجوز سبيل!
سبيل سمعت رد صهيب، كلامه كأنه سهـ*ـم انغـ*ـرس فـ قلبها، بس عنادها وكبريائها خلّوها ترد بنفس القسوة: وأنا أصلاً مش موافقة! مين قالك إني عايزة أتجوزك؟… وبصت بعين مليانة وجع لـ عمران: أنا مش موافقة على اللي بتقوله ده يا جدي!
عمران، بنبرة صوت حادة وملامحه اللى اتحولت لصخر: أسمعوا انتوا الاتنين انا قولت الليلة كتب كتابكم، يعني الليلة كتب الكتاب، وده أمر ومافيش فيه رجوع، مفهوووم.
صهيب غضبه عدى كل الحدود، وصوته بقى عالي وبزعيق: ازاى بس يا جدى وحضرتك عارف انى مـ… قطع كلامه لما شاف نظرات جده النـ*ـارية، ورجع أتكلم بصوت واطي شوية لكنه مليان غضب: حضرتك عارف أنى بحب واحدة تانية ومستحيل اتجوز غيرها
سبيل حست بروحها بتتسحب منها لما سمعت كلام صهيب وكأنه طعـNـها بسـkـينة، وقفت للحظة عاجزة مش عارفة تفكر، وبعدين ردت بصوت عالي مليان ألم: وأنا كمان بحب واحد تاني ومش هتجوز غيره، بعد إذنك، ولفت عشان تخرج.
لكن عمران زعق بصوت زلزل المكتب: مكانك! أنا ما سمحتلكيش تخرجي! و بص لـ صهيب.. انا قولتها كلمة، فرحكم الليلة ومافيش نقاش، فاهمين ولا لأ، اتفضلوا يلا اطلعوا جهزوا نفسكم.
صهيب بصوت مكبوت لكنه واضح فيه الغليان: انا آسف يا جدي، انا مش موافق على طلبك ده، بعد أذنك.
ولسة هيتحرك هو كمان من قصاد جده ناحية باب المكتب.
عمران بحدة وقسوة: صهيييب، انا سمحتلك تخرج؟! ووجه كلامه لـ الاتنين:
الظاهر اني دلعتكم انتوا الاتنين زيادة عن اللزوم، لدرجة انكم مابقيتوش تسمعوا كلامي، وبقيتوا تردوا عليا كلمة بكلمة
سبيل دموعها نزلت غصب عنها، وبصوت مهزوز مليان غضب ووجع: يا جدو انـ…..
عمران بمقاطعة بص ليهم: أسمعي أنتي وهو، أنا ماعنديش وقت للكلام الفاضي ده، المأذون هيجي يكتب كتابكم بعد المغرب وهتتعملكم حفلة صغيرة جوة القصر هنا نعلن فيها جوازكم وبعدها هتطلعوا على جناحكم في أخر دور انا جهزتهلكم بنفسي..
وبعدها وجه كلامه لـ صهيب: وانت تطلع تبلغ أبوك وعمك انك طلبت ايد سبيل مني وانا وافقت وع اساسه فانت مستعجل ع الجواز عشان كدا هنكتب الكتاب على طول، مفهوم؟
سبيل بغضب، من بين دموعها: بس انا مش موافقة يا جدي ع الجواز بالطريقة دي، انت كدا بتأكد كل كلمة قالها علي ونرمين.
عمران بغضب أكبر: انا قولتها كلمة، هتتجوزي صهيب يعنى هتتجوزيه، انتي فاهمة ولا لأ
صهيب بنفس الغضب والعصبية: انت كدا بتظلمنا يا جدي، لا انا بحب سبيل ولا هي بتحبني، مش هنعرف نعيش مع بعض، أرجوك ارجع فى قرارك ده.
عمران: من أمتى عمران الشهاوي بيرجع فى كلامه يا ابن عادل؟ انا اخدت القرار ومش هتراجع عنه، وما تنساش انك وعدتني، تنفذ اى حاجة اطلبها منك، فاكر وعدك ولا مش فاكره يا استاذ صهيب؟
صهيب غمض عينيه بيحاول يهدي نفسه وافتكر وعده لـ جده، فتح عينه وقرب من عمران واتكلم بصوت مخنوق كله انـkـسار لأول مرة فـ حياته:
انا صحيح وعدتك ومازلت عند وعدي يا جدي وعمري ما هخلفه طول ما انا عايش، بس مش هتجوز سبيل، أطلب مني أى حاجة تاني ان شالله تطلب أني أد*بـ*ـح نفسي قدامك، لكن ما تطلبش مني اتجوز واحدة تانية غير اللى بحبها، أرجوك يا جدي ماتطلبش مني أقـtـل نفسي بجوازة مش عايزها.
سبيل قلبها وجعها أكتر من كلام صهيب، وحاولت تحافظ ع كبريائها بقدر الإمكان وما تبينش وجعها لكنها ما قدرتش وفقدت السيطرة ع نفسها ولـ عمران بانهيار: هو انا رخيصة اوي كدا؟ عاااار عليك وعايز تخلص منه؟ ولا انت صدقت كلام ابنك ومراته؟ وبدموع مغرقة وشها.. صح، انت أكيد صدقت كلامهم عشان كدا عايز تجوزنى وتداري الفضيحة، وبزعيق وغضب أكبر.. مش كداااا، شااااايف وساااامع كلامه وبرضو مصمم على تنفيذ حكمك يا عمران بييييه.
عمران قلبه اتوجع من كلامها لكنه مابينش واتكلم بهدوء مرعب وكأنه بيعلن النهاية: خلصتوا كلامكم انتوا الاتنين؟ اسمعوا بقى، كل اللى قولتوه ده ما هزش شعرة فيا ولا خلانى أغير رأيى، وهتخرجوا دلوقتى تطلعوا تجهزوا عشان كتب الكتاب هيتم الليلة، يعني هيتم، وده أمر غير قابل للنقاش، اتفضلوا يلاااااااااااا
صهيب فضل يحاول يقنعه بكل الطرق، لكن عمران كان جبل ما بيتحركش، وفعلا بعد كلام كتير ومحاولات من صهيب مستميتة عشان جده يرجع فى قراره لكنها فشلت، اضطر ينفذ له رغبته، خرجوا الاتنين من المكتب، سبيل طلع جرى ع اوضتها ودموعها مغرقة وشها وقلبها بينزف، بسبب كل اللى بيحصل لها من وقت ما رجعت، وصهيب بلغ أبوه وعمه بقرار جده زى ما أمره بالظبط وطلع هو كمان اوضته مستني تنفيذ الحكم اللي بالنسبة له كان أكبر من الموت.
فاطمة كانت قاعدة مع ولادها فى الليڤنج ومعاهم سامية ونرمين وعينيها ع المكتب وبالها مشغول باللى بيتم جواه، وفجأة شافت سبيل خارجة منهارة وشافت صهيب قرب منهم يبلغ أبوه وعمه بأمر عمران وبعدها سابهم يتخبطوا مش فاهمين حاجة وطلع هو كمان، قامت طلعت ورا أحفادها تطمن عليهم أما عادل ومراته وعلي ومراته دخلوا المكتب جري يفهموا حقيقة الكلام اللى قاله صهيب، وهما متوترين كأنهم داخلين ع معركة.
جوة المكتب
عمرن قاعد ع كنبة الانتريه وحاطط راسه بين ايديه، بيفكر فـ كلام سبيل ودمعة شاردة هربت من عينه وبيكلم نفسه، فجأة سمع خبط ع الباب اتعدل فـ قعدته ورسم الجدية مرة تانية واذن بالدخول: أدخل
دخل عادل وعلي بعد ماسمعوا الأذن وهما مش فاهمين حاجة وسأل ابوه: ايه الكلام اللى قاله صهيب ده يا بابا؟
علي بغباء: ازاى يعنى صهيب يتجوز سبيل، المفروض اللى يتجوزها شهاب بعد اللـ…..
عمران رفع راسه بهيبة زى عوايده وبص لـ علي بحدة خلاه قطع كلامه، ورجع تاني لهدوءه المصطنع وبابتسامة: مالكم مستغربين ليه؟ صهيب طلب مني ايد سبيل وانا وافقت، ايه الغريب فـ كدا؟ اتفضلوا اطلعوا جهزوا القصر واعزموا الناس ع كتب الكتاب والحفلة بالليل، ولـ عادل.. كلم المأذون يجي المغرب، ولـ سامية.. خليكي مع سبيل جهزيها وكلها ساعة زمن وهيوصل الفستان ومستلزماته.
سامية بقلق: حاضر يا بابا، وخرجت بسرعة عشان تنفذ كلام حماها
عادل باستغراب من الموقف كله وشكل عمران الواضح عليه جدا رغم محاولاته انه يداري: ازاى بس يا بابا صهيب طلب ايد سبيل وحضرتك عارف أنه……
عمران قاطع عادل بغضب: انه ايه يا عادل؟ قصدك اني بكدب مثلا!!
عادل: العفو يا بابا حاشا لله، انا مستغرب بس مش أكتر
عمران: ماتستغربش، واتفضل يلا كلم المأذون.
عادل بقلق: حاضر يا بابا هكلمه، بس الاوراق الخاصة بكتب الكتاب هنعمل فيها ايه؟
علي بتسرع: يمكن بابا هيجوزهم عرفي يا عادل؟
عمران بغضب: من أمتى أبوك بيخالف شرع الله يا علي عشان يجوز أحفاده عرفي؟ ولـ عادل الاوراق كلها جاهزة عند المأذون، اتفضل يلا أكد عليه الميعاد ، واخرجوا اعملوا اللى قولت عليه يلاااااا.
وبالفعل خرجوا من المكتب وهما مش فاهمين حاجة وزادت حيرتهم أكتر لكن مافيش قصادهم أى اختيار لازم ينفذوا كلام عمران بالحرف.
في سبيل صهيب بقلمي✍️___لبنى دراز
عمران بغضب: قد كدا كلامي مالوش أعتبار عندك؟