رواية فى سبيل صهيب الفصل الثالث بقلم لبنى دراز
يا لمرارة الحب حين يمتزج بالخذلان. كيف يمكن لقلبٍ أحب بصدق أن يتحمل ثقل الذنب، كيف لي أن أغفر لك أو أغفر لنفسي؟كنت البداية والنهاية، كنت الحلم الذي نسجتُه بآمالي، حتى استيقظت على كابوس فقدانك. ورغم كل شيء، ما زلتُ أحبك… أحبك كما يُحب الغريق آخر أنفاسه قبل أن يغيب في ظلمات البحر.
في سبيل صهيب بقلمي✍️______لبنى دراز
فـ قصر الشهاوي
أوضة صهيب
بعد ماخرجت سبيل هى وصهيب من المكتب، واضح الضيق ع ملامحهم، والكلام اللى اتقال لسة بيرن فـ ودانهم، كل واحد منهم طلع ع أوضته، خطواتهم كانت تقيلة وكأنها بتجرجر الهم معاها، فاطمة شافتهم وهما معدّيين قدامها، لمحت الحزن فـ عينيهم قلقت عليهم، فوقفت تفكر لحظة قبل ما تقرر تطلع وراهم تطمن.
وأخيرا قررت تطلع لـ صهيب الأول، قربت من باب أوضته، خبطت خبطة خفيفة، وفتحته بهدوء، اول ما دخلت شافته متعصب ورايح جاي فـ الاوضه حاسس انه متكتف كأنه أسد محبوس جوة عرينه، حركاته متوترة وعـNـيفة، مش عارف يعمل ايه فـ قرار وأمر جده.
قربت فاطمة منه ومدت له إيدها واتكلمت بنبرة صوت هادية لكن كلها حزن: خد ايدي يا صهيب اتسند عليك لغاية الكنبة، جدتك خلاص يلا حُسن الختام، مابقيتش قادرة تتحرك زى زمان.
صهيب لما لمحها، وقف مكانه لحظة، وكأن الهدوء بتاعها لمس حاجة جواه، قرب منها ومسك إيدها بحنية قعدها على الكنبة وقعد جنبها، بص لها وعينيه مليانة حزن، وطى ع إيدها وباسها، وبمرارة باينة فـ نبرة صوته: بعد الشر عنك يا جدتي، ربنا يبارك لنا فـ عمرك وما يحرمناش منك ابدا يا حبيبتي.
فاطمة بتحاول تخبي دمعة هربت من عينيها، مسحت ع شعره بإيدها اللى كانت بترتعش شوية: عيونك حزينة ليه يا صهيب؟ بذمتك في عريس فرحه الليلة يبقى حزين بالشكل ده؟!
صهيب رفع راسه واتنهد بوجع طالع من أعماق قلبه: مش لما يبقى برغبتي وأختياري، يا جدتي!!
فاطمة بنبرة حاولت تخليها هادية رغم القلق والتوتر اللي كان ظاهر فـ عينيها: ومش باختيارك ورغبتك ليه يا ابن ابني؟ هو انت هتلاقي زى بنت عمك فين بس؟
صهيب غمض عينيه ولف وشه بعيد عنها كأنه بيهرب من كلامها: عارف يا جدتي، سبيل ألف مين يتمناها، بس مش أنا، أنا عمري ما شوفتها زوجة، طول عمري شايفها زى شاهندة، ليه جدي يجبرنا ع الجواز وهو عارف اني……
فاطمة قطـ*ـعت كلامه بحزم رغم أن جواها كانت مهزوزة وقلقانة: جدك أجبرك لانه خايف ع سبيل وشايف ان مافيش غيرك اللى هيقدر يحافظ عليها يا حبيبى.
صهيب قام وقف بسرعة، قامته الطويلة زادت من هيبته، لف وشه، ومرر صوابعه بين شعره التقيل بيحاول يهدى أعصابه، لكنه فجأة انـfـجر بصوت مليان نرفزة وعصبية: اشمعنى أنا يعني اللى يجبرني اتجوزها؟! هو مافيش غيري؟! ما عنده شهاب قريب منها فـ السن وكمان فاضي مش مرتبط زيى
فاطمة ما زالت محافظة ع هدوءها رغم القلق اللى باين فـ كلامها وحركة إيديها: اقعد يا ابني، أهدى واسمعني، وبعدها قرر انت عايز ايه، وأيًّا كان اللى هتقرره انا معاك فيه.
صهيب بص لها شوية، ورجع قعد مرة تانية، لكنه المرة دي كان أهدى شوية، اعتذر لها وهو بيحاول يخبي إحراجه وبتنهيد: آسف يا جدتي اتعصبت ع حضرتك، اتفضلي انا سامعك، عايزة تقولي ايه؟
فاطمة أستسلمت للحزن اللى بان فـ عينيها وهى بتتكلم: يا ابني، سبيل تعبت وآست كتير طول حياتها، اتحرمت من حنان أمها وهى عمرها سنتين، وعمك بدل ما يراعيها ويعوضها، راح اتجوز حيّة بخت سمها فـ ودانه وخليته يرميها لـ سامية ومش بس كدا، دى فضلت تدبر المكايد والمصايب للغلبانة دى مرة ورا مرة.
سكتت شوية تاخد نفسها وتمسح دموعها اللى نزلت غصب عنها، ورجعت كملت كلامها وعينيها بتلمع من كتر الحزن والدموع: ولولا جدك واقف لها بالمرصاد ومحاوط ع سبيل كان زمان الحيّة دي هى وعمك رموها لأى حد ولا باعوها بعقد جواز شرعي وخلصوا منها، ودلوقتي إحنا كبرنا يا ابني ومش هنعيش قد ما عشنا، وجدك نفسه يطمن عليها قبل ما ربنا ياخد أمانته يا حبيبي.
صهيب كان بيسمعها رغم القهر اللي واضح في عينيه ومالي قلبه، لكنه حاول يمسك أعصابه، واتكلم بنبرة هادية نسبيًا: برضو مافهمتش أشمعنى أنا؟ هو شهاب يعني مش راجل ويقدر يحافظ عليها؟
فاطمة فاطمة اتنهدت وهي بتحاول تشرح له الأمور بهدوء:
شهاب راجل وسيد الرجالة كمان، بس ماينفعش، عشان الكلام اللى قاله عمك، لو جدك قال لـ شهاب يتجوزها يبقى بيقول أنه صدق كلام عمك والحرباية اللى معاه
صهيب رفع حاجبه بدهشة، وحرك راسه بعدم فهم: وهو يعنى لما يجبرني اتجوزها بالطريقة دى يا جدتي، مش هيبقى برضو بيأكدلهم انه مصدق كلامهم!!
فاطمة مدت إيدها ومسكت كفه بحنية، وضغطت عليه بخفة كأنها بتحاول تطمنه: لا يا ابني، جدك من زمان وهو حاطط فـ دماغه انه يجوزك انت وسبيل، لأنه شايف انك الوحيد اللي هتقدر تحميها من أبوها ومراته زى ما قولتلك، وعارف انكم انتوا الاتنين مع بعض هتقدروا تحافظوا ع العيلة من بعده وتحافظوا ع تعب وشقى العمر ومش هتسمحوا لحد يضيعه، فهمت بقى جدك عمل كدا ليه؟ فكر يا ابني شوية واعقلها وخد قرارك براحتك وانا مستنياك فـ جناحي تبلغني قررت ايه
صهيب سكت لحظة، وبعدها قام فجأة زي البرkـان اللي كان خامل لكنه انـfـجر مرة واحدة، راح ناحية الشباك، فتحه بعصبية، وأخد نفس عميق وخرجه بسرعة، كأنه بيحاول يطرد كل الأفكار اللي بتخنقه. وبعد لحظات من الصمت، لف راسه ناحية جدته وقال بصوت واطي لكن فيه استسلام: مافيش داعي يا جدتي تستني، انا موافق.
فاطمة وهي بتحاول تخبي ابتسامة صغيرة ظهرت ع ملامحها، قامت واتحركت بهدوء ناحية الباب، لكنها وقفت للحظة وبصت له بحنية: سبيل غلبانة يا صهيب، أحتويها وخد بالك منها وبلاش تيجي عليها، عارفة أنك راجل يا ضنايا وقد المسؤولية، وهتحافظ ع الأمانة اللى علقها جدك فـ رقبتك، مبروك يا ابني
خلصت كلامها وخرجت من غير ما تدي له فرصة يرد وقفلت الباب وراها بهدوء، صوت خطواتها البطيئة وهى ماشية فـ الطرقة ورايحة تخبط ع أوضة سبيل كان بيوصل له كأنه شايفها بعينيه.
______________________
فـ أوضة سبيل
فـ نفس الوقت طلعت سامية اوضة سبيل تطمن عليها بعد ما عرفت الخبر من صهيب وأكده عمران، فتحت الباب فجأة، وشافتها بتفضي فـ إيدها علبة اقراص منومة وبتحطها ع بُقها، دخلت جري ونطرت إيدها بسرعة وهى بتصرخ فيها.
سامية بصوت عالي مليان فزع وخوف، إيديها بترتعش وهي ماسكة إيد سبيل بقوة تمنعها من اللى بتعمله: ايه اللي بتعمليه ده؟ أنتي اتجننتي؟ عايزة تنـtـ ـحري؟! عايزة تـmـوتي كاfـرة يا سبيل!؟ ليه يابنتي كدا!؟ مافيش حاجة تستاهل تعملى فـ نفسك كدا يا حبيبتى.
ملامحها كانت مليانة خوف، ودموعها نزلت قبل ما تكمل كلامها، كأنها بتحاول توصل لها إحساس الأم اللي بتترجى بنتها ترجع لعقلها.
سبيل جسمها كله بيتهز من كتر العياط، صوتها متقـ*ـطع وكلامها بيخرج بصعوبة من بين شهقاتها وبانهيار: منعتيني لييييه؟ سيبيني أروح لـ أمي وارتاح من الدنيا دى واللي فيها
سامية قربت منها، ودموعها ماليا عينيها، وملامحها كلها وجع: وأهون عليكي تسيبيني يا سبيل؟ تهون عليكي ماما سامية وتيتة؟! مافكرتيش فينا، حالنا هيبقى عامل ازاي لو كان جرالك حاجة؟
نبرة صوتها كانت كلها ألم، كأن كل كلمة بتخرج منها بتوجعها أكتر من اللي قبلها، وعيونها بتترجى سبيل إنها تبطل تفكيرها المجنون اللى بتفكر فيه
سبيل بدموع وأنهيار أكبر، وبصوت مليان وجع وهي بتتحرك بسرعة في أوضتها، خطواتها متخبطة كأنها بتحاول تهرب من نفسها وبتصرخ: وانا ميييييين فكر فياااااا، من أول أبويا اللى راح أتجوز بعد موووت أمي ورماني ليكي وعاش حياته، سنين كتير عانيت فيهم من الحرمااااان، حرماني من حنان أمي وحضن أبويااااا، أتيتمت وهو عاااااايش، كنت بشوفه بيدلع أخواتي وينفذ لهم طلباتهم وأنا لأ، ع قد ما كان قلبي بيوجعني، كنت بقول لنفسي، جدي عوضني عنه، وبيحميني منه، ومهما يقول هو ومراته، جدي عمره ما هيصدق.
كلامها كان زي السـkـاكين اللي بتقـ*ـطع في روحها، ودموعها كانت بتنزل زي المطر، وقفت فجأة ولفت ناحية سامية، عيونها مليانة حزن وكره لنفسها: دلوقتي هو صدق كلامهم يا ماما وراح يرميني لصهيب عشان يخلص من عاري، مع أني ماعملتش حاجة وبريييئة من كل كلمة اتقااااالت!
انهارت على الأرض، جسمها فقد كل طاقته من شدة الوجع والانهيار، كانت بتـDـرب الأرض بإيديها، كأنها بتحاول تخرج وجعها اللى جواها مع كل كلمة بتقولها: قد كدا أنا رخيصة فـ نظره عشان يجبر صهيب يتجوزني؟! صهيب قالها صريحة يا ماما، قال بيحب واحدة تانية، قال مستحيل يتجوزني، كلهم مش عايزيني، ولا أبويا ولا جدي ولا حتى صهيب عايزني، يبقى أعيش ليييييه ولميييين؟.
سامية قربت منها أكتر، قعدت جنبها على الأرض، حضنتها بكل قوتها كأنها بتحاول تلملم جراح قلبها المـkـسور، وفضلت تمسح على ضهرها بحنية وبصوت هادي مليان حب ودفى: تعيشي لنفسك يا بنتي، تعيشي لشبابك ومستقبلك اللي مستنيكي يا هبلة، وبعدين مين قالك انك رخيصة!! انتي غالية، وغالية أوي كمان، جدك عمره ما صدق فيكي حرف واحد من اللي اتقال، أكيد فى سبب للي عمله ده، ولو ع صهيب فهو الخسران، مش هو ابني؟ بس انا اللي بقولك، مالوش فـ الطيب نصيب
سبيل عيونها ورمت ومش شايفة قدامها من كتر دموعها وحزنها، ومرعوبة من مصيرها اللي بيتحدد غصب عنها، رفعت راسها بصعوبة وهي ماسكة إيد سامية برجاء زي الطفل اللي بيدور على حضن أمه وبصوت مليان وجع وقهر: أرجوكي يا ماما لو بتحبيني وبتعتبريني بنتك، كلمي بابا عادل يكلم جدي ويخليه يلغي الجواز ويسيبني أرجع باريس، ابوس ايدك، عشان خاطري.
سامية بصت لها بعيون مليانة دموع وحزن، وقلبها بيتقـtـع عليها وهي شايفاها بالشكل ده، قربت منها ومسحت ع شعرها بحنان: أخص عليكي يا سبيل، انتي عندك شك أنك بنتي، عندك شك فـ حبي ليكي!! قومي يا حبيبتى أرتاحي وانا هروح لـ عادل أكلمه وأخليه يكلم جدك، بس انتي أوعديني ما تكرريش اللى عملتيه ده تاني وتوجعي قلبي عليكى.
سبيل وهي بتحاول تكتم شهقاتها عشان ما توجعش قلب سامية أكتر: حاضر يا ماما.
وبالفعل سمعت كلام سامية وقامت من ع الأرض بصعوبة، جسمها مهدود من كتر الوجع اللي فيها، مشيت لسريرها قعدت عليه، حضنت رجليها وضمتهم لصدرها بشدة ودموعها مغرقة وشها، وصوت شهقاتها المكتوم بتحاول تداريه عن اى حد، خرجت سامية من عندها وقبل ما تمشي بصت لها بنظرة طويلة كلها وجع وهى بتفكر فـ طريقة تساعدها بيها، وتعمل محاولة مع جوزها وحماها عشان يلغوا الجوازة وفـ نفس وقت خروجها من عندها، كانت خرجت فاطمة من عند صهيب وقربت من أوضة سبيل، فتحت الباب بهدوء ودخلت، شافتها قاعدة ع سريرها حاضنة رجلها بإيدها ودافنة راسها بينهم وكاتمة صوت شهقاتها عشان ماحدش يحس بيها وبالوجع اللى جواها، قربت منها فاطمة بخطواتها البطيئة وقعدت جنبها مدت إيدها بهدوء تمسك إيد سبيل عشان تفك لها التكتيفة اللى هي فيها ورفعت لها راسها بحنية، مسحت دموعها بإيد بترتعش: العيون الجميلة دي ماينفعش تعيط ابدا يا بيلا، افرحي ياحبيبتى وانبسطي، ده النهاردة فرحك
سبيل حدفت نفسها فـ حضن جدتها واتكلمت بانهيار وهى بتشهق مع كل كلمة: مش عايزة اتجوزه يا تيتة، أرجوكي قولي لـ جدو بلاش يحكم عليا بالـmـوت، وانا والله هرجع باريس ومش هاجي هنا تاني، بس بلاش يرميني الرمية دي، أبوس إيدك
فاطمة بصوت مخنوق من حزن: أخص عليكي يا بيلا، بقى جدك بيرميكي؟!
سبيل رفعت راسها وخرجت من حضن فاطمة وهى بتنهار أكتر: اومال تسمي اللى بيعمله ده اييييه؟ لو ماكانش زهق وتعب من تحمل مسؤوليتى وعايز يخلص مني، قال يرميني لصهيب يشيل عنه
فاطمة أخدت نفس طويل وبتنهيدة مليانة وجع: بقى هو ده تفكيرك فـ جدك يا سبيل!! لا انا كدا زعلت منك
سبيل بدموع الرجاء وقلب مـkـسور ونبرة صوتها مليانة وجع: أرجوكي يا تيتة عشان خاطري والنبي قوليله بلاش يجوزني صهيب، وانا هاسافر والله النهاردة، دلوقتي حالا ومش هيشوف وشي تاني، حتى مش هارجع الشركة ولا البيت بتاعه، هابعد خالص عن اى حاجة تخصه وهاروح عند خالو، بس بلاش الجوازة دي
فاطمة بصت لها بعيون حزينة ومسكت وشها بين إيديها: يااااه، للدرجة دي مش عايزة صهيب!! بتضحي بكل حاجة وعايزة تبعدي عني وعن حضني عشان مش عايزة تتجوزيه!! طب وحبك ليه اللى واضح فـ عيونك للكل، راح فين يا سبيل؟!
سبيل بوجع وانهيار أكتر: ماشافهووووش، ماحسش بيييييه، صهيب كان بيحاول بكل قوته يخلي جدو يتراجع عن قراره، جدو رخصني أوى يا تيتة قصاده
فاطمة بصوت هادي وهى بتاخدها فـ حضنها وتطبطب عليها بحنية: لا يا حبيبتى جدك عمره مايرخصك أبدا، ده انتي بنت قلبه وفرحة عمره يا عبيطة، هو بس خايف عليكي من أبوكي ومراته، خايف لو جراله حاجة يأذوكي يا ضنايا، وأنتي عارفة نرمين وسمها اللى بتبخه فـ ودن علي، جدك عايز يطمن عليكي مع راجل يقدر يقف قصادهم، ومافيش غير صهيب هو اللي هيكمل مسيرته من بعده ويحميكي منهم، عشان كدا عمل اللى عمله ده، فهمتي بقى!!.
سبيل بصوت مليان قلق وخوف من فكرة انها تخسر جدها: بعد الشر عنه، ده أنا أmـوت وراه لو جراله حاجة، ربنا يخليكم ليا يا تيتة ومايحرمنيش منكم ابدا
فاطمة بنفس هدوءها وحنيتها: يا حبيبتي أحنا مش هنعيشلك العمر كله، ولازم نبقى مطمنين عليكي قبل ما نمشي منها، أسمعي كلام جدك ووافقي يا بيلا، عشان ترتاحي يا بنتي
سبيل بوجع أكبر: أوافق ازاى بس ع واحد رافضني يا تيتة؟!
فاطمة بابتسامة صافية: ومين قالك بس انه رافض؟! صهيب موافق، وزمانه بيجهز نفسه لكتب كتابكم كمان
سبيل بنبرة صوت حاسمة كلها تحدي: بس أنا مش موافقة ومش هتجوزه مهما يحصل ومهما تقولي يا تيتة.
نسيبهم بقى شوية يمكن فاطمة تقنعها ونروح للحية ام جرس نرمين ام سحلول
_____________________
فـ جناح علي
بعد ماخرجت نرمين من المكتب طلعت الجناح بتاعها هي وعلي وكلها غل وكره واستغراب فـ نفس الوقت، دخلت وقعدت ع الكرسي وهى هتتجنن وبتكلم نفسها.
علي باستغراب من حالتها: مالك يا نرمين بتكلمي نفسك ليه؟
نرمين بغيظ: بكلم نفسي ليه!! هو انت مش حاسس بحاجة خالص، انت ماسمعتش أبوك قال ايه؟ وكلام أبن أخوك قبل منه.
علي بلامبالاة: وافرضي، ايه يعني لما سبيل وصهيب يتجوزوا، ده يضايقك فـ ايه؟ ده حتي هتلاقي حد يلمها بدل ما هي رايحة جاية ع حل شعرها بحجة الشغل والشركة
نرمين بعصبية: أنت يا راجل انت هتجنني!! هي بنتك دي حد بيقدر عليها، دي قادرة ومفترية، وبعدين بقى انا مش مصدقة ان صهيب هو اللي طلب إيدها
علي: ومايطلبهاش ليه يعني يا نرمين؟
نرمين بنفاذ صبر: هيطلب إيدها أزاى يا علي وانت عارف اللى فيها، الموضوع ده مش داخل دماغي
علي باستفهام: قصدك ايه يعنى مش فاهم؟ سكت شوية يفكر فـ كلامها وبعدين قال.. استني، انتي عايزة تقولي أن بابا هو اللي…
نرمين بمقاطعة: بالظبط كدا، أبوك هو اللى أجبر صهيب ع الجوازة دي
علي باستنكار ودهشة: ايه الكلام اللي بتقوليه ده؟ بابا هيعمل كدا ليه؟ لا مش ممكن بابا يعمل حاجة زي كدا، ثم أن صهيب مافيش حد يقدر يجبره يعمل حاجة هو مش عايزها حتى لو كان عمران الشهاوي نفسه
نرمين بغيظ: أبوك يعملها يا علي، اومال تفتكر يعني ايه اللي رجع سبيل من باريس فـ الوقت ده؟ معقول صدفة!!!.
علي بقلق وتوتر: تفتكري؟!
نرمين: الا أفتكر، أكيد طبعا ومش هتيجي غير كدا
علي: أنا كدا لازم اشوف صهيب واتكلم معاه واعرف منه حقيقة الموضوع ده
نرمين بتريقة: وانت فاكر ان أبن أخوك هيقولك حاجة، تبقى بتحلم، صهيب شارب من جده الخبث والمكر ولو اتشالت واتحطيت قدامه كدا يا علي مش هيقولك حرف واحد غير اللي قاله تحت، اصبر عليا شوية وانا هعرفلك اول الحكاية من أخرها
علي: هتعملي ايه يا نرمين فهميني؟!
نرمين: هاستخدم اساليبي طبعا هى دي عايزة كلام، وراحت ناحية الباب وخرجت تتسحب من الجناح ع أطراف صوابعها عشان مافيش حد يحس بيها لغاية ما وصلت عند جناح عادل ووقفت حطت ودانها تحاول تسمع كلامه مع سامية
_____________________
فـ جناح عادل
بعد ما خرجت من عند سبيل رجعت الجناح بتاعها وشافت عادل قاعد حاطط راسه بين ايديه وحاسس ان دماغه هتقف من كتر التفكير
سامية بقلق: مالك يا عادل
عادل رفع راسه وبص لها وكله حيرة: محتار اوى يا سامية، مش فاهم حاجة، ليه صهيب طلب ايد سبيل من بابا؟ ولما هو عايز يتجوزها كان أرتبط بغيرها ليها؟ دماغي هتتشل مش قادر افهم اللى عمله أبنك
سامية بحزن: صهيب ما عملش حاجة يا عادل
عادل باستغراب: يعني ايه؟! اومال اللى قاله تحت قدامنا كلنا ده يبقى ايه؟! وكلام بابا لينا عن المأذون والتجهيزات للجواز ده ايه يا سامية؟!
سامية بتنهيد: كلها من ترتيب بابا عمران يا عادل، سبيل وصهيب مغصوبين ع الجوازة دي
عادل: بس بابا هيعمل كدا ليه؟
سامية: مش عارفة، أكيد فى سر وماحدش يعرفه غيره
عادل اتعدل فـ قعدته وانتبه لكلامها وبتساؤل: وانتي عرفتي ازاى الكلام ده؟
سامية بتوضيح: لما طلعت اوضة سبيل عشان اساعدها تجهز زى ما بابا قال، لاقيتها ماسكة فـ ايدها الحبوب المنومة بتاعتها وعايزة تبلعها مرة واحدة، كانت بتنتـ ـحر يا عادل ولحقتها فـ أخر لحظة
عادل بخوف وذهول: اتجننت البنت دى ولا ايه!! ايه اللى وصلها لكدا؟
سامية بوجع: اللى فهمته من كلامها ان بابا قال لها هى وصهيب ع الجواز، وأبنك رفضها وقال قدامها انه مستحيل يتجوزها، وانه بيحب واحدة تانية ومش هيتجوز غيرها حتى لو كانت سبيل، لكن بابا أجبرهم
عادل: معقول بابا عمل كدا؟!
سامية: البنت مموتة نفسها من العياط، رافضة الجواز من صهيب وعايزاك تكلم بابا تخليه يغير قراره ويسيبها ترجع باريس ومش هتيجي هنا تاني
عادل: وحبها ليه هتنساه بسهولة كدا؟
سامية: انت عارف يا عادل، سبيل عندها عزة نفسها وكبريائها فوق كل اعتبار، وابنك جرحها برفضه ليها واعترافه بحبه لـ غيرها قصاد عينيها، مستني منها ايه، عايزها تتمسك بيه بعد اللى سمعته منه؟
عادل بتنهيدة حزن: غبي، أبني غبي وهو الخسران مش هي
سامية بحزن: قوم يا عادل كلم بابا فـ الموضوع ده، خليه يغير رأيه ويلغي الجوازة دي
عادل: انتي تعرفي عن عمران الشهاوي انه بيرجع فـ كلامه يا سامية؟؟
سامية: أهي محاولة يا عادل، لأننا بالشكل ده هنخسر ولادنا الاتنين لو الجوازة دي تمت
عادل بتنهيد: لله الأمر من قبل ومن بعد، امري لله هعمل محاولة، لعله خير.
____________________
برة الجناح
واقفة نرمين رامية ودانها ع الباب بتحاول تسمع الكلام اللى بيدور بين سامية وعادل لكن مش سامعة حاجة خالص وفجأة حست بإيد ع كتفها، التفتت بخوف تشوف مين اللى مسكها من كتافها وتنحت من الصدمة: بابا!!!
عمران بتريقة وهدوء ما قبل العاصفة: ايه يا ستو أنا، اتخضيتي؟! الف سلامة عليكي يا قطة.
نرمين برعشة فـ كل جسمها وصوتها: بابا، انا، انا، انا كنت جاية عايزة حاجة من سامية.
عمران بغضب: انتي مش هتبطلي الداء المنيل ده يا نرمين؟
نرمين بخوف: يا بابا انا…..
عمران قاطعها بغضب أكبر: أنتي ايييييه يا محترمة؟! واقفة تتصنتي ع غيرك لييييه؟ عايزة تعرفي ايييييه بالظبط؟
نرمين زادت ضربات قلبها من كتر خوفها من عمران: مممش عايزة أعرف حاجة يا بابا صدقني.
عمران عينه أحمرت من شدة غضبه وبصوت عالي زلزل جدران القصر كله: غووووووري من وشي، ما اشووووفش وشك النهاردة خاااالص، أنتى فاهمة؟! تلزمي جناحك وما تخرجيش منه، وإلا قسماً عظماً تطلعي من القصر انتي والدلدول اللى قاعد جوة ده وسايبك مطلوقة ع الخلق من غير حاكم ولا رابط، بالهدوم اللى عليكم، ومن غير عيالك ومافيش لا فيلا ولا شركة، وأعملي حسابك غلطة كمان يا نرميييين هتترموا فـ الشارع انتوا الاتنين ولا هيرمش لي جفن مفهووم، غوووري من وشي يلااااااااااا
طلع عادل وسامية من جناحهم، وطلع علي ع صوت عمران وهو بيزعق لها وفهموا هى عملت ايه.
عمران بص لـ علي وبغضب أشد: وأنننننت لو ما استرجلتش ولميت أذاها عن الناااااااس وخصوصا سبيل، انسى خالص ان لك أب وعيلة، وتنسى عيالك كمان، انا هاعيد تربيتهم من جديد بعيد عنك وعنها، وهقولها لك تاني أى غلطة منها أو منك يا ابن فاطمة مالكمش عندي غير الشارع، وانت عارف كويس أني قادر أعملها، وده أخر تحذير، وأتمنى أنكم تغلطوا.
خلص كلامه وسابهم ورجع الجناح بتاعه وهو متعصب من تصرفات مرات ابنه، ومش عارف يعمل معاها ايه، نرمين من خوفها من عمران انه ينفذ تهـ*ـديده جريت ع جناحها وقررت ما تخرجش خالص منه لغاية ما يهدى، علي دخل وراها عشان يفهم منها اللى حصل، اما عادل وسامية واقفين يخبطوا كف بكف ومش مستغربين.
عادل: لا حول ولا قوة إلا بالله، مافيش فايدة فيها
سامية: مرات أخوك مش هتجيبها لبر، تموووت لو ما وقفتش تتسمع وتتصنت ع البيبان
عادل: ربنا يهديها، شكلها بتحرب ع خر*اب بيتها وطردها فـ الشارع هى وجوزها
سامية بقلق وتوتر: ربنا يستر يا عادل، بابا مستحلف لهم وطالما قال كدا يبقى هيستنالهم ع غلطة.
عادل بقلق: ربنا يستر، يلا روحي شوفي سبيل وانا هدخل لـ بابا، اشوف موضوع كتب الكتاب ده هيخلص ع ايه.
وبالفعل راح عادل لـ عمران يهديه شوية بعد اللى حصل من نرمين واتكلم معاه عشان سبيل وصهيب، لكن عمران مصمم ع رأيه وأمر ابنه يجهز كل حاجة فـ خلال ساعتين، وبالفعل خرج عادل من عند ابوه ونفذ كل اللى طلبه منه وبعد شوية وقت كان وصل الفستان والبدلة اللى طلبهم عمران عشان الفرح، بعت لـ صهيب بدلته مع شهاب وبعت الفستان لـ سبيل مع سامية والكل ابتدوا يجهزوا عشان كتب الكتاب والحفلة
_____________________
فـ أوضة صهيب
شهاب فتح باب الاوضة ودخل شاف صهيب واقف فـ التراس بيتكلم فـ الفون، حط البدلة بتاعة الفرح ع السرير وقعد يستنى أخوه لغاية ما يخلص مكالمة وسامعه بيقول.
صهيب: سامحيني يا حبيبتي مش هاقدر أجي النهاردة كمان، معلش استحمليني شوية.
=:……..؟؟؟
صهيب: بالكتير بكرة، مضطر اقفل يا حبيبتي دلوقتي، خدي بالك من نفسك لغاية ما اجيلك، هتوحشيني، سلام.
خلص صهيب المكالمة وخرج من التراس بخطوات بطيئة وتقيلة، شاف أخوه قاعد ع الكرسي مستنيه وباين ع ملامحه القلق، واضح إن فيه حاجة شغلاه، قرب منه وبحزن وسأله: قاعد من بدري؟
شهاب رفع راسه وبص لـ صهيب: لا، لسة من شوية
صهيب حس ان شهاب فيه حاجة مش مريحاه، ومش ع طبيعته، سأله وهو بيحاول يقرأ تعابير وشه: مالك يا شهاب؟
شهاب وقف وقرب من صهيب وملامحه كلها قلق: دي سها؟
صهيب اتنهد وصوته مليان حزن: أيوا هي.
شهاب: قولتلها أنك هتتجوز يا صهيب؟
صهيب هز راسه بوجع بينفي: لأ، ماقدرتش يا شهاب اجرحها واقولها اني هتجوز واحدة غيرها، خوفت ع مشاعرها، خوفت يجرالها حاجة وخوفت تزعل وتبعد عني ولو ده حصل هاروح فيها يا شهاب.
شهاب سكت، بس جواه الدنيا قايمة ومش قعدة، ولـ نفسه بصوت واطي: يا حنيين، بقى ماقدرتش تجرحها، وقدرت تجرح قلب بيتمنى بس نظرة منك، فعلا مراية الحب عامية يا ابن أمي وابويا
صهيب لاحظ أن شهاب سرحان ونداه باندهاش: شهاااب!! سرحت فـ ايه؟
شهاب فاق من شروده ورد بسرعة: أبدا يا بيبو ماسرحتش ولا حاجة، خلينا فـ المهم، قولي ناوي تعمل ايه مع سبيل؟
صهيب أخد نفس وخرجه بقوة، ولف بعينيه فـ الأوضة كأنه بيدور ع إجابة: مش عارف يا شهاب، جدك ورطنا وأجبرنا احنا الاتنين ع الجواز. فجأة زعق بعلو صوته وبعصبية: أنا مش فاهم بس هو هيستفيد ايه من كل ده؟! ازاى يقبل اني اتجوزها وهي بتحب واحد تاني؟! دى قالتها بكل بجاحة يا شهاب(انا بحب واحد تاني ومش هتجوز غيره)
شهاب رفع حاجبه ببرود وبتريقة: عادي يا صهيب، ما انت فـ حياتك واحدة تانية، فين المشكلة بقى؟
صهيب انفعل وبنبرة غضب: انت بتستهبل يا شهاب؟ انت واعي للى انت بتقوله ده؟ يعنى ايه تبقى مراتي وتفكر فـ واحد تاني غيري؟ ده انا اخلص عليها بإيدي.
شهاب بهمس لنفسه: ما انت حمـ*ـار هقول ايه، العيلة كلها شايفة وحاسة الا البعيد بهيم
صهيب شايف شهاب بيتكلم بس مش سامع بيقول ايه وبغيظ: بتقول ايه يابني أدم انت!! مش سامعك!!
شهاب أتنهد تنهيدة طويلة كلها قلق وبجدية: بقول ربنا يستر، وتعدي الليلة دي ع خير، بقولك ايه البدلة عندك أهي بكل حاجتها، أجهز بسرعة، خلاص مافيش وقت.
وبالفعل، سابه وخرج من الأوضة بسرعة، راح ع أوضته. وقبل ما يخرج ويقفل الباب وراه، بص لصهيب نظرة أخيرة، كان واضح فيها قلقه، بس ماقالش حاجة.
دخل شهاب أوضته بسرعة، وبدأ يجهز نفسه، بس جواه ماكانش هادي. الأفكار شغالة والهمس بينه وبين نفسه مش راضي يوقف: يا ترى الليلة دي هتخلص إزاي؟ ربنا يستر… وبعد ما خلّص وجهز، نزل لـ جده يشوف طلباته ويجهز القصر لاستقبال الضيوف.
____________________
فرنسا🇫🇷
فيلا شريف التهامي فـ مارسيليا
فريد قاعد فـ اوضته ماسك فـ ايده فونه وفاتحه ع صورة معينة وبيكلمها وهو دموعه نازلة وكله وجع، فجأة اتفتح باب الأوضة ودخل صديقه باسيلي فرنسي من اصل عربي وبيتكلم عربي متكسر وعنده لد*غة فـ كلامه
باسيلي بهيصة زى عوايده: بونسواغ جود افتغ نون، ميت مسا ع أحلى عيون، مش مبطلة عياط يا وله.
فريد بعصبية: مش هتبطل داخلة المخبرين دي باسيلي؟
باسيلي برفض وهو واقف حاطط ايده فـ وسطه: نو مسيو، مش ابطل، لغاية ما تبطل انت الهبل اللي انت عامله ده.
فريد بتنهيدة حزن: أنا عملت ايه بس باسيلي، انا فـ حالي وساكت اهو
باسيلي ما زال واقف بس حط ايديه فـ جيوبه: قول ما عملتش ايه فغيد، هتفضل لغاية امتى فغي حابس نفسك فـ أوضتك؟ أهملت شغلك ووقفت حياتك عشانها، بقى فغيد التهامي اللى لفف بنات فغنسا كلهم وغاه، واحدة تعمل فيه كدا؟
فريد بزهق وملل: أوف، باسيلي انت ما بتزهقش من الكلام ده؟
باسيلي بإصرار: نو فغيد، ما بزهقش ومش ازهق لغاية ما تخغج من الاوضة دي، طلع ايده من جيوبه وقرب من فريد قعد جنبه ع السرير وأخد منه الفون وبجدية.. فغيد حبيبى انساها، واغجع تاني لشغلك وحياتك اللى أهملتهم، شوف باباك ومامتك الحزن تعبهم بسببك
فريد: مش قادر انساها باسيلي، بحبها اوي ومش قادر اتخيل حياتي من غيرها
باسيلي بعصبية: وهي مشيت وسابتك، انت مش ع بالها اصلا فغيد، ايه بقى هتموت نفسك عشان واحدة مش حاسة بيك؟
فريد: سيلڤوبليه باسيلي، من فضلك اسكت وبلاش تتكلم فـ الموضوع ده تاني
باسيلي بجدية وحب أخوي: فغيد انت صديقي من زمان، وزي ما بتقولوا انتوا المصغيين، انت أخويا اللي مش خلفته ماى مام، فغيد انا خايف عليك تفضل عايش فـ الوهم، وهى مش حاسة ولا هتحس بيك
فريد بابتسامة: اسمها أخويا اللى ماخلفتهوش أمي، وبتنهيدة وجع.. عارف باسيلي انك خايف عليا، حقيقى لو كان ليا أخ ماكانش هيخاف عليا ويحبني زيك كدا، بس صدقني غصب عني الحب مش بإيدينا يا صاحبي.
باسيلي بهزار ودلع وبيقلد صوت البنات: أوه، عاغف يا مغلبني، هو انا بحبك من شوية، بس اعمل ايه بقى فـ ضغتي اللى واخداك مني دي.
فريد بضحك ع ريأكشنات باسيلي: ولا يا باسيلي انشف ياض كدا واتعدل يخربيت شيطانك، قربت افهمك غلط
باسيلي ع نفس الوضع: لأ، بقولك ايه اوعى تفهمني صح وتجغح مشاعيغي( تجرح مشاعيري)، ده انا امغمغك فـ مكحمة الاسغة( امرمرك فـ محكمة الاسرة)
فريد: اه ياني كان مستخبيلي ده كله فين بس يا ربي، ياريتني ما علمتك تتكلم عربي يا اخي، بتصدعني برغيك وياريتك بتنطق الكلام صح، هههههههههه، اسمها امرمطك
باسيلي بهزار: لو مش بجـ.. بعـ.. عبـ.. انتوا بتقولوها ازاى، آه لو مش جعبك طلعني
فريد بضحك: امشي اطلع برة ياض، ولما تتعلم تنطقها صح ابقى تعالى وانا اطلقك، ههههههههههه
باسيلي بجدية: مش خاغج فغيد، غيغ وانت خاغج معايا، وكفاية كدا، حقك عليا مش اسيبك تضيع نفسك، انسى فغي أكيد في غيغها كتيغ يتمنوا بس انك تغمزلهم بغمش عينيك، وزى ما طنط بتقول الدنيا ماشية مش واقفة ع حد.
بالفعل باسيلي فضل مع فريد لغاية ما قدر يخليه يخرج من الحالة اللي هو فيها ويرجع تاني لشغله وحياته اللى اهملهم.
_____________________
فـ مصر⬅قصر الشهاوي
فـ اوضة سبيل
مر وقت طويل وفاطمة بتحاول تقنع سبيل بالموافقة ع الجواز من صهيب، وهى رافضة لغاية ما دخلت سامية الاوضة ومعاها فستان الفرح والميك اب أرتيست، عشان تساعد سبيل وتجهزها، اول ما شافتها جريت عليها.
سبيل قربت منها ودموعها مش عارفة توقفها ونبرة صوتها كلها توتر وخوف: بابا كلم جدو يا ماما؟ جدو غير رأيه مش كدا؟
سامية بصت فـ عينيها بحزن وهى بتاخد نفس تقيل وخرجته بصعوبة هزت دماغها وبصوت مليان وجع: لأ يا بيلا، جدك ما غيرش رأيه، يلا يا حبيبتي أدخلي خدي شاور وألبسي فستانك عشان خلاص مافيش وقت والمأذون ع وصول
كلام سامية نزل ع ودان سبيل زى الصاعقة دموعها زادت وصرخت بحُر*قة: جدو بيعمل فيا كدا لييييييه؟ ولا عشان ماليش حد يدافع عني، يرميني لواحد مش عاااااااايزني، لو ماما كانت عايشة ماكانتش سابته يعمل فيا كدا هو وابنه.
سامية قربت منها أكتر بهدوء لكن قلبها بيتقـ*ـطع عليها : يا بنتي، مالوش لازمة الكلام ده دلوقتي، الموضوع خلص خلاص، يلا يا حبيبتي أجهزي وخلصي قبل ما جدك يطلع ياخدك، ما تخليهوش يغضب علينا، وانتي عارفة غضبه شكله ايه.
سبيل دخلت فـ حالة انهيار، وعيونها كلها وجع وغضب قربت أكتر من سامية وفاطمة وهى بتصرخ: مش هجهز، ومش هتجوزه سامعيين، مش هتجوز صهيب حتى لو موتوني، وروحوا قولوا لـ جدي الكلام ده
سامية رغم هدوئها الظاهر، بس بدأت ملامحها تتغير، مسحت دمعة نزلت غصب عنها وبصوت موجوع: يا سبيل بلاش عناد، اسمعي الكلام يا بنتي وما تنشفيش دماغك، ما توقفيش الدنيا أكتر من كدا.
سبيل بإصرار وبمرارة واضحة فـ نبرة صوتها: قولت لأ
فاطمة كانت ساكتة طول الوقت وفجأة انـfـجرت بغضب وصوت عالي، لكن جوة قلبها مليان وجع وقهر ع سبيل: اسمعي كلام أمك يا سبيل، والا والله أخليكي تنزلي زي ما انتي.. بهدوم البيت، وانتي عارفة انى قادرة أعمل كدا، أخلصي
سبيل بصتلها بصدمة، وهي مش قادرة تستوعب إن حتى فاطمة، اللي كانت أقرب واحدة ليها هتكون ضدها في اللحظة دي، زاد أنهيارها وصريخها وصوتها كله ألم وقهر: انا مش هاسمع كلااااااام ححححد، أنا امي ماتت.. مااااااااتت وسابتني ليكوا تتحكموا فياااااا. قعدت فـ الأرض وبتصرخ بكل الوجع اللى جواها: آااااااااه يا مامااااااااااااا سِبتيني ليييييييه ومشيتي
سامية حاولت تتحكم فـ نفسها، لكن غضبها وحزنها سيطروا عليها، قربت من سبيل وشدتها من دراعتها الاتنين بقوة: أنا أمك، أنا اللى ربيتك فـ حضنى 23 سنة، أنا، مش حد تاني، أمك ماتت وانتى عمرك سنتين ماتعرفيش عنها حاجة، اول ما نطقتي كلمة ماما كانت ليا أنا، اول خطوة خطيتيها كانت ناحيتى انا، فاهمة؟ انتي بنتي انا وهتسمعي كلامي وكلام جدتك يلا ألبسي واخلصي.
سكتت شوية تاخد نفس عشان تهدي نفسها، وبصت لـ البنت اللي هتعمل لها الميك اب.. شافتها واقفة متوترة ومستنية التعليمات وبهدوء: ياريت لو سمحتي ساعة وتكوني خلصتيها قبل جدها ما يطلع
البنت بصت لـ سبيل اللى قعدت ع الكرسي باستسلام للأمر الواقع ودموعها نازلة، وردت بقلق وهى صعبانة عليها: حاضر يا مدام، اتفضلي حضرتك، وان شاء الله أخلصها فى خلال ساعة، وان كان صعب جدا والعروسة بالحالة دي، لكن هحاول
فاطمة كانت قعدة بتراقب الموقف بعيون صارمة وقلبها موجوع ع سبيل، قامت قربت لـ البنت بخطوات بطيئة وحطت إيدها ع كتفها تطمنها لما لمحت قلقها فـ عينيها وبجدية: ما تقلقيش، أنا موجودة معاكي عشان ما تغلبكيش، شوفي شغلك.
البنت هزت راسها وبدأت تشتغل، تحاول تجهز سبيل في وسط الحزن اللي مالي المكان.
سبيل قعدة قدام المراية، عيونها وارمة من كتر الدموع اللى مش بتقف، كل حركة، كل لمسة في شعرها أو فستانها كانت بتزود إحساسها بالضيق والخنقة جواها، ومع ذلك، لما البنت خلصت تجهيزها، قدرت تظهر جمال سبيل بشكل يقطع الأنفاس، فستانها الأبيض كان بيزود ملامحها براءة، وتسريحة شعرها زادتها جمال فوق جمالها، كأنها لوحة فنية تبهر أي حد يشوفها، ورغم جمالها اللي بهر اللي حواليها، كان واضح إن عيونها بتصرخ وجع، والقلب اللي جواها مليان خوف وألم.
_____________________
فـ قاعة القصر
عمران كان واقف مع ولاده الاتنين ومعاهم شهاب ونادر بيستقبلوا ضيوفهم وبعد شوية وصل المأذون فى نفس لحظة نزول صهيب من اوضته.
استقبله عمران بسعادة وبعد ما بارك له قال: أطلع هات عروستك من فوق
صهيب رفع حاجبه باستغراب وهو بيبص لـ جده: أجيبها؟! أنا؟! ليه؟! هو مش المفروض أبوها او أخوها هما اللى ينزلوا بيها يا جدي؟!
عمران بنظرة صارمة ما تقبلش نقاش: ماحدش هيجيبها غيرك.. اتفضل يلا
صهيب بتنهيد وهو بيحاول يسيطر على إحساسه بالرفض عشان يتقي غضب عمران: أمرك يا جدي.. حاضر .
وبالفعل طلع السلم بخطوات بطيئة، كأنه بيحاول يأخر اللحظة دي على قد ما يقدر، وصل عند أوضتها، خبط بهدوء واستنى شوية، الباب اتفتح، وظهرت قدامه جدته فاطمة، اللي ابتسمت له ابتسامة دافية.
فاطمة بصوت ممزوج بالحنان والسعادة: الله أكبر، بسم الله ماشاء الله عليك، الف مبروك يا ضنايا. حضنته تبارك له وهمست: عروستك زى القمر تخـtـف القلب والعين، ربنا يسعدكم يا حبيبي ويعمر بيكم
صهيب خرج من حضنها وبص لها بحزن وهو بيبوس إيدها باحترام: تسلمي يا جدتي، ربنا يبارك لنا فـ عمرك يارب.
فاطمة شاورت له يدخل وهى بتبتسم: أدخل يا حبيبى خد عروستك وانزل بيها.
صهيب دخل اوضة سبيل لأول مرة وانبهر بـ زوقها جدا، كانت مليانة تفاصيل بسيطة لكن أنيقة، ريحة الورد مالية الجو، وفيها هدوء غريب جدا مريح للأعصاب، رغم أنبهاره بالأوضة وتفاصيلها لكنه ما بيّنش، ومد إيده لـ سبيل من غير ما ينطق بكلمة، كأن الكلام كان تقيل على لسانه.
سبيل كانت لسة قاعدة على الكرسي قدام المراية، وشها كان باين عليه القهر والغضب، واول ما شافته رفعت عينيها وبصت له بنظرة عمره ما هينساها، ورفضت تمد له ايدها وبصت لـ جدتها بعصبية: ايه اللى طلع البني آدم ده هنا؟ مش حضرتك وماما سامية قولتوا ان جدو هو اللى هيطلع؟!
صهيب غمض عينه لحظة يهدي نفسه ويتحكم فـ أعصابه قبل ما يتكلم، فتح عينيه تاني وبص لها بغيظ وضيقة: أن كان عليا انا ماكنتش عايز أطلع هنا، ولا كنت عايز الجوازة دي اصلا.. لكن جدك اللى أمر بكدا، اعمل ايه انا يعني؟ هاتي ايدك خلينا ننزل ونخلص.
في اللحظة دي، ساد صمت تقيل بينهم، نظرات سبيل كانت بتصرخ برفض، ونبرة صهيب كلها استسلام وقهرة. الجو كان مشحون وكله توتر.
سبيل وصلت لقمة غضبها وعصبيتها وعينيها ع صهيب: وانا مش هنزل معاك، اتفضل انزل لوحدك
صهيب حاول يكتم غضبه وبنبرة صارمة وهو بيقرب منها: هاتي ايدك يا سبيل واخلصي، المأذون تحت، والناس مستنيانا ننزل سوا
سبيل صممت ع رأيها وبصوت عالي وهى بتتحداه بنظرة عينها: قولتلك مش هنزل معاك، انت اييييه مابتفهمش؟ انا، مش هنزل، معااااك، فاااااهم!!!
في اللحظة دي، صهيب ما قدرش يسيطر ع غضبه اللى كان زي البر*كان بيغـ*ـلي من جواه، مد إيده، شدها من دراعها بقوة، مسك إيدها وحطها في دراعه غصب عنها وبنبرة كلها عصبية وزعيق: انا كلمتك بالزوق وأنتي نشفتي دماغك، كدا مافيش حل غير أني أغصبك تنزلي، اتفضلي امشي وانتي ساكتة وافردي وشك ده قصاد الناس، خلي الليلة دي تعدي ع خير ونخلص من ام المسرحية البايخة دي، وكل واحد فينا يبقى يغور من وش التاني يشوف مصلحته فين ويعملها
سبيل سبيل صرخت بصوت عالي، نظرتها كانت ممزوجة بالغضب والقهر: أوعى، سيب ايدي يا حيوااااان انت.
صهيب خرج بيها من باب الاوضة بخطوات ثابتة، بنبرة صوت واطية كلها تهـ*ـديد وهو بيهمس من بين أسنانه: حطى لسانك ده جوة بُقك واخرسي خالص، والا قسما عظما أحبسك فـ الجناح اللى جدك جهزهولنا وماتشوفيش الباب تاني ومش بس كدا يا سبيل، ده انا هخليكي تشوفي أسود أيام حياتك، مش كفاية أنى مغصوب عليكي، كمان بتتأمري وصوتك بيعلى عليا.
سبيل كانت ماشية جنبه عشان تنزل معاه وهي سامعة صوت تكسير قلبها فـ ودانها بسبب كلامه، كل كلمة منه كأنها سـ*ـهم بينغـ*ـرس جواها، رغم انها بتحاول تبان قوية قصاده، وترسم الجمود ع ملامح وشها، لكنها مخبية زلزال من الألم جواها، قلبها كان بيتـ *ـحـ*ـطم بالبطئ، كل خطوة كانت بتخطيها جنبه كأنها بتقربها خطوة من الموت، وكأنها ماشية فـ جنازة مشاعرها مش فرحها، نزلت معاه وهى بتبتسم ببرود فـ وش الناس وجواها بيصرخ.. ” آهٍ يا قلبي، كم تمنيت قربه بكل ما فيك، لكنه الآن أصبح مطرقة حطمتك بلا رحمة. آهٍ لو سمع نبضك الناطق باسمه لو أدرك عشقه المدفون في أعماقك، لما تجرأ على جرحك وتركك وحيدًا، تنزف بصمت من هجرانه”
نزلوا بالفعل الاتنين وجوة كل واحد فيهم دوامة بتشيل وتحط فيه، صهيب بيفكر فـ حبيبته وخايف يجرحها وقرر انه ما يقولهاش انه اتجوز واحدة غيرها، اما سبيل بتلف بعينيها ع كل فرد فـ العيلة وهي حاسة أنها غريبة ووحيدة وسطهم، وكأنهم كلهم اتأمروا عليها عشان يحـ*ـطمـ*ـوها نفسيا، وصلوا أخيرا للمكان اللى متجهز عشان كتب الكتاب، قعد صهيب قصاد جده عمران اللى قرر انه يكون وكيل سبيل وخلى شهاب ونادر هما الشهود، سبيل قعدت فـ الكوشة وهي ذهنها شارد وسرحانة فـ كل اللى بيحصل لها من صغرها، ماسمعتش ولا حست بمراسم كتب كتابها، بس فاقت ع صوت المأذون وهو بيقول جملته المشهورة “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير” شافت جدتها وسامية وشاهندة ويمنى بيقربوا منها عشان يباركولها، دموعها نزلت غصب عنها رغم محاولاتها انها ماتنزلش، مر الوقت بسرعة والحفلة خلصت، بدأت الناس تودعهم بالضحك والتهاني، لكن سبيل كانت فـ عالم تاني خالص، قرب منها صهيب بهدوء ظاهر عكس الفوضى اللي جواه ومد لها ايده من غير ولا كلمة، عشان يطلعوا جناحهم، وعينه كانت ثابتة ع الأرض مش عايز يبص لها، قامت معاه من غير اعتراض، ومن غير أي صوت. خطواتهم كانت تقيلة، كل خطوة كانت بتزيد من وجع قلبها وجراحه، وصلت معاه للجناح اللى جهزه جدهم، وقفت على عتبة الباب لحظة، بصت حواليها، وكأنها بتحاول تستوعب إنها فعلاً وصلت لآخر الطريق، صهيب فتح الباب ودخل، وهي وراه من غير كلمة، من غير أي محاولة لمقاومة، سكتت خطواتها، لكن الوجع اللي جواها ما سكتش.
جوة الجناح
بعد ما وصلوا ودخلوا جناحهم واتقفل عليهم الباب، دخل صهيب اوضة النوم وقفل الباب وراه من غير ولا كلمة، خطواته كانت تقيلة زى ما يكون شايل جبل ع ضهره، جوة قلبه مشاعر مختلطة بين غضب من كل اللى بيحصل وكرهه للوضع اللى اتفرض عليه وحبيبته اللى حاسس انه بيخونها، وساب سبيل فـ الصالون قعدت ع الكنبة وحطت وشها بين إيديها، مافيش غير دموعها اللى نازلة شلال ع خدها مش بتقف وفضلت ع الحال ده أكتر من ساعتين، كل لحظة كانت بتعدي عليها كأنها طعـ*ـنة جديدة، كل كلمة قالها صهيب من أول اليوم كانت بتتردد في ودانها، بتقـ*ـطع فـ قلبها حتة حتة.
خرج صهيب بعد الوقت ده كله، كان غير بدلة الفرح ولبس تيشرت خروج أسود وبنطلون جينز بنفس اللون، قرب منها بخطوات هادية وقعد جنبها وهو مخنوق من كل حاجة وبحزن: انتي هتفضلي قاعدة كدا كتير يا سبيل؟ لو سمحتي بطلي عياط عشان خاطري، وقومي غيري فستانك واغسلي وشك.
سبيل رفعت راسها بكل كبرياء وبصت له وكل الغضب والجرح اللى جواها واضح ع تعابير وشها: مالكش دعوة بيا نهائي، واسمي ده ما يجيش ع لسانك تاني، انت فاهم؟
صهيب حاول يسيطر على نفسه، ويحبس غضبه جوة صدره، لكنه كان عامل زي الـNـار اللي كل ما يحاول يطفيها، تزيد أكتر، قرب منها بسرعة مسكها من دراعها زقها ع الحيطة بكل قوته وعيونه كلها غضب، قرب منها أكتر وهمس لها جنب ودانها من بين أسنانه بنفاذ صبر: أسمعي بقى، أنا أتحملت بما فيه الكفاية منك النهاردة، ومابقاش عندي طاقة أتحمل أكتر من كدا، فياريت تخرسي خالص وتسمعي الكلام اللى بقوله لغاية ما أغور من وشك، فاهمة ولا لأ؟
سبيل شدت دراعها من بين إيديه بغضب أشد وزقته بـ إيديها بعدته عنها بكل قوتها وبتحدي: لأ مش فاهمة يا صهيب، ومش هخرس، ووريني هتعمل ايه؟!
صهيب: ما تتحدنيش يا سبيل وتختبري صبري!!
سبيل بزعيق: هتعمل ايه يعني أكتر من اللي انا فيه ده؟!
صهيب بغضب: قولت لك ما تختبريش صبري عليكي يا سبيل واسكتي
سبيل بعصبية أكتر: مش هاسكت يا صهيب واللى عندك أعمله، انت اصلا ولا حاجة بالنسبة لي عشان اسمع كلامك، وأيًا كان اللى هتعمله مابقاش فارق معايا، خاااالص.
صهيب عيونه بقت حمرا من شدة الغضب اللى جواه، وكل عضلة في جسمه كانت مشدودة، وكأنه على وشك الانـfـجار، قرب منها خطوة، لكنه وقف فجأة، أفتكر كلام جدته اللى قالتهوله قبل كتب الكتاب، اخد نفس قوى بسرعة، ورجع خطوة لورا، سابها ومشي خرج من الجناح والقصر كله، اما سبيل حدفت نفسها ع كنبة الصالون بانهيار وشريط اليوم كله بيمر قصاد عينيها، مر ع اليوم ده أسبوع، والأسبوع جر وراه اسابيع وسبيل حابسة نفسها جوة الجناح ما بتخرجش خالص منه ولا بتفتح لـ حد، ومنعت الأكل والشرب إلا من الفُتات، خصوصا بعد ما عمران وكل اللى فـ القصر عرفوا ان صهيب مشي فـ نفس ليلة الفرح وسابها بفستان فرحها، حاولوا يخرجوها من اللى هي فيه لكنها رافضة تسمع كلامهم، وبعد مرور شهر قررت انها لازم تخرج من الحالة اللي هي فيها وترجع تاني سبيل الشهاوي اللى مافيش حاجة تكـ*ـسرها رغم كل وجعها، وقفت قصاد المراية تشوف انعكاس صورتها فيها قد ايه ملامحها باهتة وحزينة، لكنها قدرت تداريها بلمسات بسيطة من الميك اب، فردت شعرها ورشت برفانها المميز وخرجت من الجناح قربت من السلم ونازلة بكل هدوء وفجأة قبل ما توصل لنهاية السلم شافت صهيب قاعد ع رجله ولد صغير وقاعدة جنبه واحدة اول مرة تشوفها، وكل العيلة قاعدين معاهم فرحانين بالولد وبيلاعبوه، رجعت تاني مكانها قبل ما حد يشوفها وكانت غفلانة عن العيون اللي شافتها وابتسمت بخبث وندهت بصوت عالي قاصدة تسمّعها
نرمين بخبث: سعااااااد، هاتي عصير فريش لـ ياسين أبن سيدك صهيب بسرعة.
سبيل سمعت كلام نرمين وماحسيتش بنفسها غير وهي بتجري ناحية اوضتها القديمة ودخلت قفلت ع نفسها واستسلمت لأنهيارها ووجع قلبها بسبب اللى سمعته من مرات ابوها
فـ الليڤنج
سها ردت بهدوء ع نرمين: مافيش داعي يا طنط، ياسين مش بيشرب عصاير خالص
نرمين بابتسامة مكر: ازاى بقى، هو مش طالع لأبوه وعمه ولا ايه؟! العصير ده حاجة اساسية عندهم
عمران بغضب لـ نرمين: وبعدها لك يا نرمييين صوتك عالي ليه!
نرمين بتوتر: ابدا يا بابا، انا بس بنادي ع الشغالة عشان تجيب حاجة لـ ياسين يشربها
عمران بنفس غضبه: نرميييين اوعي تفتكري ان كلامك ده دخل عليا، ومش معنى انى سمحت لك تنزلي تقعدي معانا ابقى نسيت عمايلك السودة، فوقي وخليكي فاكرة كلامي كويس لأني مش هعيده تاني، مفهوم؟! وده أخر تحذير ليكي، وبص لـ صهيب بنفس الغضب.. وانت تعالى ورايا.
وبالفعل قام عمران راح ناحية اوضة المكتب وصهيب وراه وهو عارف ومتأكد من سبب غضب جده وبيستعد من جواه ويحضر دفاعه عن نفسه قصاد عمران، اما نرمين قامت بعد دخول عمران المكتب عشان تطلع اوضتها خوفا من حماها ومن تحذيراته.
______________________
فـ اوضة المكتب
عمران دخل المكتب وهو متعصب خطواته كانت تقيلة وملامحه مشدودة، عينيه متوجهة ع صهيب وساكت، اما صهيب دخل وقفل الباب وراه زي ما جده قال ومستنيه يتكلم، الجو في الأوضة كان كله توتر وقلق، الصمت بين الاتنين كان تقيل ويخنق
عمران واقف فـ مكانه، عينه متثبتة ع صهيب كأنه بيحاول يقرأ أفكاره، فجأة، اتحرك بخطوة سريعة، وإيده طارت ع وش صهيب بضـ ـربة قلم قوية خلّت الصوت يرن في المكتب، وبصوت مليان غضب: قد كدا كلامي مالوش اعتبار عندك؟!
صهيب حط ايده ع خده من الصدمة، ووقف مذهول قدام عمران، اللي حصل كان أكبر بكتير من إنه يتوقعه، وعقله مشغول، بيدور على تفسير أو كلمة ينقذ بيها نفسه، صدره كان بيطلع وينزل بسرعة من التوتر، مش قادر يستوعب أن جده مد إيده عليه، بص لعمران بعيون مرتبكة وصوته طالع بالعافية وهو بيحاول يلملم شتات نفسه: أبداً يا جدي… حضرتك كلامك دايماً على راسي.
عمران انـfـجر زي البركان فـ صهيب، وعينيه كانت بتطلع شر*ار من شدة غضبه، وصوته طلع زي الرعد: يبقى بنت عمك رخيصة فـ نظرك؟ عشان تسيبها وتمشي ليلة جوازكم! من غير ما تعمل حساب لأي حد من الكبار؟!
صهيب وطى راسه بخجل وحزنه كان واضح فـ نبرة صوته بيحاول يدافع عن نفسه قدام نظرات جده القاسية اللى كلها لوم وعتاب: العفو يا جدي، سبيل طول عمرها غالية، وربنا يعلم غلاوتها من غلاوة شاهندة بالظبط.
عمران خبط ع المكتب اللى كان واقف جنبه بكف إيده بغضب فاق تصور حفيده: صهييييب، سبيل مراتك مش أختك، انت فاااااهم؟ ومعنى انك تمشي من القصر ليلة جوازكم، كدا بتأكد لـ نرمين انك مصدق كلامها، وأنك ترجع بعد شهر انت والهانم مراتك التانية، اللى أنا قولت انها ما تدخلش القصر طول ما سبيل هنا، يبقى بتستهين بكلامي يا بشمهندس.
صهيب واقف مرتبك مكانه وحاسس انه محاصر بين عتاب جده وغضبه، خرج صوته مهزوز وهو بيحاول يبرر: يا جدي صدقنى، انا عمري ما صدقت كلام عمي ومراته، وهقف قصادهم بكل قوتي عشان مايفكروش يأذوها، ورغم اني مش فاهم سبب منعك دخول سها القصر فـ وجود سبيل لكن عمري ما كسرت كلمة حضرتك.
عمران فضل ع نفس وضعه ساند بكف إيده الخبط بيها ع المكتب وملامحه كلها مشدودة والعصبية باينة فـ حركة وكل كلمة وبنفاذ صبر: أُمال تسمي اللى انت عملته ده ايه يا محترم لو ما كانش عدم سمعان كلام؟!
صهيب رفع إيده بحركة تلقائية، كأنه بيحاول يهدي الموقف، ونبرته كانت متوترة، لكنه حاول يدافع عن نفسه: ابدا والله يا جدي، الحكاية مش كدا خالص.
عمران قطع كلامه بنظرة حادة وصوت أقوى، كأنه عايز يسمع أي مبرر يقنعه: لما هى مش كدا تبقى ايه؟! عايز اسمع.
صهيب أتنهد بحزن، وابتدا يتكلم بنبرة صوت ممزوجة بالتبرير والقلق وهو بيحاول يوضح موقفه: كل الموضوع جاتلي رسالة من رقم غريب بتقول ان جدتي تعبانة جدا وعايزة تشوف ياسين وسها قبل ما….، اتردد للحظة لكنه كمل بصعوبة: عايزة تشوف سها وياسين قبل ما تـmـوت، وانا والله من كتر خوفي عليها جيت جرى من غير تفكير، هو ده كل اللى حصل.
اتنهد عمران تنهيدة غضب لأنه عرف مين اللى ليه مصلحة يعمل كدا، خصوصا انه متأكد ان حفيده مابيكدبش، وع الرغم من انه غضبان من صهيب بسبب خروجه من القصر ليلة فرحه ع سبيل، لكنه حاول يهدّي نفسه وبص له بحزن وبنبرة هادية وباردة فـ نفس الوقت: خد مراتك وابنك واطلع اوضتك، خلاص ما منوش فايدة تمشي تاني بيها، زمان المستخبي بان
صهيب قرب من جده بخطوات هادية وملامحه كلها حيرة، وقف قصاده وبرجاء: انا مش فاهم حاجة يا جدي، ريحني بالله عليك.. مستخبي ايه اللى بان؟
عمران اتنهد تنهيدة تقيلة، وهو بيهز راسه بيأس: ولا عمرك هتفهم يا ابن ابني… حس ان رجليه بتخونه، لحق نفسه وقعد ع الكرسي وهو بيلف وشه بعيد: اطلع يا صهيب وسيبني لوحدي وماتخليش حد يدخل عليا ولا حتى جدتك، اتفضل.
بالفعل سمع صهيب كلام عمران وخرج من المكتب وهو حاسس بتوتر، وقلقان ع جده، لكن بلغهم ان مافيش حد يدخل المكتب خالص حتى فاطمة، لغاية ما عمران يخرج من نفسه، بعدها، أخد سها وياسين وطلع أوضته من غير كتر كلام، اما عمران كان جواه بر*كان بيغلي من تصرفات نرمين اللى كانت واضحة زى عين الشمس، لكنه هيأجل تنفيذ تهد*يداته لغاية ما يشوف هيعمل ايه مع سبيل وصهيب بعد ما ظهرت سها واتعرف انه متجوزها
في سبيل صهيب بقلمي✍️_____لبنى دراز
صهيب: باباااااا
الفصل الرابع من هنا