قصة امنية القصة الثانية 2 بقلم صبحى المرسي

 

قصة امنية القصة الثانية بقلم صبحى المرسي



أنا اسمي أمينة...
واللي هحكيه ده حصل فعلاً، وحياتي من بعده ما بقيتش هيّ هيّ!
كنت ساكنة أنا وجوزي وابني الصغير في شقة في الدور التالت، في عمارة قديمة في اسكندريه.
كل حاجة كانت ماشية عادي، لحد ما بدأ ابني ـ "آدم" ـ يشتكي من كوابيس…

كان بيصحى يصرخ، ويقول:

> "ماما! في راجل طويل واقف عند الباب! ماعندوش وش! بس بيضحك!!"

كنت بفكر إنها تخيلات طفل... لحد ما شُفت "الراجل ده" بنفسي!

---

في ليلة من الليالي، بعد ما الكل نام، كنت خارجة من الحمام…
وأول ما دخلت الأوضة…
حسّيت بحد بيعدّي من ورايا!

قلبي وقع!

بصيت في المراية اللي قدامي، لقيت "خيال طويل"…
واقف في نص الأوضة… مش باين ملامحه، بس عارفين لما تحس إن فيه حاجة باصّة جواك؟
ده الإحساس اللي جالي…
كنت بتشهّق ومش قادرة أصرخ!

---

بعدها بدأت حاجات غريبة تحصل كل يوم:

النور يفتح ويقفل لوحده

صوت خربشة على الحيطة

ريحة دخان مش مفهوم جاية منين

و"آدم" كل يوم حالته بتسوء أكتر!

لجأت للشيخ جمال… راجل معروف في منطقتنا، بيقرأ قرآن على الناس.

جه البيت، أول ما دخل قال:

> "البيت فيه شيء... مش طبيعي!
فيه كيان... متعلق بحد هنا.
ومش ناوي يسيب بسهولة!"

سألني:

 "مين أكتر حد بيقضي وقته في الشقة؟"

قلتله: "أنا!"

قاللي:

 "واضح إنه اتعلق بيكي… الكيان ده مش عابر، ده مستقر... وبيغار! وده أخطر نوع!"

---

بدأ يقرأ قرآن، وساعتها…
البيت كله اتقلب!

الأبواب قفلت لوحدها، صوت زي عياط جاي من المطبخ، "آدم" بدأ يصرخ، والشيخ وقع المصحف من إيده!

قاللي:

 "هو مش كيان عادي... ده عاشق!
وانتي فتحتي له الباب بحاجات حصلت زمان، يمكن نسيتيها... بس هو ما نسيش!"

---

وفعلاً... بعد ضغط من الشيخ، بدأت أتذكّر!
من ٧ سنين، وكنت متجوزة جديد...  دخلت مواقع غريبة، ولقيت وصفة "لجلب الحبيب" وكمان كان فيه كلام غريب مش عارفه معناه بس كنت بقرأه وبحاول أفهمه .
وقريت حاجات كتير ، وكنت بقراء بهزار أو بدافع المعرفه أو تقدروا تقولوا الفضول 

بس الظاهر... هو ما كانش هزار بالنسباله!

---

قررنا نسيب الشقة، ونقلنا في شقة جديدة في المعادي.
ومن يوم ما مشينا، المستأجرين الجُدد ما اشتكوش من أي حاجة…
والشيخ قال:

"الكيانات العاشقة… مش بترتبط بالمكان، بترتبط بالشخص!"

وفعلاً...
أول أسبوع في الشقة الجديدة… كل حاجة كانت هادية…
لحد الليلة اللي شُفته فيها تاني!

نفس الطيف… بس المرة دي، قرب أوي!
وقالي بصوت جوّه دماغي:

 "إنتي ليا… أنا مش هسيبك!"

---

الشيخ رجع وبدأ جلسات مكثّفة من الرقية...
كل يوم، كنت بحس كأنه حرب جوا الشقة... أصوات انفجارات وهمسات وريح بتخبط في الحيطان!

وأنا كل يوم كنت بضعف أكتر، كأن جسمي بيتسحب منه الروح.

لكن في آخر جلسة... الشيخ طلب مني أصلي معاه،
وقعد يقرأ بصوت عالي:
"الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً..."
"وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً..."

وأقسم بالله، في اللحظة دي،
حسّيت بصوت بيصرخ جوا وداني…
صوت كأن نار بتتحرق…
وقعت على الأرض… وفضلت أعيط!

---

من بعدها…
الدنيا هديت، آدم بقى بينام مرتاح، وأنا رجعت أصلي بانتظام وأقرأ البقرة يوميًا.
عرفت إن الفضول أو المزاح في الحاجات دي ممكن يدفعك تمن عمر كامل.
--

أنا افتكرت إن الموضوع خلص…
بعد آخر جلسة رُقية حسّيت إن البيت اتطهر، وبدأنا نعيش حياة شبه طبيعية.
بس فيه حاجة… ما كنتش فاهماها وقتها:

> "ليه كل ما أصحى من النوم… بلاقي وجهي مُرهق كأني ما نمتش؟
وليه كل يوم أحلم بنفس الحلم…؟
أنا ماشية في ممر مظلم… وفي آخره، كيان واقف… ماسك شمعة… وبيبتسملي!"

ولما قربت منه في الحلم...
كان بيقولي:

 "اللي بينّا… ماينتهيش بكام آية يا أمينة…"

---

في أول أسبوع من "الهدنة"، لاحظت حاجة غريبة…
فيه علامة ظهرت على كتفي الشمال.
زي "حرق بسيط" شكله مش مفهوم... دايرة صغيرة فيها زي نقش…
روحت لدكتور جلدية… قاللي:

> "ولا حساسية… ولا حرق…!
كأنها محفورة… بس الجلد سليم!"

الشيخ جمال لما شافها، اتغير وشّه وقاللي:

"العلامة دي مش جديدة عليّا… شُفتها قبل كده مع حالة واحدة بس،
كانت برضو بنت… واتضح إن الكيان كان كاتب عليها رمز ملكيته!"

أنا كنت هطير من الرعب!
يعني أنا دلوقتي… "متعلّمة"؟
الكيان ده علّمني بإشارة؟!

---

بدأت حياتي تبوظ من كل ناحية…

جوزي بدأ يتغير، عصبي من غير سبب

أوقات يسمّع صوت راجل بيهمس ليه بالليل

وفي يوم صحيت لقيته بيبصلي وبيقول:

> "أنتي بتخوني مع مين؟ هو بيجيلك إمتى؟!"

فضلت أعيط، وهو مفيش في دماغه حاجة…
كأن فيه حد بيوسوسله، وبيخليه يشك فيا!

---

وفي مرة…
كنت نايمة، وصحيت على صوت آدم بيعيّط:

 "مامااا… الراجل رجع… المرة دي ماسكك، وبيقولي ابعد عنها!"

رُحت أوضته وأنا قلبي هينط…
دخلت لقيته قاعد في ركن السرير، حاضن نفسه، بيعيط…
والأوضة كانت برد جدًا…
زي التلاجة!

---

الشيخ جه تاني…
وقرر يعمل حاجة مختلفة المرة دي:

 "الكيان مش بيراقبك من بعيد… ده موجود جوا المكان،
وكل مرة بيتقوّى، لإنك بتخافي، وبتتراجعي!
المرة دي، هتحربيه بنفسك!"

---

بدأ يعلّمني أقرأ سورة البقرة كاملة كل يوم… بصوت عالي…
ويومياً بعد صلاة الفجر، أقرأ:
"آية الكرسي" ١١ مرة، المعوذتين ٧ مرات، وسورة الصافات كاملة
ولازم أقول:
"اللهم أحرق كل كيان غير مرئي تعلّق بي… إنك أنت القوي الجبار!"

---

وفي ليلة، وأنا بقرأ "الصافات"، حصلت المواجهة…

النور انطفي فجأة
آدم بدأ يصرخ
والشيخ كان بيقرأ بصوت عالي جدًا جدًا
وأنا حسيت بجسمي بيتشل…
صوت داخلي بيقوللي:

> "اختاري… تكوني ليا… ولا تروحي معاهم!"

كنت حاسّة إني هتسحب…
بس في اللحظة دي…
صرخت بأعلى صوتي:

> "اللهم اجعل بيني وبينهم سُداً من نار… وقرآنك حصني!"

وفجأة… سمعت صوت زي زئير…
وريحة "كأنها بلاستيك محروق"
والعلامة اللي على كتفي؟
بدأت تسخن جدًا…
وبعدين… اختفت!
كأنها بتتحرق من جوا جلدي!

---

تاني يوم، أول مرة من شهور أصحى وأنا مرتاحة…
مفيش أحلام
مفيش خيال
مفيش برد غريب
مفيش وشوش بتراقبني

بس عرفت من الشيخ…
إن الكيان ده مش عادي…
اسمه "زهاف" — كيان من نوع نادر جدًا… بيُقال إنه "خادم لعالم العاشقين"
وبيختار واحدة كل كام سنة… ويعلّم عليها… ولو ارتبطت بحد تاني، يدمّر حياتها!

---

لكن القرآن…
مافيش كيان يقف قدامه.

والنهاردة؟
أنا عايشة بفضل ربنا… بس ما نسيتش اللي حصل.

كل ما أبص على كتفي، وأفتكر العلامة اللي اختفت،
أقول:

 "الحمد لله اللي خلّصني قبل فوات الأوان!"
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1