قصة احمد القصة الثالثة 3 بقلم صبحى المرسي

 

قصة احمد القصة الثالثة بقلم صبحى المرسي



اسمي أحمد...
أنا شخص عادي جدًا، مفيش حاجة مميزة في حياتي، لكن اللي هاحكيه النهاردة...
هو أكتر حاجة فرقت في عمري كله.

كلنا عندنا ذكريات في بيوت أهلينا...
بس في بيتنا القديم، في شارع في حلوان، كانت الذكرى مش بس رعب... كانت لعنة!

---

كنا ساكنين في شقة في الدور التاني... شقة قديمة شوية، بس كانت مريحة، لحد ما بدأ يحصل اللي محدش بيصدقه لما بقوله.

كل حاجة بدأت في ليلة من ليالي الشتاء، ٢٠١٣.

كنت راجع من الشغل تعبان، ولقيت أمي بتقولي: "أحمد، خد بالك من أختك الصغيرة، أنا رايحة أزور خالتك وراجعة بالليل."

ساعتها كنت متضايق ومش في المود، بس قلت ماشي...
دخلت أوضتي، وأختي كانت بتلعب في الصالة... كل حاجة كانت عادية.

لحد ما الساعة بقت ١٢ ونص بالليل.

---

قمت أدور على أختي عشان تنام... ملقتهاش.
ناديت:
"يا مريم؟! مريم؟!"
ولا صوت.

لقيت باب البلكونة مفتوح، رغم إني متأكد إني قافله قبل ما أدخل أوضتي.

رحت هناك، ولقيتها واقفة في البلكونة، بصّا ناحية الشارع، بس جسمها مش طبيعي!
كتفها مرفوع بشكل غريب، ورقبتها ملوية كأنها مكسورة، وعنيها مفتوحة جامد قوي...

صرخت: "يا مريم!!! إنتي بتعملي إيه؟!"

ما ردتش...
قربت منها، لقيتها بتهمس بكلام غريب، مش عربي...
صوتها كان ناعم ومش صوتها خالص...

شدّيتها من دراعها بالعافية، وفضلت تصرخ وتقول: "رجعهولي! رجعهولي! هو وعدني بلعبة... هو وعدني بلعبة!"

---

في اللحظة دي، حسيت برجلي بتسقع...
بصيت، لقيت الشباك بتاع أوضتي مفتوح على الآخر، رغم إن الجو كان عاصفة، والمفروض إنه مقفول كويس.

دخلت أوضتي بسرعة، قفلت الشباك...
لكن وأنا بقفله، شفت انعكاس حد ورايا في الزجاج!

لفّيت بسرعة...
مفيش حد!

بس لاحظت إن فيه بخار على الإزاز من جوّه، كأن حد كان واقف هناك وبيتنهّد...

---

من يومها، كل يوم الساعة ١٢:٣٣ تحديدًا، الشباك بيتفتح لوحده...
والغريب؟
إنه بيتفتح حتى لو كنت قافله بمسامير!

أمي بدأت تلاحظ إن أختي بتكلم نفسها، وبتكتب حاجات غريبة في كراساتها، رموز مش مفهومة...
كنت بصحى من النوم ألاقي الأبواب مفتوحة، ولقيت في يوم ورقة مرسوم فيها شجرة، تحتها بيت صغير، وتحتيهم مكتوب: "ده بيته، وده طريقه ليكي."

---

روّحنا شيخ، وقال إن البيت ده حصل فيه "فتح طلاسم"، وإن حد قبلكم كان بيعمل استحضار، وساب الكيان مربوط في المكان.

وسألنا سؤال غريب: "عندكم شباك ما بيتقفلش مهما حاولتوا؟"

قلناله آه...

ساعتها وشه اتغير، وقال: "اقفلوا الشباك ده بالقرآن، مش بالمفتاح... وافتحوا سورة البقرة كل ليلة بصوت عالي، لأن الكيان بييجي من هناك."

---

بدأنا فعلاً نسمع صوت خطوات بتيجي من ناحية البلكونة...
أمي شافت ست وقفة قدام باب أوضتها، شعرها طويل، وبتعيط!
ولما قربت منها، اختفت زي الدخان...

---

الموضوع ما انتهاش غير لما قررنا نمشي من البيت.

بس الغريب؟
أي حد سكن بعدنا كان بيمشي في أقل من شهرين...
والناس بتشتكي من نفس الشباك!

---

أقسم بالله، لحد النهاردة، كل ما أفكر أرجع أزور العمارة...
بحس بخوف فظيع...

ومش هنسى آخر مرة شوفت فيها أختي وقفة عند شباك أوضتها في البيت الجديد، وقالتلي: "هو لسه هناك... بس هيرجعلي قريب، هو وعدني!"

---

بعد ما سيبنا الشقة القديمة، ونقلنا لشقة جديدة في مدينة نصر، افتكرنا إن الكابوس خلص…
أسبوعين عايشين بهدوء، مفيش أي حاجة غريبة، ولا شباك بيتفتح لوحده، ولا همسات في الليل…

لكن يوم ١٨ يناير، الساعة كانت ١٢:٣٣ بالضبط…

صحيت على صوت ضحك…
ضحك بنت صغيرة…
مش أختي…
ضحك ناعم كده، زي الهوى، لكن كان طالع من أوضتها.

دخلت بهدوء، لقيتها قاعدة قدام الشباك، اللي كان مقفول… لكنه مفتوح دلوقتي.
وشّها ماكنش باين… كانت قاعدة بتبص للشارع، وبتضحك.

قلت لها: "مريم؟ إنتي بتكلمي مين؟"

ردت بصوت هادي: "هو رجعلي… أنا كنت عارفة إنه هيرجع."

---

حسيت برجلي بتتقل… مش عارف أتحرك.
الهواء كان ساكن، بس قلبي بيخبط.

قالتلي وهي لسه مش بتبصلي: "هو ما بيحبش حد يقرب مني… قاللي إنه لو حد قرب، هياخده مكانه."

في اللحظة دي، الشباك اتقفل لوحده…
بخبطة قوية خلت الإزاز يتكسر!
وأختي وقعت على الأرض.

---

جبنا شيخ جديد، وبدأ يقرأ في البيت كله.
الغريب؟
أختي كانت بتضحك… وتكرر كلمة واحدة طول الرقية:

"بتضيع وقتك يا شيخ… ده اختارني."

---

الشيخ بعد ما خلص، قاللنا كلام مرعب: "الكيان ماكنش مربوط بالمكان… كان مربوط بيها، هي المفتاح…
هو اتعلق بيها من أول ما سمع صوتها، وهي بتلعب لوحدها في البلكونة من ٣ سنين."

سألناه:
"طب وازاي؟"

قال: "الكيانات دي ساعات بتختار بشر… وغالبًا الأطفال، لأن قلوبهم مفتوحة، وبريئة…
وهو وعدها بلعبة… بس كان عايز أكتر من كده."

---

رجعنا نتصل بالسكان القدام في العمارة القديمة، وسألناهم…
قالولنا:
"لأ، بقالنا ٣ شهور ساكنين، والدنيا زي الفل… أحسن شقة سكنا فيها!"

عرفنا وقتها إن الكيان ما بقاش هناك…
هو بقا معانا هنا .

---

بدأنا نلاحظ حاجة جديدة…
أختي بتقوم من النوم وسنانها كلها دم، وبتمسك شعرها وكأن حد شده جامد، وجسمها كله كدمات، رغم إنها مش بتشتكي.
وفي يوم، كتبت على الحيطة في أوضتها بجملة غريبة:

"أنا موافقة… بس ما تأذيش أحمد."

---

الشيخ قالنا نعمل جلسة نهائية للرقية… بس تكون في وقت محدد، بعد المغرب مباشرة.

وفي اليوم اللي اتفقنا عليه، كانت أختي نايمة، لكن بتحلم بكوابيس، وصوتها بيصرخ من جوه الحلم.

الشيخ بدأ يقرأ، وأول ما قال:
"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ..."

أختي قامت مرة واحدة، بصوت راجل… وقالت: "هي مش هتسيبني… لو خرجتني، هاخدها معايا."

الشيخ رد عليه بكل هدوء، وفضل يقرأ من سورة البقرة بصوت عالي، لحد ما مريم وقعت على الأرض، وصرخت صرخة عالية خلت القزاز يتكسر من كل الشباك.

---

بعدها، نامت يومين كاملين، ولما صحيت…
أول كلمة قالتها:
"هو مشي؟ أنا مش سامعة صوته تاني…"

---

الشيخ قال إن الكيان ده عاشق شيطاني، ودي من أخطر الأنواع، لأنه بيقنع الطفل أو البنت الصغيرة إنه "صديق"، لحد ما يتغلغل جواه…
لكن القرآن كسر الرابط، وأجبره يسيبها.

ومن وقتها، البيت بقى هادي، أختي رجعت لطبيعتها…
لكن كل يوم ١٨ من الشهر… الساعة ١٢:٣٣…
بنلاقي ورقة على الأرض، فيها لعبة مرسومة، وتحتها مكتوب:

"وحشتيني."

---

مش كل حاجة بتبان لعبة بريئة…
ومش كل اللي بيظهر لطف، بيكون خير.

لو عندك طفل بيكلم حد مش موجود… ما تضحكش…
إسأل، واقرأ قرآن، واسأل شيخ قبل فوات الأوان.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1