رواية لغز نغمة في الظلام الفصل الثانى 2 بقلم أجاثا كريستي

 

رواية لغز نغمة في الظلام الفصل الثانى بقلم  أجاثا كريستي

ظلُّ القس في الممر
هبت الريح بقوة على نوافذ الكنيسة القديمة، فارتجّت الزجاجات الملوّنة وكأنها تئن. في تلك اللحظة، كانت الآنسة ماربل تقف عند المدخل، تنظر داخل المكان الذي وُجدت فيه الجثة.

خطواتها كانت هادئة، لكنها محسوبة. تقدمت نحو المقعد الأمامي، حيث بَقِيَت آثار الجريمة كما هي: الجثة نُقلت، لكن الوردة الزرقاء سُجِّلت كدليل، والنغمة... ما تزال تُسمع كل ليلة.

اقترب منها الشرطي هاريس وقال:
– "الضحية لا يملك أي أوراق هوية، لكن جيبه يحتوي على رسالة غريبة مكتوبة باليد... رسالة دينية، لكن مضمونها مشوَّش."

سحبت ماربل القفازات الجلدية من حقيبتها وقرأت الرسالة:

"حين تعود النغمة إلى حيث وُلدت، سيتوقف الظلام عن الابتلاع... والغفران لن يكون مجانيًا."

أغمضت عينيها لوهلة، ثم قالت:
– "ليس هذا مجرّد لغز، بل اعتراف... أو تهديد."

**

بينما كانت تغادر الكنيسة، لاحظت شيئًا لم يره أحد. أرضية الممر الخلفي، حيث يُحتفظ بأدوات العزف، كانت مغطاة بطبقة رقيقة من الغبار... عدا أثر قدم واحدة فقط، تقود إلى الهارمونيوم.

ركعت لتفحصها وقالت:
– "هنا يبدأ طريق القاتل... ولكن لمن عزف؟ لنفسه؟ أم للميت؟"

في الخارج، كانت هناك سيدة تنتظر بجوار بوابة الكنيسة، ترتدي قبعة سوداء وسترة من الحرير الباهت. عيناها تحملان خوفًا لا يُخفى.

اقتربت من ماربل وهمست:
– "لقد رأيته... القس بنويت... دخل الكنيسة ليلة البارحة."

تجمّدت ماربل لوهلة، ثم قالت بلطف قاتل:
– "القس بنويت يا سيدتي... مدفون في المقبرة خلفنا منذ خمس سنوات."

**

وفي تلك الليلة، سُمع الصوت ذاته من جديد. نغمة واحدة... حزينة، و... متوترة أكثر هذه المرة.
لكن حين تسلّل الشرطي هاريس لداخل الكنيسة، وجد الهارمونيوم مفتوحًا... والمقعد دافئًا.

كان أحدهم هنا قبل لحظات.

************
#الفصل_الثالث: الرجل ذو المعطف البني
في صباح باكر رمادي، كانت قرية هيذرسبيرغ تستفيق على وقع خطوات القادمين من لندن.
وصل "المفتش برامويل" بتكليف خاص من سكوتلاند يارد، رجل طويل، صلب النظرات، يرتدي معطفًا بنيًا داكنًا، وقبعة تغطي جزءًا من وجهه.

دخل الكنيسة مباشرة، ثم قال للشرطي هاريس وهو يطالع مذكرة في يده:
– "قضية غامضة... جثة دون هوية، وردة زرقاء، ونغمة تتكرر كل ليلة؟ يبدو الأمر كما لو أن القاتل يلعب لعبة... أو يرسل رسالة."

**

في تلك الأثناء، كانت الآنسة ماربل تتناول الإفطار بهدوء: بيضة مسلوقة، شاي باللبن، وقطعة صغيرة من خبز الشعير.

قالت لخادمتها دورا:
– "المفتش القادم من المدينة سيبحث عن بصمات أو أدلة ملموسة، لكن قاتل كهذا... لا يترك شيئًا يمكن رؤيته بالعين."

دورا سألتها بقلق:
– "لكن من قد يعزف على الهارمونيوم في منتصف الليل؟ ومن الرجل الغريب الذي دخل الكنيسة في الظلام؟"

رفعت ماربل حاجبًا وقالت بنعومة:
– "هذا ما أود معرفته. وخاصة أن هناك من رآه يغادر المقبرة."

**

عند زيارة الكنيسة مساءً، عثرت ماربل على تفصيلة لم يلحظها أحد:

📌 مفتاح نحاسي صغير كان تحت المقعد الأخير، يكاد يختفي في الغبار، وعلى رأسه نقوش بالغة القِدم تشبه مفاتيح الصناديق الموسيقية.

أمسكته بلطف، ثم همست:
– "هذا المفتاح لا يفتح أبوابًا... بل ذكريات."

**

في تلك الليلة، تجمّع الضباب حول "روزوود هاوس"، والساعة تجاوزت منتصف الليل.

وبينما كانت ماربل تدوّن ملاحظاتها بجانب الموقد، سمعت صوتًا بالخارج.
خطوات.
ثقيلة.
منتظمة.

وقبل أن تتمكن من الوقوف، طرق أحدهم الباب ثلاث مرات.

فتحت دورا الباب وهي ترتجف، ليظهر...
الرجل ذو المعطف البني.
لكنه كان يبتسم ابتسامة غريبة، وفي يده... وردة زرقاء مطوية داخل مظروف.

قال بهدوء:
– "هذه للآنسة ماربل. إنها من الماضي... لكنها تخص الحاضر."

**

نظرت ماربل إلى المظروف دون أن تفتحه، ثم نظرت للرجل وسألته بهدوء مخيف:
– "هل كنت أنت من عزف؟"
– "أنا؟" قال الرجل، وهو يخلع قبعته ببطء، "أنا فقط... أنفّذ وصية."

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1