رواية لغز نغمة في الظلام الفصل الثالث بقلم أجاثا كريستي
: اعتراف من تحت التراب
في صباحٍ مشرق على غير العادة، جلست الآنسة ماربل تحدّق في الظرف الذي أُرسل لها ليلًا.
كان مغلقًا بشمع أزرق، وعليه نفس النقوش التي كانت على المفتاح النحاسي: دوائر متداخلة، وأحرف أولى باهتة (T.M).
فتحت الظرف ببطء، فإذا بورقة قديمة مكتوبة بخط رجولي مهتز:
"إلى من يأتي بعدي…
حين تسمعين النغمة، تذكّري أن الكاهن ليس مذنبًا، بل الشاهد.
إن كنتِ تبحثين عن القاتل، ابحثي عمّن صمت حين وجب عليه أن يتكلم.*"
**
الآنسة ماربل همست:
– "اعتراف؟ أم إنذار؟"
**
وفي الكنيسة، كان المفتش برامويل يحفر أعمق في ماضي الضحية.
كشفت التحريات عن معلومة صادمة:
الرجل الميت ليس مجهولًا كما ظنوا، بل هو توماس ميريديث، أستاذ موسيقى متقاعد، اختفى قبل سنوات بعد فضيحة غامضة تتعلّق بتلميذة في جوقة الكنيسة.
**
حين سمعت ماربل الاسم، شحب وجهها وقالت:
– "توماس ميريديث؟ إذن النغمة... لم تكن عشوائية."
في شبابها، حضرت ماربل قداسًا بقيادة ميريديث، وتتذكر لحنًا واحدًا ميّزه دومًا… لحنًا حزينًا، لا يُنسى… هو نفسه الذي يُعزف الآن.
**
ذلك المساء، دخلت ماربل الكنيسة وحدها، حاملة المفتاح النحاسي.
اقتربت من الجهة الخلفية، حيث تابوت القس بنويت ما يزال في مقصورته تحت الأرض.
وضعت المفتاح في فتحة صغيرة في قاعدة المقصورة.
تكتكة خفيفة… وصوت معدن ينفتح.
فتحت حجرة سرية صغيرة خلف الحائط، وداخلها...
دفتر جلد أسود.
أوراقه مهترئة، وعليها اسم "بنويت" بخط يده.
كان دفتر اعترافات لم يُنشر قط.
**
بين الأوراق، سطّر القس:
"أعلم أن ميريديث بريء… لكني خفت. الصوت الذي سمعته في تلك الليلة لم يكن صوت بشر. الغفران ليس سهلًا حين يقف الشيطان خلف المذبح."
**
في اللحظة ذاتها، دوى صرير الباب الخشبي.
استدارت ماربل بسرعة…
فوجدت دورا واقفة، بيضاء كالثوب، تقول وهي ترتجف:
– "هناك من نبش قبر ميريديث الليلة… والتابوت فارغ."
*************
