رواية هالة الفصل الثانى بقلم جميلة القحطاني
هالة كانت نايمة، بس نومها مش هادي.
كل ما تقفل عينيها، تشوف أبوها بيجري وراها، وصوت رمزي بينادي باسمها في الشارع، وسعاد بتعيط وتقولها:
سامحيني يا هالة… ما كنتش أقصد.
صحيت مفزوعة، والعرق مغرق جبهتها.
قامت تمشي في الشقة… وكانت ملاحظاها من أول يوم:
في صوت بييجي من ورا باب أوضة نهى.
قافل النور، قاعد على مكتب صغير، قدامه صور هالة وسعاد وهي صغيرة، وصورة قديمة لثلاثتهم في حوش المدرسة.
هالة خدت نفس حاد، والدم اتجمد في عروقها…
بس قبل ما تنطق، إيد نهى جات على كتفها.
رجّعي الباب مكانه، وانسي إنك شُفتي حاجة.
هالة قالت: ده… ده رمزي؟!
نهى: آه… بس مش بالشكل اللي تعرفيه.
نهى قاعدة قدام هالة، بتشرب شاي، وعينيها مليانة حزن.
انتي فاكرة إنك هربتي، يا هالة؟ لأ… إنتي كنتي متراقبة من قبل ما تفكري تهربي.
رمزي كان عارف كل خطوة في حياتك، لأنه مش بس ابن عمك… ده كان واحد من الناس اللي دفعوا التمن من زمان، وقرر ينتقم بطريقته.
هالة: بس… هو كان عايز يجوزني غصب!
نهى: هو مش عايز يجوزك… هو عايز يرجعك. مش علشانك، لأ… علشان يوصل للحقيقة.
هالة: حقيقة إيه؟
نهى بصوت واطي:حقيقة مين اللي دفن أمه… وجاب سرك وسر أختك من زمان بعيد.
الخيط المتوازي سعاد: وجوه في الضلمة
سعاد كانت ماشية في شارع ضلمة، رايحة تقابل رنا.
رنا قالتلها بالتليفون: في ورق لازم تشوفيه… ورق من أيام المستشفى.
لما وصلت، لقت رنا قاعدة على كرسي حديد في أوضة ضيقة.
رنا طلعت دوسيه… فيه صور لأطفال صغيرين، متصورين في عنابر.
سعاد شافت صورة…
اتكهربت.
كانت هي، وهالة، وطفلة تالتة شبههم تمامًا… بس مش معروفة.
مين دي؟
رنا: أختكم التالتة… اللي اختفت قبل ما تتولدوا رسميًا.
جيهان قريبتهم من ناحية الأم، بنت خالتهم، لكن مفيش حب بين العائلات.
جيهان حقودة، بتحب رمزي، لكنه عمره ما شافها غير كـ بنت العيلة اللي بتاكل دماغ الناس.
أمها اسمها نعيمة، ست بتضحك في وشك وتطعنك من ضهرك، كانت دايمًا غيرانة من أم هالة وسعاد.
جيهان لما عرفت إن رمزي رجع يدور على هالة، وجابها لبيت نهى، قررت تتحرك…
مش علشان تحميه،
علشان تبوّظه.
عايزة تنتقم من العيلة كلها… خصوصًا من البنتين اللي كانت أمهم دايمًا الأجمل والأفضل واللي أبوهم بيحبهم.
نهى كانت خارجة من الأوضة، ولقت جيهان واقفة على باب الشقة…
لابسة أسود، ومعاها شنطة شيك، وتبتسم ابتسامة "اللي فاهمة كل حاجة.
آسفة إني !
