رواية جريمة القناص الفصل الثانى 2 بقلم حمدى مغازى

 

 رواية جريمة القناص الفصل الثانى بقلم حمدى مغازى

- معنى كدة إن القتيلة كانت بتتخانق مع القاتل قبل موتها.. بس ياترى هو مين؟.
"الجزء الثاني"
بص لي وسكت.. اكيد ماكنش عنده رد.. هزيت دماغي وانا بقوله...
- تعالى نشوف الطب الشرعي وصل لايه؟.
دخلنا جوة ووقتها لقيت دكتور محمود في وشي.. وأول ماشافني أتكلم وقال...
- أثناء فحص الجثة اكتشفنا حاجة غريبة لازم حضرتك تعرفها.
- حاجة ايه؟.
- الرصاصة اللي صابت منار واخترقت تحت رقبتها.. كانت بزاوية مستحيلة تقريبًا.. زاوية الإصابة دي مش ممكن تيجي من شخص كان واقف قدامها أو من وراها مباشرة.
- تقصد أيه؟.
- اقصد إن الرصاصة أُضربت من ارتفاع عالى.. كأن القاتل كان واقف على سطح عمارة قصادها.. أو في مكان عالي جوة العمارة نفسها.
- يعني القاتل ماكنش معاها في الشقة؟.
- مستحيل يافندم.
بصيت لعماد وبعدين رجعت بصيت للدكتور محمود وقولتله...
- بس في شاهد بيقول إنه سمع القتيلة بتصرخ قبل الجريمة بوقت بسيط.. تفسر صراخها بايه؟.. ماهى اكيد ماشافتش القاتل لو اتقتلت بالطريقة دي.
- اكيد كان في شخص معاها في الشقة.. ويمكن كان متفق مع قاتل محترف ومعرفه كل التفاصيل.. ومش بعيد يكون متفق معاه كمان على المكان اللي هيضربها منه.. والاكيد كمان إنها تعرف الشخص ده كويس.. لأن من الواضح إنه دخل الشقة بإرادتها.
- يعني هي تعرف القاتل.. أو شريك القاتل.
اتكلمت وقتها ياسمين أخصائية الأدلة الجنائية وقالت...
- دكتور محمود معاه حق يافندم.. الرصاصة دي جايه من برة البيت.
- ايه اللي مخليكي متاكده كده؟.
حطت أيديها على مكان الجرح وقالت...
- دي مش طلقة عادية خارجة من مسدس.. احتمال كبير الرصاصة دي تكون لبندقية قناص!.. ومن موقع الجثة وزاوية الإصابة.. بأكد لحضرتك إن الطلقة دخلت من الشباك اللي قدام سعادتك ده.
بصيت مكان ما شاورت بأيديها وقولتلها...
- بس ده مقفول!.
- اكيد القاتل اللي عمل كده.
- وهيعمل كده ليه ما دام إننا هنعرف إن الطلقة خارجة من بندقية قنص؟.
- يمكن في مخيلته إن كده بيخفي المكان اللي دخلت منّه الرصاصة!.
سكت لثواني وانا بفكر في كلامهم واللي كان معقول بالنسبة لي.. بس محتاج دليل امشي وراه.. وعشان كدة قولتلها...
- تمام.. متشكر جدًا.. هستنى التقرير النهائي.. بس ياريت يكون على مكتبي  في اسرع وقت.
- حاضر يا فندم.. إحنا هنعرض الطلقة اللي موجودة في جثة المجني عليها على خبير الأسلحة النارية.. عشان نتأكد أكتر.. بعدها التقرير هيكون على مكتب سعادتك.
سيبتهم يكملوا شغلهم.. أما أنا خرجت من الشقة ولعت سيجارة.. ومع أول نفس.. وقبل ما أخرجه.. لمحت حد بيراقب اللي بيحصل من على السلالم اللي فوق.. وقتها رميت السيجارة.. وطلعت اجري عليه.. ولما لاحظ ده جري هو كمان.. فضلت اطارده لكن للاسف ماقدرتش الحقه.. لما وصلت السطح كان اختفى.. بصيت حواليا يمين وشمال مالقتوش.. هيكون راح فين ده؟!.. لفيت وشي وبصيت في السطح كويس. بس برضه مالوش أثر.. نزلت تاني لمسرح الجريمة.. وطلبت من العساكر وأمناء الشرطة مافيش حد يدخل ولا يخرج من العمارة إلا بإذن مني.. انا كده أتأكدت إن اللي له يد في الموضوع موجود معانا هنا.. ومش ممكن اخليه يهرب.. في اللحظة دي سمعت صوت رنة موبايلي.. كان عماد.
- أيوة يا عماد.
- في حاجة مهمة لازم حضرتك تعرفها يافندم.
- حاجة ايه؟.
- جار المجني عليها اللي إسمه فوزي مندور.
- ماله ده كمان؟.. ما تتكلم على طول ياعماد.
- عملت تحريات عنّه سعادتك.. اكتشفت إن كان بينه وبين المجني عليها مصانع الحداد.. مشاكل ليل ونهار.. ومرازية في الرايحة والجاية.
- عشان الشقة مش كده؟.
- بالظبط سعادتك.. لكن في ناس كتير قالوا إنهم اتصالحوا من فترة.
- وطبعًا دي حاجة تخلينا نشك فيه إنه كان ناوي على غدر.. وعمل كل ده عشان لما ينفذ خططته.. الناس تقول إنهم كانوا متصالحين ومافيش بينهم مشاكل.
- بالظبط سعادتك انا معاك في الإستنتاج ده.
- في حاجة تاني.. بخصوص المجني عليها؟. 
- اه يافندم.. اكتشفت إن المجني عليها منفصلة بقالها فترة.. والسبب الخلافات اللي كانت بينهم.. وفي خناقة منهم اتسبب لها في عاهة مستديمة.. وبعد ما اتعالجت رفعت عليه قضية وقدرت تخلعه وكمان تحبسه خمس سنين.. المفاجأة بقى إنه لسه خارج من شهر بالظبط.
- عظيم أوي يا عماد.. إحنا كده عندنا اتنين مشتبه فيهم.. والاتنين ليهم سابق معرفه بالمجني عليها ودوافعهم كبيرة.. ويقدروا كمان يدخلوا شقتها.. أنا طالب منك دلوقتي تفرغلي كل الكاميرات اللي حوالين العمارة.. وانا هطلع أمر بضبط وإحضار المشتبه فيهم.. اكيد عندهم حاجات لازم نعرفها.
- تمام يافندم.. في اسرع وقت هتكون الفيديوهات دي على مكتب سعادتك.
قفلت مع عماد.. وقبل ما امشي.. نبهت تاني على العساكر إن مافيش حد يخرج ولا يدخل العمارة لحد ما تنتهي التحقيقات.. ركبت عربيتي واتحركت على المكتب.. طلعت أمر الضبط والإحضار.. وبعد أربع ساعات سمعت صوت خبط على الباب.. كان عماد...
- ها عملت ايه؟.
- لازم تتفرج بنفسك يافندم.
حطيت الفلاشة في اللاب توب.. وقللت سرعة الفيديو اللي شغال.. لحد ما عماد شاورلي على شخص لابس كاب ونضارة سودا وعلى ضهره شنطة كبيرة.. كان داخل العمارة اللي قدام عمارة المجني عليها.. ووقتها أتكلم عماد وقال...
- واضح يافندم إن هو ده.
- ايه مخليك متأكد كده؟.
- هيئته بتأكد ده.
- إحنا من امتى بناخد بالشكل يا عماد.. وبعدين لو هو فعلًا.. يبقى إبن اللذينة عنده ثبات انفعالي رهيب.. ده ماشي بكل ثقة ومحاولش يتلفت خالص.
خلصت الفيديو ورفعت عيني لعماد اللي سألني...
- بتفكر في ايه يافندم؟.
- إحنا لازم نرجع لمسرح الجريمة تاني.. وهناك هتعرف كل حاجة.
سحبت مفاتيح عرابيتي.. ونزلت انا وعماد على المكان.. أول لما وصلنا.. لبست الجوانتي في أيدي.. وفتحت الشباك اللي بيجاور العمارة اللي المشتبه فيه دخلها.. كانت على بعد 50 متر تقريبًا.. اتكلمت وقولت...
- اكيد الطلقة جت من دور في الأدوار الأخيرة.. أو السطح.
- يبقى إحنا لازم نسأل على الشقق الفاضية.. أو اللي بتتأجر باليوم.
- بالظبط كده بدأت تشغل دماغك ياعماد.
- متشكر جدًا يافندم.
في اللحظة دي لاحظت عقب سيجارة مطفي علي سور الشباك.. بصيت لعماد وقولتله...
- هو في حد كان بيشرب سجاير هنا من الفريق بتاعنا؟.
- مستحيل يافندم.. ده مسرح الجريمة.
- القتيلة كانت بتدخن؟.
- لا.
- اومال السيجارة دي بتاعت مين؟.
- مش عارف.
مديت ايدي ومسكت عقب السيجارة.. حطيته في كيس أدلة وشيلته في جيبي.. بعدها نزلنا واتحركنا على العمارة اللي قصاد عمارة المجني عليها.. قابلنا البواب عرفته بنفسي.. بعدها طلبت منّه يقولي على الشقق اللي متأجرة جديد.. والشقق الفاضية كمان. طلع معانا وبدأت ابص على الشقق.. يمكن الاقي دليل يقربني أكتر من القاتل.. وبعد بحث واستجواب للناس دام لأكتر من ساعة.. ماتبقاش غير شقة واحدة.. كان عندي أمل إن ألاقي فيها حاجة.. دخلت ومن ورايا عماد.. كنت بحاول اركز على الأرض بقدر الإمكان.. يمكن الاقي أثر لأي حاجة.. بس للأسف مافيش أي حاجة.. طلعت بعدها على السطح.. وقفت عند السور وبصيت على العمارة التانية.. واتأكدت إن القاتل نفذ من هنا.. زاوية الرؤية لبيت القتيلة كويسة جدًا.. وتحديدًا نقطة الاستهداف.. وكمان لقيت طفي سجاير على السور.. اتصلت بالدكتور محمود وطلبت منه يجيب فريق الطب الشرعي ويجيلي.. كنت حاسس إن القاتل ساب دليل وراه.. وبعد نص ساعة أو أكتر شوية كانوا وصلوا.. وقفت مع الدكتور محمود شرحتله الموقف.. واديته عقب السيجارة.. بعدها بدأ يشوف شغله هو وفريقه.. أما انا فرجعت مكتبي تاني ومعايا عماد.. ومافتش وقت كتير لما لقيت الباب بيخبط...
- أدخل.
- مساء الخير يافندم.
ـ مساء النور.
- كان عندنا أمر ضبط وإحضار للمدعو.. فوزي مندور والمدعو الاخر محمود العسال.. إحنا قدرنا نقبض عليهم.. وكل حاجة مثبته في المحضر اللي قدام سعادتك.. وهم برة دلوقتي.
- تمام متشكر جدًا.. تقدر تتفضل.
فتحت المحضر اللي قدامي وقرأته كويس.. بعد كده طلبت من أمين الشرطة يدخلهم لي واحد واحد.. ولعت سيجارة.. وفي نفس الوقت دخل أول واحد فيهم ووقف قدامي.. سندت بضهري على الكرسي وانا بنفخ الدخان في الهوا وبقول...
- أقعد.
- متشكر يافندم.
- أسمك وسنك.
- محمود العسال.. ٤٠ سنة.
- قولي يا عسال.. كنت فين وقت ما الجريمة حصلت؟.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1