رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الخامس و الثلاثون 35 بقلم جميلة القحطانى


رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الخامس و الثلاثون بقلم جميلة القحطانى


أنه لم يُفتح منذ زمن.
لكن الباب الخلفي كان مكسورًا، وآثار أقدام صغيرة تقود إلى الداخل...
دخلت، وكل خطوة كانت كأنها تُخرج نبضًا من قلبها.
في غرفة جانبية وجدت شيئًا لم تتوقعه:
حذاء طفل صغير مغبر، دفتر رسومات، وبطانية مطويّة بعناية.
تجمدت. الطفل المختفي... كان هنا؟
وفجأة، صوت أنثوي خلفها:ما كانش المفروض تلاقي المكان دا...
استدارت، كانت ريما تقف هناك، بوجه شاحب ونظرة حزينة.
قالت سما: ريما... إنتي... فين الطفل؟ إنتي ليه هنا؟
تنهدت ريما وقالت:كنت بحاول أحميه... من أهله. من الضرب. من الإهمال. مش خطفته... كنت بحاول أنقذه. بس يمكن... غلطت.
وهنا يبدأ الصراع الداخلي:هل تُصدّق سما هذه القصة؟
هل تبلغ الشرطة؟
هل تحتفظ بالسر؟
مرت أيام قليلة منذ أن هربت سهير بمساعدة راكان. كانت تتوارى عن الأنظار، تختبئ في شقة قديمة بعيدة عن الأحياء التي تعرفها، تحاول لملمة شتاتها، بينما قلبها ينبض بالخوف في كل لحظة تسمع فيها وقع خطوات خلف الباب.
أما فهد، فقد استشاط غضبًا حين اكتشف اختفاءها. لم يكن هروبها إهانة فحسب، بل كسرًا لغروره وسلطته.
صرخ وهو يضرب الطاولة بقبضته:هتدفع التمن غالي… واللي ساعدها كمان!
بدأ فهد رحلة بحث جنونية، استنفر معارفه، لوّح بالمال والتهديد، واعدًا بمعاقبتها عقابًا لا يُنسى.
كان يردد بوحشية:مراتي… وهتفضل مراتي! ومحدش ياخدها مني حتى لو كانت بتكرهـني!
في الجانب الآخر، كان راكان غارقًا في حزن ثقيل.
سمع من أحد المقربين أن فهد تزوج سهير بورقة موثقة... صُعق.
تذكر دموعها، يديها المرتجفتين، كيف ارتجفت حين همست له:أنا متجوزاه غصب… ما قدرتش أقول لأ… كان ممكن يقتلني.
جلس راكان في عتمة غرفته، يحتضن صوته الداخلي الذي يصارع حقيقته.
لم تكن الغيرة ما أكل قلبه... بل العجز.
كان يملك القوة ليحميها، لكنه أتى متأخرًا.
تمتم بصوت مكسور:لو كنت عرفتك قبل كل دا... كنت خدتك ومشيت…
لكن الواقع كان قاسيًا.
سهير لا تزال زوجة فهد أمام القانون.
والخطر لا يزال يحيط بها.
كانت الشمس تغيب على حيٍّ هادئ ظاهريًا، لكن تحت هذا الهدوء كانت العاصفة تتجمع.
دخل راكان إلى المقهى القديم حيث اعتاد فهد الجلوس مع رجاله. كان الجو ثقيلًا، والأنظار تتوجه نحوه، لكنه لم يتردد. اقترب من الطاولة بثبات.
فهد رفع رأسه ببطء، ابتسم بسخرية:ياااااا… راكان! نورت… ناقصك بس وردة في ؟
تعليقات