رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل السابع و الثلاثون 37 بقلم اسماء عبد الهادى

 

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل السابع و الثلاثون بقلم اسماء عبد الهادى


توجهت بغير القلب التي كانت عليه يوما تقصد وجهة معينة واضعة  يدها على قلبها_ الذي بدأ ينبض بعد أن كان باردا لا حياة فيه_ تعرف كم كانت قاسية عليها، كم آلمتها كلماتها، كم ضاعفت معاناتها بسبب تخليها ...لكنها ها هي جاءت الآن لتصلح ما أفسده غباءها في الماضي، ترجو ألا تعود صفر اليدين، ذهبت اليها وهي تحمل في يدها ما يثبت أنها كتبت شقتها بالكامل لابنتها وأيضا كتبت كل إرثها عن أبيها لابنتها فلم يتبقى لها هي من حطام الدنيا شىء.

ما ان رآها إبراهيم حتى كشر وجهه عن ملامح غاضبة وهتف بحدة
_جاية ليه يا سناء الوقتي 
هتفت بحنين جارف لعائلتها 
_ازيك يا خويا 
امتعض وجه وزم شفتيه
_كويسين طول ما انتي بعيدة عننا ... جاية الوقتي ليه ما صدقت البت بدأت تتحسن بعد عملتيه فيها.

التاع قلب سناء وهتفت بوصب
_جاية أشوفها واستسمحها يا ابراهيم أنا عارفة اني كنت غلطانة وجيت عليها أوي ...البت وحشتني ونفسي أخدها في حضني واقولها حقك عليا متزعليش من أمك ...أمك خلاص عرفت غلطتها وجاية تصلحها.

أجابها بصرامة وهو مازال لا يسمح لها بدخول المنزل 
_اللي كسرتيه في بنتك كبير أوي والشوتين بتوعك دول عمرهم ما هيصلحوهم... ارجعي من مكان ما جيتي ياسناء ...أنا مش هسمحلك تكوني السبب في تعب ملك تاني .

انحنت بجسدها تجاهه محاولة أن تمسك يده برجاء ولوعة قلب 
_بالله عليك يا ابراهيم خليني اشوف البت قلبي بيتقطع عشانها... خاليني أبرد النار اللي قايدة جوايا بعد ما أخدها في حضني واطلب منها تسامحنى ...ارأف بحال أم مكلومة على بنتها أنا عارفة إنك زعلان مني وليك حق تزعل أنا كنت وحشة ف حق بنتي ..لكني عرفت غلطتي وربنا اللي يعلم.

_أم ...انتي عمرك ما كنتي أم أبدا .. طول عمرك مقسية قلب البت وملياه حقد وحسد ..كنتي عايزة تجوزيها لراجل أكبر من أبوها الله يرحمه .. سيبيتها تمشي من غير حتى ما تتطمني عليها وصلت ولا لا... وبعد اللي حصلها كنتي عايزاها تختفي كأنها مكانتش موجودة من أصله... انتي عمرك ما فكرتي في بنتك ولا مصلحتها لمرة واحدة في حياتها... دمرتي البت وكنتي السبب في اللي حصلها ...ايوة أنا بحملك مسؤلية اللي حصل لملك انتي الملومة في كل ده ...جاية الوقتي بعد ما جوزك العرة عرف عليكي ستات وعرفتيه على حقيقته القذرة ..جاية  هنا تبكي على الأطلال.. روحي لحال سبيلك يا سناء .

_ءءاانت عرفت !!
_فكرك اني نايم على وداني !! صحيح اني مفروس منك ومش طايقك الا إنك اختى ومسؤلة مني وربنا هيسألني عنك يوم القيامة فكان لازم اتابع أخبارك حتى من بعيد

لتهتف بفرحة لسماعها كلامه وأنه يهتم بها حتى في زعله منها...أدركت الأن معنى العائلة ..أدركت أن لا شىء يضاهي حب العائلة وأنها الحب الصادق الغير مشروط ...فالعائلة الزاد الوحيد للمرء عندما ينفد كل شىء 
_بس أنا انتقمت منه وكمان البوليس خلاه يعترف على اصحابه اللي عارفين مين اللي عمل كدا في ملك وجابوهم  وهيتعاقبوا أشد عقوبة أنا ممشتش من المركز الا لما الظابط أكدلي كدا ، يعني حق ملك هيرجع خلاص ومتبقاش غير انها تسامحني ..خليها تسامحنى يا ابراهيم وانت كمان سامحنى يا خويا .

قالتها بقلب صادق استشعره ابراهيم وعلم ان تلك الدمعات التي تجري على وجهها ليست كاذبة.. هي حقا نادمة ..لذا رق قلبه لها وهتف بهدوء متظاهرا بالجمود 
_ادخلي وهروح أبلغها ولو رفضت يبقى عندها حق ومحدش هيلومها.

_لا مش هترفض أنا عارفة بنتي مش هتوجع قلبي وهتسامحني علطول 

جلست على نار ملتهبة يشويها الانتظار رغم أن إبراهيم لم يغب عنها سوى بعض دقائق فقط وما ان رأته حتى هبت اليه متلهفة 
ليضم ابراهيم شفتيه بأسف 
_زي ما قلتلك البت شافت منك كتير.... ومش بالسهولة كدا هتسامحك...ملك رافضة تقابلك
_طب طب أشوفها بس يا ابراهيم..  عايزة أشوفها وأسلم عليها ..انا عارفة اني مش ههون عليها.

قال كلماتها وهي تتخطى أخيها بغية الوصول إلى ابنتها
حاول أخيها منعها لكن مع اصرارها ولهفتها تركها تحاول ربما تستطيع.

دلفت تبحث بعينيها المتلهفتان عن ابنتها وما ان رأتها حتى هتفت باسمها فخرج صوتها يحمل كل معاني الحب والصبابة والألم والندم.. جميع المشاعر التي كانت تحملها في قلبها خرجت في لفظها فقط باسم ابنتها
ما ان راتها ملك حتى نهضت من مكانها وأدارت وجهها عنها لتهتف بجمود وصوت حاد
_جاية ليه أمشي.. مش عايزة اشوفك .

_من ورا قلبك أنا عارفة يا ملك... سامحيني يابنتي أنا ندمانة على اللي عملته.

هدرت بها ملك بعد أن أدارت وجهها اليها مرة أخرى
_أنا مش بنتك ... أنتي ملكيش بنات ... انتي قلتي كدا .. اتمنيتي اني اختفي من على وش الدنيا واعتبرتيني مت ... والميت مش بيصحى تاني .. روحي دوري على بنتك في حتة تانية يمكن تلاقيها 

اغرورقت عينا سناء بالدموع وتقدمت تود لو انقطع لسانها قبل أن تُسمِع ابنتها تلك الكلمات القاسية ..حركت رأسها تنفي ما تقوله ملك وحاولت فتح فمها لتقول لها أنها لم تكن تقصد ذلك أعماها غضبها فخرجت كلماتها غير موزونة وبلا وعي فهزى بهذا الهراء الذي لا أساس له من الصحة وها هي أمامها الآن جاءت اليها لتمحي ما قالته.

لكن ما ان رأتها ملك تتقدم منها حتى صرخت بها
_اوعي تقربي ابعدي عني .. انا مش عايزة أشوفك ولا اسمع صوتك .. أنا مش مسامحاكي ولا هسامحك أبدا .

ارتعشت يدي سناء وأحست أنها ستنهار في اي لحظة فما قالته ابنتها كان كالسوط الذي يجلد روحها قبل بدنها فابنتها وضعت بينهما آلاف الأسوار التي يستحيل تخطيها 
لذا هتفت بصوت مهتز 
_حقك عليا يابنتي أنا مستعدة أعمل اي حاجة بس تسامحيني ده  أنا مليش غيرك يا ملك.

_لو عايزاني اكون مرتاحة سيبيني في حالي وإمشي ..إمشي.

أغمضت سناء أعينها وأخفضت رأسها بأسف فهي اقترفت خطئا فادحا ولن يغفر ذنبها بسهولة ..خرجت تجر ذيول الخيلة والندم ..خرجت حتى لا تنهار ابنتها وتتأزم حالتها أكتر .. لكنها لن تستسلم وستظل تتودد لها علها تسامحها يوما.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

أسماء عبد الهادي

بعد استعدادات مكثفة دامت لعدة أيام متتالية دون راحة...انتهت تجهيزات العرس وأصبح كل شىء على أتم الاستعداد وأقيم حفل راقي ومميز ببساطته في نفس الوقت.
حضره كل أصحاب ماهر وماجد  في العمل وزملاء دكتور آدم أيضا في المشفى وجميع العاملين فالجميع يحبون ذلك الطبيب الطيب والحسن المعاملة ويودون أن يجاملوه في فرحه ويساندونه في سراءه.

انتهت إجراءات الحفل وأخذ ماهر زوجته لفندق شهير ..حجزه له النادي ليقيم به شهر العسل كهدية من أعضاء النادي .
أما آدم فأحب أن تكون رهف مثل صديقتها فقرر أن يحجز لهما في نفس الفندق ..لكن رهف رفضت رفضا قاطعا وتفهم آدم سبب رفضها فالفندق يذكرها بتلك الليلة المشؤمة التي تركها فيها حسن تعاني ويلات ما فعله بها دناءته
وأثناء دلوفهما معا شقته ...تعلقت الصغيرة بقدمه وأبت تركه والذهاب مع جدتها 
حاولت جدتها إقناعها أن تأتي لتنام معها وفي الصباح ستعيدها لأبيها لكنها كانت ترفض وتأبى ترك والدها... لم يستطع آدم التحدث فإنه إن تكلم الآن فسيخرج صوته مختنفا .. فهو ما ان وقف أمام باب شقته حتى تذكر يوم عرسه بزوجته شيماء ..كان يوما من أسعد أيام  ...مر على مخيلته شريط حياته معها كاملا فتنهد بحسرة لضياعها منه بتلك السرعة ..لذا بدا تائها شاردا وكأنه مجبر على تلك الزيجة 
انتبهت رهف لحالته فحاولت تدارك الموقف حتى لا يلاحظ والديه حزن أبنهما ..ويتعكر صفوهما بعد تلك البسمة الراضية المرتاحة على وجهيهما فأخيرا سينامين قريرا العين بعد أن اطمئنا أن ابنهما سعيد 

لذا  انخفضت لمستوى الصغيرة وأمسكت بيدها بعد ان طبعت قبلة حانية على شعرها 
_مفيش مشكلة تعالي يا أيسل يا حبيبتي... سبيها من فضلك يا طنط تيجي معانا

اتسعت عيني وجه ام آدم بحرج
_لا لا ازاي بس يا بنتي انتي عروسة ومن حقك تكوني على راحتك على الأقل في اول أسبوع.

ابتسمت لها رهف ابتسامة صافية
_وجود أيسل معايا ومع والدها ده شىء هيخليني مرتاحة أكتر ..وأصلا أيسل الطعمة دي حبيبتي  🥰

سرت أم آدم بكلام رهف كثيرا وارتاحت أكثر بأن ابنها أحسن اختيار زوجته وتمنت لهما حياة آمنة مطمئنة .

دلفت رهف المنزل بصحبة أيسل التي كانت سعيدة بوجودها معها .
أجلستها رهف على كرسي من كراسي السفرة التي تتوسط ردهة المنزل وعلى اليسار هناك ركنة مكونة من عدة مقاعد وآرائك تحمل اللونين الزيتي والكشمير ، أما آدم فبدأ يفك ربطة عنقه وهوى على الأريكة بتعب شديد لكنه تعب نفسي لا جسدي فهو معتاد على العمل الشاق طوال اليوم .

طالعته رهف بحزن فهي تشعر بما يمر به الآن ...نظر آدم أمامه ليجد رهف تنظر له فتدارك فعلته بسرعة وقام من مكانه معتذرا 
_رهف أنا آسف ...اا ..   أنا الظاهر لسه متعود اني ادخل الشقة لوحدي...نورتي بيتك  ..تعالي ..هفرجك على الشقة علشان تتعرفي على كل جزء فيها 

ابتسمت له رهف بهدوء 
_حضرتك محصلش حاجة مفيش مشكلة 

هتفت أيسل بنعاس
_بابا أنا جعانة .

تنهد آدم ولا يدري ما به وهتف وهو يقف كالحائر يلوم نفسه عما يحدث له وها هو ما كان يخشاه قد حدث ...فهو منذ الوهلة الأولى نسيها تماما فماذا سيحدث فيما بعد.

مدت رهف يدها نحو الاطباق المغطاة على السفرة جوارها وكشفت إحداهما الواحد تلو الآخر وقالت وهي تشير لأيسل 
_الأكل اهو يا حبيبتي.. تحبي ءأكلك إيه؟؟ 

أشارت أيسل بيدها إلى طبق الكفتة
_من دا 
قربت رهف الطبق لتضعه أمام الصغيرة لكنها هتفت 
_الاول نغسل إيدينا كويس وبعدين نأكل ايه رايك.
ابتسمت لها
_ماشي 

_شطورة يا حبيبتي.. فين مكان الحمام ..تعرفي توصليني!!
_اه تعالي معايا 
امسكت الصغيرة بيد رهف تقودها نحو المرحاض لتنظفا أيديهما 

أغمض آدم أعينه بغيظ من نفسه ثم ضرب مقدمة رأسه بيده
_فوق يا آدم انت وعدت مش هتظلمها معاك .. اتفضل صلح اللي هببته من أول لحظة ده 
ما ان رآهم آدم متوجهون نحوه حتى هتف مدعيا المرح
_هروح ألحق أنا كمان أغسل إيدي .. اوعوا تخلصوا الأكل من غيري.

ضحكت أيسل وهتفت بمشاغبة 
_بسرعة ..هنأكل الأكل كله قبلك ..ههه

قبل آدم صغيرته وهتف 
_لا اوعي مش أنا بابا حبيبك.. قولي لرهف كمان تستناني ..يلا اقعدوا هحصلكم حالا.

جلست أيسل بحماس على السفرة ونظرت لرهف بسعادة بادلتها إياها رهف ليأتي اليهما آدم ويجلس جوار رهف
_أنا جيت 
 ومن ثم يمد الشوكة التي بها قطعة لحم ويطعمها لرهف وهو يقول 
_هو كان المفروض نصلي الأول بس طالما ايسل جعانة فمش مشكلة ... ها يا رهف افتحي بوءك.

تحرجت رهف من فعلته لكنها على أيه حال فتحت فمها والتقت قطعة اللحم 

لتهتف أيسل بجوع
_وانا يا بابا وأنا 

أطعمها أبيها 
_وانتي كمان يا روح بابي 

شرع الجميع في تناول الطعام ليلاحظ آدم ان ابنته تأكل بشهية كبيرة فاستغرب لكنه سعيد بهذا على أية حال .

وجد آدم ان رهف لا تقرب الطعام الا قليلا 
_ايه يارهف مش بتأكلي ليه!! 
_بأكل يا دكتور 
_إيه حكاية دكتور دي بقا .. أنا خلاص بقيت جوزك دلوقتي 
كان وقع تلك الكلمة غريبا على مسامعهما .. فأما رهف فوقع هذه الكلمة عليها يذكرها بأيام عصيبة مرت بها.. أما آدم فهو لم يكن يتصور أن يكون زوجا لأخرى سوى شيماء ...ظن أنه تخطى فقدها لكن على ما يبدو أن جرحه لم يبرأ بعد 

بعدما تأكدت رهف أن آدم أنهى طعامه والذي لم يقربه هو الآخر سوى القليل ..وضعت شوكتها جانبا وهتفت بجدية 
_د..قصدي اا.. آاا.. آدم ممكن نتكلم بجدية لو سمحت.

ابتلع آدم ريقه فرهف حساسة جدا ويخشى أنها فهمت  ما يعانيه فيحزنها الأمر 

_مبدأيا كدا يا دكتور ... أنا عارفة إن حضرتك مكنتش حابب تتجوز بعد زوجتك الله يرحمها .. وممكن تكون اتجوزتني علشان شايف انك لازم تردلي الجميل علشان ربنا خلاني سبب في انقاذ سها...

كاد آدم يجيب إلا أنه وجد رهف تتابع كلامها فصمت ليسمعها
_ رغم إني أنا اللي ممتنة جدا لحضرتك بعد وقوفك جنبي في المستشفى وثقتك فيا في حين أن الكل كدب الكدبة وصدقها... يبقى كدا متعادلين ... فأنا فكرت بم إني مكنتش عايزة اتجوز تاني خلاص ومكنتش موافقة على فكرة الزواج كفكرة مش رفض لشخص حضرتك لا طبعا ... حضرتك أنا متأكدة إنك مش زي اللي فاتوا وعارفة إنك هتتقي ربنا فيا... لكني حاسة اني لسه متعافتش كليا من التجارب الاليمة اللي فاتت ..
ففكرت إننا نعيش مع بعض كأب وأم لأيسل مش زوج وزوجة ... طبعا لو حضرتك تقبلني أم تانية ليها.

ضيق آدم ما بين حاجبيه بضيق
_رهف ايه الكلام الغريب اللي بتقوليه ده ... أنا صحيح منستش شيماء ولا هنساها لكن ده ميمنعش إني اتجوزتك علشان فعلا عايز اتجوزك مش مجبر ولا مضطر ولا  رد جميل و لا أي حاجة ... أنا عارف إني كنت بايخ من اول لحظة وإن أول انطباع أخدتيه كان سىء بالنسبة ليكي بس أنا ..
_يا دكتور .. صدقني أنا مش زعلانة إطلاقا .. ومقدرة الحالة اللي حضرتك فيها .. علشان كدا بطلب من حضرتك ان كل حد فينا يأخد وقته لحد ما نتخطى اللي مرينا بيه .

أغمض آدم أعينه فرهف معها حق فيما تقوله فكلاهما يحتاج وقتا لتقبل وجود احدهما في حياة الآخر ..لكنه خشي أن رهف ربما تقول هذا بسبب ما لاحظته عليه من شرود وتخفي الحزن بداخلها ان تركها وحدها يوم زفافها

كان واضحا للعيان أن آدم لا يكن سوى مشاعر الاحترام والمودة لرهف لا مشاعر حب وهيام

انتبهت رهف أن الصغيرة قد نامت بينما تتناول طعامها
_يا خبر دي أيسل نامت مكانها... يا حبيبتى.. هروح أنيمها بعد إذنك.

حملتها رهف ووقفت لا تدري أي حجرة تخص الصغيرة فرمقته بحيرة
_فين أوضة أيسل دي ولا دي .

أشار لها بيده الى غرفة ابنته واقترب منها بغية حمل ابنته
_هاتيها عنك انتي يا رهف 

حمل ابنته ووضعها على فراشها ودثرها جيدا ...لتدلف رهف خلفه وتطبع قبلة على جبين أيسل ..لتجد أيسل تمسك في يدها لا تريدها ان تبتعد
_لهف خليكي جنبي.. علشان عمتو لاحت لعمو ماهر وسابتني .

ابتسمت لها رهف ورقدت جوارها ليهتف آدم باستغراب
_طب بدلي هدومك الأول طيب علشان تكوني على راحتك .

همت لتنهض مبتعدة عن أيسل لتهتف أيسل بضيق
_خليكي جنبي يا لهف.

فهزت رهف كتفيها لآدم بقلة حيلة ..ليقترب آدم من ابنته 
_حبيبتي .. رهف محتاحة تبدل الفستان اللي هيا لابساه مش هينفع تنام بيه ... هيه هتروح تبدل هدومها على ما أبدلك هدومك انتي كمان اتفقنا. 

أجابته بنعاس
_نأ عايزة أنام مش عايزة أبدلها دلوقتي 

_أيسل من فضلك اسمعي الكلام 

لتهتف رهف لتنهي الامر فأيسل يغلبها النعاس كثيرا
_خلاص يا دكتور... خليني معاها وأول ما تنام هروح ابدل الفستان ده وابدلها هيه كمان فستانها.

تنهد بقلة حيلة 
_اللي تشوفوه .. خرج هو ليبدل ملابسه بأخرى مناسبة للنوم ..وعاد للغرفة ليجد ان رهف قد غفت مكانها جوار ايسل

فاقترب منها بهدوء ليوقظها 
_رهف ... رهف 

انتبهت رهف له وحكّت أعينها وهي تهتف بحرج
_يا خبر أنا نمت إزاي .

ابتسم لها 
_الظاهر انك منمتيش كويس بقالك فترة .. غيري بس الفستان علشان تعرفي تنامي كويس ...اه من حق صليتي العشا ولا لسه؟؟

_اه الحمد لله صليت أنا وسها في الكوافير... عن إذن حضرتك هروح أبدل الفستان.

أشار لها آدم للغرفة المجاورة والتي كانت في السابق غرفة تجمعه هو وزوجته المتوفاة 
_اتفضلي يا رهف هدومك في الاوضة جوا ..خدي راحتك .

وقفت رهف محلها وظلت توزع النظرات بينه وبين الغرفة ليطالعها آدم باستغراب 
_في ايه واقفة ليه ..ادخلي!

تحدثت رهف بتردد
_ممكن بعد إذنك أنقل هدومي للأوضة التانية عند أيسل .

عقد ما بين حاجبيه وهتفت مستفهما
_ليه مالها أوضتك !! 

زفرت لتجيب على عجل 
_بصراحة يا دكتور أنا مش عايزة أكون عائق بينك وبين ذكرياتك مع زوجتك.. الاوضة دي خاصة بحضرتك إنت وأنا مش من حقي أدخلها.

زفر آدم بحنق
_على فكرة بقا انا غيرت الأوضة تماما ومفيهاش حاجة خالص من ملامح الاوضة القديمة ولو خايفة على الذكريات فمهما تغير المكان والزمان فالذكريات بتفضل في القلب مش بتتمحي ... الأوضة دي بقت اوضتك انتي ..  والبيت ده اصبح بتاعك لوحدك فاتصرفي بحرية تامة ...يلا اتفضلي ادخلي وأنا منتظرك .

لم تجد رهف بد من ان تدلف لتلك الغرفة .. فدلفت واوصدت الباب خلفها جيدا وشرعت في تبديل ملابسها بأخرى بيتية 

 
 شرع آدم في تغطية الطعام المتبقي كما كان وادخاله بالمبرد حتى لا يفسد وما ان انتهى حتى جلس على كرسي السفرة يفكر في أخته ويدعوا الله أن يسعدها ويهنيها .. كما سيحاول قدر استطاعته اسعاد رهف .

خرجت رهف من الغرفة لتقترب من آدم الذي طالعها باستغراب عندما وجدها ترتدي عباءة بيتية تصلح لمقابلة الضيوف
_متأكدة ان الاختيار ده مناسب... هتعرفي تنامي في دا!! 
هتفت رهف بحرج 
_ايوة عادي .
لاحظ آدم أنها تستحي منه فهتف بهدوء
_تمام براحتك زي ما تحبي.... ممكن تقعدي وتسمعيني زي ما سمعتك!! 

خشيت رهف ما سيقوله لذا قالت وهي تشير بيدها نحو غرفة أيسل بغية التهرب من الحديث معه
_أيسل ... أنا ...ااانا وعدتها اني هنام جنبها 

_بس أيسل خلاص نامت ... تقدري تنامي في أوضتك براحتك.

ازدردت رهف ريقها وحاولت التهرب 
_ماهو..أصل ..أنا 

تحدث آدم بضيق
_رهف هو اني فعلا وافقتي غصب عنك.

كادت الدمعات أن تترقرق في أعين رهف 
_مش غصب عني ومش برضايا ... أنا حقيقي مش عارفة يا دكتور .

تنهد آدم بتفهم فرهف ليست مستعدة بعد لتقبل كونها أصبحت زوجة للمرة الثالثة ..لذا قرر أن يوافق على فكرتها ... وسيمنح لبعضهما المزيد من الوقت حتى يعتادا ذاك الوضع الجديد .

_ماشي يا رهف أنا موافق على فكرتك .

اتسعت ابتسامة رهف وهتفت بفرحة
_شكرا شكرا يا دكتور 

زم شفتيه بضيق 
_مش معنى اني موافق على اللي قلتيه ..انك تفضلي تناديني دكتور... إسمي مش صعب على فكرة 

ضحكت رهف بخفوت 
_أسفه كل الحكاية اني مش متعودة عليه بس 
_ماشي لما نشوف أخرتها .

_هروح أنام مع أيسل 

_تمام مفيش مشكلة بس ممكن بعد إذنك أنام معاكم في السرير التاني قصادكم..

شعرت رهف بالحرج لكنها وافقت على اي حال وحركت رأسها بهدوء .

تأكد آدم أن رهف استقرت جوار ابنته فدثرها جيدا في الفراش هي الأخرى وقّبل رأسها تماما كما فعل مع ابنته ..أكتست وجنتي رهف بالحمرة لكنها شعرت بأمان غريب سرى في جسدها وراحة كبيرة لا تدري مصدرها .

 أوى هو الي الفراش المقابل لهم لينعم بنوم عميق بعد يوم طويل وشاق 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1