رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السابع و الثلاثون37 بقلم جميلة القحطانى

 

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السابع و الثلاثون بقلم جميلة القحطانى

 _
فقط قال ببرود:فاكرة إنك هتهربي مني؟! دا اللي بينّا مابيخلصش بالهروب… بينّا حساب طويل يا سهير… طويل أوي.
أُغلِق الباب بقوة خلف فهد، وصدى الخطوة الوحيدة التي خطاها داخل الغرفة جعل قلب سهير يهوي.
كانت واقفة أمام النافذة، يداها ترتجفان، ووجهها شاحب كأن الدم فارق جسدها. التفتت نحوه ببطء، كأنها تعلم أن شيئًا رهيبًا على وشك الحدوث.
فهد اقترب منها خطوة خطوة.
لم يكن يصرخ، لم يكن يتكلم بصوت عالٍ… كان صوته هادئًا جدًا، ومرعبًا بنفس القدر.
هربتي مني؟... فاكرة كده خلصنا؟
سهير بصوت مهزوز:أنا مش هاربة… أنا بعيش، بس بعيد عنك. مش من حقي؟!
ضحك ضحكة ساخرة وهو يرفع يده، يشير حوله:ده اسمه عيش؟! في خرابة؟ مع مين؟ مع العيل اللي فاكر نفسه راجل؟
صرخت وهي تتراجع للخلف:هو أنضف منك… وبيخاف ربنا!
عينيه لمعت. كانت تلك الجملة كأنها طعنة في كبريائه. اقترب منها بعنف، أمسك ذراعها بقوة، جسده يرتجف من الغضب.
أنا جوزك… وعمري ما كنت أقبل الخيانة!
قالتها، وهي تبكي بقلب ممزق:الخيانة؟! الخيانة إنك تبهدلني وتذلني وتكسرني كل يوم... وتفتكر ده حب؟! إنت موتني وأنا عايشة!
أدار وجهه عنها، لكن قبضته ما زالت مشدودة على ذراعها. ثم فجأة، دفعها للخلف بقوة فسقطت على الأرض، ارتطم ظهرها بالحائط.
وقف فوقها، ينظر إليها من علٍ، كأنه يملك كل شيء. لكنها رغم الألم، نظرت إليه بعينين ثابتتين وقالت:أنا مش هخاف منك تاني… حتى لو موتني دلوقتي، كفاية إن في حد في الدنيا بيشوفني بني آدمه.
لأول مرة… اهتز وجه فهد.
تراجع خطوة.
لكن قبل أن يتكلم، انفتح الباب فجأة!
راكان اندفع إلى الداخل، صدره يعلو ويهبط، وعينيه تشتعل غضبًا.
ابعد عنها يا ابن الكلب!
في الحارة دي، حسن معروف… مش لأنه شاطر، ولا لأنه محبوب، لكن لأنه موجود في كل مكان، وفي كل وقت، وملزوق في كل حاجة تخص الناس.
لو حد ساب شنطته على الباب، يفتحها يشوف فيها إيه.
لو حد بيكلم في التليفون، يقرّب يسمع.
لو باب شقة مفتوح، لازم يطل.
يحب يسأل، يعلق، يحشر نفسه، وبجملة واحدة يضيع الراحة من أي بيت.
سارة كانت أكتر واحدة بتتضرر منه، كل ما تطلع من باب الشقة تلاقيه قدامها.
رايحة فين؟ ليه لابسة كده؟ سمعتي صوتكم امبارح، كنتوا بتتخانقوا؟
في البداية كانت بتطنش، بس مع الوقت بدأ يضايقها بزيادة، حتى في شغلها اتصل بالشركة وسأل عنها!
الجيران تعبوا..

تعليقات