رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل التاسع و الثلاثون بقلم جميلة القحطانى
البارت التاسع والثلاثين _هو لا يحب النساء...وأنا إمرأة-
سارة ويقول:أنا آسف… فعلاً آسف. أنا كنت فاكر إني كده باهتم، بس كنت بتعدّى حدود مش من حقي.
اتعلمت إني ممكن أكون موجود… من غير ما أكون مزعج.
وسارة، بابتسامة متفاجئة، ردّت:دي أول مرة أشوفك بتقول حاجة حقيقية من قلبك. خطوة حلوة، حسن.
سهير تصرخ:كفاية!
لكن صراخها يضيع وسط صوت اللكمات الثقيلة،
فهد يصفع وجه راكان بكل ما أوتي من كره،
وراكان يرد بلُكمَة تفجر شفتَي فهد دمًا.
سهير تتراجع للخلف، ظهرها يرتطم بالجدار، أنفاسها تتسارع…
وفجأة
لم تعد ترى الغرفة…
بل ترى جثة أبيها، والدم يغطي ملابسه، وفهد يصرخ:هو اللي جابها لنفسه!
تنهار على ركبتيها، وصرخة مكتومة تهرب من حلقها.
راكان يصرخ:لماذا فعلت بها ذلك؟! دي إنسانة! مش ملكك!
يرد فهد، بابتسامة متكسّرة:ما نسيتهاش وهي بترمي نفسها عليّ… كانت دايمًا بتستاهل أكتر.
وهنا… يحصل الانفجار الحقيقي.
راكان لا يردّ بالكلام، بل يصرخ ويهجم عليه من جديد.
كل لكمة تخرج من قلبه، من إحساسه بالفشل لأنه لم ينقذ سهير في الوقت المناسب،
من حبه المكبوت لها،
من إحساسه بالقهر إنه عرف متأخر.
سهير ترتجف… لا تريد أن ترى رجلين يتحولان إلى وحشين،
لكنها تعرف…
فهد هو من بدأ.
فهد هو السبب في وجعها، وموت والدها، وتمزّق طفولتها.
تقف، بشجاعة مرتجفة، تمسك بيد راكان وتصرخ:كفاية!
أرجوك… كفاية، ما تبقاش زيه.
تتوقف يد راكان وهي في منتصف الهواء…
ينظر لها، ثم لفهد المنهك على الأرض.
ينزل ذراعه… ويده ترتجف.
فهد يزحف للخلف، مذهولًا من تخلّي سهير عنه،
وسهير تمسك يد راكان وتخرج به من المكان،
وفي عينيها دمعة واحدة،
لكنها دمعة ما بين الراحة… والخوف مما هو قادم.
رآها تسير بجانب راكان، وعينها تمتلئ بهدوء لم يمنحه لها أبدًا.
في لحظة، اندفع، سحبها من يد راكان وسط صراخها،
رجاله أحكموا السيطرة على راكان،
وانطلقت السيارة به وبسهير، التي قاومت قليلًا…
لكنها بعد دقائق، غرقت في غيبوبة قصيرة بفعل المخدر الذي دسّه لها فهد في المنديل.
جلس فهد بجوارها، ينظر إليها.
تبدو وكأنها نائمة بهدوء، كأنها لم تهرب منه يومًا.
كانت شاحبة… ضعيفة…
لكنها ما زالت أجمل امرأة رآها.
مدّ يده ولمس وجهها بهدوء.
قبّل جبهتها وهمس:ليه بتبعدي؟ ليه بتخافي مني؟
أنا بحبك يا سهير…
ما حد فهمك زيي… ما حد حبك زيي."
لكنه نسي،
أن الحب لا يُبنى على التهديد،
ولا يُترجم بالضرب أو السيطرة
