رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الاربعون 40بقلم جميلة القحطانى

 

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الاربعون بقلم جميلة القحطانى


هو لا يعرف كيف يحب…
هو فقط يتملك.
فهد لم يكن رجلًا عاديًا،
كان مزيجًا من الطفل المهجور الذي لم يشعر يومًا بالأمان،
والرجل الذي يرى في المرأة وسيلة للثبات،
كان يعتقد أن سهير إذا أصبحت "ملكه"،
فسيشعر أخيرًا بالراحة.
لكنه كلما اقترب منها…
أشعل فيها الخوف بدلًا من الحب.
وبينما هو يقبلها وهي نائمة،
لم يرَ في عينيها الحب…
بل النفور حتى في نومها.
عندما تستيقظ سهير، ويجدها ترتجف وتبكي وتبتعد عنه،
لن يفهم…
وسيصرخ:أنا بحبك! ليه مش شايفة ده؟!
فترد بصوت متقطع:ده مش حب…
دي لعنة… وأنا عاوزة أعيش!
سهير عايشة مع فهد.
مش برغبتها… بس لأنها ما عادت تقدر تروح مكان تاني.
البيت هادي… وبارد.
هي مش بتتكلم كتير، وهو مش بيقرب منها.
تطبخ وتأكل بصمت، تغسل وتنام.
لكن فهد بيتغير…
كان بيقفل الباب بالمفتاح، دلوقتي بيسيب المفاتيح على الطاولة.
كان بيزعق، دلوقتي صوته ناعم.
كان بيطفي النور وهي تسهر، دلوقتي بيشيل لها بطانية لما تنام على الكنبة.
في يوم، سهير تعبت…
ولما صحت، لقيت فهد بيقرأ قرآن جنبها.
سألته بصوت متردد:مين علمك تقرأ؟
رد وهو مبتسم بنظرة ندم:أنتِ… لما قلتيلي مش كل اللي بيقرا كتاب بيعرف يفهم القلوب.
في ليلة مطر، سهير انفجرت فيه:أنت فاكر إنك تتغير يعني خلاص؟!
فاكر الورد والهدوء يمحي كل اللي عملته؟
أنا لسه بسمع صوت صرختي في وداني…
فهد ما دافعش عن نفسه،بس نزل على ركبته قدامها وقال:أنا مش عايزك تنسي… بس نفسي لما تفتكري، ما تبكيش.
هافضل أحبك لحد ما وجعك يختفي أو أنا أختفي.
سهير… تعبانة من السكوت؟
سهير تنظر إليه ثم تعود ببصرها للكوب:السكوت أرحم من كلام ممكن يوجع أكتر…
فهد:أنا مش عايز أوجعك… أنا يمكن بقيت كويس متأخر، بس.
أنا بتغير، عشانك. مش علشان أريح ضميري.
سهير تضحك بسخرية، بدون ما تبص له:تغيرت؟
ده اللي زيك لما يتغير بيرجع يعتذر وهو شايل دبلة في جيبه، مش آثار على جسمي.
فهد ينظر للأرض، يتنفس بعمق:عارف…
بس مش عايز أعتذر بالكلام.
أنا عايز أعتذر بالفعل… في كل شاي أعمله، في كل مرة ما أقربلكش إلا لما تبصيلي.

تعليقات