رواية جريمة الاباء الفصل الثالث 3 بقلم حمدى مغازى

   

رواية جريمة الاباء الفصل الثالث بقلم حمدى مغازى

لحد ما في يوم كنت قاعد في مكتبي وسمعت رنة الموبايل.. رديت بسرعة…


- أيوة.
- في بلاغ جالنا دلوقتي عن جريمة قتل حصلت.. وفي اشتباه إنه يكون نفس الشخص.. اللي ارتكب الجريمة اللي حصلت من تلت شهور.
- اديني العنوان وانا جاي حالًا.
نزلت على العربية ومعايا عماد.. اتحركنا على العنوان.. وأول ما وصلت مسرح الجريمة.. لقيت الطب الشرعي موجود.. لكن اتصدمت من المنظر اللي شُوفته.. قدامي كان راجل في السبعينات مرمي على الأرض.. وفي علامة على رقبته ووشه مزرق ومنفوخ.. وفي سلك تليفون ملفوف حوالين رقبته.. واضح جدًا إنه مات مخنوق.. طلبت من عماد يعرفلي اسم المجني عليه.. ويجيبلي الشخص اللي بلغ عشان ابدأ في استجوابه.. لحظات ولقيته قدامي.
- أسمك ايه؟.
- اسمي معتز يافندم.
- قولي لي يا معتز أكتشفت الجريمة إزاي؟.
- كنت رايح اشتري فول وطعمية عشان أفطر انا والعيال.. وانا راجع قولت لنفسي اشقر على الحج حمدان.. لانه كان معتبرني إبنه التاني.. خبطت كام خبطه على الباب.. لكن  ماحدش فتح ودي أول مرّة تحصل.. لأن المفروض المُرافق معاه وهو اللي كان بيفتح لي كل مرّة بعدّي عليه فيها.. حطيت ودني على الباب سمعت صوت التلفزيون شغال.. خُوفت يكون المُرافق راح هنا ولا هنا والراجل جراله حاجة.. طلعت من البوابة.. ولفيت لحد ما وصلت للشباك.. فضلت ازق فيه لحد ما اتكسر.. ووقتها شوفت الحاج حمدان مرمي على الأرض مابيتحركش.. ناديت على كام شخص وكسرنا الباب.. ولما أتأكدت إن الحاج حمدان قاطع النفس بلغت على طول.
- طب والمُرافق ده راح فين؟.
- من ساعة اللي حصل وهو مالوش أثر.
- امتى اخر مرّة شُوفته؟.
- أول امبارح.
- تقدر توصف شكله؟.
- اه طبعًا ياباشا.
بدأ يوصفلي ومع الوصف لقيته بيوصف نفس المواصفات.. ووقتها قولتله ثانية واحدة.. وطلعت الصورة اللي جيبتها معايا من المكتب لما قالولي إن احتمال الجريمتين يكونوا نفس القاتل.. حطيت الصورة قدامه وسألته...
- هو ده المُرافق؟.
أول ما شاف الصورة قال بلهفة...
- ايوة يا بااشا هو ده.
هزيت دماغي وسألته...
- وياترى كان مسمي نفسه ايه المرة دي؟.
- كان بيقول إن اسمه عبد الحميد.. وإنه عايش مغترب هنا لكن اساسه من الصعيد.
- الصعيد!.. ابن اللذينة.. طب قولي هو الحاج حمدان مالوش ولاد؟.
- لا له ياباشا.. عنده واد بس بعيد عنك جاحد ياباشا.. الواد مابيجيش هنا غير مرة في السنة.. وعشان يخلص من كلام الناس جاب المُرافق ده للحاج حمدان.
- ماشي يا معتز اتفضل انت وانا لو احتاجتك هبعتلك.
سابنا معتز ومشي.. ووقفت انا وعماد اللي قالي...
- الواد ده ايه؟.. معجون بماية عفاريت.
- الواد ده مش بعيد يكون بيخطط للجريمة التالتة وانا وانت واقفين هنا دلوقتي.. لازم نوصله بسرعة.
- وده هنوصله إزاي يافندم طول ما احنا مش عارفين شخصيته الحقيقية؟.
- مافيش غير حل واحد.
- ايه هو يافندم؟.
- هقولك عليه لما نرجع المكتب.. بس دلوقتي خلينا نعرف الطب الشرعي وصل لفين؟.
مشيت ناحية الطبيب الشرعي وسألته...
- ايه الاخبار يا دكتور؟.. وصلت لإيه؟.
- سبب الوفاة الخنق.. القاتل لف سلك التليفون حوالين رقبة الضحية لحد ما مات.
- طب وتقديرك لتوقيت الوفاة؟.
- غالبًا من 24 ساعة.
- الضحية حاول يقاوم؟.
- للأسف لا.. االسيناريو الأقرب هو إن الضحية كان قاعد على الكرسي هنا.. والقاتل جِه من وراه بهدوء ولف السلك حوالين رقبته.. وطبعًا بالنسبة لراجل عنده اكتر من سبعين سنة فمش هيقدر يقاوم.. وده مع الضغط الرهيب اللي القاتل كان ضغطه بالسلك على رقبة الضحية.. السلك معلم في الرقبة.
- ابن الـ... طيب يادكتور كمل شغلك وعرفني الأخبار أول بأول.
- تمام يافندم.
سيبت الدكتور ومشيت لحد أوضة النوم.. ووقتها لقيت الأوضة مقلوبة.. الدولاب مفتوح وكل الهدوم على الأرض.. قربت من الدولاب وبصيت على الأرض.. وساعتها شوفت غويشة دهب واقعة فوق الهدوم.. واضح إنها وقعت من القاتل وهو بيلم الحاجة ومستعجل.. لفيت وشي ناحية السرير شوفت ادراج الكومودينو مفتوحة على اخرها.. القاتل ماسابش مكان مادورش فيه.. خرجت من الأوضة وسيبت فريق المعمل الجنائي يعاينوها.. وبرة سمعت دوشة جامدة عند باب الشقة.. مشيت ناحية الباب ولما وصلت لقيت شاب واقف وعايز يعدي من العسكري اللي على الباب.. قربت منه وقولتله...
- خير.. انت مين؟.
- انا فؤاد حمدان.
- اااه انت ابن القتيل.. سيبوه يدخل.
العساكر عدوه ووقتها لقيته داخل جوة.. فمنعته وقولتله...
- انت رايح فين؟.
- ابويا.. عايز اشوف ابويا.
- دلوقتي بس افتكرته؟!.. عامة انت مش هينفع تدخل جوة.. تعالى معايا انا عايزك في كلمتين.
بص في الأرض وبعدها مشي معايا.. خدته بعيد عن الجثة ووقفت وبعدين قولتله...
- انت اخر مرة شوفت ابوك امتى؟.
سكت شوية قبل ما يقول بأسف...
- من حوالي شهر.
- أكيد طبعًا لما جيبتله المُرافق؟.
- ايوة.. انا قولت اجيبله حد يقعد معاه وياخد بحسه.
- وليه ماقعدتش انت معاه؟.. أو خدته يقعد معاك؟.
- في الأول عملت كدة.. بس بعد فترة مراتي مارتاحتش والوضع كان صعب علينا كلنا.. طول النهار كان بيقعد يزعق في العيال.. وبالليل انا ومراتي ماكناش بناخد راحتنا في القعدة.
- فقومت راميه لوحده عشان خاطر راحتك.. تصدق انه ارتاح.
- انا ما...
- انت تسكت خالص.. ابوك اتقتل على ايد المُرافق اللي انت جيبته بنفسك.
- ايه!.. إزاي؟.
خرجت صورة الواد من جيبي ووريتهاله وانا بقوله..
- مش هو ده المرافق اللي انت جيبته لابوك؟.
بص في الصورة وقال بحسرة...
- ايوة هو ده.
- وصلتله إزاي؟.
- عن طريق إعلان في الجرنان.
- وطبعًا فهمك إنه مغترب من الصعيد وإنه هيشيل ابوك على كفوف الراحة.
- بالظبط هو قالي كدة.. بس حضرتك عرفت منين؟.
- اللي قدامك ده يافندي لا هو من الصعيد ولا اسمه الحقيقي عبدالحميد.. ده قاتل متسلسل.. بيتخفى في مهنة المرافق دي عشان ينقي ضحاياه.. بيختارهم من كبار السن اللي عيالهم بيرموهم زي ما حضرتك عملت في ابوك كدة.
انهار في العياط وماكنش قادر يتكلم.. لثواني اشفقت عليه.. لإني عارف إنه بيندم دلوقتي على كل لحظة ساب ابوه فيها.. وعارف إنه هيعيش عمره كله بندم حقيقي.. مش هيقدر يتخلص منه.. لكن بعد دقيقة قولتله...
- ياريت حضرتك تخرج دلوقتي.. وتسيبنا نرجع حق الراجل الغلبان اللي اتقتل لإن ابنه ماتحملوش.
بص في الأرض وسابني وخرج من الشقة.. بعدها لقيت عماد جِه وقالي...
- حضرتك كنت قاسي عليه أوي يافندم.
- ده صحيح.. بس انا مش قادر افهم إزاي واحد يرمي ابوه في العمر ده لمجرد إنه عايز ياخد راحته مع مراته!.. يعني بعد ما الأب والأم يخلفوا ويربوا ويكبروا.. يبقى جزائهم إنهم يتهانوا في اخر ايامهم؟!.
- ربنا يهديه هو واللي زيه.
- آمين يارب.. المهم قولي.. لقوا أي بصمات؟.
- لحد دلوقتي لسه.. الواد عارف هو بيعمل ايه كويس.
- طب يلا مافيش وقت نضيعه.. انا مش هقف اتفرج عليه لحد ما ينفذ جريمته التالتة.
- هنعمل ايه يافندم؟.
- تعالى معايا وانا هقولك.
خرجت انا وعماد من الشقة ورجعنا المكتب عندي ووقتها سألني...
- ادينا بقينا لوحدنا.. فهمني بقى يافندم هنعمل ايه؟.
- دلوقتي اللي انا عرفته من قرايب الضحيتين.. إنهم وصلوا للواد ده عن طريق إعلان في الجرنان.. وهو أكيد هيختفي كام يوم وبعده هيدور على ضحيته الجديدة.. لازم نسبقه بخطوة.
- مش فاهم.. ياريت سعادتك توضح أكتر.
- اصحى معايا ياعماد.. احنا هننزل إعلان في الجرنان وهنقول إننا محتاجين مرافق لعجوز عنده سبعين سنة.. طبعًا الواد هيشوف الإعلان وهيجي.. وقتها بقى يلاقي مين؟.
- يلاقي واحد من رجالتنا.
- لا.. هيلاقيني انا.
- سعادتك!.. بس حضرتك لسه شباب.
- سيب الموضوع ده عليا.. المهم تنزل دلوقتي تأجر شقتين في وش بعض.. شقة انا هقعد فيها.. والشقة التانية لرجالتنا.. وانا هكتب الإعلان دلوقتي وابعته للجرنان.
- تمام يافندم.
- اه واعمل حسابك إن انت هتبقى ابني.. ومعلش بقى هتبقى ابن عاق.. أول ما الواد يجي هتزعق فيا وتقول اللي هقولك عليه.
ضحك عماد وهو بيقولي...
- مع إنه مش اسلوبي بس تحت أمرك يافندم.
راح عماد نفذ اللي قولتله عليه.. وأنا نزلت الإعلان في الجرنان.. وأمرت كمان إن مافيش أي إعلانات لمرافقين تنزل لمدة أسبوعين.. كنت عايز إعلاني انا بس اللي يبقى قدامه.. وكل يوم كنا بننزل الإعلان بصيغ مختلفة وارقام تليفونات مختلفة.. وفضلت اسبوع لحد ما لقيت رقم من الأرقام بيتصل.. اديته العنوان وطلبت منه يجي تاني يوم الساعة سبعة المغرب.. بعدها روحت ظبطت نفسي عند ماكيير متخصص من اللي بيشتغلوا في السينما.. وبعدين روحت نمت ليلتها في الشقة.. كنت محتاج اخد على المكان عشان الواد مايحسش إني غريب عن البيت.. لكن ليلتها حصلت حاجة ماكنتش فاهمها.. التليفون رن الساعة 11 بالليل.. كان رقم غريب.. رديت وساعتها سمعت واحد بيقول بهدوء شديد...

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1