رواية بقايا قلب مكسور الفصل الثالث 3 بقلم رباب حسين


رواية بقايا قلب مكسور الفصل الثالث بقلم رباب حسين



كان يظنها وطنه مأواه حين تشتد عليه الحياة مأمنه من خيبات الزمن… لكنه اكتشف أنها العاصفة ذاتها وأن حضنها الذي احتمى به كان فوهة السقوط..... خانته لا لأنه لم يكن كافيًا بل لأنها لم تعرف يومًا كيف تُقدر قلبًا وهبها الحياة... 
جلس على حافة صمته لا يبكي فالخيانة لا تستحق دمعة.....لكنها تمزق الروح بصمت قاتل.....
كان يتساءل : كيف استطاعت؟.... كيف نظرت في عينيه وهي تُخفي خلف نظراتها خنجرًا مغروزًا في ظهره؟..... كيف قالت : أحبك وهي تزرع الخذلان في صدره وتروي خيانتها بدم ثقته؟.... لكنه رغم ذلك لم يكرهها… فقط ماتت بداخله.... كما تموت الوردة في صقيع لا يرحم… دون صوت… دون دموع…لكن برائحة لم تغادر ذاكرته
ليس الغدر ما أوجعه بل أنه أحب بصدق… أحب حتى نسي نفسه فخذلته..... فقد الإيمان بالوعود وبالكلمات... ومن يومها صار الحذر لغته والصمت وطنه والثقة كنزًا لا يُمنح.....فهل ستأتي أخرى وتكسر هذا الحذر؟...... هل ستكون أنتي من تتغلل داخل ثنايا قلبي لتأثره من جديد؟
كان يجلس في سيارته يفكر بما شعر به عندما نظر في عينيها..... شعور غريب لم يشعر به من قبل وكأنه وجد جزءًا من روحه كان مفقود دون يشعر بعدم وجوده ولكن نفض هذه الأفكار من رأسه فلن يقع فريسة لعشق يذيب قلبه مرة أخرى ولن يثق بإحد بعد الآن.... قطع حديثه السائق فتحي قائلًا : هنروح على الشركة يا أدهم بيه؟
نظر له أدهم بالمرآة الداخلية للسيارة وأماء له بنعم ثم قال : شغل الأغنية يا فتحي
قام فتحي بتشغيل الأغنية الوحيدة التي يسمعها أدهم مؤخرًا وكأن كلماتها حفرت داخل ذاكرته... 
"مسكين وغلبان..... قالولي بعديك خلاص ضاع
اه يا عيني عشمان.... قولوله خلصانة بوداع
وهيجي ويروح لكن على الفاضي ومفيش
الصور بوضوح بقت بيموت وأنا بعيش
هيشوف وش تاني مني ياريت ميشوفوش
معقول لما يجي بعد أذاه موجعوش
ده أنا ناوي لو فاق مسبش كلام ما أقولهوش
هيغيب يروح فين..... ناس راحو ومجوش"
أغمض عينيه في حزن ليتذكر وجهها الذي خدعه ورأى به الراحة والأمان وفتح عينيه لينظر أمامه
عودة من الفلاش باك
فتح أدهم عينيه ونظر إلى قبر جالا الذي يأتي إليه كل يوم لعله يطفئ نار إشتياقه لها والندم الذي بقلبه ويطعنه كل دقيقة.... ليتني سمعتها.... ليتني لم أصدق..... ليتني لم أقتلها
أغمض عينيه يتذكر وجهها ونظرات عينيها التي تنظر إليه في رجاء وتمتلء مقلتيها بالدموع راجية بصوت متقطع قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة : والله ما خنتك.... أنا بحبك
فتح عينيه والدموع تنساب منها ويقول في نفسه : هل كانت تقصدها حقًا أم قالت هذا فقط لاتركها تعيش؟..... ليتك تعودين وتجيبين على هذا السؤال فقط..... 
رعد : أدهم بيه..... إلهام هانم بتتصل بيا
مرر أدهم كلتا يديه على وجهه ليهدأ قليلًا ويزيل دموعه وتنهد من قلبه ثم أخذ الهاتف منه وتلقى المكالمة عنه وقال : نعم
إلهام : مش بترد ليه يا أدهم؟
لم يجيب أدهم فقالت : طيب متزعلش مني..... يا أدهم إنت إبني وأنا عايزة أفرح بيك..... كفاية حزن بقى يا حبيبي..... راحت وخلاص الحياة لازم تمشي..... بقالك شهرين حابس نفسك عند قبرها
أدهم : برتاح لما ببقى هنا
إلهام : طيب مرجعتش ليه إمبارح؟
أدهم في غضب : عشان كل أما تتكلمي معايا بتدوسي على وجعي..... إرحميني يا أمي إرحميني...... كفاية ضميري اللي مش بيسكت.... أنا خلاص تعبت من الحياة ديه ولو فضلتي تعملي فيا كده هتلاقيني في القبر اللي جنبها
إلهام : لا لا.... بعد الشر يا حبيبي..... خلاص مش هجيب سيرتها تاني بس تريح قلبي وتتجوز وتعيش حياتك..... تالين بتحبك وعايزاك إدي لنفسك فرصة وزي ما نسيت نور هتنسى جالا
أدهم : جالا مش زيها..... نور خانتني لكن جالا اتظلمت.... أنا ظلمتها وكله بسبب الحيوان اللي مش عايز أفتكر اسمه حتى 
إلهام : طيب يا حبيبي خلص شغلك وتعالى نتكلم سوا
أنهى أدهم المكالمة وأعطى الهاتف لرعد وذهب إلى سيارته بعد أن نظر إلى القبر مرة أخرى وكأنه يودعها لحين اللقاء غدًا ثم ارتدي نظارته ودخل السيارة في طريقه إلى العمل مرة أخرى
أما عمر وحسناء كانا لا يزالان في المكتب وعمر يسمع حديث حسناء عن جالا بكل اهتمام حتى دخل حسن الغرفة وذهب إلى عمر ليصافحه وابتسم له وقال : دكتور عمر..... المستشفى نورت بيك والله
وقف عمر ليحيه وقال : أهلًا يا دكتور حسن..... منورة بحضرتك طبعًا
نظر حسن إلى حسناء وقال : دكتور عمر ده ممتاز..... من الناس اللي حمدت ربنا إنهم مدخلوش معايا نفس التخصص..... مكنش هيسيب مريض واحد يعدي من تحت إيده
ابتسم عمر وقال : على أخر لحظة غيرت رأيي واخترت القسم النفسي..... والصراحة كان أحسن قرار في حياتي لإني لقيت نفسي فيه أكتر من أي تخصص تاني
حسن : والله لما عرفت إنك مهتم بحالة جالا فرحت جدًا..... أعتقد إنها هتخف على إيدك وتبقى سبب شفاءها بإذن الله
حسناء : يارب يا حسن.... يسمع منك ربنا
عمر : أنا هعمل كل اللي أقدر عليه بس طبعًا محتاج أعرف عنها كل حاجة
حسن : حسناء أكتر واحدة قريبة منها وعارفة عنها كل حاجة وهي كده كده بتيجي كل يوم المستشفى عشان تشوفها لو فيه أي حاجة ممكن تساعد بيها هي هتساعدك
عمر : هي فعلًا بتعمل كده
حسن : طيب مش هعطلك يا دكتور..... حبيبتي لما تخلصو إبقي عدي عليا في المكتب
حسناء : حاضر
ذهب حسن وجلست حسناء مرة أخرى وقال عمر : كملي يا مدام
حسناء : في نفس اليوم ده لقيت جالا بتكلمني وكالعادة متعصبة.... هي عصبية جدًا بس قلبها أبيض وبتهدى في ثواني بس المرة ديه كانت بتتكلم وهي متلغبطة وخايفة
فلاش باك
تجلس جالا على فراشها وتتحدث في الهاتف حسناء بعد أن قصت لها ما حدث ثم قالت : بس قولتله إني موافقة بس رجعت قولتله
فلاش باك
جالا : موافقة
نظر لها أدهم في هدوء ثم قالت باندفاع : بس على شرط
عقد أدهم حاجبيه وقال : مفتكرش إنك في وضع يحط شروط...... وياريت تنقي كلامك معايا
جالا : خلاص..... بلاش شرط ممكن اطلب طلب
زفر أدهم وقال : قولي
جالا : الجواز يبقى على ورق بس
ابتسم أدهم بجانب فمه في سخرية وقال : وإنتي متوقعة حاجة تانية غير كده؟! 
ثم نظر إلى صفاء وقال : طيب..... الفرح بعد أسبوع ولو حضرتك عايزة أي طلبات أنا تحت أمرك
صفاء : طلبات إيه؟!..... هو ده جواز اللي إنتو بتتفقو عليه ده؟ وبعدين أنا مش موافقة
نظرت لها جالا وقالت : ماما أنا هاخد حق بابا وحقي في فلوسه مهما كانت النتيجة أو الطريقة فلو سمحتي سيبيني أقرر بنفسي
زفرت صفاء ثم قالت : اعملو اللي تعملوه بس بنتي لازم تخرج من هنا عروسة قدام الناس
أدهم : طبعًا.... بكرة هبعت فساتين تنقي منهم وكمان الشبكة هبعتها لحد معرفة تنقي اللي هي عايزاه.... العربية هتبقى تحت البيت على طول في حالة حبيتو تشترو أي حاجة وكمان هبعت مبلغ طبعًا من نصيبها في الميراث تشتري بيه حاجتها الشخصية زي ما هي عايزة
جالا : فيه طلب كمان
أدهم : قولي
جالا : عايزة أشتغل في الشركة أنا وصاحبتي
أدهم : إنتي معاكي شهادة إيه؟
جالا. : أنا وهي مهندسين ديكور
أدهم : تمام..... بعد الجواز تيجي تبدئي تدريب إنتي وهي
جالا في غضب : تدريب إيه؟!.... ديه شركتي
أدهم : شركتك ليكي حصة فيها تاخدي أرباحك منها وقت ما تحبي لكن تنضمي لفريق مهندسين الديكور في شركة الحسيني جروب ديه مفيهاش وسطة..... هتقدمي حاجة تفيد الشركة أهلًا وسهلًا مش هتقدمي هتقعدي في البيت معززة مكرمة ويجيلك الأرباح من نسبتك ال ٣٠٪ بتوعك
جالا : ليه مش ٥٠٪؟
زفر أدهم وقال : أنا خليت المحامي والمحاسبين يحسبو نسبة عمي فارس لما مات جدي وطلع إنه تقريبًا ٣٠ ٪ بالنسبة برأس مال الشركة دلوقتي لأن أنا وبابا كبرنا الشركة أكتر وأعتقد ده مجهودنا إحنا وباباكي ملوش أي دخل بيه..... وبعدين ٥٠٪ ديه يبقى تيجي تقعدي على مكتبي أحسن
عودة من الفلاش باك
حسناء : يا سبحان مبدل الأحوال..... كنتي الصبح بتلفي على مكاتب الديكور اللى لسة بتقول يا هادي في السوق ودلوقتي بقيتي مساهمة في أكبر شركة للديكور في مصر وكمان وظفتيني عندك
جالا : يا بنتي ده الوضع الصح أصلًا ولولا عمي ده ضميره صحي قبل ما يموت مكنش إبنه ده خد خطوة..... وبعدين أنا مرعوبة منه ومش عايزة أتجوز أصلًا بس غصب عني
ضحكت حسناء وقالت : إنتي مرعوبة..... ده إنتي خليتي الراجل عايز يقتلك من أول مقابلة
جالا في عصبية : ما هو اللي بارد وممل..... يلهوى علي التكبر اللي هو فيه فعلًا ميطقش..... بس أنا شرطت عليه الجواز على ورق بس..... أنا لو عليا عايزة أطلع أبوه من تربته واقتله تاني وأخلص من إبنه كمان
حسناء : لا وعلى إيه يا سفاحة هانم..... بس متنكريش إني قولتلك إن العربية ديه عربية عريسك
جالا : ديه الحاجة الوحيدة اللي مكنتش عايزاها تطلع صح.... المهم بكرة الصبح تجيلي عشان تنقي معايا الفستان وتنزلي معايا ننقي الشبكة
حسناء : تمام..... بكرة الصبح هبقى عندك يا عروسة...... كده تتجوزى قبل مني
جالا : هو كام شهر وهتحصليني.... وبعدين إنتي هتتجوزى بجد لكن أنا جواز كده وكده
دخلت صفاء في غضب وقالت : أنا مش موافقة على الهبل اللي إنتو إتفقتو عليه ده
جالا : طيب إقفلي يا حسناء دلوقتي وهستناكي بكرة
أنهت جالا المكالمة ونظرت إلى والدتها ووقفت بجوارها وقبلت وجنتها وقالت : بصي يا صفصف يا حبيبتي..... الحياة مبتديش كل حاجة..... يا أتجوز واحد بحبه وعايزاه ونعيش في فقر زي ما إحنا عايشين كده..... يا أوافق أتجوز أدهم ده عشان أخد حقي في فلوس بابا ونطلع من الفقر ده أنا وإنتي وتخلصي من ماكنة الخياطة اللى قطمت ضهرك ديه
صمتت صفاء ولم تجيب فأردفت جالا : لما أخد بقى حقي في ورث بابا نبقى نخلص من الجوازة ديه وساعتها أتجوز بقى الراجل اللي أنا عايزاه
نظرت لها صفاء ولم تجيب ثم قبلت جبهتها وخرجت من الغرفة ثم بدلت جالا ثيابها وتمددت بالفراش تنظر أمامها في شرود وتشعر بالخوف من القادم فهالة أدهم لا تنبأ بالخير ونبرته التي يتحدث بها كالجماد الذي لا يتحرك تدب الرعب بأوصالها ثم أغمضت عينيها وأخذت تدعو الله أن ينجيها من كل سوء ويهون عليها كل صعب
عاد أدهم إلى المنزل بعد أن أنهى عمله بالشركة وعندما دخل وجد إلهام تقف أمامه في غضب وقالت : على فكرة أنا سألت المحامي وقالي طالما الوصية مش مكتوبة على ورق ممكن متنفذوهاش
أدهم في هدوء : وصية الميت واجبة.... وطالما هو وصاني أنا هنفذ.... وبعدين خلاص الفرح بعد أسبوع
إلهام في صدمة : أسبوع...... تتجوز بنت صفاء بعد أسبوع..... يعني إيه؟.... البت ديه هتيجي تعيش معايا هنا تحت سقف بيت واحد؟ 
أدهم : لو حابة نروح نعيش في بيت تاني ماعنديش مشكلة
نظرت لها إلهام في غضب وقالت : عايز تسيبني كده من أولها؟....اه..... ما أكيد صفاء وبنتها مالو دماغك من ناحيتي..... هي صفاء كده طول عمرها مش بتحبني وما هتصدق تاخدك مني.... لا يا حبيبي إنت وهي هتعيشو هنا معايا ولو غلطت غلطة واحدة هرميها برا البيت رمية الكلاب..... عشان أنا عارفة قلبك الرهيف اللي بيتضحك عليه بسهولة
زفر أدهم وقال : للأسف يا ماما مش هتعرفي تطرديها من البيت ده لإنها ليها فيه زي ما ليها في الشركة بالظبط..... وخلي بالك لو طلبت أمها تعيش معاها محدش فينا هيقدر يقولها لا
إلهام في غضب وصوت مرتفع : نعم؟!!!!.... لا طبعًا صفاء متعيش معايا هنا..... بقولك إيه إياك تقولها الكلام ده..... هي تيجي هنا عشان مراتك ماشي هعصر على نفسي شوال ليمون وهوافق لكن صفاء كمان تيجي هنا ديه بقى تخليني أصور قتيل في البيت ده
أدهم : خلاص خلاص..... بس ملكيش دعوى بجالا وسيبيها في حالها..... ماما أنا مش عايز مشاكل أبوس إيدك.... كفاية عليا الشغل وقرفه
إلهام : جالا؟.... تربية الحواري ديه اسمها جالا؟
أدهم في ملل : يووووه مش هنخلص بقى..... أنا طالع أنام
تركها أدهم تشتعل غضبًا وصعد إلى عرفته وبدل ثيابه ونام وفي الصباح قام بإرسال أثواب الزفاف ثم أعطى رعد مبلغ من المال وذهب بسيارة من الشركة وطلب من السائق أن يكون أسفل المنزل طوال اليوم إلى أن تأمره جالا بالإنصراف وذهب رعد وأعطاها الأموال وبطاقة بها عنوان المتجر الذي سوف تشتري منه خاتم الخطبة.... كانت حسناء تجلس معها بالمنزل وقامو بانتقاء ثوب الزفاف معًا واختارت ثوب أنيق وهادئ ثم ذهبن معًا لشراء خاتم الخطبة وانقضى الأسبوع في تجهيزات العروس وشراء الملابس وفي صباح يوم العرس أرسل أدهم طاقم كامل ليقومو بتجهيز العروسة لهذه الليلة وكانت حسناء تقف بجوارها وهي تضع مساحيق التجميل وجالا تجلس شاردة فقالت حسناء : مالك يا جالا؟
جالا : أنا خايفة يا حسناء..... أنا معرفش عنه أي حاجة..... حتى رقم تليفونه مش معايا..... خايفة يغصبني على الجواز منه وأنا فعلًا بكرهه ومش عايزاه..... حاسة إنه نسخة من باباه
قالت الفتاة التي تضع لها مساحيق التجميل : أدهم بيه..... ده إنتي متعرفوش فعلًا بقى..... بصي هو أنا اسمع عنه كده كلام كتير.... الصراحة كل البنات اللي يعرفوه بيشكرو فيه أوي وكذا واحدة حاولت تتعرف عليه بس هو مش عايز ورافض موضوع الجواز خالص..... ده أنا اتفاجأت لما كلموني من الشركة عنده وعرفت إنك عروسة أدهم بيه
نظرت لها جالا باهتمام وقالت : يعني بجد إنتي تعرفيه؟
الفتاة : أنا شفته كذا مرة في حفلات سهرة وكده كنت بشتغل هناك والصراحة سمعته زي الفل
حسناء : طيب ليه مش عايز يتجوز.... شاب وصغير وغني ليه رافض ؟ ولا شكله وحش؟
جالا : لا شكله مش وحش لدرجة إن محدش يطيقه يعني
الفتاة : بالظبط وبعدين هو اللي رافض... بس سمعت مرة واحدة بتقول إنه كان بيحب واحدة أيام الجامعة ومن ساعتها وهو معرفش بنات تاني
نظرت جالا إلى حسناء في قلق فقالت حسناء : متخافيش..... وبعدين إنتي أصلًا محدش يقدر عليكي.... دماغك ناشفة ومبتسمعيش كلام حد..... ده غير لسانك ما شاء الله يطفش أجدعها راجل.... مش فاكرة أيام الجامعة كانو بيجرو من قدامك
جالا : ما إنتي مشفتيش هو بيتكلم إزاى..... ده أنا حسيت برعب محستوش في حياتي وأنا واقفة قدامه
ضحكت حسناء وقالت : بركاتك يا عم أدهم..... شكلك إنت اللي هتقدر عليها
جالا في عصبية : بذمتك إنتي كده بتطمنيني؟
ضحكت حسناء أكثر ثم دخلت صفاء ونظرت لها بالمرآة وأدمعت عينيها من هيئتها فكانت جميلة جدًا وقالت لها : العريس وصل والمأذون كمان..... يلا يا عروسة
الفتاة : أنا خلصت خلاص.... ألف مبروك يا عروسة
وقفت جالا واقتربت منها صفاء والدموع تنساب على وجهها في سعادة وقالت : زي القمر يا قلب ماما..... ربنا يفرح قلبك يا بنتي
أزالت جالا الدموع من على وجهها وقالت : ربنا يخليكي ليا يا صفصف وميحرمنيش منك أبدًا
أزالت صفاء الدموع من على وجهها وقالت : زعرطو يا بنات يلا عشان العروسة تخرج
خرجت جالا ووقعت عينيها على أدهم الذي يجلس في شموخ بحلته الأنيقة وتغلل داخل أنفها رائحة عطره ونظرت بجواره ورأت إلهام التي تنظر إليها في إشمئزاز وتعالي فمالت جالا على والدتها وقالت في همس : مين أم أربعة وأربعين ديه؟
ضحكت صفاء وقالت : ديه حماتك
نظرت لها جالا في صدمة وقالت : وأنا ليه محدش قالي على الموضوع ده قبل ما أوافق؟ 
ضحكت صفاء وحسناء وشعرت إلهام بإنهن يتحدثن عنها فقالت في غضب : يلا خلونا نخلص
نظرت لها جالا وقالت : براحة يا طنط.... مفتكرش إن عندك مواعيد تانية يوم فرح إبنك
نظر لها أدهم وحاول أن يمنع ضحكته ثم قال : يلا يا جالا أقعدي
نظرت له جالا في غضب وجلست بجوار المأذون وقدمت صفاء لهم أحد الرجال الذي يقطن في المنزل المجاور لها وقد وكلته جالا ليتمم الزفاف ووضع يده في يد أدهم وتم عقد القران..... كانت جالا تنظر أمامها بشرود فقد تذكرت والدها وكانت تتمنى أن يكون هو من يجلس ويسلمها إلى زوجها ثم تذكرت أن هذا مجرد زواج مزيف وهذا مازاد غضبها ونظرت إلى أدهم في غضب وشعر أدهم بالحيرة من نظراتها ولما كل هذا الغضب الذي يملء عينيها؟.... انتهى عقد القران وأخذ أدهم جالا وإلهام وودعت جالا صفاء وحسناء بدموع عينيها ورغم أنها لا تعلم ما الذي ينتظرها في المستقبل من ألم وحزن إلا أن قلبها كان يودعهما وكأنها لن تراهما بعد اليوم

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1