رواية الحب اختيار الفصل الثالث
ازيك يا آنسه رحمه؟
وفي اللحظه دي ما اعرفش ليه اتوترت قوي وكأن الموضوع حقيقي! رغم إني مقرره اني هرفض, ولقيتني برد بكسوف:
الحمد لله كويسه.
طبعا كنت متلاشيه اني ابصله وكان من وقت للتاني بخطف نظرة سريعة وارجع ابص للأرض تاني.
طيب اعرفك بنفسي الأول عشان لو في معلومات ما تعرفيهاش عني, أنا يا ستي اسمي مصطفى وعندي 29 سنه شغال محاسب في مكتب انشاءات طبعا انا خريج كليه تجاره قسم محاسبه, وحياتي ما بين اني بشتغل في المكتب لحد الساعه 3 العصر وبروح بقضي يومي عادي زي أي شاب مع اهلي أو مع اصحابي لو عندي مشوار بعمله, بس يعني دي كل التفاصيل عن يومي, عندي شقه لسه ما اتشطبتش وهي في نفس العماره اللي فيها اهلي وما اعتقدش إن في حاجة تانية انا عاوز اقولها, لو في عندك أسئلة اتفضلي.
بصيتله وانا بفتكر كلام نبيل إني احاول اكرهه فيا فسألته ببجاحه:
ومرتبك في الشغل ده يكفي انك تصرف على بيتك ومراتك؟
ابتسم وهو بيقولي:
يعني اكيد لو ما كانش يكفي نصرف ما كنتش فكرت إني اتجوز دلوقتي لحد ما مرتبي يكفي, يعني اكيد مش هتجوز واحده عشان أهلي يصرفوا عليها او اجوعها.
وكلامه وترني وخلاني احس اني ما عنديش حاجه تانية اقولها, بس مع افتكاري كلام نبيل حاولت اكون شخصيه بعيده عني خالص, مستفزه وانتهازيه:
انا مش بتكلم إن مرتبك يكفي المصاريف العادية, اكل وشرب ومصاريف بيت, الحياه فيها رفاهيات تانيه بالنسبالي مهمه.
طيب ممكن افهم الرفاهيات دي اللي هي ايه؟
فكرت شويه وبعدين قلت:
يعني انا مثلا أحب يكون في مصروف شهري ليا بعيد عن مصاريف البيت, اكيد لو عاوزه اشتري أي حاجه تخصني مش هاجي اقولك هات 100 جنيه اجيب طرحه مثلاً.
بصلي وابتسم بهدوء وهو بيقول:
يعني تمام دي حاجه احنا متفقين عليها مش هنختلف, لأن زي ما انتِ بتقولي اكيد هيبقالك احتياجات تانية, مش معقول كل حاجة هتيجي تطلبيها مني بس في نفس الوقت طبيعي هيكون المصروف اللي بتتكلمي عليه معقول عشان ما يأثرش على مصاريف بيتنا.
وهنا اتحفزت وانا بلاقي نقطة هتلكك منها:
اه يعني معقول قد ايه؟
بصلي مستغرب وهو بيقول:
يعني طبيعي هحدد دلوقتي مصروفك كام؟
اتحرجت وانا بحس نفسي شخصيه بعيده خالص عني, شخصيه سببتلي إحراج رغم إني متعمدة اوصلها:
اه يعني عشان ابقى على علم, ما احبش اسيب أي حاجه للظروف عشان بعدين ما نرجعش نختلف عليها وتقولي احنا متفقين من الأول.
اتكلم بهدوء وهو بيقول:
طيب بصي اللي أنا اقصده لو هنفرض مثلاً إن بيتنا بيصرف في الشهر 2000 جنيه فمصروفك انتِ بعيد عن البيت هيكون مثلاً 700 جنيه, دي كلها طبعًا افتراضيات بس انا يعني بوضحلك نسبة وتناسب للمصاريف وده ما يمنعش ابداً إن لو في شهر في ظروف ضغطانا او في حاجه أهم ومضطرين نصرف فيها الجزء اللي أنا مخصصه لمصروفك الشخصي يعني ما اعتقدش انك ساعتها هتبخلي بيه ولا ايه؟
ضحكت ضحكة بسيطة وقولت:
اه يعني انت بتسبق ان لو في شهر الظروف مسمحتش وما عرفتش تديني مصروفي اني اعدي الدنيا, بس ده حقيقي خلاني اقلق وافكر إنك ممكن تتحجج وكل شهر تقول الدنيا مش مظبوطه ومش تمام وانا طبعا مش شايفه حاجه, لأن اكيد مش هبقى عارفه مرتبك الحقيقي كام....
قاطعني وهو بيقول:
- انتي لو عاوزه تعرفي مرتبي كام هقولك عادي.
مش هيفرق معايا, لأنك ممكن تقولي رقم غير الرقم اللي انتَ بتاخده هو أنا هروح اسأل عندك في الشغل!
سكت شويه وكأن الجملة الاخيرة سببتله مشكله وبعدين قال:
يعني المفروض يبقى في ثقه ما بينا, اني لما أقول حاجه تبقي واثقه اني مبكدبش لأني مش مضطر اعمل ده, أنا ممكن اقولك إن مرتبي 10,000 في الشهر بس انا مش هصرف منه غير 5000 والباقي هحوشه, وقتها انتي ما لكيش عندي غير مصاريف بيتك والتزاماتي وغير كده ما لكيش اذا كنت هصرف مرتبي كله ولا هحوشه وبناء عليه انا مش محتاج اني اكدب, لو اتكلمنا بالدين هتلاقي أي شيخ بيقولك إن الزوجة ملهاش تعرف مرتب جوزها كام, هي لها انه يوفرلها احتياجاتها و الالتزامات الواجبة عليه.
حبيت اخرج من النقطة دي لأن حسيت اني وصلت لطريق مسدود فقلت:
بس انا مش حابه اني اسكن مع اهلك في نفس البيت.
بصلي باستغراب وهو بيقول:
طب ليه؟
عشان دايما بيحصل مشاكل وانا مش عاوزه حياتي يكون فيها مشاكل عايزه اكون مريحه دماغي.
شقتي اللي في بيت اهلي ما اقدرش اتصرف فيها, لأن الشقه دي اصلاً كانت ورث ابويا من جدي وهو قرر انه يسيبهالي اتجوز فيها, فأنا لو حبيت اشتري شقه بره هشتريها من فلوسي وانا مهما قعدت احوش مش هقدر اني اشتري شقه بره, والإيجار ما اعتقدش ان يبقى عندي شقه ملك واروح أأجر ويبقى عليا مصاريف ايجار زياده.
اتقمصت دور الشخصية الباردة وانا بقول:
دي حاجات كلها ما تخصنيش, انا بقولك اني مش حابه اقعد مع اهلك في نفس البيت المفروض بقى انت تتصرف... ازاي دي ما ترجعليش انا.
طب انتي ليه بتفرضي ان اهلي هيكونوا وحشين معاكي؟ امال لو قلتلك اننا هناكل ونشرب معاهم هتقولي ايه؟
رديت بسرعه:
مش هارضى طبعًا.
بصلي و قال:
طيب رغم اني كنت مقرر ده لأني ابنهم الوحيد و ما لهمش غيري, بس في نفس الوقت كنت مقرر إن لو مراتي ما حبتش ده انا مش هجبرها عليه, ولو حابه تقعد لوحدها عادي انا ما عنديش مشكله, لكن الشقه دي انا عندي مشكله فيها و مشكله كبيره كمان مش هقدر اغيرها.
وقفت فجأه وانا بقول:
خلاص يبقى قعدتنا انتهت, شكلنا مش متفقين.
وقف قدامي بعد ما بصلي شويه بسكوت:
انتي شكلك بتطفشي, دي استحاله تكون طريقة كلامك, عارف والدك كويس وشاهر كمان اتعاملت معاهم و مستحيل تكوني مختلفه عنهم للدرجادي! حتى لو اللي بتتكلمي فيه ده حقك بس طريقتك في الكلام مش كويسه ابدا, وكان في طرق تانيه كتير ممكن تتكلمي فيها في النقط اللي عوزاها بس بشكل اشيك وحضاري اكتر, و مع ذلك عشان العِشرة اللي ما بين والدي ووالدك انا هسيبلك فرصة تفكري, وهستنى ردك اخر الأسبوع.
خلص كلامه ومشي خرج لهم بره وانا قعدت في مكاني بفكر في كلامه وجملته وهو بيقولي إني مستحيل اكون مختلفه عن بابا وشاهر للدرجادي حسستني بالذنب إني اه ما حبتش اخرج بشكل مش كويس عشان ما احرجهمش بس انا حرجتهم بطريقه تانيه وقللت من تربيتهم قدامه.
فضلت طول اليوم بفكر بعد ما ابويا قالي انه اخر الاسبوع هيقولهم ردي الأخير وساب ليا فرصه افكر رغم انه موافق, بس قالي بالنص " لاخر لحظه هسيب لكي حرية الاختيار" ما كنتش بفكر في العريس انا بس كنت بفكر هعمل ايه؟ هقنعهم ازاي بنبيل؟ لكن بالنسبه للعريس فانا كده كده رفضاه.
*************
بعد يوم...
كلمت نبيل في التليفون واتفقنا اننا هنتقابل بعد ما قالي انه لقى حل, رحت المكان اللي احنا بنتقابل فيه واللي بكون حريصه جدا إن محدش يشوفني وانا رايحه واستنيته لحد ما جه...
نبيل قولي حل ايه اللي انت لقيته؟
بصي يا رحمة انا فكرت كتير قوي لكن ما وصلتش لحل مع اهلك دول غير حل واحد.