رواية ظلال فيينا الفصل الثالث بقلم جميلة القحطاني
سلوك.
قاطعه ليام: يعني كنتوا بتلعبوا بعقول البشر؟
ما كانش لعب... كان علم. لكن في يوم، جالنا شخص من وزارة الدفاع، عرض تمويل... وبقينا شغالين معاهم بدون ما نعرف الهدف الحقيقي. أنا انسحبت، وإليزا كملت. واللي قتلها... أكيد له علاقة بماضيها.
قال أدريان بهدوء:اسم الشخص من وزارة الدفاع؟"
صمت ماركوس. ثم همس: اسمه Lucien Hartmann. ماكنّاش نعرف منين جه، لكنه كان يعرف كل حاجة عن كل واحد فينا. ولما اختلفنا، واحد فينا اختفى... وبعدها انسحبت."
وفجأة... انكسر الزجاج في النافذة!
سقط ماركوس على الأرض، وصرخ ليام:انبطح!
قفز أدريان خلف الطاولة، ورفع مسدسه، لكن القناص كان قد فرّ. رصاصة واحدة فقط... اخترقت جدار الكتب، واستقرت في إطار الصورة الجماعية على الحائط.
وقف أدريان ببطء، نظر إلى ماركوس المرتجف، ثم إلى الصورة.
قال بهدوء:دي مش قضية قتل واحدة... دي تصفية حسابات قديمة. ولوسيان بدأ يلعب.
11:27 مساءً
مبنى الأرشيف الفيدرالي فيينا.
وقف أدريان أمام شاشة الحاسوب القديمة في غرفة الأرشيف الخاصة بالمخابرات، يتصفح ملفات قديمة تمكّن من الوصول إليها عن طريق اتصالاته الخاصة. جلس ليام على الطاولة المقابلة، يراقب شاشة هاتفه التي تعرض تسجيل الكاميرا المثبتة أمام منزل ماركوس، علّهم يجدون شيئًا عن القناص.
قال ليام:لا عربية هربت، ولا شخص ظهر في التسجيل. القناص اتحرك من فوق سطح المقابل، والمبنى مهجور.
رد أدريان وهو يقلب ملفًا عليه اسم لوسيان هارتمان مش مجرد اسم... ده ظل، بيتحرك جوه أنظمة أكبر منه، وله غطاء رسمي. في معلومات هنا عن وحدة سرية اسمها Unit 13، بتشتغل في مشاريع عن تعديل السلوك لصالح الأمن القومي."
وقبل أن يكمل كلامه، دوّى صوت إطلاق إنذار خفيف في المبنى.
أدريان نظر نحو الباب، ثم قال:إحنا مش لوحدنا.
أغلق الحاسوب فورًا، ووضع وحدة الذاكرة في جيبه، ثم أشار لليام.
انطلقا في الممرات المظلمة، الضوء الأحمر من جهاز الإنذار يعكس وجوههما المتحفزة. وصلا إلى غرفة المراقبة، لكن كل الشاشات كانت مكسورة… كأن أحدهم أراد أن يُغلق العيون عن عمد.
وفجأة، أمام المخرج الخلفي…
ظهر شخص يرتدي سترة جلد سوداء، وقناع يغطي نصف وجهه، وعيناه رماديتان لامعتان في الظلام.
رفع أدريان سلاحه:من أنت؟
لكن الرجل لم يجب، بل اقترب بخطوات ثابتة ثم قال بصوت هادئ وواثق:أنا Rook… ولو كنتم عايزين توصلوا للوسيان، فأنت