رواية اماليا ( حفيدة الملك ) الفصل الثالث 3 بقلم فاطمة عطية


رواية اماليا ( حفيدة الملك ) الفصل الثالث بقلم فاطمة عطية



وصلت أماليا لكهفٍ صغير منزوي تعيش فيه مع سام منذ وفاة والديها ، نزلت عن ظهره و حاولت بتقزز إزالة تلك المادة السوداء اللزقة عن جسدها ، لم تفلح في إزالتها فأتجهت لمنبع ماء قريب منهم و غسلت جسدها 

عادت بعد مدة إلي مخبأها حين أزالت أثار ذالك الشيئ تماما عن جسدها .. كان سام قد انبطح أمام الموقد البدائي الصغير يتثاءب ينتظر منها أشعال النار للتدفئة كي ينام 

أمسكت حجرين مثقلين و بدأت بضربهما لتولد شرارة النار في الموقد .. جلست أمام النار تجفف ثيابها ، و بجوارها صديقها قد غلبه النوم 

شردت في النار المشتعلة أمامها و همست بقلق : 
_ النهاردة في واحد منهم شافني ! .. مش معقول يكون عرف أني عايشة في الكام ثانية اللي عيونا أتقابلت فيهم دول صح ! .. 

تنهدت بثقل ، عاد لعقلها ذكرياتها الأليمة ، فأظلمت عيناها بتحدي : 
_ مش هسمحلهم يعرفوا مكانا أبدا .. لازم أقتله ! 

أغمضت عيناها و أستندت برأسها فوق جسد سام ثم غطت في نوم عميق حتي أنطفئت النار ... 

☆☆☆☆☆ 

مع شروق الشمس ، تحمست نور و يزيد لمعرفة مكان وكر الفهود .. تحضرا جسديا ، تسلح كل منهم ببندقية ، أدواتهم الضرورية كالمخدر و القيود ، كان يوسف لا يزال يفكر في تلك العيون التي رأها ، يتمني أن تكون عينا فهد لأنها لو لم تكن كذالك .. فقد صور له عقله مئات الأفكار السوداوية عن صاحب العينين ! 

مع ظهور الشمس بدأت أثار الجل بالظهور ، بدأ لونه الأسود يسطع بوضوح .. تتبعه الفريق و هم يجهزون بندقياتهم ، حتي وصلوا إلي كهف صغير جدا ! 

هنا صرخت نور بفرحة : 
_ لاقيناهم أخيرًا ! 

وصل لسام رائحة بشر غير مألوفة ففتح عيناه و بدأ يزمجر ، أتخذ وضع الهجوم ، أنتفضت أماليا برعب من نومها علي صوت زمجرته : 
_ في إيه يا سام ؟ .. إيه اللي حصل ! 

استمرت زمجرته ، و بدأ يخرج من الكهف و هي تتبعه بتعجب ، لتجد نفسها تقف أمام ثلاثة أشخاص يحملون البندقيات و سام علي أستعداد للهجوم عليهم 
_ مش ممكن لا .. أنتوا عرفتو مكانا أزاي !! 

قبل أن يستوعب عقلها المفاجأة كانت تبحث عن القوس .. تركته بالداخل بشكل طبيعي فقد كانت نائمة ، حاولت الإحتماء بفهدها و لكنها رأت بيدهم سلاحا غريبا موجهها لسام بالأخص .. شعرت بالخوف عليه لذا صرخت آمرة : 
_ سام أهرب .. أهرب بســرعة !! 

نظر لها الفهد و زمجر ، زجته بيدها تصرخ : 
_ أهرب يا سام .. أهرب حالا ! 

عدي الفهد بسرعة كسرعة الصوت .. أطلق عليه يزيد المخدر ، لكنه لم يصله حيث أختفي من أمامهم في لحظة 

حين وجدت نفسها تقابلهم بمفردها ، أسرعت بالركض لداخل الكهف ، ألتقطت قوسها و السهم .. تبعوها سريعا فرفعته في وجههم تحذرهم بشر : 
_ أياكم تقربوا مني .. هقتلكم !! 

حاول يوسف الأقتراب منها مطمئنا إياها بحديثه : 
_ أهدي أحنا مش هنأذيكي .. أهدي ! 

دارت نور في المكان تستطلعه : 
_ مفيش فهود هنا ! 

_ أبحثِ جيدا قد تجدين أحدهم مختبئا هنا أو هناك ! 

قالها يزيد ثم ألتفت ناحية أماليا و سألها برفق : 
_ من أنتِ ، نحن لا نريد أذاءكِ فقط نحن هنا للدراسة حول ذالك الفهد الذي هرب ! 

وجهت سهمها نحوه و صرخت بخوف : 
_ أياك تقرب من سام .. مش هسمحلك تأذيه ! 

كانت ترتجف كأرنب تحت الأمطار .. قبضتها علي القوس و السهم تخبره أنها خائفة ، لهجتها المرتفعة و عيناها التي تدور تقولان ببساطة أنها تشعر بالقلق منهم .. 

و لكن لما زيها يبدو غريبا جدا ؟ ، لما شعرها فوضوي و يحتوي قصاصات أوراق الشجر و الطين ؟ ، و لما هي حافية القدمين ؟ .. هل تعيش هنا ؟ 

أستنتج يوسف أن وجودها في هذا المكان مع الفهد لا يعني سوي شيئ واحد ، أنها تسكن هنا منذ وقت طويل .. و لكن كيف لم يأكلها الفهد ! الأمر مثير للريبة ! 

كاد يقول شيئا و لكنه توقف فجأة ، دار حديثها في عقله ، و أدرك لحظتها : 
_ دي لهجة مصرية ، أنتي بتتكلمي مصري ! 

حولت نظرها من يزيد له ، هي مشتتة بينهم فثلاثة ضد واحد أمر غير عادل .. نظر في عيناها مرة أخري و شعر كأنه يري شعاع الشمس في أوجه .. قطعة ذهب و لكنها ليست صافية ، شعر بموجات من حولها و كأنها ترسل أشارات إستغاثة !
عيناها تستغيث ! 
أنها مرتعبة ، و قلبها غير مطمئن ! ، أنزل يوسف الحقيبة التي فوق ظهره و بدأ يبحث بها عن شيئ ما 
، هو متأكد أنه قد وضع أبرة مهدأة للطوارئ في حال رأوا شيئا أفقدهم قدرتهم علي الأحتمال 

وجدها أخيرا ، فأخرجها و بدأ بملئها بالمهدأ أمام عيناها .. شعرت بالرعب أكثر و وجهت نحوه السهم بخوف ثم صرخت : 
_ أنت .. أنت بتعمل إيه ! .. أوعي تقرب مني ! 

أنتهي مما يفعله ، أشار ليزيد بعينيه ، لم تفهم أشارتهما لكن شعرت بالتوجس خيفة .. أنهم مريبون و كثيروا العدد ! .. 
في غفلة منها ضرب يزيد يدها بحركة كونج فو مدروسة ، سقط قوسها من بين يديها ، أسرع بتكبيل يدها خلف ظهرها فصرخت بألم : 
_ سيبني .. أنتو عايزين إيه ابعد عني .. سيبني بقولك ! 

قيد يزيد حركتها بجسده القوي فأقترب يوسف منهما .. نظر في عيناها ثم أمسك أعلي ذراعها و قال برفق : 
_ متخافيش مش هأذيكي ! 

أدخل سن الأبرة في ذراعها و أفرغ المهدأ داخله ، صرخت متألمة و حاولت الأفلات من بين يدي الأخر بقلة حيلة : 
_ آآآآآآه سيبني .. بقولك سيبني أبعد عني ! 

دقائق من مقاومتها غير المجدية ثم قام المهدأ بتأثيره ، سكن جسدها و أرتخت بين ذراعي يزيد .. 
تطوع يوسف لأخذها منه ، حملها برفق و خفة بين يديه .. خرج من الكهف و تبعه رفيقيه ، و نور تسأل بضيق : 
_ كده مجهودنا كله راح علي الفاضي ، ملاقيناش أثر غير لفهد واحد و هرب ! 

_ أعتقد يا نور أن البنت دي وجودها معانا أهم من وجود الفهود .. البنت عايشة مع الفهد يعني أكيد عارفة عن سلوكهم كل حاجة !! 

نظر نحو جسدها الضعيف الذي يحمله ، بشرتها السمراء، بقع النمش أثر الشمس ، رائحة العشب و الطين المنبعثة منها ، وزنها الخفيف .. و أخيرا عيناها المشعة المخفاة عنه بسبب الدواء ! 
رجفة سرت في قلبه ، فتنته تلك الضعيفة الصغيرة .. من هي ، ماذا تفعل في الغابة ، و كيف تعيش وحدها هنا !! 

مئات الأسئلة دارت برأسه و لكن قلبه كان أضعف من عقله ! .. تنهد بشدة ، سار مع رفيقيه عائدين بغنيمة غير متوقعة و لكنها مثمرة ! ... 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1