رواية اماليا ( حفيدة الملك ) الفصل الرابع بقلم فاطمة عطية
فتحت أماليا عيناها ، دارت بنظرها في المكان .. غرفة بيضاء ، سرير ضيق ، أدوات غريبة ، رائحة كحول تنبعث منها ، و زي غريب فضفاض يستر جسدها
حاولت الهرب من فوق السرير لكن تفاجئت بقيد يحكم يدها و قدمها الأيسران بالفراش ، اليد اليمني تحتوي علي خرطوم غريب موصل بشيئ معلق
شدت القيد عدة مرات و حاولت التحرر لكن لا فائدة ، جذبت الخرطوم المعلق من الجهة الأخري فخرج من يدها و أنسابت بعض قطرات الدماء من يدها
زمجرت بألم و صرخت بلا قوة :
_ حد يخرجني من هناااا .. ياااااا .. خرجوني حاالااا !
أنفتح الباب و دلفت ممرضة ترتدي زيا أبيض قصير تحمل بيدها دفترا طبيًا .. أقتربت من الأدوات الطبية الموضوعة علي طاولة قريبة من الفراش ، نادتها أماليا :
_ أنتي هناك .. خرجيني من هنا حالا ! .. مش هسيبكم بجد هقتلكم !
لم تفهمها الممرضة نظرا لكونها أجنبية لا تعرف اللغة العربية ، دنت منها تحمل في يدها أبرة طبية فتراجعت أماليا في الفراش بخوف و أعترضت :
_ انتي هتديني إيه ! إبعدي عني .. إبعدي عني أنتي و البتاعة دي بتوجع .. إبعدي عني !!!
أمسكت بذراعها ، غرزت به سن الأبرة فتأوهت و جذبتها من شعرها سريعا بيدها الحرة :
_ آآآآآه .. إبعدي عني بقولك ، إبعدي البتاعة دي عني !
صرخت الممرضة بألم ، أخرجت الأبرة من يدها سريعا و حاولت فك شعرها من قبضة أماليا ، لكنها أمسكتها بقوة فنادت بصوت عالٍ طالبة الأغاثة مِن أحد في الخارج
أقتحم يوسف الغرفة ، كان أتيا لزيارتها في الأصل و أستمع لصوت الصراخ .. أقترب منهما و حاول تخليص الممرضة بشعرها من بين يدها
دقائق و تم فك التشابك بالفعل ، أزاح شعرها بالكامل عن يد أماليا ، ثم قال للممرضة بلهجة آسفة :
_ sorry Aan .. please leave me here
( أسف يا آن ، أتركيني هنا من فضلك)
أماءت له و ركضت للخارج .. عاد هو إلي تلك الشرسة و نظر لعيناها برفق متساءلا بفضول :
_ في إيه بقي ! .. ماسكة في شعر الممرضة ليه !
_ خرجني من هنا حالاا !
تنهد بثقل و أتجه ناحية فراشها ، خطت قدمه علي الأبرة الطبية ، أنحني و حضرها بهدوء ، رفعها أمام عينهما يسأل :
_ الممرضة ما أدتكيش الدوا ليه !
أنكمشت في مكانها و حاولت الحركة لكن القيود منعتها ، نظرت له بتحذير و قالت :
_ أبعد البتاعة دي عني أحسنلك !
أرتفع حاجبه بتعجب ، سرعان ما أدرك الأمر من رجفتها و قلقها ، سأل بعدم تصديق :
_ أنتي خايفة من الحقنة !
دون وعي أنتابته نوبة من الضحك .. أرتفع صوت ضحكاته فعقدت حاجبيها ، نفخت خديها بغيظ و سألته :
_ إيه اللي بيضحك سيادتك !!
مسح دموعه أثر الضحك ثم برر لها :
_ لا أبدا بس تخيلتك و أنتي عايشة مع فهد حجمه ضعف حجمك تقريبا مش خايفة لياكلك ، بس خايفة من حقنة صغيرة زي دي !
كشرت عن أنيابها و نظرت له بعداء واضح :
_ أوعي تكون أذيت سام !! .. الفهد ده أأمن لي منكم .. أنا أعرف منين أنتو بتدوني إيه !!
ألقي ما يحمله في سلة المهملات ، أتجه للطاولة يجهز أخري غيرها ، يقول :
_ دي مجرد فيتامينات .. أما الفهد فمقدرناش نمسكه لأنه هرب .. أنا متاكد إنك تعرفي معلومات عن الفهود مش هنقدر نطلعها لو مسكنا الفهد ذات نفسه .. أحنا مش غرضنا نأذيكي خالص بس عايزين ندرس الفهد مش أكتر ، فياريت تتعاوني معانا و هنسيبك تمشي !
_ مش هتقدر تطلع مني بأي معلومة حتي لو قتلـ.ـتني
_ و مين قال إني عايز أقتـ.ـلك .. مش غرضي أقتـ.ـلك علي فكرة ، و طالما مش هتتكلمي خلاص براحتك خليكي معانا لحد ما نجيب الفهد هنا و ساعتها ...
أقترب منها و بيده قطعة صغيرة من القطن ، مسح أعلي ذراعها و هتف ببرود :
_ ما تلوميناش لو قتـ.ـلناه !
زمجرت بقوة و أنتفضت بغضب ، سحبت القيد عدة مرات بقوة تحاول التحرر بيأس ، لم تلحظ جرح يدها من القيد .. كل ما دار بعقلها أنها تريد حماية سام منهم ! ..
أمسك بكتفيها و ثبتها في الفراش ، نظر لعيناها بقوة و هتف ببرود :
_ أهدي مش هتعرفي تمشي من هنا غير بمزاجنا .. حركاتك دي مش هتعمل حاجة غير أنها هتأذيكي ، ياريت تعقلي و تساعدينا و أحنا مش هنأذيكي !
عيناها أرسلت سهام تحدي نحو خاصته و جزت علي أسنانها بقولها :
_ نجوم السما أقربلك من أي معلومة هتطلع مني ... آآآآآآآآه
غرز السن بقوة في ذراعها ، نظر في عيناها بتحدٍ بينما يفرغ الدواء :
_ صدقيني أنا مش عايز أأذيكي ، لكن بالطريقة دي أنتي بتحكمي علي نفسك و علي الفهود بالمو.ت ! .. ياريت تعقلي و آآآآآه
أمسكت ذراعه بأسنانها ، غرزت أنيابها بقوة حتي أقتحمت لحمه و بدأت الدماء تنزف منه .. أخرج الأبرة من ذراعها و ألقاها بعيدا بسرعة ، ثم حرر نفسه منها .. أمسك ذراعه بألم يضغط علي الجرح ليتوقف الدم ، صاح بصدمة :
_ أنتي مجنونة بجد ! .. سنانك دي إيه سكينة !!
أسودت عيناها ، تجعد حاجبيها ، برزت أنيابها ، و قالت بفحيح يشبه الأفعي :
_ متحكمش علي نفسك أنت بالمو.ت أحسنلك !!
