رواية فى سبيل صهيب الفصل الرابع بقلم لبنى دراز
بين ثنايا الظلام الكامن في قلوبنا، تختبئ أسرار تسكن الروح وتحـ*ـرقها بـNـيران الخذلان. كم هو ثقيل عبء الذكريات التي تأبى الرحيل، تُذكرنا بأن الخذلان ليس سـkـينًا يُغرس في القلب فقط، بل هي طعـ*ـنة غا*ئرة في أرواحنا.
في سبيل صهيب بقلمي✍️_______لبنى دراز
فـ اوضة سبيل
طلعت نرمين بخطوات متوترة، متظاهرة بالخوف من عمران لكنها كانت عارفة من جواها انها
رايحة لهدفها المفضل وهو استفزاز سبيل وغيظها زى عوايدها، وصلت عند باب الاوضة مدت إيدها وفتحته مرة واحدة وكأنها بتعلن عن وجودها الغير مرغوب فيه، دخلت من غير استئذان، وعينيها بتلمع بنظرة كلها شماتة فـ سبيل، وقفت تبص لها وهي قاعدة فـ نص السرير حاضنة نفسها بكل قوتها كأنها بتحاول تخبي روحها وتداري ضعفها جواها، لكن ملامح وشها مش باينة من كتر دموعها اللي نازلة من عينيها شلالات بسبب وجع قلبها
نرمين بابتسامة خبيثة أترسمت ع وشها أخدت نفس صغير، وبدأت ترمي كلامها المسموم ع ودان سبيل: يا قلبي يابنتى، يا عيني عليكي سابك فـ ليلة فرحك ومشي، ولما رجع، راجع بعد غياب شهر بمراته وابنه
صرخت سبيل فجأة بصوت هز جدران الأوضة، كله غضب ووجع: أمشي اطلعيييي برااااااا، مش عايزة اشووووف وشك هناااااا.
نرمين قربت منها بخطوات بطيئة، ببرود قاصدة كل كلمة بتقولها: مش هطلع يا سبيل، وهافضل اتفرج عليكي وانتي بتـmـوتي كدا، وانتي شايفة حبيب القلب فـ حضن واحدة تانية ومش بس كدا، ده متجوزها من سنتين ونص ومخلف منها ياسين عنده سنة ونص، وجدك عارف والعيلة كلها عارفة.
وبضحكة مليانة شماتة، كأنها بتغـ*ـرز خنـ*ـجر فـ قلب سبيل: انتي بس اللي مغفلة وبتاخدي ع قفاكي يا بنت جوزي.
فجأة سبيل قامت من مكانها بسرعة ما توقعتهاش نرمين، من شدة الغضب اللى اشتـ*ـعل جواها وكأنه Nـار واصل لهيـ*ـبها للسما وماحدش عارف يطفيها، فـ اقل من ثانية كانت جابتها من شعرها وبكل قوتها خبطتها فـ الحيطة بعـNـف، وشدتها وقعتها فـ الأرض، ومن غير ما تسيب فرصة لنرمين تستوعب اللى حصل، كانت قعدت عليها وفضلت تضـ*ـرب فيها بجنون وكل ضر*بة كانت مصحوبة بصرخة مليانة وجع وقهر: أنتي عايزة مني اييييه سيبينى فـ حااالى بقى أرحميني منك ومن جووووزك منكم لله دمرتوووني وبوظتوا حياتي ربنا ياخدكم، ربنا ينتقم منكم
نرمين كانت بتحاول تفلت لكن سبيل ما كانتش مديالها الفرصة، الألم والغضب اللى جواها أقوى من كل حاجة حواليها.
صريخ نرمين كان مالي الأوضة لكن ما كانش فيه حد سامعها، او مهتم بيها اصلا، كانت بتتلوى تحت إيد سبيل اللى ما كانتش شايفة قدامها من كتر الغضب الأعمى، ووجع قلبها المليان بقهر سنين عمرها اللى ضاعت، وضغط ألم ما حدش يقدر يحسه غيرها.
سبيل كانت بتضـ*ـرب نرمين بكل الطرق، شد شعر، عض، ضـ*ـرب فـ أى مكان، كأنها كانت بتنتقم من كل لحظة انـkـسار عاشتها بسبب ابوها ومراته، اللى ضيعوا عمرها وحب حياتها اللى خسرته بسببهم، ولما حسّت انها تعبت وأن جسمها ما بقاش قادر يتحمل أكتر من كدا، قامت من ع نرمين وهى بتنهج وبتحاول تاخد نفسها.
نرمين وقفت ع رجلها، رغم الألم اللى كان مخلّي جسمها كله بيوجعها، بصت لها بغيظ وبابتسامة خبيثة وبتريقة: mـوتي بحسرتك يا سبيل، صهيب هيرجع يقعد تاني بمراته وابنه فـ القصر، فـ اوضته اللى أتجوز فيها، اوضته، ها، عارفاها؟! الاوضة اللى فـ وشك دى، يعني هتشوفى وتسمعي حبيب قلبك كل يوم وهو مع مراته، هتشوفي بعينك بيعاملها ازاى، ملللللكة، مش واحدة مفروضة عليه عشان يداروا فضيـ*ـحتها، ههههههههههه
سبيل غضبها عمى عينها أكتر، ومن غير تفكير مدت إيدها بسرعة ع الاباجورة اللى جنبها ع الكمود ومسكتها حدفتها ع نرمين بكل قوتها: غووووري من وشي مش عايزة اشوف وشك.
نرمين خرجت جرى من الأوضة خافت من سبيل تمسكها تاني، وهى بتجري خبطت فـ فاطمة وبخضة: ماما!!!.
فاطمة بغضب: أنتي ايييه؟! مافيش فايدة فيكي خالص؟! ايه اللى دخلك اوضة سبيل؟!
نرمين دموعها المصطنعة بدأت تنزل بسرعة واتكلمت بضعف: دخلت أطمن عليها يا ماما بقالها كتير حابسة نفسها، كفرت يعني؟! قامت شتمتني وبهدلتني زى ما حضرتك شايفة كدا.
فاطمة برفعة حاجب ونبرة كلها شك: نرمييين، دخلتي تطمني عليها ولا دخلتي تشمتي فيها وتعرفيها برجوع صهيب مع سها؟!.
نرمين ردت بمسكنة وعينيها كلها دموع مزيفة: أبدا يا ماما والنبي ما حصل، أه يا ظلومتي ياني.
فاطمة قربت منها وبنبرة صوت واطية لكنها كلها حزم: لو قربتي من سبيل تاني ماتلوميش غير نفسك فاهمة؟ عمران حذرك قبل كدا ومستنيلك الغلطة اللى هيرميكى بيها فـ الشارع، وانا بحذرك لو قربتي منها هخلص عليكي بإيدي وارمي جتتك لـ كـ*ـلاب السكك، وكفيلة أني أعملها ومش هاخد فيكي دقيقة حبس، فاهمة ولا لأ؟ غوري شوفى رايحة فين، يلاااااااا.
نرمين بلعت ريقها بصعوبة، ما قدرتش ترد ع فاطمة وفضّلت انها تجري بسرعة من قدامها تروح جناحها
فاطمة بصت وراها واتنهدت بضيق، وراحت ناحية اوضة سبيل خبطت وبتفتح الباب لاقيته مقفول بالمفتاح من جوة، وبنبرة صوت هادية: أفتحي يا حبيبتى، افتحي لـ تيتة حبيبتك يا بيلا، هتسيبيني واقفة ع الباب كتير كدا
سبيل قفلت الباب بالمفتاح بعد خروج نرمين وقعدت وراه وبانهيار لـ جدتها: مش هفتح لـ حد، مش عايزة حد سيبوني فـ حااااااالي بقاااااااااا.
فاطمة بدموع: ولا حتى انا، تيتة فاطمة حبيبتك، افتحيلي يا بنتي ماتوجيعش قلبي عليكي، افتحي يا حبيبتي عشان خاطري
سبيل ساكتة ومابتردش ع جدتها ومش قادرة تاخد نفسها من كتر عياطها، سمعت صوت.
صهيب هو ومراته برة الاوضة بيتكلم مع جدته، كان طالع وشافها واقفة ساندة ع باب اوضة سبيل ودموعها نازلة مغرقة وشها، وسألها بقلق: مالك يا جدتي بتعيطي ليه؟ فيكي ايه يا حبيبتى طمنينى عنك واقفة كدا ليه؟
سها بقلق: خير يا تيتة، انتي تعبانة؟! ولـ صهيب اسندها يا بيبو دخلها اوضتنا ترتاح شوية.
فاطمة بصت له بحزن وهزت راسها بيأس ومشيت من غير ما تتكلم راحت الجناح بتاعها وهى بتفكر فـ اللى حصل، ومش عارفة تعمل ايه فـ المصيبة دي.
_______________________
فـ اوضة صهيب
دخل صهيب اوضته هو ومراته وابنه وباين ع وشه الحزن بسبب كل اللى بيحصل حواليه، قعد ع الكرسي وحط راسه بين إيديه وبيفكر فـ اللى بعتله الرسالة وهدفه ايه من وراها
سها نيمت ياسين فـ سريره وقربت من صهيب بحب وقعدت قصاده: مالك يا حبيبي فيك ايه؟
صهيب بتنهيد وابتسامة صافية: مافيش حاجة يا حبيبتي، انا كويس ما تقلقيش
سها بقلق: لو ما قلقتش ع جوزي حبيبى ابو ابني هقلق ع مين يعنى يا بيبو!! جدك قالك حاجة فـ المكتب ع رجوعنا معاك هنا؟
صهيب: لا ياحبيبي، جدي متعصب بس بسبب اني اخدت أجازة كبيرة من غير ما اقوله، مش أكتر.
سها بعدم فهم: بصراحة بقى انا حاسة بحاجة غريبة من ساعة ما رجعنا يا صهيب، خضة عيلتك اول ما دخلنا مش قادرة افهمها، وغضب جدو عمران مش لاقية له تفسير، وبرضو ليه خلانا نمشي من القصر ونروح شقتنا الشهور اللى فاتت وليه دلوقتى رجعنا، انا بجد مابقيتش فاهمة حاجة
صهيب بهمس سمعته سها: مش لما ابقى افهم انا الاول.
سها: يعني ايه يا صهيب الكلام ده
صهيب بابتسامة: ما تشغليش بالك يا حبيبتي كل حاجة هتبان فـ وقتها المهم اننا رجعنا تاني القصر، وبص ناحية ابنه شافه نايم: شوفتي ياسو نايم زى الملاك ازاى، حبيب بابا سريره وحشه وماصدق لاقاه
سها بدلع: وانت وحشت مامته خالص يا بيبو
صهيب ضحك بعلو صوته: ناوية ع ايه يا شقية؟
سها بنفس دلعها: انا، مش ناوية ع حاجة ابدا.
صهيب بغمزة: انا بقى ناوي، تعالي اقولك كلمة سر قبل ما ياسو يصحى.
نسيبهم بقى يحكوا اسرارهم براحتهم ومالناش دعوة بيهم ونروح للمسكينة المقهورة سبيل
_______________________
ف اوضة سبيل
بعد ما عرفت برجوع صهيب بعد غياب شهر على جوازه منها ومعاه سها مراته وابنه ياسين، وبعد كلام نرمين ليها وان العيلة كلها عارفة بجوازه من غيرها، فضلت سهرانة طول الليل تعيط وقبل النهار ما يشقشق خرجت من اوضتها وخرجت برة القصر، دخلت الاستراحة اللى فـ الجنينة من غير ما حد يعرف، قفلت ع نفسها وقت طويل وقعدت تفكر فـ حياتها مع صهيب بعيد عن ضغط جدها.
طلع النهار واتجمعت العيلة كلها ع الفطار.
دخل عمران بخطوات تقيلة وكأنه شايل همّ الدنيا فوق كتافه، قعد مكانه اللى دايما بيكون ع راس الترابيزة، وشاف ولاده وأحفاده كلهم قاعدين، دوّر بعينه ع سبيل، لكن برضو مش موجودة زى كل يوم، قلبه وجعه عليها، وبنظرة كلها غضب وغيظ لـ صهيب اللى كان قاعد قدامه هو وسها، قال لـ سامية: أبعتي هدية تنادى سبيل يا سامية، وخليها تقول لها جدو تعبان ومحتاج ياخد علاجه ومش هيفطر من غيرك، ولو مانزلتيش هياخد الدوا من غير فطار، عشان عارف انها مش هتنزل غير بالطريقة دي.
سامية بصت له بحزن وهى بتهز راسها بالموافقة: حاضر يا بابا، انا هطلع لها بنفسي وأنزلها معايا، ويارب توافق تنزل وماتتعبش قلبي زى كل يوم.
قبل ما سامية تتحرك من مكانها، صهيب رفع راسه فجأة وسألها باستغراب: ليه يا ماما بتقولي كدا؟! هى مابتنزلش تفطر معاكم ولا ايه؟
عمران أتنهد تنهيدة تقيلة كأنها أخر انفاسه، وبملامح كلها غضب بص لـ صهيب فـ عينيه: أصل فى واحد ندل غدر بيها وسابها ليلة فرحها وهرب وما فكرش هتواجه الناس أزاى بعد عملته دي… وبص لـ سامية بحزن: قومي يا بنتي اندهيلها.
كلام عمران كان زي السـ*ـيف اللي شق قلب صهيب، عينيه اتحركت بسرعة، وبص للفراغ قدامه، نظراته كانت كلها مشاعر مختلطة، مشاعر من الصعب فهمها، مزيج من الذنب، الندم، والقلق، وخوف من اللى هيحصل بعد كدا.
قامت سامية فعلا طلعت اوضة سبيل بخطوات تقيلة كلها قلق، خبطت ع الباب واستنت ثوانى لكن مافيش رد، خبطت مرة تانية وبرضو نفس النتيجة، مافيش حتى زعيقها من ورا الباب زى ما بتعمل كل مرة، قلبها بدأ يدق بسرعة وقلقها زاد، مدت إيدها وفتحت الباب دخلت الأوضة عشان تطمن عليها، ملاقيتهاش، راحت ناحية باب الحمام خبطت عليه وهى بتحاول تهدي نفسها يمكن تكون جوة، لكن الحمام كان هادي ومافيش اى صوت، فتحت الباب ع أمل انها تلاقيها وبرضو مش موجودة، خرجت من الاوضة ونزلت السلم جرى وهى بتنادى ع عادل بصوت عالي مليان خوف وتوتر وبدموع: عاااااادل، عاااااااادل.
عادل خرج جري من اوضة السفرة على صوتها قرب منها باستغراب: مالك يا سامية فى ايه بتعيطى ليه؟
سامية بنبرة صوت مهزوزة وبدموع مش بتقف: سبيل مش فـ اوضتها يا عادل.
عادل وقف مكانه وبصدمة واضحة ع ملامحه: انتى بتقولي ايه؟ مش فـ اوضتها؟! هتكون راحت فين يعنى بدري كدا؟! طب شوفتيها تكون فـ الحمام؟
سامية بقلق وتوتر: يا عادل بقول لك مش فـ الأوضة كلها، تفتكر يعنى ماشوفتهاش فـ الحمام؟! بابا لو عرف هيقلب الدنيا ع دماغ الكل، ده مستنيها ومش عايز يفطر من غيرها.
عمران كان قاعد ع السفرة مستني سبيل، لكنه سمع صوت سامية وهي بتنادي، وشاف عادل قام من مكانه بسرعة، قلبه انقبض، وقام هو كمان مشى وراه، سمع الكلام اللي بيتقال بينهم، ملامحه اتغيرت تمامًا، وغضبه كان واضح جدا عليه، وقف قدامهم وزعق بعلو صوته، لدرجة إن صدى صوته رجّ القصر كله: ايييييييييييه اللى انا سمعته ده؟ يعني ايييييه سبيل مش فـ اوضتها!؟ تقدروا تفهموني؟!
عادل حاول يهدّيه، لكن هو نفسه كان متوتر وقلقان: أهدى يا بابا، هى تلاقيها بس زهقت من القعدة فـ الاوضة ونزلت تتمشى فـ الجنينة شوية.
سامية بسرعة وبخوف من غضب عمران: أيوا، أيوا هو كدا بالظبط يا بابا، زى ما بيقول عادل، انا هبعت حد من الشغالين يشوفها برة ويندهلها.
عمران غضبه كان أكبر من أنه يهدى بسهولة، نده بصوت عالي ع احفاده اللى جريوا ع طول من اوضة السفرة لما سمعوه: صهييييب، شهااااااب، ناااااادر، تقلبوا الدنيا على سبيل جوة وبرة القصر، ماترجعوش من غيرها، فاااااهمييييين؟
وبص لـ صهيب تحديدا بنظرة كلها غضب وبحزم: ماترجعش من غيييير سبيييل فاااااهم؟
صهيب كان واضح جدا ع ملامحه القلق والتوتر ورد بصوت يادوب مسموع: حاضر يا جدي.
خرج فعلا صهيب ومعاه شهاب ونادر وكمان عادل خرج معاهم عشان يدوروا ع سبيل برة القصر وكل الشغالين بيدوروا عليها جوة جنينة القصر، مش موجودة، بس الغريب ان ولا حد فيهم فكر يروح ناحية الاستراحة، لأنها دايما مقفولة ومش بتتفتح غير فـ المناسبات بس، أما جوه القصر، سامية وشاهندة ويمنى ماوقفوش، فضلوا يفتشوا في كل أوضة وكل زاوية، لكن برضو ماكانش فيه أثر لسبيل، كل دقيقة كانت بتعدي كأنها ساعة، والقلق كان بيزيد عند الكل، عمران كان واقف في نص القصر، ملامحه كانت بتعلن عن خوفه اللي مابيظهرش بسهولة، بس الموقف مختلف تمامًا عند نرمين وعلي، اللي كانوا قاعدين على السفرة يكملوا فطارهم عادى وكأن الموضوع مش فارق معاهم، وسها اللي لسه مش فاهمة حاجة، بتسأل نفسها: مين سبيل دي؟ وليه كل ده بسببها؟
بعد ساعات طويلة من البحث، رجع عادل القصر ومعاه صهيب والشباب، كلهم ملامحهم منهكة وكلها إحباط، وقفوا قدام عمران، اللي كان وصل لقمة غضبه وقلقه مسيطر عليه تمامًا.
عادل بص له بنظرة كلها توتر وبصوت مخنوق: دورنا عليها في كل مكان ممكن تكون فيه يا بابا، ملاقينهاش.
عمران كان قاعد مستني رجوعهم بفارغ صبر، وبمجرد ما شافهم داخلين وقف بسرعة يسألهم وعينيه كلها خوف وقلق: سألت عليها في المطار، يا صهيب؟
صهيب رد بسرعة وهو بيحاول يتحكم في توتره: أيوة يا جدي، سألت، ما خرجتش برة البلد خالص.
عمران رجع قعد على كرسيه بصعوبة، حاسس وكأن روحه بتتسحب منه، إيده اتسندت على ترابيزة الأنتريه قدامه وهو بياخد نفسه بالعافية وبيحاول يتحكم في انهياره، كل العيلة كانوا قاعدين حواليه، وكل واحد فيهم مشاعره مختلفة عن التاني، سامية كانت قاعدة جنب عمران وفاطمة دموعها ماوقفتش وهي بتحاول تهدي نفسها عشان تقدر تهديهم و تطمنهم، شهاب ونادر قاعدين قصاد جدهم وعيونهم متعلقة عليه بخوف وقلق، شاهندة بتتلفت يمين وشمال وكأنها بتدور على إجابة مش لاقياها،
أما نرمين فكانت قاعدة فـ مكانها، نظرتها باردة ومليانة شماتة واضحة، ومستمتعة جدا بالموقف ده، وعلي زي العادة، مافيش أي رد فعل على وشه، ولا كأن في حاجة بتحصل، سها كانت بتبص حواليها، ملامحها كلها استغراب وحيرة، همست لنفسها: هى إيه الحكاية؟ مين سبيل دي اللي كل ده بيحصل عشانها؟
الدنيا كانت ساكتة، والجو مليان توتر قا*تل، وكأن الكل مستني حاجة تحصل تفك العقدة اللي وقعوا فيها، عمران رفع راسه، وبص للكل بنظرة مليانة وجع وحزن: إزاي حفيدتي تختفي كدا فجأة، وإحنا كلنا قاعدين هنا ومش قادرين نعمل حاجة؟
_______________
عند سبيل
فضلت فـ الاستراحة لأخر الليل تفكر فـ حالها لغاية ما أخدت قرارها وخرجت من مكانها راجعة القصر، واتفاجئت بالكل صاحيين وقاعدين فـ الليڤنج، اول ما شافها علي قام اول واحد من مكانه يزعق لها ولسة هيضـ*ـربها.
صهيب قرب من علي بسرعة يمنعه ومسك إيده قبل ما يمدها ع سبيل، وبصوت مليان غضب وقوة: عمممميييي، مش هسمح لك تمد إيدك عليها طول ما انا عاااااااايش، ويارررييييت ماتكررهاش تانى، عشان المرة الجاية هيكون لي تصرف مش هيعجبك، ماااااشي؟
اتعصب علي من كلام صهيب ورد عليه بغضب وصوت عالي: يعنى ايه يا استاذ انت؟ هتمنعني أربي بنتى ع عملتها دى واعرف كانت فين لغاية دلوقتى؟!
صهيب رد بعصبية ونبرة تهد*يد واضحة وهو رافع صابعه فـ وش علي: قولتلك مالكش دعوة بيها، وده أخر تحذير يا عمي، إياك تقرب لها، سامعني؟! إياك؟
علي ملامحه أتغيرت وعينيه بتطلع شر*ار من شدة غضبه: معنااااااه ايه الكلام ده يا ابن عادل؟ أنت بتهـ*ـددني؟
صهيب بهدوء مرعب: أعتبره زى ما تعتبره، وخليني اعرف انك قربت منها….لف وشه ناحية نرمين وكمل كلامه: أنت او نرمين هانم، مفهوم؟
سبيل وقفت مكانها تبص لـ صهيب باستغراب، عيونها كانت مليانة دموع حاولت تسيطر عليها، بس ما اتكلمتش وجواها عاصفة من الأسئلة.. هو ازاى بيتحول كدا؟ ازاى جرحني وهانني وسابني ليلة فرحنا ورجع لمراته كأنه ما عملش حاجة؟ وازاى دلوقتي واقف بيدافع عني وبيحميني من أبويا؟
شهاب قرب منها بقلق وغيظ:
كنتي فين يا هانم لغاية دلوقتي وسايبانا دايخين عليكى!؟
سبيل بهدوء ظاهر عكس الدوامة اللى جواها: ماروحتش بعيد يا شهاب، ماتقلقش انا ماخرجتش برة القصر.
نادر قرب منها بغيظ أكبر: ازاى يعنى ماخرجتيش برة القصر؟ هاا، ده أحنا قلبنا الدنيا عليكى برة وجوة.
ردت سبيل ع أخوها بتنهيدة وجع: كنت فـ الاستراحة يا نادر.
عمران شاف شكل سبيل، دبلانة وعيونها حزينة وورمة من كتر عياطها لدرجة ان الدموع سايبة علامة ع خدودها من كترها، فهم كل حاجة من غير ما يسأل، ما اتكلمش، قلبه وجعه عليها لأنه عارف انه السبب فـ كل ده ،
قربت سبيل من جدها لما شافت حالته وقلقه عليها، رغم وجعها وزعلها منه لكن مش بتتحمل تشوفه تعبان وهمست بصوت مـkـسور: سامحني يا جدي غصب عني، ماقدرتش أتحمل أكتر من كدا.
بتنهيدة وجع مسح عمران ع شعرها وبهمس مليان حنان: عمري ما عرفت أزعل ولا أشيل منك يا بنت قلبي، عشان تطلبي مني السماح، انا اللى عايزك تسامحينى، لأني السبب فـ كل اللى انتي فيه.
ابتسمت سبيل ابتسامة حزينة: اللى حصل حصل خلاص يا جدو، بعد أذنك هطلع ارتاح شوية والصبح عايزة حضرتك فـ موضوع مهم.
ابتسم لها عمران وهز راسه بالموافقة من غير ما يتكلم.
لسة سبيل هتتحرك ناحية السلم، وقفها صهيب قبل ماتطلع أوضتها ونده بتوتر: سبيل.
سبيل وقفت مكانها وهي مدياله ضهرها وبجمود: نعم.
صهيب قرب منها ولف وقف قصادها واتكلم بهمس:
قلقتيني عليكي يا بنت عمي.
بمجرد ما سمعت سبيل كلمة بنت عمي، غمضت عينيها تدارى دموعها وتمنعها تنزل، أخدت نفس وخرجته بسرعة ومن بين اسنانها: أنت مالكش اى صفة بالنسبة لي عشان توقفني وتتكلم معايا، ولا من حقك اصلا تقلق عليا.
صهيب بنبرة صوت كلها حزن: ليه يا سبيل؟ انتي بنت عمى، ومن حقي اقلق عليكى زى ما بقلق ع شاهندة بالظبط.
سبيل دموعها خانتها ونزلت غصب عنها، حاولت تمنعها لكنها فشلت وبغضب: وانا مستغنية عنك يا صهيب وعن قلقك ده، وهقولها لك تانى، أنت مالكش اى صفة عندي ولا من حقك تقلق عليا، وبعد أذنك بقى عشان تعبانة وعايزة انام.
لسة هتمشي من قصاده وقفها مرة تانية بغضب وزعق بعلو صوته: أستني عندك، لازم تفهمي قبل ماتتحركى من مكانك، إن انا الوحيد هنا اللى ليا كل الحقوق بصفتي اللى انتي عارفاها كويس، وأظن الكل عارفها، ومش معنى انى مقدر حالتك النفسية اللى بتمري بيها، يبقى تستعبطي وتسوقي فيها، فاهمة ولا لأ؟
سبيل بغضب أكبر وعيونها بتلمع بالدموع: ليك حقوق بأمارة ايه يا باشمهندس؟. سكتت للحظة، بصت له ببرود واتكلمت ببطء قاصدة تستفزه وهى بتشاور بصابعها عليه:
أنت، بالنسبة لي، أبن، عمي، وبس يا صهيب، فاهم؟! أبن عمي وبس، ومالكش أى حقوق عندى.
كلامها أستفز صهيب جدا وعصبه، فجأة أتحول لوحش كاسر من شدة غضبه، وشدها من دراعها طالع بيها ع السلم قدام نظرات سها اللى مش عارفة ولا فاهمة اى حاجة وبغضب: أنا دلوقتي هوريكي أمارة يا سبيل عشان تعرفي ازاى تتكلمى معايا كويس، وتبطلي طريقتك المستفزة دي
سبيل بتزعق معاه وهى بتحاول تفلت نفسها منه بعصبية:
سيب دراعي يا صهيب، وبلاش أسلوبك الهمجي ده.
صهيب بغضب اشد أنـfـجر زي البر*كان: هو انتي لسة شوفتي همجية!؟ أصبري ع رزقك يا بنت علي وانتي تشوفي الهمجي ده هيعمل فيكي ايه!.
عادل بعصبية لـ صهيب وهو بيقرب منه عشان يفك سبيل من قبضة ايده: ايه الجنان اللى انت بتعمله ده؟ سيبها يا صهيب.
صهيب بنبرة صوت كلها عناد: باباااااا!! لو سمحت، ماحدش يتدخل بيني وبينها.
عادل بغضب اشد: قولتلك سيبها، أعقل وبطل جنان، الأمور ما تتحلش بالشكل ده.
سامية اتكلمت بقلق: أهدى يا صهيب يا حبيبي مش كدا.
لكن صهيب استمر ع عناده، وماسمعش كلام أبوه وأمه، وبيشد سبيل بقوة ناحية السلم: لو سمحتي يا أمي قولت ماحدش يتدخل بيني وبينها، الهانم عايزة أمارة ع حقوقى عليها، وانا هديها الأمارة اللى هى عايزاها، أعتقد كدا عداني العيب.
سبيل صرخت فيه بغضب وهى بتقاومه: سيبني يا صهيب بقول لك، ألحقنى يا جدووو.
صهيب رد بغضب أكبر وعيونه كلها إصرار: ماحدش هيلحقك يا سبيل ولا هينجدك مني.
سبيل صرخت بصوت أعلى: بقووولك سيبني يا بني أدم، أنت اييييييه ما بتفهمش؟ خليه يسيبني يا جدووو.
صهيب مش سامع ولا شايف قصاده من شدة الغضب اللى عاميه، شدها بقوة من دراعها طالع بيها السلم وماشي يجرجرها لغاية ما وصل جناحهم، فتح الباب بعصبية ودخل حدفها ع السرير، عيونه كلها غضب وبصوت مرعب: أوعي تفتكري ان جدك اللى بتستنجدى بيه ده هيمنعنى من اللى بفكر فيه، فاهمة يا سبيل؟ مش هيمنعني، بالعكس هو نِفسه اوى فـ اللى انا هعمله دلوقتى، واديكي شوفتي بنفسك كان قاعد ساكت وما حاولش حتى يوقفني بكلمة.
سبيل شافته بيتكلم بالطريقة دي وبيقرب منها، وهى بترجع بضهرها لورا و بنبرة كلها قلق: إياك تقرب مني يا صهيب.
صهيب كان زي الأسد الجريح، عيونه حمرا ومركزة ع سبيل، غضبه سيطر عليه لأقصى درجة، بقى يقرب منها أكتر من غير ولا كلمة.
سبيل أخدت السـkـينة اللى فـ طبق الفاكهة وجهتها ع قلبها: لو قربت مني وحاولت تلمسني هموت نفسي يا صهيب.
صهيب ما اتهزش ولا رمش له جفن، وبيقرب منها بخطوات تقيلة وكأن الأرض بتترج تحت رجليه، سكوته كان مرعب أكتر من أي كلام، ضيق بين عينيه، ونظراته ما سابتش وشها، كور قبضة إيده لدرجة إن عروقها بقت باينة، وكأن فيه Nـار بتجري فـ جسمه، شفايفه مقفولة جامد، وصدره بيطلع وينزل بنَفَس سريع، كأن جواه عاصفة بيحاول يسيطر عليها.
سبيل بخوف من شكله المرعب وبصوت مبحوح: ما تقربش بقول لك،
صهيب لسة مكمل بخطواته الهادية اللي مخبية إعصار وراها، مد إيده وسحب السـkـينة من إيدها فـ لحظة وحدفها بعيد كأنها ما تسواش حاجة.
قبل ما تستوعب سبيل اللي بيحصل، لقت نفسها متكتفة بإيديه الاتنين، قوتها الصغيرة ما كانتش كفاية قدام قبضته اللي مسيطرة عليها تمامًا، حاولت بكل طاقتها تفلت منه، صرخت، وقاومته، لكن مفيش فايدة، صهيب كان أقوى منها بكتير، بعد وقت طويل من صراعها وانـkـسارها، حصل اللي ما كانتش تتخيل أنه يحصل أبدًا، اللحظة دي كانت أقسى لحظة في حياتها، اللحظة اللي صهيب نفسه كان رافضها من أول يوم فـ جوازهم، قام بعدها وهو مستغرب نفسه، دخل الحمام وفتح المية على آخرها، واقف تحتها وكأنها ممكن تغسل ذنبه أو تمسح الخيانة اللي حس بيها تجاه مراته، كان كاره نفسه، شايف روحه أضعف وأحقر من أي وقت فات، خلص شاور وغير هدومه وخرج من الحمام، من غير يبص عليها، ما حاولش يقول حاجة، ولا حتى حاول يواجه ألمها، طلع من الجناح كله كأنه بيهرب من كل حاجة، وسابها لوحدها وسط ألم روحها اللي بيزيد كل مرة أكتر من اللي قبلها، لما حسّت سبيل بخروجه، انهارت تمامًا، وقامت وهي بتجر نفسها من التعب، خرجت من الجناح وراحت أوضتها، أول ما وصلت، رمت نفسها على السرير ودموعها نزلت زى الشلال، وكل اللي شافته قدام عينيها كانت صورة صهيب واللي عمله فيها، كانت بتحبه من قلبها، كان حلم حياتها، بس الحلم اتحول كابوس في لحظة.
“ظننتُ أن الحب ملاذٌ آمن، لكنه صار سـ*ـلا*حًا يغـ*ـتال القلب حين يُساء استخدامه.
الحُلم الذي عشتُ لأجله تحوَّل إلى كابوسٍ ينهش روحي،
فمن كان حضنه موطني، أصبح أعمق جراحي.
لم يقـ*ـتلني الحب، بل قتـ*ـلني من أحببته.”
_______________________
فـ جناح عمران
فـ نفس الوقت طلع عمران وفاطمة الجناح بتاعهم وهما متضايقين ع حال صهيب وسبيل.
قعدت فاطمة ع الكنبة وبصت لعمران بحزن: أنا قولت لك يا عمران، اللى بتفكر فيه ده صعب، سبيل مش هتستحمل قهر ووجع قلب، ماسمعتش كلامى، عاجبك كدا اللى حصل؟! هانت عليك بنت قلبك تتقهر بالشكل ده؟ طب هان عليك صهيب تحطه فـ موقف زى ده؟.
قرب منها عمران وقعد جنبها، أخد نفس وخرجه بهدوء وبتنهيدة حزن: أكيد مش عاجبني حالهم يا فاطمة، بس انا عارف ومتأكد ان سبيل وصهيب فـ الأخر مالهمش غير بعض.
فاطمة: ولما انت عارف يا عمران انهم مالهمش غير بعض، وافقت ليه من الاول على جواز صهيب من سها؟
اتنهد عمران وقام وقف رايح اوضة اللبس وهو بيتكلم: يا فاطمة، حفيدك كان جاى يعرّفني بجوازه من البنت دى وهو واخد قراره، ولما شوفتها شوفت طمعها باين فـ عينيها، بس لو كنت رفضت جوازه منها، كان هيغضب ويمشي من القصر وكنت هخسره… سكت شوية ياخد نفسه وبتنهيد: انا جوزته سبيل عشان عارف انها بتحبه، عايزه يشوف بعينيه الفرق بينهم ويعرف بنفسه مين اللى بتحبه بجد وعندها استعداد تضحي براحتها عشانه ومين بتحبه عشان خاطر فلوسه ومركزه الاجتماعى.
فاطمة قامت قربت من عمران وبتنهيدة وجع: وليه يا عمران سِبت سبيل تسافر؟ ماعملتش كدا من الاول ليه، وجوزتهم يا ابن عمى؟
عمران: ماكانش ينفع وقتها يا فاطمة، لان أبنك كان ماشي ورا كلام الملعونة مراته واتهم بنته فـ شرفها، لو كنت جوزتهم كانت سبيل هتفتكر انى بعمل كدا عشان صدقت فيها اللى قاله أبوها عنها .
فاطمة بقلة حيلة: وتفتكر يعني هى دلوقتى ما فكرتش فـ كدا؟ طول عمرك بتحسبها صح قبل ما تخطي اى خطوة يا عمران، الا المرة دي حسبتها غلط.
خرج عمران من اوضة اللبس بعد ما غير هدومه رايح ناحية السرير: لا ياغالية صدقيني، انا حاسبها صح، وصح أوى كمان وهقولها لك تانى، بكرة أفكرك هتقولى عندك حق يا ابن عمى.
خلص عمران كلامه وفرد جسمه ع سريره من كتر تعب اليوم والقلق ع سبيل، راح فى النوم وساب فاطمة رجعت قعدت مكانها و هى قلقانة من اللى جاى
__________________
فـ جناح علي
طلعت نرمين الجناح بتاعها مع علي بعد ماشافت صهيب بيشد سبيل، وهى فرحانة اوى وشمتانة فيها وبغيظ: بنتك اتمرعت أوى يا علي، مش عارفة ليه انت سمعت كلام ابن أخوك وماضـ*ـربتهاش.
علي بزهق وضيق: كنتي عايزاني أعمل ايه يعنى؟ أنتي ماشوفتيش شكله كان عامل ازاى .
نرمين باندهاش: حقة يا علي، انا أول مرة أشوف صهيب كدا، ده كان عامل زى الطور الهايج، تفتكر هيعمل ايه فـ سبيل؟
علي بلا مبالاة: يعمل اللى يعمله يا نرمين، اهى بقت مراته، يضـ*ـربها، يقـ*ـtـلها، ان شالله حتى يخليها خدامة ليه هو وسها، هو حر، وبطلي فضول بقى ونامي
نرمين بفضول: أنام!! انام ازاى بس يا علي، هو انا هيجيلي نوم النهاردة قبل ما أعرف صهيب هيعمل فـ بنتك ايه؟
علي بنفاذ صبر: نامي يا نرمين وبطلى فضولك اللى هيقـ*ـtـلك ده، الصباح رباح وكل حاجة هتبقى ع عينك يا تاجر.
نرمين: لأ، نام أنت وماتشغلش بالك بيا، انا هخرج بالراحة كدا واعرف ايه اللى بيحصل وارجع بسرعة من غير ما حد ياخد باله
قعد علي فـ سريره وفرد جسمه وهو بيتغطى عشان ينام: براحتك يا نرمين، اعملى اللى يعجبك بس لو بابا شافك زى المرة اللي فاتت انا ماليش دعوة، ماعرفكيش.
نرمين بغيظ منه: بتبيعني يا علي، بقى انا عايزة أطمن ع سبيل وأشوف ان كان صهيب بيضـ*ـربها ولا بيعمل فيها إيه عشان أرجع أطمنك، تقوم تبيعني كدا.
علي برفعة حاجب: بذمتك انتي عايزة تطمني ع بنتي، ولا هتـmـوتي وتعرفي ايه اللى بيحصل بينهم عشان تلاقى حاجة تشمتي بيها فـ سبيل؟
نرمين بدموع التماسيح: ظالمني، والنبي ظالمني يا علي، بقى انا برضو هشمت فـ بنتك!! دى حتى أخت ولادى، معقولة برضو لسانك طاوعك وقولتها، انا كدا زعلت منك وهخاصمك.
علي بنفاذ صبر: بقولك ايه يا نرمين يا حبيبتى، شغل اللوع ده مش عليا، انا فاهمك كويس، عايزة تخرجي تتجسسي زى عوايدك، أخرجي، بس زى ما قولتلك لو حد حس بيكي انا ماليش دعوة، ماشي؟ ما هو انا مش بعد العمر ده كله هترمي فـ الشارع بسببك.
نرمين بغيظ: بقى كدا يا علي!!
علي: آه، هو كدا، وانتي حرة اعملي اللي يريحك
سابته نرمين وخرجت تتسحب زى عادتها لغاية ما وصلت جناح صهيب وسبيل وقربت ودانها من الباب بتحاول تسمع اى حاجة، لكن مش سامعة اى صوت، عدلت راسها وقربت بعينيها تبص من خُرم الباب يمكن تشوف حاجة، برضو مش شايفة حاجة بسبب المفتاح اللى فـ الباب، فضلت واقفة هتجنن مش عارفة صهيب عمل ايه فـ سبيل وفجأة شافت حركة الأوكرة، استخبت بسرعة ورا عمود قريب من باب الجناح وبترمي عينيها شافت صهيب خارج متعصب ومش طبيعي، وقفت تكلم نفسها: يا تري يا ابن سامية عملت ايه فـ اللى ما تتسمى، ياكش تكون خلصت عليها وريحتني منها.
وبعد شوية كمان وهى واقفة بتكلم نفسها شافت سبيل خارجة من الجناح هى كمان منهارة وماشية بالعافية بتجر رجلها وكأنها واخدة علقة mـوت، أستغربت من شكلها وحالتها، لسة هتقرب تدخل الجناح شافت خيال حد بيقرب ناحيتها جريت بسرعة ترجع الجناح بتاعها ومن غير ما تحس خبطت فـ ترابيزة الليڤنج اللى بين الاوض وقّعت الفازة من عليها.
___________________
فـ الليڤنج
عادل وسامية فـ نفس الوقت قاعدين والحزن مالي قلوبهم ع ابنهم وع سبيل وقلقانين جدا ان صهيب يعمل فيها حاجة يأذيها ويأذى نفسه بيها.
سامية بدموع الخوف: أنا خايفة يا عادل، أبنك لما بيتعصب مش بيشوف قدامه، وممكن يعمل حاجة فـ سبيل.
عادل بيحاول يطمن مراته وبتنهيدة حزن: صهيب عاقل يا سامية، أكيد مش هيضيع نفسه ولا يضر بنت عمه.
سامية بقلق: انت ماشوفتش شكله كان عامل ازاى؟ أبنك ماسمعناش يا عادل، شد سبيل وجرجرها من دراعها وطلع بيها جناحهم والغضب عاميه، انا قلبي مش مطمن.
عادل قلق هو كمان من كلامها: أنتي هتقلقيني ليه يا سامية!!
سامية: لازم تقلق يا عادل، عشان اللى جاى مش هيعدي بالساهل، سبيل لو جرالها حاجة بابا مش هيسكت، أنت عارف هو بيحبها قد ايه، ومهما كان بيحب صهيب، بس سبيل عنده حاجة تانية.
عادل: أنتي بتتكلمي ع أساس انك مش بتحبيها انتي كمان.
سامية بحزن: مين قال لك اني مش بحبها، سبيل دى بنتي اللى أتمنيتها من زمان تكون لـ صهيب، بس مش بالطريقة دي يا عادل، عمران الشهاوي أجبرهم ع الجواز، وأدى النتيجة الاتنين بيتعذبوا.
عادل بتنهيد: أهدي يا سامية وسلميها لله، قومي نطلع ننام والصبح ربنا يحلها.
وهى بتقوم تقف عشان تطلع الدور الأخير اللى فيه جناح صهيب: مين بس هيجيله نوم يا عادل، انا هطلع أطمن ع سبيل وصهيب الاول يمكن تكون الامور هديت بينهم، وابقى أحصلك.
عادل هز راسه بالموافقة: ماشي، أطلعى اطمني عليهم وطمنيني.
سامية فعلا طلعت راحت ناحية جناح صهيب بقلق وخوف، بتدعي ربنا، الفترة اللي جاية تعدي ع خير، وهى رايحة ناحية الجناح لمحت نرمين وهى بتجري قبل ما تشوفها، وقالت لنفسها: مش ناوية تجيبيها لبر يا نرمين، فضولك هيـmـوتك، عشان تعرفي ايه اللي بيحصل، ربنا يهديكي…
وقربت من الباب شافته مفتوح، خبطت مرة واتنين وتلاتة مافيش رد، دخلت الجناح وهى قلقانة ومتوترة، شافت باب اوضة النوم مفتوح برضو، قربت منه بحذر وهى بترتعش من كتر التوتر والخوف اللى جواها، فجأة عينها وقعت ع السرير وشافت شكله، فهمت اللى حصل وخرجت جري ناحية اوضة صهيب وخبطت عليه واستنت تسمع الأذن بالدخول.
_____________________
فـ اوضة صهيب
رجع صهيب اوضته بعد ما ساب سبيل فـ الجناح وحدف نفسه ع سريره جنب سها اللى مستغربة كل حاجة حواليها، قربت منه تسأله بنرفزة: ممكن افهم فى إيه بالظبط يا صهيب؟ انا من وقت ما رجعت معاك وحاسة بحاجة غريبة مش فهماها.
أتعدل صهيب فـ قعدته ع السرير ورجع بضهره لورا وسند راسه ع ضهر السرير وغمض عينيه وبتنهيدة وجع: بعدين يا سها هتفهمي كل حاجة، بس أرجوكي سيبيني دلوقتي انا مش قادر اتكلم.
سها بعصبية: لأ، مش هسيبك يا صهيب قبل ما تفهّمني اللى بيحصل ده، بدل ما انا قاعدة كدا زى الاطرش فـ الزفة.
صهيب لسة هيرد عليها سمع خبط ع الباب وسمع صوت سامية بتسأل من برة تشوفه موجود جوة ولا لأ، قام من مكانه فتح الباب وبهدوء: تعالي يا ماما اتفضلى.
دخلت سامية الاوضة وهى متغاظة منه وبصت لـ سها: ممكن تسيبينا لوحدنا شوية يا سها؟
قامت سها وعينها ع صهيب بغيظ: حاضر يا طنط .
قبل ما تخرج سها من الاوضة وقفها صهيب: خليكي يا سها ما تخرجيش، ولـ سامية.. سها مراتي يا ماما وأكيد مش هخبي عليها حاجة، اتفضلى، تحت أمرك، عايزة تقولي ايه؟
قربت منه سامية بغيظ ونرفزة لانها عرفت اللى هو عمله وكمان لانه منع سها تخرج من الاوضة وهتضطر تتكلم قصادها: تقدر تقول لي يا صهيب ايه اللي انت عملته فـ سبيل ده؟
صهيب بتعب: عملت ايه يا ماما؟
اتعصبت سامية اكتر من رد صهيب: أنت فاهم، انت عملت ايه ومافيش داعي للتفسير.
اتنرفز صهيب واتكلم بعصبية:
عادي يا أمي، هكون عملت ايه يعنى، انا بس عرّفتها ان ليا عليها حقوق، واللى عملته ده اول حقوقي عليها.
سامية بزعيق وغضب: بالغصب يا صهيب!؟ تعرّفها بالغصب، بالطريقة دي!؟ حرام عليييييك، مش كفاية أبوها ومراته عليها، انت كمان تقهرها وتوجعها زيهم.
صهيب بعصبية: بقول لك إيه يا ماما، انتى قولتيها بنفسك أهو، أبوها نفسه مش حنين عليها، عايزاني انا احن عليها؟!
سامية بعصبية أكتر: هتفضل غبي كدا لحد أمتى، ومغمي عينك عن حاجات كتير؟ فوق يا صهيب قبل ما تخسر كل حاجة.
صهيب واقف مكانه، ضربات قلبه سريعة لدرجة إنها باينة من حركة صدره اللي بيطلع وينزل بشكل واضح، كأن غضبه مش بس جواه، ده متملك كل حتة فيه، بص حواليه بنظرة مليانة تحدي ووجع، وطلع صوته عالي ومهزوز: هخسر إييييييه أكتر من نفسي يا أمي؟ هتحرموني من الميراث مثلا؟ طظ، مش عايزه! أنا من الأول ما كنتش عايز الجوازة دي، وهي كمان قالت إنها بتحب واحد تاني! بس جدي صمم، وضغط عليا وعليها، وأجبرنا نتجوز! وأديني اتجوزتها، عايزين إييييه تاااااني بقى؟!”
كلامه خرج زي طـLـقات الـnـار، صريح ومباشر، لكن مليان ألم ووجع، صرخته الأخيرة كانت كأنها محاولة يائسة إنه يلاقي مخرج من الحكاية اللي اتحبس فيها.
سامية هزت راسها بيأس وقبل ماتخرج من عنده: مش بقول لك غبي.
سابته بالفعل وخرجت بعد كدا خبطت ع باب أوضة سبيل اللى قصاد اوضة صهيب ع طول.
______________________
فـ اوضة شاهندة
فـ نفس الوقت شاهندة سهرانة بتكلم هاني خطيبها ع الواتس وهي زعلانة ع صهيب وسبيل، وسألها خطيبها
هاني بسعادة: أخيرا أخوكي رجع، حددي لي بقى ميعاد مع عمي عادل عشان اقابله ونحدد ميعاد فرحنا
شاهندة بحزن: معلش يا هاني هنأجل الكلام فـ الموضوع ده لغاية ما أُمور صهيب وسبيل تستقر.
هاني بغيظ: واحنا هنفضل نأجل فرحنا كدا كتير يعنى ولا ايه؟ وافرضي امورهم ما استقرتش، نفضل احنا متعلقين كدا؟
شاهندة بعصبية: يعنى انت عايزني أعمل فرح وأخويا ومراته حياتهم بايظة يا هاني؟
هاني: يا حبيبتى، إحنا ذنبنا ايه نأجل فرحتنا بسبب مشاكله هو ومراته، وبعدين اعتقد ان سها مابتشغلش بالك اوى يعنى، عشان تخافي ع زعلها!! وصهيب مش هيمانع اننا نعمل الفرح.
شاهندة: حبيبى انا ماجيبتش سيرة سها انا بتكلم عن سبيل بنت عمي، انت ناسي ان هى وصهيب اتجوزوا؟
هاني بتريقة: أه صحيح نسيت ان اخوكي اتجوزها وطفش من ليلة الفرح، تفتكري ليه يا شاهي اخوكي عمل كدا؟
شاهندة بنرفزة: هااااني، من فضلك بلاش اسلوبك الساخر ده، بنت عمي مافيش حاجة تعيبها، بس اخويا بيحب سها زيادة عن اللزوم عشان كدا مشي، ولو سمحت ما تتكلمش تاني فـ الموضوع ده
هاني بهدوء: انتي مالك قفشتي كدا ليه يا حبيبتي؟! انا بتكلم معاكي عادي.
شاهندة: لأ مش عادى يا هاني، وارجوك بقى ما تخلنيش اندم اني حكيتلك حاجة زى كدا، بعد أذنك هقفل المكالمة عشان تعبانة وعايزة انام.
هاني: هتقفلي وانتى زعلانة مني كدا، تؤتؤتؤتي، مش هسمحلك يا حبي.
شاهندة: بليز هاني، انا بجد تعبانة، وعايزة ارتاح تصبح ع خير.
هاني: ايه اللي تاعب حبيبتى كدا ومخليها مش عايزة تسهر معايا الليلة دي.
شاهندة: من اول اليوم واحنا بندور ع سبيل وكنا قلقانين عليها، واخيرا لاقينها من شوية كانت قاعدة فـ الاستراحة، تصبح ع خير بقى، سلام.
وقفلت المكالمة مع خطيبها وهى لسة بتفكر فـ حال سبيل وصهيب وليه الامور وصلت بينهم لكدا؟! ليه اتجوزوا وليه اخوها مشي من ليلة الفرح؟! هل فعلا كلام نرمين طلع صح؟ وصهيب اكتشف ان سبيل بينها وبين شهاب حاجة؟! فضلت شاهندة تفكر لغاية ما غلبها النوم وهى مش قادرة تفهم حاجة من اللى بتحصل حواليها
____________________
فـ اوضة سبيل
بعد ما رجعت سبيل اوضتها وحدفت نفسها ع سريرها وهى منهارة وحزينة ع الحال اللى وصلت له قررت انها تمشي، ترجع تاني فرنسا من غير ما تقول لـ حد ولا حتى جدها، اتصلت بالفعل بشركة الطيران وأكدت حجز العودة ع اول طيارة، لان كانت لسة المدة اللي هترجع فيها ما انتهتش، وكتبت جواب لـ عمران، وجهزت شنطتها وقبل ما تخرج من الاوضة سمعت خبط ع الباب وفجأة اتفتح وكانت
سامية اللى اتصدمت لما شافتها محضرة الشنطة وهتمشي: واخدة شنطتك ورايحة فين يا سبيل؟
سبيل بدموع: مابقاش ليا مكان هنا خلاص يا طنط.
سامية قربت منها بذهول وصدمة واضحة ع ملامحها: طنط!! عمرك ما قولتيهالي يا سبيل!! طول عمرك بتقولي ماما، ايه اللي اتغير يا بنتي؟!
سبيل وقفت مكانها، جسمها كله بيرتعش من الانهيار، ودموعها ما وقفتش لحظة وهي بتصرخ بصوت مليان وجع: إييييييييه اللي اتغير؟! آه، صحيح إيه اللي اتغير!! مافيش حاجة اتغيرت خالص! غير حاجة واحدة بس، حاجة صغيرة قد كدا.. وبصت حواليها بنظرة مـkـسورة، وانهارت أكتر، صوتها طلع متقطع ومليان ألم: هي إنك خدعتينيييييي، زي ما كلهم خدعوووني! كلكم كنتوا عارفين إنه متجوز ومخلف وخبيتوا علياااااا! ومش بس كدا! أجبرتوني أتجوزه بعد ما هّني وجرحني برفضه ليا… مسحت دموعها بسرعة كأنها بتحاول تستجمع قوتها، لكن صوتها كان بيعلى أكتر مع كل كلمة: بس هستنى منكم إيييييييه؟! إذا كان أبويا نفسه رماني ليكم عشان يشوف نفسه ويعيش حياته، يبقى طبيعي يحصل منكم كدا!
كان كلامها زي السـkـاكين، بيقـtـع في سامية، لكنه كان بيقـtـع فيها هي أكتر، أنهيارها كان واضح فـ كل كلمة، فـ كل حركة، كأنها جبل ضخم، انهار بالكامل تحت تأثير زلزال مد*مر أو انـfـجار برkـان ما خلاش فيه حاجة سليمة.
سامية بحزن: أهدي يا حبيبتي، واستني بلاش تسيبينا وتمشي يا بنتي ما توجعيش قلبي عليكي
سبيل ضحكت بوجع، ضحكة كلها ألم، ودموعها نازلة زي الشلال ما بتقفش، صوتها المـkـسور كأنه صدى الحطام اللى جواها، رفعت عينيها اللى كلها انـkـسار، تبص لـ سامية بجمود: بنتك؟! تصدقي ضحكتيني!! عارفة لو كنت فعلاً بنتك، ما كنتيش قبلتي عليا اللي اتعمل فيا!.. خدت نفس مليان وجع وهي بتشاور عليها بأيدها المرتعشة: أنتي عارفة! لو كانت شاهندة هي اللي مكاني، كنتي عملتي المستحيل، كنتي حااااااااربتي الدنيااااا عشان ما تتجوزش بالطريقة دي، لكن أنا؟ أنا مش بنتك عشان تهدّي الدنيا عشاني، شوفتيني وأنا بتـ*ـدBـح قصاد عينك وما اتكلمتيش! كلكم شوفتوني بتعذب قصادكم، واستحليتوا عذابي… صوتها بدأ يعلى وهي بتصرخ: شوفتوه بيجرحني ويهيني، سكتوا ورضيتوووووا، قبلتوا عليا الإهاااااااااانة! ابنك kـسرني، وقضى ع اللي باقي مني باللي عمله النهاردة فيا! وانتوا السبب.. انتوا السبب وأنا مش مسمحاكم.
مسحت دموعها بسرعة وقالت بنبرة قاطعة: بعد إذنك، لازم أمشي عشان ألحق الطيارة.
سامية واقفة قصادها بتسمعها، ودموعها نازلة وقلبها واجعها عليها، لكن مش قادرة تتكلم لانها عارفة ان اللى حصلها صعب اى حد يتحمله، خرج منها الكلام بصعوبة ومن بين دموعها: راجعي نفسك يا بنتي وبلاش تسافري، وانا هجيبلك حقك منه، صدقيني، بس بلاش تمشي.
سبيل وهى بتخرج من الاوضة: فات آوانه خلاص، انا ماشية ومش هرجع تاني، بعد أذنك…
وخرجت من الاوضة بخطوات سريعة كأنها بتسابق الريح جسمها كله بيرتعش من الغضب والوجع، وكل دمعة نازلة من عينيها كانت شاهدة على الألم اللي اتحفر جواها.
سامية خرجت وراها بوجع ودموع ندهت عليها عشان توقفها: طيب مش هتسلمي عليا؟! مش هتقولي هتوحشيني يا ماما.
سبيل وقفت وغمضت عينها بوجع وضهرها لـ سامية اللى واقفة بتتكلم وتعيط من وراها، بتسمعها، وبعد ما خلصت كلامها سابتها ومشيّت بسرعة عشان ما تضعفش، راحت الجناح الخاص بعمران وفاطمة فتحت الباب ودخلت بهدوء حطت الجواب ع الكمود جنبه وباسته هو وجدتها وخرجت بسرعة ونزلت جري قبل ما حد تاني يحس بيها، خرجت من القصر ركبت تاكسي وراحت ع المطار خلصت إجراءاتها وركبت الطيارة وبعد مرور كام ساعة كانت وصلت مارسيليا وراحت عند خالها.
_____________________
فـ جناح عادل
رجعت سامية جناحها اول ما دخلت شافت عادل قاعد فـ الصالون مستنيها حدفت نفسها فـ حضنه وهي منهارة ومش قادرة تاخد نفسها من كتر عياطها.
عادل حاول يخرجها من حضنه ويفهم مالها وبقلق: مالك يا سامية؟ حد من الولاد جراله حاجة؟ اتكلمي قولي في ايه ريحيني.
سامية بانهيار جوة حضن عادل: انا عايزة بنتي يا عادل، عايزة سبيل، رجعهالي عشان خاطري
عادل باستغراب وقلق: مالها سبيل؟! اوعي يكون صهيب عمل فيها حاجة؟ انطقي يا سامية، ما تتعبيش اعصابي أكتر من كدا.
سامية بدموع: سبيل سافرت يا عادل ومش ناوية ترجع هنا تاني.
عادل قام وقف متعصب وبعدم فهم: سافرت!! أمتى وازاى؟ وانتي عرفتي منين، شوفتيها يعنى ولا لاقيتي اوضتها فاضية وبتخمني، اتكلمي ساكتة لييييه؟
سامية ابتدت تحكي من اول ما طلعت تطمن ع صهيب وسبيل لغاية ما خرجت من اوضة سبيل ورجعت الجناح.
عادل قعد مكانه تاني وهو مصدوم من كل اللى سمعه منها وهز راسه بيأس من تصرفات ابنه وبتنهيدة قلق وتوتر: ربنا يستر، ويعدي الأيام الجاية ع خير.
سامية بخوف وقلق: انا خايفة يا عادل، بابا مش هيسكت وهيهد الدنيا ع دماغ صهيب ودماغنا بسبب اللى عمله فـ سبيل.
عادل: عارف يا سامية، ربنا يستر، تعالي ننام ساعتين، النهار قرب يطلع، خلينا نرتاح شوية قبل ما تقوم عاصفة عمران الشهاوي.
سامية: ومين بس هيجيله نوم ولا يعرف يرتاح بعد اللى حصل ده يا عادل.
عادل بقلق: عندك حق يا سامية
قعدت بالفعل سامية هى وعادل يفكروا فـ اللى حصل ويفكروا هيقولوا لـ عمران ايه وازاى يعرفوه الخبر، والف سيناريو وسيناريو جه فـ بالهم ومش عارفين يتوقعوا رد فعله لما يعرف، فضلوا ع الحال ده لغاية ما النهار طلع وسمعوا خبط هدية ع الباب عشان تبلغهم ان عمران صحي وعايزهم.
في سبيل صهيب بقلمي✍️____لبنى دراز
شريف: فرررررريد ؟؟؟؟؟
في سبيل صهيب بقلمي✍️_______لبنى دراز
فـ اوضة سبيل
طلعت نرمين بخطوات متوترة، متظاهرة بالخوف من عمران لكنها كانت عارفة من جواها انها
رايحة لهدفها المفضل وهو استفزاز سبيل وغيظها زى عوايدها، وصلت عند باب الاوضة مدت إيدها وفتحته مرة واحدة وكأنها بتعلن عن وجودها الغير مرغوب فيه، دخلت من غير استئذان، وعينيها بتلمع بنظرة كلها شماتة فـ سبيل، وقفت تبص لها وهي قاعدة فـ نص السرير حاضنة نفسها بكل قوتها كأنها بتحاول تخبي روحها وتداري ضعفها جواها، لكن ملامح وشها مش باينة من كتر دموعها اللي نازلة من عينيها شلالات بسبب وجع قلبها
نرمين بابتسامة خبيثة أترسمت ع وشها أخدت نفس صغير، وبدأت ترمي كلامها المسموم ع ودان سبيل: يا قلبي يابنتى، يا عيني عليكي سابك فـ ليلة فرحك ومشي، ولما رجع، راجع بعد غياب شهر بمراته وابنه
صرخت سبيل فجأة بصوت هز جدران الأوضة، كله غضب ووجع: أمشي اطلعيييي برااااااا، مش عايزة اشووووف وشك هناااااا.
نرمين قربت منها بخطوات بطيئة، ببرود قاصدة كل كلمة بتقولها: مش هطلع يا سبيل، وهافضل اتفرج عليكي وانتي بتـmـوتي كدا، وانتي شايفة حبيب القلب فـ حضن واحدة تانية ومش بس كدا، ده متجوزها من سنتين ونص ومخلف منها ياسين عنده سنة ونص، وجدك عارف والعيلة كلها عارفة.
وبضحكة مليانة شماتة، كأنها بتغـ*ـرز خنـ*ـجر فـ قلب سبيل: انتي بس اللي مغفلة وبتاخدي ع قفاكي يا بنت جوزي.
فجأة سبيل قامت من مكانها بسرعة ما توقعتهاش نرمين، من شدة الغضب اللى اشتـ*ـعل جواها وكأنه Nـار واصل لهيـ*ـبها للسما وماحدش عارف يطفيها، فـ اقل من ثانية كانت جابتها من شعرها وبكل قوتها خبطتها فـ الحيطة بعـNـف، وشدتها وقعتها فـ الأرض، ومن غير ما تسيب فرصة لنرمين تستوعب اللى حصل، كانت قعدت عليها وفضلت تضـ*ـرب فيها بجنون وكل ضر*بة كانت مصحوبة بصرخة مليانة وجع وقهر: أنتي عايزة مني اييييه سيبينى فـ حااالى بقى أرحميني منك ومن جووووزك منكم لله دمرتوووني وبوظتوا حياتي ربنا ياخدكم، ربنا ينتقم منكم
نرمين كانت بتحاول تفلت لكن سبيل ما كانتش مديالها الفرصة، الألم والغضب اللى جواها أقوى من كل حاجة حواليها.
صريخ نرمين كان مالي الأوضة لكن ما كانش فيه حد سامعها، او مهتم بيها اصلا، كانت بتتلوى تحت إيد سبيل اللى ما كانتش شايفة قدامها من كتر الغضب الأعمى، ووجع قلبها المليان بقهر سنين عمرها اللى ضاعت، وضغط ألم ما حدش يقدر يحسه غيرها.
سبيل كانت بتضـ*ـرب نرمين بكل الطرق، شد شعر، عض، ضـ*ـرب فـ أى مكان، كأنها كانت بتنتقم من كل لحظة انـkـسار عاشتها بسبب ابوها ومراته، اللى ضيعوا عمرها وحب حياتها اللى خسرته بسببهم، ولما حسّت انها تعبت وأن جسمها ما بقاش قادر يتحمل أكتر من كدا، قامت من ع نرمين وهى بتنهج وبتحاول تاخد نفسها.
نرمين وقفت ع رجلها، رغم الألم اللى كان مخلّي جسمها كله بيوجعها، بصت لها بغيظ وبابتسامة خبيثة وبتريقة: mـوتي بحسرتك يا سبيل، صهيب هيرجع يقعد تاني بمراته وابنه فـ القصر، فـ اوضته اللى أتجوز فيها، اوضته، ها، عارفاها؟! الاوضة اللى فـ وشك دى، يعني هتشوفى وتسمعي حبيب قلبك كل يوم وهو مع مراته، هتشوفي بعينك بيعاملها ازاى، ملللللكة، مش واحدة مفروضة عليه عشان يداروا فضيـ*ـحتها، ههههههههههه
سبيل غضبها عمى عينها أكتر، ومن غير تفكير مدت إيدها بسرعة ع الاباجورة اللى جنبها ع الكمود ومسكتها حدفتها ع نرمين بكل قوتها: غووووري من وشي مش عايزة اشوف وشك.
نرمين خرجت جرى من الأوضة خافت من سبيل تمسكها تاني، وهى بتجري خبطت فـ فاطمة وبخضة: ماما!!!.
فاطمة بغضب: أنتي ايييه؟! مافيش فايدة فيكي خالص؟! ايه اللى دخلك اوضة سبيل؟!
نرمين دموعها المصطنعة بدأت تنزل بسرعة واتكلمت بضعف: دخلت أطمن عليها يا ماما بقالها كتير حابسة نفسها، كفرت يعني؟! قامت شتمتني وبهدلتني زى ما حضرتك شايفة كدا.
فاطمة برفعة حاجب ونبرة كلها شك: نرمييين، دخلتي تطمني عليها ولا دخلتي تشمتي فيها وتعرفيها برجوع صهيب مع سها؟!.
نرمين ردت بمسكنة وعينيها كلها دموع مزيفة: أبدا يا ماما والنبي ما حصل، أه يا ظلومتي ياني.
فاطمة قربت منها وبنبرة صوت واطية لكنها كلها حزم: لو قربتي من سبيل تاني ماتلوميش غير نفسك فاهمة؟ عمران حذرك قبل كدا ومستنيلك الغلطة اللى هيرميكى بيها فـ الشارع، وانا بحذرك لو قربتي منها هخلص عليكي بإيدي وارمي جتتك لـ كـ*ـلاب السكك، وكفيلة أني أعملها ومش هاخد فيكي دقيقة حبس، فاهمة ولا لأ؟ غوري شوفى رايحة فين، يلاااااااا.
نرمين بلعت ريقها بصعوبة، ما قدرتش ترد ع فاطمة وفضّلت انها تجري بسرعة من قدامها تروح جناحها
فاطمة بصت وراها واتنهدت بضيق، وراحت ناحية اوضة سبيل خبطت وبتفتح الباب لاقيته مقفول بالمفتاح من جوة، وبنبرة صوت هادية: أفتحي يا حبيبتى، افتحي لـ تيتة حبيبتك يا بيلا، هتسيبيني واقفة ع الباب كتير كدا
سبيل قفلت الباب بالمفتاح بعد خروج نرمين وقعدت وراه وبانهيار لـ جدتها: مش هفتح لـ حد، مش عايزة حد سيبوني فـ حااااااالي بقاااااااااا.
فاطمة بدموع: ولا حتى انا، تيتة فاطمة حبيبتك، افتحيلي يا بنتي ماتوجيعش قلبي عليكي، افتحي يا حبيبتي عشان خاطري
سبيل ساكتة ومابتردش ع جدتها ومش قادرة تاخد نفسها من كتر عياطها، سمعت صوت.
صهيب هو ومراته برة الاوضة بيتكلم مع جدته، كان طالع وشافها واقفة ساندة ع باب اوضة سبيل ودموعها نازلة مغرقة وشها، وسألها بقلق: مالك يا جدتي بتعيطي ليه؟ فيكي ايه يا حبيبتى طمنينى عنك واقفة كدا ليه؟
سها بقلق: خير يا تيتة، انتي تعبانة؟! ولـ صهيب اسندها يا بيبو دخلها اوضتنا ترتاح شوية.
فاطمة بصت له بحزن وهزت راسها بيأس ومشيت من غير ما تتكلم راحت الجناح بتاعها وهى بتفكر فـ اللى حصل، ومش عارفة تعمل ايه فـ المصيبة دي.
_______________________
فـ اوضة صهيب
دخل صهيب اوضته هو ومراته وابنه وباين ع وشه الحزن بسبب كل اللى بيحصل حواليه، قعد ع الكرسي وحط راسه بين إيديه وبيفكر فـ اللى بعتله الرسالة وهدفه ايه من وراها
سها نيمت ياسين فـ سريره وقربت من صهيب بحب وقعدت قصاده: مالك يا حبيبي فيك ايه؟
صهيب بتنهيد وابتسامة صافية: مافيش حاجة يا حبيبتي، انا كويس ما تقلقيش
سها بقلق: لو ما قلقتش ع جوزي حبيبى ابو ابني هقلق ع مين يعنى يا بيبو!! جدك قالك حاجة فـ المكتب ع رجوعنا معاك هنا؟
صهيب: لا ياحبيبي، جدي متعصب بس بسبب اني اخدت أجازة كبيرة من غير ما اقوله، مش أكتر.
سها بعدم فهم: بصراحة بقى انا حاسة بحاجة غريبة من ساعة ما رجعنا يا صهيب، خضة عيلتك اول ما دخلنا مش قادرة افهمها، وغضب جدو عمران مش لاقية له تفسير، وبرضو ليه خلانا نمشي من القصر ونروح شقتنا الشهور اللى فاتت وليه دلوقتى رجعنا، انا بجد مابقيتش فاهمة حاجة
صهيب بهمس سمعته سها: مش لما ابقى افهم انا الاول.
سها: يعني ايه يا صهيب الكلام ده
صهيب بابتسامة: ما تشغليش بالك يا حبيبتي كل حاجة هتبان فـ وقتها المهم اننا رجعنا تاني القصر، وبص ناحية ابنه شافه نايم: شوفتي ياسو نايم زى الملاك ازاى، حبيب بابا سريره وحشه وماصدق لاقاه
سها بدلع: وانت وحشت مامته خالص يا بيبو
صهيب ضحك بعلو صوته: ناوية ع ايه يا شقية؟
سها بنفس دلعها: انا، مش ناوية ع حاجة ابدا.
صهيب بغمزة: انا بقى ناوي، تعالي اقولك كلمة سر قبل ما ياسو يصحى.
نسيبهم بقى يحكوا اسرارهم براحتهم ومالناش دعوة بيهم ونروح للمسكينة المقهورة سبيل
_______________________
ف اوضة سبيل
بعد ما عرفت برجوع صهيب بعد غياب شهر على جوازه منها ومعاه سها مراته وابنه ياسين، وبعد كلام نرمين ليها وان العيلة كلها عارفة بجوازه من غيرها، فضلت سهرانة طول الليل تعيط وقبل النهار ما يشقشق خرجت من اوضتها وخرجت برة القصر، دخلت الاستراحة اللى فـ الجنينة من غير ما حد يعرف، قفلت ع نفسها وقت طويل وقعدت تفكر فـ حياتها مع صهيب بعيد عن ضغط جدها.
طلع النهار واتجمعت العيلة كلها ع الفطار.
دخل عمران بخطوات تقيلة وكأنه شايل همّ الدنيا فوق كتافه، قعد مكانه اللى دايما بيكون ع راس الترابيزة، وشاف ولاده وأحفاده كلهم قاعدين، دوّر بعينه ع سبيل، لكن برضو مش موجودة زى كل يوم، قلبه وجعه عليها، وبنظرة كلها غضب وغيظ لـ صهيب اللى كان قاعد قدامه هو وسها، قال لـ سامية: أبعتي هدية تنادى سبيل يا سامية، وخليها تقول لها جدو تعبان ومحتاج ياخد علاجه ومش هيفطر من غيرك، ولو مانزلتيش هياخد الدوا من غير فطار، عشان عارف انها مش هتنزل غير بالطريقة دي.
سامية بصت له بحزن وهى بتهز راسها بالموافقة: حاضر يا بابا، انا هطلع لها بنفسي وأنزلها معايا، ويارب توافق تنزل وماتتعبش قلبي زى كل يوم.
قبل ما سامية تتحرك من مكانها، صهيب رفع راسه فجأة وسألها باستغراب: ليه يا ماما بتقولي كدا؟! هى مابتنزلش تفطر معاكم ولا ايه؟
عمران أتنهد تنهيدة تقيلة كأنها أخر انفاسه، وبملامح كلها غضب بص لـ صهيب فـ عينيه: أصل فى واحد ندل غدر بيها وسابها ليلة فرحها وهرب وما فكرش هتواجه الناس أزاى بعد عملته دي… وبص لـ سامية بحزن: قومي يا بنتي اندهيلها.
كلام عمران كان زي السـ*ـيف اللي شق قلب صهيب، عينيه اتحركت بسرعة، وبص للفراغ قدامه، نظراته كانت كلها مشاعر مختلطة، مشاعر من الصعب فهمها، مزيج من الذنب، الندم، والقلق، وخوف من اللى هيحصل بعد كدا.
قامت سامية فعلا طلعت اوضة سبيل بخطوات تقيلة كلها قلق، خبطت ع الباب واستنت ثوانى لكن مافيش رد، خبطت مرة تانية وبرضو نفس النتيجة، مافيش حتى زعيقها من ورا الباب زى ما بتعمل كل مرة، قلبها بدأ يدق بسرعة وقلقها زاد، مدت إيدها وفتحت الباب دخلت الأوضة عشان تطمن عليها، ملاقيتهاش، راحت ناحية باب الحمام خبطت عليه وهى بتحاول تهدي نفسها يمكن تكون جوة، لكن الحمام كان هادي ومافيش اى صوت، فتحت الباب ع أمل انها تلاقيها وبرضو مش موجودة، خرجت من الاوضة ونزلت السلم جرى وهى بتنادى ع عادل بصوت عالي مليان خوف وتوتر وبدموع: عاااااادل، عاااااااادل.
عادل خرج جري من اوضة السفرة على صوتها قرب منها باستغراب: مالك يا سامية فى ايه بتعيطى ليه؟
سامية بنبرة صوت مهزوزة وبدموع مش بتقف: سبيل مش فـ اوضتها يا عادل.
عادل وقف مكانه وبصدمة واضحة ع ملامحه: انتى بتقولي ايه؟ مش فـ اوضتها؟! هتكون راحت فين يعنى بدري كدا؟! طب شوفتيها تكون فـ الحمام؟
سامية بقلق وتوتر: يا عادل بقول لك مش فـ الأوضة كلها، تفتكر يعنى ماشوفتهاش فـ الحمام؟! بابا لو عرف هيقلب الدنيا ع دماغ الكل، ده مستنيها ومش عايز يفطر من غيرها.
عمران كان قاعد ع السفرة مستني سبيل، لكنه سمع صوت سامية وهي بتنادي، وشاف عادل قام من مكانه بسرعة، قلبه انقبض، وقام هو كمان مشى وراه، سمع الكلام اللي بيتقال بينهم، ملامحه اتغيرت تمامًا، وغضبه كان واضح جدا عليه، وقف قدامهم وزعق بعلو صوته، لدرجة إن صدى صوته رجّ القصر كله: ايييييييييييه اللى انا سمعته ده؟ يعني ايييييه سبيل مش فـ اوضتها!؟ تقدروا تفهموني؟!
عادل حاول يهدّيه، لكن هو نفسه كان متوتر وقلقان: أهدى يا بابا، هى تلاقيها بس زهقت من القعدة فـ الاوضة ونزلت تتمشى فـ الجنينة شوية.
سامية بسرعة وبخوف من غضب عمران: أيوا، أيوا هو كدا بالظبط يا بابا، زى ما بيقول عادل، انا هبعت حد من الشغالين يشوفها برة ويندهلها.
عمران غضبه كان أكبر من أنه يهدى بسهولة، نده بصوت عالي ع احفاده اللى جريوا ع طول من اوضة السفرة لما سمعوه: صهييييب، شهااااااب، ناااااادر، تقلبوا الدنيا على سبيل جوة وبرة القصر، ماترجعوش من غيرها، فاااااهمييييين؟
وبص لـ صهيب تحديدا بنظرة كلها غضب وبحزم: ماترجعش من غيييير سبيييل فاااااهم؟
صهيب كان واضح جدا ع ملامحه القلق والتوتر ورد بصوت يادوب مسموع: حاضر يا جدي.
خرج فعلا صهيب ومعاه شهاب ونادر وكمان عادل خرج معاهم عشان يدوروا ع سبيل برة القصر وكل الشغالين بيدوروا عليها جوة جنينة القصر، مش موجودة، بس الغريب ان ولا حد فيهم فكر يروح ناحية الاستراحة، لأنها دايما مقفولة ومش بتتفتح غير فـ المناسبات بس، أما جوه القصر، سامية وشاهندة ويمنى ماوقفوش، فضلوا يفتشوا في كل أوضة وكل زاوية، لكن برضو ماكانش فيه أثر لسبيل، كل دقيقة كانت بتعدي كأنها ساعة، والقلق كان بيزيد عند الكل، عمران كان واقف في نص القصر، ملامحه كانت بتعلن عن خوفه اللي مابيظهرش بسهولة، بس الموقف مختلف تمامًا عند نرمين وعلي، اللي كانوا قاعدين على السفرة يكملوا فطارهم عادى وكأن الموضوع مش فارق معاهم، وسها اللي لسه مش فاهمة حاجة، بتسأل نفسها: مين سبيل دي؟ وليه كل ده بسببها؟
بعد ساعات طويلة من البحث، رجع عادل القصر ومعاه صهيب والشباب، كلهم ملامحهم منهكة وكلها إحباط، وقفوا قدام عمران، اللي كان وصل لقمة غضبه وقلقه مسيطر عليه تمامًا.
عادل بص له بنظرة كلها توتر وبصوت مخنوق: دورنا عليها في كل مكان ممكن تكون فيه يا بابا، ملاقينهاش.
عمران كان قاعد مستني رجوعهم بفارغ صبر، وبمجرد ما شافهم داخلين وقف بسرعة يسألهم وعينيه كلها خوف وقلق: سألت عليها في المطار، يا صهيب؟
صهيب رد بسرعة وهو بيحاول يتحكم في توتره: أيوة يا جدي، سألت، ما خرجتش برة البلد خالص.
عمران رجع قعد على كرسيه بصعوبة، حاسس وكأن روحه بتتسحب منه، إيده اتسندت على ترابيزة الأنتريه قدامه وهو بياخد نفسه بالعافية وبيحاول يتحكم في انهياره، كل العيلة كانوا قاعدين حواليه، وكل واحد فيهم مشاعره مختلفة عن التاني، سامية كانت قاعدة جنب عمران وفاطمة دموعها ماوقفتش وهي بتحاول تهدي نفسها عشان تقدر تهديهم و تطمنهم، شهاب ونادر قاعدين قصاد جدهم وعيونهم متعلقة عليه بخوف وقلق، شاهندة بتتلفت يمين وشمال وكأنها بتدور على إجابة مش لاقياها،
أما نرمين فكانت قاعدة فـ مكانها، نظرتها باردة ومليانة شماتة واضحة، ومستمتعة جدا بالموقف ده، وعلي زي العادة، مافيش أي رد فعل على وشه، ولا كأن في حاجة بتحصل، سها كانت بتبص حواليها، ملامحها كلها استغراب وحيرة، همست لنفسها: هى إيه الحكاية؟ مين سبيل دي اللي كل ده بيحصل عشانها؟
الدنيا كانت ساكتة، والجو مليان توتر قا*تل، وكأن الكل مستني حاجة تحصل تفك العقدة اللي وقعوا فيها، عمران رفع راسه، وبص للكل بنظرة مليانة وجع وحزن: إزاي حفيدتي تختفي كدا فجأة، وإحنا كلنا قاعدين هنا ومش قادرين نعمل حاجة؟
_______________
عند سبيل
فضلت فـ الاستراحة لأخر الليل تفكر فـ حالها لغاية ما أخدت قرارها وخرجت من مكانها راجعة القصر، واتفاجئت بالكل صاحيين وقاعدين فـ الليڤنج، اول ما شافها علي قام اول واحد من مكانه يزعق لها ولسة هيضـ*ـربها.
صهيب قرب من علي بسرعة يمنعه ومسك إيده قبل ما يمدها ع سبيل، وبصوت مليان غضب وقوة: عمممميييي، مش هسمح لك تمد إيدك عليها طول ما انا عاااااااايش، ويارررييييت ماتكررهاش تانى، عشان المرة الجاية هيكون لي تصرف مش هيعجبك، ماااااشي؟
اتعصب علي من كلام صهيب ورد عليه بغضب وصوت عالي: يعنى ايه يا استاذ انت؟ هتمنعني أربي بنتى ع عملتها دى واعرف كانت فين لغاية دلوقتى؟!
صهيب رد بعصبية ونبرة تهد*يد واضحة وهو رافع صابعه فـ وش علي: قولتلك مالكش دعوة بيها، وده أخر تحذير يا عمي، إياك تقرب لها، سامعني؟! إياك؟
علي ملامحه أتغيرت وعينيه بتطلع شر*ار من شدة غضبه: معنااااااه ايه الكلام ده يا ابن عادل؟ أنت بتهـ*ـددني؟
صهيب بهدوء مرعب: أعتبره زى ما تعتبره، وخليني اعرف انك قربت منها….لف وشه ناحية نرمين وكمل كلامه: أنت او نرمين هانم، مفهوم؟
سبيل وقفت مكانها تبص لـ صهيب باستغراب، عيونها كانت مليانة دموع حاولت تسيطر عليها، بس ما اتكلمتش وجواها عاصفة من الأسئلة.. هو ازاى بيتحول كدا؟ ازاى جرحني وهانني وسابني ليلة فرحنا ورجع لمراته كأنه ما عملش حاجة؟ وازاى دلوقتي واقف بيدافع عني وبيحميني من أبويا؟
شهاب قرب منها بقلق وغيظ:
كنتي فين يا هانم لغاية دلوقتي وسايبانا دايخين عليكى!؟
سبيل بهدوء ظاهر عكس الدوامة اللى جواها: ماروحتش بعيد يا شهاب، ماتقلقش انا ماخرجتش برة القصر.
نادر قرب منها بغيظ أكبر: ازاى يعنى ماخرجتيش برة القصر؟ هاا، ده أحنا قلبنا الدنيا عليكى برة وجوة.
ردت سبيل ع أخوها بتنهيدة وجع: كنت فـ الاستراحة يا نادر.
عمران شاف شكل سبيل، دبلانة وعيونها حزينة وورمة من كتر عياطها لدرجة ان الدموع سايبة علامة ع خدودها من كترها، فهم كل حاجة من غير ما يسأل، ما اتكلمش، قلبه وجعه عليها لأنه عارف انه السبب فـ كل ده ،
قربت سبيل من جدها لما شافت حالته وقلقه عليها، رغم وجعها وزعلها منه لكن مش بتتحمل تشوفه تعبان وهمست بصوت مـkـسور: سامحني يا جدي غصب عني، ماقدرتش أتحمل أكتر من كدا.
بتنهيدة وجع مسح عمران ع شعرها وبهمس مليان حنان: عمري ما عرفت أزعل ولا أشيل منك يا بنت قلبي، عشان تطلبي مني السماح، انا اللى عايزك تسامحينى، لأني السبب فـ كل اللى انتي فيه.
ابتسمت سبيل ابتسامة حزينة: اللى حصل حصل خلاص يا جدو، بعد أذنك هطلع ارتاح شوية والصبح عايزة حضرتك فـ موضوع مهم.
ابتسم لها عمران وهز راسه بالموافقة من غير ما يتكلم.
لسة سبيل هتتحرك ناحية السلم، وقفها صهيب قبل ماتطلع أوضتها ونده بتوتر: سبيل.
سبيل وقفت مكانها وهي مدياله ضهرها وبجمود: نعم.
صهيب قرب منها ولف وقف قصادها واتكلم بهمس:
قلقتيني عليكي يا بنت عمي.
بمجرد ما سمعت سبيل كلمة بنت عمي، غمضت عينيها تدارى دموعها وتمنعها تنزل، أخدت نفس وخرجته بسرعة ومن بين اسنانها: أنت مالكش اى صفة بالنسبة لي عشان توقفني وتتكلم معايا، ولا من حقك اصلا تقلق عليا.
صهيب بنبرة صوت كلها حزن: ليه يا سبيل؟ انتي بنت عمى، ومن حقي اقلق عليكى زى ما بقلق ع شاهندة بالظبط.
سبيل دموعها خانتها ونزلت غصب عنها، حاولت تمنعها لكنها فشلت وبغضب: وانا مستغنية عنك يا صهيب وعن قلقك ده، وهقولها لك تانى، أنت مالكش اى صفة عندي ولا من حقك تقلق عليا، وبعد أذنك بقى عشان تعبانة وعايزة انام.
لسة هتمشي من قصاده وقفها مرة تانية بغضب وزعق بعلو صوته: أستني عندك، لازم تفهمي قبل ماتتحركى من مكانك، إن انا الوحيد هنا اللى ليا كل الحقوق بصفتي اللى انتي عارفاها كويس، وأظن الكل عارفها، ومش معنى انى مقدر حالتك النفسية اللى بتمري بيها، يبقى تستعبطي وتسوقي فيها، فاهمة ولا لأ؟
سبيل بغضب أكبر وعيونها بتلمع بالدموع: ليك حقوق بأمارة ايه يا باشمهندس؟. سكتت للحظة، بصت له ببرود واتكلمت ببطء قاصدة تستفزه وهى بتشاور بصابعها عليه:
أنت، بالنسبة لي، أبن، عمي، وبس يا صهيب، فاهم؟! أبن عمي وبس، ومالكش أى حقوق عندى.
كلامها أستفز صهيب جدا وعصبه، فجأة أتحول لوحش كاسر من شدة غضبه، وشدها من دراعها طالع بيها ع السلم قدام نظرات سها اللى مش عارفة ولا فاهمة اى حاجة وبغضب: أنا دلوقتي هوريكي أمارة يا سبيل عشان تعرفي ازاى تتكلمى معايا كويس، وتبطلي طريقتك المستفزة دي
سبيل بتزعق معاه وهى بتحاول تفلت نفسها منه بعصبية:
سيب دراعي يا صهيب، وبلاش أسلوبك الهمجي ده.
صهيب بغضب اشد أنـfـجر زي البر*كان: هو انتي لسة شوفتي همجية!؟ أصبري ع رزقك يا بنت علي وانتي تشوفي الهمجي ده هيعمل فيكي ايه!.
عادل بعصبية لـ صهيب وهو بيقرب منه عشان يفك سبيل من قبضة ايده: ايه الجنان اللى انت بتعمله ده؟ سيبها يا صهيب.
صهيب بنبرة صوت كلها عناد: باباااااا!! لو سمحت، ماحدش يتدخل بيني وبينها.
عادل بغضب اشد: قولتلك سيبها، أعقل وبطل جنان، الأمور ما تتحلش بالشكل ده.
سامية اتكلمت بقلق: أهدى يا صهيب يا حبيبي مش كدا.
لكن صهيب استمر ع عناده، وماسمعش كلام أبوه وأمه، وبيشد سبيل بقوة ناحية السلم: لو سمحتي يا أمي قولت ماحدش يتدخل بيني وبينها، الهانم عايزة أمارة ع حقوقى عليها، وانا هديها الأمارة اللى هى عايزاها، أعتقد كدا عداني العيب.
سبيل صرخت فيه بغضب وهى بتقاومه: سيبني يا صهيب بقول لك، ألحقنى يا جدووو.
صهيب رد بغضب أكبر وعيونه كلها إصرار: ماحدش هيلحقك يا سبيل ولا هينجدك مني.
سبيل صرخت بصوت أعلى: بقووولك سيبني يا بني أدم، أنت اييييييه ما بتفهمش؟ خليه يسيبني يا جدووو.
صهيب مش سامع ولا شايف قصاده من شدة الغضب اللى عاميه، شدها بقوة من دراعها طالع بيها السلم وماشي يجرجرها لغاية ما وصل جناحهم، فتح الباب بعصبية ودخل حدفها ع السرير، عيونه كلها غضب وبصوت مرعب: أوعي تفتكري ان جدك اللى بتستنجدى بيه ده هيمنعنى من اللى بفكر فيه، فاهمة يا سبيل؟ مش هيمنعني، بالعكس هو نِفسه اوى فـ اللى انا هعمله دلوقتى، واديكي شوفتي بنفسك كان قاعد ساكت وما حاولش حتى يوقفني بكلمة.
سبيل شافته بيتكلم بالطريقة دي وبيقرب منها، وهى بترجع بضهرها لورا و بنبرة كلها قلق: إياك تقرب مني يا صهيب.
صهيب كان زي الأسد الجريح، عيونه حمرا ومركزة ع سبيل، غضبه سيطر عليه لأقصى درجة، بقى يقرب منها أكتر من غير ولا كلمة.
سبيل أخدت السـkـينة اللى فـ طبق الفاكهة وجهتها ع قلبها: لو قربت مني وحاولت تلمسني هموت نفسي يا صهيب.
صهيب ما اتهزش ولا رمش له جفن، وبيقرب منها بخطوات تقيلة وكأن الأرض بتترج تحت رجليه، سكوته كان مرعب أكتر من أي كلام، ضيق بين عينيه، ونظراته ما سابتش وشها، كور قبضة إيده لدرجة إن عروقها بقت باينة، وكأن فيه Nـار بتجري فـ جسمه، شفايفه مقفولة جامد، وصدره بيطلع وينزل بنَفَس سريع، كأن جواه عاصفة بيحاول يسيطر عليها.
سبيل بخوف من شكله المرعب وبصوت مبحوح: ما تقربش بقول لك،
صهيب لسة مكمل بخطواته الهادية اللي مخبية إعصار وراها، مد إيده وسحب السـkـينة من إيدها فـ لحظة وحدفها بعيد كأنها ما تسواش حاجة.
قبل ما تستوعب سبيل اللي بيحصل، لقت نفسها متكتفة بإيديه الاتنين، قوتها الصغيرة ما كانتش كفاية قدام قبضته اللي مسيطرة عليها تمامًا، حاولت بكل طاقتها تفلت منه، صرخت، وقاومته، لكن مفيش فايدة، صهيب كان أقوى منها بكتير، بعد وقت طويل من صراعها وانـkـسارها، حصل اللي ما كانتش تتخيل أنه يحصل أبدًا، اللحظة دي كانت أقسى لحظة في حياتها، اللحظة اللي صهيب نفسه كان رافضها من أول يوم فـ جوازهم، قام بعدها وهو مستغرب نفسه، دخل الحمام وفتح المية على آخرها، واقف تحتها وكأنها ممكن تغسل ذنبه أو تمسح الخيانة اللي حس بيها تجاه مراته، كان كاره نفسه، شايف روحه أضعف وأحقر من أي وقت فات، خلص شاور وغير هدومه وخرج من الحمام، من غير يبص عليها، ما حاولش يقول حاجة، ولا حتى حاول يواجه ألمها، طلع من الجناح كله كأنه بيهرب من كل حاجة، وسابها لوحدها وسط ألم روحها اللي بيزيد كل مرة أكتر من اللي قبلها، لما حسّت سبيل بخروجه، انهارت تمامًا، وقامت وهي بتجر نفسها من التعب، خرجت من الجناح وراحت أوضتها، أول ما وصلت، رمت نفسها على السرير ودموعها نزلت زى الشلال، وكل اللي شافته قدام عينيها كانت صورة صهيب واللي عمله فيها، كانت بتحبه من قلبها، كان حلم حياتها، بس الحلم اتحول كابوس في لحظة.
“ظننتُ أن الحب ملاذٌ آمن، لكنه صار سـ*ـلا*حًا يغـ*ـتال القلب حين يُساء استخدامه.
الحُلم الذي عشتُ لأجله تحوَّل إلى كابوسٍ ينهش روحي،
فمن كان حضنه موطني، أصبح أعمق جراحي.
لم يقـ*ـتلني الحب، بل قتـ*ـلني من أحببته.”
_______________________
فـ جناح عمران
فـ نفس الوقت طلع عمران وفاطمة الجناح بتاعهم وهما متضايقين ع حال صهيب وسبيل.
قعدت فاطمة ع الكنبة وبصت لعمران بحزن: أنا قولت لك يا عمران، اللى بتفكر فيه ده صعب، سبيل مش هتستحمل قهر ووجع قلب، ماسمعتش كلامى، عاجبك كدا اللى حصل؟! هانت عليك بنت قلبك تتقهر بالشكل ده؟ طب هان عليك صهيب تحطه فـ موقف زى ده؟.
قرب منها عمران وقعد جنبها، أخد نفس وخرجه بهدوء وبتنهيدة حزن: أكيد مش عاجبني حالهم يا فاطمة، بس انا عارف ومتأكد ان سبيل وصهيب فـ الأخر مالهمش غير بعض.
فاطمة: ولما انت عارف يا عمران انهم مالهمش غير بعض، وافقت ليه من الاول على جواز صهيب من سها؟
اتنهد عمران وقام وقف رايح اوضة اللبس وهو بيتكلم: يا فاطمة، حفيدك كان جاى يعرّفني بجوازه من البنت دى وهو واخد قراره، ولما شوفتها شوفت طمعها باين فـ عينيها، بس لو كنت رفضت جوازه منها، كان هيغضب ويمشي من القصر وكنت هخسره… سكت شوية ياخد نفسه وبتنهيد: انا جوزته سبيل عشان عارف انها بتحبه، عايزه يشوف بعينيه الفرق بينهم ويعرف بنفسه مين اللى بتحبه بجد وعندها استعداد تضحي براحتها عشانه ومين بتحبه عشان خاطر فلوسه ومركزه الاجتماعى.
فاطمة قامت قربت من عمران وبتنهيدة وجع: وليه يا عمران سِبت سبيل تسافر؟ ماعملتش كدا من الاول ليه، وجوزتهم يا ابن عمى؟
عمران: ماكانش ينفع وقتها يا فاطمة، لان أبنك كان ماشي ورا كلام الملعونة مراته واتهم بنته فـ شرفها، لو كنت جوزتهم كانت سبيل هتفتكر انى بعمل كدا عشان صدقت فيها اللى قاله أبوها عنها .
فاطمة بقلة حيلة: وتفتكر يعني هى دلوقتى ما فكرتش فـ كدا؟ طول عمرك بتحسبها صح قبل ما تخطي اى خطوة يا عمران، الا المرة دي حسبتها غلط.
خرج عمران من اوضة اللبس بعد ما غير هدومه رايح ناحية السرير: لا ياغالية صدقيني، انا حاسبها صح، وصح أوى كمان وهقولها لك تانى، بكرة أفكرك هتقولى عندك حق يا ابن عمى.
خلص عمران كلامه وفرد جسمه ع سريره من كتر تعب اليوم والقلق ع سبيل، راح فى النوم وساب فاطمة رجعت قعدت مكانها و هى قلقانة من اللى جاى
__________________
فـ جناح علي
طلعت نرمين الجناح بتاعها مع علي بعد ماشافت صهيب بيشد سبيل، وهى فرحانة اوى وشمتانة فيها وبغيظ: بنتك اتمرعت أوى يا علي، مش عارفة ليه انت سمعت كلام ابن أخوك وماضـ*ـربتهاش.
علي بزهق وضيق: كنتي عايزاني أعمل ايه يعنى؟ أنتي ماشوفتيش شكله كان عامل ازاى .
نرمين باندهاش: حقة يا علي، انا أول مرة أشوف صهيب كدا، ده كان عامل زى الطور الهايج، تفتكر هيعمل ايه فـ سبيل؟
علي بلا مبالاة: يعمل اللى يعمله يا نرمين، اهى بقت مراته، يضـ*ـربها، يقـ*ـtـلها، ان شالله حتى يخليها خدامة ليه هو وسها، هو حر، وبطلي فضول بقى ونامي
نرمين بفضول: أنام!! انام ازاى بس يا علي، هو انا هيجيلي نوم النهاردة قبل ما أعرف صهيب هيعمل فـ بنتك ايه؟
علي بنفاذ صبر: نامي يا نرمين وبطلى فضولك اللى هيقـ*ـtـلك ده، الصباح رباح وكل حاجة هتبقى ع عينك يا تاجر.
نرمين: لأ، نام أنت وماتشغلش بالك بيا، انا هخرج بالراحة كدا واعرف ايه اللى بيحصل وارجع بسرعة من غير ما حد ياخد باله
قعد علي فـ سريره وفرد جسمه وهو بيتغطى عشان ينام: براحتك يا نرمين، اعملى اللى يعجبك بس لو بابا شافك زى المرة اللي فاتت انا ماليش دعوة، ماعرفكيش.
نرمين بغيظ منه: بتبيعني يا علي، بقى انا عايزة أطمن ع سبيل وأشوف ان كان صهيب بيضـ*ـربها ولا بيعمل فيها إيه عشان أرجع أطمنك، تقوم تبيعني كدا.
علي برفعة حاجب: بذمتك انتي عايزة تطمني ع بنتي، ولا هتـmـوتي وتعرفي ايه اللى بيحصل بينهم عشان تلاقى حاجة تشمتي بيها فـ سبيل؟
نرمين بدموع التماسيح: ظالمني، والنبي ظالمني يا علي، بقى انا برضو هشمت فـ بنتك!! دى حتى أخت ولادى، معقولة برضو لسانك طاوعك وقولتها، انا كدا زعلت منك وهخاصمك.
علي بنفاذ صبر: بقولك ايه يا نرمين يا حبيبتى، شغل اللوع ده مش عليا، انا فاهمك كويس، عايزة تخرجي تتجسسي زى عوايدك، أخرجي، بس زى ما قولتلك لو حد حس بيكي انا ماليش دعوة، ماشي؟ ما هو انا مش بعد العمر ده كله هترمي فـ الشارع بسببك.
نرمين بغيظ: بقى كدا يا علي!!
علي: آه، هو كدا، وانتي حرة اعملي اللي يريحك
سابته نرمين وخرجت تتسحب زى عادتها لغاية ما وصلت جناح صهيب وسبيل وقربت ودانها من الباب بتحاول تسمع اى حاجة، لكن مش سامعة اى صوت، عدلت راسها وقربت بعينيها تبص من خُرم الباب يمكن تشوف حاجة، برضو مش شايفة حاجة بسبب المفتاح اللى فـ الباب، فضلت واقفة هتجنن مش عارفة صهيب عمل ايه فـ سبيل وفجأة شافت حركة الأوكرة، استخبت بسرعة ورا عمود قريب من باب الجناح وبترمي عينيها شافت صهيب خارج متعصب ومش طبيعي، وقفت تكلم نفسها: يا تري يا ابن سامية عملت ايه فـ اللى ما تتسمى، ياكش تكون خلصت عليها وريحتني منها.
وبعد شوية كمان وهى واقفة بتكلم نفسها شافت سبيل خارجة من الجناح هى كمان منهارة وماشية بالعافية بتجر رجلها وكأنها واخدة علقة mـوت، أستغربت من شكلها وحالتها، لسة هتقرب تدخل الجناح شافت خيال حد بيقرب ناحيتها جريت بسرعة ترجع الجناح بتاعها ومن غير ما تحس خبطت فـ ترابيزة الليڤنج اللى بين الاوض وقّعت الفازة من عليها.
___________________
فـ الليڤنج
عادل وسامية فـ نفس الوقت قاعدين والحزن مالي قلوبهم ع ابنهم وع سبيل وقلقانين جدا ان صهيب يعمل فيها حاجة يأذيها ويأذى نفسه بيها.
سامية بدموع الخوف: أنا خايفة يا عادل، أبنك لما بيتعصب مش بيشوف قدامه، وممكن يعمل حاجة فـ سبيل.
عادل بيحاول يطمن مراته وبتنهيدة حزن: صهيب عاقل يا سامية، أكيد مش هيضيع نفسه ولا يضر بنت عمه.
سامية بقلق: انت ماشوفتش شكله كان عامل ازاى؟ أبنك ماسمعناش يا عادل، شد سبيل وجرجرها من دراعها وطلع بيها جناحهم والغضب عاميه، انا قلبي مش مطمن.
عادل قلق هو كمان من كلامها: أنتي هتقلقيني ليه يا سامية!!
سامية: لازم تقلق يا عادل، عشان اللى جاى مش هيعدي بالساهل، سبيل لو جرالها حاجة بابا مش هيسكت، أنت عارف هو بيحبها قد ايه، ومهما كان بيحب صهيب، بس سبيل عنده حاجة تانية.
عادل: أنتي بتتكلمي ع أساس انك مش بتحبيها انتي كمان.
سامية بحزن: مين قال لك اني مش بحبها، سبيل دى بنتي اللى أتمنيتها من زمان تكون لـ صهيب، بس مش بالطريقة دي يا عادل، عمران الشهاوي أجبرهم ع الجواز، وأدى النتيجة الاتنين بيتعذبوا.
عادل بتنهيد: أهدي يا سامية وسلميها لله، قومي نطلع ننام والصبح ربنا يحلها.
وهى بتقوم تقف عشان تطلع الدور الأخير اللى فيه جناح صهيب: مين بس هيجيله نوم يا عادل، انا هطلع أطمن ع سبيل وصهيب الاول يمكن تكون الامور هديت بينهم، وابقى أحصلك.
عادل هز راسه بالموافقة: ماشي، أطلعى اطمني عليهم وطمنيني.
سامية فعلا طلعت راحت ناحية جناح صهيب بقلق وخوف، بتدعي ربنا، الفترة اللي جاية تعدي ع خير، وهى رايحة ناحية الجناح لمحت نرمين وهى بتجري قبل ما تشوفها، وقالت لنفسها: مش ناوية تجيبيها لبر يا نرمين، فضولك هيـmـوتك، عشان تعرفي ايه اللي بيحصل، ربنا يهديكي…
وقربت من الباب شافته مفتوح، خبطت مرة واتنين وتلاتة مافيش رد، دخلت الجناح وهى قلقانة ومتوترة، شافت باب اوضة النوم مفتوح برضو، قربت منه بحذر وهى بترتعش من كتر التوتر والخوف اللى جواها، فجأة عينها وقعت ع السرير وشافت شكله، فهمت اللى حصل وخرجت جري ناحية اوضة صهيب وخبطت عليه واستنت تسمع الأذن بالدخول.
_____________________
فـ اوضة صهيب
رجع صهيب اوضته بعد ما ساب سبيل فـ الجناح وحدف نفسه ع سريره جنب سها اللى مستغربة كل حاجة حواليها، قربت منه تسأله بنرفزة: ممكن افهم فى إيه بالظبط يا صهيب؟ انا من وقت ما رجعت معاك وحاسة بحاجة غريبة مش فهماها.
أتعدل صهيب فـ قعدته ع السرير ورجع بضهره لورا وسند راسه ع ضهر السرير وغمض عينيه وبتنهيدة وجع: بعدين يا سها هتفهمي كل حاجة، بس أرجوكي سيبيني دلوقتي انا مش قادر اتكلم.
سها بعصبية: لأ، مش هسيبك يا صهيب قبل ما تفهّمني اللى بيحصل ده، بدل ما انا قاعدة كدا زى الاطرش فـ الزفة.
صهيب لسة هيرد عليها سمع خبط ع الباب وسمع صوت سامية بتسأل من برة تشوفه موجود جوة ولا لأ، قام من مكانه فتح الباب وبهدوء: تعالي يا ماما اتفضلى.
دخلت سامية الاوضة وهى متغاظة منه وبصت لـ سها: ممكن تسيبينا لوحدنا شوية يا سها؟
قامت سها وعينها ع صهيب بغيظ: حاضر يا طنط .
قبل ما تخرج سها من الاوضة وقفها صهيب: خليكي يا سها ما تخرجيش، ولـ سامية.. سها مراتي يا ماما وأكيد مش هخبي عليها حاجة، اتفضلى، تحت أمرك، عايزة تقولي ايه؟
قربت منه سامية بغيظ ونرفزة لانها عرفت اللى هو عمله وكمان لانه منع سها تخرج من الاوضة وهتضطر تتكلم قصادها: تقدر تقول لي يا صهيب ايه اللي انت عملته فـ سبيل ده؟
صهيب بتعب: عملت ايه يا ماما؟
اتعصبت سامية اكتر من رد صهيب: أنت فاهم، انت عملت ايه ومافيش داعي للتفسير.
اتنرفز صهيب واتكلم بعصبية:
عادي يا أمي، هكون عملت ايه يعنى، انا بس عرّفتها ان ليا عليها حقوق، واللى عملته ده اول حقوقي عليها.
سامية بزعيق وغضب: بالغصب يا صهيب!؟ تعرّفها بالغصب، بالطريقة دي!؟ حرام عليييييك، مش كفاية أبوها ومراته عليها، انت كمان تقهرها وتوجعها زيهم.
صهيب بعصبية: بقول لك إيه يا ماما، انتى قولتيها بنفسك أهو، أبوها نفسه مش حنين عليها، عايزاني انا احن عليها؟!
سامية بعصبية أكتر: هتفضل غبي كدا لحد أمتى، ومغمي عينك عن حاجات كتير؟ فوق يا صهيب قبل ما تخسر كل حاجة.
صهيب واقف مكانه، ضربات قلبه سريعة لدرجة إنها باينة من حركة صدره اللي بيطلع وينزل بشكل واضح، كأن غضبه مش بس جواه، ده متملك كل حتة فيه، بص حواليه بنظرة مليانة تحدي ووجع، وطلع صوته عالي ومهزوز: هخسر إييييييه أكتر من نفسي يا أمي؟ هتحرموني من الميراث مثلا؟ طظ، مش عايزه! أنا من الأول ما كنتش عايز الجوازة دي، وهي كمان قالت إنها بتحب واحد تاني! بس جدي صمم، وضغط عليا وعليها، وأجبرنا نتجوز! وأديني اتجوزتها، عايزين إييييه تاااااني بقى؟!”
كلامه خرج زي طـLـقات الـnـار، صريح ومباشر، لكن مليان ألم ووجع، صرخته الأخيرة كانت كأنها محاولة يائسة إنه يلاقي مخرج من الحكاية اللي اتحبس فيها.
سامية هزت راسها بيأس وقبل ماتخرج من عنده: مش بقول لك غبي.
سابته بالفعل وخرجت بعد كدا خبطت ع باب أوضة سبيل اللى قصاد اوضة صهيب ع طول.
______________________
فـ اوضة شاهندة
فـ نفس الوقت شاهندة سهرانة بتكلم هاني خطيبها ع الواتس وهي زعلانة ع صهيب وسبيل، وسألها خطيبها
هاني بسعادة: أخيرا أخوكي رجع، حددي لي بقى ميعاد مع عمي عادل عشان اقابله ونحدد ميعاد فرحنا
شاهندة بحزن: معلش يا هاني هنأجل الكلام فـ الموضوع ده لغاية ما أُمور صهيب وسبيل تستقر.
هاني بغيظ: واحنا هنفضل نأجل فرحنا كدا كتير يعنى ولا ايه؟ وافرضي امورهم ما استقرتش، نفضل احنا متعلقين كدا؟
شاهندة بعصبية: يعنى انت عايزني أعمل فرح وأخويا ومراته حياتهم بايظة يا هاني؟
هاني: يا حبيبتى، إحنا ذنبنا ايه نأجل فرحتنا بسبب مشاكله هو ومراته، وبعدين اعتقد ان سها مابتشغلش بالك اوى يعنى، عشان تخافي ع زعلها!! وصهيب مش هيمانع اننا نعمل الفرح.
شاهندة: حبيبى انا ماجيبتش سيرة سها انا بتكلم عن سبيل بنت عمي، انت ناسي ان هى وصهيب اتجوزوا؟
هاني بتريقة: أه صحيح نسيت ان اخوكي اتجوزها وطفش من ليلة الفرح، تفتكري ليه يا شاهي اخوكي عمل كدا؟
شاهندة بنرفزة: هااااني، من فضلك بلاش اسلوبك الساخر ده، بنت عمي مافيش حاجة تعيبها، بس اخويا بيحب سها زيادة عن اللزوم عشان كدا مشي، ولو سمحت ما تتكلمش تاني فـ الموضوع ده
هاني بهدوء: انتي مالك قفشتي كدا ليه يا حبيبتي؟! انا بتكلم معاكي عادي.
شاهندة: لأ مش عادى يا هاني، وارجوك بقى ما تخلنيش اندم اني حكيتلك حاجة زى كدا، بعد أذنك هقفل المكالمة عشان تعبانة وعايزة انام.
هاني: هتقفلي وانتى زعلانة مني كدا، تؤتؤتؤتي، مش هسمحلك يا حبي.
شاهندة: بليز هاني، انا بجد تعبانة، وعايزة ارتاح تصبح ع خير.
هاني: ايه اللي تاعب حبيبتى كدا ومخليها مش عايزة تسهر معايا الليلة دي.
شاهندة: من اول اليوم واحنا بندور ع سبيل وكنا قلقانين عليها، واخيرا لاقينها من شوية كانت قاعدة فـ الاستراحة، تصبح ع خير بقى، سلام.
وقفلت المكالمة مع خطيبها وهى لسة بتفكر فـ حال سبيل وصهيب وليه الامور وصلت بينهم لكدا؟! ليه اتجوزوا وليه اخوها مشي من ليلة الفرح؟! هل فعلا كلام نرمين طلع صح؟ وصهيب اكتشف ان سبيل بينها وبين شهاب حاجة؟! فضلت شاهندة تفكر لغاية ما غلبها النوم وهى مش قادرة تفهم حاجة من اللى بتحصل حواليها
____________________
فـ اوضة سبيل
بعد ما رجعت سبيل اوضتها وحدفت نفسها ع سريرها وهى منهارة وحزينة ع الحال اللى وصلت له قررت انها تمشي، ترجع تاني فرنسا من غير ما تقول لـ حد ولا حتى جدها، اتصلت بالفعل بشركة الطيران وأكدت حجز العودة ع اول طيارة، لان كانت لسة المدة اللي هترجع فيها ما انتهتش، وكتبت جواب لـ عمران، وجهزت شنطتها وقبل ما تخرج من الاوضة سمعت خبط ع الباب وفجأة اتفتح وكانت
سامية اللى اتصدمت لما شافتها محضرة الشنطة وهتمشي: واخدة شنطتك ورايحة فين يا سبيل؟
سبيل بدموع: مابقاش ليا مكان هنا خلاص يا طنط.
سامية قربت منها بذهول وصدمة واضحة ع ملامحها: طنط!! عمرك ما قولتيهالي يا سبيل!! طول عمرك بتقولي ماما، ايه اللي اتغير يا بنتي؟!
سبيل وقفت مكانها، جسمها كله بيرتعش من الانهيار، ودموعها ما وقفتش لحظة وهي بتصرخ بصوت مليان وجع: إييييييييه اللي اتغير؟! آه، صحيح إيه اللي اتغير!! مافيش حاجة اتغيرت خالص! غير حاجة واحدة بس، حاجة صغيرة قد كدا.. وبصت حواليها بنظرة مـkـسورة، وانهارت أكتر، صوتها طلع متقطع ومليان ألم: هي إنك خدعتينيييييي، زي ما كلهم خدعوووني! كلكم كنتوا عارفين إنه متجوز ومخلف وخبيتوا علياااااا! ومش بس كدا! أجبرتوني أتجوزه بعد ما هّني وجرحني برفضه ليا… مسحت دموعها بسرعة كأنها بتحاول تستجمع قوتها، لكن صوتها كان بيعلى أكتر مع كل كلمة: بس هستنى منكم إيييييييه؟! إذا كان أبويا نفسه رماني ليكم عشان يشوف نفسه ويعيش حياته، يبقى طبيعي يحصل منكم كدا!
كان كلامها زي السـkـاكين، بيقـtـع في سامية، لكنه كان بيقـtـع فيها هي أكتر، أنهيارها كان واضح فـ كل كلمة، فـ كل حركة، كأنها جبل ضخم، انهار بالكامل تحت تأثير زلزال مد*مر أو انـfـجار برkـان ما خلاش فيه حاجة سليمة.
سامية بحزن: أهدي يا حبيبتي، واستني بلاش تسيبينا وتمشي يا بنتي ما توجعيش قلبي عليكي
سبيل ضحكت بوجع، ضحكة كلها ألم، ودموعها نازلة زي الشلال ما بتقفش، صوتها المـkـسور كأنه صدى الحطام اللى جواها، رفعت عينيها اللى كلها انـkـسار، تبص لـ سامية بجمود: بنتك؟! تصدقي ضحكتيني!! عارفة لو كنت فعلاً بنتك، ما كنتيش قبلتي عليا اللي اتعمل فيا!.. خدت نفس مليان وجع وهي بتشاور عليها بأيدها المرتعشة: أنتي عارفة! لو كانت شاهندة هي اللي مكاني، كنتي عملتي المستحيل، كنتي حااااااااربتي الدنيااااا عشان ما تتجوزش بالطريقة دي، لكن أنا؟ أنا مش بنتك عشان تهدّي الدنيا عشاني، شوفتيني وأنا بتـ*ـدBـح قصاد عينك وما اتكلمتيش! كلكم شوفتوني بتعذب قصادكم، واستحليتوا عذابي… صوتها بدأ يعلى وهي بتصرخ: شوفتوه بيجرحني ويهيني، سكتوا ورضيتوووووا، قبلتوا عليا الإهاااااااااانة! ابنك kـسرني، وقضى ع اللي باقي مني باللي عمله النهاردة فيا! وانتوا السبب.. انتوا السبب وأنا مش مسمحاكم.
مسحت دموعها بسرعة وقالت بنبرة قاطعة: بعد إذنك، لازم أمشي عشان ألحق الطيارة.
سامية واقفة قصادها بتسمعها، ودموعها نازلة وقلبها واجعها عليها، لكن مش قادرة تتكلم لانها عارفة ان اللى حصلها صعب اى حد يتحمله، خرج منها الكلام بصعوبة ومن بين دموعها: راجعي نفسك يا بنتي وبلاش تسافري، وانا هجيبلك حقك منه، صدقيني، بس بلاش تمشي.
سبيل وهى بتخرج من الاوضة: فات آوانه خلاص، انا ماشية ومش هرجع تاني، بعد أذنك…
وخرجت من الاوضة بخطوات سريعة كأنها بتسابق الريح جسمها كله بيرتعش من الغضب والوجع، وكل دمعة نازلة من عينيها كانت شاهدة على الألم اللي اتحفر جواها.
سامية خرجت وراها بوجع ودموع ندهت عليها عشان توقفها: طيب مش هتسلمي عليا؟! مش هتقولي هتوحشيني يا ماما.
سبيل وقفت وغمضت عينها بوجع وضهرها لـ سامية اللى واقفة بتتكلم وتعيط من وراها، بتسمعها، وبعد ما خلصت كلامها سابتها ومشيّت بسرعة عشان ما تضعفش، راحت الجناح الخاص بعمران وفاطمة فتحت الباب ودخلت بهدوء حطت الجواب ع الكمود جنبه وباسته هو وجدتها وخرجت بسرعة ونزلت جري قبل ما حد تاني يحس بيها، خرجت من القصر ركبت تاكسي وراحت ع المطار خلصت إجراءاتها وركبت الطيارة وبعد مرور كام ساعة كانت وصلت مارسيليا وراحت عند خالها.
_____________________
فـ جناح عادل
رجعت سامية جناحها اول ما دخلت شافت عادل قاعد فـ الصالون مستنيها حدفت نفسها فـ حضنه وهي منهارة ومش قادرة تاخد نفسها من كتر عياطها.
عادل حاول يخرجها من حضنه ويفهم مالها وبقلق: مالك يا سامية؟ حد من الولاد جراله حاجة؟ اتكلمي قولي في ايه ريحيني.
سامية بانهيار جوة حضن عادل: انا عايزة بنتي يا عادل، عايزة سبيل، رجعهالي عشان خاطري
عادل باستغراب وقلق: مالها سبيل؟! اوعي يكون صهيب عمل فيها حاجة؟ انطقي يا سامية، ما تتعبيش اعصابي أكتر من كدا.
سامية بدموع: سبيل سافرت يا عادل ومش ناوية ترجع هنا تاني.
عادل قام وقف متعصب وبعدم فهم: سافرت!! أمتى وازاى؟ وانتي عرفتي منين، شوفتيها يعنى ولا لاقيتي اوضتها فاضية وبتخمني، اتكلمي ساكتة لييييه؟
سامية ابتدت تحكي من اول ما طلعت تطمن ع صهيب وسبيل لغاية ما خرجت من اوضة سبيل ورجعت الجناح.
عادل قعد مكانه تاني وهو مصدوم من كل اللى سمعه منها وهز راسه بيأس من تصرفات ابنه وبتنهيدة قلق وتوتر: ربنا يستر، ويعدي الأيام الجاية ع خير.
سامية بخوف وقلق: انا خايفة يا عادل، بابا مش هيسكت وهيهد الدنيا ع دماغ صهيب ودماغنا بسبب اللى عمله فـ سبيل.
عادل: عارف يا سامية، ربنا يستر، تعالي ننام ساعتين، النهار قرب يطلع، خلينا نرتاح شوية قبل ما تقوم عاصفة عمران الشهاوي.
سامية: ومين بس هيجيله نوم ولا يعرف يرتاح بعد اللى حصل ده يا عادل.
عادل بقلق: عندك حق يا سامية
قعدت بالفعل سامية هى وعادل يفكروا فـ اللى حصل ويفكروا هيقولوا لـ عمران ايه وازاى يعرفوه الخبر، والف سيناريو وسيناريو جه فـ بالهم ومش عارفين يتوقعوا رد فعله لما يعرف، فضلوا ع الحال ده لغاية ما النهار طلع وسمعوا خبط هدية ع الباب عشان تبلغهم ان عمران صحي وعايزهم.
في سبيل صهيب بقلمي✍️____لبنى دراز
شريف: فرررررريد ؟؟؟؟؟