رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الواحد و الاربعون 41 بقلم جميلة القحطانى

 

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الواحد و الاربعون بقلم جميلة القحطانى


سهير صوتها يرتجف، لأول مرة بصوت حقيقي:أنا مش بخاف منك زي الأول…
بس كل ما تقرب، جسمي بيشد… كأني هستعد للضرب.
فهد يمد يده ببطء ناحية الكوب مش ناحيتها:خدي وقتك…
أنا هستنى، مش هلمسك إلا لما تبقي أنتي عايزة…
وأنا مش طالب تسامح، بس طالب فرصة أكون بني آدم، مش وحش زي ما كنت.
سهير تنظر له، بهدوء، بدون دموع:أنا مش عارفة إذا كنت هحبك…
بس يمكن أقدر أتعلم أعيش جنبك من غير ما أكره نفسي.
فهد يبتسم بخفة:كفاية إنك لسه قاعدة قدامي.
سهير
ما عنديش مكان أروحه…
فهد
خلي البيت ده يبقى مكانك، مش قفصك.
صمت طويل، فقط صوت عقارب الساعة
سهير بصوت ناعم جدًا:أنا بحب الشاي بسكر خفيف…
فهد بابتسامة صغيرة وحقيقية:من بكرة، هعمله صح.
بعد خروجه من مشهد مشحون بالغضب والانكسار، راكان كان يمشي في الشارع وهو شارد الذهن، غاضب، لا يرى من حوله، خطواته سريعة ونظراته على الأرض.
فجأة، شعر بشيء يصدمه في جسده، فانتفض واستعد ليرفع صوته، وإذا به يحدق في فتاة قصيرة، تحمل كيسًا من المشتريات، ونظراتها غاضبة جدًا.
الفتاة بانفعال:انت أعمى؟ ساد الطريق كأنك شجرة! وخر عني لا ارتكب فيك جريمة تخليني مشهورة في النشرات الأمنية!
راكان مندهش أولًا، ثم ينفجر ضاحكًا:انتي مين؟ بطارية بنكهة غضب؟
الفتاة تزداد غضبًا:طولك ده فشخرة سايبة! تمشي كأنك ملوّك الدنيا وأصلاً عقلك رايح يتمشى قبلك!
راكان بسخرية محببة:آه، باين إن النهارده يوم سعدي، اتصدمت بقنبلة نووية بالحجم الصغير.
الفتاة:اتركني في حالي قبل ما أوريك قدي إني خطيرة!
راكان مبتسم رغم كل شيء:أنا محتاج أشوف ده! بس على مهل، ممكن اسمك قبل ما تقتليني؟
الفتاة تشيح بوجهها وتمشي بحدة:مش فاضية لك، أنا مستعجلة!
وهو يضحك خلفها ويقول:أنا راكان… عشان لما تروحي تكتبي الشكوى، تكتبي اسمي صح!
يتكرر لقاؤهما مصادفة عند البقال أو في الحي.
هي ساخرة، ذكية، لا ترهبه، وكل مرة ترد عليه برد أقوى، وهو يزداد إعجابًا.
يتابعها دون أن يُظهر اهتمامًا واضحًا، بينما هي تظنه مزعج ثقيل دم.
ثم تكتشف لاحقًا أنه أنقذ طفلًا من حادث، أو ساعد الجيران، فيبدأ قلبها يلين.
حي شعبي، الوقت صباح، الناس تخرج لأشغالها، والشارع ينبض بالحياة والتعب.
هاني: يعمل في محل بيع قطع غيار، صوته دائمًا مبحوح من الزعيق على الزباين، حياته اليومية فيها مواقف مضحكة، لكن في داخله حزن كبير من تأخر


تعليقات