رواية اسرت قلبه الفصل التاسع والاربعون
"خطوات نحو الهاوية"
وكأن كل شئ يتكرر ...ما حدث تلك الليلة ينعاد ....ما ذاقته تلك الليلة تذوقه مجددا على يد زوجها ....والشعور البشع عاودها بقوة ....وتمنى الموت الفكرة الوحيدة التي أصبحت مسيطرة عليها. ...
كانت تبكي بصمت بينما جورج يقبلها بهوس وغيرة ...لا تملك دفعه ولا مقاومته وكأنها مقيدة .. هي ما زالت هناك ...ما زالت محبوسة في تلك الليلة .....انهمرت الدموع أكثر من عينيها والذكريات العنيفة تعاودها بقوة ....
....
كانت متسطحة على الأرض ...مقيدة بالكامل من قبله بينما يعبث بها بطريقة أشعرتها بالقرف...تمنت في تلك اللحظة أن تموت ...عرفت انها لن تستطيع النظر لنفسها في المرأة
..لكنها لم تموت ولم يتوقف هو عن قذراته ...دقائق قليلة اشبع هو غريزته وتدمرت هي حتى الابد .....
...
عادت من شرودها ولمساته تزداد جراءة .....انتحبت وهي تحاول أن تتكلم ...تصرخ فلا تستطيع الا أنها قالت بصوت ضعيف :
-ابعد ...ابوس ايديك ابعد ...مش هقدر اكره نفسي أكتر من كده ...
ولكنه صم أذنيه عن أي محاولة لها لإستعطافه وأكمل ما بدأه ...لم يكن بحالته الطبيعية..الغيرة اعمت عينيه...أنها تعامل الجميع جيدا الا هو ...تضحك مع الجميع الا هو ...هو لا يمكنه تحمل هذا التجاهل منها أكثر من هذا ...كان هدفه أن يجعلها تستلم له ولكنه مهما حاول هي و
لا تستلم ....لا تقاوم ...فقط تبكي...أراد أن يتوقف ولا يستمر ولكن شياطينه غلبته وهو يتذكر ضحكها مع إبرام ......
......
بعد قليل ....
انتهى منها ونهض وهو لا يشعر بالرضا ...شعر أنه حقير فما ناله لم يكن برضاها ولكنه حاول ...حاول وفشل...هو يموت بينما يراها بعيدة عنه بتلك الطريقة...كانت نائمة على الفراش...عينيها شاخصة لأعلى بينما الدموع تنهمر منهما دون توقف ....اعتصر قلبه داخل صدره وخاف من ردة فعلها تلك ....
اما هي شعرت وكأنها عادت تماما لتلك الغرفة ...شعرت أنه تم نحرها مرتين ...لم تتخطى التحرش الذي تعرضت له ليأتي زوجها ويفعل هذا رغما عنها....شهقت طالبة للهواء وأخذ جسدها يتشنج بطريقة غريبة أثارت انتباه. جورج الذي ارتدى ملابسه ....
هلع جورج وهو يراها تتشنج ...ثم بدأت تبكي وتصرخ بعنف ....
-ماريانا !!!
قالها برعب واقترب منها ليهدأها ولكنها لم تهدأ
.بل أخذت تصرخ وتصرخ حتى بح صوتها...كان يمسك بها ولكن رغم هذا لم يستطع السيطرة عليها ....
-ماريانا خلاص ...
قالها والدموع تطرف من عينيه...لعن نفسه ألف مرة أنه لم يستطع السيطرة على نفسه ...كيف فعل هذا رغم علمه بما تعرضت له...نهض عنها عندما فقد الأمل في تهدئتها ونظر إليها يعجز وهو يراها تبكي وتصرخ .....
حك رأسه بقوة وهو يخرج من الغرفة يخفي اثار جريمته عن عينيه المذنبة...امسك هاتفه وقرر أن يتصل بوالدتها ...ابتلع ريقه وهو ينتظر يصبر أن ترد ...
-ايوة يا جورج...
ردت عليه بخفوت ليقول بتوسل :
-حماتي الحقيني....تعالي هنا بسرعة !!!
. .....
بعد نصف ساعة تقريباً....
لم تهدأ ماريانا بينما تحاول والدتها أن تحتضنها ...صحيح ان صوت صراخها خفت ولكنها ما زالت تبكي بعنف ...لم تتقبل أن يقترب منها أحد ...قالت بصوت قد بح من الصراخ ؛
-ابعدوا عني ...مش عايزة اي حد .....
والدتها كانت تشعر بالألم لأنها فشلت أن تهدأ ابنتها ...نظرت إلى جورج بغضب شديد وابتعدت عن ابنتها وهي تقول :
-ايه اللي عملته فيها ...انت حيوان...ده كل اللي بتفكر فيه ...مش قادر تصبر شوية لحد ما تتعافى!!!....
كان مطرق رأسه لا يعرف ماذا يفعل ...
هزت هي رأسها وقالت:
-أنا اللي غلطانة اني سمحتلها ترجعلك عشان شفقت عليك ...كان لازم اتمسك بإنها تفضل معايا ...انت انسان حقير يا جورج ...وبنتي حظها سئ انها وقعت مع واحد زيك !!!
....
بعد قليل ....
استطاعت والدتها أخيراً تهدئتها ولكنها كانت تشهق بكاءا من وقت للآخر ...البستها والدتها ملابسها وجلست بجوارها على الفراش وهي تقبل رأسها وتقول :
-حقك عليا أنا يا نور عيني مكانش مفروض اسيبك معاه ...حقك عليا أنا ....
شهقت هي بعنف وقالت:
-ماما أنا عايزة إبرام ....عايزاه دلوقتي ...
كان جورج يقف وعندما سمع الاسم تصاعدت النيران داخله وكاد أن يعترض إلا أن والدة زوجته رمقته بنظرات نارية وكأنها تخبره الا يحق له الاعتراض على اي شئ ...
هزت والدتها رأسها وهي تقول:
-حاضر يا نور عيني هتصل دلوقتي بإبرام....بس أنتِ اهدي شوية وارتاحي ....
ثم تركتها برفق على الفراش ونهضت عنها وهي تخرج وتحمل هاتفها ...خرج جورج خلفها بينما وقال :
-هتتصلي بيه؟!
نظرت إليه بغضب شديد وقالت:
-بالذمة انت انسان وعندك دم زينا ...ده وقت غيرتك ...بنتي بتضيع مني بسببك وانت كل اللي هامك إبرام جاي ولا لا ...
تراجع بخجل من نفسه وقال:
-أنا اسف يا حماتي ....
لم تستطيع كلماتها التهدئة من غيرته عليها ...لقد طلبت إبرام ...أنها تشعر بالأمان في ظل وجوده بينما هو لا ....
. ...
كان إبرام جالس بمنزله يشاهد أحد الأفلام الأمريكية بينما يحتضن زوجته نانسي التي كانت تتناول الفشار بينما كانت شفتيه هو على رأسها ....فجأة رن الهاتف الخاص به ليمسك هاتفه وينظر بحيرة ويقول :
-دي والدة ماريانا يارب خير ....
وضع الهاتف على أذنه وهو يقول بصوته الهادئ:
-أهلا يا طنط مساء الخير ....
صمت قليلاً وهو يقول بقلق:
-هو حصل ايه ....
هز رأسه بسرعة وهو يبتعد عن زوجته ويقول :
-طيب طيب أنا جاي دلوقتي !!
ثم نهض وهو يتجه للحمام ليتحمم ويذهب إليهما ...
-جورج فيه ايه ؟!
قالتها نانسي بتوتر ليقترب منها ويشد على كفها ويقول بأسف ؛
-ماريانا تعبت تاني ...
-حصلها ايه ؟!ياربي ....
-إن شاء الله خير ...
قالها بنبرة متوترة ثم ولج للحمام ....
.......
-حصل ايه ؟!
قالها إبرام بقلق وهو يلج للمنزل ...كان جورج يجلس على الأريكة وهو يشعر كأنه مذنب ...يكره نفسه ويشمئز منها كلما يتذكر ما فعله
نظرت والدة ماريانا بضيق إلى جورج وقالت ؛
-اقعد يا إبرام ماريانا هتطلعلك دلوقتي ....
جلس ابرام على الأريكة وهو ينظر إلى جورج ويقول :
-أنت عملت ايه ؟!
كان جورج لا يستطيع حتى أن يرفع عينيه أمام إبرام فردد إبرام بنبرة مشدودة:
-عملت ايه يا جورج وخلانا نرجع لنقطة الصفر تاني !!
كان يشعر بالإختناق ...عاجز تماما عن النظر لعينيه وكأنه ارتكب جريمة بشعة ....
-جورج رد عليا ....
-أنا هقولك عمل ايه؟!
تدخلت والدة ماريانا وهي تمسك كف ماريانا المنهارة ...كان شعرها يغطي وجهها ...
وجهت والدتها نظرات نارية لجورج وقال:
-البية محترمش اللي مرت بيه ماريانا ولمسها غصب عنها ....
بذهول نظر إليها بينما حملت ملامح جورج الخزي .....
-اللي انت عملته ده ...انت هديت اللي انا بنيته ...
-أنا عايزة امشي من هنا ..
قالتها ماريانا فجأة بصوت مختنق ...كانت كلماتها بمثابة حكم الإعدام عليه .....أكملت والدموع تنهمر من عينيها :
-لو ممشيتش من هنا هموت نفسي !!!
....
رمش وهو ينظر إليها بصدمة لا يصدق ما اقترفت يداه ...شعر بالخجل من نفسه ...هو لم يضرب أي أمراة قط ...فكيف تمتد يده على من أحبها أكثر من الحياة. اقترب منها وهو مصدوم ثم جثا بجوارها وهو يقول بندم :
-جيلان حبيبتي أنا ....
عجز عن إتمام جملته ...الدموع كانت تنهمر من عينيها وهي تنظر إليه بصدمة ...كان الخُذلان يرتسم بقوة على ملامحها .....
امسك كفها وقبله وهو يقول:
-أنا اسف يا جيلان آسف ....
ثم نهض وامسكها من خصرها وساعدها على النهوض ...لم يحررها وهو يقربها منه ويعانقها بقوة متمتماً بإعتذارات عديدة .....كانت عينيها متسعة بصدمة ....كانت إهانة كبيرة لها وقد شعرت أنها انكسرت ....
حاولت أن تبعده عنها بحدة ولكنه بدا أنه متمسك بها ...لم.يحررها ولم يسمح لها أن تتحرر من بين ذراعيه ...كان خائف على رد فعلها....خائف أن تنبذه من حياتها .....
-سيبني لو سمحت ....
قالتها بنبرة باردة جدا ....وهي تحاول دفعه عنها إلا أنه تمسك بها ....لتقول بصوت غاضب البكاء والتوتر سيطران عليه ..:
-ابعد ...قولتلك ابعد عني...
-جيلان ...
قالها بتردد وهي يرى انهيارها وقد ابتعد عنها ....
كان وجهها احمر ..الدموع أغرقت وجنتيها ....
-أنا مستحيل اسامحك ...طلقني !!!!
أخبرته هذا وخرجت هاربة من المنزل ....
أغمض عينيه ..لا يعرف ماذا به ...كيف لم يتمالك غضبه. ..جيلان مهما كانت هي صغيرة كان عليه أن يكون أكثر حكمة. ...
-غبي ...غبي ...
قالها بضيق ثم تحرك نحو باب المنزل وخرج مسرعاً....
.......
-يا بنتي استهدي بالله بيت ايه اللي هتسبيه وهتقعدي فين بس ...أنتِ متجوزة حالياً...
قالتها دلال بقلب موجوع وهي تمسك الحقيبة الخاصة بجيلان التي كانت تضع فيها الملابس بجنون بينما الدموع لاتتوقف عن الإنسياب من عينيها ....
-سيبني يا مرات عمي لو سمحتي ...عشان خاطري لو ليا عندك خاطر سيبني ...أنا خلاص اخدت قراري....هسيب البيت ده ...وخليه يطلقني ...أنا مبقتش عايزاه خلاص. .
-الشر برا وبعيد يا بت بتقولي ايه ؟!
قالتها دلال بهلع ولكن بدت أن جيلان لم تسمعها وهي تضع ثيابها في الحقيبة...
-جيلان !!!
قالها أمجد بصوت قوي وهو يلج للغرفة ...رفعت عينيها ونظرت إليه الغضب ظلل عينيها....
لم تهتم بوجوده بل أكملت ما كانت تفعله ...تنهد أمجد بضيق من انفعالها وقال:
-ماما لو سمحتي روحي أنا هتكلم معاها ..
نظرت والدته إليه بقلق ليهز رأسه مطمئناً إياها ....
خرجت دلال مسرعة من الغرفة ليقترب أمجد وقد أخذ الحقيبة التي تضع فيها جيلان ملابسها ....
-هات الشنطة ...وطلقني ...لو عندك دم طلقني ....
نظر إليها دون رضا وقال؛
-جيلان ...بطلي تصرفاتك الطفولية دي!!
نظرت إليه مصدومة ...ثم ضحكت بغضب وهي ترتجف وقالت-
-طفولية...أنا طفولية. . ماشي يا عم...طلقني يا عم العاقل وروح اتجوز واحدة كبيرة وعاقلة...أريام مناسبة جدا ليك....طلقني وروحلها !!!
امسكها من جسدها وهو يهزها بعنف ؛
-ممكن تفوقي ....
-لا مش هفوق...بقولك طلقني ...طلقني...انت فاكر عشان اهلي اتوفوا تقدر تتحكم فيا ...لايا أمجد ...أنا مش ضعيفة ولا عمري هكون ...طلقني وخرجني من هنا والا هوريك اللي عمرك ما شوفته !!
-جيلان أنا مش هطلقك وأعلى ما خيلك اركبيه...
-بقا كده ...
قالتها وهي تتنفس بعنف ثم فجأة بدأت تصرخ وهي تضرب يقدمها أرضاً كالأطفال؛
-بقولك طلقني ...طلقني لو عندك دم ....لو عندك كرامة ....
شدها عليه وكتم فمها بيده وهو يهدر بها :
-بطلي تصرفاتك الطفولية دي !!!!
-فيه ايه يا ولاد ...بسم الله الرحمن الرحيم ...
قالتها دلال وهي تلج لتقف مبهوتة وهي ترى ابنها يكمم فم زوجته بكفه ويقول بلهاث؛
-روحي يا أمي أنا هعرف اتعامل مع الجنان بتاعها كويس
..........
-ده مجرد كابوس يا بابا...
قالها عاصى وهو يضم ابنته ويقبل رأسها بينما هي تتمسك به والدموع محبوسه بعينيها بينما تقول.:
-بس أنا خايفة اووي يا بابا...
نظر إليها بلوم وقال:
-برضه ده كلام ...ازاي بنتي تقول انها خايفة ده أنا بقول دايما عليكي شجاعة ....
انهمرت الدموع من عينيها ليمسح دموعها برفق ويقول :
-طيب خلاص ايه رايك ننام أنا ورحيق عندك هنا ....
اشرق وجهها ونظرت إلى رحيق التي ابتسمت لها وقالت :
-هتستقبلينا النهاردة ولا ايه ؟!
هزت أملاك رأسها بحماس وهي تفتح ذراعيها لتقترب منها رحيق وتعانقها بحب شديد ....
ثم ابتعدت وقالت:
-دلوقتي أنا هروح لنهلة وصيتها تعملك كوباية لبن سخنة ...أنا هجيبهالك ...
ابتسمت أملاك لتذهب رحيق ....امسكت أملاك كف والدها وهي تشعر بالأمان الآن فبعد حلمها السئ وجودها بعث الآمان بقلبها ....أغمضت عينيها بتعب لا يليق بسنوات عمرها الصغيرة ...صور عديدة تلاحقها ...صور لسياة محترقة ...دماء في كل مكان ...امرأة مرمية على الطريق...لا تفهم لماذا كل تلك الصور تلاحقها. .
اتجهت لوالدها وعانقت خصره وهي تضع رأسها على صدره وتقول :
-نفسي في اخ ليا يكون زيك يا بابا قوي ...
تجمد عاصي للحظات ولكن عاد لوضعه الطبيعي وهو يلمس شعرها ويقول :
-بس أنا مش عايز ابن أو بنت تانية يا أملاك ...أنا مكتفي بيكي أنتِ ....
نظرت إليه ببراءة وقالت :
-ليه يا بابا أنا نفسي في اخ ليا ...
ابتسم لها وقبل وجنتها وقال:
-لا أنتِ كفاية ليا ...مش عايز حد يشارك قلبي في حبك أو قلب ماما رحيق ....
-ايوة بس انا نفسي في أخ ...
قالتها بعناد ليرد مازحا:
-وبعدين بقا كلمة تانية وهروح أنا ورحيق لأوضتنا ...
ضحكت أملاك وقالت :
-خلاص مش هتكلم ....
-ايوة كده ...
قالها بمرح ثم ولجت رحيق للغرفة وهي تمسك كوب اللبن وتقول :
-يالا يا أملاك تخلصيها دلوقتي ....
هزت أملاك رأسها بطاعة وتناولت الكوب منها ...وقفت رحيق بجوار عاصي وهي تنتظر أن تنتهي أملاك من شرب كوب اللبن ...تسللت يد عاصي إلى خصرها لتضربه على كفه وهي تهمس :
-أتأدب بنتك موجودة...
ثم ابتعدت عنها وهي لا تخفي ابتسامتها ....
.....
بعد قليل ...
كانا نائمين على الفراش ....أملاك بالمنتصف بينهما ...وللمرة الرابعة تضربه على كفه عندما حاول أن يشاكسها ...
-لو ايدك اتحطت تاني عليا أنا همشيك من الاوضة وننام أنا وأملاك فيها بس ...فاهم...
مط شفتيه بغضب طفولي وقال:
-مستبدة !
ابتسمت وهي تغمض عينيها وتنام لتجده قد أمسك كفها ونام هو الآخر .....تنهدت براحة وهي تشدد على كفه وتفكر كم هي محظوظة بوجوده..أنها تقع بغرامه يوم بعد يوم ...
......
أغلقت الأبواب جيداً والنوافذ أيضاً وفعلت مبرد الهواء كان تشعر بالرهبة قليلا بعد ما حصل منذ قليل ...ابتلعت ريقها وهي تتذكر ما حدث ....
........
فتحت التراس الخاص بها وهي تحمل طبق الغسيل به بعض من ملابسها بعد أن جففتهم غسالة الملابس ثم بدأت بوضعهم على الحبل لتعريضهم للهواء ...ولكنها فجأة توقفت وهي تضع المشبك بفمها وهي ترى وجه مألوف ....وقع المشبك من فمها وهي تقول بينما جسدها بالكامل يرتجف :
-مُعاذ ....
أعطها ابتسامة شريرة وكأنه أدرك أنها عرفت كل شئ ثم أشار إلى قلبه وهو يضم كفه في إشارة واضحة ثم ضرب على صدره بعنف...وهي فهمت إشارته ...هو يقصد أنه سوف يؤذي سيف ...استدارت وهي تجلس على الأرض برعب ...أخرجت الهاتف من جيب بنطالها وهي تتصل بالمحقق إياد ...ذلك الذي أخبرها عمها أن تتصل به أن رأت معاذ ....
ولكن لسوء الحظ لم يرد ....
نهضت مجددا وهي ترتجف لتنظر إليه ولكنه كان قد اختفى وهذا زاد من رعبها فوجدت نفسها تركض نحو الباب وتغلقه جيدا وفعلت هذا مع التراس والنوافذ....
خرجت من شرودها وهي تتنهد بتعب وتتجه الى فراشها ...
......
في الغرفة
جلست على الفراش وهي تمسك هاتفها ...تفتح ملف الصور وتخرج صورته الوحيدة معها ...تلك التي توسل إليها ليراها ...كان قد بعثها لها ...تلك هي الذكرى الالطف بينهما...رباه كم اشتاقت إليه...هي ترغب في عناقه بقوة شديدة وتخبره انها تحبه...لم تحب احد بهذة الطريقة وكأن قلبها خُلق ليحمل حبه فقط ..ابتسمت وهي تمرر إصبعها على الصورة...تتنهد وهي تفكر ان ربما كل شئ سوف يكون على ما يرام .. سوف تخبر عمها غدا بما رأته ليتواصل مع المحقق إياد ربما يقبضوا على مُعاذ وتعود هي لسيف ....فجأة ارتجفت عندما رن الهاتف ...ابتلعت ريقها وهي ترى اسم سيف وصورته يظهران على الشاشة ...تسارعت دقات قلبها حتى لهثت وهي لا تعرف ماذا تفعل ....لقد تركها على راحتها ولم يتصل بها منذ انفصالهما ....وقد ظنت انه نسيها ولكن عمها أخبرها حقيقة كم هو يعاني ...فتحت الهاتف وهي تضعه على اذنها بينما تبتلع ريقها وتقول :
-ألو ...
اغمض سيف عينيه وصوتها يتجه نحو قلبه مباشرة كرصاصة تعرف هدفها ...كان جالس على الفراش ...يمسك.احد.أوشحتها التي كانت ترتديها في الآونة الآخيرة بينما يشمها بهوس يعبر عن عشقه لها ....لقد اشتاق إليها كثيراً تلك القاسية!!
-ألو ...
كررتها بنبرة مرتجفة ليقول بعد تنهيدة عميقة:
-حبيبتي ...وحشتيني يا مياس ....
قالها بصوته اللطيف لتشعر وكأن قلبها سوف يخرج من صدرها ...أمسكت الهاتف بلهفة والدموع محتجزة بعينيها لا تسمح لها بالتحرر رغم أن ما تأمل به بشدة الآن هو أن تنفجر بالبكاء وتخبره كم هي مشتاقة له ...وكم عرفت بأقسى الطرق أن الحياة دونه هلاك ....الاشتياق مؤلم رغم حلاوته
-سيف ...
قالتها بنبرة مخنوقة ليرد هو :
-وحشتيني اووي ...الحياة من غيرك ملهاش طعم ...بحاول اعيش كل يوم ...يومي من غيرك بس مش بقدر...روحتي واخدتي قلبي وراحتي يا مياس ..
اغمضت عينيها والدموع تطرف منهما وقالت بنبرة مرتعشة :
-أنت عايز ايه دلوقتي ؟!
التوى فمه بإبتسامة عاشقة وقال :
-مش عايزة اقولك عايز ايه واصدمك ...
ارتبكت بخجل فرد :
-بس لازم اقول ...نفسي احضنك يا مياس ...احضنك جامد بحيث محدش يقدر ياخدك مني ....
عجباً ألم تفكر بهذا منذ قليل ...كيف يمكن أن ينهكهما الشوق بنفس الدرجة ...بنفس الوقت !!
-انا أنا هقفل
قالتها بإرتعاش كاد ان يرد الا انها بالفعل اغلقت الهاتف وانفجرت بالبكاء ...
........
مد كفه ولمس وجنتها بينما عينيه تفيض عشقاً ....حمرة الخجل غزت بشرتها...والإرتياح سكن قلبها وجوده يجعلها آمنة ....ليس الحب فقط ما تكنه له ولكن الأهم من الحب أنها تشعر بالأمان بوجوده...تعرف أنه رجل لن يتنازل عن كلمته ...سوف يحميها دوماً....
-أنا نفسي في بنت ...
قالها وهو يتلمس وجنتها برقة عينيه العسلية ترمقانها بحب. ...
عبست وهي تقول :
-بنت ...بنت ايه ؟! .
-عايزين نجيب بنت يا ماجدة نخاوي محمد
ضحكت ماجدة وقد احمر وجهها بشكل مبالغ فيه وهي تضربه على كتفه وتقول :
-نخاوي مين أنا كبرت على الكلام ده يا يوسف ...هو انا فيا حيل ...
عبس هو وقال:
-كبرتِ ايه...أنتِ لسه صغيرة وحلوة ...
-ربنا يجبر بخاطرك يارب ...
قالتها وهي تضحك بمرح ليمسك كفها ويقول :
-ماجدة انا بتكلم جد نفسي اخلف منك ......
-عايز تعيش احساس الأبوة يعني ...
قالتها مبتسمة فهز رأسه نافياً وهو يقول :
-الاحساس ده حسيته مع محمد وكان اجمل شعور اجرب بعد شعور حبك ليا بس لا انا عايز ده لان ده حلمي ...
نظرت إليه بحيرة ليقترب منها ويضمها وهو يقبل رأسها برفق ويقول :
-كان من ضمن أحلامي بعد ما ألاقي الست اللي تحبني جدا زيك كده اني اخلف بنت ...بحب خلفة البنات اووي بحس انهم حنينين....
صمت وهو يتذكر أن نسرين لها دور كبير في رغبته تلك ....لقد عاصر طفولتها ورأى كيف تمتلك حنان نحو والدها رغم أن كريم كان دوما قاسياً عليها ...أن من أسباب هوسه بنسرين عندما كان يحبها هو عطفها حنانها احتياجها للحب ...لذلك تمنى يوماً أن يكون له فتاة يلاعبها ويعطيها عطفه ..لن يكون والد سئ ككريم ..سيهتم بكل من محمد والطفلة القادمة بإذن الله ...
توسعت ابتسامته وهو يعيش عالم الأحلام وقال:
-تخيلي يا حبيبتي لما نجيب بنت ويكون معانا ولد وبنت كده يبقى الحمدلله ربنا جبر بخاطرنا...
تخيلي هتكون الحياة حلوة ازاي لما نجيب بنت وتبقى كل مسئوليتها عليا انا ...أنا اللي اهتم بيها وأسرحلها شعرها...احميها من أي حد عايز يزعلها واغير لو حد حاول يقرب منها او يطلبها مني ...
توسعت عيني ماجدة بدهشة بينما تقول وهي تكتم ضحكتها:
-أنت بتهزر ولا بتتكلم جد يا يوسف ؟!انت نفسك في بنت؟!
هز رأسه بكل بساطة وقال:
-ايوة ايه الغريب في ده أنا نفسي في بنت ....
-يوسف انت عارف اني مش صغيرة ...
-فين مش صغيرة ...ده انتِ كتكوتة ...
ضحكت ضحكة رائقة وقالت:
؛-والله انت رايق..
-يا ماجدة عشان خاطري ...خلينا نجرب...عشان خاطري عشان خاطري ...
اخذ يلح عليها بحماس صغير يتوسل لوالدته بحلاوة ليفعل ما يريد ...
كانت تضحك بقوة وهي تنظر إلى توسله الطفولي وقالت :
-يوسف انت بجد زي العيال الصغيرة ...
مط شفتيه بغضب طفولي...لتضحك مرة أخرى وهي تتلمس وجنته وتقول بحب :
-حبيب قلب ماجدة أنت ...لو بإيدي كنت عملت اللي انت عايزه بس أنا اللي هحمل مش انت وانا حملي صعب اووي غير اني كبيرة في السن مش صغيرة بعدين محمد محتاج اهتمام انت محتاج اهتمام البيت محتاج تنضيف ووأكل وشرب ومواعين وانا مش قد ده كله
-يا حبيبي ما أنا هساعد معاكي ...متقلقيش مش هسيبك لوحدك ابداً...
نظرت إليه وهي تقول :
-طيب عيني في عينيك.كده ...انت يا دكتور يوسف هتساعد في شغل البيت ....
هز رأسه وقال:
-أيوة ده وعد مني ...أنا عمري ما بوعد وبخلف ..
ابتسمت له وقالت :
-طيب افرض مثلا حصل اللي عايزه وجه ولد هفضل اخلف كل شوية أخلف زي الأرانب عشان اجيبلك البنت اللي نفسك فيها ؟!
-لا أنا حاسس انها من أول مرة هتبقى بنت ان شاء الله أنا بدعي ده من صلاتي من أول ما اكتشفت اني حبيتك اني اتجوزك وربنا لبى دعائي ودلوقتي كل يوم بدعي اني اجيب منك بنت تكون شبهك ...جميلة زيك ..وانا واثق ان ربنا ان شاء الله هيحقق رغبتي دي ....
ابتسمت له بلطف وهزت رأسها ليعانقها بحماس ويقول :
-يعني موافقة صح ؟!
عانقته بالمقابل وهي تضحك وتقول :
-موافقة ..موافقة
............
كانت متسطحة على فراشها ...تفكر بما دار بينهما والابتسامة تغطي وجهها ..امسكت الوسادة وهي تضعها على وجهها بخجل ...منذ ان استيقظت وهي متسطحة على الفراش ...تبتسم ببلاهة ...اليوم اجازتها من العمل وتشعر بالحزن قليلاً لانها لم تراه ...اغمضت عينيها وهي تتذكر ما دار بينهما ...
....
ابتلعت ريقها بعسر وهي تهز رأسها وتقول :
-لا لا متطلقهاش عشاني
-مين قالك اني هطلقها عشانك ...انتِ ملكيش علاقة ....متفقناش فهطلقها !!
أطرقت برأسها أرضاً فأكمل بضيق :
-لو موافقة على الجواز ممكن تاخدي ميعاد من والدتك
ارتبكت وهي تقول :
-مش هتستنى الطلاق بحيث ميحصلش مشاكل ....
كانت تشعر بالوضاعة والرخص وهي تردد تلك الكلمات ولكن الأمر وكأن حلم طاردته طويلا حتى فقدت الأمل وهي تراه يفلت من بين يديها ولكنه عاد ...عاد هذا الحلم وأمسك كفها مرة اخرى...كيف يمكنها أن ترفض...القبول لم يكن قرار ...لم يكن اختيار بل كانت مجبرة ...أنها مضطرة لفعل هذا كي لا تحطم قلبها ...تخاف ان ترفض فتندم في نهاية الأمر ....
-انتِ معايا ....
قالها بينما قطب حاجبيه ...يشعر بضيق من الأمر كله وكأنه يريد الاعتذار منها و الهروب ...المنطق السليم الا يدخلها حياته وقلبه مع نوران ...ولكن الإنتقام مغري للغاية !!!
نظرت إليه وهزت رأسها وهي تقول :
-أيوة ايوة أنا معاك...
تنهد وقال:
-مش هقدر أطلقها دلوقتي ....
فركت كفيها بتوتر وقالت:
-مش هقدر ادخل حياتك ويقولي اني سرقتك من مراتك ...
-يعني مش عايزة تتجوزيني ...
قالها وقد بدأ الإرتياح ينتشر داخله ولكنها قالت بسرعة وهي تشعر بالأمل ينساب من يديها مجدداً :
-لا لا طبعاً ...عايزة أتجوزك ...
ثم احمر بخجل وهي ترى اندفاعها...همست لنفسها موبخة وقالت:
-امسكي نفسك شوية يا حورية الراجل هيقول عليكي واقعة....
-طيب مادام عايزة خلاص متفكريش في أي حاجة ...أنا هتجوزك بعد ما اطلقها مادام رافضة أنك تدخلي على. ضرة...
فركت كفيها وهي تريد أن توضح له وجهة نظرها...هي لا تمانع ان يتزوجها وهو متزوج ولكن والدتها سوف تمانع لن تقبل أبداً ان تتزوج ابنتها من رجل متزوج .....
نظرت إليه وهمست بإستسلام :
-ماشي ....
نظر إليها ببرود وهو يرتب ما سوف يقوله تالياً...
-تمام ندخل في المهم ...
قالها بهدوء
-فيه شروط تلتزمي بيها عشان نتجوز من غير مشاكل لو سمحتي ....
قالها بنبرة جافة..عملية بشكل مغيظ كأنه يتكلم عن العمل وليس زواجهما ...كانت تنتظر ...تسمع ما يُريد قوله بصبر أطرق برأسه أرضاً....الغضب والحزن يتصارعان داخله وعقله يخبره أنه يدخل طريق لا قِبل له به ...ولكن النيران داخله لا تهدأ وشياطينه تسيطر عليه ....رفع رأسه وهو ينظر إليها ولكنه بدا وكأنه لا يراها ...كانت نظراته شاردة بينما يقطب جبينه قال أخيراً.:
-لبسك ده مش هينفع معايا خالص ....
نظرت بتوتر إلى ملابسها المكونة من بنطال جينز ضيق وبلوزة حمراء فضفاضة ولكنها قصيرة ...
اكمل بنبرة آمرة :
-تلبسي فساتين ...
-فساتين ...
كررت مذهولة ثم قالت :
-مش برتاح فيهم ...
هز كتفيه وقال :
-ده اخر كلام عندي ....دي شروطي موافقة عليها ماشي مش موافقة ربنا يوفقك مع غيري ....
صمتت وهي لا تعرف ماذا تقول ليكمل هو :
-كمان وجودك بشعرك مش مقبول ...عشان كده تتحجبي ..ومش حجاب عادي تلبسي خمار ...موافقة على شروطي ؟!
شعرت بجفاف حلقها وهي تحاول الاستيعاب...الأمر بدا وكأنه يقول لا تتزوجيني ...اهربي!!!!!ولكنها مستعدة لفعل المستحيل من أجله....هي تحبه ...انه حلمها الذي تحقق...كيف ترفض بعد كل هذا ....اترفض اهم حلم في حياتها لأسباب سخيفة كتلك...
نظرت إليه وعينيها تتألقان بعشق وقالت:
-موافقة ...
لم تحمل ملامحه السرور بل هز رأسه وأكمل :
-مش هيكون بيننا تواصل لحد ما أتقدملك ...مفهوم...
هزت رأسها ليذهب هو فتقول بحالمية:
-جلنف بس بحبه....
......
خرجت من شرودها وهي تمسك هاتفها ...رغم انه اخبرها ألا تراسله ولكنها اشتاقت إليه بقوة ...أريد أن تفتح أي مجال للحوار معه ....
.......
-أخيرا!!
قالتها بتعب وهي تنتهي من مسح الارضية ..الآن ستتركها تجف نهائيا ثم تضع السجاد...رنين الهاتف بقدوم رسالة جعلها تنتبه ...نظرت لتجد هاتف زوجها على طاولة الطعام ...اقتربت من الطاولة وأمسكت الهاتف لتجد رسالة على تطبيق الواتس أب من فتاة ...
توسعت عينيها بصدمة وهي تجد اسم لفتاة تُدعى حورية وبجوار اسمها رمز تعبيري . لقلب وكوكب
-مين قالك تمسكي موبايلي ؟!
اهتزت برعب عندما هدر جاسم بهذة الكلمات...
نظرت إليه بملامح شاحبة ليقترب منها ويسحب الهاتف منها بضيق ....لمع بريق الدموع بعينيها وقالت بصوت مختنق :
-مين حورية دي يا جاسم ؟!
انفجر بها وهو يقول :
-وانتِ مالك انتِ نسيتي نفسك وفاكرة نفسك مراتي ...لازم تعرفي أنك هنا خدامة وبس أنا أعمل اللي عايزه وانتِ تحطي لسانك جوا بوقك لحد ما اطلقك وتغوري من وشي...
أطرقت بآسى وقالت والدموع تنهمر من عينيها :
-متعملش حاجة حرام يا جاسم ...مدام بتحبها اتجوزها أنا معنديش مانع ...
ضحك بدهشة وقال:
-ليه هو أنا مستني اذنك ...أنا لو عايز اتجوز هتجوزها وانتِ ملكيش تتكلمي مفهوم ...وبعدين تعالي هنا ...حرام ايه اللي بتتكلمي عليه ؟!!أنا بجد مش مصدق بجاحتك ...انتِ آخر واحدة تتكلمي عن الحرام والحلال ولا نسيتي يا هانم انتِ عملتي ايه ؟!!
عضت شفتيها والدموع تنهمر من عينيها دون توقف وقالت بإختناق.:
-لا طبعا مش ناسية اللي عملته ولا عمري هنسى يا جاسم ...بس أنا بقولك اتجوزها ..متعملش أي حاجة غلط ....
نظر إليها بضيق وقال :
-متقلقيش أنا مش زيك ...انسان ضعيف بيمشي ورا شهواته !!!...
أطرقت برأسها أرضاً ودموعها تنهمر بشكل أقوى بينما تنتحب شعر بالضيق من نفسه واراد ان يقترب منها ويعتذر ولكن ما فعلته وما سمعه من صديقتها كان عائق بينهما ...استدار وغادر المنزل بضيق ....
....
بعد ان ذهب جلست على الأريكة وهي تبكي بعنف ...تشعر بقلبها يؤلمها ...لقد دخلت المعادلة امرأة اخرى ...امرأة يبدو انه جاد نحوها !!
........
كان يسير في الطرقات دون هُدى ...فكر أن يستقل سيارته ويدور بها بما ان اليوم هو يوم اجازته ولكنه فضل السير ...لقد كانت تلك حركة مقصودة منه ...عندما سجل رقم حورية بالأمس وضع تلك الرموز التعبيرية لعل نوران تراها وتحترق كما هو يحترق...تصرف طفولي...غير ناضج مئة بالمئة ...هو يعترف بهذا ولكن ماذا يفعل بقلبه المحطم...قلبه الذي يريد ان يُشفى من جرحه ....أمسك الهاتف ثم بعث رسالة لحورية وبعدها قام بحظرها !!
.....
بعد قليل ...
عاد الى المنزل ليجدها قد وضعت كل شئ مكانه ونظمت المنزل ثم جلست على الأريكة وهي تقرأ القرآن ...
كانت تقرأ بصوت مرتفع قليلا..مرتعش بينما الدموع تنهمر من عينيها دون توقف
(واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)
صدق الله العظيم ....
-نوران ...
قالها بهدوء لترفع وجهها...مسحت دموعها سريعاً ..ثم تركت المصحف بهدوء على الطاولة واقتربت منه ....
-أنا اسف ..
قالها بصدق لتتوسع عينيها بإرتباك فيكمل :
-اسف اني بأذيكي بكلامي...
-لا لا متعتذرش ...مهما تعمل انت عندك حق ....أنا اسفة اني بتدخل في حياتك. ...
تنهد وهو يقول:
-أنا طلبت إيد حورية وهتجوزها!!!
......
-متقلقيش يا مياس أنا هكلم اياد وهي. هيتصرف...ووقتها نقبض على مُعاذ ....
صمت قليلا ثم قال :
-متقلقيش سيف مش هيعرف أي حاجة ...هو دلوقتي في امان....خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ...مع السلامة ..
ثم اغلق الهاتف ليُفتح الباب ويظهر سيف ويقول ؛
-كنت عارف ان فيه سر بينكم!!!
.......
-فيه ايه يا بت يا حورية بقالك نص ساعة لطعاني جنبك وسايبين البيت يضرب يقلب ما تنطفي يا بت فيه ايه ولا اقوم اشوف حالي ....
رفعت حورية عينيها وقالت :
-ماما أنا متقدملي عريس !!