رواية فى سبيل صهيب الفصل الخامس 5 بقلم لبنى دراز


 رواية فى سبيل صهيب الفصل الخامس بقلم لبنى دراز

في لحظة مواجهة مع الذات، يدرك الإنسان أن الندم أشد ألمًا من أي عقاب. وما أقسى أن يكون الخلاص الوحيد هو النهاية، حيث تقف القلوب المثقلة بالذنب على حافة الهاوية، تبحث عن راحة قد لا تجدها حتى في الموت. أحيانًا، لا نبحث عن الغفران بقدر ما نسعى إلى الهروب… ولو كان الهروب ثمنه أرواحنا.
في سبيل صهيب بقلمي✍️______لبنى دراز
فـ جناح عمران
صحي زى عوايده بعد ما سمع آذان الفجر قام اتوضا وصحى فاطمة عشان الصلاة، وبعد ما خلص أنشغل بقراءة الورد بتاعه، عدى الوقت اللى بياخده كل يوم فـ صلاة وتلاة وذكر، هو ومراته ويادوب لسة بيقوم من مكانه عشان ينزل يفطر مع ولاده قبل ما يروحوا الشركة شاف جواب محطوط ع الكمود اللى جنبه، قلبه وجعه اول ما عينه وقعت عليه ومد ايده ياخده وهى بترتعش وخايف من الاحساس اللى جاله.
فاطمة استغربت حالته وقربت منه تشوف ماله وشافت فـ ايده الجواب وباستفسار: مالك يا عمران؟! جواب ايه ده؟
عمران بحزن ودموع بتنزل لأول مرة: ده من سبيل يا فاطمة.
فاطمة باستغراب: سبيل!! وسبيل هتبعتلك جواب ليه وهى فـ الاوضة اللى جنبك يا عمران.
عمران: سبيل مابقيتش جنبي خلاص يا فاطمة، سبيل مشيّت، قلبي بيقولي انها سافرت ومش راجعة.
فاطمة بتنهيدة قلق: انت مافتحتش الجواب يا عمران عشان تقول كدا، افتحه الاول يا ابن عمي يمكن يكون من حد تاني، او يكون فيه حاجة تخص الشغل
عمران زادت دموعه: لو قريتي الكلمة المكتوبة ع الظرف هتعرفي انه منها من قبل ما تفتحيه يا فاطمة.
فاطمة اخدت منه الجواب وشافت اللى مكتوب عليه: (بحبك يا عمارة وبحب بطتك) دموعها نزلت غصب عنها وبصت لـ عمران بلهفة: مستحيل تكون سابتنا ومشيّت تاني، افتح الجواب ده وشوف مكتوب فيه ايه بسرعة، أكيد بتستأذن بس عشان تغير جو يومين تلاتة وهترجع تاني، امسك افتحه يلا، أقرا وسمعني.
عمران اخد الجواب من فاطمة وفتحه وايده زادت رعشتها، رعشة خوف انه يكون فقدها، دموعه بتزيد وجواه انا عملت المستحيل عشان احافظ عليكي من غدر اللي حواليكي، معقول أنا اللي اضيعك بإيدي.. فتح الجواب وبيقرأه… وبصوت سبيل من بين دموعها: جدو، انا زعلانة وموجوعة منك اوى، هونت عليك تعمل فيا كدا، تخدعني زيهم، تبقى عارف ان صهيب متجوز وما تقوليش، هونت عليك تجوزني لواحد مش عايزني، تجبره عليا، طيب كنت قولي ان حملي زاد ع كتافك، كنت هريحك مني والله، بس ما كنتش تسلمني بإيدك للي يوجعني بالشكل ده، آااااااه يا جدو، انا تعبت اوي ومش قادرة اتحمل أكتر من كدا، عشان كدا سِبت كل حاجة ورايا ومشيت هروح عند خالو ويارب يكون لسة بيحبني هو كمان بجد مش بيخدعني زيكم، أسيبك بخير، بس عندي رجاء أخير، ياريت تخلي حفيدك يطلقني لاني مش هاقدر اكمل معاه بعد اللى عمله فيا النهاردة وياريت ماحدش خالص يعرف انا فين، كلمة أخيرة هقولهالك، رغم وجعي منك بس مش قادرة ما احبكش يا جدو… خلص عمران قراية الجواب وجواه شعور مختلط غضب ووجع وخوف وحزن، حالة اول مرة تحصل له فـ حياته، بص لـ فاطمة وساكت مش قادر يتكلم.
فاطمة بدموع الخوف: آاااااه يا بنتي، هو ده اللي قولتلك عليه يا عمران، ياما قولتلك بلاش يا ابو عادل، البت مش حمل قهر قولتلي مش هيحصل حاجة، شوفت!! اهو اللي انا كنت خايفة منه حصل، سبيل سافرت ومش هترجع تاني، هتنسانا يا عمران خلاص وتبعد عن حضننا
عمران قاعد مكانه وباصص فـ الارض وبحزن: بس يا فاطمة اسكتي، انا مش قادر اتحمل عتابك ولومك يا غالية.
فاطمة بعصبية: لازم تتحمل يا عمران نتيجة غلطتك وتصلحها.. وبدموع من بين عصبيتها.. لازم ترجع لي حفيدتي لحضني تاني يا عمران زى ما ضيعتها منه.
عمران: سبيل هترجع يا فاطمة، صدقيني هترجع وبكرة أفكرك
فاطمة وقفت قصاده وهى متعصبة: تااااااني يا عمران، تاااااني، اعترف بقى انك حسبتها غلط يا ابن عمي، واننا خسرنا احفادنا الاتنين خلاص
عمران رفع راسه بهدوء ومسح دموعه: عمري ما حسبتها غلط يا بنت عمي، انا جايز أكون خسرت اول جولة، بس متأكد اني هكسب فـ الأخر وأحفادي هيرجعوا لحضني وايديهم متشبكة فـ إيد بعض وهيكملوا سوا ويحافظوا ع العيلة من بعدي، اصبري انتي بس وبكرة تشوفي
فاطمة بنفاذ صبر وغلب: خلااااص مابقاش في بكرة يا عمران قولتهالك وهفضل اقولها العمر بقى ورانا مش قدامنا، واللى فاضل منه قليل اوي، ويا عالِم هنلحق نشوف بكرة بتاعك ده ولا لأ يا ابن عمي، عليه العوض ومنه العوض
عمران قام وقف والحزن مالي قلبه ع سبيل وخارج من جناحه وهو بيردد .. لله الأمر من قبل ومن بعد يا فاطمة، لله الأمر من قبل ومن بعد، وفضل ع الحال ده يردد كلامه لغاية ما نزل ودخل الصالون ونده ع هدية الشغالة تبعت لولاده وحريمهم وولادهم، واستناهم لغاية ما يتجمعوا كلهم.
______________________
فـ فرنسا🇫🇷⬅مارسيليا
خارجة سبيل من المطار وكانت واقفة بتشاور لـ تاكسي عشان تروح عند خالها وشافوها بالصدفة فريد وباسيلي كانوا خارجين هما كمان من المطار.
باسيلي باستغراب: أوه مونديو، شوف فغيد مين هنا، سبيل شهاوي فـ ماغسيليا، يا 100 ويلكم يا سابي
سبيل بابتسامة حزينة: ازيك باسيلي، لسة مجنون زى ما انت
باسيلي بهزار: هو اللى يعغف فغيد يعقل سابي؟!! نو طبعا
فريد باشتياق: حمدالله ع السلامة يا سابي، أخيرا رجعتي، وحشتيني قصدي وحشتينا كلنا.
سبيل بتنهيدة: وانتوا كمان وحشتوني يا فريد كلكم، خالو وطنط شيماء وانت، كلكم وحشتوني اوي
باسيلي: اوووه، انا متعغض سابي، مش وحشتك زيهم ليه بقى!!!
سبيل بضحكة هادية: اولا اسمها معترض باسيلي مش متعرض، ثانيا مين قال انك مش وحشتني
فريد بهيام: غبتي كتير اوي سبيل عننا، يا ترى راجعة زيارة ولا شغل؟
سبيل بحزن: راجعة ع طول فريد، حتى مش هرجع باريس
باسيلي: اوه نو مونديو، سابي الشهاوي تسيب باغيس وتفضل فـ ماغسيليا، يا إلهي إنها حقا أعجوبة من عجائب الدنيا.
سبيل: ايه العجيب فـ كدا باسيلي؟
باسيلي بهدوء: لانك ببساطة مجنونة شغل عزيزتي
سبيل بجدية: هاسيب شركات جدي وأدور ع شغل جديد باسيلي.
فريد استغرب كلامها لكن لاحظ انهم لسة واقفين مكانهم قصاد المطار وبهدوء وهو بياخد منها الشنطة يحطها فـ عربيته: احنا هنفضل نتكلم كدا فـ الشارع!! يلا سابي اركبي ولما نوصل الفيلا نتكلم.
وبالفعل ركبوا التلاتة العربية واتحركوا ع الفيلا وفـ الطريق لاحظ باسيلي من خلال المراية ملامحها الحزينة وعينيها الدبلانة من كتر الدموع: مالك سبيل؟! مين سبب فـ حزن سابي الجميلة.
سبيل ابتسمت من بين دموعها اللى ابتدت تنزل رغم انها حاولت تمنع نزولها: مافيش حاجة باسيلي، انا بس تعبانة من السفر مش أكتر
فريد رغم انه مركز فـ الطريق لكن بين الدقيقة والتانية يخـtـف نظرة من المراية، وشافها ساندة راسها ع إزاز الشباك اللى جنبها، مغمضة عينيها ودموعها نازلة، قلبه وجعه عليها ومش عارف يعمل لها ايه عشان يمحي الحزن والدموع اللي ع خدها دي، وجواه: آاااه يا حب عمري لو اعرف مين وصلك للحالة دي، انا همسحه من ع وش الارض، ياريت تفتحيلي قلبك يا حبيبتي وتحكيلي.. فاق من شروده ع صوت صديقه باسيلي وهو بيكلمه عشان يوديه الشركة الاول قبل ما يرجعوا الفيلا.
______________________
فـ مصر🇾🇪⬅قصر الشهاوي
قعد عمران فـ الصالون مستني ولاده لما ينزلوا وكله غضب من نفسه ومن علي وصهيب بسبب سبيل، واللى حصل لها طول حياتها لغاية اللحظة دي ع ايدهم، وبص لـ فاطمة اللى قاعدة جنبه ونظراتها ليه كلها لوم وعتاب وحزن ع احفادها الاتنين.
عمران بهمس: ارجوكي يا فاطمة انا مش حمل نظرات اللوم دي
فاطمة بحزن: انا مش هاقدر ابطل الومك غير لما ترجع لحضني سبيل وصهيب من تاني يا عمران
عمران اتنهد تنهيدة وجع وقبل ما يرد ع فاطمة شاف يمنى نازلة اول واحدة وفتح لها دراعه: حبيبة جدو تعالي فـ حضني بسرعة وبهمس لنفسه خليني أشم فيكي ريحة حبيبتى وبنت قلبي.
يمنى بسعادة دخلت جرى فـ حضنه: صباح الخير يا جدو يا قمر انت
عمران بحب: صباح الورد ع عيون قمري، عاملة ايه يا حبيبتي نمتي كويس.
يمنى خرجت من حضن جدها وبتنهيدة اشتياق: مش بعرف انام كويس يا جدو، طول الليل بفكر فـ أبلة سبيل، وحشتني اوي، من يوم ما اتجوزت أبيه صهيب وهى حابسة نفسها، انا زعلانة عليها اوي يا جدو
فاطمة حست بحفيدتها وحزنها ع اختها وبصت لـ عمران بيأس وهى بتفتح دراعها لـ يمنى: مش هتيجي تصبحي ع تيتة؟ ولا هو جدو وبس اللى حبيبك يا يويو!!
يمنى قامت وقفت وجريت ناحية فاطمة بسعادة: يا خبر يا تيتة ده انتي روحي روحي روحي
فاطمة بابتسامة: بكاشة بشكل طالعة لأختك شقية وغلباوية زيها
يمنى بضحك: ابلة سبيل دى حبيبتي يا تيتة، بتعلمني كل حاجة، حتى علمتني ازاى ابكش ههههههههه
عمران بابتسامة ظاهرة وقلب موجوع اخد يمنى تاني فـ حضنه: مش قولتلك قبل كدا انك شبهها يا يويو، وبهمس.. احسن انك ما طلعتيش شبه امك، مش حلوة من جوة.
لسة يمنى هترد ع عمران شاهندة نزلت هى كمان وقربت من جدها وجدتها وبتهلل زى عوايدها: خياااااانة، جدو ويمنى فـ وضع مخلل بالزتون، آه قلبي الصغير لا يحتمل، ليه ياربي ليه تخلينى اشوف الوضع ده، التار ولا العار يا عبهادي يا ولدى
عمران بضحك فتح لها دراعه التاني: مين عبهادي ده يا غلباوية انتي؟
شاهندة دخلت فـ حضنه بسعادة: انى ايش دراني، اهو اللى جه ع لسانى، المهم بقى صباحك حلو زيك كدا يا جدو يا مسكر انت.
عمران بص لـ فاطمة بابتسامة حزينة: البنات دول اتعلموا يبكشوا علينا كتير الايام دي
فاطمة بنفس الابتسامة وتنهيدة حزن: طبعا، مش تربية سبيل!! لازم يبقوا واخدين طبعها
شاهندة رفعت راسها وبصت لـ جدتها وحدفت لها بوسة فـ الهوا وهى فـ حضن عمران: تيتّي حبيبتي، سبيل دي الكوماندا بتاعنا انا والبت يويو، وبحزن مصطنع.. بس لغاية دلوقتي مش عارفين ناخد نفس مساحتها فـ قلبكم
عمران بحزن: صدقيني يا حبيبتي كلكم غلاوتكم واحدة فـ قلبي، بس يمكن انتوا شايفين انها واخدة مساحة أكبر عشان بحاول اعوضها عن يُتمها، انتوا الاتنين اتربيتوا وكبرتوا بين أحضان ابوكم وأمكم، لكن هي اتحرمت من أمها وهى طفلة ماكنتش حتى بتعرف لسة تقول ماما، ولـ يمنى .. واتحرمت من حضن أبوها وحنانه وهو عايش بيدلع غيرها قصاد عينيها، سبيل أتيتمت وابوها عايش، فهمتوا بقى ليه هى ليها مساحة اكبر!! لكن كلكم عندي زى بعض
شاهندة بهدوء: صدقني يا جدو أنا عارفة كويس الكلام ده وأكيد مش زعلانة، انا بس بحب اناغشك مش اكتر
عمران: ناغشي براحتك يا بنت عادل ع قلبي زى العسل.
شوية كمان ونزل عادل وسامية وباين ع وشهم التوتر والقلق وقلة النوم، قربوا من عمران وفاطمة صبحوا عليهم وباسوا ايدهم وراسهم وقعدوا
عادل بقلق: خير يا بابا، حضرتك
مجمعنا هنا ليه بدري كدا؟
عمران بجدية: أصبر لما ينزل أخوك وولادك هتعرف
عادل زاد قلقه لكن قال: حاضر يا بابا… وبص لـ سامية اللى قاعدة جنبه والقلق مالي قلبها هى كمان.
______________________
فرنسا🇫🇷⬅مارسيليا
فـ فيلا شريف التهامي
وصل فريد الفيلا ومعاه سبيل بعد ما وصّلوا باسيلي الشركة، واول ما دخلوا جريت سبيل ع خالها اللى اتفاجئ بوجودها قدامه، واترمت فـ حضنه وانهارت لدرجة انها فقدت وعيها بين ايديه.
شريف حس بجسمها بيتقل وبتقع، لحقها بسرعة وهو بيصرخ: فررررريد، اطلب دكتور بسرررعة.. وشالها طلع بيها اوضتها، نيمها ع سريرها وقعد جنبها والخوف مالي قلبه، ولـ شيماء: هاتي البرفيوم بتاعك بسرعة.
راحت شيماء اوضتها جابت ازازة برفيوم ورجعت تديها لـ شريف وهى مستغربة من حالة سبيل ورجوعها المفاجئ وباندهاش: البنت شكلها تعبانة اوي يا شريف! تفتكر ايه وصلها للحالة دي؟
شريف بتنهيدة قلق وهو بيرش من الازازة ع ايده وبيحاول يفوق سبيل: مش عارف يا شيماء، من وقت ما نزلت مصر وهى مش مرتاحة، أكيد أبوها ومراته زى عوايدهم عملوا حاجة جديدة ولا اتهموها تاني فـ حاجة تانية، عموما لما تفوق هنعرف منها اللى حصل
شيماء بـ استفسار: انت كنت عارف انها جاية؟
شريف قاعد جنب سبيل وعينه عليها: لأ، انا اتفاجئت زيك بالظبط لما شوفتها واقفة قصادي
شيماء: اول مرة تيجى من غير تقول وتعرّفنا انها جاية، شكلها كدا في حاجة كبيرة حصلت معاها فـ مصر عشان كدا جات فجأة.
شريف: نطمن عليها بس الاول يا شيماء وبعدين نبقى نعرف، شوفي فريد اتأخر ليه؟
قبل ما ترد شيماء دخل فريد وعينه ع سبيل بقلق وخوف: الدكتور جاى حالا يا بابا.
شريف: تمام، وباستفهام.. انت كنت عارف انها راجعة يا فريد
فريد بتوضيح: لأ يا بابا، اتفاجئت بيها انا وباسيلي واحنا خارجين من المطار كانت واقفة مستنية تاكسي
شيماء: وانت كنت فـ المطار بتعمل ايه يا فريد؟
فريد: كنت مع الوفد البلجيكي يا ماما، بنوصلهم بعد ما خلصنا شغلنا معاهم
شريف قاعد بيحاول يفوق سبيل لكن لسة فاقدة وعيها وبص لـ فريد بلهفة: استعجل الدكتور يا فريد، سبيل مش بتفوق
فريد خرج بسرعة واتصل تاني ع الدكتور يستعجله لاقاه دخل الفيلا فعلا، اخده بسرعة وصله اوضة سبيل وخرج تاني هو وشريف وقفوا يستنوا قصاد باب اوضتها، وبعد شوية وقت خرج الدكتور مع شيماء وقالهم ان سبيل اتعرضت لصدمة عصبية وضغطت ع نفسها فترة كبيرة لغاية ما وصلت بيها الحالة لانهيار عصبي، بعد ما مشي الدكتور، دخل شريف جرى يطمن عليها من مراته
شيماء ردت عليه وهى عينها ع سبيل: الدكتور بعد ما فوقها لاقاها بتعيط بهيستيريا، عطاها حقنة مهدئة وقال سيبوها نايمة ولما تصحى ماحدش يكلمها فـ حاجة خالص لغاية ما تهدى وحالتها تستقر
فريد بخوف ولهفة: يعني يا ماما مش هتحتاج ننقلها مستشفى؟ انا خايف عليها اوي
شيماء بحزن: ما تخافش يا فريد مش هتحتاج مستشفى ان شاء الله، بس هى تحاول تنسى وتخرج من الحالة اللى هى فيها دي
فريد بحب: اول ما تفوق من اللى هى فيه انا هاخدها أخرجها وافسحها واشغل وقتها عشان تتعافى بسرعة
شريف بجدية: هتسيب شغلك وتتفرغ لها يعني؟!
فريد بهدوء: وفيها ايه يا بابا، انت عارف سبيل بالنسبالى ايه
شيماء: شششش، بطلوا كلامكم ده، واخرجوا يلا سيبوها ترتاح، ولما تصحى وتفوق يعدلها ربنا، يلا بينا برة.
وفعلا خرجوا كلهم وكل واحد فيهم راح اوضته يفكر فـ سبيل واللى جرالها وايه اللى استحملته وضغت ع نفسها فيه خلاها وصلت لحالة الانهيار الشديدة دي، ومستنيين تفوق عشان يفهموا منها اللى شاغل بالهم من ناحيتها
______________________
مصر🇾🇪⬅قصر الشهاوي
فـ الصالون
عمران بعد ما نزل وجمع ولاده الاتنين وولادهم، فضل مستني صهيب اللى نزل أخر واحد هو وسها، سلم ع الكل وقعد وهو مستغرب من التجمع ده بعيد عن اوضة السفرة وفجأة
عمران بجديته المعهودة بص لـ شاهندة: شاهندة، خدي ياسين ابن اخوكي من سها وخدي يمنى ونادر واطلعوا اوضكم
شاهندة ويمنى فـ نفس الوقت: حاضر يا جدو.. وبعدها خرجوا ع طول من الصالون وطلعوا اوضهم
نادر برفض: انا عايز اقعد معاكم يا جدو، مش هطلع
عمران بنرفزة: قولت أطلع اوضتك يا نادر
نادر بمعارضة: لأ مش طالع يا جدو
عمران ابتدت تزيد عصبيته: يعني ايه يا ولد الكلام ده، انت هتعارضني وتقف قصادي!!
نادر: أيوا يا جدو هعارضك، لما انت مش عايزني اكون موجود معاكم فـ القعدة دي، قولت لـ هدية ليه تخليني أنزل من الاول
عمران: والله عال يا ابن نرمين، هتقف ترد عليا كلمة بكلمة وتحاسبني؟! وبص لـ علي بغضب.. ربي ابنك يا علي لانه محتاج تربية وعلمه ازاى يرد ع اللى اكبر منه.
نادر بعصبية: لو سمحت يا جدو، انا اسمي نادر علي الشهاوي مش ابن نرمين، واعتقد أمي مربياني كويس جدا، مش ناقص تربية
عمران وقف وقرب بهدوء من نادر وفجأة Dـربه بالقلم بكل قوته وكل الغضب اللى جواه بسبب حزنه ووجعه ع سبيل: لما تقف قصادي وترد عليا وتعارضني، تبقى ناقص تربية، لما تتعصب وصوتك يعلى عليا تبقى قليل الادب وما اتربيتش يا ابن نرمين، وانا هاعيد تربيتك من اول وجديد، غور اطلع ع اوضتك وما تنزلش منها لأى سبب من الاسباب لغاية ما أنا اسمحلك تنزل
نادر بزعيق: يعنى ايييييه هتحبسني فيها؟! ناقص كمان تقول لي الأكل بمواعيد والنوم بمواعيد، لااااا وديني ما انا قاعد لك فيه… ولسة هيتحرك ناحية باب الصالون
عمران بغضب اشد: استنى عندك انا ما سمحتلكش تتحرك.. ولـ شهاب.. شهااااااااب خد ابن نرمين احبسه فـ اوضته وهات المفتاح، وخد منه تليفونه وأى وسيلة ترفيه فـ الاوضة خدها، عايزه قاعد زى الگـLـب لغاية ما يتربي، والكلام للكل مافيش أكل يطلع له من غير أذني واللى هيخالف أوامري ما يلومش غير نفسه، يلاااااااا
شهاب بقلق وتوتر: حاضر يا جدي، بس حضرتك هدي نفسك وكل اللى أمرت بيه هيتنفذ.. ولـ نادر اللى واقف متعصب.. يلا يا نادر امشي قدامي وهات تليفونك من سكات خلى اليوم ده يعدي ع خير
نادر ماشي بغيظ مع شهاب ورفض يديله الفون فـ الاول وبعد ما شهاب زعقله وقاله ان جده حاطط كاميرات فـ كل مكان وبيراجعها باستمرار وهيعرف انه رافض كلامه، العقاب هيزيد عليه، أضطر انه يسلمه الفون وكل حاجة خاصة بيه سواء كانت لاب توب او بلاى ستيشن او حتى ريسيڤر الشاشة، وسابه فعلا شهاب فـ الاوضة من غير اى وسيلة ممكن تسليه، وخرج قفل عليه بالمفتاح ونزل حط الحاجة قصاد جده ع ترابيزة الصالون.
وقعد من غير ما يتكلم وجواه قلقان جدا من الحالة اللى فيها جده ومستغرب هو مجمعهم بدري ليه بالطريقة دي.
عمران بعد نزول شهاب من اوضة نادر بص لـ صهيب من غير ما يتكلم لمدة خمس دقايق كاملين لغاية ما حس بتوتر صهيب وبهدوء ما قبل العاصفة: عايز أعرف منك انت، عملت ايه فـ سبيل، قبل ما أعرف من غيرك.
صهيب قاعد مكانه والقلق والتوتر ظاهرين ع ملامحه وبيحاول يهدى: ما عملتش فيها حاجة يا جدي، هكون عملت فيها ايه يعنى؟
عمران بغضب: ما تردش ع السؤال بسؤال يا صهيييب، عايز إجابة، عملت اييييه أمبارح فـ سبيل؟
صهيب زاد توتره وضربات قلبه بتزيد من كتر القلق من شكل عمران اللى كان عامل زي الأسد الغضبان وماحدش قادر يقف قصاده: صدقني ما عملتش حاجة
عمران بغضب اشد: انت عايز تقول لي، أنك ما احترمتش وجودي وماسمعتش كلام أبوك وأمك وجرجرتها ع السلالم لغاية الجناح بتاعكم، وما عملتش فيها حاجة؟! أنطق، عملت فيها اييييه
سامية لـ عادل بهمس: ربنا يستر، بابا شكله عرف اللى عمله ابنك وهيطربق الدنيا ع دماغه ودماغنا
عادل بقلق: اهدي واسكتي لما نشوف الاستاذ هيقول ايه.
صهيب غمض عينه يهدي نفسه بسبب التوتر وفتحهم تاني: عملت اللى بيعمله أى راجل مع مراته يا جدي
عمران: الراجل بيعمل مع مراته حاجات كتير يا ابن أبني، أنت بقى، عملت اييييييه؟
صهيب بقوة: أخدت حقي اللى كفله ربنا، وبقت شرعا وقانونا مدام صهيب الشهاوي
عمران وصل لقمة غضبه من صهيب ومن كل حاجة حواليه: خدت حقك بالإجبااااااار؟! غصبتهاااااا يا بشمهندس، عارف اللى أنت عملته ده أسمه ايييييييه؟
صهيب وقف بعصبية: مالوش غير اسم واحد يا جدي، انها مراتي وده حقي واخدته، وكل ما احتاجها هاخد منها اللى أنا عايزه.
عمران بنفس عصبيته وغضبه: مش لما تلاقيها الأول يا استاااااذ تبقى تتكلم.
شهاب بقلق: معناه ايه الكلام ده يا جدي
عمران: سبيل سابت القصر ومشيّت وسابت جواب بتقول فيه انها مش راجعة تاني عشان كلكم ترتاحوا منها ومش هتروح أى مكان يخص عيلة الشهاوي، وماحدش يدور عليها، وقالت كمان بالحرف، خلي حفيدك يطلقني
صهيب بغضب أعمى: يعني ايه؟ هى فاكرة نفسها فين هنا عشان تمشي من غير ما تقول، ولا هى اتعودت تصيع وتدور ع حل شعرها براحتها.
عمران وقف من شدة غضبه وقرب من صهيب وفاجئه بقلم ع وشه بكل قوته: لما تتكلم عن تربية عمرااااان الشهاوي تتكلم بأدب، فاااااهم ولا لأ؟! وإياك ساااامع، إيااااااك تكرر كلام عمك والحرباية اللى متجوزها
صهيب اتعصب أكتر من Dـرب جده ليه قصاد كل الموجودين لكن اتكلم بأدب معاه واعتذر رغم عصبيته الظاهرة: آسف يا جدي، بس انا مش هطلق سبيل
عمران: وانا بقولك أرمي عليها يمين الطلاق دلوقتى حالا يا صهيب
صهيب بعصبية:لأ، مش هاطلقها يا جدي
عمران: هتطلقها وانت ساكت ورجلك فوق رقبتك، انت فاهم!
صهيب أعترض وبنبرة صوت حادة وعينيه مليانة تحدي وبعناد قرب خطوة من جده: آسف يا جدي مش هاطلق، حضرتك أجبرتني اتجوزها وانت عارف اني متجوز وبحب مراتي، لكن مش هتجبرني أطلقها، انا مش عروسة ماريونيت فـ ايدك تحركها زى ما انت عايز، ولا روبوت بينفذ أوامرك من غير ما يقول لأ.. أخد نفس عميق وخرجه بسرعة، واتكلم بحزم وهو بيبص فـ عين عمران بحدة.. انا بني آدم من لحم ودم ومالك قراري فـ ايدي، وان كنت حضرتك أستغليت الوعد اللي وعدتهولك ونفذتلك رغبتك، دلوقتي بقولك آسف مش هاقدر انفذ طلبك
عمران بذهول وصدمة من كلام صهيب: يعني ايه!! معناه ايه كلامك ده؟!! انطققق
صهيب بعصبية: معناه واضح يا جدي، ان كان قرار الجواز فـ الاول كان فـ إيدك، دلوقتي الأمر خرج من تحت سيطرتك وبقى قرار الطلاق فـ إيدي أنا، وأنا مش هطلقها، بعد أذنك، يلا يا سها.
شاور لمراته وخرج من الصالون طلع اوضته بسرعة وهو متعصب ومش شايف قدامه من كتر غضبه، أما عادل وسامية وباقى الموجودين قاعدين مش قادرين يتكلموا من شدة الموقف ومن غضب عمران اللى أكيد هيطول الكل، لكن عمران سابهم يتخبطوا فـ أفكارهم وخرج من الصالون راح اوضة المكتب قفل ع نفسه وهو حاسس ان كل حاجة بتروح من بين ايديه، لكنه أقنع نفسه أنها جولة واحدة بس اللى خسرها ولسة في جولات كتير ولازم يكسبها ويحارب بكل قوته عشان يرجع لحضنه أحفاده وهما مكملين مع بعض، وع قد ما غضب من كلام صهيب ع قد انبسط بقراره انه مايطلقش سبيل
_____________________
فرنسا🇫🇷⬅مارسيليا
فـ فيلا شريف التهامي
دخل شريف اوضته وهو باله مشغول وقلقان ع سبيل ومش عارف يعمل ايه وأخيرا قرر انه يتصل بعمران يعرف منه ايه اللى حصلها ومسك بالفعل تليفونه واتصل بيه، جرس ومافيش رد، كرر المحاولة أكتر من مرة لغاية ما سمع رد
عمران رد بحزن من غير ما يشوف مين المتصل: السلام عليكم
شريف بهدوء: وعليكم السلام ورحمة الله، أزيك يا خالي عامل ايه؟ وأزي عمتي فاطمة وكل اللى عندك
عمران بلهفة لما سمع صوته: سبيل وصلت عندك يا شريف؟ طمني يا ابني وريح قلبي
شريف: أيوا يا خالي وصلت
عمران بتنهيدة راحة: الحمدلله، طمني عليها عاملة ايه؟
شريف بجدية: ما هو ده اللى بكلمك عشانه يا خالي، سبيل اول ما وصلت من قبل حتى ما تتكلم وقعت مغمى عليها
عمران قاطع كلامه بنبرة خوف: انت بتقول ايه؟ مغمى عليها يعني ايه؟ بنتي جرالها ايه يا شريف، اتكلم .
شريف: يا خالي سبيل حصل لها انهيار عصبي، والدكتور بيقول انها اتعرضت لأزمة عصبية وضغطت ع نفسها كتير، انا عايز اعرف علي عمل ايه تاني لـ سبيل وصلها للحالة دي؟.
عمران بحزن: انا السبب المرة دي يا ابني مش علي.
شريف بعدم فهم: ازاى يعني وحضرتك روحك فيها وهي كمان روحها فيك؟.
عمران بتنهيدة حزن وعيون مدمعة من كتر خوفه عليها: أجبرتها تتجوز صهيب، وهى ما كانتش تعرف انه متجوز.
شريف: وحضرتك كنت عارف انه متجوز؟
عمران: كلنا كنا عارفين يا ابني، صهيب اتجوز بعد ما سبيل سافرت واستقرت فـ باريس، وخبينا عليها لاننا كنا عارفين هى قد ايه بتحبه، وده السبب اللى خلاني ابعت لها تنزل، كنت خايف عليها من أبوها يأذيها هو ومراته لو جرالي حاجة، فكرت اسيبها فـ حِمى راجل يحافظ عليها ويحميها من علي ونرمين، ماكنتش أعرف اني هسلمها بإيدي للعذاب بدل ما أحميها منه، خد بالك منها يا شريف، حطها فـ عينيك لغاية ما أجي بنفسي اطمن عليها.
شريف: ما تقلقش عليها يا خالي، دي بنتي قبل ما تكون بنت أختي، دي هي اللى باقية لي من ريحة الغالية
عمران بتنهيدة اشتياق: حنان الله يرحمها كانت غالية اوى عندي انا كمان، كان ليها مكانة فـ قلبي أكتر من ولادي عشان كدا جوزتها لـ علي، لكن لكل أجل كتاب، أراد ربنا انها تمشي وتسيبنا بدري، ومن رحمته بينا ساب لنا نسخة صغيرة منها، عشان كل ما تكبر قصاد عنينا مانحسش بغيابها.
شريف بحنين: عندك حق يا خالي سبيل نسخة طبق الأصل من حنان فـ كل حاجة، ويمكن ده السبب اللي هيجنن نرمين هانم
عمران بحزن: حيّة قدرت تبخ سمها فـ ودن وقلب علي، خلته يكره بنته من صغرها لما سمعت من فاطمة ان علي كان بيحب حنان وان سبيل صورة منها فـ كل حاجة
شريف: وعمتي فاطمة تقول لها ليه بس يا خالي!!
عمران بتنهيدة حزن: يا ابني نرمين ماحدش بيقول لها حاجة، هى عندها عادة، غاوية تلميع أوكر، يلا مسيري هقـtـعلها ودانها اللى بترميها ع البيبان دي.
شريف: ربنا يهديها، المهم ماتزعلش انت نفسك يا حبيبي وما تقلقش ع سبيل، ان شاء الله هتبقى كويسة ولما تفوق هطمنك عليها.
انهى شريف المكالمة مع عمران وخرج من اوضته راح عند سبيل يطمن عليها، شاف فريد قاعد جنبها والخوف الحزن ماليين عينيه، كلمه بهدوء وعرّفه انه فاهم مشاعره ناحيتها لكن خلاص ما عادش ينفع بكل المقاييس، وان كان فـ الاول عنده أمل حتى لو نسبة 1% انها تفكر فيه، دلوقتى الأمل ده انعدم، واخده وخرج من عندها بعد ماشافها لسة نايمة بسبب الحقن المهدئة اللي أخدتها.
_____________________
مصر🇾🇪⬅قصر الشهاوي
فـ اوضة المكتب
بعد ما قفل عمران المكالمة مع شريف سمع خبط ع الباب وشافه بيتفتح ودخل منه شهاب
عمران: تعالى يا شهاب
شهاب بسعادة: انا عرفت مكان سبيل يا جدي، فريد ابن عمو شريف لسة قافل معايا وقال انها راحت لهم.. واتقلبت ملامحه للحزن فـ نفس اللحظة: بس قال انها وقعت من طولها اول ما وصلت وجابولها الدكتور
عمران بحزن شديد: عارف يا شهاب لسة عمك شريف قافل معايا وقال نفس الكلام
شهاب: طيب ناوي ع ايه؟
عمران بحزم أخد قراره: بكرة هنسافر لها أنا وانت، بس مش عايز مخلوق فـ القصر يعرف هى فين وخصوصا أخوك، فاهمني يا شهاب؟
شهاب بطاعة: حاضر يا جدي، بس هنقولهم ايه؟ مسافرين فين وليه؟
عمران بنرفزة: ماحدش له حق يحاسبني ع تحركاتي انت فاهم!! وان كنت قلقان، ابقى قول لهم اننا مسافرين ندور ع سبيل ومش هنرجع غير لما نلاقيها
شهاب باستفسار: معنى كدا اننا هنطول هناك وهنرجع بيها؟
عمران بتأكيد ونفى فـ نفس الوقت: هنطول أه، شهر، أتنين تلاتة، لغاية ما نطمن عليها وتعدي ازمتها، لكن مش هنرجعها، إلا إذا هى حبت ترجع معانا، وده اللى انا بتمناه يا ابني انها ترجع بخُطرها ورغبتها
شهاب: طيب وناوي تعمل ايه مع صهيب هتخليه يطلقها؟
عمران بجدية: هو انا كنت بجوزهاله عشان أخليه يطلقها يا شهاب!! انا بس عايزه يعرف قيمتها وهو اللى يتمسك بيها حتى لو كان من باب العِند فيا، مش حبا فيها
شهاب: بس كدا صهيب عمره ما هيعرف قيمتها يا جدي، لانه بيحب سها ومش شايف غيرها، وممكن فـ اى لحظة يطلق سبيل من غير ما حضرتك تعرف، لانك زى ما قولت هو رفض يطلقها بس عشان بيعاندك مش أكتر
عمران بثقة: أخوك عمره ما هيعمل كدا، وحتى لو هيطلقها هيجي لغاية عندي ويقول قبل ما يعملها لانه ما بيحبش الغدر
شهاب باندهاش: انا نفسي أعرف حضرتك جايب الثقة دي منين؟!
عمران: أنتوا من صلبي وتربية إيدي يا شهاب من اول أبوك وعمك لغاية المفعوصة يمنى، لو ما عرفتش كل واحد فيكم بيفكر ازاى ودماغه فيها ايه وطبعه واسلوبه ايه، أبقى ما عرفتش أربي، عرفت بقى ثقتى جات منين؟
شهاب: عندك حق يا جدي، صهيب فعلا ما بيحبش الغدر.. سكت شوية فكر فـ حاجة ورجع كمل كلامه.. بس مش يمكن سها تخليه يعمل كدا من وراك يا جدي خصوصا انها اتفاجئت بجوازه هى كمان؟
عمران بنفس الثقة: ودي برضو ما يعملهاش، لأن صوته من دماغه وعمره ما سلم ودانه لحد مهما كان بيحبه، وده الفرق اللى بينه وبين عمك، الاتنين اتجوزوا جوازات خايبة، لكن واحد سلم دماغه لحرباية تلعب بيها براحتها، نسته حبيبته واللى منها، والتاني ما شافش اللى بتحبه واتعمى بحب سوسة، لكن ماقدرتش تركب دماغه ولا هتقدر تركبها
شهاب بتهليل: الله أكبر، يا جدوو يا جامد، ده انت طلعت عاجنهم وخابزهم وعرفت طعمهم كمان.
عمران وهو بيحط إيده ع شعره: يا ابني، الشعر الأبيض ده مش مجرد شيب فـ الراس، كل شعراية بيضا من دول خدت من عمري سنين اتعلمت فيهم اقرأ الناس وافهمهم من نظرة عينيهم كويس، وإلا ماكنتش أبقى صاحب أكبر مجموعة شركات استيراد وتصدير فـ العالم.
شهاب بحب: نفسي اعرف اقرأ الناس زيك يا جدي، علمني بتقرا الناس ازاى بالله عليك
عمران: هى مش بالعلام يا شهاب، دى حاجة بتيجي بكتر العلاقات والتجارب وطول ما السنين بتاخد من عمرك وتختبرك هتعلمك، ومش شرط تكون عجوز ومهكع زيي عشان تفهم الناس بسرعة، ممكن وانت فـ سنك الصغير ده تفهمهم، زى ما قولتلك بكتر العلاقات والتجارب، يلا قوم أحجز لنا تذاكر السفر وما تعرفش حد فاهم؟
شهاب: القعدة معاك ما يتشبعش منها يا جدي، خليني قاعد شوية كمان
عمران بحزم: قوم يا شهاب اتحرك روح ظبط امور شغلك وجهز للسفر وانت ساكت، قدامنا سفر طويل وهنقعد مع بعض كتير، يلا .
شهاب:حاضر يا جدي، بعد اذنك.
قام خرج بالفعل شهاب من المكتب وساب عمران رجع لتفكيره من تاني فـ احفاده الاتنين وفـ العذاب اللي ملا قلوبهم بعد اللى حصل بينهم
______________________
فـ الصالون
فـ نفس الوقت بعد ما خرج عمران راح المكتب وشهاب قام يتكلم فـ التليفون، قعدت نرمين تتعصب ع علي قصاد فاطمة وعادل بسبب اللى عمله عمران فـ ابنها.
بصت لها فاطمة بغضب وزعقت بعلو صوتها: نرميييين، أتهدي واحترمي وجودي، صوتك ما يعلاش هنا، عايزة تتخانقي انتي وجوزك يبقى فـ جناحكم وبابكم مقفول عليكم، مفهوم ولا لأ؟
نرمين بعصبية أكتر وغيظ لـ فاطمة: بقولك ايه يا ست أنتي، ما تدخليش بيني وبين جوزي، وقولي لجوزك اللى كبر وخر …….
قاطعها عادل بغضب وهو بيقف : عليييييي، خد مراتك وأطلع فووووق، وعلمها ازاى تتكلم مع أمك بأدب، وعرفها ان عمران الشهاوي دماغه توزن بلد… وبص لها بغضب أشد وكمل كلامه.. وكلمة زيادة غلط فـ حقهم ما تلومش غير نفسها
نرمين بنفس الغضب لـ عادل: لااااااا بقى، شغل البلطـ*ـجة والتهـ*ـديد ده مش عليا، أنا أعمل اللي يعجبني وأتكلم ع كيفي، وأه يا عادل، ابوك كبر وخرف، لما يحبس نادر فـ اوضته ويسيبه كدا من غير أكل وشرب ومن غير اى حاجة تسليه لغاية ما يتجنن، يبقى كبر وخررررف.
عادل قرب منها وعينه حمرا من شدة الغضب، وفجأة رفع إيده وبكل قوته نزل عليها بقلم ع وشها، من قوة الضربة نرمين اتفاجئت ووقعت ع الأرض، وقرب منها بملامح كلها احتقار: أنا ماليش Dـرب عليكي، كان المفروض القلم ده جوزك أولى بيه مني، بس انا عارف ومتأكد إنه مش هيعملها، القلم ده عشان تتعلمي الأدب يا نرمين، وتعرفي تحترمي أصحاب البيت اللي بتاكلي وتشربي من خيرهم، وعايشة متنعمة ومتكبرة ع الخلق بسبب اسمهم ومكانتهم.
بعدين لف بوشه لـ علي وهو مكشر ومتعصب: خد مراتك واطلعوا من هنا، ويا ريت متظهرليش خالص، وإلا ما تلوموش إلا نفسكم ع اللي هعمله.
قام علي فعلا وأخد نرمين وطلعوا جناحهم وهى متعصبة وبتزعق معاه وبتتهمه انه عديم الشخصية وسايب ابوه واخوه يتحكموا فيه وفيها وكل شوية حد منهم يهـ*ـد*هم.
أما سامية قربت من عادل بقلق وخوف وقلبها مشغول بصهيب وسبيل وكل اللي حصل: انت كويس يا عادل؟!!
عادل بتعب من كتر الضغط والتفكير وشدة الغضب قعد مكانه وبتنهيدة قلق هز دماغه يمين وشمال: لأ، مش كويس يا سامية، حاسس أن قلبي هيقف من كتر الوجع اللي فيه، مش عارف الاقيها منين ولا منين بس، وبعصبية.. من ابنك اللي بقول عليه عاقل واللى عمله فـ بنت عمه، ولا من اللى مشيت وما نعرفش راحت فين، ولا من ست نرمين وقلة أدبها، ولا من غضب بابا اللى هيطول الكل، أنا تعععبت، وبتنهيدة.. تعبت من كل حاجة بتحصل حواليا.
فاطمة بحزن: سلامتك من التعب يا قلب أمك، سلمها لله يا ابني وسيبها تمشي زى ما ربك ممشيها، اللي دبرها أكيد هيحلها، ويكتب الخير والصالح فـ الأخر، قوم يا حبيبي خد مراتك وأطلعوا أرتاحوا انتوا كمان شكلكم مانمتوش من امبارح.
عادل قام وقف وقرب من فاطمة بهدوء باس راسها وإيدها: حقك عليا يا ست الكل، غصب عني اتعصبت وعلّيت صوتي فـ وجودك، سامحيني
فاطمة بابتسامة ونظرة حب: هو انت عملت حاجة تزعلني يا عادل عشان تطلب السماح؟ انا عارفة انك اتعصبت لما مرات اخوك اتجاوزت حدودها زى عوايدها، وهو كالعادة ساكت وضعيف قصادها، وبوجع مالى قلبها ع ابنها اللى اتغير حاله.. مش بعيد تلاقيها دلوقتي، بتديله فـ جنابه عشان ما وقفش قصادك لما Dـربتها، ما هى قادرة، قدرت تغيره وتقلبه ع الكل، لدرجة انه سامع غلطها فينا وساكت.
سامية باستغراب لـ فاطمة: عندك حق يا ماما، علي اتغير خالص من يوم ما اتجوزها، تحسيه بقى واحد تانى غير اللى نعرفه.
فاطمة بحزن: منها لله، قدرت تسيطر عليه، خلته رمى بنته ونسيها خالص، واتغير معانا احنا كمان، يلا اللى حصل حصل، قوموا قوموا أطلعوا جناحكم ارتاحوا شوية من الهم اللي احنا فيه ده
عادل وهو بيقوم من مكانه وقبل ما يتحرك: ومين بس هيعرف يرتاح يا أمي بعد اللى حصل، بس أهي محاولة يمكن أعرف انام شوية، بعد أذنك .. وبص لـ مراته.. يلا يا سامية
وبالفعل طلع عادل وسامية يحاولوا يناموا شوية وسابوا فاطمة قاعدة مكانها والحزن كاسي عيونها ومالي قلبها ع أحفادها واللى بيجرالهم، ومش عارفة تعمل ايه عشان ترجعهم تاني لحضنها.
_____________________
اوضة صهيب
فـ نفس الوقت، بعد ما طلع صهيب وسها أوضتهم، أول ما الباب اتقفل، سها انـfـجرت فيه بغضب، بس صهيب ما ردش عليها، وقعد على أول كرسي قابله، وملامحه كان شكلها غريب جدا، عينيه كانت حمرا من شدة الغضب، وكأنه برkـان ممكن ينـfـجر فـ أى لحظة، والـnـار اللي جواه بتاكل فيه بصمت، لو خرجت كانت توLـع المكان كله باللي فيه.
سها بغضب أكبر بسبب سكوته وعدم رده عليها اتعصبت أكتر وصوتها بقى عالي: هتفضل سااااااكت كدا كتيييير؟ بقوووولك فهمنييي اللى حصل تحت ده؟ ما تسبنيش بكلم نفسي كدا، رد علياااااا.
صهيب بكل الغضب اللى جواه، كأنه عاصفة قوية مكتومة ع وشك الظهور وهتاخد كل حاجة فـ طريقها، وبملامح مشدودة كأنها بتعلن الحرب: سهااااااا، صوووووتك ما يعلاااااش تاني انتي فاهمة؟ وياريييييت تسكتي خاااالص وما تفتحيش بُقك فـ الموضوع ده بالذات.
سها بنفس الغضب: مش هسكت يا صهيب، أنت اتجوزت علياااا، عاااااارف يعني ايييييه؟ يعني خُنتني…. وهي بتشاور بإيدها ع الأوضة والسرير.. يعنى أنا نايمة هنااااا وانت كنت فوووووق مع واحدة تاااااانية غيري، وتقول لي أسكت، لاااااا يا استاذ، ده انا ههد الدنيا ع دماغ الكل
صهيب: أنتي عااااايزة ايييييه في ساعتك دي؟
سها: عايزة أعرف مين سبيل دي واتجوزتها أمتى وليييييه؟
صهيب بنفس غضبه وعصبيته: عايزة تعرفي!! ماااااشي، سبيل دي تبقى بنت عمي اللى كانت ماسكة فرع الشركة فـ باريس، اتجوزتها من شهر وامبارح بس بقت مراتي رسمي، اما ليه دي بقى ما تخصكيش يا سها، ارتاحتي كدا!! ممكن تسيبيني بقى ارتاح لانى تعبان وعايز انام؟… قام من مكانه وسابها واقفة هتطق من الغيظ ودخل الحمام ياخد شاور بارد وهو بيتمنى أن الماية تبرد Nـار قلبه وتطفي الغليان اللى جواه، وبعد شوية وقت لبس هدومه وخرج راح ناحية سريره من غير ما يتكلم وفرد جسمه عليه من كتر التعب والتفكير فـ كل حاجة.
سها قربت منه بهدوء وبحزن: هونت عليك يا صهيب تعمل فيا كدا؟ بقى تخلينا نمشي من القصر انا وابنك عشان تتجوز!!
صهيب اتعدل فـ قعدته وضمها جوة حضنه وبوجع: غصب عني يا حبيبى والله، انتي عارفة اني من يوم ما عرفتك وحبيتك وما فيش ست تملا عيني غيرك.
سها: طب لما هو كدا اتجوزت عليا ليه يا بيبو؟
صهيب بتنهيد: حبيبتى مش هينفع اقولك ليه، بس كل اللى هقدر اقوله أني سِبتها بفستان فرحها وجيتلك انتي، وبهمس لنفسه سمعته سها.. ودي فـ حد ذاتها كارثة عند جدي
سها خرجت من حضنه وتنت رجليها الاتنين وقعدت عليهم ومسكته من ياقة التيشرت: يا سلام، طب واللى حصل بينكم امبارح ده بقى تسميه ايه يا سي بيبو؟
صهيب مسك إيدها اللى ماسكة بيها هدومه وباسها وبحزن: أهى دي بقى كارثة تانية، ادعي ربنا انها تعدي ع خير
سها: اسمع كلام جدو يا بيبو وطلقها.
صهيب غمض عينه بوجع وبيهز دماغه يمين وشمال: ما ينفعش يا سها.
سها بعصبية: وماينفعش ليه بقى يا استاذ؟ تكونش بتحبها ولا تكون سحرالك عشان تفضل معاها؟!.
صهيب أخد نفس وخرجه بهدوء: لا دي ولا دي يا حبيبتي، الحكاية كلها إنها أمانة واتعلقت فـ رقبتي عشان كدا ماينفعش أطلقها.
سها بغيظ: ماليش دعوة انا بالكلام ده، انت تطلقها وتشوف حد غيرك يشيل الأمانة دي، إما تطلقني انا وخليك بقى مع ست أمانة بتاعتك دي، قولت إيه؟
صهيب: ما تصعبيش الأمور عليا يا سها لو سمحتي.
سها: لأ يا صهيب انا مش بصعبها، انت اللي بتعقدها.
صهيب باستغراب: أنا اللى بعقدها؟!!
سها: آه انت، طلق بنت عمك زى ما جدك قالك وكل حاجة هترجع لطبيعتها، وانا هنسى خالص اللى حصل واعتبرها نزوة وعدت.
صهيب بنرفزة: مش هطلق سبيل يا سها مهما حصل، وياريت تقفلي ع الموضوع ده وماتتكلميش فيه تاني.
سها قامت وقفت ورايحة ناحية الكنبة وبعصبية: يبقى تطلقني انا يا صهيب، ما هو انا مش هقبل واحدة تانية تشاركني فيك، والاختيار ليك، يا أنا يا هى.
صهيب بعصبية: ولا انتي ولا هى، انتوا الاتنين هتفضلوا ع ذمتي مش هطلق أى واحدة فيكم، وبعدين قرب منها بهدوء وحب: هى خلاص سافرت وبعدت يا سها، انا معاكي انتى هنا يا حبيبتي ومافيش حد هيشاركك فيا، ما تقلقيش.
سها بنفس عصبيتها: يعني مش هتروح ترجعها؟
صهيب: أرجعها منين بس، هو انا اعرف هى سافرت فين؟! وبعدين انتى سمعتي جدي بنفسه قال انها كتبت ما حدش يدور عليها، يعني نامي واطمني اني معاكي وبس.
سها جواها: انا مش هسكت غير ما اخليك تطلقها، وبصت له بابتسامة: وماله يا حبيبي، طالما انت معايا مش مهم اى حاجة تانية.
وبالفعل بعد شوية وقت قدر صهيب يطمن سها ويهديها عشان تنسى اللى حصل منه، وجواه قرر انه يدور ع سبيل فـ كل مكان عشان يرجعها ويعتذر لها وعشان يقدر يحافظ ع أمانة جده اللى حطها حوالين رقبته.
في سبيل صهيب بقلمي✍️____لبنى دراز
قدري: وبعدهاااالك عااااااد يا رسلااااان، أنت ما نويش تجفل خشمك اللى بينجط سم ديه؟
@:…….؟؟؟؟


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1