رواية بيوت الصفيح الفصل الرابع 4 بقلم زهراء السراي

 

 

رواية بيوت الصفيح الفصل الرابع بقلم زهراء السراي


.
الفقدان… 
ليس مجرد لحظة تمر
بل عمر كامل من الحنين المؤلم
هو أن تصحو كل يوم على وجع الغياب
وأن تبحث عن وجهٍ لن يعود
وصوتٍ خفت في زوايا الذاكرة
.
صِبى
____________________

الموت مو بس نهاية
هو فجوة تبقه مفتوحة بكل زاوية من حياتنا
يجي بلا ميعاد
يخطف الغالي ويخلينا نواجه صمت ما بي جواب

الفقدان مو بس غياب جسد 
هو غصة بكل نفس ودمعة بكل ضحكة
هو ذاك المكان الفارغ
الصوت اللي بعد ما ينسمع
والعيون اللي نفقدهة بكل لحظة 

يمر الوقت بس الوجع ما يمر
نتعود على الغياب بس ما ننسى
نضحك گدام الناس 
بس بداخلنا كل ليلة نسألهم
وينكم
الموت قاسي بس الأشد قسوة
هو نعيش بعدهم
واحنا نعرف إن همة ما راح يرجعون 
.
.
گاعدة على تلة التراب اتابعه يفتر بين اكوام الزبالة
يحركها بالعودة گدامة يلتفت يرفعلي أيدة
ويضحكلي مثل كل مرة رفعتله ايدي وسندت راسي
مثل كل مرة على حجارة جبيرة اغمض عيني
أنتظرة يخلص شغل ونرجع للبيت

اخذتني اغماضة عين واجاني وراهة همسات وصوت رضا

-صِبى گومي ارجعج للبيت
دنيا غروب

فتحت عيني امسحها
والرؤيا ضبابية بسبب اغماضة اجفاني

حجاهة بصوت رايح
-تتخيلين والله مثل كل مرة
امشي وياي

مشيت على مضض عبرني الجدول
ودگ الباب طلعت خالتي من الباب باوعتلي

-راح تموتين ولجججج
سحبتني ورضا يحاجيها
-وكليهة خالة وبالكم عليها
هزت راسها ودخلت بيه

اباوع عليهم غِنى بيدها كتبها تگلب بيهن جذب
بس حتى تشغل نفسها مُنى گاعدة ساكتة وعينها عليه وجها حزين خالتي تسحبني للغرفة ابويه نايم ولا كأن صاير شي

هزتني خالتي حيل ولزمت وجهي

-روووووحيله ضربي صيحي صرخي حتى لو تموتي
اخذي ثار حزنج منة روحي
راح تموتينه وتموتين روحج عبالج مانحس
اني مرت ابوكم الحقيرة الماعدها احساس
كسر گلبي وراح
من گد ماتحبه امج ماتت وهي توصيج بي وانت
جاهلة عمرج مابي تسع سنين
عبالج هين يروح هيج من بين ادينه بذنب هذا
الگ***د النايم
اخواتج عينهن منج البيت غطا السواد
راح هو الجبير وانت بقيتي مكانه لأخواتج
توعين على نفسج لو اوعيج اني

-خالة فدوووة 

بجيت وهي وگعت دموعها

لطمت على وجها

-ولج يافدوووووووة تخبلتي تحجين ويه هدومه
تحاجين مخدته تگعديله يم المقلع تنتظرين جيته
والله حرام عليج ولج يتعذب لأن تبجين
ينقهر عليج من جنتو صغار وابجيج لو اصيح عليج
يكتل روحة ويعاركني شلون بجيتج
ترضيها هسة يشكيني لأمج يگلها
اختج مامسحت دمعة اختي 
امشيله هوووو السبب ولج سكرررران
واخوج لفا التراب

باوعتلة غافي عالفراش مشيت تاركتهة وهي تأنبني على وضعي دخلت الغرفة لحگتني غنى
قبل لا افتح خانة ملابسه

-عوفيها فدوة 

سدتهة قبل لا افتحهة دفعتهة بقوة وگعت على جانبهة
فتحت الخانة وگعدت اسفط الملابس مثل كل يوم
اباوع لتشيرتاته واسولف

-هذا تكرهه لأن رگبتها هادلة وعريضة
وهذا العلامة تحك رگبتك وگصيتها حتى ماتضوجك
وهذا البنطرون صار گصير سويته الك برمودا
وهذا التراك تحب لونه لأن يطلعك ابيض 
وهذا القميص مال المدرسة
احتفظت بي بلكي ترجع وتلبسه
هاي كل شي موجود بس انت ماموجود
شعندي عايشة وشعندي اتنفس
وشلون باقية وصابرة فرقد أرجعلي بروح أمي 

غطيت راسي بالملابس وبجيت و غِنى حاضنه كتافي
تواسيني ساعة وساعة تلومني
-كلنة خسرنا
بس انت راح تخسرين حتى نفسج
لا داومتي ولا جاي تگدرين تعيشين
-مااگدر ولا ارييييد أعيييش 

سديت البوفية وتمددت بفراشه وعيني عالسگف
واجتني ريح ذكريات الشهرين الفاتن وهبت تواسي
جفوني المشتعلة دمع واسترجعت ساعات مصابه
.
فوضى وهوسة كل شي جاي يصير فوق طاقة تحملي كلشي احسه حلم عابر ركض وصياح 
اطباء وممرضين الكل يركض وصياحهم وتوجيهاتهم
ومحاولاتهم ان يوقفون النزف
ويسيطرون علي 

ابوية على سدية وفرقد عالثانية اني هناك بالزاوية جاثية بعيد عنه بس روحي تركتني ووگفت يمه
ايدية وملابسي مصبوغات دم ورضا واصدقاءه
يفترون حوالي مثل الطيور المفجوعة
نص ساعة من العذاب
والانتظار انتهت بكلمتين

-البقاء لله 

صرخة رضا وهو يجثو يم اقدام فرقد
ويبوسها
واصدقاءه اللي تجمعو يحضنو
واني الگاعدة
وعيني ثابتة علي
اكاد اجزم اني اشوفه ماشي ناحيتي
بنفس ملابسه
مبتسم گعد گبالي واختفت الأصوات وهو يحضني
سكنت اوجاعي
وهدأت بعد مااطمأنيت

-الحمد لله الحمد لله مابيك شي 

ثواني ورفعتني أيد رضا من الگاع
واختفى فرقد وظهر گدامي
وجه رضا وعيونة المليانة دمع وصوتة الباكي
وهو يسحبني ويا ماشي يم السدية اللي مغطين عليهة فرقد
تجمدت
ماعرفت شسوي
غير احضنه
واغمض

رفعني رضا وتسارعت الأجراءات تحت صدمتي
واني اباوع لكل شي يصير حواليهاخذو ورفضو يسلمونه خلو بالثلاجة رجعني رضا
واني عيني عالمستشفى صمت غريب
اصابني واحس بفراغ وهوة عميقة انتصفت بنص روحي
هووو غيابه فتح هالحفرة وفرغ الباقي من الحياة بداخلي وغاب 
صياح ونواح ولطم وصراخ وجيرانه البسطاء
اللي يشاركونة ذات الفقر والمعاناة
كلهم حولنا خالتي اللي تبجي
واخواتي اللي يحتضنوهن الجيران يوم مرير
مر ماحاسة بي بشي بس وجوه مشوشة 
واصوات متداخلة كل شي انتهى بصبحية اليوم
الثاني من ارتفعت اصوات الصراخ
صادرة من نساء الجيران
طلعت بروح هايمة واني اشوفهم ينزلون التابوت
وگفت هناك واني اشووف احلامي طموحاتي
كل شي بوجودة
انرفع وية رفعة تابوتة عالاكتاف وارتفاع الصياح

-لا اله الا الله 

تتردد بمسامعي
وتحت بكاء الكل ودموعهم
ركضت حافية خلفهم واني اشوفهم يصعدون
التابوت بسيارة تويوتا دبل قمارة
لمحني رضا واني احاول اصعد يم التابوت
تحت رفض اصدقاءه الباكين ونحيبهم
امسك رضا بأيدي
ممشيني للسيارة
وهو يصيح امه

-يمممممة تعاي

اجت امة اللي مجرحة الخدود بلطمها
وهي تستفسر

-هايمه

-صعدي يمة صعدي وياها راح تموت 

صعدت ام رضا ومشت السيارة لوقت غير معلوم
طول الوقت ملتفته ليوره
لبدي السيارة وعيني عالتابوت بكل خيالاتي
ماتوقعت ان حبيبي راح يكون متمدد بي
جنت اتعب من النظر واسند راسي على كتف
ام رضا وبس يرتاح الالم اللي برگبتي
ارجع استدار
وصلنة أرض النجف ونزلو الشباب
نزلت مسرعة وراهم
حر الگاع مااحس بي بسبب حرارة روحي
مشو مسرعين يتلقفون تابوت
صديقهم وبصوت حزين يكبرون واني وراهم ماشية
باوعت وهمة يفرون التابوت حول
الضريح

ناجيت الأمير بسري

-سيدي حبيبي أبو الأيتام اني من دون فرقد يتيمة
بحقك ومكانتك عند الله خلي يبقى
وياية هو دنيتي
ومن بعدة الموت والخراب
يامولاي اريد اغمض وافتح وهو يمي

غمضت اجفاني مسنودة على
كتف ام رضا

واقسم اني حسيت ببرودة كف مرت على وجهي
وصوت فرقد الهامس

-يمج اني صِبى نامي ارتاحي

ابتسمت بداخل روحي
وبرودة شديدة حلت بأوصالي لثواني
فتحت عيني وخالة ام رضا تعدل حجابي
وترتب رداء الصلاة اللي لبسته اليه
من نزلنا

-سودة بوجهي امشيي يمة طلعو بأخيج

مشيت بدون هدف
وعيني متشوشة تباوع منا ومنا ومنا عالناس
لحد ماحطت عيني عليهم بالشارع
وهمة يرجعون التابوت للسيارة
ورضا يصيح

-يووووم

التفتت امه وهي تگعدني بالسيارة
وهو انثنى وگعد بالگاع ساحب رجلي
يلبسني جواريب سود وشحاطة
ويعدل گعدتي
وانطلقت السيارة للوادي تطوي المسافة
كأنهة مستعجلة تدفن روحي كل شي جان جاهز
الحفرة والدفان ونور عيني اللي مكفن ومتمدد
الا روحي ماجانت جاهزة
ولا متحظرة ولا راح تستوعب غيابة
عن عيني وحياتي ارتفعت الأصوات اللي
تلقن الشهادة

وانتهى كل شي واني جامدة معقول هاي هي
كل شي انتهى بثواني اندفن بهالسهولة
انكفيت على وجهي مو حاسة بشي
لوقت غير معلوم
اسمع صوت رضا متذبذب

-يمة نطلع بيها للمسشفى

-لا يمة هاي نفسها طبيعي بس يمه
حگها رويحتها هذا والله تتسودن
ورا

-يمة خايف عليها

-اي يمة اي 

فتحت عيوني ووگعت عيني على رضا
اللي يدخل بشعري تحت الحجاب

كمية القهر اللي شايالتها عيونه باوعلي
وخانتة دموعه ووگعت
سحب راسي يسندة على كتفه
وحركة كتافه واهتزازها توضح انهيارة
التام توقفو بنص الطريق اشترو مي
وجاي شربو ورجعو صعدو

مااعرف شلون مر الوقت ولا اعرف شلون
وصلنه
البيت مفتوح والجيران مالين البيت يومين عزاء الكل واگف ويا اهلي عزاء صغير بسيط
ببساطة وصغر عمرة 
باليوم الثالث جابو ابوية من المستشفى
الضربة بكتفة لافينه
دخل منزل راسة ماحجه ويا احد اني صافنة
ومكان فرقد بالهول صار مكاني
اتمدد وانام

لا احجي ولا اكل ولا اجاوب احد
باليوم الخامس خلص كل شي
وانتهى وجودة وراحت الناس

غِنى و مُنى مگابلاتني ووجهن الحزين
يبين الوضع راح وفقدناه
ابوية بس نايم ومالة حس خالتي
تدخلة الاكل وتطلع

بالليل نامو كلهم وخالتي نامت
واني يم البوفية اگلب بملابسة
الفجر اندگ الشباك
مرة مرتين ثلاثة واني گاعدة 
مشيت ناحية الشباك فتحتة
باوعلي رضا بعيون ذبلانة تعب وسهر

-شلونج اليوم 

-ماادري

-تعبانة مريضة اخلي امي تاخذج لدكتور

-راح تطلعون للشغل 

-اي 

-انتظرني اروح وياك 

-متطلعين بعد

-اخاف علي 

-راح لرب ارحم مني ومنج

-رضاااا

ترقق صوته بحزن وهو يشوف دموعي

-اني ادري بي راح
بس تجي ساعات اشوفة والله گدامي

-لأن تحبي ترحميله واقريلة قرآن

-ليش هو يموت 

-لأن يومه

-وسلمان ابن الخبازة

-انسجن 

-ابوية السبب 

-راح يعيش طول عمره بالذنب 

سرح دماغي وكأني تبدلت واني احاجي

-بالك على فرقد بس تطلع الشمس اجي اشوفه 

نزل راسة حزن ولزم ايدي

-شتحسين بس احجيلي 

-مااحس شي بس گلبي فرغ من البشر
وفتحة عملاقة أبتلعت كل حبي للناس
ومابقى بس حبة هو بگلبي 

صفن بوجهي باس ايدي وطبطب عليهة
وكأنة أستجاب للحظات جنوني المفاجئة وجاوبني

-باوعي لتطلعين ورا للمقلع ترى يزعل
راسلي وهو يرد عليج خوش

هزيت راسي وتركني مودعني دورت تلفوني لگيته طافي شغلتة وبقيت گاعدة عيني علي
بس طلعت الشمس راسلته

-فرفور لا تخلي گلبي مشغول جاوبني
ترة اجيك

دقايق ورن التلفون برسالة
منة

فتحتها

-صبيوة عيب لاتجين شيگولون علية
جاهل

بست الشاشة وحضنت التلفون
وتمددت بالفراش
عقلي مذعن للواقع ويدري بي راح
بس گلبي شيقنعه
والتلفون ادري بي عند رضا بس عقلي الباطن
يحاول يهديني 

وهيج مرت ايامي
تجيني لحضات ادراك ادري بي فارگني
وتجيني ايام اگابل المقلع
واصدقاءة اللي يشتغلون واتخيلة 
بينهم

داومن اخواتي واني بعدني بانتظارة
مثل كل سنة يجهزني بمبلغ بسيط
وبما ان هو مااجة اني ماداومت

ليش احس كل شي ماصخ وماله معنى
بغيابه ليش احس حياتي توقفت وية ذيج اللحظة
وهيج مرت الشهرين

فزيت من ذكريات ذيج الأيام على
صوت غِنى وهي تصيحلي

-صباوي هاي فطومة اجتج

فتحت الباب ودخلت شافتني بفراشة
اجت گعدت بصفي
مثل كل مرة مواساة بدون كلام
تبجي يمي وتبث حزنهة الخفي بجوفي
وتروح

قصة حب قصيرة انكتبلها الموت قبل
لا تورد وتنطي ثمارها مدت ايدها تحضني
-صِبى 
-ها
-ليوين يبقى هالألم بگلبنا
-اني راح يبقى وياي للموت
بس انتم راح تعيشون
-والله احبة شلون انسى

-كلكم تحبو بس تعيشون
بس اني ماانسى اني عشت بي
ومن خلاله وعلموده

كتمت دموعها بيدها وگامت

-تجين يمي شوية اني وامي والبنات

-لا اخذي غِنى و مُنى ضايجات

طلعت اخذتهن وياها 

ورجعت اني للتلفون اعيد واكرر
الصور والذكريات والفيديوات
لحد مايطفى ويفرغ من الشحن 

ومرن بعدهة اسبوعين
هدأت واستقرت روحي
بعد ماعزف الفراق لحنة الحزين
بگلبي واستوعبت ان الدنيا خلاص
اخذت نصيبي من السعادة
ويا اطلاقة الرصاص الصابت
گلبه

كل شي يمر بتعب وكل شي لونه رمادي وفاقد الحياة بعدة فراقه وعدم وجوده
شتت كل شي حلو لمتنة حول الصينيةالبسيطة حتى ناكل

ابوية رجع للشرب بس تحسن كتفه
رغم شعور الندم اللي مبين علي
بس ماطول ورجع لطبعه
يطلع بالايام وية فلاح صديق
السوء اللي ممخلي مكسرة وعوجه ممسويها
يروح ويرجع بطله ويا يگعد بالهول يشرب بدون اي مراعاة لحزننا
كل شي بدأ يرجع لطبيعته اخواتي مستمرات بدوامهن واني لازلت احياناً انتظر فرقد
يدگ الباب وهو يصيح
- صباوي گلاص مي عطشان
وبدت آثار فراقه تبين من قلة اكل
لقلة مصرف ولو كان بسيط
وبيوم خالتي زهگت لأن البيت فارغ مابي لگمة اكل
غير مواد الحصة اللي عبالك حجار ومتنجرع بالاكل 
طلعت خالتي تسعى بلكي تحصل شي نصرف منه

بقيت بس اني بالبيت گاعدة كالعادة
اسفط ملابسه واحجي ويا اباوع لقميص الشغل مالته
مثقب ومدمر اسمنت ومواد بناء شفقته اللي مليانة تراب كلهن محتفظة بيهن بكيس
اطلعهن اباوع شگد جان شقيان وتعبان
بينما اللي بعمره يفترون يتونسون بالحدايق
والمجمعات تشتت انتباهي عن اغراضه واني
اسمع اصوات رياجيل وصوت ترگع وفوضى برة بيتنا
طلعت للباب ابويه مسنود عالباب
فتحتة باوعلي
-الزلم منا طبي 
اباوع سيارة حمل صغيرة
-شجاي تسوي هاي السيارة 
بعت الرمل والبلوك والمواد 
بهتت بوجهه وحسيت اني مااگدر حتى اجر النفس
-تعب فرقد 
حك جبينه وكمل رد وهو يباوع للسيارة تحمل
--اي راح لرحمة الله وحرام هالمواد تتلف نبيعهةنستفاد من فلوسها
دخلت واني بنيتي شي واحد
لبست عباية الصلاة وطلعت راكضة
عبرت من ورة ظهر ابويه وصحت بتعب
-هاي المواد مو للبيع صاحبها مموجود
توقفو الشباب الاثنين ووياهم السايق
-شنو عمي هنة مو مالاتك
ابوية سحبني ورا
-مالاتي يابة عذروها هاي بتي مريضة براسها 

دفعت ايدة اريد احجي
دفعني للبيت ولزم الباب وهو يحاجيهم
-جيييبو الفلوس فضوني والله وياكم
اجر بالباب ماكو دفعة علية ودخل يحسب فلوس صحت بي
-هسسسة ترجعهن
باوعلي ببرود ودخل للغرفة وسد الباب
دفعت الباب حيل ودخلت وراه
فز على صوت قرقعة الباب الجينكو
-شبيييييج لج 
-يابة 
-شتردين 
-رجعهن جابهن بدموع عينه واصابعة الرايحة من الگزاز والوصخ بالمقلع
-انجببببي ولا تدوخيني انباعن وخلاص
-مااانجب رجعهن حرام عليك كل فلس بيهن
-حلاااااال حلال مالت ابني وراح لرحمة الله
صحت بقهر 
-ليش مامتت انت وظل هووووو
صفن بوجهي
-ليش راح بعز شبابه حتى انت تعييييش -يااااااااساقطة
-انت انتتتتتت الساقط
وگف استعداد حتى يضربني
-اضررررب اضربني يارب اموووووت والحگه
اني شلوووون عشت ثلث اشهر ورا اكتلني موتني 
هجم علي وتلگاني بكفخات متتالية
دخلت ويا حرب هو يضربني واني ملخت وجهه تخرمش ويجري دم
گطعني واني النار الشاعلة بگلبي
مابردت ولا سكنت
-علمود نزززززواتك مات 
-بت الكلببببببببببب
دفرني وگعت يم الباب ملخت نفسي حزن وقهر
-ياريتك بدالة يازانييييييي
دخلت خالتي راكضة دفعت الباب
فات مني بصق بصفي وطلع مسرع
-الله لا يوفقك يارب ماتتهنى
گابلتني خالتي تمسح بوجهي
-كاااافي خلي يولي نخلص من شره
-باع البلوك والموااااد باع تعبة وراح يصرفة عالشرب
-طبة مرض خل يتزقنب عسى بالموووووت
گومتني وياها للمطبخ غسلت وجهي وتهدي بية
سحبتني ناحية الثلاجة وحجت
-شوفي
اباوع الثلاجة مليانة
التفتت السنگ مليان مخضر وصينية مسلفنة فوگا 
-منيلج خالة
-خل اصب الي والج ونسولف
فتحت الصينية لحم قوزي وحشو وتبسي
خلتة گدامنا اكلت كم لگمة وبطلت وهي تخلي گدامي
-شوفي هاي المنظمة تعرفيهم البين فترة وفترة 
يجون ينطونا مساعدات

-شبيهم

-اجة الولد مثل كل مرة لاگاني بنص الشارع
سلم علية وانطاني المقسوم بس اني استغليت الفرصة وحاجيتة

-على شنو

-على شغل شوفة عينج ابوج الشريف
مابي خير وهاي عايشين عالحصة بزرت بطونا من العدس گلت بلكي يدبرلي شغلة

-وشگال

-سكتي ربج فرجها گال محتاجين عاملة
بشركة

-عاملة شنو

-نظافة مااجذب عليج قبل هم واحد منهم من المنظمة طرح عليه
هالشغل بس ……

سكتت شوية ومسحت عيونها اللي لمعت بيهة الدموع

-بس رفضت من شفت فرقد جاي خيرة ووگف على رجلي گلت هاي هي هو زلمة البيت اني اكعد معززة مكرمة

باوعتلهة وجهة تعبان مو مال عمرها
والقهر ماخذ منها مأخذ هم انظلمت ويانة

-تگدرين خالة 

-ولج شتشوفيني خشيت بالعمرين اگدر
اشتغل

-وابوي

-طبة سل شسويله

-يمتة گالولج

-اطاني الولد رقمة وگال باجر الصبح تعاي
بعد اعتمد الصبحية عليج بالبيت

-خير ان شاء الله

ومابين روتين وشغل وذكريات
وسهر الليل اللي زاد اضعاف عن قبل 
طلعت خالتي ثاني يوم للشغل

واني استلمت مهام البيت متكاملة
عنهة رجعت بيومها بثلاثة الظهر
صح تعبانة بس وجهة مرتاح ويضحك
ومنطلقة تسولف

-ولجن ثارينه ماعايشين شلون منطقة شلون ناس شلون نظافة
-والشغل
-مااجذب عليجن متعب بس بي لذة وهاي اول راتب
مدت ايدهة مطلعة جزدان من صدرهة
-ثلثمية وخمسين الف 
باستهن وخلتهن على گصتها
ضحكت مُنى وشمرت نفسها عليها

-يمة جيبلي جنطة لولو كاتي

-هاااااي اول شغلة اشتريها تشلعين عيني
-شعجب انطاج راتب بأول يوم
-المدير فد ادمي گال حتى تشتغلين بهمة ونشاط
سحبت خمسة خلتها بيدي
وخمسة بيد غِنى 

-اشترن بيهن
وذني راح ادفنهن عند ام رضا ابوجن مثل الكلب البوليسي مايخلي على حالي حال اذا عرف

طلعت و غِنى هزت ايدها

-هي ياالله الخمسة شتسوي

-القناعة غِنى القناعة مهمة

-قناعة وية الفگرررررر ماترهم حبيبتي

دارت وجهة وطلعت وهاي صار فترة
مختلفة لهجتها ومتوترة وضايجة دائماً

حجتلي فاطمة ان هي مشتكيتلها من درس
الرياضيات ضعيفة بي وتدري
مانگدر على فلوسه وبالفعل اجت
بيوم عيونها طاگة دموع بسبب رسوبهة
بدرس الرياضيات بالشهريات

وهيج مرن شهرين على شغل خالتي
ابوية عرف بيهة تشتغل
وتعاركو مرة مرتين عالراتب گالتله غير الخمسةوعشرين الف ماالك يمي الباقي نعيش بي

ومرت خمس اشهر على فراق الحبيب
أيام وتمر بثقل ومايهونها علية غير صورته
وصوته بالفيديوات ووجود رضا ومواساتة
بأيامهة سنة جديدة داخلين على ٢٠١٢
وبعدهة امتحانات نصف السنة

حاولت ويا غِنى ادرسها رفضت
واصرت عالدرس الخصوصي واجتني
بيوم فرحانة بأن المدرس يكون اخو
صديقتها ووافق ياخذها مجاناً
گلتلها مستحيل نقبل هالشي
وگفت بوجهي 
-ممنوع ترحين وتنهان كرامتج گدام زميلاتج ويگولون اشفق عليها ودخلها مجاناً
-تركي عنج الشعارات الرنانة والخطابات
الفگرررررر والكرامة بعيييدات عن بعض بعد السما عن الگاع 
-مو زحمة تتفشلين گدام زميلاتج 
-ميعرفن بس اختة تعرف
-نفس الشيييي
-الزحمة من كلهن داخلات واني لا
الزحمة من كلهن ينجحن واني لا
قصص ماي هِوِبَِّس
-گتلج اني اقريج
-يمممممتة تقريني من تطلعين راسج من البوفية
ومن الذكريات
لو من تسرحين وتنسين ان اخونه مات وصفينا لوحدنا
ماااااريد حالي حال البنات وهيج هيج
اني مفضلة على اختة واني اشرحلهة بقية الدروس واساعدها 

حيرتني وحارت الومهة وبنفس الوقت انقهر عليها
طبيعتها تحب تكشخ وتلبس وتطلع من واقعنا
لذلك دائما ابرتها وخيطها ومگصها بيدها
تعدل هذا وتخصر ذاك وترتب القديم بفصال جديد
وتتأنق بالموجود
رغم جمالهة يطغي عاللي تلبسة
بس متقتنع بهالكلمة

وبدت تتغير وتبتعد عني مااعرف يمكن اني بعدتهة بأنعزالي وسكوتي خالتي أنتظمت بشغلها
وصار وقت روحتهة ورجعتها معلوم
بسبب سيارة الشركة اللي تجيبها
وتوديها حالهة حال بقية
الموظفين

أما أبوية فسهراته وطلعاتخ وية فلاح ماخلصت ولا بطلها
شيصير بيدة يروح يذبه عالشرب وعلى فلاح
خالتي تگول مرات يطگطگ شغل
علمود يجمع فلوس للشرب
ولحد الان منعرف شيشتغل من يغيب
عن البيت

اني بديت اتعود عيني تعودت على غيابة
بس روحي بعدها تناغي
مرات احس بحركته من يدخل للبيت
بهدوء ويتمدد بالهول بدون كلام

ومرات اسمع صوته يصيحيني
بس بطلت احجي لأحد عنة اشوف الكل
بي اللي مكفي خالتي اللي ترجع هلكانة تعب
ومرات تجرها نومة لثاني يوم

اني شغلت نفسي وية مُنى فطبيعتهة مثلي
تحب تتميز بدروسها واني اشجعها واقريها
واهتم بيها

بهالخمس اشهر مرة وحدة زرت حبيبي
خالتي ماتگدر على مصاريف الروحة والرجعة
واكتفيت اني اناجي من بعيد
من تنام العيون وتهدأ الأنفس روحي تعلن
حدادها واني اتذكر راسة اللي يصفة يم
راسي ويحجيلي عن امنيته واني اسألة

-يعني امنيتك بيت دافي 

-مثل بيتنا قبل من جانت امي عايشة
تلمنة جوة بطانية وحدة تحجي قصص وتلهينا عن البرد والجوع

-هو البيت يتسمى بيت وانت ماموجودة بي
انت امي الثانية انت وفطم و غِنى و مُنى
وخالتي
تدرين انقهر مرات على خالتي عاشت بالفقر بشبابها
وتزوجت وانحرمت من الاطفال واخر ضربة توجهها الها الدنيا تخليهة تتزوج ابوي اللي حتى الدنيا تكرهة

-وانت

-اني مااكرهة بس هم مااحبها
احسة ماموجود وحتى لو متواجد فوجودهة
مايشكل فرق نهائياً مجرد أسمة موجود بهويتي بخانة أسم الأب 

وهيج الأيام تمر والسنة الجديدة مرت
بغيابة مثل العلقم المر
هو الحياة بالنسبة اليه وبغيابه لا حياة
وامتحنو نصف السنة ونجحن اثنينهن البنات
عطلن وارتاحينا وقررت خالتي يوم جمعة تاخذنا للنجف
گاعدين نجهز نفسنة لأن ابويه غايب عن البيت
من أيام گلنة نقفل ونطلع
رتبنة غراضنا وتجهزنا كلنة بس اني
وخالتي جوة بالبيت اخذنة قرآن ومفاتيح
الجنان وجاي نطلع واجانا صوت غِنى تصيح
-وييييين ووووين مدخلها
-وخرررري من الباب بت الزمال
طلعنة بسرعة اني وخالتي قبل لا نوصل الطرمة
دخل ابوية وهي تمشي ورا
بهتنه بوجهه وهو داخل بيدة جنطة ملابسها
حجت خالتي بروح مخذولة
-شعدهة هاي هنا
حجت هي بوقاحة وهي ترفع حاجبهة
-زوجته اني عيووووووني


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1