رواية هالة الفصل الرابع بقلم جميلة القحطاني
رمزي قرب منها فجأة، ولمع في عينه جنون:
من النهارده… هتخدمي في البيت ده!
تطبخي، تغسلي، تنظفي، وتسمعي الكلام…
لحد ما أقول غير كده.
نهى حاولت تتدخل، لكن رمزي زعق:
"انتي كمان اسكتي!
أنا سايبك في البيت ده مش علشان تتفلسفي عليّا!"
في مكان تاني، جيهان قاعدة بتبكي بصوت عالي وهي بتحزم شنطتها.
بس ياماااااااااااااه! أنا ما عملتش حاجة! كنت بلعب بيها بس!
نعيمة شدت دراعها بعنف وقالت:بلعب؟!
إنتي لعبتي بنار! رمزي لو شافك تاني، ممكن يموتك!
أنا هوديكي عند خالك في سوهاج… وهاخد منك الموبايل. مفيش تواصل. مفيش فضايح!"
جيهان: بس… بس هو كده عرف إني كدبت؟!
نعيمة: أكتر من كده.
هو عرف إنك حاولتي تبوّظ لعبته مع هالة…
ورمزي لما بيغضب، بيشوف الدم حل.
هالة كانت قاعدة على الأرض، إيديها متوسّخة، وبتغسل المطبخ.
كانت حاسة إنها في سجن كبير.
بس جواها… في حاجة اتكسرت، وفي نفس الوقت حاجة اتولدت.
مش هتسكت.
مش هتخاف.
هالة هتلاقي طريق للهروب التاني… لكن المرة دي، هتخرج ومعاها دليل.
وفي لحظة، وهي بتنضف الأرضية، شافت بلاطة مفكوكة تحت الحوض.
لما شالتها…
لقيت ظرف قديم، مكتوب عليه اسم: "آمنة عبد الرحيم".
كانت أمهم.
والظرف ده ممكن يغير كل حاجة.
هالة مسحت التراب عن الظرف، وإيديها بتترعش.
فتحت الورق اللي جواه…
خط إيد ست كبيرة، وكلام بسيط:لو لقيتي الورق ده، يبقى أنا اختفيت أو مت. أنا مش أمكم، ولا عبد الرحيم أبوكم.
الدنيا اسودّت.
لكن قبل ما تكمل،
باب المطبخ اتفتح بعنف.
رمزي دخل.
اتسمر مكانه وهو شايف الظرف في إيديها.
بهدوء قاتل مش من عادته، قرب منها وقال:إديلي الظرف.
هالة خبّته ورا ضهرها، قالت بصوت باكي:مش من حقك!
صفعة.وشها لف، وقعت على الأرض، والظرف وقع جنبها.
رمزي مسكه… قراه بسرعة… عنيه ولعت نار، وبدون تفكير
مزقه حتت.
هو ده اللي كنتي بتدوري عليه؟
هتفضلي تحفري في الماضي؟ طب بصّي يا هالة، بدل ما تتكلمي… اشتغلي.
رفع صوته وهو بيزعق:عايز أكل ومشاريب وسلطات تكفي تلاتين بني آدم.
قدامك ساعتين.
لو الأكل ما اتقدمش، هتنزلي تعتذري لهم كلهم… وانتي شايلة الصينية فوق دماغك!
ورزع الباب وخرج.
هالة وقفت قدام البوتاجاز، والدموع بتنزل بصمت.
بس عقلها بيغلي.
أطبخ؟
أطبخ وانت بتكسرني؟
ماشي يا رمزي… هطبخ.
بس كل طبخة هتحط فيها خطة.
بدأت تجهز،،رز بكبد وقوانص،.ملوخية،.سلطات متنوعة،.فتة،.مشويات،.وحلويات
كل طبق… كانت بتسيب.
