رواية ختم الملائكة الفصل الرابع 4 بقلم لينا بسيوني


رواية ختم الملائكة الفصل الرابع بقلم لينا بسيوني

 بعنوان " جاردينيا"

                            " يوهان الطبيب" 

دخلت ارض الزراع لحد ما وصلت لقصر الحكيم جاوه وقفنى حارس القصر وسألنى :

 مريض ام طالب علم ؟!!

 فقلتله:

انا بشرى وجاى طالب العلم من الحكيم جاوه .

الحارس دخل من البوابه وغاب شويه..

كنت بفكر وقتها يا ترى الحكيم جاوه شكله عامل ازاى!!!! وياترى هو حكيم فطين وذكى زى ما بيقولوا عنه!! ويا ترى ايه اللى خلاه يتجوز واحدة من ارض العمالقه!!!! بجانب اسئله كتير عن العلم والطب.

خرج  الحارس ورسم ابتسامه غريبة على وشه وفتحلى الباب وقالى :

- اتفضل.

اول ما حطيت رجلى فى القصر اتصدمت باللى حصلى .

حسيت أنى رجلى بتغوص فى أرضية القصر كأنى ماشى فوق  رمال متحركة!!

فضلت أغوص لحد ما الأرضية وصلت لرقبتى.

حاولت أخرج بس فشلت  كنت هتحول لملاك وأخرج من الأرضية , بس أتفاجأت بالحارس جه من ورايا وفضل يتفحص فيا .

قولتله بغضب :

فين الحكيم ؟!! خرجنى من هنا!!

أبتسم وهو بيقول :

أنا الحكيم جاوه !! وأنت مش بشرى أنت ملاك وعيب لما تيجى تطلب العلم وأول حاجه تعملها هى الكدب والغش والخداع !!

حطيت رأسى فى الأرض وأتأسفت.

قالى :

ملاك بيكدب !! دى حاجة وحشة خالص ونذير شؤم على الممالك كلها , خاصة أنك مش ملاك عادى , أنت ملاك قائد وعلى ما أعتقد ممكن تكون حاكم أرض الفردوس فى المستقبل .

قولتله:

أنا عمرى ما هكون ملك لانى تنازلت عن الحكم لاخى يونان المحارب , واللى خلانى أكدب هو العلم , لأنى كنت خايف ترفض تدينى من علمك لما تعرف حقيقتى خاصة انك أه...

قطع كلامى وقال :

خاصة أن دمى أختلط بدم العمالقة صح ؟

هزيتله رأسى بالتأكيد.

لف وأدانى ضهره....

وشوية وحسيت الارضية بتلفظنى وبتنطرنى براها.

وقفت على رجلى لاقيتها أرضية عادية من الجرانيت .

الحكيم قال وهو مدينى ضهره :

منبوذ من أرض الزراع علشان اتجوزت من أرض العمالقة  ومكروه من عظيم علشان أتجوزت من نسله  ومتخون من أرض الفردوس علشان أتجوزت من أرض عظيم ...

ضحك بصوت عالى وهو بيقول :

الشخص الوحيد اللى أتفقت عليه الممالك كلها !!!

سيبك ... خلينا فيك أنت , من أول ماشوفتك وأنا حاسس أن نهاية الممالك على أيديك !!

قولتله بأستغراب :

أنا !!!

قالى وهو مبتسم :

أها أنت , وصدقنى نظرتى مخيبتش ابدا , طول الوقت توقعاتى بتصيب زى الكتاب الآسود اللى فى مملكتكم !!

قولتله :

انت تعرف الكتاب الأسود أزاى !! ده سر من أسرار المملكة.

قالى :

أنا أعرف عن الممالك  اللى ماتعرفوش عن نفسها .... عايز تتعلم أيه ؟!! الطب ولا الهندسة ولا الكيمياء؟!!

قولتله:

أفهم من كده أنك وافقت تعلمنى ؟!!

قالى وهو مبتسم :

أكيد هعلمك .. علشان زى ماقولتلك حاسس أن نهاية الممالك على أيديك وكمان عشان لما تروحلهم فى أرض الفردوس تقولهم أن الحكيم جاوه عرف أنى ملاك قائد ومع ذلك أدانى من علمه !! ها حابب تتعلم أيه ؟!

قولتله :

أنا جيت علشان الطب وعلم النباتات , ويبقى كرم منك لو أديتنى نبذه عن باقى العلوم .

قالى :

ياسلام من عينيا الاتنين .. وهديك مكان تقيم فيه كمان فى القصر بتاعى ودى حاجة مبعملهاش مع أى طالب علم ... بس هديهالك أنت ياقائد !!

قولتله :

ده كرم منك مكنتش متوقعه !!

ضحك بصووت عالى من غير مايرد عليا , وشاورلى علشان أمشى وراه.

مشيت وراه فى القصر اللى كان بالرغم من فخامته ومساحته الكبيرة الا أنه كان مضلم وتحس انه حزين !!

الحكيم زق باب كبير فدخل ضوء قوى , خبيت عينى من قوته وبعدها فتحتها واحدة واحدة ودخلت ورا ه من الباب  , وأندهشت لما شوفت  حديقة كبيرة ورا القصر.

أتمشيت فى الحديقة اللى كانت مزروعه أنواع مختلفه من الورد والزهور والاشجار المقلمة

فضلت ماشى وراه لحد ماوصلنا عند غرفة فى وسط الجنينة ..

الحكيم جاوه قالى :

دى غرفتك  ولما تحتاج تخرج بره القصر هتخرج من الباب ده

 
وشاورلى على باب فى أخر الجنية .

أبتسم وهو بيقولى :

أقامة سعيدة..

لف ضهره ومشى  شوية فى أتجاه القصر ..

بعدها وقف وقال من غير مايلف :

أيجار الغرفة هيكون قطعة ذهبية كل شهر قمرى  , وهنبدأ من بكره لما الشمس تبقى فى نص السما  ( وقت الظهيرة ).

وبعدها أختفى !! بصيت حواليا مالقتهوش.

فتحت باب الغرفة بحذر  !! بصيت على الغرفة من جوه , 

غرفة عادية مافيهاش غير سرير خشبى ومكتب وكرسى .

دخلت الغرفة , حطيت شنطى  ورميت  جسمى  على السرير فلاقيته مريح جدا.

قومت من على السرير وخدت صرة الذهب وقررت أنزل سوق أرض الزراع .

روحت لتاجر معين سمعت عنه فى ارض الفردوس , مشهور انه بيبيع الزهور والزيوت النادرة

الاجواء كانت مزدحمة جدا فى السوق

ارض الزراع بتجمع كل شعوب الممالك الثلاثة وبالذات فى السوق.
سيقان الناس بتختلف اشكالها ما بين سيقان العمالقه الطويله وسيقان الملائكة المضيئة وسيقان البشر العادية .

طول ما انا ماشى فى السوق شايف العمالقه وهما بيبصقوا على الارض لما بيشوفوا ملاك معدى جنبهم و شايف الملايكة وهما بيتجاهلوا الرد على العمالقه مع انهم اقوى ، أما البشرفبيتفرجوا على الصراع كجمهور  .

ايواااا وصلت لخيمة التاجر 

الخيمة السودا المطرزة و اللى مرسوم  عليها فراشة ملونة كبيرة.

الخيمة كانت مفتوحة واندهشت لما ملقتش ناس كتير واقفه عند التجار دا.

قلت فى نفسى :

- اكيد عشان الحاجات اللى عنده نادرة  واسعارها  غاليه ومش كل الخلق بتروح للحاجات النادرة ،  اللى زيي  بس هما اللى بيهتموا بيها وبيقدروا ندرتها .

دخلت الخيمة ولقيت التاجر العجوز قاعد على مكتب وفاتح قدامه دفتر وفى 3 اشخاص بس فى الخيمة بيبصوا على الزهور والزيوت.

قربت ناحيه التاجر وقلتله :

لو سمحت !! كنت بدور على زهرة الحياة!!

قالى بأستغراب وهو بيتفحصنى:

يااااا  زهرة الحياة مره واحده ، ياترى هتقدر تدفع تمنها؟!!

 بصتله بثقة ومسكت جيبى ،هزيته فشخلل بصوت العملات الذهبية اللى فيه.

قالى :

هتلاقيها عندك فى اخر الخيمة اكيد انت عارف شكلها.

قلتله :

 طبعا عارف شكلها..

مشيت ناحيه المكان اللى شاورلى عليه وشوفتها وهى منورة جوا برطمان زجاجى بالوانها الزاهية واللى شبه قوس قزح .

مديت ايدى عشان اخد البرطمان .....

اتفاجأت بحد بيدفعنى وبيخطف البرطمان من قدامى .

التفت عشان اشوف الوقح ...

واتصدمت لما لقيتها بنت طويلة ممشوقه القوام وشها ابيض  و نضر، عينيها مكحلة بكحل اسود فاحم وشعرها لون الدهب ما عدا خصلات رفيعه لونها ابيض زى الماس .

مسكت البرطمان وعينيها هتطلع عليه ، قلتلها بكل ذوق :

بستأذنك  البرطمان دا بتاعى والزهرة دى انا يعتبر اشتريت...
..
قطعت كلامى لما لقيتها تجاهلتنى ولفت ظهرها ،اخدت البرطمان ومشيت فى اتجاه التاجر.

مشيت وراها وانا بحاول انادى عليها بس تجاهلتنى برضه وهى بتمشى بخطوات سريعة.

انفعلت جدا بس حاولت أهدى اعصابى..

وصلت عند التاجر فلقيتها بتطلع عملات ذهبية وبتحطها على المكتب بتاعه.

حطيت ايدى على عملاتها الذهبية قبل ما يلمسها التاجر وقلتله وانا بطلع بايدى التانيه العملات بتاعتى :

- انا متفق معاك قبلها وانت بنفسك شاورتلى على الزهرة.

 الفتاة مستنتش التاجر يرد وبصتلى بأشمئزاز وقالتلى :

- انت عايز زهرة الحياة فى ايه ؟!!

قلتلها :

انا عايزها فى العلم.. هطحن أوراقها عشان هعمل منها مركب ممكن ينقذ حياة مخلوقات كتير فى المستقبل.

قالتلى بعصبية :

- انت تعرف ان زهرة الحياة هى الزهرة الوحيدة اللى مبتدبلش!!! تعرف انها بتكبر لحد حجم معين وبعد كدا مبتكبرش !!! عايز تقتل زهرة اتخلقت عشان تعيش عشان تجربة مش متأكد من نجاحها وبتقول ممكن وفى المستقبل .. انت مدمر وقاتل !!!!.

قلتلها بسخرية :

اها بقى وانتى محتجاها فى ايه ؟!! اكيد عشان تتزينى بيها او تتفشخرى بيها ادام اصحابك .. وبعدين انا موجهتلكيش كلام اصلا  ،انا بتكلم مع التاجر اللى بعهالى.

علت صوتها وقالت للتاجر :

- انا هديك نفس اللى هيدهولك وزيادة كمان مقابل ان الزهرة تفضل عايشة .

التاجر هرش فى دماغه وقالها :

هى وجهة نظرك تحترم ووجهة نظره برضه تحترم .. والمفروض وجهة نظرى انا كمان تحترم وهى انى هبيع الزهرة للى هيدفع اكتر !!!

قال الجملة دى من هنا وكل واحد مننا فتح كيسه قدامه على المكتب وبدأنا نعد بسرعة العملات اللى معانا  ...

عدينا العملات وصدفة غريبة حصلت .

احنا الاتنين  طلع معانا نفس عدد العملات .

التاجر هرش دماغه وبص على خاتم فى أيد الفتاة  وقالها :

الف مبروك كدا انتى تكسبى لو جيبتى الخاتم .

وطيت رأسى بخيبة امل ... شوية وفرحت لما لقيتها بتقوله :

الخاتم استحاله ..

لمحت عمله فى كيسى معدتهاش نفضت الكيس على المكتب فنزلت العمله.

نتشت من أيدها البرطمان اللى فيه الزهرة.

فالتاجر قال :

الف مبروك حلال عليك.

وضم أيده عشان يلم كل العملات عملاتى وعملتها.

الفتاة حطت أيدها على عملاتها وقالت التاجر بغضب :

- سيب فلوسى يا قاتل ، انت زيه بالضبط تعتبر قاتل وشريكه فى الجريمة، ياعبد المال

 التاجر كان لسه هيقول حاجة فخبطت بايدها تانى على المكتب فاخد عملات  وهو مرعوب منها

أخدت البرطمان وانا فرحان بالنصر وخرجت بره الخيمة فى طريقى ناحية قصر الحكيم جاوه.

اتلفت ورايا واندهشت لما لقيتها ماشيه ورايا!!

 كملت طريقة ناحية القصر فلقيتها برضه مكمله ورايا!!

قلت فى نفسى :

البنت دى مش سهلة اكيد دلوقتى بتفكر فى اغتيالى عشان انتصرت عليها واخدت الزهرة... الاناث فى كل المماالك طبعهم غريب !!

وصلت للقصر ووقفت.

لقيتها بتقرب فقربت عليها وقلتلها :

فى حاجة !!! انتى ماشيه ورايا ليه؟!!

بصتلى باستغراب وقالتلى :

انا ماشيه وراك !! انت اللى ماشى قدامى!!

قعدت فترة ادرك الجمله الغير مفهومة اللى قالتلها واتفاجأت بيها سابتنى ودخلت القصر.

اعترضت طريقها وقلتلها :

انتى رايحة فين؟!!

قالتلى :

انت مالك انا رايحة فين !! انت اللى رايح فين !! اتفضل اطلع بره القصر.

قلتلها بفخر كأنى عايش فى القصر من سنين:

انا صدبق الحكيم جاوه ..انتى مين انتى عشان تطردينى من هنا ؟!!

قالتلى باستغراب :

صديق الحكيم جاوه !!

قلتلها :

اهاا من سنين .

قالتلى :

انت كذاااب .. انت صديق والدى من سنين ؟!!

قلتلها بأندفاع :

انتى اللى كدابة والدك مين من سنين!!!

اتلغبطت ومبقتش عارف اقول ايه؟ اتأسف ولا امشى ولا اطردها ولا انادى على الحكيم جاوه ولا اخبى الزهرة حاجات كتير بتجرى فى دماغى فى نفس الوقت.

قطع تفكيرى الحكيم جاوه واللى نادى وقال :

يا طاااااالب ..

فرديت عليه وقلتله :

نعم يا استاذى .. 

وبصيتلها وقلتلها :

صديقى من سنين....حاضر يا استاذى  وصديقى جاى اهو.

روحتله فقالى بغضب :

اياك وبنتى..

قلتله وانا مبتسم :

يا حكيم اولا انا جاى طالب للعلم .. ثانيا انا قابلت بنتك بالصدفة ومكنتش اعرف انها بنتك ..
وانا اسف جدا انى هقولك انى مع اول دقيقة حصل تنافر غريب بينى وبينها وأاكدلك انها لو اخر انثى على وجه الارض مستحيل افكر فيها.

لقيتها جات ووقفت جنبى وسمعت اللى قلته عليها  ،استشاطت غضب وقالت:

انت ازاى يا والدى تسمح لقاتل زى دا يدخل القصر .. دا عايز يقتل زهرة الحياة لاسباب علمية!!

بصتلى باشمئزاز وهى بتشاور على ابوها وقالت :

حكيم الممالك نفسه ميجرأش يعملها واللى متعرفهوش انك لما تقتل زهرة الحياة بتصيبك لعنة الموت .

قلتلها :

دى كلها اساطير نسجوها الجهلاء من خيالهم .. انما تاريخيا الزهرة بتستخدم فى علاج امراض كتير .

علت صوتها عليا وقالت :

جهلاء يا جاهل..

تجاهلتها و بصيت للحكيم جاوه وقلتله :

على فكرة انا عملك إحترام وعيب لما بنتك تشتم ضيف فى بيتها .

طبطب على كتفها وقالها :

خشى جوه  ياجاردينيا وولعى البخور.

قالتله :

بس يا والدى كدا مش هنشوفها السنة دى كمان !!

قالها :

السنين جايه كتير .. ودى مش أول ولا آخر زهرة.

مكنتش فاهم بيتكلموا على ايه بس تقريبا كدا الحكيم جاوه محتاج الزهرة هو كمان.

مديتله أيدى بالبرطمان اللى فيه الزهرة وقلتله :

- اتفضل الزهرة لو محتاجينها لحاجة مهمة .

قطع كلامى وقال :

- لا لا لا مش هخالف مشيئة القدر قدرك ان انت اللى تحصل عليها .

اتفضل على غرفتك..

بنته قالت باستغراب :

غرفته ؟! ايه دا يا والدى هو الجاهل دا  هيعيش معانا فى القصر كمان !!!

مسكت اعصابى ومردتش عليها ، أستاذنت من الحكيم جاوه ومشيت ناخية غرفتى الغرفة.

نمت وصحيت تانى يوم انتظرت وقت الظهيرة عشان نبدأ اول درس .

فتحت الباب ولسه هخرج من الغرفة عشان اروح للحكيم لقيته فى وشى!!!

قالى :

تعالا ورايا.

مشيت وراه فى الجنينة.

بص على الشمس واللى كانت فى نص السما وشاورلى على قفص زجاجي متقفل وقالى :

اتفضل ادخل.

قلتله :

ادخل فين ؟!

قالى :

من اولها اسأله كتير !! ادخل القفص

دخلت القفص فقفله عليا!!

ناديت عليه من جوه وقلتله :

يا حكيم جاوه!!

قالى :

القفص اللى انت فيه ده مش قفص عادي دى يعتبر فرن بيتمتص أشعة الشمس.

قلتله :

انا جاى اتعلم الطب مش اتسلق!! خرجنى الجو حر قوى .. انت عارف انى هفقد هيئتى وهيتفضح لو أتعرضت لحرارة عاليه.

مردش عليا بس سمعته بيخبط على القفص خبطتين وقالى :

الاهم من العلم..  الادب فى طلب العلم والطاعة ،،، اهم حاجة الطاعة.

وانا عارف ان الملايكة عنيدين جدا ومش بيطيعوا غير قائدهم وعشان اعرف اعلمك لازم تطيعنى طاعة كامله.

قلتله :

يا حكيم هو انا خالفتك ولا قلتلك حاجة غلط .. ايه علاقه الطاعة بالسلق.

قالى :

لا دى ملهاش علاقه .. انا بعاقبك بس عشان تطاولت على بنتى فى السوق وضيعت علينا يوم من اهم ايام حياتنا بنستناه كل سنه.

قلتله وانا بتصبب عرق :

لو على الزهرة خدها... ما انا قلتلك خدها !!

قالى :

وانا قلتلك مش هقدر اخالف القدر بس أقدر افش غلى من القدر فيك ..

ونادى وقال :

يا  غاردينيا تعالى انا حبستهولك فى القفص زى ما انتى عايزة اهو.

 بقع حمرا  بدأت تظهر على جلدى وانا بقاوم انى اتحول ...

سمعت بنته بتضحك من بره القفص.

قلتلهم بغضب :

انتوا مجانين انا كان لازم اسمع كلامهم.. انت مجنون انت وبنتك ،خرجنى من هنا.

قالى :

مش قلتلك لازم تتعلم ازاى تتكلم مع الحكيم بتاعك!!! 
كدا بقى هضطر اشغل النار حوالين القفص بالليل عشان انت مدين ليا بالاعتذار.

قلتله وانا بحاول أمسك جسمى وامنعه يتحول على قد ما اقدر :

انتوا مجانين طلعتونى من هنا!!

سابونى الأتنين ومشيوا !!!!

فضلت يوم كامل فى القفص الحديدى فى عز الحرارة
بعدها طلعنى منهك من القفص , شالنى هو وبنته وشربنى محلول وبعدها  غيبت عن الوعى.

صحيت تانى يوم لقيت جلدى كله سليم , واتفاجأت بالحكيم بيدخل عليا الآوضة وبيقولى :

أيجار الغرفة عملة ذهبية !!

حطيت ايدى فى جيبى ملقتش اى عملات ذهبية وافتكرت انى اشتريت بيهم كلهم الزهرة .

قالى :

مش معاك عمله ذهبية تمن اقامتك فى القصر صح ؟ !!

 اتفضل لم شنطك و اطلع بره  ,شوف هتبات فين وابقى تعالا بكرة وقت الظهيرة .

فضل يدفعنى لحد ماخرجنى بره القصر .

رفعت شنطتى على كتفى وفضلت ماشى فى أرض الزراع , روحت عند شلالات الكامارا  منبع نهر الينبوع المقدس.

شلالات الكامارا  بتنحدر من أعالى الجبال ،بترتطم بالصخور اللى تحتها وتمشى فى مسار النهر  اللى على ضفافه نمت الاشجار والحشائش  .

 حوالين الشلالات والنهر أجناس   وأعراق مختلفة , اللى بيصلى واللى بيتبارك بالمياه , واللى بيملى الماء العذب فى اوانى  .

حطيت شنطتى على الأرض ومددت على ضفاف النهر , ريحت وأنا بسمع صوت شلالات المياه وهى بتسقط من أعالى الجبال  والطيور وهى بتغرد.

غمضت عينى وحاولت أستمتع بالطبيعة والهواء النقى ،
عكر صفوى , صوتها وهى بتقول :

بتعمل أيه هنا ياقاتل ؟

فتحت عينى فلاقيتها واقفه بتبص عليا  وأنا نايم  ...

شعرها الذهبى كان بيلمع فى الشمس وماسكة فى أيديها أناء نحاسى  غويط.

قولتلها بأستهزاء :

الحكيم جاوه والدك طردنى .. أنتى اللى بتعملى أيه هنا ؟

مردتش عليا وأديتنى ضهرها ومشيت ناحية النهر , قومت من مكانى ومشيت وراها.

قولتلها :

أنتوا مجانين !! أنتى والحكيم جاوه أبوكى.

قالتلى بغضب :

تأدب ياقاتل وأنت بتتكلم عن الحكيم جاوه , أنت أقل من أنه يكون أستاذك .

قالت لنفسها بصوت عالى :

أنا مش عارفه أزاى  الحكيم وافق يديك من علمه , الحكيم جاوه بيدرس فقط للمهذبين اللى بيقدسوا العلم مش القتلة المتعجرفين اللى زيك .

ووطت علشان تملى الآناء النحاسى من النهر.

قولتلها :

هو أنتوا كنتوا عاوزين الزهرة فى أيه ؟

مردتش عليا..

قولتلها  وانا بحاول أستفزها علشان تقول :

أكيد كنت عايزينها فى حاجة تافهه زيكم !!

أستشاطت غضب وهى بتقول :

أنت اللى تافه !! ومتعجرف.

قامت وشالت الأناء وهى بتقول :

أنا هبلغ الحكيم جاوه على تطاولك الدائم عليه , يمكن يطردك المره دى من أرض الزراع كلها.

لفت ضهرها وجات تمشى ، مسكت أيديها بالغلط فأتفاجأت بأناءالنحاس اللى فى ايدها  بينزل على رأسى بقوة بالمية اللى فيه.

وقالت :

أنت بتمسك أيدى ياقاتل!!!

ورفعت الأناء علشان تنزل على رأسى تانى , فمسكت أيديها ومنعتها وأنا بقول :

أنا مكنش قصدى أمسك أيديكى دى حركة عفوية و...

قطعت كلامى وقالت  بصوت عالى :

عفويه دى تبقى أمك !!!

الصمت عم المكان كله وكل اللى كانوا عند النهر بصوا عليا وضحكوا !!!

 نتشت أيديها من أيدى وخدت الآناء وروحت بيه 

هربت من نظرات الناس ورا شجرة من الأشجار اللى على النهر ......

قولت لنفسى :

لازم  أسيب أرض الزراع وأمشى ، خاصة أنى فقدت هيبتى وسلطانى هنا , ولو فضلت أكتر من كده هفقد ثقتى فى نفسى وكبريائى.

عنفت نفسى أنى وافقت على المهزلة دى , حضرت شنطتى وجيت أمشى لاقيتنى بقعد فى مكانى تانى وبقول لنفسى :

يعنى بعد المهزلة دى همشى وأضحى بالعلم  ,لا مش هسمح ليهم يقولوا أن ملاك قائد أستسلم بالسهولة دى.

جه فى بالى بنت الحكيم اللى هتقوله على كل اللى حصل، خاصة أنها رجعت بالأناء فاضى , فأكيد هيسألها عن السبب وهتحكيله عن غلظتى وانى مسكت أيديها .

الحكيم حذرنى ولو عرف أنى لمست بنته هيشك فيا وهيفكرنى راغب فيها مع أنى ....

نمت على نفسى وأنا بفكر طول الليل وصحيت الصبح فى حيرة هل أروح للحكيم ولا أغادر أرض الزراع ...

قررت أروح للحكيم علشان على الأقل لو هغادر أرض الزراع فلازم أشرح موقفى , لآنى لو مشرحتش موقفى هيبان أنى مستهزأ وجيت من أجل اللهو  , وانا مش هرضى أن الانطباع ده يتاخد عن ملاك قائد .

وصلت عند القصر فلاقيته واقف قدام الباب كأنه مستنينى , قربت عليه وقولتله :

حكيم جاوه كنت عاوز...

قطع كلامى وقال وهو مبتسم :

الشمس فى نص السما معاد أول درس ليك وأوعدك هيكون مفاجأة  !!

أستغربت جدا وسكت !!

لف ضهره وقالى :

تعالى ورايا ...

دخل القصر ودخلت وراه وياريتنى ما دخلت وراه  !!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1