رواية ختم الملائكة الفصل الخامس بقلم لينا بسيوني
" صخور الواكا "
دخل القصر و مشيت وراه وصل لطرقة عدى على كام غرفة لحد ما وقف قدام غرفة معينة ، فتحها ، شد ايدى بغلظة ودفعنى جواها!!!
لاقيتتى بسقط فى حفرة جوه الغرفة و اتصدمت لما لقيتنى قاع الحفرة عبارة عن صخور الواكا !!!
الصخور بدأ لونها يتغير للون الأحمر وبدأت تغلى زى الجمر
فقدت السيطرة على نفسى واتحولت لهيئة الملاك ،
اجنحتى البيضاء خرجت من ظهرى ورجلى وشعرى بدأوا يطولوا ونمت فى ظهرى الريشة الزرقاء (ريشة المعرفة )
صرخت وأنا بتحول فى الحكيم اللى كان واقف على أطراف الحفرة فسمعت صوته بيقول :
كنت متوقعك وانت على هيئة الملاك القائد هتبقى أضخم من كدا بس الظاهر انك ملاك ضعيف !!
فردت اجنحتى وقفزت من الحفرة وقلتله بغضب :
- اى كان اللى بنتك قالتهولك انت فاهم غل
قطع كلامى وقالى :
لو انت جاى عشان العلم مش هتبرر موقفك مع بنتى و هتسألنى دلوقتى ازاى نقلت صخور الواكا للحفرة
الصخور اللى بتذيب اى حاجة تلمسها سواء كان
بشر , عمالقة , حديد , صخور , معادن ....
ما عدا الملايكة بتستفز طاقتهم وبيبقوا فى اقوى صورهم وهما لامسين الصخور
سكت شويه وقال :
- الممالك دى غريبة جدا ومش عادلة ميزان القوة دايما فى ايد الملايكة ، واللى بيموت كل المخلوقات بيجى عندهم ويقويهم !!!
- وانا ملاحظ أن ريشة المعرفة بتاعتك مش طويلة معنى ذلك ان العلم بتاعك قليل جدا
كنت لسه هقوله حاجة فشاورلى عشان اسكت وقالى :
اياك تقاطع الحكيم وهو بيتكلم
وكمل كلامه وقال :
- العمالقة اشرار بس الملايكة متعجرفين والبشر اللى زيي وبالأخص الحكماء رأيهم مش مسموع وعمرهم ما هيقدروا يحلوا السلام ما بين شعبين اتولدوا عشان يحاربوا بعض
الحرب هتقوم واللعنة هتحل وقريب جدا ، الصراع أشتد الفترة اللى فاتت ، وأتنفخ زى البالون ومحتاج بس الأبرة اللى تفرقعها ....
قطع كلامه لما اتفأجا ببنته دخلت الغرفة ،بصت عليا وقالت باندهاش :
ايه دا يا والدى هو ملاك ؟!!!! ازاى سمحت لملاك يدخل القصر ؟!!
استعدت هيئتى البشرية بسرعة فى الوقت اللى فيه الحكيم اخد بنته من أيديها وخرج بيها من الغرفة .
شويه ورجع لوحده وقالى :
- روح على غرفتك اللى فى الجنينة !!
قلتله :
بس انا معييش القطعة الذهبية
قالى بحزم :
روح على غرفتك اللى فى الجنينة ومتطلعش الا لما اجيبك ..
قلتله :
طيب هنكمل دراسه امت..
قاطعنى وقال :
بكرة... بكرة .
من تانى يوم لا سألته ولا سألنى وبدأ الدروس مباشرة اندهشت بعلمه ومعلوماته اللى مقرتهاش فى اى كتاب ولا مخطوطة وكنت متحمس جدا خاصه لما شرحلى عملى الفرق بين أعضاء أجسام العمالقة والملائكة والبشر من خلال مجسمات دقيقة ليهم!!
كنت بحاول اثبت قدامه أن عندى علم ومعرفة فى محاوله لاثبات ذاتى ، بس كنت كل ما احاول افاجأه بمعلومة جديده الاقيه عارفها ويجود عليها كمان! !!
حكالى حاجات فى تاريخ مملكتى حاجات عمرى فى حياتى ما سمعت عنها ،قالى أن كان بيحكمنا فى عصر من العصور
قائدة من الملائكة أن عصرها كان من أزهى عصور مملكة الفردوس ,وفى الوقت نفسه من اسوء عصور ها !!!
قولتله بأندهاش :
أزاى ؟!
قالى :
فى نهايه عصرها حصلت فضيحة , تورطت فى علاقه محرمة مع بشرى من أرض الزراع ، والنتيجة كانت غضب ارض الفردوس على الملائكة وانتشر مرض بين الملايكة قتل تقريبا ثلاث اربعهم واتبقى الربع بس
وقدموا القرابين أمام نهر الينبوع لحد ما أتقبل منهم القربان ورجوا يتكثروا من اول وجديد ...
قلتله وانا مشكك :
استحالة الكلام دا يكون حصل... على مر العصور مسمعناش عن أنثى ملاك قائده ، الملاك القائد دائما ذكر والا كنا درسنا الكلام دا فى تاريخنا ...
قالى بأستهزاء :
انت مفكر ان وصمة عار زى دى هتتذكر فى التاريخ ؟!!
حاجة زى دى ممكن تنسف عقيدة الملايكة من أولها لاخرها..
انتوا عايشين على الارض وبتتظاهروا باخلاقكم السامية و سميتوا نفسكم ملائكة لكن فى الحقيقة انتوا مخلوقات زينا
مجرد مجناحين و بتغلطوا عادى ،بدليل ان انت ملاك اهو وبتكدب وابتسم وقال :
ومتعجرف ..
قلتله بغضب :
أنت كذاب وانا مش متعجرف !! ...
قومت من مكانى ولملت أشيائى و سيبته ومشيت من غير ما استأذن
روحت على اوضتى وفضلت أفكر فى الكلام اللى قالهولى
قلت لنفسى :
دى أكيد هرطقات!!! قال قائدة أنثى وعشقت بشرى من أرض الزراع !!
الراجل دا خطير جدا واكيد بيحاول يخلينى اشك فى عقيدتى وعقيدة ارضى ...
قطع تفكيرى الباب اللى بيخبط ،فتحت الباب فلاقيت الحكيم فى وشى قالى :
انا عارف انك دلوقتى هتفكر أن الكلام اللى قلتهولك دا هرطقات وانى بحاول اشكك فى عقيدتك عشان كدا درس بكرة هيكون عن المرض اللى صاب المجناحين فى العصر ده!!
وهتتفأجأ لما تعرف ان المركب الاساسى للمرض هو مادة موجودة فى زهرة الحياة اللى انت اخدتها من بنتى ...
لف ضهره وقالى :
متتاخرش معادنا بكرة وقت الظهيرة
معرفتش انام الليلة دى لحد ما طلع الصبح وروحتله وقت الظهيرة القصر..
لاقيته محضر مجسم للزهرة ومجسم لملاك ،اول ما دخلت ابتسملى وهو بيقول :
تعالا قرب واقعد !!!
قعدت ، قرب عليا ومسك دراعى ،نفخ فيه ،فظهر ختم
الملائكة ( الحسنة المضيئة ) مسكها بايده وقالى :
شايف المسامات اللى فى الختم
قلتله :
اها مسامات جلدى عادى يعنى
قال :
لا مش عادى مسامات الختم فتحتها واسعه وهى دى اللى دخلت المرض لجسمكم وأول عضو فسد وأفسد الجسم كله !!!...
ساب دراعى فأختفى الختم تانى وبص على الزهرة وقال :
الزهرة دى مش من أرضنا من أراضى تانيه وتعتبر نقطة ضعف الملايكة وده سر محدس يعرفه الا الحكيم جاوه اللى هو أنا
وانا قلتلك على السر وبراحتك عايز تصدقنى صدقنى ، عايز تجرب بنفسك مفيش مشكلة!!!
قلتله باستغراب :
اجرب ايه ؟!
قالى :
هديلك التركيبة اللى بتستخلص من الزهرة و بتسبب المرض ...
قلتله بثقة :
الملائكة عمر ما صاب اجسادهم مرض ...
بنشيخ وبنكبر لكن اجسادنا مبتمرضش لحد مابنموت ، مناعتنا فولاذية
قالى :
معاك الزهرة ومعاك التركيبة وفى دراعك الختم .. جرب واعرف بنفسك
قلتله بتحدى :
طبعا هجرب بنفسى لانى متاكد ان مفيش مرض بيصيب الملائكة ..
قالى وهو بيدينى الورقة اللى فيها التركيبة :
بس خد بالك لو جربت هتموت لان معنديش علاج !!
خرجت من عنده و فى أيدى التركيبة ، دخلت الغرفة وقعدت على المكتب ،شمرت دراعى ورحت عشان اجيب الزهرة من دولابى ، فتحت الدولاب واتصدمت لما ملقتش الزهرة ...
حسيت بحركة بره الغرفة ، فتحت الباب براحه وشفتها وهى مستخبية ورا شجرة وماسكة الزهرة وبتتلفت يمين و شمال ..
خرجت من غير ما تاخد بالها ،لفيت من وراها وخبط على كتفها فاتخضت والبرطمان وقع من ايديها!
لحقته بحركة سريعة قبل ما يقع على الارض وقلتلها :
انتى لصه .. وبتقولى عليا قاتل !!
حطت ايدها على بوقى عشان الحكيم جاوه ميسمعش صوتى
قلتلها وانا بزق ايدها :
وسعى ايدك انتى بتلمسينى !! انا هروح اقول للحكيم جاوه
قالتلى وهى متوترة:
لا دى حركة عفويه مكنش قصدى !!
قلتلها :
عفويه دى تبقى امك !!
فلتت منها ضحكة فطلعت تجرى!
رجعت على غرفتى ومعايا الزهرة ،حسيت انى مش عايزة اعمل التجربة ، خفت يكون الحكيم عنده حق وانا مش عايز اموت الصراحة... على الأقل دلوقتى
روحت للحكيم اليوم اللى بعده فالحكيم قالى :
انت جبان وخفت تجرب صح !!
قلتله بابتسامة خبيثه :
وليه متقولش انى صدقتك !!
ابتسم بمكر وقالى :
بعد الدرس هنقعد ناكل مع بعض كأننا عيلة
قلتله باستغراب :
عيلة! !!
قالى :
زى ما قلتلك قبل كدا الممالك مش عادلة الملائكة او المجناحين لما بيدخلوا بيت بيزيحوا الطاقه السلبية اللى فيه لو تاخد بالك البيت أول ما جيت كان مظلم رغم ان بيدخله شمس دايما ، أما حاليا وبوجودك النور فى القصر موجود حتى بليل !!!
مش بس كده انا بدأت أحس بطاقه غريبة بتدب فى جسمى ومخليانى عايز اديك اكتر واكتر من علمى ،
اول مرة ابقى متحمس كده ، لدرجة انى لغيت الدروس مع الطلبه التانيين وفضيتلك أنت بس ودى حاجة غريبه جدا ولازم اكتب عنها فى مذكراتى ...
ازاى مخلوق انا شايفه مخلوق عادى عنده القدرة انه يغير فى حالتى النفسية والجسدية بمجرد بس وجوده فى المكان اللى عايش فيه !!
أمبارح بليل سمعت جاردينيا بتضحك لوحدها فى غرفتها!! ودى اول مرة اشوفها بتضحك من سنين وعلى ما اظن لو قربت مننا اكتر الموضوع هينعكس علينا بالايجاب اكتر مش عارف بس بدأت احبك ..
كنت عايز اقوله ان انا كمان بدأت احس احساس غريب تجاهه وبالأخص تجاه جاردينيا
حضروا المائدة ولقيتها مليئة باللحوم
قولتلهم وانا قرفان :
انا مش بأكل اللحم
جاردينيا حطت قدامى طبق كبير من الخضراوات
خدت من أيديها الطبق وأنا برمقها بنظرات الأعجاب
وقعدت فى اخر السفرة عشان مكنتش طايق ريحة اللحم اللى بياكلوه
يوم ورا يوم اتأقلمت معاهم وبقيت بساعد فى تنضيف القصر وترتيبة وفعلا لاحظت ان القصر بينور وطاقته اختلفت
القصر اللى كان حزين حسيته بيبتسم واستغربت ان احنا كملائكة لينا التأثير ده كانت حاجة من ضمن الحاجات اللى اول مرة اعرفها
جاردينيا كانت دايما بتحاول تسرق الزهرة ودايما كنت بمسكها وافشل محاولاتها ..
مكنش فى حوار ما بنا كل اللى بنا كان مناوشات وكلام بالنظرات ...
اتعودنا على بعض
و فى مرة وبعد ما خلص الدرس قررت أسأله سؤال بقاله فترة فى بالى
قلتله :
- انا بقالى فترة مقيم معاكم فى القصر بس مشفتش زوجتك خالص.. هى فين ؟
قالى بصوت حزين :
- جينار ..
- وسكت شويه وهو بيخبى دموعه وقال :
جينار ماتت !! قتلوها قصاد عينى انا وجاردينيا
بدأ يحكى وقال :
لما حاكم ارض الزراع قدر يقنع عظيم انه ميقتلنيش وان علمى مهم للممالك، مكنش قدامهم غير عقاب واحد ليا انهم يحرمونى من حبى الوحيد واللى كسرت عشانه القوانين ...
فلتت من عنينه الدموع وهو بيقول :
قتلوها قصاد عينى ... جاردينيا وقتها كان عمرها 5 سنين وشافت امها وهى بتدبح قدامها ..., مش بس كدا حكموا على جاردينيا انها لما تتم ال 20 سنة تتنقل للملكة العمالقة وتتجوز منهم وتسير عليها قوانينهم ..
وايه كمان مين اللى هيجى ياخدها من حضنى خالها
انت عارف خالها دا شغال ايه ؟!!
قلتله :
ايه ؟!!
قالى :
تاجر جوارى للمتعة ..ومعندوش ذرة شرف واحدة لدرجة انه كان هيبيع اخته ...
فهمت ليه كانوا واخدين موقف منى فى الاول , ليهم كل الحق يكونوا ساخطين وغضبانيين انا لو مكانهم اكيد كنت هكره الكل ملايكة وعمالقة و بشر ....
فضلت سنة فى قصر الحكيم ، العلاقه ما بنا اتوطدت أكتر وبقينا قريبين من بعض ودرسلى تقريبا كل العلوم و وباليل كان بيحكى معايا عن حياته وازاى قابل جينار وحبها ...
لحد ماجه معاد أجاذتى ، صحيت بدرى وكنت بحضر نفسى للمغادرة لارض الفردوس علشان أطمن على أخويا ووالدى
وأرجع تانى ،
سمعت خبط على باب الغرفة فتحت لقيته الحكيم
قالى بدون مقدمات :
- مش هتقدر تمشى من هنا ..
قلتله بأستغراب :
مش فاهم
قالى :
جالى خبر وحش دلوقتى ان الفيضان غرق الميناء وكل المناطق المجاوره ليها كل الموجودين فى ارض الزراع من الممالك التانيه هيضطروا يفضلوا هنا لحد ما الميناء يتصلح .
قلتله وانا مبتسم :
حلو انا مكنتش عايز اسافر اصلا
ابتسملى ومشى من الغرفة ..
عدا كام يوم و صحيت من نومى بليل على خبط شديد على بابى , فتحت الباب واتفجأت بجاردينيا قالتلى و هى متوترة :
الحقنى بسرعة !!
قلتلها :
خير فى ايه !!
مردتش عليا وجريت فجريت وراها .
دخلت القصر فدخلت وراها لقيت الحكيم جاوه واقع على الارض , شيلته وحطيته على السرير فى اوضته , جسيت نبضه لقيته بيتنفس .
قلتلها :
الحكيم ماله .. ايه اللى حصل ؟!!
قالتلى وهى بتعيط :
الحكيم جاوه مريض من سنين وبياخد عقار معين لو مخدهوش بيدخل فى غيبوبة .
سألتها :
فين العقار ؟!
قالتلى وهى بتبكى:
مش موجود دورت فى القصر كله ملقتش ورحت للتاجر اللى بيجيبه منه قالى انه خلصان من المملكة كلها ومش عارفين يجيبوا تانى بسبب الفيضان .
قلتلها :
طب قوليلى هو عنده ايه بالضبط ؟!
قالتلى على اسم المرض واسم العقار اللى بياخده الحكيم اتحولت لملاك و طرت على المكان اللى عارف انى هلاقى فيه العقار , جيبته ورجعت للحكيم بسرعة .
غاردينيا كانت قاعده جنبه بتبكى.
مسكت الحكيم ولسه هحطله العقار فى بوقه مسك فى دراعى وقال ودنى بصوت متقطع :
بنتى أمانة فى رقبتك.
وبعدها قطع النفس ومات، فتحت بوقه ب ضه وفضيت فيه العقار رغم ان عارف انها محاولة فاشلة وانه خلاص مات.
بصيت لجاردينيا وانا مش عارف اقول ايه واتفجأت بعينى بتدمع.
جاردينيا انهارت وحضنت ابوها الحكيم وهى بتعيط
كنت واقف مش عارف اعمل ايه!!!
قربت منها وحاولت اواسيها.
قامت وهى منهارة من العياط معرفش ايه اللى حصل وقتها كنت حزين عليها ومش عارف اواسيها ازاى اتفاجأت بيها بتترمى فى حضنى بعفويه.
طبطبت عليها عشان أهديها.
ادركت انها فى حضنى فزقتنى، فسيبتها وخرجت بره الاوضه.
حضرت مراسم الدفن وبعدها التزمت غرفتى.
مش عارف استنيت ليه؟!!
انا اقدر اطير واسافر بس حسيت انى لازم افضل موجود جنبها.
بعد وفاة الحكيم بشهر كنت خارج بدرى من باب القصر ولقيت فى وشى واحد من أرض العمالقه ومعاه مجموعة على ايديهم وشم تجار الجوارى
بصلى بأستغراب وقالى
انت مين؟!!!
قلتله :
انت اللى مين؟!!
دفعنى بقوة وهجم على القصر بالعمالقة اللى معاه.