رواية هو مش انا الفصل الرابع بقلم صبحى المرسي
الرجوع
الطريق للبيت ما كانش طويل… بس حسّيته أبعد من أي وقت فات.
أنا وأمنية ماشين جنب بعض، بس المسافة بينا كأنها بتزيد… كل ما نقرب من البيت، بتحصل حاجات غريبة.
كلب نايم على جنب الطريق قام فجأة وبصلي بعينه… وبعدين جري كأنه بيهرب.
صوت صرصار الليل اختفى.
حتى الهوى… ما بقاش بيعدّي.
قالت أمنية بصوت خافت:
– "حاسس بحاجة؟"
قلت وأنا ببص حواليّا:
– "حاسس إن المكان بيراقبني."
وصلنا للبيت.
البيت ما تغيّرش… بس أنا اللي اتغيرت. حسّيت كأني داخل على حاجة أكبر مني بكتير.
الباب مفتوح… زي ما سبته.
دخلنا، وأنا شايف كل حاجة كأنها بتتنفس.
قالت أمنية:
– "هاتني على غرفة جدك."
سرت في الممر… لكن الممر ما بقاش زي الأول.
الحيطان بقت أقرب لبعض… والمرايا اللي كانت مكسورة، اتجمّعت، وبقت تعكس وشّي… بس مش كله.
كنت شايفني… بس عيني كانت سودا، مش عيني.
وصلنا للغرفة.
العلامة لسه على الحيطة… بتتوهّج بلون أحمر غامق، أقرب للدم.
وأنا ببص عليها… حسّيت كأنها بتناديني، لكن مش بصوت… بإحساس.
أمنية قربت منها وقالت:
– "النسخة بتاعتك بتتكوّن… وبقت شبهك بنسبة كبيرة."
قلت:
– "ولما تكتمل؟"
قالت:
– "لو اكتملت… مش هتعرف تفرّق بين نفسك وبينها. وهي… هتبدأ تكتب نهايتك."
لكن قبل ما أتكلم… سمعنا الصوت.
نفس الضحكة اللي سمعتها في الليلة الأولى… بس المرة دي… مش جاية من الحيطة.
جايّة من الباب.
بصيت… وشوفتني.
أنا… واقف.
بس وِشي مش مرتاح.
نُصّ ابتسامة… وعين واحدة بتتحرّك ببطء، كأنها بتتأملنا.
قلت بصوت مرتعش:
– "أمنية… هو…"
قاطعني صوت النسخة:
– "أنا أسامة… بس أحسن."
