رواية هو مش انا الفصل الخامس 5 بقلم صبحى المرسي

 

رواية هو مش انا الفصل الخامس بقلم صبحى المرسي

 النسخه
تجمّدت مكاني.
أنا واقف… وباب الغرفة قدامي… وفيه "أنا" تاني واقف.

لكن لا، مش أنا.
هو شبه وشي، نفس العينين… بس في حاجة غلط.
كأن الوشّ ده مرسوم بسرعة، والعين الشمال بتتحرك بطريقة بطيئة، بتحاول تلحق التانية.
الجلد مش جلد بشري… فيه ملمس شمعي، والابتسامة مش ابتسامة، دي قناع بيضحك غصب.

قالت أمنية بصوت واطي وهي بتشدّ إيدي:
– "ارجع… ما تبصّش في عينه كتير… بيحاول يدخل."

دخل فين؟
بس ما سألتش.
كنت فعلاً حاسس إن لو فضلت أبصله أكتر… هنسى إني أنا.

قفل الباب ورا نفسه… ودخل الغرفة.
ما قالش حاجة، بس خطواته تقيلة، كل ما يقرب… العلامة بتضوي أكتر.
الغرفة بقت أغمق، كأن الضوء نفسه بيهرب.

– "إنت عايز إيه؟!"
صوتي كان مهزوز، بس خرج بالعافية.

ردّ، بصوتي… بنفس نبرتي…
لكن بنَفَس أبطأ:
– "مش أنا اللي بدأت… إنت اللي لمست… إنت اللي فتحت."

قالت أمنية وهي بتحاول تسيطر على رعشتها:
– "دي النسخة الأولى… ما اكتملتش… بس خلاص، بدأت تتغذى."

بصتلي وقالت:
– "أسامة… لازم نفتكر الطقس. لازم نرجّع التوازن."

سألتها وقلبي بيدق بسرعة:
– "إزاي؟"

قالت:
– "النسخة بتكبر لما تقرّب من العلامة… ولازم نكسر الرابط قبل ما العلامة تكتمل."

النسخة كانت واقفة دلوقتي قدّام المراية اللي في الغرفة… وبصت فيها.

بس اللي في المراية مش هو.

اللي ظهر… كان جَدّي.

واقف، بوشه المعروف… بس عنيه فيها سواد كامل، سواد مالوش قرار.

النسخة بصتلي، وقالت:
– "هو اللي سلّمني المفاتيح… وأنا كنت مستنيك."

صوت المراية اتشقّ، حرفيًا… المراية اتفتحت زي باب، والضوء الأحمر خرج منها زي ضباب.

شدّني إحساس غريب… إني لازم أدخل المراية.

بس أمنية صرخت:
– "لو دخلت… مش هترجع. ده الباب اللي اتفتح زمان، واللي جدّك حاول يقفله!"

صرخت فيه:
– "جَدّي مات وهو بيخبي ده… إنت مين علشان تكلّمني بإسمه؟!"

النسخة بصتلي، وقالت بنفس طبقة صوتي:
– "أنا أنت… من بعد النهاية."

الغرفة بدأت تهتز.
الحيطان بتتشقق، والعلامة على الجدار بقت تنزف نور أحمر كأنها جرح مفتوح.

أمنية طلعت حاجة من شنطتها… كانت ورقة صغيرة فيها نص قديم.
وقالت لي:
– "النص ده من واحد من كتب جدك… هقرا الطقس… لو قلت ورايا… ممكن نرجّع الباب يتقفل."

بصيتلها، وأنا قلبي بينهار:
– "ولو ما قفلش؟"

قالت:
– "يبقى النسخة هتاخدك… وهتاخدني كمان."

بدأت تقرا:

> "يا من فُتح له الباب بغير حق…
عُد من حيث جئت،
ولتُكسر المرآة،
ولتُغلَق العلامة،
وليُنسى الاسم."

رددت وراها… كل كلمة بتطلع بصعوبة.

النسخة بدأت تصرخ… صوتها مش بشري.
ابتدى وشها يسيح… زي شمعة بتدوب… وعينها الشمال بدأت تنفجر نور.

وفجأة… المراية اتكسرت.

الصوت اختفى.
والنور الأحمر سُحب، كأن حد شفطه من الغرفة.

كُله وقف.

وأنا… وقعت على الأرض، مش عارف أنا رجعت ولا لا.

أمنية قعدت جنبي، ووشها باين عليه الخوف، بس كمان فيه راحة.

قالت:
– "ده مش انتصار… ده مجرد إنذار. لأن العلامة… بتتنفّس. ولسه ما ماتتش.

          
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1