رواية اسرت قلبه الفصل الثاني والخمسون
"تُربكني عيناكِ"
رمش أمجد للحظات وهو يمرر عينيه بينهما بينما ضربت دلال على صدرها وهي تقول :
-طلاق ايه يا بت الشر برا وبعيد .....
فركت كفيها بتوتر وارتعشت شفتيها وهي على وشك البكاء وقالت بصوت مختنق ؛
-اللي سمعتوه .....
نهضت دلال ...كانت أول من تخلت عن صدمتها وقالت :
-أنتِ بتخرفي تقولي ايه يا بت ...يالهوووي...أنتِ اتجننتي!!!
لم ينطق جاسم بحرف ...كان غير راضي عن هذا كله ....ولكنه كان عاجز تماماً عن التمسك بها ....كان داخله صراع بين أن يتركها وان يتمسك بها ...كان يعرف مشاعره ..أنه يحبها ...مهما حاول أن يكرهها ...مهما حاول إيجاد مبررات لقلبه لكي يكرهها ولكن لا ....كلما مكث معها أكثر كلما أحبها أكثر ...غضبه منها لم يقلل من حبها لها ابدا بل العكس حبه يزيد يوماً بعد يوم
-ما تردوا عليا انتوا الاتنين انتوا ناويين تجننوني ...ليه محدش بيتكلم فيكم !!!
مررت عينيها بينهما وهي تشعر بالذهول ....كانت ابنتها تطرق برأسها أرضا وكأنها غير قادر على المواجهة ....بينما جاسم يشيح بوجهه عنها وهو يفرك كفيه بتوتر وجهه متجهم...
نظرت إلى أمجد الصامت وقالت بغضب :
-ما تتكلم تقول حاجة بيت أختك بيتخرب !!!!
كان أمجد صامت ....يحاول أن يفهم السبب ....ماذا حدث ليتخلى جاسم عن نوران بتلك السهولة ....
-أمجد ...اتصرف !!
صرخت به دلال وهي على حافة الإنهيار..طلاق ابنتها بعد أقل من شهرين من جوازها هي كارثة كبرى...ما السبب الذي جعلها ترغب بالطلاق ...رباه ما تلك الفضيحة ...هل ستعود معهم...ماذا سيقولون الناس عنها !!! ...
وضعت كفها على رأسها وهي تشعر بإرتفاع ضغط دمها ...
نظر أمجد إليها ونهض ثم قال بهدؤه المعتاد ؛
-ممكن ترتاحي ....
-ارتاح ازاي و....
ولكنه قاطعها بهدوء وقال :
-ارتاحي يا ماما أنا هتصرف ....
ثم نظر إلى شقيقته وقال بهدوء ؛
-حابب أتكلم معاكي شوية ممكن ....
نظرت بقلق إلى جاسم ولكنها نهضت وهي تقول بطاعة :
-حاضر ....
توتر جاسم وهو يراها تذهب مع شقيقها ..خاف أن تتهور وتخبره ما الذي حدث ....خاف أن يؤنبها ضميرها فتفضح سترها ...وهو لن يسمح بهذا !!
......
سارت نوران خلف أمجد بهدوء دون ان تتكلم او تعارض....جلسا بالتراس وجلست هي بهدوء تام ترتبط كلماتها كي لا تورط جاسم معها أكثر من هذا ....
رمقها أمجد بهدوء وقال:
-انا بس حابب افهم ايه اللي جد فجأة بينكم ...واللي خلاكِ تطلبي الطلاق....
-انا اللي غلطانة يا أمجد ...ظلمته معايا ....مكنتش ليه الزوجة الصالحة ...
قالتها بكل هدوء وهي تحاول ان تتماسك كي لا تكشف سترها ....
-طيب انتِ عملتي ايه عشان تقولي كده ...زعلتيه في أيه...
-ده مش مهم ...المهم تعرف انه تعيس معايا وانه يستحق الاحسن بكتير مني ...عشان كده طلقني بهدوء منه وانا هتنازل عن كل حاجة ...ده قراري لو سمحت يا أمجد...احترم قراري لمرة واحدة ...
-هحترم قرارك لما افهمه يا نوران...من حقي افهم ايه السبب الكبير اللي وصلكم لكده ...جاسم بيحبك ...حرام عليكي ليه بتعملي كده ....انتِ عملتِ ايه خلاكم تاخدوا القرار ده ....
رفعت عينيها له ....كانت الدموع تحتشد بهما بينما الذنب تصاعد داخلها كالنيران ...
-أنا عملت حاجة بشعة اووي يا أمجد...أنا ...
ولكن فجأة انتفضت وجاسم يضع كفه على كتفها ويقول بهدوء ؛
-أنا اللي غلطان مش هي يا أمجد ....نوران ملهاش دعوة ....
رفع حاجبيه وقال:
-أنتوا هتجننوني انتوا الاتنين ...دي تقول انا السبب وانت تقول أنا السبب ...بقولكم ايه أنا مش ناقص عته منكم أنتوا الاتنين ....فهموني دلوقتي مين فيكم سبب المشكلة ....
-أنا !
قالها كلا من جاسم ونوران بوقت واحد. ...عبس أمجد ثم ضرب كف على كف وقال:
-أنتوا بجد مجانين روحوا اتعالجوا !!!ايه الهم ده يا ربي ...
ثم ولج للداخل وقال لوالدته :
-يالا نمشي من هنا ...بنتك اتعتهت هي وجوزها...مفيش طلاق ياض منك لها ...شغل الأطفال ده أنا مش عايزه...احنا مش في حضانة هنا!!!!
ثم كاد ان يذهب الا أن نوران وقفت بوجهه وهي تقول :
-أمجد احنا هنتطلق ...اتفقنا على كده...سواء انت هتخلص الموضوع بصفتك اخويا الكبير او احنا نخلصه مع بعض بس هنتطلق ...أنا كبرتك اهو وبقولك طلقني منه لو سمحت ....أنا مش عايزة غير كده وهو كمان .....
نظر أمجد الى جاسم وقال :
-انت عايز تطلق أختي يا جاسم؟
للحظات صمت تماماً وهو ينظر إليها ...الحقيقة هو لا يريد ابداً أن يتخلى عنها ...فكرة ذهابها من حياته ترعبه ...ولكن الغفران صعب ...النسيان أصعب ....والحياة دونها هو العذاب بحد ذاته هو عالق ....مشتت لا يعرف ماذا يفعل ...وهي تسهل له الطريق لكي يتخلى عنها ولكنه حقاً لا يريد هذا ...لا يريد ان يتخلى عنها...يريدها معه ....ولكن ما فعلته عائق بينهما ...كلما اراد الغفران كلما تذكر انها احبت آخر ...أستأمنت نفسها مع شخص آخر ...اخطأت مع آخر فيكتوي بنيران الغضب والغيرة ...ماذا يفعل لينسى ....اغمض عينيه وهو يقول بصوت ثقيل مهموم :
-ايوة عايز أطلقها ....
اغمضت هي عينيها والدموع تنهمر منهما قوله هذا بتلك البساطة جعلها تتألم بشكل لم تتوقعه!
......
بعد قليل....
كان جاسم جالس على الاريكة بجواره نوران يضع كفه على عينه بتعب ...لقد لكمه أمجد بغضب عندما أخبره انه يريد تطليق شقيقته...رأى الذنب بعيني نوران التي ارادت حقاً ان تخبره كل الحقيقة ولكن جاسم لا يريد هذا ...لا يريدها أن تتاذى ..
كانت دلال تجلس مقابل ابنتها وهي تبكي لا تصدق ان ابنتها سوف تتطلق بعد أقل من شهرين ....كان أمجد يضع كفيه على وجهه ...لقد ظن ان شقيقته من تريد هذا ...ولكن اتضح ان القرار مشترك بين جاسم ونوران وهو للأسف لم يستطيع أن يفعل شئ لكي يقنعهما بالعدول عن رأيهما .....
تنهد وقال أخيراً؛
-بما ان خلاص انتوا الاتنين قررتوا ومش عايزين تعيشوا مع بعض ...فخلاص بكرة أنا هاخد اختي واروح القاهرة وانت زي ما اتجوزتها هناك تطلقها هنا ....تجي انت وخالتي ونقعد هناك كل واحد ياخد حقه...
-انا متنازلة عن حقوقي كلها ...مش عايزة اي حاجة ...
قالتها نوران ليرد أمجد:
-انتِ تسكتي ممكن ...مادام عايزة تتطلقي هخليكي تطلقي منه بس لو سمحتي متتكلميش ولا تقولي حاجة ...خلاص ....
صمتت ولم تتكلم بالفعل ...على الأقل سوف تغادر حياته ....سوف يتزوج من تستحقه ...هذا مريح لضميرها على الرغم انه مؤلم للغاية لقلبها ولكن الحمدلله على كل حال ....
............
في المساء ....
-أمجد مسك فيه وضربه ؟
قالتها رحيق بصدمة لتهز نوران رأسها والدموع تنهمر من عينيها وهي تتحدث في الهاتف ....وضعت رحيق كفها على راسها وهي تقول :
-طيب ايه اللي حصل بعدين ؟!حاول يتكلم عشان يكشف سرك ...
هزت نوران رأسها نفياً وهي تمسح دموعها وقالت:
-لا أبداً . .جاسم عمره ما يعمل كده ...ده أنا اللي بغبائي كنت هعترف بس هو اللي لحقني على آخر لحظة ..والله جاسم ده كويس اووي ...أنا مستاهلش واحد زيه ....
تنهدت رحيق وقالت:
-طيب وأيه اللي هيحصل دلوقتي يا نوران ...يعني ايه القرار اللي وصلتوله دلوقتي ...هتعملوا ايه يعني ؟!
انهمرت دموع نوران بآسى وقالت :
-أمجد قال انه هياخدني معاه بكرة وجاسم لو عايز يطلق يجي لحد بيتنا ونطلق رسمي ....أنا وضحت لأمجد ميت مرة اني أنا اللي غلطانة ...بس معرفش هو ليه حط الحق على جاسم هو ميستحقش ده ....هو مش ذنبه انه لتبلى بواحدة زيي...مش هسامح نفسي ابدا اني كنت سبب
-انتِ بتحبيه يا نوران ...
قالتها رحيق بثقة ثم أكملت ؛
-مفيهاش حاجة لو تبلغيه أنك عايزة فرصة تانية وانك عايزة تكملي...قوليله أنك بتحبيه وانك ندمانة وانك توبتي ....
-مليش عين اطلب منه ده ...هو اختار حياته خلاص يا رحيق ...مش هروح اترجاه وافرض عليه حاجة هو مش عايزها...ممكن يكون بيحب البنت اللي عايز يتجوزها ...ليه اقف في طريقه ...
-هو بيحبك على فكرة ....
ابتسمت بحزن وقالت :
-معتقدش أنا سقطت من نظره بعد اللي عرفه عني وحقه بصراحة....هو مغلطش في حقي أنا اللي غلطت وأستاهل أي عقاب ...مش هشتكي ...لاني آني اتعاقب في الدنيا اهون من أني اتعاقب في الآخرة وأدخل النار ...يمكن عقابي المناسب اني اتحرم من اكتر راجل حبيته في حياتي ...يمكن عقابي اني اشوفه مع غيري مبسوط ...يمكن عقابي ان حياته تمشي وحياتي أنا اللي تقف ...يمكن ده عقابي ..وانا راضية بيه ومش زعلانة الحمدلله ...اتمنى من ربنا بس انه يسامحني...
انهمرت دموع رحيق وهي تقول بإختناق:
-انتِ تستاهلي أي حاجة حلوة في الحياة ...حتى لو مش جاسم أنا واثقة ان ربنا هيعوضك يا حبيبتي بإنسان يتقي الله فيكي ....انسان يحبك ...
ابتسمت نوران بحزن لم ترغب ان تخبر شقيقتها انها ابدا لن تتقبل دخول شخص آخر لحياتها ...هي لن تحب كما احبت جاسم ... تعرف هذا جيداً...ستظل تحتفظ بكل ذكرياتهما سوياً حتى تموت .......
-انا هقفل دلوقتي يا رحيق ...متشليش همي الحمدلله على كل حال...ربنا كرمني وسترني وانا مش هطمع في اكتر من كده ..
قالتها نوران برضا لتتنهد رحيق وتقول بنبرة حزينة :
-ماشي يا نوران خلي بالك من نفسك أنا هكلمك ولما تيجي هجيلك . ..مش هسيبك متقلقيش انتِ مش لوحدك
- عارفة يا رحيق ...ربنا يخليكي ليا ...ويكرمك يا حبيبتي يا رب أنا هقفل دلوقتي ..خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ماشي ... سلام يا حبيبتي ....
قالتها ثم اغلقت الهاتف وهي تمسح دموعها....
......
اغلقت رحيق الهاتف واستندت بظهرها على المقعد بالتراس وهي تحدق في الفراغ تشكلت الدموع بعينيها ثم انهمرت ...كانت حزينة على حال شقيقتها...تلك المسكينة التي انكسرت فرحتها بسبب ذنبها ...هي تعرف كم تحب جاسم ...ولكن جاسم لن يغفر وهي لا يمكن ابداً أن تلومه ...الله أعطاه حق أن يغفر او لا...فلا يمكن لأ أحد ان يسلب هذا الحق منه...حتى لو كانت شقيقتها تحبه...فهذا لا يسلبه هذا الحق ...ولكنها حقاً تتألم من اجل شقيقتها المسكينة ...تعرف ان نوران سوف توقف حياتها لفترة طويلة حتى تتقبل علاقة آخرى ...كما أن والدتها سوف تكون منهارة الآن ...طلاق ابنتها بعد أقل من شهرين فقط تلك نقطة سوف تثير الأحاديث ...ألم يمكنهما أن ينتظرا قليلاً...
شهقت وهي تشعر بيد حطت على كتفها ...
-اهدي يا رحيق ده أنا ...
قالها عاصي وهو ينظر إليها بحيرة ...رفعت عينيها وقد أغشتها الدموع...كما أن هناك كانت دموع تطلخ وجنتها ....جعلها تنهض وهو يمسك كتفيها ويقول :
-فيه ايه مالك...بتعيطي ليه ....
ارادت ان تسيطر على نفسها ...لم تكن تريد الحديث الآن ولكنها شهقت فجأة بقوة والدموع تنفجر من عينيها دون توقف...
-رحيق !!
قالها بقلق بينما يجذبها إليه ويعانقها ...ضمته بدورها ليقول هو بلهفة و قلق :
-فيه ايه يا رحيق مين زعلك بس ...
لم ترد وهي تجذبه اكثر ودموعها تنهمر ...
-رحيق يا حبيبتي بس قوليلي مالك ...مين زعلك ...ليه بتبكي بالشكل ده ...
كان يقولها بقلق بينما يضع كفها على رأسها .....
-مش ..مش قادرة اتكلم يا عاصي .
احضني وبس ...ممكن ....
قالتها بنبرة متقطعة ومختنقة بفعل البكاء ..هز رأسه وهو يضمها اكثر ويقول :
-اكيد ...أكيد يا حبيبتي ...بس انتِ اهدي لو سمحتي ممكن ...
لم تهدأ وهي تبكي لا عانقته بقوة أكبر ...تنهد وهو يحملها بلطف بين ذراعيه....كانت تظفن هي وجهها بصدره بينما تبكي ...سار بها بلطف ووضعها على الفراش ثم جلس بجوارها وضمها وهي تبكي ...
-بس بس خلاص....
قالها وقبل رأسها ثم أكمل :
-ايه اللي حصل لده كله ...مهما حصل هيتحل ان شاء الله بس انتِ متعيطيش يا حبيبتي ...خلاص اهدي....
احضر محرمة ورقية من جيبه ثم أبعدها قليلا وشرع يمسح دموعها بلطف وقال:
-بس خلاص العيون الحلوة دي مش مفروض تبكي ....متعيطيش خلاص وانا هغنيلك عشان افرحك ابسطي يا ستي
لم تستطع منع ابتسامتها وهي تقول :
-بتعرف تغني ..أنا مليش في الاغاني اووي بس بحب ام كلثوم ....احيانا كنت بسمع أغانيها وأنا وصغيرة ...ولما كبرت برضه كنت بسمع مقاطع من اغانيها على التيك توك من غير موسيقى ...
-اعذريني مش حافظ حاجة لأم كلثوم أنا هغنيلك أغنية مودرن ...
-مودرن ؟!
قالتها وهي ترفع حاجبيها ليهز رأسه بحماس ويقول :
-أيوة اسمعي يا ستي .. العنكبوت النونو خطفت قلبه العنكبوته
من يومها جن جنونه وعقله اتلخبط لخبطوته
العنكبوت النونو النونو النونو
نونو العنكبوت النونو النونو النونو
ابو العناكيب الحبيب اتعلق قلبه بعنكوبه
في غرامها شاف الاعاجيب من يومها يا عيني في غيبوبه
العنكبوت النونو قال بيحب قال
يا طعامتو يا صغنونو غنولو يا عيال
العنكبوت النونو النونو النونو
نونو العنكبوت النونو النونو النونو
كان ليه بتحب وتتعذب وتشتي في عز القيلوله
وتشوفه حالك يتكركب وكأنك لسه في سنه اولي
العنكبوت النونو قال بيحب قال
يا طعامتو يا صغنونو غنولو يا عيال...
نظرت إليه رحيق بنفاذ صبر وهي تفكر ان لو كان هناك مسابقة ما لأسوأ صوت سوف ينال هو المركز الأول بجدارة ...
صمت أخيرا وهو يقول :
-ها يا حبيبتي نفسيتك اتحسنت شوية ...
-هتتحسن ...هتتحسن متقلقش لما تبطل غنا خالص ...أنا متأكدة آني هبقى كويسة لو عملت كده ....
رفع حاحبيه وقال:
-على فكرة ده عدم تقدير لموهبتي ..أنا عندي موهبة على فكرة.
-شوف يا عاصي أنا مش هقولك موهبة محتاجة الدفن زي ما بيقولوا هي موهبة مجاتش اصلا عشان يدفنوها ... ابوس ايديك أنا فعلا حزينة مترفعش ضغطي كمان كتير صدقني بكلمك بأمانة ..
-طيب اقولك شعر ...
-لا أبوس ايديك خليني حزينة كده شوية وانا هفك...
هز كتفيه وقال وهو يجذبها إليه:
-أمري لله هحضنك وخلاص مادام دي الحاجة الوحيدة اللي بتهون عليكي ....
-انا ما صدقت ولا ايه ؟!
قالتها مبتسمة فرد:
-ايوة ..
ضحكت وهي تغمض عينيها وتضمه إليها ...
......
في المساء....
-انا مقهور انها بطلت تحبني ....زي ما يكون فيها الحاجة الوحيدة اللي خلتني اتنفس وهي حرمتني منها ...حاسس اني ضايع وانا مش بشوف الحب في عينيها..
قالها جورج بصراحة في احدى الجلسات النفسية عند دكتور ابرام....كان ينظر الى ماريانا التي ما زالت تشيح بوجهها عنه وكأنها تمنعه عن رؤيتها تعاقبه بهذا وما أقساه من عقاب ....أكمل جورج وما زالت عينيه معلقتان بها لا يقوى عن إشاحة ناظريه عنها :
-كنت بحاول أبين ان حبها مضايقني بس من جوايا كنت مبسوط عشان حد بيحبني للدرجة دي ...كنت عارف ان حتى سيلا محبتنيش للدرجة دي ....
قبضت على كفيها بقوة وناظرته بحدة .كانت عينيها وللمرة الأولى تفيض غيرة ....ابتسم وهو يشعر بالسعادة بينما يشعر ببريق من الأمل وهو يرى مشاعرها تلك ...الغيرة هي جزء من مشاعر الحب ...لا يمكنها ان تغار عليه إن لم تكن تحبه!!
تلك الفكرة جلبت السعادة لقلبه الغارق في بؤسه واعطته أمل جديد ليجعلها تغفر له ...
-انا كنت غبي واعمى ومش حاسس بقيمة اللي معايا ....محستش بقيمتها غير لما ضاعت مني واكتشفت اني ناقص من غيرها زي ما هي ناقصة من غيري...عشان هي نصي التاني واكتر واحدة أنا حبيتها ...وانا كل اللي طالبه منها فرصة تانية اصلح بيها غلطي واخليها تحبني من جديد ....
ابتسم بسخرية وقالت بقهر وهي تنظر إليه :
-ما أنا كنت بحبك ...بحبك اكتر من روحي ...كنت بتمنالك الرضا ...رميت قلبي وكبريائي عند رجلك عشان ترضى عني وانت دوست عليهم الاتنين ...هو أنا مطلوب مني انسى اللي عملته.. اسامح !!!
اقترب وأمسك كفها وهو يقول :
-متسامحيش بس اديني فرصة اخليكي تسامحيني. ...دخليني حياتك تاني يا ماريانا ...اديني آخر فرصة ....
رفعت عينيها وهي تنظر لإبرام الذي أشار إليها بالموافقة .. ولكنها نهضت وهي تبعد يديها عنه وتقول :
-أسفة ....
ثم تركت العيادة وذهبت ..
نظر جورج الى ابرام بحزن ليبتسم إبرام ويقول:
-هترجعلك متقلقش ...اديها شوية وقت ...
..........
خرجت من غرفتها التي تتشاركها مع حماتها...كانت تُعاني من الأرق ...مع كل الأحداث اليوم عجزت عن النوم وخاصة بعد رؤية حالة دلال البائسة ...فهي اخذت تبكي اكثر من ساعتين بسبب طلاق نوران الوشيك ...لقد هدأتها بصعوبة حتى هدأت ونامت...كان الأمر كارثي وهي تحاول ان تخفف من حدة التوتر ...الكلمة التي خرجت من فمها كانت كالرصاصة ...لم يفهم أي أحد لماذا قالت هذا ...وما السبب الذي دفعها لتطلب الطلاق !
حاول أمجد ان يتمالك أعصابه ومعرفة السبب ولكن في النهاية غضبه تحكم به وهو يهاجم جاسم ...رغم دفاع نوران الشرس عنه ألا أن أمجد يصر على أن جاسم هو المخطئ...ما زالت كلمات نوران ترن في أذنها عندما اتهم أمجد جاسم انه يريد التخلى عن زوجته ليتزوج مرة أخرى ....
...
-أنت عايز تطلقها عشان تتجوز تاني صح ...ده واضح اووي ؟!!شوفتلك شوفة تانية وبقت اختى لعبة في ايديك يا قليل الشرف...
قالها أمجد.بغضب لتقف نوران امام جاسم وتقول وقد اشتعلت عينيها بغضب وهي تواجه شقيقها
-انت بتتكلم معاه بالطريقة دي ؟
قالتها بحدة ليتراجع شقيقها بصدمة وهو يرفع حاحبيه بسبب هجومها الغريب عليه ...احمر وجهها بغضب وأكملت :
-قولتلك أنا اللي غلطانة ...أنا اللي طالبة الطلاق .دمرت حياة المسكين...خلاص كفاية خليه يشوف حياته ...وحتى لو اتجوز ده حقه...حتى لو هيتجوز عليا حقه...أنا وهو احرار مع بعض ...متلومش جاسم عشان أنا فشلت احافظ على بيتي ...عايز تلوم يبقى لومني أنا ...عايز تضرب يبقي تضربني أنا !!!
-نوران...
قالها أمجد بصدمة لتشهق والدموع تنهمر من عينيها وتقول:
-انا السبب في كل حاجة ....خلاص طلقني وارحمني !!!
كانت ترتجف والدموع تنهمر من عينيها دون توقف حتى شعر جاسم بالخوف عليها ....امسكها من كتفيها وهو يقول بحنو ؛
-اهدي يا نوران ....
-ابعد ايديك عنها ...
صرخ أمجد بإنفعال ثم بتهور لكمه على وجهه ....
-جاسم !!!
قالتها نوران بصدمة عندما رأته يترنح أمسكت به وهي تهمس :
-اسفة حقك عليا ....
ثم وقفت أمام شقيقها وقالت ؛
-انا عايزة اتطلق ...وده قراري أنا وجاسم يا أمجد...لو سمحت متتدخلش !!٫
عادت من شرودها وهي تهز رأسها بتعب لا تصدق كل ما حدث وكأن الأمر كابوس ....مدت عينيها لترى أمجد جالس على التراس الخاص بالمنزل الصيفي....ولجت لغرفتها واحضرت حجابها ثم خرجت لتجلس معه ....رغم انه بدا في عالم آخر تماماً
وقفت وهي تنظر إليه بشفقة ...كان ينظر الى البحر بشرود ولم يشعر حتى بوجودها ...وضعت كفها على كتفه ليرفع عينيه ويراها ابتسمت له ثم جلست بجواره ...تنهد وهو ينظر للبحر مجددا ويقول :
-حاسس اني تايه ....
لم ترد جيلان وتركته يقول ما يريد ...أكمل هو وقال بتعب ؛
-كل حاجة حواليا بتتهد يا جيلان ....أنا مش مصدق ان نوران هتتطلق بعد أقل من شهرين بس من جوازها ...مخي شغال يودي ويجيب يا جيلان ...مش قادر افهم...والشكوك جوايا كتير ...نوران شغالة تقول أنا السبب وجاسم يقول هو السبب مش عارف مين صادق ومين كداب ومحدش راضي يقولي السبب الحقيقي ايه ...امي منهارة عشان نوران ومبطلتش عياط طول اليوم وانا حاسس اني هموت من الغلب!!
مدت كفها وهي تقول بلهفة :
-بعيد الشر عليك متقولش كده ...اهدى وصلي على النبي بس وكل حاجة هتتحل....
-عليه أفضل الصلاة والسلام...
تمتم به وهو يغمض عينيه وأكمل بضيق :
-تعرفي المشكلة ايه ؟!ان الاتنين دوول بيحبوا بعض ...لما قعدت مع كل واحد منهم اكتشفت كده ...كل واحد جاب الحق على نفسه ...وكل واحد بيخاف على التاني يبقي ليه عايزين يتطلقوا أنا حاسس ان برج من دماغي هيطير ....
-اهدى يا أمجد ...
قالتها جيلان بقلق وهي ترى حالته ليهز رأسه ويقول:
-لا لا فيه حاجة وانا لازم أعرفها ...لازم أعرف ايه اللي يخليهم عايزين يتطلقوا لازم افهم والا هموت
-يا أمجد حرام عليك اهدى شوية وكل حاجة هتبان متقعدش تهري في نفسك كده هيحصلك حاجة .....
نظر إليها والحزن يسكن عينيه وقال:
-حياة اختي بتتدمر وانا واقف محلك سر يا جيلان ومش بعمل حاجة
نهضت وهي تقترب منه وتعانقه قائلة :
-بيتها مش هيتخرب ان شاء الله ...اهدى يا حبيبي الأمور مبتتحلش بالطريقة دي ...
أغمض عينيه وهو يضمها بدوره ويقول :
-أنا معرفش من غيرك كنت هعمل ايه ..خليكِ جنبي يا جيلان دايماً....
قبلت هي رأسه وقالت:
-حاضر هبقى جنبك علطول ...بس انت اهدى عشان خاطري ...كل حاجة بتتحل بالهدوء ...ومكانش لازم تتهور وتضرب جاسم ...الموضوع كان مفروض يتناقش بهدوء وتشوفهم الاتنين ايه مشكلتهم ....
-ما مفيش حد راضي يتكلم ...
قالها وهو يشعر انه سوف يفقد عقله لتربت على شعره وهي تقول بلطف :
-هيتكلموا دلوقتي او بعدين ..
.......
في اليوم التالي ....
فتحت عينيها لتجده نائم بجوارها ...وجهها قريب من وجهه ....تبتسم وهي تتلمس وجهه لا تصدق حتى الآن أنه هو ...صمم على البقاء معها حتى يتم القبض على مُعاذ....رغم أن الحل الأسلم هو أن يذهبوا لمنزل عمهما ولكنه رفض ...أراد البقاء هنا ...تفهم سيف وتعرف أنه لن يترك فعلة مُعاذ تمر مرور الكرام . .خاصة بعد ما عرف أن مُعاذ هو من شوه وجهها ..هو من دمر حياتها ...سيف يريد الأنتقام وهي تخاف بل ترتعب ومئات الإفكار تدور في رأسها ....
-بتفكري في ايه ؟!
شهقة كادت أن تنفلت من شفتيها وهي تراه وقد أستيقظ وهو ينظر إليها ...ابتسمت له وقالت وهي تتلمس وجنته :
-بفكر فيك ...
اتسعت ابتسامته كانت ابتسامة رجل فخور أنه نال حب إمرأة مثلها ...تاني اقتباس ..
(تأمل عينيها بإنبهار كعادته وقال:
-متعرفيش عينيكي بتعمل فيا ايه ؟!
بتعمل ايه ؟!
قالتها بخجل ليرد:
-بتربكني ...وصعب عيون واحدة تربك واحد تربك واحد زيي يا مياس....
ضحكت بخجل وقد احمر وجهها ليقترب بوجهه ويقبل أنفها ويقول :
-وضحكتك بتفرح قلبي ....
بهتت ابتسامته قليلاً وأكمل
الايام اللي بعدتي عني فيها كنت بعاني يا مياس ...كنت هتجنن وانا مش عارف أنتِ سيبتيني ليه ؟كنت عارف ان فيه سبب وسبب قوي كمان بس متوقعتش ده ...تفكيري مجابش انك بغباء بتعرضي حياتك للخطر كأنك بطلة هندي قديم ....
توسعت عينيها وقالت بغضب :
-أنا غبية يا سيف ...
-ايوة غبية يا مياس ...مش هخاف اقولها على فكرة ومفروض اعاقبك على اللي هببتيه ده تروحي تبعدي عني وانا لسه طالع من الموت وتخلينا نعاني عشان خايفة عليا ...واحد غيري كان كسر دماغك الناشفة دي ....
ابتسمت له بحلاوة وقالت:
-طيب ليه معاقبتنيش ...
لمس الحرق بوجنتها وقال :
-للاسف أنا ضعيف قدامك اعمل ايه ...بحاول اقسي قلبي عليكِ بس قلبي بيحبك يا مياس ...وقلبي متعودش يقسى على حد بيحبه للدرجة دي ....
شدت كفه وقبلته وهي تقول ؛
-أنا بجد آسفة ...
-طيب يا آسفة قومي حضريلي الفطار يالا ...
رفعت حاجبيها وقالت :
-ايه معاملة سي السيد دي؟!
-دي هتبقى المعاملة بعد كده ...
قالها بجدية مضحكة ثم أكمل :
-يالا قومي !!!
نهضت واقفة على قدميها ثم شدت كفه وهي تقول :
-يالا يا حبيبي انت هتحضر الفطار معايا ...
ضحك ونهض ثم قال:
-احنا تحت أمرك يا فراشة ...
ثم سار خلفها وجدها تدخل الحمام وكاد أن يدخل معها ألا انها أوقفته بكفها وقالت :
-خير رايح فين ....أنا هغسل وشي وأسناني ...أنت حتى في دي مبتدنيش خصوصيتي !!...
-لا مفيش خصوصية بيننا ...ويالا هنغسل اسناننا مع بعض ....
...
بعد قليل ...
وقفا بجوار بعضهما وهما يغسلان أسنانهما ...وكل شئ بدا مثالياً بطريقة اخافتها ...هل يمكن أن تخسره ...هل ممكن أن تنتهي سعادتها ...هل يمكن أن يؤذي مُعاذ سيف ...إن فعل هذا سوف تكون هي السبب في هذا ....
-بطلي تفكير ....
قالها بلطف وهو يقرب شفتيها ويقبل شعرها ....
-خايفة اووي يا سيف ...خايفة عليك ....
-على فكرة أنتِ بتقللي مني ....
قالها مبتسماً
-ما عاش ولا كان اللي يقلل منك يا سيف بس أنا بجد خائفة ...أنا خسرت كتير وخسارة تانية مش هتحملها ...مش هقدر صدقني ....
اغمضت عينيها بألم عندما انحنى بشفتيه وقبل كتفها ثم قال :
-أنا معاكي اهو ...هنواجهه سوا مش هسمح لأي حد انه يأذيكي او يأذيني ...اوعي تخافي وانا معاكي ماشي ....
استدارت وهي ترفع عينيها إليه ثم ترتفع قليلاً على قدمها وتعانقه وتقول :
-انا مبسوطة أنك معايا ....أنا كنت بتعذب زيك يا سيف اتمنيت اني احضنك ولو لمرة ....
ابتسم وهو يضمها اكثر إليه ويقول :
-انا اهو معاكي احضنيني زي ما انتِ عايزة أنا مش همانع
ضحكت وهي تضمه اكثر وتقول :
-طيب ايه مش هنفطر ولا ايه ؟!
-ده احسن من الفطار بالنسبالي....
ابعدت عنها وهي تضحك وتقول :
-بس أنا جعانة وعايزة آكل ..يالا عشان نحضر الأفطار مع بعض ....
-يعني مش هقعد ارتاح ومراتي هي اللي تحضرلي الفطار مع بعض ...
ضحكت وهي تسحبه خلفها للمطبخ وتقول :
-لا أنسى هتحضره معايا ...هديك الرفاهية دي مرة في الشهر غير كده له ...
-فعلا مستبدة.!.
قالها بتبرم ...
..
بعد قليل ....
كانت قد تناولا طعام الإفطار وونظما طاولة الطعام. ..ثم بعدها جذب سيف مياس من خصرها وهو يمسك كفها ويراقصها ...
ضحكت هي وهي تتمايل معه ولكنها عبست وهي تقول :
-اومال فين الأغنية؟!
-حالا يا فراشة ....
ثم بدأ بالغناء لها
من زمان نفسي أغني لك
وأحكي لك قد إيه، أنا بحبك
وأمسك قلمي وأكتب لك
وأعمل أغنية بإسمك
وأسرح بعيد، وأفتكرك
كل الكلام اللي جوايا مش كفاية وميكفيش
حتى البداية لما كنت واقفة معايا
في بداية الطريق والحلم كان لسه بعيد
في عز يأسي وكل الدنيا ماشية عكسي
عشانك أنا قادر أكمل عشانك قادر أتحمل
وكل مرة بشوفك بحبك ثاني من الأول
عشانك أنا قادر أكمل عشانك قادر أتحمل
وكل مرة بشوفك بحبك ثاني
ليلى، ليلى، ليلى، ليلى
كنا أطفال وكبرنا
ومع بعض إحنا كملنا، الحكاية
حب ببراءة وسذاجة
غلب الدنيا الكذابة ولسه عايش، جوايا
بشوفك زي أول مرة وكنت غيرهم
كنت حرة واللي في قلبك كان بره
إنت كل حلم عدى وإستخبى
وخرجتيه مني بزقة
بتشديني ودايماً سابقة
عشانك أنا قادر أكمل عشانك قادر أتحمل
وكل مرة بشوفك بحبك ثاني...
ثم توقف لتعانقه وهي تبتسم ....سعادتها تزداد وخوفها أيضا ...الخوف من ان تتحول تلك السعادة لكابوس...ان تنتهي تلك السعادة قريباً وأن يظهر مُعاذ بحياتهما !!
...........
كانت نهايتهما مختلفة كما هي البداية ...والوداع أيضاً رُغم كل شئ كان عاطفياً....
......
خرج من غرفته بسرعة وهو يشعر بالخوف ان تكون قد ذهبت دون أن تودعه ...لقد استيقظ ولم يجدها بجواره ...توقف فجأة وعينيه مُتسعة بذهول بينما يجدها جالسة بجوارها حقيبتها كانت ترتدي كامل ملابسها ....
رفعت عينيها إليه ...كانت حمراء من شدة البكاء طول الليل ...كانت تحبس دموعها الآن وتبدو على حافة الإنهيار ....
-ممشيتيش ....
قالها بلهفة وهو ينظر إليها لتبتسم بحزن وتقول :
-أمجد عشر دقايق ويوصل...همشي معاه
هز رأسه وهو يشيح بوجهه عنها يحاول بكامل قوته ألا يطلب منها البقاء ...ربما ذلك افضل لهما....
ظلا على الوضع هذا لبضع دقائق حتى رن هاتفها ...نظرت الى الهاتف وهي تقول بنبرة باهتة :
-امجد جه ...
ثم نهضت وهي تحمل حقيبتها الصغيرة وقالت مبتسمة له :
-خلي بالك من نفسك يا جاسم ....
اقترب منها فجأة وهو يشدها إليه ليعانقها ...لثواني ظلت متجمدة ودموعها التي حبستها بقوة تنهمر بسهولة دون توقف ولكن سرعان ما حاوطت جسده وهي تضمه بدورها...سوف تتذكر دوما هذا ...لن تنساه ...ارتفع نشيجها وهي تتمسك به ...كانت عاجزة عن الكلام...تضمه فقط بينما كان هو يضع كفه على رأسها ويغمض عينيه...
بعد قليل حررت نفسها منه بلطف ...لو بقت اكثر من هذا ستتوسل إليه ألا يطلقها وهي لا تريد أن تعذبه معها اكثر من هذا ....
كان ما زال وجهها قريباً منها ...كان أحمر بفعل البكاء شفتيها ترتجفان ...والحزن يرسم أثاره بمهارة ....جذبها إليه مرة أخرى وهو يقبلها بكل الشغف الذي يحمله له ...كل الشوق الذي حاول مقاومته وفشل تماماً ....لتتشكل الحقيقة أمامه هو لن يتوقف يوماً عن حبها ..أبعدته برفق عنها ليضع جبينه على جبينها ويتنفس بعنف بسبب كثافة ما يشعر به ...
-سيبني خليني أمشي يا جاسم ..لو سمحت !!
قالتها بصوت مختنق ليرد هو :
-متمشيش ...خليكي معايا !!
تجمد جسدها للحظات وهي تنظر إليه بصدمة وابعدت رأسها قليلاً وهي تقول بلهفة:
-يعني أنت سامحتني ...أنا هكون معاك يا جاسم ...موافق تديني فرصة تاني...مش هتشك فيا ولا هتهيني تاني بسبب اللي عملته..يعني مش هتتجوز حورية !