رواية بنكهة الفراولة الفصل الخامس بقلم رحمه حواله
ضربات قلبي ذادت لما التفت ورايا وشوفت «علي»
_وحشتيني يا ليل
مكنتش عارفه ايه شعوري الحزن علي نفسي ولا احساس بالرغبة في الانتقـ ـام لكن كل اللي متأكده منه ان مفيش في قلبي احساس بالاشتياق له
ولقيته بيتكلم بكل حزن:
_ليل، انتِ وحشتيني، بقالي ايام مبفكرش غير فيكي ونفسي نفسي تسامحيني
قربت منه بكل غضب:
_انت ليك عين تيجيلي هنا بعد اللي عملته، ايه البجاحه دي يا أخي!!
_ علشان خاطري انا بس محتاج فرصة تانية
غضبي اتحول لدموع ولقيتني بضحك ضحكة استهزاء ممزوجة بوجع وحرقة:
_فرصة تانيه! انت جايب البجاجه دي منين؟ كنت بتخدعني سنه كامله وبتظاهر بإنك بتحبني وانت اصلا متجوز؟!
_ليل خلاص انا مبقتش متجوز.
_اعملك ايه يعني ازغرطلك! ده هيفيدني بإيه؟!!
_ طب تعالي اقعدي وانا هفهمك كل حاجه اقعدي معايا النهارده بس ومش هطلب منك حاجه تانية
بصتله بتردد لكني وافقت في النهاية وقعدنا علي اقرب طربيزة في الكافيه
_اتفضل بس بسرعه مفيش وقت
_انا ومراتي اتطلقنا يا ليل، اني اصلا مكنتش بحبها صدقيني
_وانا بحب دلوقتي يا علي
علي وقف من مكانه يبصلي بصدمه
_اكيد بتهزري يعني ايه بتحبي وبتقوليها كده قدامي من غير كسوف، طب وانا انا يا ليل
قومت وقفت وانا بشبك ايدي علي وسطي
_انت كنت صفحة قديمه واتقفلت
_وانا مش هقدر اقفل الصفحه والله بحبك، بحبك اوي يا ليل اديني بس فرصه فرصة واحده بس وانا هعوضك عن كل حاجه اذيتك فيها علشان خاطري يا ليل
بصتله وانا بنفخ في خنفة وبتكلم بشجاعة:
_علي، انا بحب دلوقتي، لقيت شخص كويس يحبني بجد من غير كذب ومن غير خيانة وعمري ما هنسي اللي انت عملته فيا وكذبك عليا، بس انت عارف حاجه اللي انت عملته قواني وعرفني ان كل الناس مش كويسه زي ما انا كنت فاكرة
........
كنت واقف قدام الرجاله وهما بيجهزوا الديكور اللي علي البحر اللي هفاجئ به ليل وعلي وشي نظرات فرحه ممزوجه بتوتر من ردة فعلها وسؤال واحد اجي في بالي يا تري ليل هتوافق عليه ويا تري بتحبني زي ما انا بحبها؟!
في اللحظه دي طلعت من شروده علي صوت الرجاله اللي شاورولي انهم خلصوا شغلهم ومشوا بعد ما حاسبتهم. قربت من الديكور اللي كان عبارة عن استاند مليان ورود وسجادة مفروشة علي الرمله.
حطيت ايدي علي قلبي وانا مبسوطه واتخيلتها قدامي وانا بطلعلها الخاتم اللي في جيبي وتمتمت بيني وبين نفسي وانا بطلع الخاتم:
_ديكور تحفه مناسب للكلام الكتير اللي في بالي اللي مجهزهولك
اكيد هتسألي نفسك زياد هيقولك ايه، هقولك
زياد هيقولك قد ايه بيحبك، قد ايه جمالك بيزغلل العين، وعيونك اللي زي عيون الفراعنه.
هيقولك قد ايه وقع في حبك في كام يوم بس.
وهيقولك قد ايه بيشتقالك بعد اوا دقيقتين لما بتروحي بيتك، ودلوقتي لازم تعرفي كل الكلام ده.
اول لما خلصت كلامي طلعت موبايلي من جيبي واتصلت بماما
_ ابنك يا ماما لاقي اخيرا بنت الحلال اللي بيتمناها وشوفي كده الديكور ده، انا قررت اعترفلها بحبي
ماما ابتسمتلي بفرحة خارجة من كل قلبها وقالتلي بحب
_ اخيرا يا حبيبي حبيت وفتحت قلبك بعد اللي حصل من اللي ربنا لا يسامحها دي، انا المرة دي متأكده من اختيارك ربنا يجمعك بيها يا حبببي
قفلت معاه المكالمه بحماس وكإني شحنت طاقتي من جديد ومستعد اني اعترفلها بحبي، ولقتني من غير ما حس بجري علشان ارجعلها.
........
كنت واقفه قدامه وبحاول امشيه وانهي الحوار وافهمه اني خلاص نسيته لكني لقيته لسه ببتكلم وقال بحزن:
_ انا عارف انك بتمري بظروف صعبة بعد موت اختك وانا حيت عليكي بعد اللي عملته بس صدقيني انا ندمان، غنوة مع اني عمري ما شوفتها قبل كده كنت بس بسمع عنها منك بس هي كانت زي اختي ومعزتها زي معزتي ليها وانا حاسس باللي انتِ حاسه بيه.
قال كده ومع اخر كلمة له دموعي نزلت من عيني بتلقائية وفجأة لقيته بيبص ورايا بنظرات انا مفهمتهاش ومن غير اي مقدمات لقيته ضممني بحضنه وبيتمتم بكلمات
_وانا كمان يا ليل بحبك، انا لسه مش مصدق انك بتحبيني
كنت واقفه زي المشلولة مش قادرة اتحرك وابعده والجملة اللي قالها زادت استغرابي اكتر وبسرعه لقيته بيبعد عني وبيمشي من قدامي بسرعه.
في اللحظه دي ضربات قلبي كانت سريعه وكلي غضب من اللي علي عمله ولسه ببص ورايا وبتنهد لقيت زياد واقف علي بُعد خطوات مني بيبصلي بتعبيرات كلها صدمة ووجع ومخدتش وقت كبير علشان افهم اللي حصل وان علي كان قاصد يعمل حركته الاخيرة
قربت منه وانا بهز راسي بالنفي نافية كل اللي شافه بعينه
_زياد
فضل يبصلي بلوم ممزوج بغضب وقرب مني خطوتين وقالي بضحكة فيها استهزاء
_في فرق بينا انتِ ركبتي قطر سته الا تلت مرة وانا ركبته مرتين ربنا يوفقك مع حبيبك ده
وبمجرد نطقه لاخر كلمة ضحك باستهزاء وعان العلبة اللي كان ماسكها في ايده في جيبه وسابني ومشي
كنت واقفه بحاول استوعب اللي حصل وان حبي الاول الحقيقي راح، ناديت عليه لكنه مردش عليا واتجاهل ندائاتي
قعد علي قرب كرسي ووقتها انفجرت وكإني كان جوايا بركان كان مستني الامر بالانفجار
نزلت دموعي بغزارة وحسيت اني خسرت حاجات كتير
ولا يمكن اللي حاسه بيه دلوقتي نتيجة اللي عملته في ياسين وكذبي عليه
اهو دلوقتي بدفع نتيجة اخطائي
........
وبعد فترة وصلت البيت وانا مرلكمه كمية حزن جوايا ومستتيه بس اوصل لأوضتي علشان اطلعه
واول لما فتحت الباب بالمفتاح ودخلت اتفاجئت بشخص قاعد مع ماما وبيبص للساعه كإنه مستني حد
بصيت لماما ولقيتها قاعده بتنفخ بضيق قاعده مش علي بعضها
واول لما شافتني قربت مني بسرعه وسحبت ايدي للمطبخ وحاولت توطي صوتها
_ مين الجدع ده يا ليل وليه بيقولي فين غنوة ممكن يا طنط استناها تيجي من الشغل
غمضت عيوني لثواني وانا ببص من فتحة الباب علي ياسين اللي قاعد مستنيني وقولت بتوهان:
_هبقي احكيلك علي كل حاجه دلوقتي ياريت يا ماما تدخلي اوضتك وانا هتكلم معاه شوية
ماما اتنهدت بضيق بس سمعت كلامي ودخلت اوضتها، وطلعت للريسبشن وقربت منه واول لما شافني وشه اتبدل للفرحه وقام وقف
_ فضلت مستنيكي ساعه لحد لما وصلتي انتِ وحشتيني اوي يا غنوة
قولتله وانا بتنهد بضيق: ايه اللي جابك هنا يا ياسين وليه متصلتش عليا وعرفتني
ياسين سكت لما حس بالاحراج من كلامي وقبل ما يتكلم عينه فضلت متركزة علي صورة بتظهر فيها غنوة وهي جمبي قاعدين علي كرسيين وحاضنين بعض.
عنيه ضاقت وفضل يبصلها بعلامات استفهام، وقتها اتوترت وخفت يكشف حاجه فمسكت ايده وطلعت من البيت
_تعالي نقعد في الهوا هنا ايه رأيك يا ياسين
ياسين بصلي وابتيم وهو بيقعد علي الرصيف وبيبص للسما وكإنه نسي موضوع الصورة او لسه فاكرها بس مهتمش حتي يفكر في موضوعها.
_ غنوة انا محضرلك مفاجئة وهقولهالك بكره
قال كده وشوفته بيحط ايده في جيبه وببمسك حاجه انا مش شيفاها
_مفاجئة ايه يا ياسين؟!
ياسين ابتسملي بهيام وجاوب بابتسامة وهو ببمسك ايدي وبيبوسها
_ انا قررت تكمل علاج علشانك علشان اخلص علاجي وهحضرلك حاجه هتحببها جدا
اول لما قال كده ابتسمتله بفرحة
_بتهزر يا ياسين، بجد بجد هتكمل علاج وهتبقي كويس
_ايوه مع اني عارف اني بصحة كويسه وان انا اللي كنت صح لما قولت انك مموتيش بس هكمل وهثبتلهم اني انسان بصحة كويسه علشان احضر المفاجئات الجاية.
قال كده وهو بيتنهد وهو مركز مع عيوني،وفجأة حسيت بفلاش قدامنا وكإن حد كان بيصور حاجه،استغربت وخوفت من ان حد يكون بيصورنا ولسه كنت هقوم اشوف ايه اللي بيحصل لقيت ياسين ماسك ايدي علشان اقعد تاني وهو بيطلع سلسلة من جيبه التاني، بصيت عليها ولقيت اسمه عليها وقبل ما اتكلم لقيته ملبسهالي وهو بيقول بكل حب.
_سلسلة عليها اسمي علشان افضل في بالك دايما
حطيت ايدي عليها مكنتش عارفه افرح علي طيبة قلبه معايا ولا ازعل علشان بضحك عليه وهو ميستاهلش ده مني
_متعرفيش ازاي انا بعشقك يا غنوة وبحلم باليوم اللي هصحي فيه الاقيكي جمبي وقدام عيوني دايما.
كمل لما لقاني ساكته
_ طب هو انتِ بتحبيني يا غنوة؟!
اتوترت من سؤاله ووديت وشي للنحية التانية وانا مش قادرة اجاوب علي السؤال
_بتحبيني يا غنوة؟!
كرر السؤال مرة تانيه وعيونه كانت مليانه حماس وهو مستني اجابتي بفارغ الصبر.
فقولت بدموع: اه انا بحبك يا ياسين بحبك اوي
اول لما نهيت جملتي ابتسم بفرحة كبيرة وقام وقف وفضل يلف من سعادته زي سعادة الطفل اللي اخد اللي هو عايزه
فضلت مركزة مع ابتسامته والندم زاد معايا اضعاف وفضلت افكر في الوجع والاسي اللي هسببهوله لما يعرف اني كذبت عليه في كل حاجه، قد ايه انا انسانة قذـ ـرة.
علشان اوصل لاجابات لأسئلتي هكسر قلب شخص ميستاهلش ده وحتي لسه معرفتش اوصل لحاجة.
ولقتني باخد بعضي وبمشي ولسه هطلع بيتي لقيته موقفني وهوبيقول وهو بصصلي بعيون مليانه حماس وهو بيقولي
_ انا عايز اتجوزك يا غنوة ولازم تطلقي في اقرب وقت
عيوني لمعت بصدمة بس غنوة مكنتش متجوزة هو بيقول ايه
_غنوة بتفكري في ايه انتِ لازم تطلقي منه وهنستني شهور العده بتاعتك وهنتجوز
صدمتي زادت اضعاف وبرقت بصدمة ومردتش عليه وطلعت بيتي بسرعه وانا ببكي بقهر ودخلت اوضتي وفضلت اعيط بانهيار علي كل حاجه حصلت النهارده وشكل ياسين وزياد رجعوا قدامي والوجع اللي حسوا بيه زاد ندمي اكتر.
........
كنت قاعد علي السرير ببص للسقف بتوهان وبفكر في ليل وفي اللي حصل وفي اللي عرفته وقولت لنفسي
_يعني ده طلع حب من طرف واحد طلعتي بتحبي ومقولتليش وطلعتي في علاقة مع حد ومش معرفاني ليه يا ليل ليه؟!
في اللحظه دي ماما دخلتلي وقعدت جمبي
_ببتفكر في ايه يا زياد؟!
فوقت من توهاني وبصتلها وانا بتنهد تنهيدة عميقة كلها وجع وقولتلها بأسي:
_طلعت موهوم يا ماما، جهزت كل حاجه علشان افاجئها بس طلع كل ده علي الفاضي طلع حب من طرف واحد.
ماما بصتلي وهي بتحط ايديها علي كتفي ومعرفتش تتكلم لكنها ضمنتي في حضنها
وغمض عيني وانا بحاول مدمعش ومفكرش في ليل.
........
سند راسي علي الحيطه وانا بعيط علي اللي حصل مع زياد وياسين وصوت خبط علي الباب من ماما بيزيد بعد ما فهمت اللي انا عملته
_انتِ مجنونة؟! عارفه انتِ عملتي ايه في واحد اصلا تعبان
فتحت الباب ودموعي ذادت واتكلمت بوجع:
_كله بسببك، انتِ عارفه كل حاجه ومخبياها عني، انتِ لو كنتي قيلالي مكنتش وصلت للمرحلة دي
بصتلي باستغراب وقالت: اقولك ايه؟!
قولت بوجع: حقيقة موت غنوة واللي كان بيحصل معاها قبل موتها.
ماما بصتلي بارتباك وبعد ما حست ان هي خلاص مش هتقدر تقفل الموضوع قعدت وشاورتلي اني اقعد جمبها
_ انا دلوقتي هحكيلك كل حاجه وايه اللي حصل معاها بس خليكي هادية.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم