رواية ظلال فيينا الفصل الخامس بقلم جميلة القحطاني
ثم اختفى.
صوت ليام صار جادًا:هو ده اللي بيسمّوه في الملفات The Watcher؟
رد أدريان وهو يغلق الحافظة:لو ده فعلاً الـ Watcher... يبقى اللعبة وصلت لمستوى تاني.
وفي أثناء خروجهما من المحطة، شعر أدريان بشيء بارد في جيبه الداخلي. أخرج ورقة صغيرة لم تكن هناك من قبل.
كانت مطوية بدقة، ومكتوب عليها بخط أنيق:أنتم تتحركون بسرعة... لكنها مش كفاية. راقبوا خطواتكم القادمة... فالماضي لم يُدفن بعد.
وقع أدريان الورقة ببطء، ونظر إلى ليام:فيه شخص بيسبقنا بخطوة... بس المرة دي، مش هنخليه يفلت.
9:04 صباحًا
ضاحية هادئة قرب غابة فيينا، حيث يقع ملجأ سري للأطفال الذين خرجوا من تجارب نفسية قاسية. بحسب المستندات التي حصلوا عليها من الخزانة، يعيش هناك طفل اسمه إميل لانغر، عُرف بـ Subject Zero.
توقفت سيارة أدريان أمام البوابة الخلفية للملجأ.
قال ليام:المكان تحت اسم وهمي، لكن الطفلة اللي هربت من تجربة MIRROR، كارلا فويتش، شوهدت هنا الأسبوع اللي فات.
دخلوا بهدوء بعد إقناع الإدارة، وتوجهوا لغرفة إميل.
كان صبيًا بعمر 11 عامًا، عيونه زرقاء شاحبة، وعلى جانب رقبته ندبة صغيرة، ربما من زرع جهاز عصبي.
جثا أدريان أمامه وقال برفق:إميل، أنا اسمي أدريان… مش جاي أضرك. بس محتاج أعرف إيه اللي حصل جوه MIRROR.
لكن الصبي هز رأسه بعنف وقال:هترجعوني هناك؟ أنا بسمع أصواتهم لما بنام! قالولي إني مش طفل، إني… تجربة.
أشار ليام نحو النافذة، حيث رأى ظلًا يمرّ.
فيه حد بيتحرك ورا المبنى.
ركضوا خلف الظل... كانت فتاة ترتدي سترة سوداء، شعرها قصير، وعيناها بلون الجليد. إنها كارلا، الفتاة التي نجت من التجربة وهربت قبل سنوات.
صرخ أدريان:كارلا! استني! إحنا نعرف عن MIRROR، ونعرف إنهم بيطاردوكي!
لكنها لم تلتفت، قفزت فوق السور، وتوارت بين الأشجار.
قال ليام:لو هي عرفت إننا بنقرب من الحقيقة… ليه هربت؟
عادوا إلى غرفة إميل… لكن الباب كان مفتوحًا، والصبي غير موجود.