رواية ظلال فيينا الفصل السادس بقلم جميلة القحطاني
ركضوا نحو المخرج الخلفي، وهناك...
رأوا رجلًا ملثمًا يحمل إميل بين ذراعيه ويتجه نحو شاحنة رمادية بلا لوحات.
أطلق أدريان رصاصة تحذيرية في الهواء، فتوقف الرجل لحظة… قبل أن يركض إلى الغابة.
طارده أدريان، ودار صراع جسدي عنيف خلف الأشجار. استطاع إسقاط الرجل الملثم، لكن قبل أن يراه، انفجرت قنبلة دخانية صغيرة، واختفى.
لكن الصبي كان ملقى على الأرض، فاقد الوعي، لكن على قيد الحياة.
حمله أدريان وقال:مش هنسلمك لحد تاني… وعد.
في وقت لاحق، في مكان آمن…
بدأ الصبي يتكلم ببطء:كارلا قالت لي إن فيه باب… جوا كل واحد مننا. مشروع MIRROR مش كان بيدرس السلوك… كان بيفتح الباب ده.
قال ليام بقلق:الباب ده... يعني إيه؟
أجاب الصبي والدموع في عينيه:يعني الحاجات اللي المفروض ما نعرفهاش… ولا نشوفها… ولا نفكر فيها.
ثم همس: قالولي إن واحد منكم جواه البذرة… وإنه أول من هينفتح عليه الباب.
نظر أدريان إلى ليام… لكن الغموض كان أكبر من أن يُفهم.
8:42 مساءً
كوخ مهجور في أطراف غابة Lainzer Tiergarten فيينا
كانت الظلال تتراقص على جدران الكوخ بينما جلس أدريان بجوار المدفأة، يتأمل الصبي النائم، وقد بدت آثار الخوف ما زالت محفورة في وجهه رغم هدوء أنفاسه.
ليام كان بالخارج، يدور في دوائر صغيرة، يتحدث عبر الهاتف مع أحد مصادره داخل المخابرات.
دخل بعدها بلحظات وهو يقول:وصلت لمكان كارلا. بتتنقل بين مباني مهجورة في الحي الصناعي القديم. بس فيه معلومة غريبة… واحد من رجال لوسيان اتكلم عنها كأنها بتحمي شخص… وبيقول إن فيه شخص مراقَب من الداخل.
نظر إليه أدريان بحدة:من الداخل؟ تقصد منّا؟
تردد ليام لحظة، ثم قال:مش أنا اللي قلتها… بس فيه إشارة متكررة في ملفات MIRROR:
> ‘Subject Xمفعّل لكنه لا يعلم… يُراقب من قِبل كارلا... يجب ألا يعرف قبل الوقت المحدد.
والغريب… إن توقيع التقرير الأخير كان باسم: E.V.
تجمد أدريان للحظة. همس:إليزا فريدمان… كانت بتراقب واحد مننا؟
هنا، انقطع التيار للحظات… وخيّم الظلام.
عاد الضوء سريعًا، لكن… كان الصبي قد استيقظ، عيونه اللامعة تحدق في أدريان.
قال بصوت منخفض:أنت اللي جواك البذرة… مش ليام. كارلا كانت بتحميني منك.
تراجع أدريان، وجهه اتشح بالذهول.
قال ليام ببطء:إميل… إنت متأكد؟
أجاب الصبي:أعرف النبض… أعرف التردد. هو كان في البرنامج الأول… لكن ما حصلش ؟