رواية فى سبيل صهيب الفصل السادس بقلم لبنى دراز
في عمق الألم، حيث تنزف الروح وتذبل الأماني، نواجه حقيقة قاسية تغرقنا في بحر من الأسئلة دون جواب، وتغطي جراحنا ذكريات لا تنتهي، تصبح الكلمات عبئًا ثقيلاً أمام الفقد، ويتأرجح القلب بين أملٍ يتلاشى وحزنٍ يتجدد، ندرك أخيرًا أن الاعتذار مجرد صدى، وأن الجرح يبقى عميقًا رغم مرور الزمن.
في سبيل صهيب بقلمي✍️_______لبنى دراز
فـ فرنسا🇫🇷⬅مارسيليا
فيلا شريف التهامي
سافر عمران هو وشهاب فرنسا بعد ما بلغ عادل انه يفتح لـ نادر ويخرجه من اوضته بعد مرور اسبوع، واول ما وصل الفيلا عند شريف وقبل ما يسلم ع حد من الموجودين طلب منه يوصله أوضة سبيل يشوفها بعينه ويطمن عليها بنفسه، وبالفعل طلع معاه شريف وصله لغاية أوضتها، دخل وقعد جنبها ودموعه سبقت كلامه لما شافها نايمة ومتعلق لها المحاليل وملامح وشها الدبلانة ودموعها نازلة ع خدها، قلبه وجعه عليها، ضمها لحضنه وهو بيعتذر لها عن كل لحظة وجع عاشتها فـ حياتها، مرت 5 أيام وعمران ع نفس الوضع قاعد جنبها مش بيخرج من الأوضة مستني سبيل تصحى وتفوق من حالتها اللى هى فيها، رغم أنها مش غيبوبة لكن بسبب حالة الأنهيار الشديدة اللى كانت فيها الدكتور كان بيحط لها المهدئات فـ المحلول عشان تفضل نايمة اطول فترة ممكنة لغاية ما تهدى، وفجأة!!.
صهيب دخل الأوضة بسرعة ولهفة، ورغم التعب اللى باين ع ملامحه وجسمه، لكن عيونه كانت مليانة شوق وحب، وصوته مليان فرحة وبسعادة كبيرة واشتياق: ياااااااه، أخيرا لاقيتك يا سبيل، وحشتيني اوي يا حبيبتى وتعبتيني لغاية ما وصلت لك.
سبيل صحيّت فجأة وقامت وقفت بقوة وهى بتشد الكانيولا من إيدها بعـNـف وبملامح جامدة ونبرة صوت حادة: ايه اللى جابك يا صهيب؟ عايز مني إيه تاااني؟! مش مكفيك اللى انت عملته فيا فـ مصر، جاى هنا تكمل عليا؟
صهيب قرب منها بخطوات مترددة، ملامحه كانت بتعبر عن ندمه وهو بيحاول يهدّيها: لأ يا سبيل، أنا جيت عشان بحبك ومش عارف أعيش من غيرك، جيت عشان ترجعي معايا، نبدأ من جديد ونكمل حياتنا سوا.
ضحكت سبيل ضحكة عالية كلها وجع وقهر، دموعها كانت بتنزل زى الشلال مش بتقف، وبتريقة ومرارة فـ كلامها: بتحبني؟! ومش عارف تعيش من غيري؟! ياااااااه، من إمتى؟! من إمتى الجاني بيحب ضحيته؟! هو إنت مش واخد بالك إنك قـtـلـtـني بإيديك يا صهيب؟! دلوقتي جاى تقول بتحبني؟! طب أزاى يا أبن عمي؟
صهيب قرب منها وركع قدامها، مسك إيديها بندم يترجاها: سامحيني يا سبيل أرجوكي، أنا عارف اني جرحتك كتير وغلطت فـ حقك، أنا آسف.
سبيل قطـ*ـعت كلامه بنظرة عينيها اللى كلها غضب، ورفعت إيدها بالمسـ*ـد*س فـ وشه، وبصوت مليان ألم وقهر: اسامحك!! وآسف!! مستحيل يا صهيب، مستحيل اسامحك مهما قدمت اعتذارات ومبررات، النهاية انت كتبتها خلاااااص، ونزلت الستارة بإيديك.
وهى بتشاور بالـ ـسلا*ح اللى فـ إيديها: وهى دي النهاية اللى انت أخترتها.
صوتها كان بيرتعش وهى بتتكلم، وخلاص هتضغط ع الزناد، فجأة دخلت بنت صغيرة من الباب ومسكت إيدها بهدوء، وسحبتها برة الأوضة وببراءة: تعالي معايا يا سبيل، نلعب فـ الجنينة.
سبيل حاولت تسحب إيدها من البنت وهى بتصرخ باستغراب: انتي مين؟! ودخلتي هنا ازاى؟! وعايزة مني ايييه؟!!
البنت بنفس براءتها: عايزة اوريكي حاجة.
سبيل بنفس استغرابها: حاجة ايه دى اللى عايزاني اشوفها؟ قوليلى انتي مين بقولك؟ انا ما اعرفكيش.
البنت ابتسمت ابتسامة بريئة وردت بهدوء وهي بتسحب سبيل معاها: هتعرفي لما تشوفي بنفسك.
وبالفعل مشيت سبيل مع البنت وخرجوا برة الفيلا خالص، ووصلوا عند جنينة كبيرة شبه الغابة، لكنها مليانة شجر كتير عالي شكله جميل جدا، شاورت لها ع ولد صغير لكنه أكبر منها شوية قاعد بهدوء بيغني بصوت جميل تحت شجرة، اول ما شافهم وقف وهو بيضحك ومد إيده للبنت اللي جريت عليه بسعادة وشاورت لـ سبيل وهى بتبتسم ابتسامتها البريئة
سبيل بصت باستغراب وخوف وهي بتسأل وبتنادى بصوت عالي: إنتي مين؟ ومين ده؟! عايزين مني إيه؟!”
البنت بنفس براءتها وضحكتها الصافية: أنا سوسكا وده صهيب أبن عمي.
الولد بص لها وضحك بهدوء، وبنبرة صوت هادية: إحنا هنا عشان نوريكي الحقيقة يا سبيل.
سبيل بدأت ترجع بخطواتها لورا وهي بتصرخ بخوف: حقيقة إيه؟! إنتوا مين؟! حد يفهّمني! عايزين مني اييييه؟
فجأة، الجنينة بقت ضلمة الأشجار بدأت تتحرك كأنها بتقرب منها، أصوات غريبة طلعت من كل ناحية.
صرخت سبيل بعلو صوتها وهي بتحاول تهرب، لما شافت الأرض أنشقت فجأة وبلعت الولد والبنت، وخرج منها صهيب وشكله كان غريب جدا هدومه مقطوعة وشعره منكوش وبيقرب منها عايز يـDبحها،
صحت فجأة من النوم، عينيها مفتوحة على آخرها، وعرقها كان مغرق وشها، وصوتها مليان رعب وهي بتصرخ: لاااااااااا، صهييييب، أبعد عني، ألحقني يا جدووووو صهيب عايز يـmـوتني.
قرب منها عمران شدها في حضنه، وبنبرة صوت مليانة خوف وهو بيحاول يطمنها: أهدي يا حبيبتى ما تخافيش، انا هنا جنبك، ما حدش هيقدر يقربلك طول ما انا عايش.
سبيل فضلت تبص حواليها وهى بتاخد نفسها بصعوبة، بتحاول تستوعب انها فـ أوضتها وان كل اللى شافته ده كان حلم، دموعها نزلت وهى فـ حضن جدها اللى حست فيه بالأمان رغم وجعها وزعلها منه: انا خايفة اوى يا جدو، خبيني منه، صهيب عايز يـmـوتني.
عمران حس إن قلبه بيتقـ*ـطع وهو شايفها بالحالة دي، حضنها بكل قوته، عايز يخبيها جوا ضلوعه، يحميها من كل اللي بيخوفها، وبصوت مليان حنان وحزم، وهو مشدد ع ضمته ليها: ماتخافيش يا قلب جدو، ده كان حلم، صهيب مش هنا، هو ما يعرفش مكانك ومش هيعرفه ابدا يا حبيبتى.
كلامه كان زي البلسم ع جرحها، لكن الدموع اللي في عينيها كانت لسة شاهدة على خوفها اللي مكدر قلبها، وهو بيمسح لها دموعها بإيده، فضل يهمس لها بكلام يهديها: ما تخافيش أنا معاكي، مش هتجرالك حاجة طول ما أنا جنبك، ثقي فيا يا روح جدو.
سبيل جسمها كله بيرتعش، ودموعها مش بتقف، بتحاول تصدقه لكن خوفها كان مسيطر عليها: بجد يا جدو؟ بجد مش هيعرف مكاني؟! مش هتخليه يجي ياخدني؟
عمران بتنهيدة تقيلة وبنظرة كلها وجع، وهو ما زال بيمسح دموعها اللى مش بتقف بإيده اللي بترتعش: بجد يا حبيبتي، أنا حياتي كلها قصاد انه يعرف مكانك، ما تقلقيش ما حدش خالص هيعرف مكانك غيري انا وشهاب وبس
سبيل فضلت شوية فـ حضن عمران تحس بالأمان اللى مش لاقياه، لكنها فجأة بعدت عنه بخوف وقلبها مليان وجع وقهر ودموعها نازلة بسرعة زى السيل: تعبت نفسك وجيت ليه يا عمران بيه؟ ياترى جاى تطمن عليا ولا جاى ترجعني لسجن حفيدك عشان يكمل ع اللي باقي مني؟ صوتها أبتدا يضعف بسبب دموعها اللى خنـ*ـقتها من كترها وبتنهيدة مليانة قهر وانـkـسار: اطمن وطمنه، قوله خلاص سبيل انتهت وما بقاش فيها حاجة تنفع، خلاص بقيت مجرد جسم بيتنفس من غير روح، باقضي أيامي وانا باستعجل الـmـوت عشان أرتاح وأريحكم كلكم.
قرب منها عمران اخدها فـ حضنه بخوف، والحزن مالي قلبه، كلامها كأنه زلزال هز كيانه وبدموع: بعد الشر عنك يا حبيبتي، ايه الكلام اللى بتقوليه ده؟ بقى كدا يا سبيل عايزة تـmـوتي نفسك؟ طب أهون عليكي تـkـسري قلبي؟ انا مش هاستحمل خسارتك يا ضى عيني
سبيل خرجت من حضنه مرة تانية وشدت الكانيولا وقامت من سريرها وهى بتصرخ ومن بين دموعها وصوتها اللى مليان وجع: أشمعنى انا هونت علييييك، سلمتني بإيدك لواحد مش عايزني، وأنت عاااااارف انه متجوز… وبتنهيدة كلها ألم وقهر: سمعت رفضه ليا وشوفت إصراره ع الرفض بعينك، وبرضو صممت ع رأيك.
مسكت دماغها بإيديها وهى منهارة وبتصرخ: ليييييييه؟ عملت لك ايه عشان تعمل فيا كدا يا جدي؟ أنا أذيتكم فـ ايييييييه عشان تحكموا عليا بالعذاب طول عمري، مش مكفيكم اللى حصل لي السنين اللى فاتت، قولتوا تكملوا عليا، قول لي لييييييه وريحني؟
عمران حس ان روحه بتنسحب منه، حط إيده ع قلبه وصوته أبتدى يضعف: سامحيني يا بنتي، أنا كنت بعمل كدا لمصلحتك، لو كنت أعرف ان كل ده هيحصل، كنت أتمنيت الـ mـوت قبل ما أعمل اللى عملته، ولا أشوفك كدا أبـ… فجأة.. جسمه ارتخى ومال ع جنب وهو فاقد الوعى.
سبيل شافت عمران وهو بيقع قدام عينيها، حست روحها بتروح منها وهى شايفاه واقع، ومش قادرة تعمل حاجة غير إنها تجري عليه، خطواتها كانت سريعة بس الدنيا حواليها كأنها بتمشي بالتصوير البطيء، قلبها بيخبط في صدرها زي الطبل من شدة ضرباته، وكل نفسها كان مليان خوف، وقفت جنبه، وبدأت تهز فيه بكل قوتها، دموعها نازلة على خدودها وهي بتصرخ بصوت مكتوم من الرعب، صوتها خرج بصعوبة وهى بتترجاه انه ما يسبهاش لوحدها، جمّعت كل قوتها وصرخت بأعلى صوت ندهت على خالها، فـ لحظة، المكان كله اتقلب، خطوات سريعة وجري من كل ناحية، كانت صرختها زي جرس إنذار، شهاب كان أول واحد ظهر فـ الأوضة، عينيه على جده وهو مش قادر يستوعب، صرخ بصوت مليان خوف، كأنه شايف الزمن واقف مش بيتحرك، خايف من اللي ممكن يحصل، خايف من النهاية.
______________________
فـ مصر🇾🇪⬅قصر الشهاوي
فـ نفس الوقت نزلت سها من اوضتها بعد العصر، قعدت فـ الجنينة تستنى صهيب، وهي بتلاعب ياسين بعفوية ظاهرة، لكن عينيها وبالها مشغولين بحاجة تانية خالص، فجأة شافت نرمين بتقرب منها وقعدت جنبها وهى ماسكة مجلة فـ إيديها بتقلب صفحاتها ببطء وكأنها بتقرأها، لكن عينيها كانت بتتحرك بحذر، بتراقب كل تفصيلة، وكل حركة بسيطة من سها.
سها أخدت بالها من نظرات نرمين اللى بتلاحقها، وبرفعة حاجب وتريقة واضحة فـ نبرة صوتها: مش بطلت الطريقة دي يا نرمو، شوفيلك حاجة جديدة احسن.
نرمين سابت المجلة من إيدها ع الترابيزة ورفعت وشها بابتسامة مصطنعة، وعينيها بتلمع بمكر: طريقة ايه يا سها، انا مش فاهمة انتي بتتكلمي عن ايه!!
سها عدلت قعدتها وحطت رجل ع رجل بحركة فيها ثقة، وعينيها ثابته على نرمين بابتسامة كلها استفزاز: طريقتك وانتي بتراقبيني من ورا المجلة يا بيبي، قديمة أوى.
نرمين شهقت بخبث وكأنها اتفجئت: ييييييه، وانا هاراقبك ليه بس يا سوسو، وبمكر واضح فـ كلامها ونبرة صوت واطية زى الهمس: هو انتي بتعملي حاجة غلط لا سمح الله، خايفة أني اعرفها!!.
سها وقفت فجأة بعصبية كأن في عقرب لدغها، وعينيها بتطلع شـ*ـر*ار: قصدك ايه يا نرمين؟ هاكون بعمل ايه يعني وخايفة منك؟! بقولك ايه بلاش تتكلمي معايا تاني أحسن، ووسعي كدا ومن غير بعد أذنك.
ولسة هتتحرك من مكانها نرمين وقفتها
نرمين وقفت وقربت منها بخطوات بطيئة وبهمس كله خبث ومكر ونبرة تهد*يد ورا ملامحها المبتسمة: انا عارفة كل المستخبي يا سها، اللى لو طلع، انتي عارفة كويس عمران هيعمل فيكي ايه، أهدي كدا وأقعدي واسمعيني.
كلام نرمين نزل ع سها زى الصا*عقة كهر*بها، لفت ببطء وعينيها ع نرمين متثبتة مش قادرة تحركها وبتوتر: عايزة ايه مني؟
نرمين بابتسامة مكر وهدوء قا*تل: أنا عايزة مصلحتك يا بنتي.
سها رفعت حاجبها باستغراب وهي بتقعد، لكن توترها واضح جدا في حركة إيدها: بنتك!! ومصلحتي؟! ما تجيبي من الأخر يا طنط، عايزة ايه؟
نرمين بغموض وثقة زايدة: تعجبيني، انا بحب الناس اللى تجيب من الأخر، ومن الأخر كدا أحنا الاتنين مصلحتنا واحدة.
سها بصت لـ نرمين بنظرة ترقُب مستنية تفهم: ازاى يعني؟ مش فاهمة.
نرمين بخبث: سبيل.
سها باندهاش وانفعال ماقدرتش تداريه: مالها ست زفتة دى؟!
نرمين قربت لها أكتر، وهمست بصوت واطي لكنه مليان حقد وكره وكأنه Nـار بتغـ*ـلي جواها: عمران كاتب لها نص أملاكه بأسمها، ومافيش حد يعرف خالص غير فاطمة، قال ايه بيعوضها عن حرمانها من حنان أمها وأبوها.
سها سحبت نفسها لورا وبنظرة شك: وانتي عرفتي ازاى بقى لما مافيش حد خالص عارف؟
نرمين ابتسمت ابتسامة ثقة: ده مش موضوعنا دلوقتي، اللى يهمنا أننا نخلص من سبيل، وده الأهم.
سها بنبرة تريقة: وهتخلصي منها أزاى بقى يااا مرات أبوها؟!
نرمين بغيظ واضح فـ صوتها وع ملامحها: انا رميت شـ*ـرا*رة من 3 سنين لما عرفت الموضوع ده، لكن ما نفعتش يومها، إنما دلوقتي جه وقتها ودى لعبتك انتي.
سها بتوتر وقلق: ازاى؟
نرمين بمكر: هى بقت ضُرتك، وبعد اللى حصل بينها وبين صهيب، سابت القصر وماحدش يعرف هى راحت فين، وشهاب سافر مع عمران عشان يدوروا عليها و……
سها قطـ*ـعت كلام نرمين بغيظ وغيرة: اسكتي بقى ما تفكرنيش، انا هطق بسبب الموضوع ده، بسببها صهيب اتعصب عليا.
نرمين بشفقة مصطنعة: ليه؟ ده حتى عمره ما عملها.
سها بنبرة صوت مليانة غيرة وعصبية: عشان خيرته بيني وبينها لما رفض يسمع كلام جده ويطلقها.
نرمين رفعت حاجبها وبابتسامة خبيثة: عشان غشيمة، بطريقتك دي عمره ما هيطلقها، انما لو سمعتي كلامي وعملتي اللى هقولك عليه، ده مش هيطلقها وبس، ده كمان هيخلي عمران يرميها رمية الكلاب برة القصر والعيلة كلها.
سها بصت لها بتحدي، رغم الغلـ*ـيان اللي كان ظاهر في عينيها: تقصدي إيه بالكلام ده؟
نرمين قربت أكتر، ونبرتها بقت هادية بس كلها سمّ:
“قصدي إنك تشككي صهيب فيها هى وشهاب.
سها لفت وشها للجنينة لحظة، بتحاول تهدي نفسها، قبل ما ترد بحدة: ما تلفيش وتدوري عليا، قولي اللي عندك مرة واحدة
نرمين ابتسمت ابتسامة كلها خبث، وكملت بصوت واطي، كأنها بتهمس بسر خطير: استغلي حبه ليكي وألعبي فـ دماغه يا سها، خليه يشوف بعينك اللى محصلش، وكل ده هيكون لمصلحتنا إحنا الاتنين.
سها بصت لـ نرمين بفضول: وإنتي مستفيدة إيه من كل ده؟
نرمين ضحكت ضحكة خبيثة كأنها بتحتفل بنصرها: إلا مستفيدة، لو قدرتي تدخلي جوة دماغ جوزك وتخليه يصدقك، ساعتها هيطلقها، ولو عمران صدق كلام صهيب، وقتها هيرميها برة القصر هى وشهاب ويحرمهم من كل حاجة، وبكدا بدل ما عيالي هياخدوا شوية فكة، هيحطوا ايديهم ع نصيب الأسد.
سها سكتت لحظة، عقلها بيشتغل بسرعة ويترجم كلام نرمين، لكن ملامح وشها فضلت متماسكة، وبنبرة قلق: ودي بقى أعملها أزاى؟ صهيب ماحدش بيعرف يدخل جوة دماغه.
نرمين قامت وقربت منها أكتر، وبنبرة كلها خبث: عيب عليكي!! ده أنتي حتى شبهي وفيكي مني كتير.
سها بصت لها برفعة حاجب وبمكر: أنا اه شبهك، بس صهيب مش زى عمه يا نرمين
قامت نرمين فـ اللحظة دي، تدخل جوة القصر وقبل ما تتحرك، بنبرة خبث: أنا نصحتك وانتي حرة، لو عايزة تفضلي فـ العز والخير ده، أعملي اللى قولتلك عليه، مش عايزة، براحتك، بس لما تترمي برة القصر ما تبقيش تلومي حد غير نفسك.
وبالفعل مشيّت نرمين وسابت سها قاعدة فـ مكانها، نظرتها متعلقة بيها وهى بتمشي براحة وكأنها خارجة من معركة كسبانة، وبرغم الهدوء اللي كان فـ الجنينة، لكن كان فيه صراع جوا سها، إيديها اتشنجت من كتر التوتر والخوف من تنفيذ تهد*يدات نرمين، وعينيها فضلت تتابع خطواتها لحد ما اختفت.
______________________
فـ الصعيد.
بيت قدري رسلان.
قاعد فـ المندرة مع مراته، وولاده، لكن عقله ما كانش موجود معاهم، عيونه شاردة ومتثبتة ع الأرض، دماغه مشغولة ببنته الكبيرة اللى قلبها مال لكلام أمها وخايف عليها من تصرفاتها الطايشة اللى بقت مصدر قلقه، فجأة فاق ع صوت قطع شروده.
عواطف وهى بتمد له إيدها بكوباية الشاى بنبرة هادية وكلها دفى: وبعدها لك يا جدري هتفضل إكده شايل طاچن ستك فوج دماغك بسبب بتك؟
قدري هز راسه بحزن وهو بياخد منها الكوباية، وكأن الهم اتجسد قدامه فـ صورة بنته: أعمل ايه بس يا أم رسلان، البت عيارها فلت من وجت ما رچعت لأمها، ما بجيتش تسمع لي كلمة واصل.
عواطف بتحاول تهديه بصوت دافي وكله حنية ومحبة: هوّن ع نفسك ياخوي، البت برضك لستها صغار والدنيا وخداها.
قدري بنبرة مكسورة من كتر الوجع: دى كانّها ما صدجت تدّلى مصر يا عواطف، ونست أبوها واصل، لو ما كنتش اتصل عليها ما تحدتنيش ولا كانّها تعرفنى
قرب رسلان من الكنبة وهو بيلم جلابيته وقعد جنب أبوه بعصبية وصوته كله غضب وعتاب: جولت لك يا بوي ما تخليهاش أتروح حِدى أمها! لو راحت ما هتعاودش تاني، جولتلي حجها تعرفها، چاها كسر حُجها، وآها، راحت وما رچعتش كيف ما جولت.
عمر كان ماسك كوباية الشاي ولما سمع كلام رسلان سابها من إيده بنرفزة، ورد بغيظ: خليك محضر خير يا اخى وبلاش تبجى محراك شر، شايف أبوك جلجان ع خيتك وانت بتزود جلجه، بدل ما تطمنه وتجوله تعالى نروحوا نطمنوا عليها!! أبّاااااى عليك واد سو.
رسلان برفعة حاجب وتريقة لـ عمر: بجولك إيه يا حنين انت؟! ماليش أنا فـ محن الحريم ديه، سبتهولك، أنا لو أدّليت مصر، هچيبها من شعرها وأجطم رجبتها ع صدرها، جبل ما تچيبلنا العار، جال نطمنوا عليها جال.
قدري رفع رجل فوق الكنبة وساند عليها بدراعه اللى ماسك بيه الشاي، وساب رجله التانية نازلة فـ الارض، كان قاعد ماسك نفسه طول الوقت لكن فجأة بص لـ رسلان وانـfـجر فيه بعصبية وزعيق: وبعدهاااالك عااااااد يا رسلااااان، أنت ما نويش تجفل خشمك اللى بينجط سم ديه؟
رسلان عصبيته زادت وصوته بقى عالي، رد بغضب أشد وكأن الكلام محبوس جواه وأخيرا قدر يخرجه: لع يابوي، ما عجفلش خشمي، ولازمن تِعِرف أنك السبب من الاول، يوم ما سافرت مصر واتچوزت الرجاصة وعاودت بيها ع البلد، آها ما اتحملتش عوايدنا، وبعد سنة واحدة، سابت بتها وهى حتة لحمة حمرا وهربت، ودلوكيت انت برضك اللى سِبت بتك اتروحلها، وتلاجيها خلتها زييها بتشتغل فـ الكباريهات ترجص للسكرانين وتچالسهم وتفتح لهم جزايز الخمرة بيدها.
الكلام كان زي السـkـاكين فـ قلب قدري، لكنه ما نطقش، وفضل قاعد مكانه، ونظراته كلها غضب وخيبة أمل، وكأن الحمل اللي شايله زاد عن طاقته.
عمر قرب خطوة ناحية أخوه وبنبرة صوت كلها غضب ونظرة حادة: عيب عليك يا رسلان تجول إكده عن خيتك؟! ده بدل ما تفكر تساعد أبوك ترچعها، واجف ترمي كلامك اللى كيف السم ديه، البت من لحمنا ودمنا برضك ومايصحش نجول عليها كلام عِفش.
رسلان رد وهو بيتنفس بعصبية، وعينه متسلطة ع عمر: لحمنا ودمنا؟! الدم اللي يچيب العار هدره احسن، ولو ما لاددش عليك كلامي، روح أنت دور عليها، هتلاجيها كيف ما جولت بترجص فـ أى كباريه
قدري رفع صوته بحزم، قطع الحوار بينهم وكأن كلماته كانت حكم نهائي: بس منك ليه! كلامكم ده مالهوش لازمة دلوكيت، بدل ما نجعدوا نتخانجوا، لازمن نلاجي حل، لاچل مانرچع خيتكوا من حدى العجربة أمها.
رسلان قام من مكانه وهو بيرفع حاجبه ويضحك بتريقة: لا والله، دلوكيت لازمن نلاجي حل!! وسَكت ليه يا ابوي السنين اللى فاتت ديه؟ توك ما افتكرت بتك وخايف عليها من امها! ما هى حِداها ليها 5 سنين وانت اللى وصلتها بيدك.
عمر قرب من رسلان وقف قصاده بعصبية: وبعدهالك يا رسلان، كانّك أدبيت عاد، كيف تجول لـ أبوك الحديت الماسخ ديه، أجفل خشمك بجى وما تزودش الـNـار وتشـ*ـعلها يا واد أبوى، ما ناجصينش إحنا.
عواطف قربت من قدري بخطوات هادية، ومدت إيدها ع كتفه بحنية: ما تشيلش هم يا خوي، البت مسيرها هترچع وتفهم غلطها، بس انت ما تزعلش روحك يا نضري، إحنا مالناش غيرك.
قدري شال إيدها من ع كتفه بهدوء، وبص لـ رسلان بنظرة كلها ألم وبتنهيدة وجع: أنا ان كنت سكت يا ولدي، فسكت عشان خيتك أترچتني تجعد حدى أمها شوي لاچل ما تشبع من حضنها اللى اتحرمت منيه، ما كنتش أعرف انها هتتعلم الچحود منيها إكده وترفض تعاود إهنه مرة تانية وتنسى أبوها اللى رباها العمر ده كلاته.
رسلان شاف الحزن اللى فـ عين أبوه، والوجع اللى فـ كلامه، اتنهد بأسف: سامحني يا بوى، حجك علىّ، صوتي عِلِي عليك، بس أنا برضك ما جادرش أشوفك إكده شايل الهم فوج كتافك بسببها وأجعد ساكت.
قدري بتنهيدة حزن: يحلها الذى لا يغفل ولا ينام يا ولدي، جوم طُل ع عمتك أطمن عليها وجول لها ابوى ما جادرش ياچي يطُل عليكي النهاردة، يومين إكده وياچيكي.
رسلان قرب من أبوه باس راسه، وبطاعة: حاضر يا بوى، بعد إذنك.
وبالفعل سمع رسلان كلام ابوه وخرج يزور عمته الوحيدة يطمن عليها زى ما أمره قدري اللى اتعود يزورها كل يوم من بعد وفاة جوزها وسفر أبنها، عشان يراعيها ويشوف طلبتها.
____________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
بعد مرور كام يوم، دخل صهيب الشركة بخطوات كلها ثقة وهيبة، لابس بدلة شيك غامقة زودت هيبته أكتر، ملامحه كانت جامدة ونظراته بتلف فـ المكان بيقيّم كل حاجة حواليه، الموظفين فجأة سكتوا لما شافوه داخل، حضوره كان طاغي لدرجة أنه يخلّي الكل يركز عليه، فضل ماشي بخطوات واثقة ناحية مكتبه، وهو معدّي على مكتب سمر، قابلته بابتسامة هادية: صباح الخير يا مستر صهيب.
رد صهيب بصوت ثابت وهو مكمل طريقه من غير ما يبص لها: صباح الخير، عايز القهوة، وحصليني بالأوراق اللى عايزة تتمضي.
سمر بهدوء وطاعة: حاضر يا افندم.
كل مرة بيظهر بنفس الثقة دي كان بيلفت الأنظار، لكن المرة دي كانت الرهبة في عيون الكل واضحة أكتر من أي وقت، من شدة غضبه الواضح ع ملامح وشه، دخل مكتبه ودماغه هتنـfـجر من كتر التفكير فـ كل اللى حصل وفـ سبيل اللى سابت القصر وماحدش عارف راحت فين، قعد ع كرسيه ولف وشه بالكرسي ناحية الشباك وضهره للباب، غرقان فـ تفكيره، وبعد وقت بسيط قطع شروده خبط ع الباب وأذن بالدخول، وكان الساعي بيقدم له القهوة، حطها زى ما أمره صهيب وخرج باحترام، فـ نفس اللحظة.
دخلت سمر بابتسامة وصوت انثوي رقيق وبدلع: اتفضل يا مستر الأوراق اللي حضرتك طلبتها.
صهيب ع نفس قعدته وبعصبية: حطيهم عندك وأخرجي، ألغي أى مواعيد النهاردة، مش عايز اقابل حد، مفهوم؟!
سمر لفت ورا المكتب ووقفت قدام صهيب وهى بتحط إيدها ع كتفه وبنفس دلعها: ممكن اتطفل عليك واعرف مالك؟ انت مش فـ المود النهاردة خالص يا مستر.
صهيب قام وقف بغضب زى الإعصار وهو بيمسك إيدها ضغط عليها بقوة من شدة غضبه وكأنه ما صدق يلاقي سبب يخليه يطلع كل اللى جواه: سممممررررر، ألزمي حدودك وماتتخطيهاااااااش، فاهمة ولا لأ، وده أخر تحذير ليكي، أنتي هنا سكرتيرة وبس، وأكتر من كدا ما تحلميش، اتفضلي ع مكتبك.
سمر بخوف من هيئته وصوته خرجت جري وهى بترتعش: حاضر، حاضر، آسفة مش هتتكرر.
بعد ما سمر خرجت من المكتب، اتعدل صهيب فـ قعدته ورجع بكرسيه للوضع الطبيعي، مسك فونه واتصل بفرع الشركة فـ باريس يسأل عن سبيل وعن جده واخوه، لكن الرد جه محبط: مش موجودة، ما جاتش ولا حتى عمران وشهاب موجودين، قفل معاهم والتوتر بان عليه، اتصل بعمه شريف يسأله، لكن كل اللي سمعه صوت الجرس، ومافيش رد، حاول تاني وتالت، نفس النتيجة، حدف الفون بعصبية على المكتب، ومسك الملفات اللى قدامه يحاول يراجعها، بس كان واضح إنه مش مركز، دماغه شغالة بس ع سؤال واحد: ياتري سبيل راحت فين؟
خلص الأوراق ومضى عليها، ورجع مسك الفون، حاول يتصل بشريف مرة تانية، وبرضو الجرس بيرن ومافيش رد، فكر فـ شهاب، واتصل بيه هو كمان أكتر من مرة، وبرضو مافيش فايدة، زادت عصبيته، حدف الفون من إيده وهو بيلف الكرسي لورا وسند دراعاته على المسند وضامم كفوفه تحت دقنه، وساب نفسه للأفكار اللي غصب عنه رجعته عشر سنين ورا، بص لنقطة بعيدة فـ المكتب وهو بيكلم نفسه: ليه يا جدي تعمل فيا كدا؟
افتكر كلام جدته لما قالت له أن عمران نفسه يجوزكم من زمان،
وافتكر اللحظة اللي جده وصّاه فيها ع سبيل لما جاتله الأزمة القلبية لأول مرة، والعبء اللي اتحط على كتافه فجأة، حس فـ اللحظة دي إن الدنيا بتضغط عليه من كل اتجاه، الصمت اللي حواليه كان تقيل، أكتر من الصوت اللي جواه اللي مش بيبطل يسأل: يا ترى هي فين دلوقتي؟
“فلاش باك”
فـ المستشفى
غرفة العناية المركزة
بعد الأزمة اللي عدت بصعوبة، عمران طلب يشوف صهيب، اللى اول ما دخل شاف جده ملامحه تعبانة، بس عينيه مليانة كلام، قرب منه بخوف، وعمران مد له إيده وبص له بنظرة كلها حب، وبصوت واهن ودموعه بتلمع: صهيب يا ابني، سبيل أمانة فـ رقبتك، حافظ عليها، أوعى تخلي عمك ومراته يأذوها، وأوعى تسمح لحد يخلي دموعها تنزل، فاهم يا صهيب؟.
الكلام نزل على قلب صهيب زي الصاعقة، قرب منه بسرعة، حضنه وكأنه بيحاول يحميه من الفكرة نفسها: بتقول كدا ليه يا جدي؟ إحنا محتاجينك معانا.
عمران شال إيده بصعوبة وساندها على كتف صهيب، وهو بيكمل بتعب: العمر ما بقاش فيه يا ابني، وانت الكبير، انت اللي هتكمل بعد مني، وتمسك زمام العيلة، ما تخليش الدنيا تفلت من بين إيديك، عايزك تاخد بالك من اليتيمة دي مالهاش غيرنا، ما تسمحش لأبوها ومراته أنهم يدمروها، أنا كنت واقف لهم بكل قوتي، بس دلوقتي…. سكت شوية، وأخد نفسه بصعوبة، وكمل بصوت كله رجاء: في أي لحظة ممكن أروح، عايز أمشي وأنا عارف إنك هتحميها، عايز أسيبكم وانا مطمن عليها يا صهيب.
صهيب مسك إيد جده بكل قوته، دموعه بتهـ*ـدد إنها تنزل، وبيرد بصوت مهزوز: بعد الشر عنك يا حبيبي، إن شاء الله هتخف وترجع لنا بالسلامة، وهتشوفها وهي بتكبر قصاد عينيك، وانت اللي هتجوزها بنفسك للراجل اللي يحميها ويصونها.
“عودة للوقت الحالي”
فاق صهيب من شروده، عينيه مليانة بدموع الندم، قلبه مضغوط بين ألم الذكريات ووجعه اللي بيقـ*ـطع فيه من جواه، فجأة وقف يرمي كل حاجة ع المكتب وهو بيصرخ بكل قوته، صرخة كانت زي الطلقة، هزت أركان المكتب وسكنت الجدران:
آاااااااااااااااااااااااااااااااااه.
مسك راسه بإيديه وهو بيهزها زي اللي بيحاول يهرب من كل حاجة، لكن صوت جده كان لسه بيرن في ودانه، بص للأرض وعينه على الفراغ: سامحني يا جدي، ما قدرتش أحافظ على أمانتك، ضيعتها من بين إيديا، سااااااااامحني، سامحني، ما طلعتش زي ما كنت بتتمنى، حطيت ثقتك في الشخص الغلط، وده اللي خلاك تسافر وانت تعبان عشان تدور عليها بنفسك، وسبتني فـ حيرتي وندمي… وقف فجأة يمسح دموعه بعصبية وهو بيتكلم بصوت مكسور لكن كله إصرار: بس انا مش هسكت، هقلب الدنيا عليها لحد ما ألاقيها وارجعها، وأرجع كرامتها وأرجع ثقتك من تاني فيا، وأوعدك، أنى احافظ عليها هتبقى بنتي وأختي ومش هسمح لعمي يقرب منها تاني، ولا أي حد يأذيها، مهما كلفني الأمر، حتى لو كانت حياتي هى التمن.
الكلام خرج منه زي الـNـار حـ*ـرق قلبه قبل ما يسيب شفايفه، قعد مكانه تاني بتعب وهو عارف إن جواه حر*ب مش هتنتهي غير لما يلاقي سبيل ويعوضها عن كل حاجة، مهما كان التمن، قرر بعدها يخرج يروح المطار يسأل بنفسه ويعرف هى راحت فين لكن ظنه خاب لما وصل وعرف انها ما خرجتش برة مصر خالص، وقف مكانه مصدوم مش عارف يفكر، ومش عارف يعمل ايه ولا يدور عليها فين.
______________________
فـ قصر الشهاوي.
اوضة صهيب.
بعد يوم طويل فـ الشركة، رجع صهيب القصر متأخر شوية عن معاده المعتاد، باين عليه التعب والعصبية، وبدل ما يعدي يسلم ع جدته وأمه زي كل يوم، طلع أوضته ع طول، أول ما دخل، شاف سها بتتكلم فـ الموبايل، وسمعها بتقول
سها ضهرها لباب الأوضة، وما أخدتش بالها من وجود صهيب: خلاص يا حبيبي، ولا تزعل نفسك، هاجي واقضي معاك اليوم كله، بس كدا… أنا ليا مين يعني غيرك يا قلبي؟
صهيب وقف مكانه Nـاره قايدة وغيرته بتغـ*ـلي: سهاااا!.
سها قفلت الفون بهدوء وقربت منه بابتسامة وهدوء، وهي بتلف دراعها حوالين رقبته: حمد الله ع السلامة يا حبيبي. اتأخرت أوي النهاردة، قلقتني عليك.
صهيب بنبرة كلها عصبية وغيرة: كنتي بتكلمي مين؟
سها وهي بترجع خطوة ورا: مالك يا صهيب؟! في إيه؟
صهيب بصوت أعلى: سهااا…. ما ترديش السؤال بسؤال! كنتي بتكلمي مييين؟!
سها بتحاول تمسك أعصابها لكن ما قدرتش تتحكم فـ نبرة صوتها واتكلمت بنرفزة: هكون بكلم مين يعني يا باشمهندس؟! أكيد بابا طبعًا، إنت عارف إنه عايش لوحده من بعد جوازنا، وكنت بصالحه عشان زعلان مني لأني مش بروح له من بدري.
صهيب خد نفس طويل وحاول يهدي نفسه، قرب منها وقعد جنبها ضمها في حضنه، وبأسف: آسف يا حبيبتي غصب عني اتعصبت عليكي، معلش سامحيني، أعصابي تعبانة شوية.
سها بعدت عنه والدموع في عينيها: لأ، أنا زعلانة منك، معقول تشك فيا؟ وتتعصب عليا بالشكل ده؟
صهيب بصوت هادي وبتنهيد: حقك عليا يا قلبي، انتي عارفة أنا بحبك قد إيه وبغير عليكي حتى من نسمة الهوا لما تلمس خدك.
سها وهي بتمسح دموعها بدلع: لأ، أنا زعلانة.
صهيب وهو بيحاول يراضيها: طب قوليلي إيه اللي يرضي القمر عشان يحن عليا؟
سها بتهز كتافها بدلع: لأ، مش هتصالح.
صهيب بابتسامة صغيرة: وعشان خاطر بيبو حبيبك؟
سها ابتسمت بدلع: غير لي العربية وأنا أتصالح، وده عشان خاطرك بس.
صهيب باندهاش: هو مش أنا يا حبيبتي لسة الشهر اللي فات مغيرلك العربية؟
سها بثقة وغرور: وإيه المشكلة لما تغيرها الشهر ده كمان؟ هو أنا أقل من مين يعني؟! دي توتو صاحبتي جوزها كل أسبوع يغيرلها عربيتها، إشمعنى أنا؟!
صهيب رفع حاجبه باستغراب وضحكة صغيرة: مش وسعت منك دي يا حبيبتي شوية! ومع ذلك… حاضر يا روحي، هغيرهالك، بس كدا انتي تؤمري أمر.
سها بغرور: وماله لما توسع يا بيبو! هو أنا أى حد!! ده مرات صهيب الشهاوي ع سِن ورُمح
صهيب لسة هيرد عليها قطع كلامه رنة موبايله، طلعه بسرعة من جيبه، ملامحه اتغيرت تمامًا لما شاف اسم اخوه ورد بلهفة: ألو، لاقيت سبيل يا شهاب؟
رد شهاب بصوت مليان وجع طالع من قلبه وبتنهيدة حزن: لأ يا صهيب.
صهيب وقف فجأة، وزعق بعلو صوته مش قادر يستوعب كلام شهاب: يعني اييييييه؟! هتكون راحت فيييييين؟
شهاب حاول يسيطر ع نفسه، رغم الحزن اللى جواه وبهدوء: مش عارف، وعمومًا انا مش هرجع غير لما ألاقيها يا صهيب، أطمن وطمن الكل.
صهيب صوته عِلي أكتر، وهو بيتحرك فـ الاوضة زى المجنون وبغضب: يعني اييييييييه انا افضل قاعد مكاني وحضرتك تلف تدور لي ع مراتي؟ انا مش فااااااهم جدك بيعمل فيا كدا ليييييه؟
شهاب خلاص صبره نفذ، ورد بنفس العصبية: صهييييب انت اللي عملت فـ نفسك وفينا كدا، لولا عملتك المهببة اللى انت عملتها دي، كان زماننا كلنا مرتاحين، مش دايخين نتنطط من بلد لبلد ندور عليها، ما تجيش دلوقتي تتكلم، وتعيش دور الضحية.
صهيب اتخنق واتعصب أكتر من اخوه، واتكلم بحزن وغضب أكبر: قصدك ايييييه؟ عايز تقول أن انا السبب؟!
شهاب أنـfـجر فيه بكل قوته: انت اييييييييه يا أخي؟! كل ده ومش حاسس انك السبب؟ بنت عمك ما نعرفش عنها حاجة وجدك بيمووووت وانا سايب شغلى وحياتي وبسافر كل بلد شوية أدور عليها، وانت لسة بتسأل؟ أيوا يا صهيب انت السبب فـ كل ده
شهاب خلص كلامه وقفل الخط بسرعة قبل ما يسمع رد صهيب او يغلط ويقع بلسانه ويقول مكان سبيل فين.
اما صهيب بعد المكالمة، حدف الفون فـ الأرض وقعد ع الكرسي بعصبية، مسك راسه بإيديه يحاول يوقف دوامة أفكاره اللى بتنهش فيه وهو بيكلم نفسه بصوت عالي: هتكون راحت فييييين؟ روحتي فين يا سبيل بس؟
حاول يلملم أفكاره ويهدى لكنه ماقدرش، فقرر يتصل مرة تانية بشريف وفعلا طلب الرقم واستنى شوية لغاية ما جاله الرد.
شريف بنبرة صوت هادية هدوء مصطنع: ألو، ازيك يا صهيب؟ عامل ايه؟ ايه أخبار خالي وعمتي؟ طمني عليهم، وحبيبة خالها سبيل عاملة ايه؟ وحشتني البنت دي، مش ناوية ترجع بقى ولا ايه؟
صهيب حس بخيبة أمل من رد شريف، لكنه رد بابتسامة مصطنعة يداري بيها حزنه: كويسين يا عمي بخير. وبتنهيدة وجع متدارية:
لأ، ترجع فين بقى، حضرتك عارف اننا اتجوزنا، وأكيد مش هسمح لمراتي تقعد فـ بلد غير اللى انا فيها.
شريف برفعة حاجب ونبرة تريقة متغلفة بنوع من الاهتمام: أه طبعًا، حقك يا عريس، مش هوصيك عليها بقى، دي الغالية بنت الغالية اللى بقيالي من ريحتها.
صهيب رد بهدوء مصطنع: ما تقلقش يا عمي، سبيل فـ عينيا، قبل ما تبقى مراتي، فهى بنت عمي وأمانة جدي وهحافظ عليها برقبتي… وبهمس لنفسه سمعته سها وشريف: بس الاقيها
شريف قرر ينهي المكالمة وكأنه ماسمعش همس صهيب: طيب يا ابني ابقى سلم عليها كتير وقولها وحشتي خالو، وخليها تبقى تكلمني، مع السلامة.
سها بعد ما صهيب قفل المكالمة مع شريف، قربت منه بعصبية وهى بتزعق بصوت عالي: تقدر تقول لي يا صهيب بيه معناه ايه اللى حصل ده دلوقتى؟
صهيب قام وقف بغضب: سهاااا، ابوووس ايدك ارحميني من أسئلتك دي.
سها بنفس غضبها وعصبيتها: أرحمك يعني إيه يا استاذ؟ هو احنا مش هنخلص من حوار ست سبيل دي بقى ولا ايه؟
صهيب: حوار ايه ياسها اللى بتتكلمي عنه؟ سبيل دي تبقى بنت عمي وقولتلك قبل كدا انها أمانة فـ رقبتي.
سها بعصبية: أمانة فـ رقبتك بس يا صهيب؟! ولا تكون بتحبها ومش قادر ع بعدها
صهيب قرب منها بهدوء ومسك كفوف إيديها وباس راسها: أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا سها، أرجوكي صدقيني وساعديني أعدي الأزمة دي.
سها بحزن: يا سلام ياخويا، اومال بتدور عليها ليه؟
صهيب بحب: الجميل غيران بقى!!
سها بنرفزة: أه غيرانة يا صهيب، اصلك ماشوفتش نفسك كنت ملهوف ازاى ع أى خبر عنها.
صهيب قعد بيأس وبتنهيدة حزن: جدي غضبان عليا بسببها يا سها، لأنها أمانته اللى علقها فـ رقبتي من سنين وانا ضيعتها، وللأسف مش لاقيها لا جوة مصر ولا برة وقاعد متكتف وشهاب هو اللي بيلف مع جدي يدوروا عليها.
سها افتكرت كلام نرمين ولعبت عليه وردت بخبث: بس برضو يا حبيبي مهما كان غضبان عليك، المفروض كان أخدك انت معاه مش شهاب.
صهيب بتنهيدة حزن: ما تفرقش يا سها ياخد مين المهم انهم يلاقوها ويرجعوا بيها.
سها بخبث وغباء: اه وماله، بس مش بعيد يكونوا لقيوها ومش عايزين يقولوا، ولا يكون شهاب هو اللى مخبيها أصلا، اصل انا سمعت يعني انهم…….
صهيب قطع كلامها بغضب ومسكها من دراعها بقوة: حسك عينك تكرري الكلام ده مرة تانية يا سها، فاهمة ولا لأ؟! وإلا هيكون لي معاكي تصرف هيزعلك مني، سبيل وشهاب خط أحمر، مفهوم؟
خلص كلامه معاها وذقها وقعها ع السرير وخرج من الأوضة زى الإعصار، واخد فـ وشه كل اللى يقابله فـ سكته، نزل جري ع السلم وخرج من القصر ركب عربيته وساق بأقصى سرعته لغاية ما وصل تحت العمارة اللى فيها شقته، ركن العربية ودخل العمارة بخطوات بطيئة تقيلة وكأنه متكتف بسلاسل من حديد طلع السلم لغاية ما وصل قصاد باب الشقة فتح ودخل وبعد ما قفل وراه، نزل قعد ع ركبه وهو بيصرخ بأعلي صوت من شدة الوجع وسمح لنفسه ينهار ويبكي ويطلع كل اللى جواه لغاية ما أغمى عليه من كتر إنهياره.
في سبيل صهيب بقلمي✍️________لبنى دراز
سبيل: لييييييييه عملت فيا كدااااااا؟، أنا ماحبيتش حد فـ حياتي قد ما حبيييتك.
في سبيل صهيب بقلمي✍️_______لبنى دراز
فـ فرنسا🇫🇷⬅مارسيليا
فيلا شريف التهامي
سافر عمران هو وشهاب فرنسا بعد ما بلغ عادل انه يفتح لـ نادر ويخرجه من اوضته بعد مرور اسبوع، واول ما وصل الفيلا عند شريف وقبل ما يسلم ع حد من الموجودين طلب منه يوصله أوضة سبيل يشوفها بعينه ويطمن عليها بنفسه، وبالفعل طلع معاه شريف وصله لغاية أوضتها، دخل وقعد جنبها ودموعه سبقت كلامه لما شافها نايمة ومتعلق لها المحاليل وملامح وشها الدبلانة ودموعها نازلة ع خدها، قلبه وجعه عليها، ضمها لحضنه وهو بيعتذر لها عن كل لحظة وجع عاشتها فـ حياتها، مرت 5 أيام وعمران ع نفس الوضع قاعد جنبها مش بيخرج من الأوضة مستني سبيل تصحى وتفوق من حالتها اللى هى فيها، رغم أنها مش غيبوبة لكن بسبب حالة الأنهيار الشديدة اللى كانت فيها الدكتور كان بيحط لها المهدئات فـ المحلول عشان تفضل نايمة اطول فترة ممكنة لغاية ما تهدى، وفجأة!!.
صهيب دخل الأوضة بسرعة ولهفة، ورغم التعب اللى باين ع ملامحه وجسمه، لكن عيونه كانت مليانة شوق وحب، وصوته مليان فرحة وبسعادة كبيرة واشتياق: ياااااااه، أخيرا لاقيتك يا سبيل، وحشتيني اوي يا حبيبتى وتعبتيني لغاية ما وصلت لك.
سبيل صحيّت فجأة وقامت وقفت بقوة وهى بتشد الكانيولا من إيدها بعـNـف وبملامح جامدة ونبرة صوت حادة: ايه اللى جابك يا صهيب؟ عايز مني إيه تاااني؟! مش مكفيك اللى انت عملته فيا فـ مصر، جاى هنا تكمل عليا؟
صهيب قرب منها بخطوات مترددة، ملامحه كانت بتعبر عن ندمه وهو بيحاول يهدّيها: لأ يا سبيل، أنا جيت عشان بحبك ومش عارف أعيش من غيرك، جيت عشان ترجعي معايا، نبدأ من جديد ونكمل حياتنا سوا.
ضحكت سبيل ضحكة عالية كلها وجع وقهر، دموعها كانت بتنزل زى الشلال مش بتقف، وبتريقة ومرارة فـ كلامها: بتحبني؟! ومش عارف تعيش من غيري؟! ياااااااه، من إمتى؟! من إمتى الجاني بيحب ضحيته؟! هو إنت مش واخد بالك إنك قـtـلـtـني بإيديك يا صهيب؟! دلوقتي جاى تقول بتحبني؟! طب أزاى يا أبن عمي؟
صهيب قرب منها وركع قدامها، مسك إيديها بندم يترجاها: سامحيني يا سبيل أرجوكي، أنا عارف اني جرحتك كتير وغلطت فـ حقك، أنا آسف.
سبيل قطـ*ـعت كلامه بنظرة عينيها اللى كلها غضب، ورفعت إيدها بالمسـ*ـد*س فـ وشه، وبصوت مليان ألم وقهر: اسامحك!! وآسف!! مستحيل يا صهيب، مستحيل اسامحك مهما قدمت اعتذارات ومبررات، النهاية انت كتبتها خلاااااص، ونزلت الستارة بإيديك.
وهى بتشاور بالـ ـسلا*ح اللى فـ إيديها: وهى دي النهاية اللى انت أخترتها.
صوتها كان بيرتعش وهى بتتكلم، وخلاص هتضغط ع الزناد، فجأة دخلت بنت صغيرة من الباب ومسكت إيدها بهدوء، وسحبتها برة الأوضة وببراءة: تعالي معايا يا سبيل، نلعب فـ الجنينة.
سبيل حاولت تسحب إيدها من البنت وهى بتصرخ باستغراب: انتي مين؟! ودخلتي هنا ازاى؟! وعايزة مني ايييه؟!!
البنت بنفس براءتها: عايزة اوريكي حاجة.
سبيل بنفس استغرابها: حاجة ايه دى اللى عايزاني اشوفها؟ قوليلى انتي مين بقولك؟ انا ما اعرفكيش.
البنت ابتسمت ابتسامة بريئة وردت بهدوء وهي بتسحب سبيل معاها: هتعرفي لما تشوفي بنفسك.
وبالفعل مشيت سبيل مع البنت وخرجوا برة الفيلا خالص، ووصلوا عند جنينة كبيرة شبه الغابة، لكنها مليانة شجر كتير عالي شكله جميل جدا، شاورت لها ع ولد صغير لكنه أكبر منها شوية قاعد بهدوء بيغني بصوت جميل تحت شجرة، اول ما شافهم وقف وهو بيضحك ومد إيده للبنت اللي جريت عليه بسعادة وشاورت لـ سبيل وهى بتبتسم ابتسامتها البريئة
سبيل بصت باستغراب وخوف وهي بتسأل وبتنادى بصوت عالي: إنتي مين؟ ومين ده؟! عايزين مني إيه؟!”
البنت بنفس براءتها وضحكتها الصافية: أنا سوسكا وده صهيب أبن عمي.
الولد بص لها وضحك بهدوء، وبنبرة صوت هادية: إحنا هنا عشان نوريكي الحقيقة يا سبيل.
سبيل بدأت ترجع بخطواتها لورا وهي بتصرخ بخوف: حقيقة إيه؟! إنتوا مين؟! حد يفهّمني! عايزين مني اييييه؟
فجأة، الجنينة بقت ضلمة الأشجار بدأت تتحرك كأنها بتقرب منها، أصوات غريبة طلعت من كل ناحية.
صرخت سبيل بعلو صوتها وهي بتحاول تهرب، لما شافت الأرض أنشقت فجأة وبلعت الولد والبنت، وخرج منها صهيب وشكله كان غريب جدا هدومه مقطوعة وشعره منكوش وبيقرب منها عايز يـDبحها،
صحت فجأة من النوم، عينيها مفتوحة على آخرها، وعرقها كان مغرق وشها، وصوتها مليان رعب وهي بتصرخ: لاااااااااا، صهييييب، أبعد عني، ألحقني يا جدووووو صهيب عايز يـmـوتني.
قرب منها عمران شدها في حضنه، وبنبرة صوت مليانة خوف وهو بيحاول يطمنها: أهدي يا حبيبتى ما تخافيش، انا هنا جنبك، ما حدش هيقدر يقربلك طول ما انا عايش.
سبيل فضلت تبص حواليها وهى بتاخد نفسها بصعوبة، بتحاول تستوعب انها فـ أوضتها وان كل اللى شافته ده كان حلم، دموعها نزلت وهى فـ حضن جدها اللى حست فيه بالأمان رغم وجعها وزعلها منه: انا خايفة اوى يا جدو، خبيني منه، صهيب عايز يـmـوتني.
عمران حس إن قلبه بيتقـ*ـطع وهو شايفها بالحالة دي، حضنها بكل قوته، عايز يخبيها جوا ضلوعه، يحميها من كل اللي بيخوفها، وبصوت مليان حنان وحزم، وهو مشدد ع ضمته ليها: ماتخافيش يا قلب جدو، ده كان حلم، صهيب مش هنا، هو ما يعرفش مكانك ومش هيعرفه ابدا يا حبيبتى.
كلامه كان زي البلسم ع جرحها، لكن الدموع اللي في عينيها كانت لسة شاهدة على خوفها اللي مكدر قلبها، وهو بيمسح لها دموعها بإيده، فضل يهمس لها بكلام يهديها: ما تخافيش أنا معاكي، مش هتجرالك حاجة طول ما أنا جنبك، ثقي فيا يا روح جدو.
سبيل جسمها كله بيرتعش، ودموعها مش بتقف، بتحاول تصدقه لكن خوفها كان مسيطر عليها: بجد يا جدو؟ بجد مش هيعرف مكاني؟! مش هتخليه يجي ياخدني؟
عمران بتنهيدة تقيلة وبنظرة كلها وجع، وهو ما زال بيمسح دموعها اللى مش بتقف بإيده اللي بترتعش: بجد يا حبيبتي، أنا حياتي كلها قصاد انه يعرف مكانك، ما تقلقيش ما حدش خالص هيعرف مكانك غيري انا وشهاب وبس
سبيل فضلت شوية فـ حضن عمران تحس بالأمان اللى مش لاقياه، لكنها فجأة بعدت عنه بخوف وقلبها مليان وجع وقهر ودموعها نازلة بسرعة زى السيل: تعبت نفسك وجيت ليه يا عمران بيه؟ ياترى جاى تطمن عليا ولا جاى ترجعني لسجن حفيدك عشان يكمل ع اللي باقي مني؟ صوتها أبتدا يضعف بسبب دموعها اللى خنـ*ـقتها من كترها وبتنهيدة مليانة قهر وانـkـسار: اطمن وطمنه، قوله خلاص سبيل انتهت وما بقاش فيها حاجة تنفع، خلاص بقيت مجرد جسم بيتنفس من غير روح، باقضي أيامي وانا باستعجل الـmـوت عشان أرتاح وأريحكم كلكم.
قرب منها عمران اخدها فـ حضنه بخوف، والحزن مالي قلبه، كلامها كأنه زلزال هز كيانه وبدموع: بعد الشر عنك يا حبيبتي، ايه الكلام اللى بتقوليه ده؟ بقى كدا يا سبيل عايزة تـmـوتي نفسك؟ طب أهون عليكي تـkـسري قلبي؟ انا مش هاستحمل خسارتك يا ضى عيني
سبيل خرجت من حضنه مرة تانية وشدت الكانيولا وقامت من سريرها وهى بتصرخ ومن بين دموعها وصوتها اللى مليان وجع: أشمعنى انا هونت علييييك، سلمتني بإيدك لواحد مش عايزني، وأنت عاااااارف انه متجوز… وبتنهيدة كلها ألم وقهر: سمعت رفضه ليا وشوفت إصراره ع الرفض بعينك، وبرضو صممت ع رأيك.
مسكت دماغها بإيديها وهى منهارة وبتصرخ: ليييييييه؟ عملت لك ايه عشان تعمل فيا كدا يا جدي؟ أنا أذيتكم فـ ايييييييه عشان تحكموا عليا بالعذاب طول عمري، مش مكفيكم اللى حصل لي السنين اللى فاتت، قولتوا تكملوا عليا، قول لي لييييييه وريحني؟
عمران حس ان روحه بتنسحب منه، حط إيده ع قلبه وصوته أبتدى يضعف: سامحيني يا بنتي، أنا كنت بعمل كدا لمصلحتك، لو كنت أعرف ان كل ده هيحصل، كنت أتمنيت الـ mـوت قبل ما أعمل اللى عملته، ولا أشوفك كدا أبـ… فجأة.. جسمه ارتخى ومال ع جنب وهو فاقد الوعى.
سبيل شافت عمران وهو بيقع قدام عينيها، حست روحها بتروح منها وهى شايفاه واقع، ومش قادرة تعمل حاجة غير إنها تجري عليه، خطواتها كانت سريعة بس الدنيا حواليها كأنها بتمشي بالتصوير البطيء، قلبها بيخبط في صدرها زي الطبل من شدة ضرباته، وكل نفسها كان مليان خوف، وقفت جنبه، وبدأت تهز فيه بكل قوتها، دموعها نازلة على خدودها وهي بتصرخ بصوت مكتوم من الرعب، صوتها خرج بصعوبة وهى بتترجاه انه ما يسبهاش لوحدها، جمّعت كل قوتها وصرخت بأعلى صوت ندهت على خالها، فـ لحظة، المكان كله اتقلب، خطوات سريعة وجري من كل ناحية، كانت صرختها زي جرس إنذار، شهاب كان أول واحد ظهر فـ الأوضة، عينيه على جده وهو مش قادر يستوعب، صرخ بصوت مليان خوف، كأنه شايف الزمن واقف مش بيتحرك، خايف من اللي ممكن يحصل، خايف من النهاية.
______________________
فـ مصر🇾🇪⬅قصر الشهاوي
فـ نفس الوقت نزلت سها من اوضتها بعد العصر، قعدت فـ الجنينة تستنى صهيب، وهي بتلاعب ياسين بعفوية ظاهرة، لكن عينيها وبالها مشغولين بحاجة تانية خالص، فجأة شافت نرمين بتقرب منها وقعدت جنبها وهى ماسكة مجلة فـ إيديها بتقلب صفحاتها ببطء وكأنها بتقرأها، لكن عينيها كانت بتتحرك بحذر، بتراقب كل تفصيلة، وكل حركة بسيطة من سها.
سها أخدت بالها من نظرات نرمين اللى بتلاحقها، وبرفعة حاجب وتريقة واضحة فـ نبرة صوتها: مش بطلت الطريقة دي يا نرمو، شوفيلك حاجة جديدة احسن.
نرمين سابت المجلة من إيدها ع الترابيزة ورفعت وشها بابتسامة مصطنعة، وعينيها بتلمع بمكر: طريقة ايه يا سها، انا مش فاهمة انتي بتتكلمي عن ايه!!
سها عدلت قعدتها وحطت رجل ع رجل بحركة فيها ثقة، وعينيها ثابته على نرمين بابتسامة كلها استفزاز: طريقتك وانتي بتراقبيني من ورا المجلة يا بيبي، قديمة أوى.
نرمين شهقت بخبث وكأنها اتفجئت: ييييييه، وانا هاراقبك ليه بس يا سوسو، وبمكر واضح فـ كلامها ونبرة صوت واطية زى الهمس: هو انتي بتعملي حاجة غلط لا سمح الله، خايفة أني اعرفها!!.
سها وقفت فجأة بعصبية كأن في عقرب لدغها، وعينيها بتطلع شـ*ـر*ار: قصدك ايه يا نرمين؟ هاكون بعمل ايه يعني وخايفة منك؟! بقولك ايه بلاش تتكلمي معايا تاني أحسن، ووسعي كدا ومن غير بعد أذنك.
ولسة هتتحرك من مكانها نرمين وقفتها
نرمين وقفت وقربت منها بخطوات بطيئة وبهمس كله خبث ومكر ونبرة تهد*يد ورا ملامحها المبتسمة: انا عارفة كل المستخبي يا سها، اللى لو طلع، انتي عارفة كويس عمران هيعمل فيكي ايه، أهدي كدا وأقعدي واسمعيني.
كلام نرمين نزل ع سها زى الصا*عقة كهر*بها، لفت ببطء وعينيها ع نرمين متثبتة مش قادرة تحركها وبتوتر: عايزة ايه مني؟
نرمين بابتسامة مكر وهدوء قا*تل: أنا عايزة مصلحتك يا بنتي.
سها رفعت حاجبها باستغراب وهي بتقعد، لكن توترها واضح جدا في حركة إيدها: بنتك!! ومصلحتي؟! ما تجيبي من الأخر يا طنط، عايزة ايه؟
نرمين بغموض وثقة زايدة: تعجبيني، انا بحب الناس اللى تجيب من الأخر، ومن الأخر كدا أحنا الاتنين مصلحتنا واحدة.
سها بصت لـ نرمين بنظرة ترقُب مستنية تفهم: ازاى يعني؟ مش فاهمة.
نرمين بخبث: سبيل.
سها باندهاش وانفعال ماقدرتش تداريه: مالها ست زفتة دى؟!
نرمين قربت لها أكتر، وهمست بصوت واطي لكنه مليان حقد وكره وكأنه Nـار بتغـ*ـلي جواها: عمران كاتب لها نص أملاكه بأسمها، ومافيش حد يعرف خالص غير فاطمة، قال ايه بيعوضها عن حرمانها من حنان أمها وأبوها.
سها سحبت نفسها لورا وبنظرة شك: وانتي عرفتي ازاى بقى لما مافيش حد خالص عارف؟
نرمين ابتسمت ابتسامة ثقة: ده مش موضوعنا دلوقتي، اللى يهمنا أننا نخلص من سبيل، وده الأهم.
سها بنبرة تريقة: وهتخلصي منها أزاى بقى يااا مرات أبوها؟!
نرمين بغيظ واضح فـ صوتها وع ملامحها: انا رميت شـ*ـرا*رة من 3 سنين لما عرفت الموضوع ده، لكن ما نفعتش يومها، إنما دلوقتي جه وقتها ودى لعبتك انتي.
سها بتوتر وقلق: ازاى؟
نرمين بمكر: هى بقت ضُرتك، وبعد اللى حصل بينها وبين صهيب، سابت القصر وماحدش يعرف هى راحت فين، وشهاب سافر مع عمران عشان يدوروا عليها و……
سها قطـ*ـعت كلام نرمين بغيظ وغيرة: اسكتي بقى ما تفكرنيش، انا هطق بسبب الموضوع ده، بسببها صهيب اتعصب عليا.
نرمين بشفقة مصطنعة: ليه؟ ده حتى عمره ما عملها.
سها بنبرة صوت مليانة غيرة وعصبية: عشان خيرته بيني وبينها لما رفض يسمع كلام جده ويطلقها.
نرمين رفعت حاجبها وبابتسامة خبيثة: عشان غشيمة، بطريقتك دي عمره ما هيطلقها، انما لو سمعتي كلامي وعملتي اللى هقولك عليه، ده مش هيطلقها وبس، ده كمان هيخلي عمران يرميها رمية الكلاب برة القصر والعيلة كلها.
سها بصت لها بتحدي، رغم الغلـ*ـيان اللي كان ظاهر في عينيها: تقصدي إيه بالكلام ده؟
نرمين قربت أكتر، ونبرتها بقت هادية بس كلها سمّ:
“قصدي إنك تشككي صهيب فيها هى وشهاب.
سها لفت وشها للجنينة لحظة، بتحاول تهدي نفسها، قبل ما ترد بحدة: ما تلفيش وتدوري عليا، قولي اللي عندك مرة واحدة
نرمين ابتسمت ابتسامة كلها خبث، وكملت بصوت واطي، كأنها بتهمس بسر خطير: استغلي حبه ليكي وألعبي فـ دماغه يا سها، خليه يشوف بعينك اللى محصلش، وكل ده هيكون لمصلحتنا إحنا الاتنين.
سها بصت لـ نرمين بفضول: وإنتي مستفيدة إيه من كل ده؟
نرمين ضحكت ضحكة خبيثة كأنها بتحتفل بنصرها: إلا مستفيدة، لو قدرتي تدخلي جوة دماغ جوزك وتخليه يصدقك، ساعتها هيطلقها، ولو عمران صدق كلام صهيب، وقتها هيرميها برة القصر هى وشهاب ويحرمهم من كل حاجة، وبكدا بدل ما عيالي هياخدوا شوية فكة، هيحطوا ايديهم ع نصيب الأسد.
سها سكتت لحظة، عقلها بيشتغل بسرعة ويترجم كلام نرمين، لكن ملامح وشها فضلت متماسكة، وبنبرة قلق: ودي بقى أعملها أزاى؟ صهيب ماحدش بيعرف يدخل جوة دماغه.
نرمين قامت وقربت منها أكتر، وبنبرة كلها خبث: عيب عليكي!! ده أنتي حتى شبهي وفيكي مني كتير.
سها بصت لها برفعة حاجب وبمكر: أنا اه شبهك، بس صهيب مش زى عمه يا نرمين
قامت نرمين فـ اللحظة دي، تدخل جوة القصر وقبل ما تتحرك، بنبرة خبث: أنا نصحتك وانتي حرة، لو عايزة تفضلي فـ العز والخير ده، أعملي اللى قولتلك عليه، مش عايزة، براحتك، بس لما تترمي برة القصر ما تبقيش تلومي حد غير نفسك.
وبالفعل مشيّت نرمين وسابت سها قاعدة فـ مكانها، نظرتها متعلقة بيها وهى بتمشي براحة وكأنها خارجة من معركة كسبانة، وبرغم الهدوء اللي كان فـ الجنينة، لكن كان فيه صراع جوا سها، إيديها اتشنجت من كتر التوتر والخوف من تنفيذ تهد*يدات نرمين، وعينيها فضلت تتابع خطواتها لحد ما اختفت.
______________________
فـ الصعيد.
بيت قدري رسلان.
قاعد فـ المندرة مع مراته، وولاده، لكن عقله ما كانش موجود معاهم، عيونه شاردة ومتثبتة ع الأرض، دماغه مشغولة ببنته الكبيرة اللى قلبها مال لكلام أمها وخايف عليها من تصرفاتها الطايشة اللى بقت مصدر قلقه، فجأة فاق ع صوت قطع شروده.
عواطف وهى بتمد له إيدها بكوباية الشاى بنبرة هادية وكلها دفى: وبعدها لك يا جدري هتفضل إكده شايل طاچن ستك فوج دماغك بسبب بتك؟
قدري هز راسه بحزن وهو بياخد منها الكوباية، وكأن الهم اتجسد قدامه فـ صورة بنته: أعمل ايه بس يا أم رسلان، البت عيارها فلت من وجت ما رچعت لأمها، ما بجيتش تسمع لي كلمة واصل.
عواطف بتحاول تهديه بصوت دافي وكله حنية ومحبة: هوّن ع نفسك ياخوي، البت برضك لستها صغار والدنيا وخداها.
قدري بنبرة مكسورة من كتر الوجع: دى كانّها ما صدجت تدّلى مصر يا عواطف، ونست أبوها واصل، لو ما كنتش اتصل عليها ما تحدتنيش ولا كانّها تعرفنى
قرب رسلان من الكنبة وهو بيلم جلابيته وقعد جنب أبوه بعصبية وصوته كله غضب وعتاب: جولت لك يا بوي ما تخليهاش أتروح حِدى أمها! لو راحت ما هتعاودش تاني، جولتلي حجها تعرفها، چاها كسر حُجها، وآها، راحت وما رچعتش كيف ما جولت.
عمر كان ماسك كوباية الشاي ولما سمع كلام رسلان سابها من إيده بنرفزة، ورد بغيظ: خليك محضر خير يا اخى وبلاش تبجى محراك شر، شايف أبوك جلجان ع خيتك وانت بتزود جلجه، بدل ما تطمنه وتجوله تعالى نروحوا نطمنوا عليها!! أبّاااااى عليك واد سو.
رسلان برفعة حاجب وتريقة لـ عمر: بجولك إيه يا حنين انت؟! ماليش أنا فـ محن الحريم ديه، سبتهولك، أنا لو أدّليت مصر، هچيبها من شعرها وأجطم رجبتها ع صدرها، جبل ما تچيبلنا العار، جال نطمنوا عليها جال.
قدري رفع رجل فوق الكنبة وساند عليها بدراعه اللى ماسك بيه الشاي، وساب رجله التانية نازلة فـ الارض، كان قاعد ماسك نفسه طول الوقت لكن فجأة بص لـ رسلان وانـfـجر فيه بعصبية وزعيق: وبعدهاااالك عااااااد يا رسلااااان، أنت ما نويش تجفل خشمك اللى بينجط سم ديه؟
رسلان عصبيته زادت وصوته بقى عالي، رد بغضب أشد وكأن الكلام محبوس جواه وأخيرا قدر يخرجه: لع يابوي، ما عجفلش خشمي، ولازمن تِعِرف أنك السبب من الاول، يوم ما سافرت مصر واتچوزت الرجاصة وعاودت بيها ع البلد، آها ما اتحملتش عوايدنا، وبعد سنة واحدة، سابت بتها وهى حتة لحمة حمرا وهربت، ودلوكيت انت برضك اللى سِبت بتك اتروحلها، وتلاجيها خلتها زييها بتشتغل فـ الكباريهات ترجص للسكرانين وتچالسهم وتفتح لهم جزايز الخمرة بيدها.
الكلام كان زي السـkـاكين فـ قلب قدري، لكنه ما نطقش، وفضل قاعد مكانه، ونظراته كلها غضب وخيبة أمل، وكأن الحمل اللي شايله زاد عن طاقته.
عمر قرب خطوة ناحية أخوه وبنبرة صوت كلها غضب ونظرة حادة: عيب عليك يا رسلان تجول إكده عن خيتك؟! ده بدل ما تفكر تساعد أبوك ترچعها، واجف ترمي كلامك اللى كيف السم ديه، البت من لحمنا ودمنا برضك ومايصحش نجول عليها كلام عِفش.
رسلان رد وهو بيتنفس بعصبية، وعينه متسلطة ع عمر: لحمنا ودمنا؟! الدم اللي يچيب العار هدره احسن، ولو ما لاددش عليك كلامي، روح أنت دور عليها، هتلاجيها كيف ما جولت بترجص فـ أى كباريه
قدري رفع صوته بحزم، قطع الحوار بينهم وكأن كلماته كانت حكم نهائي: بس منك ليه! كلامكم ده مالهوش لازمة دلوكيت، بدل ما نجعدوا نتخانجوا، لازمن نلاجي حل، لاچل مانرچع خيتكوا من حدى العجربة أمها.
رسلان قام من مكانه وهو بيرفع حاجبه ويضحك بتريقة: لا والله، دلوكيت لازمن نلاجي حل!! وسَكت ليه يا ابوي السنين اللى فاتت ديه؟ توك ما افتكرت بتك وخايف عليها من امها! ما هى حِداها ليها 5 سنين وانت اللى وصلتها بيدك.
عمر قرب من رسلان وقف قصاده بعصبية: وبعدهالك يا رسلان، كانّك أدبيت عاد، كيف تجول لـ أبوك الحديت الماسخ ديه، أجفل خشمك بجى وما تزودش الـNـار وتشـ*ـعلها يا واد أبوى، ما ناجصينش إحنا.
عواطف قربت من قدري بخطوات هادية، ومدت إيدها ع كتفه بحنية: ما تشيلش هم يا خوي، البت مسيرها هترچع وتفهم غلطها، بس انت ما تزعلش روحك يا نضري، إحنا مالناش غيرك.
قدري شال إيدها من ع كتفه بهدوء، وبص لـ رسلان بنظرة كلها ألم وبتنهيدة وجع: أنا ان كنت سكت يا ولدي، فسكت عشان خيتك أترچتني تجعد حدى أمها شوي لاچل ما تشبع من حضنها اللى اتحرمت منيه، ما كنتش أعرف انها هتتعلم الچحود منيها إكده وترفض تعاود إهنه مرة تانية وتنسى أبوها اللى رباها العمر ده كلاته.
رسلان شاف الحزن اللى فـ عين أبوه، والوجع اللى فـ كلامه، اتنهد بأسف: سامحني يا بوى، حجك علىّ، صوتي عِلِي عليك، بس أنا برضك ما جادرش أشوفك إكده شايل الهم فوج كتافك بسببها وأجعد ساكت.
قدري بتنهيدة حزن: يحلها الذى لا يغفل ولا ينام يا ولدي، جوم طُل ع عمتك أطمن عليها وجول لها ابوى ما جادرش ياچي يطُل عليكي النهاردة، يومين إكده وياچيكي.
رسلان قرب من أبوه باس راسه، وبطاعة: حاضر يا بوى، بعد إذنك.
وبالفعل سمع رسلان كلام ابوه وخرج يزور عمته الوحيدة يطمن عليها زى ما أمره قدري اللى اتعود يزورها كل يوم من بعد وفاة جوزها وسفر أبنها، عشان يراعيها ويشوف طلبتها.
____________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
بعد مرور كام يوم، دخل صهيب الشركة بخطوات كلها ثقة وهيبة، لابس بدلة شيك غامقة زودت هيبته أكتر، ملامحه كانت جامدة ونظراته بتلف فـ المكان بيقيّم كل حاجة حواليه، الموظفين فجأة سكتوا لما شافوه داخل، حضوره كان طاغي لدرجة أنه يخلّي الكل يركز عليه، فضل ماشي بخطوات واثقة ناحية مكتبه، وهو معدّي على مكتب سمر، قابلته بابتسامة هادية: صباح الخير يا مستر صهيب.
رد صهيب بصوت ثابت وهو مكمل طريقه من غير ما يبص لها: صباح الخير، عايز القهوة، وحصليني بالأوراق اللى عايزة تتمضي.
سمر بهدوء وطاعة: حاضر يا افندم.
كل مرة بيظهر بنفس الثقة دي كان بيلفت الأنظار، لكن المرة دي كانت الرهبة في عيون الكل واضحة أكتر من أي وقت، من شدة غضبه الواضح ع ملامح وشه، دخل مكتبه ودماغه هتنـfـجر من كتر التفكير فـ كل اللى حصل وفـ سبيل اللى سابت القصر وماحدش عارف راحت فين، قعد ع كرسيه ولف وشه بالكرسي ناحية الشباك وضهره للباب، غرقان فـ تفكيره، وبعد وقت بسيط قطع شروده خبط ع الباب وأذن بالدخول، وكان الساعي بيقدم له القهوة، حطها زى ما أمره صهيب وخرج باحترام، فـ نفس اللحظة.
دخلت سمر بابتسامة وصوت انثوي رقيق وبدلع: اتفضل يا مستر الأوراق اللي حضرتك طلبتها.
صهيب ع نفس قعدته وبعصبية: حطيهم عندك وأخرجي، ألغي أى مواعيد النهاردة، مش عايز اقابل حد، مفهوم؟!
سمر لفت ورا المكتب ووقفت قدام صهيب وهى بتحط إيدها ع كتفه وبنفس دلعها: ممكن اتطفل عليك واعرف مالك؟ انت مش فـ المود النهاردة خالص يا مستر.
صهيب قام وقف بغضب زى الإعصار وهو بيمسك إيدها ضغط عليها بقوة من شدة غضبه وكأنه ما صدق يلاقي سبب يخليه يطلع كل اللى جواه: سممممررررر، ألزمي حدودك وماتتخطيهاااااااش، فاهمة ولا لأ، وده أخر تحذير ليكي، أنتي هنا سكرتيرة وبس، وأكتر من كدا ما تحلميش، اتفضلي ع مكتبك.
سمر بخوف من هيئته وصوته خرجت جري وهى بترتعش: حاضر، حاضر، آسفة مش هتتكرر.
بعد ما سمر خرجت من المكتب، اتعدل صهيب فـ قعدته ورجع بكرسيه للوضع الطبيعي، مسك فونه واتصل بفرع الشركة فـ باريس يسأل عن سبيل وعن جده واخوه، لكن الرد جه محبط: مش موجودة، ما جاتش ولا حتى عمران وشهاب موجودين، قفل معاهم والتوتر بان عليه، اتصل بعمه شريف يسأله، لكن كل اللي سمعه صوت الجرس، ومافيش رد، حاول تاني وتالت، نفس النتيجة، حدف الفون بعصبية على المكتب، ومسك الملفات اللى قدامه يحاول يراجعها، بس كان واضح إنه مش مركز، دماغه شغالة بس ع سؤال واحد: ياتري سبيل راحت فين؟
خلص الأوراق ومضى عليها، ورجع مسك الفون، حاول يتصل بشريف مرة تانية، وبرضو الجرس بيرن ومافيش رد، فكر فـ شهاب، واتصل بيه هو كمان أكتر من مرة، وبرضو مافيش فايدة، زادت عصبيته، حدف الفون من إيده وهو بيلف الكرسي لورا وسند دراعاته على المسند وضامم كفوفه تحت دقنه، وساب نفسه للأفكار اللي غصب عنه رجعته عشر سنين ورا، بص لنقطة بعيدة فـ المكتب وهو بيكلم نفسه: ليه يا جدي تعمل فيا كدا؟
افتكر كلام جدته لما قالت له أن عمران نفسه يجوزكم من زمان،
وافتكر اللحظة اللي جده وصّاه فيها ع سبيل لما جاتله الأزمة القلبية لأول مرة، والعبء اللي اتحط على كتافه فجأة، حس فـ اللحظة دي إن الدنيا بتضغط عليه من كل اتجاه، الصمت اللي حواليه كان تقيل، أكتر من الصوت اللي جواه اللي مش بيبطل يسأل: يا ترى هي فين دلوقتي؟
“فلاش باك”
فـ المستشفى
غرفة العناية المركزة
بعد الأزمة اللي عدت بصعوبة، عمران طلب يشوف صهيب، اللى اول ما دخل شاف جده ملامحه تعبانة، بس عينيه مليانة كلام، قرب منه بخوف، وعمران مد له إيده وبص له بنظرة كلها حب، وبصوت واهن ودموعه بتلمع: صهيب يا ابني، سبيل أمانة فـ رقبتك، حافظ عليها، أوعى تخلي عمك ومراته يأذوها، وأوعى تسمح لحد يخلي دموعها تنزل، فاهم يا صهيب؟.
الكلام نزل على قلب صهيب زي الصاعقة، قرب منه بسرعة، حضنه وكأنه بيحاول يحميه من الفكرة نفسها: بتقول كدا ليه يا جدي؟ إحنا محتاجينك معانا.
عمران شال إيده بصعوبة وساندها على كتف صهيب، وهو بيكمل بتعب: العمر ما بقاش فيه يا ابني، وانت الكبير، انت اللي هتكمل بعد مني، وتمسك زمام العيلة، ما تخليش الدنيا تفلت من بين إيديك، عايزك تاخد بالك من اليتيمة دي مالهاش غيرنا، ما تسمحش لأبوها ومراته أنهم يدمروها، أنا كنت واقف لهم بكل قوتي، بس دلوقتي…. سكت شوية، وأخد نفسه بصعوبة، وكمل بصوت كله رجاء: في أي لحظة ممكن أروح، عايز أمشي وأنا عارف إنك هتحميها، عايز أسيبكم وانا مطمن عليها يا صهيب.
صهيب مسك إيد جده بكل قوته، دموعه بتهـ*ـدد إنها تنزل، وبيرد بصوت مهزوز: بعد الشر عنك يا حبيبي، إن شاء الله هتخف وترجع لنا بالسلامة، وهتشوفها وهي بتكبر قصاد عينيك، وانت اللي هتجوزها بنفسك للراجل اللي يحميها ويصونها.
“عودة للوقت الحالي”
فاق صهيب من شروده، عينيه مليانة بدموع الندم، قلبه مضغوط بين ألم الذكريات ووجعه اللي بيقـ*ـطع فيه من جواه، فجأة وقف يرمي كل حاجة ع المكتب وهو بيصرخ بكل قوته، صرخة كانت زي الطلقة، هزت أركان المكتب وسكنت الجدران:
آاااااااااااااااااااااااااااااااااه.
مسك راسه بإيديه وهو بيهزها زي اللي بيحاول يهرب من كل حاجة، لكن صوت جده كان لسه بيرن في ودانه، بص للأرض وعينه على الفراغ: سامحني يا جدي، ما قدرتش أحافظ على أمانتك، ضيعتها من بين إيديا، سااااااااامحني، سامحني، ما طلعتش زي ما كنت بتتمنى، حطيت ثقتك في الشخص الغلط، وده اللي خلاك تسافر وانت تعبان عشان تدور عليها بنفسك، وسبتني فـ حيرتي وندمي… وقف فجأة يمسح دموعه بعصبية وهو بيتكلم بصوت مكسور لكن كله إصرار: بس انا مش هسكت، هقلب الدنيا عليها لحد ما ألاقيها وارجعها، وأرجع كرامتها وأرجع ثقتك من تاني فيا، وأوعدك، أنى احافظ عليها هتبقى بنتي وأختي ومش هسمح لعمي يقرب منها تاني، ولا أي حد يأذيها، مهما كلفني الأمر، حتى لو كانت حياتي هى التمن.
الكلام خرج منه زي الـNـار حـ*ـرق قلبه قبل ما يسيب شفايفه، قعد مكانه تاني بتعب وهو عارف إن جواه حر*ب مش هتنتهي غير لما يلاقي سبيل ويعوضها عن كل حاجة، مهما كان التمن، قرر بعدها يخرج يروح المطار يسأل بنفسه ويعرف هى راحت فين لكن ظنه خاب لما وصل وعرف انها ما خرجتش برة مصر خالص، وقف مكانه مصدوم مش عارف يفكر، ومش عارف يعمل ايه ولا يدور عليها فين.
______________________
فـ قصر الشهاوي.
اوضة صهيب.
بعد يوم طويل فـ الشركة، رجع صهيب القصر متأخر شوية عن معاده المعتاد، باين عليه التعب والعصبية، وبدل ما يعدي يسلم ع جدته وأمه زي كل يوم، طلع أوضته ع طول، أول ما دخل، شاف سها بتتكلم فـ الموبايل، وسمعها بتقول
سها ضهرها لباب الأوضة، وما أخدتش بالها من وجود صهيب: خلاص يا حبيبي، ولا تزعل نفسك، هاجي واقضي معاك اليوم كله، بس كدا… أنا ليا مين يعني غيرك يا قلبي؟
صهيب وقف مكانه Nـاره قايدة وغيرته بتغـ*ـلي: سهاااا!.
سها قفلت الفون بهدوء وقربت منه بابتسامة وهدوء، وهي بتلف دراعها حوالين رقبته: حمد الله ع السلامة يا حبيبي. اتأخرت أوي النهاردة، قلقتني عليك.
صهيب بنبرة كلها عصبية وغيرة: كنتي بتكلمي مين؟
سها وهي بترجع خطوة ورا: مالك يا صهيب؟! في إيه؟
صهيب بصوت أعلى: سهااا…. ما ترديش السؤال بسؤال! كنتي بتكلمي مييين؟!
سها بتحاول تمسك أعصابها لكن ما قدرتش تتحكم فـ نبرة صوتها واتكلمت بنرفزة: هكون بكلم مين يعني يا باشمهندس؟! أكيد بابا طبعًا، إنت عارف إنه عايش لوحده من بعد جوازنا، وكنت بصالحه عشان زعلان مني لأني مش بروح له من بدري.
صهيب خد نفس طويل وحاول يهدي نفسه، قرب منها وقعد جنبها ضمها في حضنه، وبأسف: آسف يا حبيبتي غصب عني اتعصبت عليكي، معلش سامحيني، أعصابي تعبانة شوية.
سها بعدت عنه والدموع في عينيها: لأ، أنا زعلانة منك، معقول تشك فيا؟ وتتعصب عليا بالشكل ده؟
صهيب بصوت هادي وبتنهيد: حقك عليا يا قلبي، انتي عارفة أنا بحبك قد إيه وبغير عليكي حتى من نسمة الهوا لما تلمس خدك.
سها وهي بتمسح دموعها بدلع: لأ، أنا زعلانة.
صهيب وهو بيحاول يراضيها: طب قوليلي إيه اللي يرضي القمر عشان يحن عليا؟
سها بتهز كتافها بدلع: لأ، مش هتصالح.
صهيب بابتسامة صغيرة: وعشان خاطر بيبو حبيبك؟
سها ابتسمت بدلع: غير لي العربية وأنا أتصالح، وده عشان خاطرك بس.
صهيب باندهاش: هو مش أنا يا حبيبتي لسة الشهر اللي فات مغيرلك العربية؟
سها بثقة وغرور: وإيه المشكلة لما تغيرها الشهر ده كمان؟ هو أنا أقل من مين يعني؟! دي توتو صاحبتي جوزها كل أسبوع يغيرلها عربيتها، إشمعنى أنا؟!
صهيب رفع حاجبه باستغراب وضحكة صغيرة: مش وسعت منك دي يا حبيبتي شوية! ومع ذلك… حاضر يا روحي، هغيرهالك، بس كدا انتي تؤمري أمر.
سها بغرور: وماله لما توسع يا بيبو! هو أنا أى حد!! ده مرات صهيب الشهاوي ع سِن ورُمح
صهيب لسة هيرد عليها قطع كلامه رنة موبايله، طلعه بسرعة من جيبه، ملامحه اتغيرت تمامًا لما شاف اسم اخوه ورد بلهفة: ألو، لاقيت سبيل يا شهاب؟
رد شهاب بصوت مليان وجع طالع من قلبه وبتنهيدة حزن: لأ يا صهيب.
صهيب وقف فجأة، وزعق بعلو صوته مش قادر يستوعب كلام شهاب: يعني اييييييه؟! هتكون راحت فيييييين؟
شهاب حاول يسيطر ع نفسه، رغم الحزن اللى جواه وبهدوء: مش عارف، وعمومًا انا مش هرجع غير لما ألاقيها يا صهيب، أطمن وطمن الكل.
صهيب صوته عِلي أكتر، وهو بيتحرك فـ الاوضة زى المجنون وبغضب: يعني اييييييييه انا افضل قاعد مكاني وحضرتك تلف تدور لي ع مراتي؟ انا مش فااااااهم جدك بيعمل فيا كدا ليييييه؟
شهاب خلاص صبره نفذ، ورد بنفس العصبية: صهييييب انت اللي عملت فـ نفسك وفينا كدا، لولا عملتك المهببة اللى انت عملتها دي، كان زماننا كلنا مرتاحين، مش دايخين نتنطط من بلد لبلد ندور عليها، ما تجيش دلوقتي تتكلم، وتعيش دور الضحية.
صهيب اتخنق واتعصب أكتر من اخوه، واتكلم بحزن وغضب أكبر: قصدك ايييييه؟ عايز تقول أن انا السبب؟!
شهاب أنـfـجر فيه بكل قوته: انت اييييييييه يا أخي؟! كل ده ومش حاسس انك السبب؟ بنت عمك ما نعرفش عنها حاجة وجدك بيمووووت وانا سايب شغلى وحياتي وبسافر كل بلد شوية أدور عليها، وانت لسة بتسأل؟ أيوا يا صهيب انت السبب فـ كل ده
شهاب خلص كلامه وقفل الخط بسرعة قبل ما يسمع رد صهيب او يغلط ويقع بلسانه ويقول مكان سبيل فين.
اما صهيب بعد المكالمة، حدف الفون فـ الأرض وقعد ع الكرسي بعصبية، مسك راسه بإيديه يحاول يوقف دوامة أفكاره اللى بتنهش فيه وهو بيكلم نفسه بصوت عالي: هتكون راحت فييييين؟ روحتي فين يا سبيل بس؟
حاول يلملم أفكاره ويهدى لكنه ماقدرش، فقرر يتصل مرة تانية بشريف وفعلا طلب الرقم واستنى شوية لغاية ما جاله الرد.
شريف بنبرة صوت هادية هدوء مصطنع: ألو، ازيك يا صهيب؟ عامل ايه؟ ايه أخبار خالي وعمتي؟ طمني عليهم، وحبيبة خالها سبيل عاملة ايه؟ وحشتني البنت دي، مش ناوية ترجع بقى ولا ايه؟
صهيب حس بخيبة أمل من رد شريف، لكنه رد بابتسامة مصطنعة يداري بيها حزنه: كويسين يا عمي بخير. وبتنهيدة وجع متدارية:
لأ، ترجع فين بقى، حضرتك عارف اننا اتجوزنا، وأكيد مش هسمح لمراتي تقعد فـ بلد غير اللى انا فيها.
شريف برفعة حاجب ونبرة تريقة متغلفة بنوع من الاهتمام: أه طبعًا، حقك يا عريس، مش هوصيك عليها بقى، دي الغالية بنت الغالية اللى بقيالي من ريحتها.
صهيب رد بهدوء مصطنع: ما تقلقش يا عمي، سبيل فـ عينيا، قبل ما تبقى مراتي، فهى بنت عمي وأمانة جدي وهحافظ عليها برقبتي… وبهمس لنفسه سمعته سها وشريف: بس الاقيها
شريف قرر ينهي المكالمة وكأنه ماسمعش همس صهيب: طيب يا ابني ابقى سلم عليها كتير وقولها وحشتي خالو، وخليها تبقى تكلمني، مع السلامة.
سها بعد ما صهيب قفل المكالمة مع شريف، قربت منه بعصبية وهى بتزعق بصوت عالي: تقدر تقول لي يا صهيب بيه معناه ايه اللى حصل ده دلوقتى؟
صهيب قام وقف بغضب: سهاااا، ابوووس ايدك ارحميني من أسئلتك دي.
سها بنفس غضبها وعصبيتها: أرحمك يعني إيه يا استاذ؟ هو احنا مش هنخلص من حوار ست سبيل دي بقى ولا ايه؟
صهيب: حوار ايه ياسها اللى بتتكلمي عنه؟ سبيل دي تبقى بنت عمي وقولتلك قبل كدا انها أمانة فـ رقبتي.
سها بعصبية: أمانة فـ رقبتك بس يا صهيب؟! ولا تكون بتحبها ومش قادر ع بعدها
صهيب قرب منها بهدوء ومسك كفوف إيديها وباس راسها: أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا سها، أرجوكي صدقيني وساعديني أعدي الأزمة دي.
سها بحزن: يا سلام ياخويا، اومال بتدور عليها ليه؟
صهيب بحب: الجميل غيران بقى!!
سها بنرفزة: أه غيرانة يا صهيب، اصلك ماشوفتش نفسك كنت ملهوف ازاى ع أى خبر عنها.
صهيب قعد بيأس وبتنهيدة حزن: جدي غضبان عليا بسببها يا سها، لأنها أمانته اللى علقها فـ رقبتي من سنين وانا ضيعتها، وللأسف مش لاقيها لا جوة مصر ولا برة وقاعد متكتف وشهاب هو اللي بيلف مع جدي يدوروا عليها.
سها افتكرت كلام نرمين ولعبت عليه وردت بخبث: بس برضو يا حبيبي مهما كان غضبان عليك، المفروض كان أخدك انت معاه مش شهاب.
صهيب بتنهيدة حزن: ما تفرقش يا سها ياخد مين المهم انهم يلاقوها ويرجعوا بيها.
سها بخبث وغباء: اه وماله، بس مش بعيد يكونوا لقيوها ومش عايزين يقولوا، ولا يكون شهاب هو اللى مخبيها أصلا، اصل انا سمعت يعني انهم…….
صهيب قطع كلامها بغضب ومسكها من دراعها بقوة: حسك عينك تكرري الكلام ده مرة تانية يا سها، فاهمة ولا لأ؟! وإلا هيكون لي معاكي تصرف هيزعلك مني، سبيل وشهاب خط أحمر، مفهوم؟
خلص كلامه معاها وذقها وقعها ع السرير وخرج من الأوضة زى الإعصار، واخد فـ وشه كل اللى يقابله فـ سكته، نزل جري ع السلم وخرج من القصر ركب عربيته وساق بأقصى سرعته لغاية ما وصل تحت العمارة اللى فيها شقته، ركن العربية ودخل العمارة بخطوات بطيئة تقيلة وكأنه متكتف بسلاسل من حديد طلع السلم لغاية ما وصل قصاد باب الشقة فتح ودخل وبعد ما قفل وراه، نزل قعد ع ركبه وهو بيصرخ بأعلي صوت من شدة الوجع وسمح لنفسه ينهار ويبكي ويطلع كل اللى جواه لغاية ما أغمى عليه من كتر إنهياره.
في سبيل صهيب بقلمي✍️________لبنى دراز
سبيل: لييييييييه عملت فيا كدااااااا؟، أنا ماحبيتش حد فـ حياتي قد ما حبيييتك.