قصة بعد الغروب القصة السادسة بقلم صبحي المرسي
أنا الشيخ (م. ع)، وده واحد من أغرب المواقف اللي مريت بيها في حياتي في جلسات العلاج بالقرآن.
المكان: قرية هادية في ريف المنوفية... والحدث: أسرة كاملة بيتها اتقلب جحيم بعد غروب الشمس.
جالي اتصال من راجل كبير في السن، صوته باين عليه الرعب وقاللي:
"ابني بيشوف راجل واقف وراه كل يوم بعد المغرب، من غير صوت، من غير حركة… وكلنا بقينا نحس بخنقة في البيت، وكأن في حاجة بتراقبنا!"
روحت بنفسي البيت، وكان في عزلة شوية عن باقي البيوت، حوالينه أرض زراعية، ووراه مكان مهجور.
الناس هناك حكتلي إن من سنين، واحد غريب عن البلد مات على الطريق، محدش عرف له أهل، فدفنوه مؤقتًا في الأرض اللي اللي ورا البيت ده، وبعد كده اتبنت العمارة عليه… بدون أي طقوس شرعية ولا حتى قرآن.
مرت السنين… لكن اللي اتدفن مكانش لوحده!
اللي اتدفن كان له قرين...
والقرين ده لما صاحبه مات، ما تخلصش من التعلق بالمكان.
وده اللي خلّاه يفضل ساكن الأرض دي… مستني حد يفتح له الباب من جديد.
الطفل الصغير بدأ يصرخ كل يوم بعد المغرب، ويقول:
"في راجل واقف ورايا... بيبصلي... بس مش بيكلمني!"
الأم تحس إن في نفس وراها وهي بتطبخ.
الأب بدأ يلاقي نفسه واقف في أماكن ميعرفش هو وصل لها إزاي!
وكلهم شافوا "ظلّ" بيعدي وراهم فجأة… واختفى.
أول جلسة رقية… وظهور المفاجأة
قريت أول جلسة، والولد فجأة صرخ وقال:
"أنا مدفون هنا من غير اسم! أنا مربوط في المكان ومش عارف أخرج!"
وقبل ما أكمل، رف النيش اللي في الصالة وقع لوحده!
ولما خرجت أبص برا، لقيت طين مبلول على الحيطة الخلفية… وكان الجو جاف، لا مطر ولا أي حاجة!
جبت راجل كبير من البلد كان شاهد على دفن الشخص الغريب زمان.
قاللي:
الراجل ده لما دفناه، التراب كان بيرجع يتفك، وكأن في حاجة مش راضية تتغطى عليه! ومفيش حد قدر يقرأ عليه الفاتحة حتى!"
ساعتها فهمت:
القرين بتاع الراجل ده، لسه موجود... متعلق بالجسد اللي مات بدون طقوس، وبدأ ينجذب لسكان البيت اللي اتبنى فوقه.
جمعت الأسرة، وبدأت أقرأ سورة البقرة كاملة…
وختمتها بآيات الحرق والطرد.
وفي منتصف الجلسة، حصلت رعشة في البيت كله…
وفجأة الطفل قال:
"هو بيبعد... بس عايز حد يقرا له الفاتحة... مش علشانه، علشان يسيب المكان!"
ساعتها فهمت إن ده مش روح…
دي بقايا طاقة من قرين مات صاحبه وهو متعلق بالمكان، ومفيش حد قطع الرابط ده بالقرآن أو الدعاء.
قريت ختم الرقية، ورشينا ماء مقروء عليه في كل ركن، خصوصًا في المكان اللي كان فيه القبر القديم.
ومن يومها… انتهى كل شيء.
---
القرين لا يموت بموت صاحبه مباشرة، وخصوصًا لو مات في ظروف غامضة أو ظلم…
لازم نرقي بيوتنا ونحصّنها، خصوصًا لو مبنية على أرض كان فيها دفن، أو كانت مهجورة لفترة.
ماينفعش ندفن حد من غير طقوس شرعية كاملة، ولازم نقرأ الفاتحة ونسأل ربنا له الرحمة.