رواية فراوليكا الفصل السادس بقلم مريم السيد
-كنت فاكر هسمع منك، بس للأسف انا مقدرش أكمل حياتي مع واحده شبهك!
كنت باصة بملامح متفاجئه، كلها مصدومه، بصيت على الدبله إللي سابها في على الترابيزه ومشي، مسكت الدبله ومشيت وراه وانا بحاول ألحقه، مسكت إيديه قبل ما يركب العربيه وقلت بتعب:
-هو.. هو أنتَ بتعمل إيه؟
أنا مش فاهمه في إيه، ولي بتعمل كده يا أحمد!
بصلي بسخرية وقال:
-اليوم الي نزلت أقابلك فيه قبل الحادثه رن عليا شخص وقالي إنك على علاقة بيه، في بداية الأمر كذبت الشخص ده وشتمته بأسوأ الشتايم ده لاني كنت معمي بثقتي فيكي، ولما قفلت ف وشه لقيته باعت شات بينك وبينه وبرقمك، والصور اللي أتصورتوها مع بعض في أي مقابله، وإللي كمان كنتي بتشكيله عني، وقد إيه أنا شخص أناني وبعمل نفسي روش.
كمل وهو بيبصلي بصدمه ونظرة عتاب:
-وقد إيه إنك حمدتي ربنا إنه رفضتيني في أول لقاء بينا...
لما شفت عيونه مدمعه قلبي وجعني، وجعني أكتر لما قال:
-من حبي ليكي وصدمتي من الكلام مركزتش إني سايق، وإني على طريق سريع، بس للأسف أدركت ده مؤخرا وانا عيني غمضت على آخر شات بينك وبين شخص، وفتحت عليكي، وبمناسبه الغيبوبه والذاكره كل ده كان ترتيب مني انا، كنت عاوز أعرف هتعملي ايه؟
سألت بتلقائيه حزن:
-وأنتَ شوفت مني اي؟
أبتسم بحزن:
-شوفت فيكي الحب يا مريم، للأسف شفت فيكي الحب، للأسف حبيتك، وللأسف كمان اتعلقت بيكي أكتر في اللعبه اللي لعبتها عليكي، بس عقلي كان هلكني وانا كل يوم بفكر إزاي قدرتي تضحكي عليا، وإزاي مريم البريئه يطلع كل ده منها، إزاي البنت اللي انا خايف عليها من كل النااس من نظرات العالم تطلع بتستغفلني انا؟!
هزيت رأسي بنفي وانا بعيط زي الطفله قصاده:
-صدقني يا أحمد كل ده قبل ما أعرفك وأربط حياتي معاك، صدقني مكنتش لاقيه حد جمبي ولا حد يفهمني ويفهم حبي ليك، محدش وهمني بعدم حبي ليك وإني مجرد منبهره بشخصيتك مفيش غيره، بالنسبه للصور فدي صور غفله وكمان أتصورت وقت ما كنا انا وماما عند محمد، وقتها جدته قالت نتصور صور جماعيه، وبالفعل أتصورنا، بس صدقني أنا غير كده خالص والله.
هز رأسه بنفي وضحكه سخرية:
-كنت محتاج أسمع منك مش منه.
أبتسم وطبطب على كتفي وقال:
-ربنا معاكي يا مريم ويهديكي.
تركني ورحل!
دون وداع ودون سماع تبريري، رحل الحبيب ورحل الأمان، رحل وترك طفلته على أحد الأرصف تبكي شاهقة، لا أحد يناجيها ولا بنجدها من مخاوفها، عادت وحيده والعالم ضدها، فقدت الحنان من جديد، وفقدت أباها الصغير .
-طـول عمري أسمع عن الندالة، بـس عمري يا محمد ما شوفتها وعاشرتها.
قلتها بحقد وأنا لاقياه قاعد على اللاب شغال، بصلي ببرود وقال:
-لأ وكمان جاية لحد هنا معقول؟
وقفت قصاده وانا بصاله بصدمة، وإزاي كل ده وحقده ده يوصل لعلاقتي انا وأحمد، قلت بغضب:
-أنتَ إزاي تعمل كده؟
إزاي تأذيني بالطريقه دي يا محمد؟ هو أنتَ يا بني إيه؟ مش كفاياك غرورك إللي خلاك تكتم حبك حبيت تختمها بإنك تبوظ حياتي وحبي علشان حضرتك ترضي غرورك؟
وقف قصادي ببرود وقرب مني وقال بهمس:
-ومين قال إني عاوز أرضي غروري بقربك ليا؟
وكزت كتفه بعصبيه وقلت:
-ولما هو كده؟
عاوز مني أنا إيه؟
حط إيديه في جيوبه وقال ببرود:
-ولا حاجة، أنا بس حبيت أعرفك مدى أنانيتك، وأنه بتحبي نفسك بس مش أكتر!
ضحكت بسخرية، ضحكت بطريقة خلته واقف قصادي مش فاهم مش عارف إللي بيحصل قدامه معناه ايه!
قربت منه بجمود بابتسامة هادية:
-أنتَ فاكر كده انا هشوف نفسي أنانيه؟
تبقى بتحلم يا صاحب صاحبه!
هـو أنا فعلاً أنانيه، ولا خوفي من الفقد والخسارة خلاني أبقى عاميه عن حب محمد ليا، وبقيت شايفه أحمد، الحياة خلتني تعيسة أكتر من تعاستي وقت ما فقدت والدي، حاسة بشعور الطيور إللي فجأة جه صياد وقصف جناحهم، زي العصافير إللي هتفضل في القفص بتتمنى حريتها وتطير بكل حريه.
أنـا الطيرُ الذي أملكُ كامل حريتي، لكن ماذا عن أجنحتي، قصفها أحد الصيادين حينما كنت أطير بين السحاب والأمل.
-يبني بطل عبط وسيب الموتور ده!
قالها "مُراد" بضيق من حال صاحبه، أحمد قال بضيق:
-في أيه يا مراد، فيها إيه يعني لما أسابق؟
مُراد وكزه بضيق وقال:
-أحمد فوق لنفسك!
أنتَ عارف آخر مره سابقنا فيها إمتى؟
أحمد فضل ساكت، مراد طبطب عليه وقال بهدوء:
-هتعدي يا صاحبي والله هتعدي، أنا معرفش إيه حصل بينك بين مريم.
أحمد بصله بضيق، مراد أبتسم وقال:
-يا عم خلاص خطيبتك الإكس المهم...
كمل بجدية:
-أيا كان اللي بينكم حصل إيه؟ السباق مش حل يا أحمد، ولا أنكم تفضلوا بعاد حل بردوا، الحل إنكم تتكلموا وتفهوا أسباب كل حد فيكم وأيه اللي وصلكم للنقطة دي!
أحمد فرك شعره بإيديه بتنهيدة وقال:
-مش قادر أبطل تفكير، ليا إسبوع دماغي هتاكلني يا مراد، مش عارف أبطل تفكير فيها وفي ملامحها وضحكها وهزارها، عاوز أرجع واحضنها وأقولها انا مش هسيبك، وفي نفس الوقت اللي حصل م سهل يتنسي، مش عارف أبطل تفكير في كلامها، مش عارف ابطل تفكير عن عياطها ليا وهي بتقولي إسمعني!
مراد قعد جمب أحمد وطبطب عليه وقال بهدوء:
-يا أحمد أنتَ أكتر حد عارف حب خطيبتك ليك، أتكلم معاها يمكن الموضوع يتحل بكلامها ولما تسمعها، بلاش تخسرها للمره التانيه.
مراد كمل بضحك:
-ولا أنتَ شكلك باصص لحد تاني يعم؟!
أحمد بعده بعيد عنه وقال بضيق مزيف:
-ياعم إبعد هي كانت ناقصاك أنتَ كمان!
يا حبيبي، أين أنتَ وأين طيفك، حتى طيفك لم يعد يأتي إليّ، لقد أشتقت لصوتك، وأشتقت لعيناك التي تملك الحنان بأكملها، أشتقت لملمس أصابعك لوجنتي حينَ تلمسهما دموعي، أشتاق فؤادي لفؤادك، وأشتقتُ أنا لـ روحي التي لم تعود لي من بعد فراقك.
- يا بنتي يا حبيبتي ده نصيب ولازم تبقي واعية ده قدر وانه لو خير ليكي كان بقى.
جمله قالتها والدتي لما لقيتنا سانده براسي على ركبتي، قعدت جمبي وطبطبت عليا وقالت:
-قومي يا حبيبتي، لو كان خير يا مريم مكنش هيفضل ده حالك يا حبيبتي.
قومت غسلت وشي ولبست دريس ونزلت قعدت في الجنينة وفضلت سرحانه، عدى أيام يا أحمد معقوله هنت عليك؟ هانت عليك عشرتنا؟ طيب كنت سمعتني وكان كل حاجه هتتغير، كنت هقولك تبريري، كنت خايفه والله، خايفه أفضل متسابه ووحيده، كنت خايفه أفضل احارب علشان اوصل للأمان، وأديني هرجع من جديد من نفس النقطه.
-لا ده أنتَ بجح كمان وجاي تشقط شريكتي في الشغل بعد خطيبتي!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم