رواية هالة الفصل الثامن 8 بقلم جميلة القحطاني

       


 رواية هالة الفصل الثامن بقلم جميلة القحطاني


ممزوج ببخور محروق.
رجع خطوتين و…
لقى ظرف بني صغير مرمي تحت الباب.
قلبه وقع.
نفس الظرف اللي شافه مع الجد عاصم، والكل بيخاف يفتحه.
فتح الظرف… جواه صورة.
صورة قديمة، باهتة، لطفل صغير مربوط في كرسي خشب، والدموع مغرقة وشه…
وعينيه… كانت زرقا، خايفة، شبه عينيه دلوقتي.
وتحت الصورة، بخط إيد مهزوز:فاكرني؟
وقع الظرف من إيده، وقعد على الأرض، نفسه بيتقطع.
أنا مش مجنون… أنا مش مجنون.
بس السؤال اللي فضل يزن في ودنه:لو مفيش حد هنا…
مين حط الصورة دي؟
هالة كانت في المطبخ، واقفة على رجلها من الفجر، بتجهز الفطار، وتغسل الأطباق، وتحاول تلحق تنضف السفرة اللي اتحولت لساحة حرب من كتر الإهمال.
كان في صمت قاتل، لحد ما سمعت صوت الباب بيتفتح فجأة، وضحك رجالي عالي.
هي دي العروسة؟!
جملة خرجت من شاب واقف عند باب المطبخ، داخل بكل استظراف وغرور.
كان ده صديق رمزي، اسمه مازن.
لبسه شيك، وعنيه مليانة استهزاء وهو بيبصلها من فوق لتحت.
هو انتِ كنتي فين يا بنت؟ في مزرعة فراخ؟ دا لبسك دا لوحده جريمة! دا أنا لو عندي خدامة كنت جبتلها لبس أحسن من كده!
هالة حسّت الدم بيغلي في عروقها، لكنها ما ردتش، كملت غسيل الصحون بإيد بترتعش.
مازن قرب منها، لمس طرف شعرها وقال:هو رمزي فعلاً اتجوزك؟ ولا دي إشاعة؟ طب مش هتعمليلي قهوة يا عروسة؟
دخلت واحدة فاتنة… عيونها خضرا، شعرها مصفوف ومكياجها فخم، لبسها شيك جدًا، اسمها سُهى.
بنت خالة رمزي، وكانت بتظهر دايمًا كأنها عروسة المستقبل بس الجواّز راح لهالة.
سُهى دخلت وقالت وهي بتضحك:إيه ده يا هالة، دي السفرة؟ إزاي كده؟ ناقصها حاجات كتير… وإيه الريحة دي؟ ده إنتي محتاجة حد يعلمك أساسيات المطبخ يا روحي!
هالة همّت ترد، بس سُهى قربت منها وهمست:أوعى تفتكري إن الجواز ورق… لأن القلوب ليها أصحابها… ورمزي قلبي من زمان.
مازن ضحك ضحكة مزعجة:هالة… رمزي قال إنك بتعيطي كتير، وده بيخلي البيت شبه عيادة نفسية… لو عاوزة تبطلي عياط، اشربي شاي نعناع، أو نامي بره أوضته أحسن!
ثم فجأة، سُهى تمسك إناء شوربة وتكعبل فيه "بالغلط على الأرض…
آه يااااه… اتزحلقت! هالة، نظفي بسرعة بقى، أصل الضيوف جايين… ومش حلوة السفرة تتوسخ، ولا إنتي مش بتلحقى تنظفي حاجة؟
هالة وقفت، عنيها فيها دموع، بس كتمت أنفاسها وقالت بهدوء:هظبّط كل حاجة… ومش مهم مين بيتكعبل، أنا واقفة على رجلي، وهكمل.
مرّ يومين على آخر .
تعليقات