رواية هالة الفصل التاسع 9 بقلم جميلة القحطاني

        


 رواية هالة الفصل التاسع بقلم جميلة القحطاني


زيارة لمازن وسُهى، وكل يوم بيعدّي، بيكون أسوأ من اللي قبله.
هالة كانت بتصحى قبل الفجر، تنظف، تطبخ، تغسل، وتجهز السفرة كاملة.
رمزي كان بييجي ساعة الغروب، ساكت، عابس، يديهها أوامر، وبس.
النهارده، وهي بتنضف غرفة المكتب، لقت على المكتب ظرف أبيض كبير، مفتوح… وجواه صور.
صور ليها.
وهي نايمة على الأرض في أول يوم جواز.
وهي بتبكي وهي بتغسل هدوم رمزي.
وهي في المطبخ، حافية.
صور متاخدة بكاميرا مراقبة أو موبايل.
حطّت الصور بسرعة مكانها… وحسّت قلبها بيضرب بسرعة.
دخلت أم رمزي فجأة، ست شديدة، ملامحها قاسية، ومش بتكلمها غير بالأوامر.
اسمعي يا بنت، العشا النهارده هيكون لعيلة المعلم سالم… ودي ناس مهمة… عاوزة ٣ أنواع سلطات، رز بسمتي، فراخ محشية، ومكرونة فرن… وخلصيهم في ساعتين.
هالة فتحت بقها تعترض، قالت بهدوء:بس يا طنط، أنا لوحدي ومفيش حد يساعدني 
قاطعها صوت عالي:انتي هنا خدامة برضاكي… وأي اعتراض يعني رجلي على باب المحكمة! فاهمة؟!
سُهى دخلت بعدها بلحظات، ضحكت ضحكة متصنعة، وقالت:هالة، أنا جبتلك طرحة جديدة، شكلها هايعجب رمزي… بس على فكرة، أنا اللي اخترت لونها… شبه لبس الخادمات زمان، هتحسي براحة وانتِ لابساها.
رمت الطرحة على الأرض، وخرجت.
وبعدها بلحظات دخل رمزي.
كان ماسك ورق، وعنيه فيها ضيق.
إمضي هنا…
قالها وهو بيشاور على ورقة طويلة.
هالة كانت بترتب الكراسي، قالت وهي ملهوفة:دي إيه؟
رد بسرعة:عقد عمل جديد، تقدري تشتغلي في شركة قرايبي كمساعدة إدارية… بدل ما تفضلي هنا مش نافعة.
من غير ما تفكر، مسحت إيدها في الطرحة، ومسكت القلم… ووقعت.
ضحك رمزي ضحكة عالية، بصوت بارد وقال:دلوقتي بقى معايا إمضتك على ورق… انتي مش بس خدامة… دي حقوقك بقيت ليا، وأي هروب منك  سجنك… مبروك يا مدام رمزي.
خرج من القوضة، وهالة وقعت على الأرض، ضهرها للحائط، وعينيها معلقة في السقف…
بتتنفس بسرعة… مش قادرة تفكر… مش قادرة تصرخ.
بعد شهور من الإذلال، هالة وصلت لمرحلة الانفجار.
ابن رمزي الصغير آدم كان بيعيط جامد بسبب الواجب، وهي كانت بتحاول تساعده،
لكن لما قربت منه، اتوتر أكتر وفضل يصرخ.
رمزي دخل وشاف ابنه بيعيط، فزعق:انتي حتى مش عارفة تهدي طفل؟! ناقص تجننيه!
وبدون تفكير، مد إيده وضربها بالقلم على وشها.
هالة جريت على أوضتها وهي بتبكي…
لكن المرادي كانت دموعها مختلفة.
نزلت السلالم وهي شايلة شنطة صغيرة، قلبها !
تعليقات